تاريخ مدينة دمشق - ج ٤٠

أبي القاسم علي بن الحسن ابن هبة الله بن عبد الله الشافعي [ ابن عساكر ]

تاريخ مدينة دمشق - ج ٤٠

المؤلف:

أبي القاسم علي بن الحسن ابن هبة الله بن عبد الله الشافعي [ ابن عساكر ]


المحقق: علي شيري
الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع
الطبعة: ٠
الصفحات: ٥٤٩
الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤ الجزء ١٥ الجزء ١٦ الجزء ١٧ الجزء ١٨ الجزء ١٩ الجزء ٢٠ الجزء ٢١ الجزء ٢٢ الجزء ٢٣ الجزء ٢٤ الجزء ٢٥ الجزء ٢٦ الجزء ٢٧ الجزء ٢٨ الجزء ٢٩ الجزء ٣٠ الجزء ٣١ الجزء ٣٢ الجزء ٣٣ الجزء ٣٤ الجزء ٣٥ الجزء ٣٦ الجزء ٣٧ الجزء ٣٨ الجزء ٣٩ الجزء ٤٠ الجزء ٤١ الجزء ٤٢ الجزء ٤٣ الجزء ٤٤ الجزء ٤٥ الجزء ٤٦ الجزء ٤٧ الجزء ٤٨ الجزء ٤٩ الجزء ٥٠ الجزء ٥١ الجزء ٥٢ الجزء ٥٣ الجزء ٥٤ الجزء ٥٥ الجزء ٥٦ الجزء ٥٧ الجزء ٥٨ الجزء ٥٩ الجزء ٦٠ الجزء ٦١ الجزء ٦٢ الجزء ٦٣ الجزء ٦٤ الجزء ٦٥ الجزء ٦٦ الجزء ٦٧ الجزء ٦٨ الجزء ٦٩ الجزء ٧٠ الجزء ٧١ الجزء ٧٢ الجزء ٧٣ الجزء ٧٤ الجزء ٧٥ الجزء ٧٦ الجزء ٧٧ الجزء ٧٨ الجزء ٧٩ الجزء ٨٠

أنا أحمد بن معروف ، نا الحسين بن الفهم ، نا محمّد بن سعد (١) ، أنبأ مسلم بن إبراهيم ، نا سلام بن مسكين ، نا أبو النّضر المازني ، عن الشعبي أن عروة بن المغيرة بن شعبة كان أميرا على الكوفة ، وكان خير أهل ذلك البيت.

قرأنا على أبي عبد الله بن البنّا ، عن أبي تمام علي بن محمّد ، عن [أبي عمر بن حيويه ، أنا محمّد بن](٢) القاسم بن جعفر ، نا ابن أبي خيثمة ، نا مسلم بن إبراهيم ، ثنا سلام بن مسكين ، ثنا أبو النّضر المازني ، عن الشعبي قال : إني لشاهد لعروة بن المغيرة بن شعبة ، وكان أميرا على الكوفة ، وكان من خير ـ أراه قال : أهل ذلك البيت ـ.

أخبرنا أبو غالب بن البناء ، أنا أبو الحسين محمّد بن أحمد بن محمّد بن النّرسي ، أنبأ علي بن عمر بن محمّد الحربي ، أنبأ أبو العباس حامد بن محمّد بن شعيب البلخي ، نا سريج بن يونس ، نا هشيم ، أنبأ داود (٣) ، عن الشعبي.

أن رجلا اشترى من رجل خادمه بخمسمائة درهم ، فنقده منها ثلاثمائة درهم ، فسأله أن يدفعها إليه ، فأبى ، فانطلق فتحمل له الثمن ، ثم أتاه بها فدفعها إليه وقال : ادخل فاقبض سلعتك ، فوجدها قد ماتت فخاصمه إلى عروة بن المغيرة قال : فقال عروة : أما الثلاثمائة فهي لك ، وأما المائتين فإنّك ارتهنت السلعة رهنا ، والرهن بما فيه ، فأعجب ذلك الشعبي.

وبلغني أن عبد الملك بن مروان قال للهيثم بن الأسود النّخعي (٤) : يا هيثم من سيد ثقيف بالكوفة؟ قال : عروة بن المغيرة بن شعبة لا ينازع ذلك ، فقال الحجّاج : ليس هناك ولا كرامة ، نحن أعلم بقومنا منك ، فقال الهيثم للحجاج : إنّي أكبر منك سنا وأعلم بالناس منك.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ـ إجازة إن لم يكن سماعا ـ أنبأ أبو الحسين بن النّقّور ، نا القاضي أبو عبد الله الحسين بن هارون بن محمّد الضّبّي ـ إملاء ـ قال : وفي كتابه ـ يعني إياه ـ عن أبي علي بن السجستاني ، قال : قال عروة بن المغيرة.

شرّ العداوة ما ستر بالمداراة ، وأشفاها للأنفس ما فزع لمثلها بادئا وكان ينشده :

لا أتقي حسد الضّغائن بالرّقى

فعل الذليل ولو بقيت وحيدا

لكن أعدّ لها ضغائن مثلها

حتى أوازي بالحقود حقودا

__________________

(١) طبقات ابن سعد ٦ / ٢٦٩.

(٢) الزيادة عن م.

(٣) الخبر رواه المزي في تهذيب الكمال ١٣ / ٢٥ من طريق داود بن أبي هند.

(٤) الخبر في تهذيب الكمال ١٣ / ٢٥.

٣٠١

كالخمر خير دوائها منها بها

تشفي السقيم وتبرئ المنجودا

أخبرنا أبو الحسين بن الفراء ، أنبأ أبي أبو يعلى.

[ح](١) وأخبرنا السعود بن المجلي ، نا أبو الحسين بن المهتدي.

قالا : أنا أبو القاسم عبيد الله (٢) بن أحمد بن أحمد (٣) بن علي ، أنبأ محمّد بن (٤) حفص ، قال : قرأت على علي بن عمرو : حدثكم الهيثم بن عدي قال : قال ابن عيّاش في تسمية الحول : عروة بن المغيرة بن شعبة.

٤٦٩٣ ـ عريان (٥) بن الهيثم بن الأسود بن قيس (٦)

ابن معاوية بن سفيان بن هلال بن عمرو بن جشم

 ابن عوف بن النّخع النّخعي الكوفي (٧)

رأى عبد الله بن عمرو بن العاص.

وحدث عن أبيه ، وقبيصة بن جابر.

روى عنه عبد الملك بن عمير ، وعلي بن زيد بن جدعان.

ووفد على معاوية ، وعلى يزيد بن معاوية وعنده رأى عبد الله بن عمرو.

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين ، أنا أبو علي بن المذهب ، أنا أحمد بن جعفر ، نا عبد الله بن أحمد (٨) ، حدّثني أبي ، ثنا حسن (٩) ، نا سفيان ، عن عبد الملك ، عن العريان بن الهيثم ، عن قبيصة بن جابر الأسدي ، قال : انطلقت مع عجوز لي إلى ابن مسعود ، فذكر قصة ، فقال عبد الله : سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يلعن المتنمصات (١٠)

__________________

(١) «ح» حرف التحويل أضيف عن م.

(٢) عن م ، والأصل : عبد الله.

(٣) «بن أحمد» ليست في م.

(٤) في م : محمّد بن مخلد بن حفص.

