أبي القاسم علي بن الحسن ابن هبة الله بن عبد الله الشافعي [ ابن عساكر ]
المحقق: علي شيري
الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع
الطبعة: ٠
الصفحات: ٥٤٩
ثم شهق شهقة خفيفة ، كانت نفسه فيها ، فقمت فنظرت في وجهه ، فإذا هو قد مات ، فقلت أيتها العجوز ، من هذا الشاب الراقد بفناء بيتك ، هذا ، فقد مات؟ فقالت : وأنا والله أرى ذلك ، فقامت فنظرت في وجهه ، وقالت : فاظ ورب محمّد ، قلت : أيتها العجوز ، من هذا الشاب؟ قالت : هذا عروة بن حزام الضّنّي وأنا أمه. قلت : فما بلغ به ما أرى؟ قالت : الحب ، والله ما سمعت له كلمة ولا أنّة منذ سنة حتى كان في صدر هذا اليوم فإني سمعته يقول (١) :
من كان من أمهاتي (٢) باكيا أبدا |
|
فاليوم إني أراني اليوم مقبوضا |
يسمعننيه (٣) فإني غير سامعه |
|
إذا علوت رقاب القوم معروضا |
قال : فما قمت عنده حتى غسّلته ، وكفنته ، وصليت عليه ، ودفنته.
قلت : يا صاحب رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، ما دعاك إلى ذلك؟ قال : احتساب الأجر فيه.
أخبرنا أبو بكر محمّد بن الحسين ، أنا أبو علي الحسن بن أحمد [بن] عبد الله بن البنّا ، أنا أبو الحسن علي بن أحمد بن عمر بن الحمّامي ، أنبأ أحمد بن جعفر الختّلي ، نا أبو دلف الخزاعي ، ثنا الرياشي ، نا عمرو بن بكير ، نا الهيثم بن عدي ، عن هشام بن عروة ، عن أبيه ، قال : حدّثني النعمان بن بشير ، قال :
استعملني عمر بن الخطاب ـ أو قال : عثمان ، شك الهيثم ـ على صدقات سعد هذيم وعذرة ، وسلامان وضنّة والحارث وهم قضاعة فلما قبضت الصدقة وقسمتها من أهلها أقبلت بالسهمين الباقيين إلى عمر أو عثمان ، فلما كنت بعد ذلك في أيام يزيد ببلاد عذرة في حي منهم يقال لهم : بنو هند ، إذا أنا ببيت حريد منفرد عن الحيّ ، جاحش عن الحيّ ، فملت إليه ، فإذا عجوز جالسة عند كسر البيت ، وإذا شاب نائم في ظل البيت ، فلما دنوت وسلّمت ترنّم بصوت له ضعيف ثمّ قال :
بذلت لعرّاف اليمامة حكمه |
|
وعرّاف حجر إن هما شفياني |
فقالا : نعم ، نشفي من الداء كلّه |
|
وقاما مع العوّاد يبتدران |
نعم وبلى ، قالا : متى كنت هكذا؟ |
|
ليستخبراني قلت : منذ زمان |
__________________
(١) البيتان في الأغاني ٢٤ / ١٦٣ والشعر والشعراء ص ٣٩٨ وذيل الأمالي ١٥٧.
(٢) الشعر والشعراء : أخواتي.
(٣) إعجامها مضطرب بالأصل ، وفي م : سمعته ، والمثبت عن المصدرين.
فما تركا من رقيّة تعلمانها |
|
ولا سلوة إلّا بها سقياني |
فقالا : شفاك الله والله ما لنا |
|
بما حمّلت منك الضلوع يدان |
قال : ثم شهق شهقة خفيفة ، فنظرت فإذا هو قد مات ، فقلت : أيتها العجوز ما أظن هذا النائم بفناء بيتك إلّا قد مات ، فقالت : نفسه والله نفسه ثلاث مرات ، فدخلني من ذلك ما لا يعلمه إلّا الله ، واغتممت وخفت أن يكون موته لكلامي ، فلما رأت العجوز جزعي قالت : هوّن عليك ، فإنّه قد مات بأجله واستراح مما كان فيه ، وقدم على رب غفور ، فهل لك في استكمال الأجر ، هذه الأبيات منك غير بعيد. تأتيهم ، فتنعاه لهم ، وتسألهم حضوره فاسترحت إلى قولها ، ووثبت فركبت فأتيت أبياتا منهم على قدر ميل ، فنعيته إليهم وحفظت الشعر ، فجعل الرجل بعد الرجل يسترجع إذا أخبرته ، فبينما أنا أدور إذا بامرأة كأنها الشمس طالعة ، فقالت : أيها الناعي بفيك الكثكث (١) ، بفيك الحجر ، من تنعي؟ قلت : عروة بن حزام ، قالت : بالذي أرسل محمّدا بالحق واصطفاه بالنبوة هل مات؟ قلت : نعم ، قالت : ما ذا فعل قبل موته؟ فأنشدتها الشعر ، فو الله ما نهنهت أن قالت (٢)
عداني (٣) أن أزورك يا خليلي |
|
معاشر كلهم واش حسود |
أشاعوا ما سمعت من الدواهي |
|
وعابونا وما فيهم رشيد |
فأما إذا ثوبت اليوم لحدا |
|
ودور الناس كلهم لحود |
فلا طابت لي الدنيا فواقا (٤) |
|
ولا لهم ولا أثري عديد (٥) |
ثم مضت معي ومع القوم تصيح وتولول حتى انتهينا إليه ، فغسّلناه وكفّناه وصلّينا عليه وقبرناه. فجاءت فأكبت على قبره.
