تاريخ مدينة دمشق - ج ٤٠

أبي القاسم علي بن الحسن ابن هبة الله بن عبد الله الشافعي [ ابن عساكر ]

تاريخ مدينة دمشق - ج ٤٠

المؤلف:

أبي القاسم علي بن الحسن ابن هبة الله بن عبد الله الشافعي [ ابن عساكر ]


المحقق: علي شيري
الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع
الطبعة: ٠
الصفحات: ٥٤٩
الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤ الجزء ١٥ الجزء ١٦ الجزء ١٧ الجزء ١٨ الجزء ١٩ الجزء ٢٠ الجزء ٢١ الجزء ٢٢ الجزء ٢٣ الجزء ٢٤ الجزء ٢٥ الجزء ٢٦ الجزء ٢٧ الجزء ٢٨ الجزء ٢٩ الجزء ٣٠ الجزء ٣١ الجزء ٣٢ الجزء ٣٣ الجزء ٣٤ الجزء ٣٥ الجزء ٣٦ الجزء ٣٧ الجزء ٣٨ الجزء ٣٩ الجزء ٤٠ الجزء ٤١ الجزء ٤٢ الجزء ٤٣ الجزء ٤٤ الجزء ٤٥ الجزء ٤٦ الجزء ٤٧ الجزء ٤٨ الجزء ٤٩ الجزء ٥٠ الجزء ٥١ الجزء ٥٢ الجزء ٥٣ الجزء ٥٤ الجزء ٥٥ الجزء ٥٦ الجزء ٥٧ الجزء ٥٨ الجزء ٥٩ الجزء ٦٠ الجزء ٦١ الجزء ٦٢ الجزء ٦٣ الجزء ٦٤ الجزء ٦٥ الجزء ٦٦ الجزء ٦٧ الجزء ٦٨ الجزء ٦٩ الجزء ٧٠ الجزء ٧١ الجزء ٧٢ الجزء ٧٣ الجزء ٧٤ الجزء ٧٥ الجزء ٧٦ الجزء ٧٧ الجزء ٧٨ الجزء ٧٩ الجزء ٨٠

لنفسك وأصحابك ما شئت ، وأخبرنا ما لنا من الثواب إذا فعلنا ذلك؟ فقال : «أسألكم لربي أن تعبدوه ولا تشركوا به شيئا ، وأسألكم لنفسي ولأصحابي أن تؤوونا وتنصرونا وتمنعون مما تمنعون منه أنفسكم» ، قالوا : فما لنا إذا فعلنا ذلك؟ قال : «لكم الجنة» ، قالوا : فلك ذلك.

قال : وحدّثني جدي ، أنا ابن أبي زائدة ، عن مجالد ، عن عامر ، عن أبي مسعود عقبة بن عمرو بذلك ، وكان أصغرهم سنا.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني ، نا عبد العزيز الكتاني (١) ، أنا أبو محمّد بن أبي نصر ، أنا أبو الميمون ، نا أبو زرعة (٢) ، حدّثني عبد الرّحمن بن إبراهيم ، نا ابن أبي فديك ، عن هشام بن سعد ، عن زيد بن أسلم ، وعبد الوهاب بن بخت (٣) ، وأبي عبيد حاجب سليمان (٤) أنهم حدثوه : أن أبا مسعود كان أصغر السبعين يوم العقبة.

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي ، أنا أبو الحسين بن النّقّور ، أنبأ عيسى بن علي ، أنا عبد الله بن محمّد البغوي ، نا عبيد الله (٥) بن عمر ، ثنا خالد بن الحارث ، عن ابن عون ، عن محمّد قال : كان أبو مسعود عقبة بن عمرو تشبه تجاليده تجاليد عمر رضي‌الله‌عنه.

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم ، أنبأ رشأ بن نظيف ، أنا الحسن بن إسماعيل ، أنبأ أحمد بن مروان ، نا إبراهيم بن عبد الرحيم بن دنوقا ، نا موسى بن داود ، نا شعبة ، عن حبيب بن الشهيد ، عن محمّد بن سيرين قال :

قال عمر بن الخطاب لأبي مسعود الأنصاري : نبئت أنك تفتي الناس ولست بأمير (٦) ، فولّ حارّها من تولى قارّها (٧)(٨).

أخبرنا (٩) أبو القاسم بن السّمرقندي ، وأبو عبد الله يحيى بن الحسين ، قالا : أنا أبو محمّد الصّريفيني ، أنا أبو حفص عمر بن إبراهيم بن أحمد بن كثير الكتاني ، أنا أبو القاسم

__________________

(١) في م : الكناني. تصحيف.

(٢) تاريخ أبي زرعة الدمشقي ١ / ٥٧٦.

(٣) بدون إعجام بالأصل وم و «ز» ، والمثبت عن أبي زرعة ترجمته في تهذيب التهذيب ٦ / ٤٤٤.

(٤) يعني سليمان بن عبد الملك ، راجع تهذيب التهذيب ١٢ / ١٥٨.

(٥) الأصل : عبيد ، والمثبت عن م ، و «ز».

(٦) كذا بالأصل وم ، و «ز». وفي المختصر : أمين.

(٧) «ولّ حارها من تولّى قارّها» مثل. قال ابن الأثير في النهاية : جعل الحر كناية عن الشر والشدة ، والبرد كناية عن الخير والهين.

(٨) تاريخ الإسلام (الخلفاء الراشدون) ص ٦٥٨ وفيه أيضا : لست بأمير.

(٩) فوقها في «ز» ، كتب : «ح» صغيرة.

٥٢١

البغوي ، نا أبو خيثمة ، نا محمّد بن حازم ، نا ـ الأعمش ، عن رجاء الأنصاري ، عن عبد الرّحمن بن بشير الأزرق ، قال :

دخل رجلان من أبواب كندة ، وأبو مسعود الأنصاري جالس في حلقة فقال أحدهما : ألا رجل ينفذ بيننا ، قال : فقال رجل من الحلقة : أنا ، قال : فأخذ أبو مسعود كفا من حصى فرماه به ، وقال : مه ، إنّه كان يكره التسرع إلى الحكم.

أخبرنا أبو غالب محمّد بن الحسن ، أنبأ أبو الحسن السّيرافي ، أنا أحمد بن إسحاق ، نا أحمد بن عمران ، نا موسى ، نا خليفة قال (١) :

وفيها ـ يعني سنة ست وثلاثين ـ خرج علي من البصرة فقدم الكوفة ، ثم خرج يريد معاوية واستخلف على الكوفة أبا مسعود عقبة بن عمرو البدري.

(٢) قرأت على أبي غالب بن البنّا ، عن أبي محمّد الجوهري ، أنبأ أبو عمر بن حيّوية ، أنبأ أحمد بن معروف ، نا الحسين بن الفهم ، نا محمّد بن سعد ، أنبأ عبد الله بن جعفر ، نا عبيد الله بن عمرو (٣) ، عن زيد بن أبي أنيسة ، عن عمرو بن مرة ، عن خيثمة بن عبد الرّحمن قال (٤) : لما خرج علي إلى صفّين استخلف عقبة بن عمرو أبا مسعود على الكوفة ، قال : وقد تخبأ رجال لم يخرجوا مع علي ، قال : فقام على المنبر فقال : يا أيها الناس من كان تخبأ فليظهر ، فلعمري لئن كان إلى الكثرة ، إن أصحابنا لكثير ، وما نعده فتحا أن يلتقي هذان الخيلان غدا من المسلمين فيقتل هؤلاء هؤلاء ، وهؤلاء هؤلاء حتى إذا لم يبق إلّا رجرجة من هؤلاء وهؤلاء ظهرت إحدى الطائفتين غدا على الأخرى ، ولكن نعده فتحا أن يأتي الله بأمر من عنده يحقن دماءهم ، ويصلح به ذات بينهم ، ويصلح به كلمتهم.