(٥) عريان بضم أوله وسكون الراء بعدها تحتانية (عن تقريب التهذيب).

(٦) كذا بالأصل ، وفي م وتهذيب الكمال : أقيش.

(٧) انظر أخباره في : تهذيب الكمال ١٣ / ٢٨ وتهذيب التهذيب ٤ / ١٢٣ التاريخ الكبير ٧ / ٨٤ والجرح والتعديل ٧ / ٣٨.

(٨) مسند أحمد بن حنبل ٢ / ٩٤ رقم ٣٩٥٦.

(٩) الأصل : حسين ، تصحيف ، والتصويب عن م والمسند.

(١٠) المتنمصات جمع متنمصة وهي المرأة التي تأمر من ينتف لها الشعر من وجهها ، والنامصة : التي تنتف الشعر من وجهها (النهاية لابن الأثير).

٣٠٢

والمتفلجات (١) ، والموشمات اللاتي يغيّرن خلق الله [٨١١٧].

أخبرنا أبو غالب بن البنا ، أنا أبو محمّد الجوهري ، أنا أبو علي الفارسي النحوي ، ثنا أبو الحسن (٢) علي بن الحسين بن معدان ، نا أبو يعقوب إسحاق بن إبراهيم الحنظلي ، أنبأ أبو الوليد هشام بن عبد الملك ، نا أبو عوانة ، عن عبد الملك بن عمير ، عن العريان بن الهيثم النّخعي الأعور ، عن قبيصة بن جابر الأسدي ، قال :

كنا نشارك المرأة في السورة من القرآن نعلّمها ، فانطلقت مع عجوز من بني أسد إلى عبد الله بن مسعود ، فرأى جبينها تبرق فقال : أتحلقونه فغضبت وقالت : التي تحلق جبينها امرأتك قال : فاذهبي فانظري فإن كانت تفعله فهي مني بريئة ، فانطلقت فدخلت فقالت : ما رأيتها تفعله ، فقال عبد الله بن مسعود سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يقول : «لعن المتنمّصات والمتفلّجات والمتوشّمات (٣) اللاتي يغيّرن خلق الله تعالى» [٨١١٨].

أنبأنا أبو علي الحدّاد.

ثم أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي ، أنبأ يوسف بن الحسين بن محمّد الزنجاني.

قالا : أنبأ أبو نعيم ، أنا عبد الله بن جعفر بن أحمد بن فارس ، نا يونس بن حبيب ، نا أبو داود الطّيالسي ، عن عبد الله بن مسعود قال : سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يلعن المتنمصات والمتفلّجات والمستوشمات اللاتي يغيّرن خلق الله.

أنبأنا أبو الغنائم محمّد بن علي ، ثم حدّثنا أبو الفضل بن ناصر ، أنا أحمد بن الحسين ، والمبارك بن عبد الجبار ، ومحمّد بن علي ـ واللفظ له ـ قالوا : أنا أبو أحمد ـ زاد أحمد : ومحمّد بن الحسن ـ قالا : ـ أنبأ أحمد بن عبدان ، أنا محمّد بن سهل ، أنا محمّد بن إسماعيل ، قال (٤) : قال إسحاق : حدثا عبد الصمد ، نا أبي ، نا أبو التياح ، عن أبي حمزة ، عن الوضيّ العوذيّ ، عن عريان بن الهيثم قال : وفدت إلى معاوية.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن الحسين ، ثنا أبو الحسين بن المهتدي.

__________________

(١) امرأة متفلجة هي التي تباعد ما بين أسنانها وتفرقها رغبة في التحسين ومنه الحديث : أنه لعن المتفلجات للحسن ، قاله في تاج العروس بتحقيقنا : فلج.

(٢) الأصل : الحسين ، والمثبت عن م.

(٣) المتوشمات : في تاج العروس بتحقيقنا : وشم : وفي الحديث لعن الله الواشمة والمستوشمة ، وبعضهم يرويه :

الموتشمة واستوشم : طلبه أن يشمه ، وقد وشمته وشما ، والوشم : غرز الإبرة في البدن وذر النيلج عليه.

(٤) الخبر التالي ليس في ترجمته في التاريخ الكبير ٧ / ٨٤.

٣٠٣

ح وأخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا أبو الحسين بن النّقّور ، قالا : أنا عيسى بن علي ، أنبأ عبد الله بن محمّد ، نا داود عمرو ، ثنا عبّاد بن العوّام ، نا هلال بن حباب ، عن العريان بن الهيثم قال :

كنت عند معاوية بن أبي سفيان فذكروا البصرة فقال : [كم](١) بعد الأبلّة (٢) منها ، فقالوا أربعة فراسخ ، فقال عبد الله بن عمرو : ينزل بنو قنطوراء (٣) عراض الوجوه صغار الأعين كأن وجوههم المجانّ (٤) المطرقة.

كذا قال عند معاوية وفي رواية أخرى عند يزيد.

أخبرنا بها أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنبأ ابن النّقّور ، أنا عيسى [إملاء] ، أنا عبد الله ، حدّثني إبراهيم بن هانئ ، نا حجّاج بن المنهال ، نا حمّاد بن سلمة ، عن علي بن زيد ، عن العريان بن الهيثم قال :

وفدت مع أبي إلى يزيد بن معاوية فجاء رجل طوال أحمر عظيم البطن ، فجلس ، فقلت : من هذا؟ فقيل : عبد الله بن عمرو.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي ، وأبو العزّ الكيلي ، قالا : أنا أبو طاهر الباقلاني ـ زاد الأنماطي : وأبو الفضل بن خيرون ـ قالا : أنا أبو الحسين الأصبهاني ، أنا محمّد بن أحمد بن إسحاق ، أنا عمر بن أحمد بن إسحاق ، نا خليفة بن خياط ، قال (٥) :

العريان بن الهيثم بن الأسود بن [أقيش بن](٦) معاوية بن سفيان بن هلال بن عمرو بن جشم بن عوف بن النخع.

أنبأ أبو الغنائم الكوفي ، ثم حدّثنا أبو الفضل ، أنا أبو الفضل ، وأبو الحسين ، وأبو الغنائم ـ واللفظ له ـ قالوا : أنا عبد الوهاب بن محمّد ـ زاد أبو الفضل : ومحمّد بن الحسن ـ قالا (٧) : أنا أبو بكر الشيرازي ، أنا أبو الحسن المقرئ ، نا أبو عبد الله البخاري قال (٨) :

__________________

(١) زيادة عن م.

(٢) ضبطت عن معجم البلدان.

(٣) بنو قنطور : الترك أبو السودان ، أو هي جارية لإبراهيم صلى‌الله‌عليه‌وسلم من نسلها الترك (القاموس المحيط : قنطر).

(٤) مجان جمع مجنّ وهو الترس (القاموس المحيط : جنّ ـ مجن).

(٥) طبقات خليفة بن خيّاط ص ٢٤٩ رقم ١٠٦٠.

(٦) الزيادة عن م وطبقات خليفة.

(٧) الأصل : قال ، والمثبت عن م.

(٨) التاريخ الكبير للبخاري ٧ / ٨٥.

٣٠٤

عريان بن الهيثم بن الأسود النّخعي ، عن أبيه ، يعد في الكوفيين.

قال موسى وأبو الوليد نحوه.

قال : نا أبو عوانة ، نا عبد الملك بن عمير ، عن العريان بن الهيثم ، عن قبيصة بن جابر ، فذكر الحديث (١).