وحركت مطيتي ، وقدمت الشام ، فدخلت على يزيد بن معاوية ، فدفعت الكتاب ، وأخبرته بالأمر الذي قدمت له : فسألني عن أمور الناس وقال لي : هل رأيت في طريقك شيئا تحدثني؟ قلت : نعم يا أمير المؤمنين ، رأيت عجبا من العجب. وحدثته الحديث ، فاستوى
__________________
(١) الكثكث : دقاق التراب وفتات الحجارة ، وقيل : التراب مع الحجارة.
(٢) الأبيات في عيون الأخبار ٤ / ١٢٩ ونهاية الأرب ٢ / ٢٠١ ط. دار الكتب المصرية.
(٣) عداني : صرفني وشغلني.
(٤) الفواق بالضم والفتح : قدر ما بين الحلبتين من الوقت.
(٥) في عيون الأخبار : العبيد.
جالسا ثمّ قال : يا محمّد بن قيس ، امض (١) الساعة ـ قبل أن تعرف ما قدمت له ـ إلى الموضع.
قال محمّد بن قيس : فمررت بموضع الحي ، فوجدت إلى جانبه قبرا آخر ، فسألت عنه ، فقيل : المرأة التي أكبّت على هذا القبر لم تذق طعاما ولا شرابا ، ولم ترفع إلّا ميّتة بعد ثلاث ، فجئت ببني عمّه وعمّها فأتيت بهم أمير المدينة ، وألحقتهم (٢) جميعا في شرف العطاء.
أنبأ (٣) أبو محمّد هبة الله بن أحمد المزكّي ، وعبد الله بن أحمد بن عمرو ، أنبأنا أبو بكر الخطيب قراءة عليه ، أخبرني أبو الحسن علي بن أيوب القمّي ، أنا أبو عبيد الله محمّد بن عمران بن موسى المرزباني الكاتب ، أنا عبد الله بن مالك النحوي (٤) ، أنا حمّاد بن إسحاق بن إبراهيم الموصلي (٥) عن أبيه ، عن لقيط بن بكير المحاربي.
أن عروة بن حزام بن ضبّة وعفراء ابنة مالك وهما من بطن من بني عذرة يقال لهم بنو هند ، وإنهما نشئا جميعا ، فعلقها علاقة الضبي ، وكان يتيما في حجر عمه حتى بلغ ، وكان عروة يسأله أن يزوجه إياها ، فكان يسوّفه إلى أن خرج في عير أهله إلى الشام ، وقدم على أبي عفراء ابن عمّ له من البلقاء ، وكان حاجا فخطبها فزوّجوه إيّاها ، فحملها ، وأقبل عروة في عيره تلك ، حتى إذا كان بتبوك نظر إلى رفقة مقبلة من نحو المدينة فيها امرأة على جمل أحمر ، فقال لأصحابه : والله لكأنها شمائل عفراء ، فقالوا له : ويحك ما تترك ذكر عفراء على حال من الحال ، فلما تبيّنها بقي مبهوتا لا يحير كلاما حتى بعد القوم فذلك قوله (٦) :
وإني لتعروني لذكراك روعة (٧) |
|
لها بين جلدي والعظام دبيب |
وما هو إلّا أن أراها فجاءة |
|
وأبهت حتى ما أكاد أجيب |
وأصرف (٨) عن رأيي الذي كنت أرتئي |
|
وأنسى الذي أعددت (٩) حين تغيب |
__________________
(١) الأصل : امضي ، والمثبت عن م وعيون الأخبار.
(٢) في عيون الأخبار : وأثبتّهم.
(٣) في م : أنبأنا.
(٤) أبو محمّد النحوي ، ترجمته في تاريخ بغداد ١٠ / ١٨٠.
(٥) الأصل : المصلى ، تصحيف ، والتصويب عن م ، ترجمته في تاريخ بغداد ٨ / ١٥٩.
(٦) الأبيات في الأغاني ٢٤ / ١٥٤ ـ ١٥٥ و ١٥٩ ـ ١٦٠ والشعر والشعراء ص ٣٩٥.
(٧) الأغاني : وإني لتغشاني لذكراك هزة.
(٨) الأغاني ٢٤ / ١٥٩ وأصدف.
(٩) الأغاني : أزمعت.
ويظهر قلبي عذرها ويعينها |
|
عليّ فما لي من الفؤاد نصيب |
وقد علمت نفسي مكان شفائها |
|
قريبا وهل ما لا ينال قريب |
حلفت برب الراكعين (١) لربهم |
|
ركوعا وفوق الراكعين رقيب |
لئن كان برد الماء عطشان (٢) صاديا |
|
إليّ حبيبا إنها لحبيب |
وقلت (٣) لعراف اليمامة داوني |
|
فإنك إن داويتني لطبيب |
فما بي من سقم ولا طيف جنة |
|
ولكن عمي الحميري كذوب (٤) |
عشية لا عفراء منك بعيدة |
|
فتسلو ، ولا عفراء منك قريب |
ثم انصرف عروة إلى أهله ، فأخذه البكاء والهلاس (٥) حتى لم يبق منه شيء ، فقال أناس : والله إنه لمسحور ، وإنّ به جنّة وإنه لموسوس ، وبالحضارم من اليمامة طبيب يقال له سالم ، له تابع من الجن وهو أطبّ الناس ، فساروا إليه من أرض عذرة حتى جاءوا به فجعل يسقيه (٦) وينشر (٧) عنه ، فقال له عروة : يا هناه ، هل عندك للحب من رقيّة؟ قال : لا والله ، فانصرفوا حتى مروا بطبيب بحجر (٨) فعالجه ، وصنع به مثل ذلك ، فقال له عروة : والله ما دوائي إلّا شخص مقيم بالبلقاء ، فانصرفوا به وهو يقول :
جعلت لعراف اليمامة وحكمه |
|
وعرّاف حجر إن هما شفياني |
فما تركا من رقية يعلمانها |
|
ولا سلوة إلّا بها سقياني |
فقالا : شفاك الله والله ما لنا |
|
بما حملت منك الضلوع يدان |
فويلي على عفراء ويل كأنه |
|
على الصدر (٩) والأحشاء حد سنان |
__________________
(١) الأغاني :
الساجدين لربهم |
|
خشوعا وفوق الساجدين. |
(٢) الأغاني : «حران» وفي الشعر والشعراء : أبيض صافيا.