أنبأنا أبو علي الحداد جماعة قالوا : أنبأ أبو بكر بن ريذة ، نا سليمان بن أحمد ، ثنا علي بن عبد العزيز ، أنبأ عارم أبو النعمان ، نا حمّاد بن زيد ، عن مجالد ، عن الشعبي قال :

لما خرج علي إلى صفّين استخلف أبا مسعود على الكوفة ، وكان رجال من أهل الكوفة استخفوا ، فلما خرج ظهروا ، فكان ناس يأتون أبا مسعود فيقولون : قد والله أهلك الله أعداءه ، وأظهر أمير المؤمنين ، فيقول أبو مسعود : إنّي والله ما أعده ظفرا ولا عافية أن تظهر إحدى

__________________

(١) تاريخ خليفة ص ١٨٢.

(٢) قبلها في م : وحدثنا عمي رحمه‌الله ، أنا أبو طالب بن يوسف ، أنبأنا أبو محمّد قراءة إلي.

(٣) الأصل : عمر ، تصحيف والتصويب عن م و «ز» ، وتاريخ الإسلام.

(٤) الخبر في سير أعلام النبلاء ٢ / ٤٩٦ وتاريخ الإسلام (الخلفاء الراشدون) ص ٦٥٨ ـ ٦٥٩.

٥٢٢

الطائفتين على الأخرى ، قالوا : فمه ، قال : يكون بين القوم صلح.

فلما قدم علي ذكروا ذلك له ، فقال له علي : اعتزل عملك ، قال : وذلك من مه ، قال : إنّا وجدناك لا تعقل عقلة ، قال : أما أنا فقد بقي من عقلي أن الآخر شر (١).

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي ، أنا أبو يعلى بن الفراء ، وأبو الحسين أحمد بن محمّد بن النّقّور ، أنبأ أبو القاسم عبيد الله بن محمّد بن إسحاق ، أنا أبو القاسم البغوي ، نا عبد الله بن محمّد العيشي ، نا أبو عوانة ، عن هلال بن أبي حميد ، عن عبد الرّحمن بن أبي ليلى ، عن أبي مسعود قال :

ذكرت الدنانير والدراهم عنده فقال : الزقوها بأكبادكم ، وتناجزوا (٢) عليها تناجزكم ، والذي نفس عقبة بن عمرو بيده لا تصلون إلى الآخرة بدينار ولا بدرهم ، ولتتركنها في بطن الأرض وعلى ظهرها كما تركها من كان قبلكم ، تناجزوا عليها الآن تناجزكم ، وتذابحوا عليها تذابحكم ، وليهلك دينكم ودنياكم.

أخبرنا (٣) أبو طالب بن أبي عقيل (٤) ، أنا أبو الحسن الخلعي ، أنا أبو محمّد بن النحاس ، أنا أبو سعيد بن الأعرابي ، نا علي بن داود القنطري (٥) نا عبد الله بن صالح ، نا الليث بن سعد ، أخبرني جرير بن حازم (٦) عن محمّد بن سيرين قال : قال أبو مسعود عقبة بن عمرو : كنت رجلا عزيز النفس ، لا أقبل سلطانا ولا غيره ، فأصبح أمرائي يخيرونني على [أن أقيم](٧) ما رغم أنفي وقبح وجهي ، وبين أن آخذ سيفي فأضرب به فأدخل النار](٨).

قرأت (٩) على أبي محمّد عبد الكريم بن حمزة ، وعبد العزيز بن أحمد الكتاني ، أنا مكي بن محمّد بن الغمر ، أنا أبو سليمان محمّد بن عبد الله بن زبر قال : قال الهيثم بن عدي وأبو موسى محمّد بن المثنى والمدائني : وفي سنة أربعين مات أبو رافع ، وأبو مسعود عقبة بن عمرو.

__________________

(١) انظر تاريخ الإسلام (الخلفاء الراشدون) ص ٦٥٨ ، وسير أعلام النبلاء ٢ / ٤٩٥.

(٢) الأصل وم : «وتناحروا ... تناحركم ...» والمثبت عن «ز».

(٣) الخبر التالي أخر في الأصل ، قدمناه إلى هنا بما وافق ترتيبه في «ز» وم.

(٤) في م : أبو طالب بن إسماعيل.

(٥) بياض في م و «ز» ، وعلى هامش «ز» ، كتب : مطموس بالأصل.

(٦) مكانها في م بياض ، وفي الأصل : «محمّد بن س حاتم» والمثبت عن «ز».

(٧) الزيادة هنا عن م.

(٨) الخبر من طريق آخر عن محمّد بن سيرين رواه الذهبي في سير أعلام النبلاء ٢ / ٤٩٥ باختلاف الرواية.

(٩) الخبر التالي سقط من م و «ز» ، والسند بالأصل شديد الاضطراب قومناه قياسا إلى أسانيد مماثلة.

٥٢٣

قرأت على أبي غالب بن البنّا ، عن أبي محمّد الجوهري ، وحدّثنا عمي ، أنا أبو طالب ، أنا أبو محمّد قراءة [أنا (١) أبو عمر بن حيوية ، أنا أحمد بن معروف ، نا الحسين بن محمّد الفقيه ، نا محمّد بن سعد ، أنا سليمان بن حرب ، نا حماد بن زيد ، عن أيوب وهشام بن حسان عن محمّد بن سيرين قال :

قال أبو مسعود : كنت عزيز النفس ، حمي الأنف ، لا يستقلّ مني (٢) أحد شيئا ، سلطان (٣) ولا غيره ، فأصبح أمرائي يخيرونني بين أن أقيم على ما أرغم أنفي وقبح وجهي ، وبين أن آخذ سيفي فأضرب به فأدخل النار (٤).

أخبرنا (٥) أبو القاسم بن السمرقندي ، أنا أبو الحسين بن النّقّور ، أنا أبو طاهر المخلص ، نا عبد الله بن محمّد ، نا] أبو روح محمّد بن زياد بن فروة البلدي ، نا أبو أسامة عن الأعمش عن المسيّب بن رافع عن يسير بن عمرو ، قال : شيعنا (٦) أبا مسعود حين خرج فنزل في طريق القادسية فدخل بستانا ، فقضى الحاجة ومسح على جوربين ، ثم خرج وإن لحيته ليقطر منها الماء. فقلنا : اعهد إلينا فإن الناس قد وقعوا في الفتن ، ولا ندري أنلقاك بعد اليوم أم لا؟ فقال : اتقوا الله ، واصبروا حتى يستريح برّا أو يستراح من فاجر وعليكم بالجماعة ، فإنّ الله لا يجمع أمته على ضلالة.

أخبرنا (٧) أبو الحسن بن قبيس وأبو منصور بن زريق ، أنا أبو بكر الخطيب ، أنا أبو سعيد بن حسنويه الأصبهاني ، أنا عبد الله بن محمّد بن جعفر ، نا عمر بن أحمد الأهوازي ، نا خليفة بن خياط قال (٨) :

أبو مسعود البدري من ساكني الكوفة ، مات قبل الأربعين.

أخبرنا أبو المعالي محمّد بن إسماعيل ، أنا أبو بكر البيهقي ، أنا أبو القاسم (٩) بن

__________________

(١) من هنا سقط من الأصل ، وأضيف بين معكوفتين عن «ز» ، وم.

(٢) في «ز» : «أحد مني شيئا» وفوق : «شيئا» في م ضبة.

(٣) في «ز» : سلطانا.

(٤) من هذه الطريق الخبر في سير أعلام النبلاء ٢ / ٤٩٥.

(٥) فوقها في «ز» ، كتب : «ح» صغيرة.

(٦) في «ز» : شيعت.

(٧) قبله ورد بالأصل الخبر وأوله : أخبرنا أبو طالب بن أبي عقيل ، قدمناه قريبا وقد أشرنا إلى تقديمه في موضعه.

وفوق أخبرنا في «ز» ، «ح» صغيرة.