أخبرنا أبو الحسين (٢) القاضي ـ إذنا ـ وأبو عبد الله الأديب ـ مشافهة ـ قالا : أنبأ أبو القاسم بن مندة ، أنا أبو علي ـ إجازة ـ.

[ح](٣) قال : وأنا أبو طاهر بن سلمة ، أنا علي بن محمّد.

قالا : أنا أبو محمّد بن أبي حاتم ، قال (٤) :

عريان بن الهيثم بن الأسود النّخعي ، روى عن أبيه ، وقبيصة بن جابر ، روى عنه عبد الملك بن عمير ، سمعت أبي يقول ذلك [ويقول : هو مجهول](٥).

أنبأنا أبو محمّد بن الأكفاني ، نا عبد العزيز الكتاني (٦) ، أنا علي بن الحسن بن علي الرّبعي ، ورشأ بن نظيف ، قالا : أنا أبو الفتح محمّد بن إبراهيم ، أنا محمّد بن محمّد بن داود ، نا عبد الرّحمن بن يوسف بن سعيد قال : العريان بن الهيثم جليل ، كوفي ، من التابعين.

أخبرنا أبو القاسم [بن السمرقندي](٧) ، أنبأ أبو الحسين النّقّور ، وأبو منصور بن العطار ، قالا : أنا أبو طاهر المخلّص ، أنبأ أبو محمّد بن عبد الرّحمن بن محمّد السكري ، ثنا زكريا بن يحيى المنقري ، نا الأصمعي ، نا سلمة بن بلال ، عن مجالد ، قال :

ثم ولي مسلمة بن عبد الملك العراق ، فكان على شرطته بواسط قطن ابن دحية الكلبي واستعمل على شرطة الكوفة العريان بن الهيثم النّخعي ، ثم ولي العراق عمر بن هبيرة الفزاري ، فذكر من كان على شرطه ثم ولي العراق خالد بن عبد الله القشيري ، واستعمل على الكوفة العريان بن الهيثم النّخعي.

__________________

(١) يعني حديث عبد الله بن مسعود المتقدم في لعن المتنمصات ....

(٢) في م : الحسن ، تصحيف ، والسند معروف.

(٣) «ح» حرف التحويل زيادة عن م.

(٤) الجرح والتعديل ٧ / ٣٨.

(٥) ما بين معكوفتين زيادة عن الجرح والتعديل.

(٦) الأصل وم : الكناني ، تصحيف.

(٧) ما بين معكوفتين عن م ، والذي بالأصل : «قندى».

٣٠٥

قرأت على أبي غالب بن البنا ، عن أبي محمّد الجوهري (١) ، أنبأ أبو عمر بن حيّوية ، أنا أحمد بن معروف ، نا الحسين بن الفهم ، نا محمّد بن سعد ، قال :

كان العريان بن الهيثم من رجال مذحج وأشرافهم المذكورين ، ولي الشرط لخالد بن عبد الله القشيري بالكوفة.

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين (٢) ، أنبأ أبو محمّد الحسن (٣) بن عيسى بن المقتدر ، نا أبو العباس أحمد بن منصور ، نا ابن دريد ، نا الرياشي ، نا العمري ، عن لقيط بن بكير ، قال :

تقدم رجل من التّجار إلى العريان بن الهيثم وكان التاجر فصيحا ، صاحب غريب ، ومعه خصم ، فقال التاجر : أصلحك الله إنّي ابتعت من هذا عنجدا (٤) شهرا أؤديه إليه مياومة ، ولم ينقض الأجل ، وقد لفأته بعض حقه ، فليس يلقاني في لقم (٥) إلّا فثأني عن حاجتي ، وأما مهيئ ما له إلى انقضاء الأجل ، فقال له العريان : من أنت؟ قال : رجل من التّجار ، قال : أتكلم بهذا الكلام؟ ضعوا ثيابه ، فأهوت الشرط إلى ثيابه فقال : أصلحك الله إنّ إزاري مرعبل (٦) فضحك العريان وقال : لو ترك الغريب في حال ، تركه في هذا الموضع ، خلّوا سبيله.

كتب إليّ أبو نصر بن القشيري ، أنا أبو بكر البيهقي ، أنا أبو عبد الله الحافظ ، نا يحيى بن عمرو ـ يعني ابن صالح ـ أبا زكريا الليثي ، نا أبو حامد الأعمش ، حدّثني يحيى بن مخلد الهروي ، نا عبد الله بن مخلد ، عن مصعب الزبيري قال : أتي العريان بشابّ سكران ، فقال له : من أنت؟ فقال :

أنا ابن الذي لا ينزل الدهر قدره

وإن نزلت يوما فسوف يعود

فقال لبعض شرطته : سل عن هذا ، فسأل ، فقال : هو ابن صاحب باقلاء.

أنبأنا أبو محمّد عبد الرّحمن بن أحمد بن صابر ، أنبأ أبو القاسم النّسيب ، أنا رشأ بن نظيف ـ إجازة ، أنبأ الشريف أبو جعفر مسلم بن الحسين الجعفري ، نا أبو العباس أحمد بن الحسين بن إسحاق بن عتبة الرازي ، نا علي بن محمّد بن يونس الرقاشي ، نا الأصمعي

__________________

(١) على هامش م : وحدثنا عمي ، أنا ابن يوسف ، أنا الجوهري قراءة.

(٢) من هذه الطريق رواه المزي في تهذيب الكمال ١٣ / ٢٩.

(٣) الأصل : الحسين ، والتصويب عن م وتهذيب الكمال.

(٤) العنجد : حب العنب ، وقيل : حب الزبيب (اللسان).

(٥) اللقم : الطريق.

(٦) أي ممزق ، رعبل الثوب مزقه فترعبل (القاموس المحيط : رعبل).

٣٠٦

عبد الملك بن قريب قال (١) :

بينما العريان يطوف ليلة بالكوفة إذ لقي شابا سكرانا (٢) وهو يتغنى ، فقال له : من أنت؟ فقال : أصلح الله الأمير :

أنا ابن الذي لا ينزل الدهر قدره

وإن أنزلت (٣) يوما فسوف تعود (٤)

فقال : خلوا لسبيله ، وظنّ أنه شريف من أشراف الكوفة ، فلما أصبح حدّث بحديثه في مجلسه ، فقال : وددت أنّي كنت عرفته ، فقال له رجل من الشّرط : أتحبّ أصلحك الله أن آتيك به ، قال : وتعرفه؟ قال : نعم ، أصلحك الله ، أبوه يبيع الباقلاء في جبّانة عرزم قال : عليّ به الساعة ، قال : فمضى ، فأتاه به ، فأدخله عليه قال : فقال له :

أنا ابن الذي لا ينزل الدهر قدره

فإن أنزلت يوما فسوف تعود

فقال : أصلحك الله ، فما كذبتك (٥) إنّ أبي ليبيع الباقلاء ، فإذا أنزلت قدره فباع ما فيها أعادها ، فضحك ، وضحك جلساؤه ، وعجبوا من ظرفه.