(٣) الأغاني : «أقول» وفي الشعر والشعراء : فقلت.
(٤) رواية الأغاني :
وما بي من خبل ولا بي جنة |
|
ولكن عمي يا أخيّ كذوب |
وفي الشعر والشعراء رواية عجزه :
ولكن عبد الأعرجي كذوب
(٥) الهلاس : مرض السلّ (القاموس المحيط).
(٦) إعجامها مضطرب بالأصل ، وبدون إعجام في م ، والمثبت عن الشعر والشعراء.
(٧) ينشر عنه : النشرة رقية يعالج بها المجنون ، والمريض ، وقد نشر عنه (تاج العروس بتحقيقنا : نشر).
(٨) حجر : مدينة اليمامة.
(٩) في ذيل أمالي القالي ص ١٦١ : ويلا كأنه على الكبد.
وعينان ما أوفيت نشزا فتنظرا |
|
بمأقيهما إلّا هما تكفان |
فإن قطاة علّقت بجناحها |
|
على كبدي من شدة الخفقان |
فو الله ما حدثت سرك صاحبا |
|
نصحا (١) ولا فاهت به الشفتان |
سوى أنني قد قلت يوما لصاحبي |
|
ضحىّ وقلوصانا بنا تخدّان |
ألا حبذا من حب عفراء ملتقى |
|
نعام وألا لا حيث يلتقيان |
قال : وأولها :
ألا يا غرابي دمنة الدار بيننا |
|
أبا لهجر (٢) من عفراء تنتحبان |
فإن كان حقا ما تقولان فاذهبا (٣) |
|
بلحمي إلى وكريكما فكلاني |
ولا يدرين (٤) الناس ما كان ميتتي |
|
ولا يأكلن الطير ما تذران |
فعفراء أصفى الناس عندي مودة |
|
وعفراء عني المعرض المتواني |
قال : وكان عروة بن حزام حين خرجت عفراء يلصق خده بحياض النّعم التي كانت ترد عليه إبلها ، فقيل له : مهلا لا تقتل نفسك ألا تتقي الله ، فقال (٥) :
بي اليأس والداء (٦) الهيام شربته (٧) |
|
فإياك عني لا يكن بك ما بيا |
قال : فبلغ خبره معاوية ، فقال : لو علمت بخبر هذين الشريفين لجمعت بينهما.
وقد وجدت هذه الرواية من وجه آخر ، وفيها زيادة أن عروة قال لأهله : إنّي إن نظرت إلى عفراء ذهب وجعي ، فخرجوا به حتى نزلوا البلقاء مستخفين ، فكان لا يزال يلمّ بعفراء ينظر إليها ، وكانت عند رجل سيد كثير المال والحاشية ، فبينا عروة يوما بسوق البلقاء إذ لقيه رجل من بني عذرة ، فسأله متى قدم؟ فأخبره ، فلما أمسى الرجل تعشى مع زوج عفراء ، ثم قال : متى قدم هذا الكلب عليكم الذي قد فضحكم؟ قال زوج عفراء : أنت أولى بأن تكون كلبا منه ، ما علمت على عروة إلّا خيرا ، ولا رأيت فتى في العرب أحيا منه ، ولا علمت بمقدمه ، ولو علمت لضممته إلى منزلي ، فلما أصبح غدا ، يستدل عليهم حتى جاءهم ، فقال لهم : انزلتم ولم تروا أن تعلموني منزلكم ، عليّ وعليّ إن كان منزلكم إلّا عندي ، قالوا : نعم نتحول
__________________
(١) ذيل امالي القالي ١٦٠ : أخا لي.
(٢) في الشعر والشعراء : دمنة الدار خبرا أبا لبين.
(٣) الشعر والشعراء : فانهضا.
(٤) ذيل الأمالي : ولا يعلمن ... قصتي.
(٥) البيت في الأغاني ٢٤ / ١٦١ ، والشعر والشعراء ص ٣٩٩.
(٦) الشعر والشعراء : أو داء الهيام.
(٧) الأغاني : سقيته.
إليك هذه الليلة أو من غد ، فلمّا ولّوا قال عروة : قد كان من الأمر ما ترين ، ولئن أنتن لم تخرجن معي لأركبن رأسي ، الحقوا بقومكم ، فليس بي بأس ، فقربوا ظهرهم فارتحلوا ، ونكس ولم يزل يثقل حتى نزلوا وادي القرى.
قال الراوي : فأخبرني مخبر عن عروة بن (١) الزبير قال :
مررت بوادي القرى فقيل لي : هل لك في عروة؟ [قلت : نعم](٢) فخرجت حتى جئته ، قال : فالتفتّ إلى إخوانه (٣) فقال :
من كان من أمهاتي باكيا أبدا |
|
فالآن إني أراني اليوم مقبوضا |
يسمعننيه (٤) فإني غير سامعه |
|
إذا علوت رقاب القوم معروضا |
قال : فبرزن والله يضربن وجوههن ويمزقن (٥) ثيابهن قال : وقمت فما وصلت إلى منزلي حتى لحقني رجل فخبرني أنه مات.