(٨) طبقات خليفة بن خيّاط ص ١٦٦ رقم ٦٠١.

(٩) بعدها في م بياض مقدار كلمة ، وبياض في «ز» ، عدة كلمات ، والكلام متصل في الأصل.

٥٢٤

محمّد بن علي العلوي بالكوفة ، وأبو بكر أحمد بن الحسن القاضي بنيسابور (١) قالا (٢) : أنا أبو جعفر (٣) محمّد بن علي بن دحيم نا إبراهيم بن عبد الله ، أنا وكيع عن الأعمش عن المسيب بن رافع عن ذر عن نسير بن عمرو قال :

خرجنا مع أبي مسعود فقلنا (٤) : أوصنا ، قال : عليكم بالجماعة قال (٥) .....

رواه أبو أسامة عن الأعمش فأسقط ذرا من إسناده.

قال : وأنبأ الأزهري ، أنبأ محمّد بن العباس ، أنا إبراهيم بن محمّد الكندي ، نا أبو موسى محمّد بن المثنى قال :

ومات أبو مسعود قبل علي ، وقتل علي سنة أربعين.

قال : وأنبأ علي بن محمّد بن الحسن بن السمسار ، أنبأ عبد الله بن عثمان الصفار ، نا عبد الباقي بن قانع أن أبا مسعود توفي سنة تسع وثلاثين.

٤٧٣٠ ـ عقبة بن نافع بن عبد قيس بن لقيط

ابن عامر بن أمية بن ظرب بن الحارث

ابن فهر [بن النضر بن مالك الفهري](٦)(٧)

يقال : إن له صحبة ، والأظهر أنه لا صحبة له.

سكن مصر ، ووفد على معاوية ، ويزيد بن معاوية.

روى عن معاوية قوله.

روى عنه ابنه أبو عبيدة بن عقبة ، واسمه مرة ، وعبد الله بن هبيرة ، وعليّ بن رباح ، ومجير بن ذاخر ، وعمار بن سعد.

__________________

(١) اللفظة غير واضحة في الأصل ، ومكانها بياض في م ، والمثبت عن «ز».

(٢) في «ز» : قال.

(٣) الأصل : حفص ، والمثبت عن م و «ز». انظر ترجمته في سير أعلام النبلاء ١٦ / ٣٦.

(٤) الأصل : قلنا ، والمثبت عن «ز».

(٥) بعدها بالأصل عدة كلمات غير مقروءة تماما ، وبياض في «ز» وم ، وعلى هامش «ز» : مقصوص بالأصل.

(٦) ما بين معكوفتين زيادة عن م و «ز».

(٧) انظر أخباره في :

أسد الغابة ٣ / ٥٥٦ ، نسب قريش ٤٤٣ ، والاستيعاب ترجمة ١٨٣٠ والإصابة ٣ / ٨٠ وتاريخ الطبري (الفهارس) ، والكامل لابن الأثير بتحقيقنا (الفهارس العامة) والبداية والنهاية بتحقيقنا (الثامن : الفهارس) ، التاريخ الكبير ٦ / ٤٣٥ وتاريخ الإسلام (٦١ ـ ٨٠) ص ١٨٨ وانظر بهامشه أسماء مصادر أخرى ترجمت له.

٥٢٥

أخبرنا (١) أبو الوفاء عبد الواحد بن أحمد ، أنبأ أبو طاهر بن محمود ، أنا أبو بكر بن المقرئ ، أنا أبو العباس بن قتيبة ، ثنا حرملة ، أنا ابن وهب ، أخبرني عمرو بن الحارث ، عن حيي بن أبي حكيم ، أن أبا عبيدة بن عقبة حدثه : أن أباه وفد على معاوية بن أبي سفيان فقرب له الغداء ، فقال : اقترب يا عقبة ، فاستأخرت ، فقال : اقترب يا عقبة ، قلت : إني صائم ، قال : أما إنها ليست بسنة. وكان عقبة على سفر.

(٢) أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي ، أنا أبو محمّد الجوهري ، أنا أبو عمر بن حيّوية ، أنا أحمد بن معروف ، نا الحسين بن الفهم ، ثنا محمّد بن سعد (٣) قال في الطبقة الرابعة : عقبة بن نافع بن عبد قيس بن لقيط بن عامر بن أمية بن ظرب بن الحارث بن فهم ، وأمّه من لخم ، وأبوه نافع بن عبد قيس الذي كان مع هبّار بن الأسود بن المطّلب يوم نخس بزينب بنت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم.

فولد عقبة بن نافع : عياضا ، وأبا عبيدة ، وعبد الرّحمن ، وعمرا ، لأمهات أولاد ، وأمة الله ، وأم نافع ، وأمهما بنت سميرة بن موهبة من بني سهم بن عمرو.

أنبأنا أبو الغنائم محمّد بن علي.

ثم حدّثنا أبو الفضل [بن](٤) ناصر ، أنا أحمد بن الحسن ، والمبارك بن عبد الجبار ، ومحمّد بن علي ـ واللفظ له ـ قالوا : أنا أبو أحمد ـ زاد أحمد : ومحمّد بن الحسن ، قالا : ـ أنا أحمد بن عبدان ، أنا محمّد بن سهل ، أنا محمّد بن إسماعيل قال (٥) :

عقبة بن نافع روى عنه (٦) ابن هبيرة ، وصاعد ، وابنه أبو عبيدة ، يعد في المصريين (٧).

كان في الأصل البصريين ، وهو وهم.

أخبرنا أبو الحسين هبة الله بن الحسن ـ إذنا ـ وأبو عبد الله الحسين بن عبد الملك ـ إذنا وشفاها ـ قالا : أنا أبو القاسم بن مندة ، أنا أبو علي ـ إجازة ـ.

ح قال : وأنا أبو طاهر بن سلمة ، أنا علي بن محمّد.

__________________

(١) فوقها في «ز» : «ح» صغيرة.

(٢) فوقها في «ز» ، كتب «ح» صغيرة.

(٣) ليس لعقبة بن نافع ترجمة في الطبقات الكبرى المطبوع ، وهو ضمن القسم الضائع من تراجم أهل المدينة.

(٤) زيادة عن م و «ز».

(٥) التاريخ الكبير للبخاري ٦ / ٤٣٥.

(٦) في التاريخ الكبير : الزهري وابن هبيرة.

(٧) في التاريخ الكبير المطبوع : البصريين.

٥٢٦

قالا : أنا أبو محمّد بن أبي حاتم ، قال (١) :

عقبة بن نافع المصري ، روى عن .... (٢) ، روى عنه عبد الله بن هبيرة ، وابنه أبو عبيدة ، سمعت أبي يقول ذلك.

كتب إليّ أبو الفضل أحمد بن محمّد بن الحسن بن سليم ، وحدّثني أبو بكر اللفتواني عنه ، أنا أبو بكر الباطرقاني ، أنا أبو عبد الله بن مندة ، نا أبو سعيد بن يونس قال :

عقبة بن نافع بن عبد القيس بن لقيط بن عامر بن أمية بن الظرب بن الحارث بن فهر ، يقال له صحبة ، ولم تصح ، شهد الفتح بمصر ، واختط بمصر ، وولي الإمرة على المغرب لمعاوية بن يزيد بن معاوية وهو الذي بنى قيروان إفريقية ، وأنزلها المسلمين ، يروي عن معاوية ، روى عنه ابنه مرّة بن عقبة ، وعليّ بن رباح ، وبجير بن داخر بن عبيد الله بن يخنس قتلته البربر بتهودة (٣) من أرض الزاب بالمغرب سنة ثلاث وثمانين ، وولده بمصر وبالغرب.

أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد ، أنا شجاع بن علي ، أنا أبو عبد الله (٤) بن مندة في كتابه معرفة الصحابة ، قال :

عقبة بن نافع بن عبد القيس بن لقيط بن عامر بن أمية بن الحارث بن عامر بن الفهر القرشي ، شهد فتح مصر ، وولي الإمرة على المغرب ، واستشهد بأفريقية ، وهو الذي بنى قيروان أفريقية وأنزلها المسلمين ، قتلته البربر بالمغرب سنة ثلاث وستين ، وولده بها.

قال لي أبو سعيد بن يونس :

روى عنه : ابنه مرّة ، وأنس بن مالك ، وعمّار بن سعد ، وعليّ بن رباح ، وهو الذي قال النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «رأيت كأنّي في دار عقبة بن نافع فأتينا برطب أبّر طاب فأولتها الرفعة ، والعافية ، وإن ديننا قد طاب لنا.

هكذا قال ، ووهم علي بن يونس في نسبه في موضعين ، ووهم ، فيما حكى فيه عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فإن ذاك عقبة بن رافع ، ولذلك [قال :](٥) إن لنا الرفعة.

__________________

(١) الجرح والتعديل ٦ / ٣١٧.

(٢) بالأصل بعد كلمة عن كلمة «حذافيه؟؟؟» وقبلها بياض وبعدها بياض ، وفي م و «ز» ، والجرح والتعديل : بياض ، وكتب على هامش «ز» : بياض بالأصل.

(٣) تهوذة : اسم لقبيلة من البربر بناحية افريقية ، لهم أرض تعرف بهم (معجم البلدان).

(٤) في م : عبيد الله.

(٥) الزيادة عن م ، و «ز».

٥٢٧

أنبأنا أبو علي الحداد ، قال : قال أبو نعيم الحافظ :

عقبة بن رافع ـ وقيل ابن نافع ـ بن عبد القيس بن لقيط بن عامر بن أمية بن الحارث بن عامر بن فهر القرشي ، شهد فتح مصر ، وولي الإمرة على المغرب ، واستشهد بإفريقية وبنى قيروان إفريقية ، وأنزلها المسلمين ، قتلته البربر بالمغرب سنة ثلاث وستين ، وولده [بها](١) فيما حكي عن أبي سعيد بن عبد الأعلى ، ذكره في حديث أنس بن مالك ، وروى عنه عمار بن سعد ، وابنه ، وعليّ بن رباح.

والصحيح من نسبه ما ذكره أبو سعيد بن يونس ، ويعضده ما.

أخبرنا أبو غالب ، وأبو (٢) عبد الله ابنا البنّا ، قالا : ، أنا أبو جعفر بن المسلمة ، أنبأ أبو طاهر المخلّص ، نا أحمد بن سليمان ، نا الزبير بن بكار ، قال (٣) : ومن ولد أمية بن ظرب ـ يعني بن الحارث بن فهر : نافع بن عبد قيس بن لقيط بن عامر بن أمية ، كان مع هبّار بن الأسود يوم عرضا لزينب بنت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فنخسا بها ، ومنهم : عبد الرّحمن بن عقبة بن نافع بن عبد قيس ، ولي إفريقية ولهم (٤) بها عدد.

فذكر أباه وابنه.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي ، أنا الحسن بن علي ، أنا أبو عمر بن حيّوية ، أنا أحمد بن معروف ، نا الحسين بن الفهم ، نا محمّد بن سعد ، أنا محمّد بن عمر (٥) ، نا الوليد بن كثير ، عن يزيد بن أبي حبيب ، عن أبي الخير ، قال :

لما فتح المسلمون مصر بعث عمرو بن العاص إلى القرى التي حولها ، الخيل تطؤهم ، فبعث عقبة بن نافع بن عبد قيس ، وكان نافع أخ العاص بن وائل لأمه فدخلت خيولهم أرض النوبة غزاة غزوا كصوائف الروم فلقي المسلمون من النوبة قتالا شديدا لقد لاقوهم أول يوم فرشقوهم بالنبل ، ولقد جرح منهم عامتهم ، وانصرفوا بجراحات كثيرة ، وحدق مفقأة ، سموهم يومئذ رماة الحدق ، فلم يزالوا على ذلك حتى ولي مصر عبد الله بن سعد بن أبي سرح ، ولاه عثمان ، فسألوه الصلح والموادعة ، فأجابهم إلى ذلك ، فاصطلحوا على غير جزية

__________________

(١) سقطت من الأصل وأضيفت عن «ز» ، وم.

(٢) فوقها في «ز» : «ح» صغيرة.

(٣) انظر نسب قريش للمصعب الزبيري ص ٤٤٥.

(٤) في نسب قريش : «وله» وفي «ز» ، وم ، كالأصل.

(٥) الخبر ليس في الطبقات الكبرى المطبوع لابن سعد ، ورد مختصرا في تاريخ الإسلام (٦١ ـ ٨٠) ص ١٨٩ والإصابة ٣ / ٨٠.

٥٢٨

على هدية ثلاثمائة رأس في كل سنة ، ويهدي إليهم المسلمون طعاما مثل ذلك ،.

قال محمّد بن عمر : وكتب عمرو بن العاص إلى عمر بن الخطاب يخبره أنه قد ولّى عقبة بن نافع الفهري ، وأنه قد بلغ زويلة (١) وإن ما بين برقة وزويلة سلّم كلهم قد أطاع مسلمهم بالصدقة ، وأقر معاقدهم (٢) بالجزية.

وبلغ عمرو بن العاص أطرابلس (٣) ، ففتحها ، فكتب إلى عمر أن بينها وبين إفريقية تسعة أيام فإن رأى أمير المؤمنين أن يأذن للمسلمين في دخولها فعل ، وأن المسلمين قد اجترءوا عليهم وعلى بلادهم ، وعرفوا قتالهم ، وليس عدوّا كلّ شوكة منهم ، وإفريقية عين مال المغرب ، فيوسع الله بما فيها على المسلمين.

فكتب إليه عمر : لو فتحت إفريقية ما قامت بوال مقتصد لا جند معه ، ثم لا آمن أن يقتلوه ، فإن شحنتها بالرجال كلفت حمل مال مصر ، أو عامته إليها ، لا (٤) أدخلها جندا للمسلمين أبدا ، وسيرى الوالي بعدي رأيه.

فلما ولي عثمان أغزى الناس إفريقية ، وأمرهم أن يلحقوا بعبد الله بن سعد ، وأمر عبد الله بن سعد أن يسير بمن معه ، ومن أمده بهم عثمان بن عفان إلى إفريقية ، فخرج بالناس حتى نزل بقربها ، فصالحه بطريقها على صلح يخرجه له ، فقبل ذلك منه.

فلما ولي معاوية بن أبي سفيان وجه عقبة بن نافع بن عبد قيس الفهري إلى إفريقية غازيا في عشرة آلاف من المسلمين فافتتحها واختط قيروانها ، وقد كان موضعه غيضة (٥) لا ترام من السباع والحيوان وغير ذلك من الدوابّ ، فدعا الله عليها ، فلم يبق منها شيء مما كان فيها من السباع وغير ذلك إلّا خرج منها هاربا بإذن الله ، حتى إن كانت السباع وغيرها لتحمل أولادها (٦).

__________________

(١) الأصل وم : رذيلة ، تصحيف ، والتصويب عن «ز».

وزويلة : بفتح أوله وكسر ثانيه ، بلد ، انظر ما ورد في معجم البلدان (٣ / ١٦٠).

(٢) في م و «ز» : معاهدهم.

(٣) يريد أطرابلس وهي مدينة في آخر أرض برقة وأول أرض إفريقيا (معجم البلدان).

(٤) الأصل : «الا» والتصويب عن م و «ز».

(٥) الغيضة : بالفتح ، الأجمة ، ومجتمع الشجر في مغيض ماء. جمعها : غياض وأغياض. (القاموس المحيط).

وفي مختصر ابن منظور : غيطة.

(٦) تاريخ الطبري ٥ / ٢٤٠ وتاريخ الإسلام (٦١ ـ ٨٠) ص ١٨٩ وسير أعلام النبلاء ٣ / ٥٣٣ مختصرا.