قال : ونا الأصمعي ، قال : أتي العريان بن الهيثم بن الأسود النّخعي بشابين قد جنيا جناية فضرب أحدهما ، وأمر بتجريد الآخر ، فجعل ثيابه وشد إزاره على وسطه وهو يقول :

فقلت لمذحج قوموا فشدّوا

مآزركم فقد برح الخفاء

فإن الحرب يجنيها رجال

ويصلي حرّها قوم براء

فقال له العريان : ومن قائل هذا الشعر : قال : الهيثم بن الأسود النّخعي ، فضحك ، وقال : ما أراك (٦) إلّا مظلوما ، خلوا سبيله.

أنبأ أبو علي الحداد ، وحدّثني أبو مسعود عبد الرّحيم بن علي بن حمد ، [إملاء] أنا أبو نعيم الحافظ (٧) ، ثنا أبي ، نا أحمد بن محمّد بن أبان ، نا عبد الله بن محمّد بن عبيد ،

__________________

(١) الخبر من طريق آخر في عيون الأخبار ١ / ٢٠١ ومن هذا الطريق ـ عن الأصمعي ـ رواه المزي في تهذيب الكمال ١٣ / ٢٨.

(٢) كذا بالأصل وم ، والوجه : «سكران» كما في عيون الأخبار وتهذيب الكمال.

(٣) كذا بالأصل وم هنا ، وفي عيون الأخبار وتهذيب الكمال : نزلت.

(٤) في المصدرين بيت آخر وروايته :

ترى الناس أفواجا إلى ضوء ناره

فمنهم قيام حولها وقعود

(٥) الأصل : «حديث» تصحيف ، وفي من : «كذبت» وفوقها ضبة ، والمثبت عن تهذيب الكمال.

(٦) الأصل : أراني ، والمثبت عن م.

(٧) الخبر في ذكر أخبار أصبهان لأبي نعيم ٢ / ١٤٨ ـ ١٤٩ ضمن ترجمة عتاب بن ورقاء التميمي.

٣٠٧

أخبرني عمر [بن](١) بكير عن هشام بن محمّد ، حدّثني رجل من بني تميم قال :

أتى العريان بن الهيثم النّخعي عتاب بن ورقاء التّميمي وهو على أصبهان ، فقال :

إنا أتيناك لا من حاجة عرضت

ولا قروض نجازيها ولا نعم

إلّا بخير عمال العراق وإن

قيل ابن ورقاء غيث صائب الديم

فإن نجد فهو شيء كنت تفعله

وإن تكن علّة نرجع ولا نلم.

قال : فأعطاه مائة ألف درهم.

أخبرنا أبو سعد بن البغدادي ، أنا أبو عمرو بن مندة ، أنا الحسن بن محمّد بن أحمد بن يوسف القرشي ، أنا أحمد بن محمّد بن عمر بن أبان العبدي ، نا أبو بكر بن أبي الدنيا ، حدّثني أبي عن هشام بن محمّد ، حدّثني عبيد الله (٢) بن عبد الله بن العريان [بن](٣) الهيثم بن الأسود ، قال :

مات ابن العريان وهو على شرطة خالد بن عبد الله بالكوفة ، فأخرج سريره ومعه نوائح ، فقال العريان :

ولقد تحمل المشاة كريما

لين الجود ماجد الأعراق

ذاك قولي ولا كقول

نساء موجعات ... الأوراق

__________________

(١) سقطت من الأصل وأضيفت عن أخبار أصبهان وم ، وفي م : أخبرني ابن بكير.

(٢) الأصل : عبد الله ، والمثبت عن م.

(٣) زيادة عن م.

٣٠٨

[ذكر من اسمه](١) عزرة

٤٦٩٤ ـ عزرة بن إبراهيم

روى عن واثلة بن الأسقع.

روى عنه عمر (٢) بن الدّرفس.

أخبرنا أبو الحسن (٣) علي بن المسلّم الفرضي ، أنبأ نصر بن إبراهيم ، وعبد الله بن عبد الرزاق.

وأخبرنا أبو الحسن علي بن زيد السّلمي ، أنبأ نصر بن إبراهيم ، قالا : أنبأ أبو الحسن بن عوف ، أنا أبو علي بن منير ، أنبأ ابن خريم ، نا هشام بن عمّار ، حدّثنا عمر بن الدّرفس ، قال : ثنا عزرة بن إبراهيم عن واثلة بن الأسقع أنه كان يصلّي على الجنائز إذا كان الطاعون ، فكان إذا أشرف على المقبرة قال : السلام عليكم أهل دار مؤمنين ، كنتم لنا سلفا ، ونحن لكم تبع ، وإنا إن شاء الله بكم لاحقون.

٤٦٩٥ ـ عزرة بن قيس بن غزيّة الأحمسي

 البجلي الدهني الكوفي (٤)

شهد خطبة خالد بن الوليد حين جاءه عزل عمر إياه.

روى عنه أبو وائل.

__________________

(١) زيادة لازمة منا للإيضاح.

(٢) الأصل : عمرو ، والمثبت عن م ، ترجمته في تهذيب الكمال ١٤ / ٦١.

(٣) الأصل : الحسين ، تصحيف ، والمثبت عن م ، والسند معروف.

(٤) ميزان الاعتدال ٣ / ٦٦ وفتوح البلدان للبلاذري ص ٣٤٨ و ٣٨١ وطبقات ابن سعد ٦ / ٢١٢ والجرح والتعديل ٧ / ٢٢ والتاريخ الكبير ٧ / ٦٥ والاكمال لابن ماكولا ٦ / ٢٠٠.

٣٠٩

وولي عزرة حلوان (١) في خلافة عمر ، وغزا شهرزور منها فلم يفتحها حتى افتتحها عتبة بن فرقد (٢).

أخبرنا أبو عبد الله الفراوي ، أنا أبو بكر البيهقي.

وأخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي ، أنبأ أبو بكر بن الطبري.

قالا : أنا أبو الحسين بن الفضل ، أنا عبد الله بن جعفر ، نا يعقوب (٣) ، نا أبو الوليد (٤) ، نا أبو عوانة (٥) ، عن عاصم (٦) ، عن شقيق ، عن عزرة (٧) بن قيس ، عن خالد بن الوليد ، قال :

كتب إليّ أمير المؤمنين حين ألقى الشام بوانيه بثنيّة وعسلا أن : سر إلى أرض الهند ، والهند يومئذ في أنفسنا البصرة ، وأنا لذلك كاره ، فقال رجل : اتّق الله يا أبا سليمان (٨) ، فإن الفتن قد ظهرت ، فقال : أما وابن الخطاب حيّ فلا ، إنها إنما يكون بعده ، والناس بذي بليّان أوفي ذي بليّان بمكان كذا وكذا ، فينظر الرجل. فيتفكر هل يجد مكانا لم ينزل به ما نزل بمكانه (٩) الذي هو فيه من الفتنة والشرّ ، فلا يجد ، أولئك الأيام الذي ذكر رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم بين يدي الساعة أيام الهرج ، فنعوذ بالله أن تدركني وإياكم أولئك الأيام.

(١٠) أخبرنا أبو القاسم عبد الله بن أحمد بن الحسين بن العلّاف الفرضي ، وابن السّمرقندي ، وأبو منصور عبد الجبار بن أحمد بن محمّد العكبري (١١) ، قالوا : نا أبو الحسين بن النّقّور ، أنا عيسى بن علي ، أنا عبد الله بن محمّد ، نا أبو حفص عمر بن زرارة

__________________

(١) انظر فتوح البلدان للبلاذري ص ٣٤٨.

(٢) فتوح البلدان للبلاذري ص ٣٨١.