أنبأنا أبو القاسم علي بن إبراهيم وغيره ، عن أبي الحسن رشأ بن نظيف ، ونقلته من خطه ، أنا أبو الفتح إبراهيم بن علي بن إبراهيم بن الحسين ، أنا أبو بكر محمّد بن يحيى الصولي ، نا ثعلب ، نا عبد الله بن شبيب قال : أنشدنا الزبير لعروة بن حزام :
وآخر عهدي من عفيراء أنها |
|
تدير بنانا كلهن خضيب |
عشية ما تقضي لي النفس حاجة |
|
ولم أدر إذ نوديت كيف أجيب |
أخبرنا أبو العزّ بن كادش ، أنا أبو محمّد الجوهري ، أنا أبو عمر بن حيّوية ، عن أبي عبد الله بن المرزبان ، قال : أخبرني إسحاق بن محمّد ، حدّثني أبو معاذ النميري ، قال :
لقي مجنون بني عامر الأحوص بن محمّد الأنصاري ، فقال له : حدّثني حديث عروة بن حزام ، قال : فجعل الأحوص يحدثه وهو يسمع حتى فرغ من حديثه ، ثم أنشأ يقول :
عجبت لعروة العذري أمسى |
|
أحاديثا لقوم بعد قوم |
وعروة مات موتا مستريحا |
|
وها أنا ذا أموت كل يوم |
__________________
(١) الأصل : «ان» والمثبت عن م.
(٢) الزيادة عن م.
(٣) في م : إخوته. وفي الشعر والشعراء ص ٣٩٨ : أخواته.
(٤) الأصل وم : يسمعنيه ، والمثبت عن الشعر والشعراء ص ٣٩٨.
(٥) في الشعر والشعراء : ويشققن جيوبهن.
٤٦٨٣ ـ عروة بن الحكم التميمي
حكى بسامراء أخبار أبي العميطر.
حكى عنه أحمد بن المعلّى.
قرأت بخط [أبي] الحسين الرازي ، حدّثني محمّد بن أحمد بن غزوان ، نا أحمد بن المعلّى ، حدّثني عروة بن الحكم التميمي قال :
كان يحيى بن سمرة القرشي يقوم إلى جانب المنبر إذا صعده أبو العميطر فيقول : يا أهل دمشق ليفرضنّ لصبيانكم في الكتبات (١) ، وليعطينّ نساؤكم العشرات ، هذا أمير المؤمنين علي بن عبد الله أولى بها من الغادرين الجائرين ، أولي المكر ، وقل يا أمير المؤمنين ، فإنه وليّ حباه الله بالعزّ والفخر ، ثم يقول : هؤلاء موالي أمير المؤمنين ابن أبي الزعيزعة ، أين مثل ابن أبي الزعيزعة ، وابن أبي ذويد ، وأين مثل ابن أبي ذويد ، لا كهرثمة ، وإنما كان إسكافا ، ولا كالسندي ، وإنّما كان حجّاما.
٤٦٨٤ ـ عروة بن داود
شهد صفّين مع معاوية.
أخبرنا أبو غالب محمّد بن الحسن (٢) ، أنبأ أبو الحسن السيرافي ، أنا أحمد بن إسحاق ، نا أحمد بن عمران ، نا موسى ، نا خليفة (٣) قال : في تسمية من قتل مع معاوية بصفّين : عروة بن داود الدمشقي.
قرأت على أبي الفتح نصر الله بن محمّد الفقيه ، عن أبي الحسين المبارك بن عبد الجبار بن أحمد ، أنا أبو بكر عبد الباقي بن عبد الكريم بن عمر الشيرازي ، أنا أبو الحسين عبد الرّحمن بن عمر بن أحمد الخلّال ، نا أبو بكر محمّد بن أحمد بن يعقوب بن شيبة ، قال : قال : حدّثني يعقوب بن شيبة في تسمية من قتل من أصحاب معاوية ممن عرف من أشرافهم ـ يعني يوم صفّين ـ عروة الدمشقي قتله قنبر (٤) مولى علي عليهالسلام.
__________________
(١) الكتبات جمع كتبة بالكسر ، وهي الاكتتاب في الفرض والرزق. والكتبة : اكتتابك كتابا تنسخه ، والكتبة : الحالة (تاج العروس : بتحقيقنا : كتب).
(٢) الأصل : الحسين ، تصحيف والسند معروف.
(٣) تاريخ خليفة بن خيّاط ص ١٩٤.
(٤) غير واضحة تماما في الأصل ، وبدون إعجام في م ، ونميل إلى قراءتها «قنبر».
٤٦٨٥ ـ عروة بن رجاء
كان من أقران يونس بن ميسرة بن حلبس.
حكى عنه شجرة بن مسلم حكاية في الملاحم.
تقدمت حكايته في ترجمة شجرة بن مسلم.
٤٦٨٦ ـ عروة بن رويم (١)
أبو القاسم اللخمي (٢)
من أهل الأردن.
قدم الجابية ، وسمع بها أنس بن مالك يحدث الخليفة ، وكانت له بدمشق دار بناحية قنطرة سنان.
روى عن عبد الله بن الديلمي ، وأرسل الحديث عن جماعة من الصحابة ، منهم : جابر ، وأبو ثعلبة [الخشني] ـ وقيل : إنه سمع أبا ثعلبة ـ وأبو ذرّ ، وثوبان ، ومعاوية بن حكيم المقرئ (٣) ، وأبو كبشة الأنماري ، وعبد الرّحمن بن غنم ، وروى عن خالد بن يزيد بن معاوية ، وهشام بن عروة من طريق ضعيف ، وأبي (٤) مالك الأشعري ، والقاسم أبي (٥) عبد الرّحمن ، وأبي إدريس الخولاني.