٥٢٩

قال : وأنا محمّد (١) بن عمر ، نا موسى بن عليّ بن رباح عن أبيه قال :

نادى عقبة بن نافع ، إنا نازلون فاظعنوا ، قال : فزبنّ يخرجن من جحرتهنّ (٢) هوارب.

قال محمّد بن عمر : فقلت لموسى بن علي : إنه يقال : إن بافريقيا عقارب تقتل؟ قال : بناحية منها قلّ ما لدغت إنسانا إلّا خيف عليه منها ، وربما عافاه الله.

قلت لموسى : أرأيت بناء إفريقية اليوم؟ هذا الواصل المجتمع ، من أول من بناه حتى بنى إليه؟ قال : أول من ابتنى بها ، عقبة بن نافع ومن كان معه الدور والمساكن ، وأقام بها.

أخبرنا أبو محمّد بن حمزة ، نا أبو بكر الخطيب.

ح وأخبرنا (٣) أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا أبو بكر بن الطبري.

قالا : أنا أبو الحسين بن الفضل ، أنا عبد الله بن جعفر ، نا يعقوب ، نا ابن بكير ، قال : قال الليث بن سعد : وفي سنة إحدى وأربعين غزوة عقبة بن نافع ، غدامس (٤) وفي سنة اثنتين (٥) وأربعين حاربت البربر ، فغزاهم عقبة بن نافع ، وفي سنة ثلاث وأربعين غزوة عقبة بن نافع هوّارة ، وفي سنة ثمان وأربعين غزوة عقبة بن نافع ، ومالك بن هبيرة مشتاهم ساموس ، وفي سنة أربع وخمسين غزوة ابن مسعود ، وعقبة بن نافع مشتاهم بقريطيا ، وفي سنة اثنتين (٦) وستين غزوة عقبة بن نافع إفريقية.

أخبرنا أبو غالب إسماعيل بن الحسن ، أنا أبو الحسن محمّد بن علي ، أنبأ أحمد بن إسحاق ، نا أحمد بن عمران ، نا موسى ، نا خليفة ، قال (٧) :

وفي سنة إحدى وأربعين ولّى عمرو بن العاص ـ وهو على مصر ـ عقبة بن نافع الفهري ، وهو ابن خالة عمرو ، أفريقية فانتهى إلى قونية (٨) ، ومراقية (٩) فأطاعوا ثمّ كفروا ،

__________________

(١) الأصل : عمر ، والتصويب عن م ، و «ز».

(٢) كذا بالأصل وم : جحرتهن ، وفي «ز» : جحرهن ، وفي تاريخ الإسلام وسير أعلام النبلاء : جحورهن.

(٣) فوقها في «ز» ، كتب «ح» صغيرة.

(٤) بالأصل وم : «عدامس» والمثبت عن «ز» ، وفي معجم البلدان : غدامس بفتح أوله ويضم ، مدينة بالمغرب ...

ضاربة في بلاد السودان بعد بلاد زافون.

(٥) الأصل : اثنين ، والتصويب عن «ز».

(٦) الأصل : اثنين ، والتصويب عن «ز».

(٧) تاريخ خليفة بن خيّاط ص ٢٠٤ و ٢٠٥ ، و ٢٠٦ ، و ٢١٠.

(٨) كذا بالأصل وم و «ز» ، والمختصر ، وفي تاريخ خليفة : لوبية.

وقونية : من أعظم مدن الإسلام بالروم ، وقيل إنها موضع مدينة القيروان (راجع ما جاء فيها معجم البلدان).

(٩) مراقية : أول بلد تلقاه وأنت تقصد من الاسكندرية إلى إفريقيا (راجع معجم البلدان).

٥٣٠

فغزاهم من سنته ، فقتل وسبا ، وفيها ـ يعني سنة اثنتين (١) وأربعين ـ غزا عقبة بن نافع أفريقية ، فافتتح غدامس ، فقتل وسبا ، وفي سنة ثلاث وأربعين غزا عقبة بن نافع الفهري فافتتح كورا من بلاد السودان ، وافتتح ودّان (٢) وهي من جزيرة (٣) برقة ، فكلها من بلاد إفريقية ، وفيها يعني سنة خمسين : وجّه معاوية عقبة بن نافع إلى إفريقية ، فخط القيروان ، وأقام بها ثلاث سنين.

قال خليفة (٤) : فحدّثنا عبد الأعلى بن عبد الأعلى ، عن محمّد بن عمرو بن علقمة ، عن يحيى بن عبد الرّحمن بن حاطب قال :

لما افتتح عقبة بن نافع إفريقية ، وقف على القيروان فقال : يا أهل الوادي ، إنا حالّون إن شاء الله ، فاظعنوا ثلاث مرات قال : فما رأينا حجرا ولا شجرا إلّا يخرج من تحته دابة حتى هبطن بطن الوادي ، ثم قال للناس : انزلوا بسم الله (٥).

أخبرنا (٦) أبو علي الحسين بن علي بن أشليها ، وابنه أبو الحسن علي ، قالا : أنا أبو الفضل بن الفرات ، أنا أبو محمّد بن أبي نصر ، أنا أبو القاسم بن أبي العقب ، أنا أحمد بن إبراهيم القرشي ، نا محمّد بن عائذ ، قال : وأخبرني مروان بن محمّد ، عن رشدين بن سعد ، عن الحسن بن ثوبان ، عن يزيد بن أبي حبيب.

أن عقبة بن نافع لما قدم أفريقية وقف على واد (٧) بها فقال : من كان هاهنا من الجنّ فليرتحل ، فإنا نازلون ، فمن وجدناه قتلناه ، قال : فرأى الناس الحيّات تنساب خارجة من الوادي ، وكان يقال : أنّ عقبة رجل مستجاب.

أنبأنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي ، وغيره عن أبي محمّد الجوهري ، عن أبي عمر (٨) بن حيّوية ، أنبأ سليمان بن إسحاق بن إبراهيم ، أنبأ الحارث بن إبراهيم ، أنبأ الحارث بن محمّد ، أنا محمّد بن سعد ، أنا محمّد بن عمر الواقدي ، قال : سمعت

__________________

(١) الأصل : اثنين ، والتصويب عن «ز».

(٢) ودان : مدينة في جنوبي إفريقية ، وبينها وبين زويلة عشرة أيام (راجع معجم البلدان).

(٣) في تاريخ خليفة : من حيز برقة.

(٤) تاريخ خليفة ص ٢١٠ حوادث سنة ٥٠ ه‍.

(٥) تاريخ الإسلام (٦١ ـ ٨٠) ص ١٨٩ وسير أعلام النبلاء ٣ / ٥٣٣ ومعجم ما استعجم ٣ / ١١٠٥.

(٦) فوقها في «ز» : كتب : «ح س» حرفان صغيران.

(٧) الأصل وم : وادي ، والمثبت عن «ز».

(٨) الأصل : عمرو ، تصحيف والتصويب عن «ز» ، وم.

٥٣١

مفضّل بن فضالة في مشيخة أهل مصر ، قالوا : كان عقبة مستجاب الدعوة (١).

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي ، أنا أبو محمّد الجوهري ، أنا أبو عمر بن حيّوية (٢) ، أنا أحمد بن معروف ، نا الحسين بن الفهم ، نا محمّد بن سعد ، أنا محمّد بن عمر ، حدّثني مفضل بن فضالة المعافري ، عن يزيد بن أبي حبيب ، ويكنى أبا رجاء مولى بني عامر بن لؤي ، حدّثني رجل من جند مصر قال :

قدمنا مع عقبة بن نافع إفريقية وهو أول الناس اختطها وقطعها للناس مساكن ودورا وبنى مسجدها ، وأقمنا معه حتى عزل عنها وهو خير وال ، وخير أمير ، وولّى معاوية بن أبي سفيان حين عزل عقبة بن نافع مسلمة بن مخلّد الأنصاري ، ولاه مصر وإفريقية ، وعزل معاوية بن حديج الكندي عن مصر ، فوجه مسلمة بن مخلّد إلى إفريقية دينارا أبا المهاجر مولى له وعزل عقبة بن نافع ، فقيل لمسلمة بن مخلّد ، لو أقررت عقبة بن نافع عليها ، فإنّ له جرأة وفضلا ، وهو الذي اختطها وبنى مسجدها ، فقال مسلمة : إنّ أبا المهاجر كان يرى إنّما هو كأحدنا صبر علينا في غير ولاية ولا كبير نيل ، فنحن نحب أن نكافئه ونصطنعه ، فوجهه إلى إفريقية.