(٣) الخبر في المعرفة والتاريخ ٣ / ١١٥ ـ ١١٦.

(٤) هو هشام بن عبد الملك الطيالسي. ترجمته في تهذيب الكمال ١٩ / ٢٦٢.

(٥) هو الوضاح بن عبد الله اليشكري ترجمته في تهذيب الكمال ١٩ / ٣٧٩.

(٦) هو عاصم بن بهدلة المقرئ ترجمته في تهذيب الكمال ٩ / ٢٨٩.

(٧) بالأصل وم والمعرفة والتاريخ : عروة.

(٨) الأصل : سليم ، والتصويب عن م والمعرفة والتاريخ.

(٩) في المعرفة والتاريخ : لم يزل به ما ترك بمكانه.

(١٠) قبله خبر ، سقط من الأصل ، وهو مثبت في م وفي روايته سقط ، نستدركه هنا على حالته ونصه :

أخبرناه عاليا أبو سهل بن سعدويه ، أنا أبو الفضل الرازي أنا جعفر بن عبد الله ، نا محمّد بن هارون نا أبو الربيع خالد بن يوسف بن خالد السمتي ، نا أبو عوانة ، عن عاصم عن أبي وائل عن عروة بن قيس عن خالد بن الوليد قال : كتب إلي أمير المؤمنين حين ألقى الشام (....).

(١١) فوقها في م : ضبة.

٣١٠

الحدثي (١) الطّرسوسي ، نا عيسى بن يونس ، عن الأعمش ، عن شقيق بن سلمة ، عن عروة بن قيس البجلي قال :

خطبنا خالد بن الوليد فقال : إنّ عمر بعثني إلى الشام وهو له مهم فلما ألقى الشام بوانيه وصار سمنا وعسلا أراد أن يؤثر به [غيري](٢) ويبعثني إلى الهند ، فقال رجل إلى جانبه : اصبر اصبر أيها الأمير ، فإن الفتن قد ظهرت ، قال خالد : وابن الخطاب حيّ إنما ذلك بعده ، إذا كان الناس بذي بلي وذي بلي وطلب الرجل أرضا نفر إليها ليس فيها مثل الذي يفر منه فلم يجده.

كذا كان في الأصل بخط أبي علي البردائي الحافظ ، وهو تصحيف ، والصواب عزرة كما تقدم.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا أبو الحسين بن النقور ، أنا أبو طاهر المخلّص ، أنا أبو بكر بن سيف ، أنا السّري بن يحيى ، أنا شعيب بن إبراهيم ، نا سيف بن عمر ، عن الأعمش ، عن شقيق ، عن عروة (٣) بن قيس قال :

خطبنا خالد بن الوليد ، وشكا عمر فقال : عمر بعثني إلى الشام وهو له مهم حتى إذا أتى بوانيه وعاد بثنيّة وعسلا وأمّر غيري ، فقام إليه رجل فقال : أيها الأمير ، اصبر ، فإنّ الفتن قد وقعت ، وأقبلت ، فقال : ويحك وابن الخطّاب حيّ ، إنّما ذلك إذا كان الناس بذي بلي وذي بلي وجعل الرجل يذكر ما منه فلا ما مر فيه فلا أدركني وإياكم تلك الأيام.

أخبرنا على الصواب أبو عبد الله الفراوي ، أنا أبو بكر البيهقي ، أنا أبو الحسين بن بشران ، أنا إسماعيل بن محمّد الصّفّار ، نا محمّد بن إسحاق الصّنعاني ، نا يعلى بن عبيد ، نا الأعمش ، عن شقيق ، عن عروة بن قيس قال :

خطبنا خالد بن الوليد فقال : إنّ أمير المؤمنين عمر بعثني إلى الشام وهي تهمّه ، فألقى بوانيه فكان بثنيّة وعسلا أراد أن يؤثر بها غيري ، ويبعثني إلى الهند ، فقال رجل من تحته : اصبر أيها الأمير ، فإنّ الفتن قد ظهرت ، فقال : وابن الخطاب حيّ ، وإنّما ذاك بعده ، إذا كان الناس تدين بلي ذي بلي وتذكر الرجل ما يجد أرضا ليس بها مثل الذي يفر منه ، ولا يجد.

تابعه أبو معاوية ، عن الأعمش.

__________________

(١) اللفظة بدون إعجام بالأصل وم ، والصواب ما أثبت وضبط ، ترجمته في سير أعلام النبلاء ١١ / ٤٠٧.

(٢) الزيادة عن م.

(٣) كذا بالأصل وم.

٣١١

أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر ، أنبأ أبو صالح المؤذن ، أنا أبو الحسن (١) بن السّقّا ، نا محمّد بن يعقوب ، نا عباس ، قال : سمعت يحيى يقول : قال عفّان في حديث : إذا ألقي الشام بوانيه ، ومات عليه.

وحدّث به عن أبي عوانة ، عن عاصم.

وأما غير عفان فحدّث به : إذا ألقى الشام بوائنه.

أنبأنا أبو عبد الله الثلجي ، أنا أبو الحسين الطّيّوري ، أنا أبو الحسن العتيقي ، أنبأ الدارقطني ـ إجازة ـ أنا عمر بن الحسن الشيباني ، نا الحارث بن محمّد بن أبي أسامة ، نا محمّد بن أبي أسامة ، نا محمّد بن سعد ، أنا محمّد بن عمر الواقدي قال :

وهذا لا يعرف عندنا أنّ عمر بعثه إلى الشام ، ولا أراد أن يبعثه إلى الهند ، إنّما بعثه أبو بكر إلى أرض العراق ، واستمدّ أهل الشام أبا بكر بالرجال ، فكتب إلى خالد أن يسير مددا إلى جند الشام ، وكان من ولاية أبي (٢) بكر حين توفي ثم عزله عمر ، فهذا المعروف عندنا وعند أهل الشام ، ليس فيه اختلاف.

أخبرنا أبو الحسن [بن](٣) عبد الباقي ، أنبأ أبو الحسين بن الآبنوسي ، أنا أبو الحسن الدارقطني ، أنا عبيد الله بن أحمد بن عبد الله ، أنبأ سهل بن علي التميمي ، أنا أبو الحسن (٤) الأثرم ، قال : قال أبو عبيدة.

وفي الحديث : ألقت الشام بوانيها وصارت بثنية وعسلا : ألقت بوانيها أي استقرت واطمأنت ، يقال للرجل : إذا أقام ألقى بوانيه وألقى مراسيه وألقى عصاه ، وألقى حذافره وأرواقه (٥) ، وقالوا : البثنية (٦) : الحنطة ، وقالوا : الحبوب.

أخبرنا أبو القاسم الواسطي ، نا أبو بكر الخطيب ، أنا أحمد بن علي البادا والحسن بن أبي بكر ، أنا وعلي بن أحمد ، نا علي بن عبد العزيز ، قال : قال أبو عبيد (٧) :

في حديث خالد بن الوليد حين خطب الناس فقال : إن عمرا استعملني على الشام وهو

__________________

(١) الأصل : الحسين ، تصحيف ، والمثبت عن م ، والسند معروف.

(٢) الأصل : «ولاه أبو بكر» والمثبت عن م والمختصر.

(٣) زيادة عن م.

(٤) الأصل ، الحسين ، والمثبت عن م.

(٥) الأرواق : جمع روق ، وروق البيت ورواقه : مقدم البيت وفوقها في م : ضبة.