روى عنه الأوزاعي ، وسعيد بن عبد العزيز ، ومحمّد بن شعيب بن شابور ، وأبو فروة يزيد بن سنان الرّهاوي ، ومحمّد بن مهاجر ، والمغيرة بن المغيرة ، وهشام بن يحيى بن يحيى ، ومحمّد بن الحجاج القرشي الدمشقي ، ومحمّد بن يزيد الرّحبي ، وعمرو بن واقد ، ويحيى بن حمزة ، وعبد الملك بن عمير ، ويقال : عبد الكريم بن محمّد اللّخمي من أهل نوى ، وعبد الله بن راشد الدمشقي ، وأبو عبد الله مسكين بن ميمون الرملي ، وأبو سعيد مدرك بن أبي سعد الفرّاء ، وعبد ربّه بن صالح القرشي ، وعثمان بن حصن بن عبيدة بن
__________________
(١) رويم بالراء مصغرا ، عن تقريب التهذيب.
(٢) انظر أخباره في :
تهذيب الكمال ١٣ / ٤ وتهذيب التهذيب ٤ / ١١٦ والتاريخ الكبير ٧ / ٣٣ وحلية الأولياء ٦ / ١٢٠ والجرح والتعديل ٦ / ٣٩٦ وطبقات ابن سعد ٧ / ١٦٥.
(٣) كذا بالأصل ، واللفظة غير واضحة في م ، وفي تهذيب الكمال : القشيري.
(٤) الأصل : «ابن» تصحيف والتصويب عن م وتهذيب الكمال.
(٥) الأصل : «بن» والمثبت عن م وتهذيب الكمال.
علّاق ، وصدقة بن المنتصر ، وتميم بن سنان شيخ لأبي إسحاق الفزاري ، وعاصم بن رجاء بن حيوة (١) ، وإسحاق بن عبد الله بن أبي فروة ، ومحمّد بن سعيد المصلوب ، وهشام بن سعد المدني.
أخبرنا أبو محمّد هبة الله بن سهل ، وأبو القاسم زاهر بن طاهر قالا : أنا أبو سعد الخير ... (٢) أنا أبو عمرو بن حمدان ، أنا الحسن بن سفيان ، نا محمّد بن المتوكل ، نا صدقة بن المنتصر ، نا عروة بن رويم اللّخمي ، قال :
كنا عند عبد الملك بن مروان حين قدم عليه أنس بن مالك فقال له عبد الملك : حدّثنا بحديث سمعته من رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، ليس بينك وبينه أحد ، ليس فيه زيادة ولا نقصان ، فقال أنس :
سمعت رسول الله صلىاللهعليهوسلم يقول : «الإيمان يمان إلى لخم وجذام ، إلّا أنّ الكفر وقسوة القلوب في هذين الحيين من ربيعة ومضر» [٨١٠٢].
أخبرنا أبو الحسن (٣) الفرضي ، وعلي بن زيد المؤدب ، قالا : أنا أبو الفتح نصر بن إبراهيم ـ زاد الفرضي وعبد الله بن عبد الرزاق ، قالا : ـ أنا محمّد بن عوف بن أحمد بن عوف (٤) ، أنبأ الحسن بن منير التنوخي ، ثنا محمّد بن خريم بن محمّد (٥) ، ثنا هشام بن عمّار ، نا عبد ربه بن صالح ، عن عروة بن رويم ، عن جابر بن عبد الله الأنصاري ، عن النبي صلىاللهعليهوسلم قال :
«لما أنزلت (إِذا وَقَعَتِ الْواقِعَةُ) فذكر فيها (ثُلَّةٌ مِنَ الْأَوَّلِينَ وَقَلِيلٌ مِنَ الْآخِرِينَ)(٦)» قال عمر : يا نبي الله ، ثلة من الأولين وقليل منا؟ قال : فأمسك آخر السورة سنة ، ثم أنزل الله تبارك وتعالى (ثُلَّةٌ مِنَ الْأَوَّلِينَ وَثُلَّةٌ مِنَ الْآخِرِينَ) ، فقال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «يا عمر تعال اسمع ما قد أنزل الله (ثُلَّةٌ مِنَ الْأَوَّلِينَ وَثُلَّةٌ مِنَ الْآخِرِينَ) ألا وإنّ من آدم ثلة ، وأمّتي ثلّة ، ولن تستكمل ثلّتنا حتى نستعين بالسودان من رعاة الإبل ممن يشهد أن لا إله إلّا الله وحده لا شريك له» [٨١٠٣].
__________________
(١) الأصل : حيوية ، والمثبت عن م وتهذيب الكمال.
(٢) كلمة غير مقروءة بالأصل وم.
(٣) الأصل : الحسين ، تصحيف ، والتصويب عن م ، والسند معروف.
(٤) كذا بالأصل وم ، وليس «بن عوف» في عامود نسبه كما ورد في ترجمته في سير أعلام النبلاء ١٧ / ٥٥٠.
(٥) ترجمته في سير أعلام النبلاء ١٤ / ٤٢٨.
(٦) سورة الواقعة ، الآية : ١٣.
قال : [وحدّثنا عبد ربه بن صالح عن عروة بن رويم أنه سمع يحدث عن الأنصاري.
عن النبي صلىاللهعليهوسلم أنه قال :](١) «يكون في أمتي رجفة ، يهلك فيها عشرة آلاف ، عشرون ألف (٢) ، ثلاثون ألف (٣) ، يجعلها الله موعظة للمتقين ، ورحمة للمؤمنين ، وعذابا على الكافرين» [٨١٠٤].