فلما قدم دينار أبو المهاجر إفريقية كره أن ينزل في الموضع الذي اختط عقبة بن نافع ، فمضى حتى خلفه بميلين ثمّ نزل بموضع يقال له : أبت كروان فابتناه ونزله.

وخرج عقبة بن نافع منصرفا إلى المشرق حنقا على أبي المهاجر ، وكان أساء عزله فدعا الله أن يمكنه منه ، وبلغ ذلك أبا المهاجر ، فلم يزل خائفا منه مذ بلغه دعوته.

فقدم عقبة بن نافع على معاوية فقال : الله إني فتحت البلاد ودانت لي ، وبنيت المنازل ، وبنيت مسجد الجماعة ، وسكّنت الرجال ، ثم أرسلت عبد الأنصار فأساء عزلي ، فاعتذر إليه معاوية وقال : قد عرفت مكان مسلمة بن مخلّد من الإمام المظلوم ـ رحمه‌الله ـ وتقديمه إياه على من سواه ، ثم قيامه بعد ذلك بدمه ، وبذل مهجة نفسه محتسبا صابرا مع من أطاعه من قومه ومواليه ، وقد رددتك على عملك واليا.

[قال :](٣) وأنا محمّد بن عمر قال : فحدّثني أبو بكر بن عبد الله بن أبي سبرة ،

__________________

(١) سير أعلام النبلاء ٣ / ٥٣٣ وتاريخ الإسلام (٦١ ـ ٨٠) ص ١٨٩.

(٢) الأصل : حيوة ، والمثبت عن م ، و «ز».

(٣) زيادة عن «ز» ، وم.

٥٣٢

حدّثني عبد الرّحمن بن عبد الله بن أبي صعصعة ، قال : لما ولّى مسلمة بن مخلّد أبا المهاجر إفريقية أوصاه بتقوى [الله](١) وأن يسير بسيرة حسنة ، وأن يعزل صاحبه أحسن العزل ، فإنّ أهل بلده يحسنون القول فيه فخالفه أبو المهاجر ، فأساء عزله ، فمرّ عقبة بن نافع على مسلمة بن مخلّد ، فركب إليه مسلمة يقسم له بالله لقد خالفه فيما (٢) صنع ، ولقد أوصيته بك خاصة.

ولم يوله معاوية ولكنه أقام حتى مات معاوية ، فولاه يزيد بعد ذلك.

أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد ، أنا شجاع بن علي ، أنا أبو عبد الله بن مندة ، أنبأ خيثمة بن سليمان ، نا يحيى بن جعفر ، نا زيد بن الحباب ، عن عبد الله بن لهيعة ، عن خالد بن يزيد ، عن عمارة (٣) بن سعد ، عن عقبة بن نافع القرشي ـ وكان قد استشهد بأفريقية ـ أنه أوصى ولده فقال : لا تقبلوا الحديث عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم إلّا عن ثقة ، ولا تديّنوا وإن لبستم العبا ولا تكتبوا ما يشغلكم عن القرآن.

أخبرنا (٤) أبو عبد الله الفراوي ، أنا أبو بكر المغربي ، أنا أبو بكر الجوزقي ، أنا أبو جعفر محمّد بن عمرو بن البختري بن الرّزّاز ببغداد ، نا يحيى بن جعفر بن الزّبرقان ، أنبأ زيد بن الحباب [أنا ابن لهيعة ، نا خالد بن يزيد](٥) عن عامر (٦) بن سعد ، عن عقبة بن نافع القرشي ، وكان قد استشهد بإفريقية وأنه أوصى ولده فقال : لا تقبلوا الحديث عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم إلّا عن ثقة.

قرأت في كتاب أبي محمّد بن زبر رواية ابنه أبي سليمان عنه ، نا علي بن داود ، نا عبد الله بن صالح ، حدّثني الليث أن عقبة بن نافع الفهري قدم من عند يزيد بن معاوية في جيش على غزو المغرب ، فمرّ على عبد الله بن عمرو بن العاص وهو بمصر ، فقال له عبد الله : يا عقبة ، لعلك من الجيش الذين الجنة ترجى لهم ، قال : فمضى بجيشه (٧) حتى قاتل البربر ، وهم كفار ، قال : فقتلوه جميعا.

أخبرنا أبو محمّد عبد الكريم بن حمزة ، نا أبو بكر الخطيب.

__________________

(١) زيادة للإيضاح عن م ، و «ز».

(٢) الأصل وم : ما ، والمثبت عن «ز».

(٣) كذا بالأصل وم و «ز» ، وتقدم في أول الترجمة : عمار.

(٤) فوقها كتب في «ز» : «ح» صغيرة.

(٥) ما بين معكوفتين استدرك لتقويم السند عن م و «ز».

(٦) كذا بالأصل وم ، ومرّ : «عمار».

(٧) الأصل : جيشه ، والتصويب عن «ز» ، وم.

٥٣٣

ح وأخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا أبو بكر بن الطبري.

قالا : أنا أبو الحسين بن الفضل ، أنا عبد الله بن جعفر ، نا يعقوب ، نا يحيى بن عبد الله بن بكير ، وأبو الطاهر ، وحرملة ، قالوا (١) : أنا ابن وهب ، عن ابن لهيعة أن بجير بن ذاخر قال :

كنت عند عبد الله بن عمرو بن العاص حين دخل عليه عقبة بن نافع بن عبد قيس بن لقيط الفهري فقال : ما أقدمك يا عقبة ، فإنّي أعلمك تحب الإمارة ، فقال : إنّ أمير المؤمنين يزيد عقد لي على جيش إلى إفريقية ، فقال له عبد الله : إياك أن تكون لعبة لأرامل أهل مصر ، فإني لم أزل أسمع أنه سيخرج رجل من قريش في هذا الوجه فيهلك فيه.

قال : فقدم إفريقية ، فتتبع أثار أبي (٢) المهاجر وضيّق عليه وحدّده (٣) ثم خرج إلى قتال البربر ، وهم خمسة آلاف رجل من أهل مصر ، وأخرج بأبي المهاجر معه في الحديد ، فقتل ، وقتل أصحابه ، وقتل أبو المهاجر.

أخبرنا أبو غالب محمّد بن الحسن ، أنا أبو الحسن محمّد بن علي ، أنا أحمد بن إسحاق ، نا أحمد بن عمران ، نا موسى ، نا خليفة ، قال :

ثم (٤) قدم عقبة بن نافع واليا على أبي المهاجر سنة ثنتين وستين (٥).

وفيها يعني سنة ثلاث وستين (٦) غزا عقبة بن نافع واستخلف على القيروان زهير بن قيس البلوي ، فأتى السوس القصوى (٧) فغنم وسلّم ، وقفل ، فلقيه كسيلة بن اليزم (٨) ـ وكان نصرانيا ـ فقتل عقبة بن نافع ، وأبو المهاجر مولى الأنصار وعامة أصحابه ثمّ سار كسيلة فلقيه زهير بن قيس على بريد من القيروان فقتل كسيلة وانهزم أصحابه ، فقتلوا قتلا ذريعا.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي ، أنا أبو محمّد الجوهري ، أنا أبو عمر (٩) بن حيوية (١٠) ، أنا أحمد بن معروف ، نا الحسين بن الفهم ، نا محمّد بن سعد ، قال : فحدّثني

__________________

(١) الأصل : «وقالوا» والمثبت عن م ، و «ز».