(٦) بدون إعجام في م وفوقها ضبة.

(٧) غريب الحديث لأبي عبيد الهروي ط بيروت ٢ / ١٧٧.

٣١٢

له مهمّ ، فلما ألقى الشام بوانيه وصار بثنية وعسلا عزلني واستعمل غيري ، فقال رجل : هذا والله الفتنة ، وقال خالد : أما وابن الخطاب حيّ فلا ، ولكن ذاك إذا كان الناس بذي بلي وبذي بلي.

قال أبو عبيد (١) : حدّثناه عدة عن الأعمش ، عن أبي وائل ، عن عزرة (٢) بن قيس ، قال : خطبنا خالد ثم ذكر ذلك.

قوله ألقى الشام بوانيه ، إنما هو مثل يقال للإنسان إذا اطمأن بالمكان ، واجتمع له أمره : قد ألقى بوانيه ، وكذلك يقال : ألقى أرواقه ، وألقى عصاه ، قال الشاعر :

فألقت عصاها واستقرت بها النوى

كما قرّ عينا بالإياب المسافر (٣)

وقوله : صار بثنية وعسلا فيه قولان : يقال : البثنية حنطة منسوبة إلى بلاد معروفة بالشام من أرض دمشق يقال لها البثنية ، والقول الآخر : أراد بالثنية اللينة وذلك أن الرملة اللينة يقال لها بثنة وتصغيرها بثينة ، وبها سميت [المرأة](٤) بثينة فأراد خالد أن الشام لما اطمأن وذهبت شوكته وسكن الحرب فيه وصار لينا لا مكروه فيه ، إنما هو خصب كالحنطة والعسل.

عزلني واستعمل غيري (٥) قال ذلك كله أو عامته الأموي ، وكان الكسائي والأصمعي يقولان نحو ذلك.

وأما قوله : وكان الناس بذي بلّي وذي بلّي ، فإنه أراد تفرّق الناس ، وأن يكونوا طوائف مع غير إمام يجمعهم وبعد بعضهم من بعض وكذلك كلّ من بعد منك (٦) حتى لا يعرف موضعه فهو بذي بلي وفيه لغة أخرى ، بذي بليان.

ويروى عن عاصم بن أبي النجود ، عن أبي وائل : بذي بلّيان والصواب بلّيان وكان

__________________

(١) غريب الحديث لأبي عبيد الهروي ط بيروت ٢ / ١٧٧.

(٢) الأصل : عروة ، والمثبت عن غريب الحديث لأي عبيد.

(٣) البيت في تاج العروس بتحقيقنا (نوى) ونسبه لمعقر بن حمار ، وقيل للطرماح بن حكيم وفي تاج العروس (عصا) : وقيل : عبد ربه السلمي.

وبالأصل : «واستقرت البومى كما قر عبدا» والمثبت عن تاج العروس.

وفي اللسان (عصا) : قال ابن بري : هذا البيت لعبد ربه السلمي ، ويقال لسليم بن ثمامة الحنفي ، وذكر الآمدي أن البيت لمعقر بن حمار البارقي.

(٤) ما بين معكوفتين زيادة عن غريب الحديث للهروي.

(٥) «عزلني واستعمل غيري» عن م وغريب الحديث للهروي ، ومكانه بالأصل : «عن أبي وإسماعيل عدي».

(٦) في م : «قعد منكر» وفوق اللفظة الثانية ضبة.

٣١٣

الكسائي ينشد هذا البيت في وصف رجل يطيل النوم فقال :

ينام ويذهب الأقوام حتى

يقال أتوا على ذي بليان (١)

يعني أنه أطال النوم ومضى أصحابه في سفرهم حتى صاروا إلى موضع لا يعرف مكانهم من طول نومه.

وقد رواه بعضهم : ألقى الشام نواتيه ، وليس هذا بشيء ، إنما النواتي (٢) في كلام أهل الشام الملاحون الذين في البحر خاصة.

عورض : آخر السابع والثلاثين بعد الثلاثمائة يتلوه :

أخبرنا أبو غالب بن البنّا فيما قرأت عليه ، عن أبي محمّد الجوهري ، أنا ابن حيوية.

بلغت سماعا على والدي الإمام العالم الحافظ أبي القاسم علي بن الحسن ، فسمعه ابني محمّد ، وكتب القاسم بن علي بن الحسن في ثاني وعشرين محرم سنة ثلاث وستين بعد قراءة علي (٣).

أخبرنا والدي الحافظ أبو القاسم علي بن الحسن (٤) رحمه‌الله قال (٥) :

أخبرنا أبو غالب أحمد بن الحسن (٦) بن البنّا ـ فيما قرأت عليه ـ عن أبي محمّد الجوهري (٧) ، أنبأ أبو عمر بن حيّوية ، أنبأ أحمد بن معروف ، نا الحسين بن الفهم ، نا محمّد بن سعد ، قال (٨) : في الطبقة الأولى منها أهل الكوفة عزرة بن قيس البجلي من أحمس من بني دهن من أنفسهم ، روى عن خالد بن الوليد ، وكان معه في مغازيه بالشام ، وروى أبو وائل عن عزرة بن قيس.

أخبرنا أبو الغنائم محمّد بن علي في كتابه ، ثم حدّثنا أبو الفضل محمّد بن ناصر ، أنبأ أحمد بن الحسين ، والمبارك بن عبد الجبار ، ومحمّد بن علي ـ واللفظ له ـ قالوا : أنا أبو

__________________

(١) البيت في اللسان (بلا) بدون نسبة.

(٢) النواتي جمع نوتي بضم النون ، وهو الملاح.

(٣) وعلى هامش م : عورض آخر الجزء السابع والثلاثين بعد الثلاثمائة وهذا آخر الجزء السابع والثلاثون بعد الثلاثمائة.

(٤) الأصل وم : الحسين ، تصحيف.

(٥) على هامش م : وهذا أول الثامن والثلاثون من خط.

(٦) الأصل وم : الحسين ، تصحيف ، ترجمته في سير أعلام النبلاء ١٩ / ٦٠٣.

(٧) على هامش م : وحدثنا عمي رحمه‌الله ، أنا ابن يوسف أنا الجوهري قراءة.

(٨) طبقات ابن سعد ٦ / ٢١٢.

٣١٤

أحمد ـ زاد أحمد : ومحمّد بن الحسن ، قالا : ـ أنا أحمد بن عبدان ، أنا محمّد بن إسماعيل (١) ، قال (٢) : عزرة (٣) بن قيس البجلي نسبه عيسى بن يونس.

أخبرنا أبو الحسين الأبرقوهي ـ إذنا ـ وأبو عبد الله الأديب ـ شفاها ـ قالا : أنا أبو القاسم بن مندة ، أنا أبو علي ـ إجازة ـ.

ح قال : وأنا أبو طاهر بن سلمة ، أنا علي بن محمّد.

قالا : أنا أبو محمّد بن أبي حاتم ، قال (٤) :

عزرة (٥) بن قيس البجلي ، روى عن خالد بن الوليد ، روى عنه أبو وائل ، سمعت أبي يقول ذلك.