قال : ونا عبد ربه ، نا عروة بن رويم ، عن الأنصاري قال :
قال الله : لارجفنّ بعبادي في خير ليال ، فمن قبضته فيها كافرا كانت ميتته التي قدّرت عليه ، ومن قبضته فيها مؤمنا كانت له شهادة.
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا أبو الحسين بن النّقّور ، أنا أبو طاهر المخلّص ، أنبأ رضوان بن أحمد بن جالينوس.
ح وأخبرنا (٤) أبو بكر عبد الغفّار بن محمّد الشيرويي ـ إذنا ـ وأخبرني أبو بكر محمّد بن عبد الله بن حبيب عنه ، أنبأ أبو بكر الحيري ، نا أبو العباس الأصم ، قالا : نا أحمد بن عبد الجبار ، ثنا يونس بن بكير ، عن سفيان (٥) بن أبي فروة ـ وقال الشيرويي : عن سنان ، عن أبي فروة الرّهاوي (٦) ـ عن عروة بن رويم قال :
سمعت أبا ثعلبة الخشني يقول : قدم رسول الله صلىاللهعليهوسلم في غزاة له فدخل المسجد ، فصلّى فيه ركعتين ـ وكان يعجبه إذا قدم أن يدخل المسجد فيصلّي فيه ركعتين ـ ثم خرج فأتى فاطمة فبدأ بها قبل بيوت أزواجه ، فاستقبلته فاطمة ، فجعلت تقبّل وجهه وعينيه وتبكي ، فقال لها رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «ما يبكيك؟» قالت : أراك يا رسول الله قد شحب لونك ، واخلولقت ثيابك ، فقال لها رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «يا فاطمة ، إنّ الله بعث أباك بأمر لم (٧) يبق على ظهر الأرض بيت مدر ولا شعر إلّا أدخله الله به عزّا أو ذلا حتى يبلغ حيث يبلغ الليل» [٨١٠٥].
أنبأنا أبو علي الحداد وغيره ، قالوا : أنا أبو بكر بن ريذة ، أنبأ سليمان بن أحمد ، نا
__________________
(١) ما بين معكوفتين استدرك على هامش الأصل وبعده صح.
(٢) كذا بالأصل وم ، والصواب : ألفا.
(٣) كذا بالأصل وم ، والصواب : ألفا.
(٤) مكانها بياض بالأصل ، والمثبت عن م ، و «ح» حرف التحويل زيادة منا لتحويل السند.
(٥) في م : سنان.
(٦) كذا بالأصل وم ، وتقدم أن الذي يروي عن عروة هو أبو فروة يزيد بن سنان الرهاوي.
(٧) الأصل وم : «لن».
عبيد بن غنّام (١) ، ثنا أبو بكر بن أبي شيبة ، نا أبو أسامة ، حدّثني أبو فروة ، حدّثني عروة بن رويم اللّخمي ، عن أبي ثعلبة ، ولقيته فكلمته ، فذكر حديثا.
قرأت على أبي محمّد السّلمي ، عن أبي بكر الخطيب ، أنا أبو بكر البرقاني ، أنا محمّد بن عبد الله بن خميرويه ، نا الحسين بن إدريس ، أنا محمّد بن عبد الله بن عمّار الموصلي (٢) ، قال : عروة بن رويم ، لم يسمع من أبي (٣) ثعلبة الخشني.
أخبرنا أبو الفتح نصر الله بن محمّد ـ قراءة ـ عن أبي الفتح نصر بن إبراهيم ، عن أبي خازم (٤) محمّد بن الحسين ، أنا أبو العباس منير بن أحمد ، أنا علي بن أحمد بن إسحاق ، نا أحمد بن مروان الرملي ، نا الوليد بن طلحة ، نا ضمرة بن ربيعة ، عن الحكم بن سليمان بن أبي غيلان ، عن عروة بن رويم قال :
كاد المقلّسون (٥) يحولون بيننا وبين جنازة عبد الملك ، قوم يقلّسون للوليد بن عبد الملك ، ونحن نذهب بجنازة عبد الملك إلى المقابر ، وبدمشق مات عبد الملك بن مروان.
أخبرنا أبو البركات بن المبارك ، وأبو العزّ بن منصور ، قالا : أنا أبو طاهر الباقلاني ـ زاد ابن المبارك : وأبو الفضل بن خيرون ، قالا : ـ أنا محمّد بن الحسن ، أنا محمّد بن أحمد ، أنا عمر بن أحمد ، نا خليفة قال (٦) :
في الطبقة الثالثة من أهل الشامات : عروة بن رويم اللّخمي ، مات سنة اثنتين (٧) وثلاثين ومائة ، دمشقي.
أخبرنا أبو بكر محمّد بن شجاع ، أنا أبو عمرو (٨) بن مندة ، أنا الحسن بن محمّد بن أحمد ، أنا أحمد بن محمّد بن عمر ، نا أبو بكر بن أبي الذنيا.
[ح](٩) وقرأت على أبي غالب بن البنا ، عن أبي محمّد الجوهري ، أنا أبو عمر بن
__________________
(١) ترجمته في سير أعلام النبلاء ١٣ / ٥٥٨ وإعجامها في الأصل وم ناقص.
(٢) بالأصل : «عمار المصلي قال عروة الموصلي» صوبنا الاسم عن م.
(٣) الأصل : ابن ، والتصويب عن م.
(٤) الأصل : حازم ، والتصويب عن م ، تقدم التعريف به.
(٥) التقليس : الضرب بالدفّ ، والغناء ، واستقبال الولاة عند قدومهم بأصناف اللهو. (القاموس المحيط).
(٦) طبقات خليفة بن خيّاط ص ٥٧١.
(٧) الأصل وم : اثنين.
(٨) الأصل : عمر ، تصحيف ، والمثبت عن م.