(٢) الأصل : بني ، والتصويب عن م ، و «ز».

(٣) يعني قيده ووضعه في الحديد.

(٤) ما بين الرقمين لم أعثر عليه في تاريخ خليفة المطبوع.

(٥) ما بين الرقمين لم أعثر عليه في تاريخ خليفة المطبوع.

(٦) تاريخ خليفة بن خيّاط ص ٢٥١ وأسد الغابة ٣ / ٥٥٧.

(٧) السوس القصوى بينها وبين السوس الأدنى مسيرة شهرين ، وهي كورة مدينتها طرقلة (انظر معجم البلدان).

(٨) في تاريخ خليفة : كيزم ، وفي أسد الغابة : «لمرم» وفي البيان المغرب لابن عذاري : «لمزم».

(٩) الأصل : عمرو ، والتصويب عن م و «ز».

(١٠) غير واضحة بالأصل ، والمثبت عن «ز» ، وم.

٥٣٤

موسى بن عليّ بن رباح ، عن أبيه قال :

قدم عقبة بن نافع على يزيد بن معاوية بعد موت معاوية ، فردّه واليا على إفريقية سنة اثنتين وستين ، فخرج عقبة بن نافع سريعا لحنقه على أبي المهاجر حتى قدم إفريقية فأوثق أبا المهاجر في وثاق شديد ، وأساء عزله ثمّ غزا بأبي المهاجر إلى السوس الأدنى (١) ، وهو في حديد ، وهو خلف طنجة فيما بين قيلة مدينتها التي تسمى وليلة (٢) والمغرب ، وأهل السوس ، إذ ذاك ... (٣) وجول (٤) في بلادهم لا يعرض له أحد ، ولا يقاتله ، ثم انصرف راجعا إلى إفريقية ، فلما دنا من ثغرها أمن أصحابه فأذن لهم فتفرقوا عنه ، وبقي في عدة قليلة ، وأخذ تهوذة ـ وهي ثغر من ثغور إفريقية متياسرا عن طبنة (٥) ـ ثغر الزاب ـ فيما بين طينة والمشرق ، وتهوذة من مدينة قيروان إفريقية على مسيرة ثمانية أيام.

فلما انتهى عقبة بن نافع إلى تهوذة عرض له كسيلة بن يلزم الأودي (٦) في جمع كثير من البربر والروم ، وقد كان بلغه افتراق الناس عن عقبة بن نافع وقلّة من معه ، وجمع لذلك جمعا ، فالتقوا فاقتتلوا قتالا شديدا ، فقتل عقبة بن نافع شهيدا ـ يرحمه‌الله ـ وقتل من كان معه ، وقتل أبو المهاجر وهو موثق في الحديد ، واشتعلت إفريقية حربا ، ثم سار كسيلة ومن معه حتى نزلوا قونية الموضع الذي كان عقبة بن نافع اختط ، فأقام بها ومن معه وقهر من قرب منه بآب قايش وما يليه ، وجعل يبعث أصحابه في كل وجه إلى أن توفي يزيد بن معاوية ، وكانت خلافته ثلاث سنين وثلاثة أشهر (٧).

قال أبو عبد الله الصّوري : الصواب زويلة بالفتح ، وقابس.

أخبرنا أبو محمّد بن حمزة ، نا أبو بكر الخطيب.

__________________

(١) السوس الأدنى كورة بالمغرب ، مدينتها طنجة (انظر معجم البلدان).

(٢) كذا بالأصل وم و «ز» ، وفي معجم البلدان : وليلى مدينة بالمغرب قرب طنجة.

(٣) بدون إعجام بالأصل وم وصورتها : «؟؟؟ انتبه» وفي «ز» : «انتبه» وفي المختصر : أثبته.

(٤) في البيان المغرب لابن عذاري ١ / ٢٨ وجال هنالك.

(٥) بالأصل وم ، و «ز» ، والمختصر ، طينة ، بالياء ، والمثبت عن البيان المغرب ١ / ٢٨ وفي معجم البلدان : طبنة بضم أوله ثمّ السكون ونون مفتوحة : بلدة في طرف إفريقية مما يلي المغرب على ضفة الزاب.

(٦) في البيان المغرب : كسيلة بن لمزم الأوربي ، وقيل : البرنسي. وفي أسد الغابة قيدها ابن الأثير بالحروف لمرم بفتح اللام والراء وبينهما ميم ساكنة وآخره ميم.

(٧) انظر الخبر في البيان المغرب لابن عذاري ١ / ٢٧ وما بعدها ، مع تفاصيل وافية ، وانظر تاريخ الإسلام (٦١ ـ ٨٠) ص ١٨٩.

٥٣٥

ح وأخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا أبو بكر بن الطّبري.

قالا : أنا أبو الحسين بن الفضل ، أنا عبد الله بن جعفر ، نا يعقوب ، قال : قال ابن لهيعة : كان قتل الحسين بن علي ، وقتل عقبة بن نافع وحريق الكعبة في سنة واحدة سنة ثنتين أو ثلاث وستين.

قال يعقوب : وكان ذكر ذلك كله في خلافة يزيد بن معاوية بن أبي سفيان.

قال ابن بكير : قال الليث : سنة ثلاث وستين أصيب عقبة بن نافع وأصحابه بالمغرب.

٤٧٣١ ـ عقبة بن نعيم الرّعيني المصري

ولي الشرط بمصر في خلافة هشام بن عبد الملك حفص بن الوليد (١) ، أمير مصر من قبل هشام (٢).

ووفد عقبة على يزيد بن الوليد يتبعه أهل مصر في نفر من وجوههم فيما ذكر أبو عمر محمّد بن يوسف الكندي المصري (٣).

وذكر أيضا : أن الحوثرة بن سهيل الباهلي أمير مصر من قبل مروان بن محمّد قتل عقبة بن نعيم سنة ثمان وعشرين ومائة (٤).

٤٧٣٢ ـ عقبة بن يريم (٥) دمشقي (٦)

حدّث عن أبي ثعلبة [الخشني](٧).

روى عنه عروة بن رويم ، ويزيد بن سنان الرهاوي فيما يقال.

أخبرنا أبو البركات بن الأنماطي ، أنا محمّد بن المظفر ، أنبأ أبو الحسن العتيقي (٨) ، أنبأ يوسف [بن](٩) أحمد ، ثنا أبو جعفر العقيلي (١٠) ، نا يحيى بن أحمد المخرمي ، نا

__________________

(١) انظر النجوم الزاهرة ١ / ٢٦٣ وحسن المحاضرة ٢ / ٩ والخطط ١ / ٣٠٣ وولاة مصر للكندي ص ٩٦.

(٢) ولاه حفص الشرط يوم السبت لثماني عشرة بقين من شعبان سنة أربع وعشرين (ومائة) ، ولاة مصر للكندي ص ١٠٤.

(٣) ولاة مصر ص ١٠٦.

(٤) ولاة مصر ص ١١٢.

(٥) بالأصل : يزيد ، والمثبت عن م ، و «ز».

(٦) ترجمته في ميزان الاعتدال ٣ / ٨٧ وفيها : عقبة بن يريم الدمشقي ويقال : ابن يزيد ، والضعفاء الكبير ٣ / ٣٥١ ولسان الميزان ٤ / ١٧٩ والتاريخ الكبير ٣ / ٢ / ٤٣٦ والجرح والتعديل ٦ / ٣١٨ والكامل لابن عدي ٥ / ٢٨٠.

(٧) الزيادة للإيضاح عن «ز» ، وم.

(٨) رسمها مضطرب بالأصل ، والمثبت عن «ز» ، وم.

(٩) زيادة عن م ، و «ز».