قرأت على أبي غالب بن البنّا ، عن أبي الفتح بن المحاملي ، أنبأ أبو الحسن الدارقطني ، قال : عزرة بن قيس البجلي ، سمع خالد بن الوليد ، روى عنه أبو وائل شقيق.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن شجاع ، أنا أبو صادق محمّد بن أحمد ، أنبأ أحمد بن محمّد بن زنجويه ، أنبأ أبو أحمد العسكري قال :

أما عزرة العين غير معجمة ، والراء ساكنة منقوطة والراء غير معجمة عزرة بن قيس البجلي ، روى عن خالد بن الوليد ، روى عنه أبو وائل شقيق بن سلمة.

قرأت على أبي محمّد عبد الكريم بن حمزة ، عن أبي نصر بن ماكولا قال (٦) :

أما عزرة (٧) بفتح العين وسكون الزاي وفتح الراء فهو عزرة (٨) بن قيس البجلي ، سمع خالد بن الوليد ، روى عنه أبو وائل.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا أبو بكر محمّد بن هبة الله ، أنا أبو الحسن (٩) علي بن محمّد ، أنبأ عثمان بن أحمد ، أنبأ محمّد بن أحمد البراء ، قال : قال علي بن

__________________

(١) التاريخ الكبير للبخاري ٧ / ٦٥.

(٢) بالأصل : قالا ، والمثبت عن م.

(٣) الأصل : عروة ، والتصويب عن م والتاريخ الكبير والجرح والتعديل.

(٤) الجرح والتعديل ٧ / ٢١.

(٥) الأصل : عروة ، والتصويب عن م والتاريخ الكبير والجرح والتعديل.

(٦) الاكمال لابن ماكولا ٦ / ٢٠٠.

(٧) الأصل : عروة ، والمثبت عن م والاكمال.

(٨) الأصل : عروة ، والمثبت عن م والاكمال.

(٩) الأصل : الحسين ، والمثبت عن م. والسند معروف.

٣١٥

المديني : روى أبو بكر عن عشرة مجهولين منهم : عزرة (١) بن قيس.

قرأت على أبي عبد الله بن البنّا ، عن أبي تمام علي بن محمّد ، عن أبي عمر بن حيّوية ، أنبأ محمّد بن القاسم ، أنا أبو بكر بن أبي خيثمة ، قال : سئل يحيى بن معين عن عزرة بن قيس هذا؟ فقال : لا شيء.

وبلغني أن عزرة بقي إلى أيام معاوية.

__________________

(١) الأصل : عروة ، والتصويب عن م ، والتاريخ الكبير والجرح والتعديل.

٣١٦

[ذكر من اسمه](١) عزير

٤٦٩٦ ـ عزير بن جروة (٢) ـ ويقال : ابن شوريق ـ بن عرنا بن أيوب

 ابن درتنا بن غرى بن بقي بن إيشوع بن فنحاس

 ابن العازر بن هارون بن عمران ـ ويقال : عزير بن سروحا (٣) ـ

جاء في بعض الآثار أن قبره بدمشق وقد تقدم ذكر ذلك في فضل الرّبوة.

أخبرنا أبو القاسم الإسماعيلي بن أحمد ، أنا أبو الحسين بن النّقّور (٤) ، أنا عيسى بن علي ، أنا عبد الله بن محمّد ، نا داود بن عمرو ، نا جبار بن علي ، عن محمّد بن كريب ، عن أبيه ، عن ابن عباس قال (٥) :

قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «ثلاث وثلاث وثلاث : ثلاث لا يمين فيهن ، وثلاث الملعون فيهن ، وثلاث أشكّ فيهن ، أما التي لا يمين فيهن : فلا يمين للولد مع والده ، ولا للمملوك مع سيده ، ولا للمرأة مع زوجها ، وأما الملعون فيهن : فملعون من دعا لغير أبيه ، وملعون من سبّ والديه ، وملعون من غيّر تخوم الأرض ، وأما التي أشك فيهن فلا أدري ألعن تبّع أم لا ، ولا أدري أكان عزير نبيا أم لا» [٨١١٩].

قال محمّد : ونسيت التاسعة كذا قال ، وذكرها غيره : وهي ولا أدري الحدود كفارة لأهله أم لا.

__________________

(١) ما بين معكوفتين سقط من الأصل ، وأضيف منا للإيضاح.

(٢) تقرأ بالأصل : «حوه» والمثبت عن م والمختصر.

(٣) انظر أخباره في : تاريخ الطبري ١ / ٥٥٦ والبداية والنهاية بتحقيقنا ٢ / ٥١ والكامل في التاريخ بتحقيقنا ١ / ١٨١ ومروج الذهب ١ / ٥٩.

(٤) الأصل : البغوث ، تصحيف ، والتصويب عن م ، والسند معروف.

(٥) البداية والنهاية ـ بتحقيقنا ٢ / ٥١.

٣١٧

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر ، أنا أبو عثمان البحيري ، قراءة عليه وأنا حاضر ، أنا أبو محمّد الحسن (١) بن أحمد المخلدي ، أنبأ المؤمّل بن الحسن (٢) ، نا محمّد بن إسحاق السّجزي ، نا عبد الرزاق ، أنا معمر ، عن ابن أبي ذئب ، عن سعيد المقبري ، عن أبي هريرة. أن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : «ما أدري تبّع .... (٣) كان أم لا ، وما أدري عزير أنبيا كان أم لا ، وما أدري الحدود كفارات لأهلها أم لا» [٨١٢٠].

وقد قيل إنّه كان نبيا حتى تكلّم في القدر فمحي اسمه من الأسماء ، وذلك فيما :

أخبرنا أبو محمّد عبد الكريم بن حمزة ، نا أبو بكر الخطيب ، أنا أبو الحسن (٤) محمّد بن أحمد بن رزقويه ، أنبأ أحمد بن سيدي ، نا الحسين بن علي القطان ، نا إسماعيل بن عيسى ، أنا إسحاق بن بشر ، أنبأ جويبر ، ومقاتل عن الضحاك ، عن ابن عباس ، قال :

كان عزير من أبناء الأنبياء ، وكان قد أحكم التوراة ، ولم يكن في زمانه أحد أعلم بالتوراة منه ، ولا كان أحفظ لها منه ، وكان يذكر مع الأنبياء حتى محى الله اسمه حين سأل ربّه عن القدر ، وكان ممن سباه بخت نصر وهو غلام حدث (٥) ، فلما بلغ أربعين سنة أعطاه الله الحكمة (٦).

أخبرنا أبو القاسم يحيى بن بطريق بن بشري ، وأبو محمّد (٧) عبد الكريم بن حمزة ، وطاهر بن سهل ، قالوا : أنا أبو الحسين بن مكي ، أنا أبو القاسم المؤمل بن أحمد بن محمّد الشيباني ، نا يحيى بن محمّد بن صاعد ، نا محمّد بن عوف ، نا عبد الله بن عبد الجبار ، نا جميع بن ثوب ، عن خالد بن معدان ، عن أبي أمامة.

عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : «إنّ عزيرا النبيّ عليه‌السلام كان من المتعبدين ، فرأى في منامه أنهارا تطّرد ، ونيرانا تشتعل ، ثم نبّه ، ثم نام ، فرأى في منامه أيضا قطرة ماء كوبيص دمعة ،

__________________

(١) الأصل : الحسين ، تصحيف ، والتصويب عن م ، ترجمته في سير أعلام النبلاء ١٦ / ٥٩٣.

(٢) الأصل : الحسين ، تصحيف ، والتصويب عن م والبداية والنهاية. ترجمته في سير أعلام النبلاء ١٥ / ٢١.