(٩) «ح» حرف التحويل سقط من الأصل وأضيف عن م.
حيّوية ، أنا أحمد بن معروف ، نا الحسين بن الفهم.
قالا : نا محمّد بن سعد قال (١) :
في الطبقة الرابعة من تابعي أهل الشام : عروة بن رويم اللّخمي ، مات سنة اثنتين (٢) وثلاثين ومائة ـ زاد ابن الفهم : كان كثير الحديث ـ.
أنبأنا أبو الغنائم محمّد بن علي ، ثم حدّثنا أبو الفضل بن ناصر ، أنا أحمد بن الحسن ، والمبارك بن عبد الجبار ، ومحمّد بن علي ، قالوا : وأنا أبو أحمد ـ زاد أحمد : وأبو الحسين الأصبهاني ، قالا : ـ أنا أحمد بن عبدان (٣) ، أنا محمّد بن سهل ، أنا محمّد بن إسماعيل ، قال (٤) :
عروة بن رويم اللخمي ، سمع أبا ثعلبة ، قاله زكريا عن حمّاد بن أسامة ، عن أبي فروة ، عن عروة ، وهو الشامي.
أنبأنا أبو الحسين القاضي ـ إذنا ـ وأبو عبد الله الأديب ـ شفاها ـ قالا : أنا أبو القاسم بن مندة ، أنا أبو علي ـ إجازة ـ.
[ح](٥) قال : وأنا أبو طاهر بن سلمة ، أنا علي.
قالا : أنبأ ابن أبي حاتم قال (٦) :
عروة بن رويم اللّخمي ، روى عن أبي ثعلبة الخشني ، مرسل ، روى عن أنس ، وعبد الله بن الدّيلمي ، روى عنه الأوزاعي ، ويزيد بن سنان الرّهاوي ، سمعت أبي يقول ذلك.
أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني ، نا أبو محمّد الكتاني (٧) ، أنا أبو القاسم تمام بن محمّد ، أنا أبو عبد الله الكندي ، قال : سمعت أبا زرعة يقول في تسمية الأصاغر من أصحاب واثلة (٨) وغيره : عروة بن رويم اللّخمي.
__________________
(١) طبقات ابن سعد ٧ / ١٦٥.
(٢) الأصل وم : اثنين.
(٣) الأصل : عذار ، تصحيف ، والتصويب عن م ، والسند معروف.
(٤) التاريخ الكبير للبخاري ٧ / ٣٣.
(٥) «ح» حرف تحويل سقط من الأصل وأضيف عن م.
(٦) الجرح والتعديل ٦ / ٣٩٦.
(٧) الأصل وم : الكناني ، تصحيف ، وهو عبد العزيز بن أحمد الكتاني الدمشقي ، تقدم التعريف به.
(٨) الأصل وم : وايلة ، والصواب : واثلة ، وهو واثلة بن الأسقع بن كعب بن عامر بن ليث ، أبو قرصافة ، ترجمته في تهذيب الكمال ١٩ / ٣٥١.
أخبرنا أبو غالب بن البنّا ، أنا أبو الحسين بن الآبنوسي ، أنبأ أبو القاسم بن عتّاب ، أنا أحمد بن عمير ـ إجازة ـ.
أخبرنا أبو القاسم نصر بن أحمد ، أنا أبو عبد الله الحسن (١) بن أحمد بن أبي الحديد ، أنبأ أبو الحسن (٢) الربعي ، أنبأ عبد الوهاب الكلابي ، أنبأ أحمد بن عمير.
قال : سمعت أبا الحسن بن سميع يقول في الطبقة الخامسة : عروة بن رويم اللّخمي.
قرأت على أبي الفضل بن ناصر ، عن جعفر بن يحيى ، أنا أبو نصر الوائلي ، أنا الخصيب بن عبد الله ، أخبرني عبد الكريم بن أبي عبد الرّحمن ، أخبرني أبي قال : أبو القاسم عروة بن رويم.
قرأنا على أبي الفضل أيضا ، عن محمّد بن أحمد بن أبي الصقر ، أنا هبة الله بن إبراهيم بن عمر ، أنا أبو بكر المهندس ، نا أبو بشر الدولابي ، قال (٣) : أبو القاسم عروة بن رويم.
أخبرنا أبو القاسم الواسطي ، ثنا أبو بكر الخطيب ـ لفظا ـ أنبأ أبو بكر أحمد بن محمّد بن إبراهيم قال : سمعت أبا الحسن أحمد بن محمّد بن عبدوس الطرائفي ، قال : سمعت أبا سعيد عثمان بن سعيد الدارمي يقول : قلت ليحيى بن معين : فعروة بن رويم؟ قال : ... (٤).
أخبرنا أبو الحسين القاضي ـ إذنا ـ وأبو عبد الله الخلّال ـ شفاها ـ قالا : أنا أبو القاسم بن أبي عبد الله ، أنا حماد ـ إجازة ـ.
[ح](٥) قال : وأنا أبو طاهر ، أنا علي.
قالا : أنا ابن أبي حاتم قال (٦) :
سئل أبي [عن](٧) عروة بن رويم فقال : تابعي عامة حديثه مراسيل ، لقي أنسا وأبا كبشة قال : وسمعت أبي يقول : سمعت إبراهيم بن موسى يقول : ليت شعري أن أعلم عروة بن رويم ممن سمع ، فإن عامة حديثه مراسيل.
__________________
(١) بالأصل : الحسين ، والمثبت عن م.
(٢) بالأصل : الحسين ، والمثبت عن م.
(٣) الكنى والأسماء للدولابي ٢ / ٨٤.
(٤) تقرأ بالأصل : «تفقها» وهي غير مقروءة في م لسوء التصوير.