(١٠) الضعفاء الكبير للعقيلي ٣ / ٣٥١ رقم ١٣٨٣.

٥٣٦

سعيد بن يحيى الأموي ، نا أبي ، نا يزيد بن سنان ، حدّثني عقبة بن يريم الدمشقي قال : سمعت أبا ثعلبة الخشني يقول : كان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم إذا رجع من غزاة أو سفر بدأ بالمسجد وصلّى فيه ركعتين [٨١٧٨].

أخبرنا أبو القاسم هبة الله بن عبد الله بن أحمد ، أنا أبو بكر الخطيب ، أنا عبد الرّحمن بن أحمد بن إبراهيم القزويني ، أنا علي بن إبراهيم بن سلمة القطان ، نا أبو حاتم محمّد بن إدريس الحنظلي ، حدّثني ابن الطّبّاع ، حدّثني يحيى بن سعيد القرشي ، عن أبي فروة ، عن يزيد بن سنان ، عن عروة بن رويم ، عن عقبة بن يريم ، عن أبي ثعلبة الخشني.

أن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم كان إذا قدم من سفر بدأ بالمسجد ، فصلّى فيه ركعتين ، ثم يثنّي بفاطمة ، ثم يأتي أزواجه ، فقدم من سفره مرّة فأتى فاطمة فتلقّته على باب البيت ، فجعلت تلثم فاه وعينه وتبكي ، فقال لها : «ما يبكيك؟» فقالت : أراك شعثا نصبا قد اخلولقت ثيابك ، فقال : «لا تبكي ، فإنّ الله بعث أباك بأمر لا يبقى على ظهر الأرض بيت مدر ولا وبر ولا شعر ، إلّا أدخله الله به عزّا أو ذلا حتى يبلغ حيث بلغ الليل» [٨١٧٩].

روى إبراهيم بن سعيد الجوهري هذا الحديث عن يحيى بن سعيد الأموي ، عن أبي فروة ، عن عقبة بن يريم الدمشقي.

أنبأنا أبو الغنائم محمّد بن علي.

ثم حدّثنا أبو الفضل محمّد بن ناصر ، أنا أحمد بن الحسن ، والمبارك بن عبد الجبار ، ومحمّد بن علي ـ واللفظ له ـ قالوا : أنا أبو أحمد ـ زاد أحمد ، وأبو الحسين الأصبهاني ، قالا : ـ أنا أحمد بن عبدان ، أنا محمّد بن سهل ، أنا محمّد بن إسماعيل ، قال (١) :

عقبة بن يريم عن أبي ثعلبة ، روى عنه عروة (٢) بن رويم الشامي ؛ في صحة خبره نظر.

أخبرنا أبو الحسين الأبرقوهي ، وأبو عبد الله الخلّال ـ إذنا ـ قالا : أنا أبو القاسم العبدي ، أنا أبو علي ـ إجازة ـ.

ح قال : وأنا أبو طاهر ، أنا علي بن محمّد.

__________________

(١) التاريخ الكبير للبخاري ٦ / ٤٣٦.

(٢) الأصل وم عقبة ، تصحيف ، والتصويب عن التاريخ الكبير ، و «ز».

٥٣٧

قالا : أنا أبو محمّد بن أبي حاتم ، قال (١) :

عقبة بن يريم روى عن أبي ثعلبة الخشني ، روى عنه عروة بن رويم الشامي الفلسطيني ، سمعت أبي يقول ذلك.

أخبرنا (٢) أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا أبو القاسم بن السمرقندي ، أنا أبو القاسم بن مسعدة ، أنا حمزة بن يوسف ، أنا أبو أحمد بن عدي (٣) ، قال :

عقبة بن يزيد عن أبي ثعلبة ، روى عنه عقبة (٤) بن رويم في صحة خبره نظر.

سمعت ابن حمّاد يذكره عن البخاري.

كذا فيه ، وإنّما عقبة بن يريم عن عروة بن رويم.

قرأت على أبي محمّد السّلمي ، عن أبي نصر الحافظ قال (٥) :

وعقبة بن يريم عن أبي ثعلبة الخشني ، حدث عنه عروة بن رويم اللّخمي (٦).

__________________

(١) الجرح والتعديل ٦ / ٣١٨.

(٢) فوقها في «ز» كتب «ح» صغيرة.

(٣) الكامل لابن عدي ٥ / ٢٨٠.

(٤) كذا بالأصل وم ، و «ز» ، وكتب فوقها في «ز» : «عر» إشارة إلى أن الصواب : عروة. وسينبه المصنف إلى أن الصواب : «عروة».

(٥) الاكمال لابن ماكولا ١ / ٢٤١.

(٦) «اللخمي» ليست في الاكمال.

٥٣٨

[ذكر من اسمه] عقيبة

٤٧٣٣ ـ عقيبة بن هبيرة بن فروة الأسدي النّصري (١)

من بني نصر بن قعين من بني أسد.

شاعر.

أخبرنا أبو السعود أحمد بن علي بن محمّد ، أنبأ أبو منصور محمّد بن محمّد بن أحمد بن الحسين العكبري ، أنبأ أبو الطيب محمّد بن أحمد بن خاقان البيع.

ح قال : ونا القاضي أبو محمّد عبد الله بن علي بن أيوب الشافعي ، أنا أبو بكر أحمد بن (٢) الجرّاح.

قالا : أنا أبو بكر بن دريد قال أبو معاذ عن دماد عن أبي عبيدة قال :

هجا عقيبة بن هبيرة الأسدي عمرو بن قيس الأسدي فقال :

لعمرك إنّ اللؤم خدن (٣) وصاحب

لعمرو بن قيس ما دعا الله راغب

تراه عظيما ذا رواء ومنظر

وأجبن ما متروف حين يحارب

شجاع على جيرانه وصديقه

وأجرأ منه في اللقاء الثعالب

فشكا عمرو بن قيس إلى معاوية فقال معاوية : قد هجاني بأشد مما هجاك ، فقال :

وما قال؟ قال : قال :

أرى ابن أبي سفيان يزجي جياده

ليغزوا عليا ضلّة وتحامقا

__________________

(١) خزانة الأدب للبغدادي ٢ / ٢٦٠ وعيون الأخبار ٤ / ٩٧ والشعر والشعراء ص ٣٢ والأعلام للزركلي ٤ / ٢٤١.

(٢) في م و «ز» : أحمد بن محمّد بن الجراح.

(٣) بدون إعجام بالأصل ، وفي م : حدث ، والمثبت عن «ز».

٥٣٩

وبئس الفتى في الحرب يوما إذا بدت

برازق خيل يتّبعن برازقا

قال : فهلم تدعو عليه وأؤمّن ، أو أدعو عليه وتؤمّن ، قال : أما غير هذا؟ قال : لا ، وإن شئت فاهجه كما هجاك.

قال : فخرج من عند معاوية وهو يقول : قاتلك الله ما أعلمك بالدنيا.

قال : البرازق واحدها : برزق وهو القطعة من الخيل ، ويقال أيضا الفارس (١).

وبلغني أن عقيبة بن هبيرة بن فروة البصري هجا أبا بردة فاستعدى عليه معاوية ، فقال : الذي هجاني به أخبث مما هجاك به (٢) :

فهبها أمّة هلكت ضياعا (٣)

يزيد أميرها وأبو يزيد

فقال أبو بردة : فما تصنع يا أمير المؤمنين؟ قال : نرفع أيدينا فندعو الله عليه (٤).

__________________

(١) انظر تاج العروس بتحقيقنا : «برزق».

(٢) البيت من قصيدة مخفوضة الروي ، خزانة الأدب للبغدادي ٢ / ٢٦٠ والشعر والشعراء ص ٣٢ ولم ينسبه.

(٣) في خزانة الأدب :

فهبنا أمة ذهبت ضياعا

(٤) راجع الخبر في خزانة الأدب ٢ / ٢٦١.

٥٤٠