(٣) كلمة بدون إعجام بالأصل وم ورسمها : «العسا».

(٤) الأصل : الحسين ، تصحيف ، والتصويب عن م ، ترجمته في سير أعلام النبلاء ١٧ / ٢٥٨.

(٥) الأصل : حديث ، والمثبت عن م والبداية والنهاية.

(٦) من هذه الطريق رواه ابن كثير في البداية والنهاية ـ بتحقيقنا ٢ / ٥٢.

(٧) الأصل : أحمد ، تصحيف ، والتصويب عن م ، والسند معروف.

٣١٨

فهي في شرارة من نار في دجن (١) ، ثم إنه نبّه فكلم الله عزوجل فقال : ربّ رأيت في منامي أنهارا تطّرد ونيرانا تشتعل ، ورأيت أيضا قطرة من ماء كوبيصة دمعة وشرارة من نار ، فأجابه الله عزوجل : أمّا ما رأيت في أول يا عزير ، أنهارا تطرد ونيرانا تشتعل فما قد خلا من الدنيا ، وأما ما رأيت من قطرة الماء كوبيصة دمعة وشرارة نار في دجن فما قد بقي من الدنيا» [٨١٢١].

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم ، أنبأ رشأ بن نظيف ، أنا الحسن (٢) بن إسماعيل ، نا أحمد بن مروان ، نا محمّد بن أحمد ، نا عبد المنعم ـ يعني ابن إدريس ـ عن أبيه ، عن وهب ، قال :

قرأت في مناجاة عزير : اللهم اخترت من الأنعام الضانية ، ومن الطير الحمامة ، ومن النبات الحبلة (٣) ، ومن البيوت بكا (٤) ، وإيليا ومن إيليا بيت المقدس.

أنبأ (٥) أبو القاسم علي بن إبراهيم العلوي ، وحدّثنا أبو البركات الخضر بن شبل الفقيه [عنه](٦) ، قال : حدّثني عبد العزيز بن أحمد (٧) ، أنا تمام بن محمّد ، أنبأ أحمد بن سليمان بن حذلم ، نا خالد بن روح ، نا زهير بن عبّاد الرواسي ، حدّثني أخ لي ، عن يوسف بن أسباط المتورع ، عن سفيان الثوري قال :

قال عزير النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم : يا ربّ ، ما علامات (٨) من صافيته في مودّته ، [قال :](٩) من قنّعته باليسير ، وحركته للخطر العظيم ، قليل الطعم ، كثير البكاء ، يستغفرني بالأسحار ، ويبغض فيّ الفجّار.

أخبرنا أبو القاسم العلوي ـ قراءة ـ أنبأ رشأ بن نظيف ، أنا الحسن بن إسماعيل ، أنا أحمد بن مروان ، نا أحمد بن محمّد ، نا عبد المنعم ـ يعني ابن إدريس ـ عن أبيه ، عن وهب بن منبه ، قال :

بلغني أنّ الله قال للعزير : برّ والديك ، فإنّ من برّ والديه رضيت عليه ، وإذا رضيت

__________________

(١) الدجن بالفتح ، الباس الغيم الأرض وأقطار السماء ، والمطر الكثير (القاموس المحيط).

(٢) الأصل : الحسين ، تصحيف ، والمثبت عن م.

(٣) في المختصر : «الحبة» والحبلة ، بالضم ، الكرم ، أو أصل من أصوله ، ويحرك : ثمر السلم ، والسيال ، والسمر ، أو ثمر العضاة ، وبقلة (القاموس المحيط).

(٤) بكا ، مكة ، أو ما بين جبليها.

(٥) في م : أنبأنا.

(٦) الزيادة عن م.

(٧) الأصل : محمّد ، تصحيف ، والتصويب عن م.

(٨) في م : علامة.

(٩) الزيادة للإيضاح عن م.

٣١٩

لم .... (١) وإذا باركت بلغت الرابعة من النسل.

أخبرنا أبو محمّد بن حمزة ، نا أحمد بن علي بن ثابت ، أخبرني محمّد بن أحمد بن رزقويه ، أنا أحمد بن سندي بن الحسن ، نا الحسن (٢) بن علي ، نا إسماعيل بن عيسى ، نا إسحاق بن بشر (٣) ، أنبأ سعيد بن أبي عروبة ، عن قتادة ، عن الحسن (٤) ، عن عبد الله بن سلّام : أن عزيرا هو العبد الذي أماته الله مائة عام ثم بعثه.

قال : وأنا إسحاق ، أنا عثمان بن السّاج ، عن محمّد الكلبي ، عن أبي صالح ، عن ابن عباس.

أن عزيرا بن سورخا هو الذي قال الله تعالى في كتابه (أَوْ كَالَّذِي مَرَّ عَلى قَرْيَةٍ وَهِيَ خاوِيَةٌ عَلى عُرُوشِها قالَ : أَنَّى يُحْيِي هذِهِ اللهُ بَعْدَ مَوْتِها فَأَماتَهُ اللهُ مِائَةَ عامٍ)(٥).

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن محمّد بن الفضل ، أنبأ أبو منصور بن شكرويه.

ح وأخبرنا أبو بكر محمّد بن شجاع ، أنا محمّد بن أحمد بن علي السمسار.

قالا : أنبأ إبراهيم بن عبد الله بن محمّد ، نا أبو عبد الله المحاملي ، نا يعقوب ، نا عبد الرّحمن بن سفيان ، عن أبي إسحاق ، عن ناجية بن كعب (أَوْ كَالَّذِي مَرَّ عَلى قَرْيَةٍ وَهِيَ خاوِيَةٌ عَلى عُرُوشِها) قال : عزير.

[أخبرنا بها عالية أبو القاسم بن الحصين ، إملاء ، أنا أبو طالب بن غيلان ، أنا أبو بكر الشافعي ، نا إسحاق بن الحسن ، نا أبو حذيفة ، نا سفيان ، عن أبي إسحاق عن ناجية بن كعب في قول الله عزوجل : (أَوْ كَالَّذِي مَرَّ عَلى قَرْيَةٍ وَهِيَ خاوِيَةٌ عَلى عُرُوشِها) قال : هو عزير.

أخبرنا أبو علي الحسن بن المظفر ، نا أبي أبو مبارك ... (٦) أنا أحمد بن إبراهيم بن فراس (٧) نا محمّد بن إبراهيم الديبلي (٨) ، نا أبو عبد الله ، نا المخزومي ، نا سفيان عن رجل عن عكرمة في قوله تعالى : (وَلِنَجْعَلَكَ آيَةً لِلنَّاسِ)(٩) قال تبعث شبابا وولدك شيوخا.

__________________

(١) غير واضحة بالأصل ورسمها : «يحسب» ولعله : «يخب» ومكان : «وإذا رضيت لم ....» بياض في م.

(٢) الأصل : الحسين ، والمثبت عن م.

(٣) من طريقه رواه ابن كثير في البداية والنهاية بتحقيقنا ١ / ٥٢.

(٤) الأصل : الحسين ، والمثبت عن م.

(٥) سورة البقرة ، الآية : ٢٥٩.

(٦) كلمة غير واضحة في م.

(٧) غير واضحة وبدون إعجام في م وفوقها ضبة.

(٨) في م الديلي ، والصواب ما أثبت.

(٩) سورة البقرة ، الآية : ٢٥٩.

٣٢٠