(٥) «ح» حرف التحويل سقط من الأصل وأضيف عن م.
(٦) الجرح والتعديل ٦ / ٣٩٦.
(٧) زيادة عن الجرح والتعديل.
ذكر أبو عبد الله محمّد بن إبراهيم الأصبهاني أنه سأل أبا حاتم الرازي عن عروة بن رويم فقال : يكتب حديثه (١).
أخبرنا أبو عبد الله البلخي ، أنا أبو منصور محمّد بن الحسين بن عبد الله ، أنا أحمد بن محمّد بن أحمد ، قال : سمعت أبا الحسن الدارقطني يقول : عروة بن رويم شامي ، لا بأس به (٢).
قرأت على أبي القاسم زاهر بن طاهر ، عن أبي بكر البيهقي ، أنا أبو عبد الله الحافظ قال : سمعت أبا أحمد الحافظ يقول وهو محمّد بن محمّد بن إسحاق : سمعت أحمد بن عمير الدمشقي (٣) يقول : ذاكرت أبا إسحاق البرلّسي (٤) ، وكان من أوعية الحديث بحديث عروة بن رويم اللّخمي ، فقال : هذا أول ما يجب على الشامي أن يجمعه ويحفظه.
أخبرنا أبو الحسن الفرضي ، وعلي بن زيد ، قالا : أنا نصر بن إبراهيم ـ زاد الفرضي : وعبد الله بن عبد الرزاق ـ قالا : أنا أبو الحسن بن عوف ، أنبأ أبو علي بن منير ، أنبأ أبو بكر بن خريم ، نا هشام بن عمّار ، نا مدرك بن أبي سعد ، نا عروة بن رويم اللّخمي قال :
ثلاثة (٥) من جاء بإحداهن زوّجه الله من أيّ الحور العين شاء : من ولي طمعا فاتّقى الله فأدى الأمانة ، ومن ضرب بسيفه بين يدي كتيبة يريد ما عند الله ، ومن ردّ غيظه وهو قادر على أن يمضيه.
أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني ، نا أبو محمّد الكتاني (٦) ، نا أبو محمّد بن أبي نصر ، أنا أبو الميمون ، نا أبو زرعة (٧) ، نا أبو مسهر ، نا سعيد بن عبد العزيز ، عن عروة بن رويم قال : تحدثوا عنهم السلف رضياللهعنهم.
أخبرنا أبو جعفر أحمد بن محمّد بن عبد العزيز ، أنا الحسن (٨) بن عبد الرّحمن بن الحسن الشافعي ، أنا أحمد بن إبراهيم بن أحمد بن فراس ، نا محمّد بن إبراهيم بن محمّد
__________________
(١) تهذيب الكمال ١٣ / ٥.
(٢) تهذيب الكمال ١٣ / ٥.
(٣) من طريقه رواه المزي في تهذيب الكمال ١٣ / ٦.
(٤) هو إبراهيم بن سليمان بن داود ، ترجمته في سير أعلام النبلاء ١٢ / ٦١٢.
(٥) كذا بالأصل وم : ثلاثة ، وهو جائز فيما لو كان المعدود متقدما على العدد ألو ملحوظا (عن حاشية المختصر ١٦ / ٣٤١).
(٦) الأصل وم : الكناني ، تصحيف.
(٧) تاريخ أبي زرعة الدمشقي ١ / ٣١٦.
(٨) الأصل : الحسين ، تصحيف ، والتصويب عن م ، ترجمته في سير أعلام النبلاء ١٨ / ٣٨٤.
الدّيبلي (١) ، نا البرلسي [إبراهيم] بن سليمان بن أبي الرئاب ، نا مسكين بن ميمون المؤذن ، نا عروة بن رويم قال :
يأتي على الناس زمان يسمّى فيه الأمر بالمعروف ومكلف.
كذا رواه لنا ، وإنما سمعه ابن فراس من عباس بن محمّد بن قتيبة ، عن البرلّسي.
أخبرنا أبو محمّد عبد الرّحمن بن أبي الحسين ، أنا سهل بن بشر ، أنبأ خليل بن هبة الله بن خليل ، أنا عبد الوهاب الكلابي ، نا أحمد بن الحسين بن طلّاب ، نا العباس بن الوليد بن صبح ، نا أبو مسهر ، نا سعيد بن عبد العزيز أن عروة بن رويم هلك بذي حشب (٢) ، فحمل إلى المدينة فدفن بها.
أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني ، نا أبو محمّد الكتاني ، أنا أبو محمّد بن أبي نصر ، أنا أبو الميمون ، نا أبو زرعة (٣) ، نا أبو مسهر ، نا سعيد بن عبد العزيز قال : توفي عروة بن رويم بذي خشب فحمل فدفن بالمدينة.
أخبرنا أبو الغنائم ـ في كتابه ـ حدّثنا أبو الفضل ، أنا أبو الفضل ، وأبو الحسين ، وأبو الغنائم قالوا : أنا أبو أحمد ـ زاد أبو الفضل : ومحمّد بن الحسن ، قالا (٤) : ـ أنا أبو بكر الشيرازي ، أنا أبو الحسن المقرئ ، أنا أبو عبد الله البخاري ، قال (٥) : قال الحسن بن واقع (٦) ، عن ضمرة : مات ـ يعني عروة ـ سنة خمس وعشرين ومائة.
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا أبو علي بن المسلمة ، وأبو القاسم عبد الواحد بن علي بن محمّد ، قالا : أنا أبو الحسن بن الحمّامي ، أنا الحسن بن محمّد بن الحسن ، نا محمّد بن عبد الله بن سليمان الحضرمي ، قال : مات عروة بن رويم اللّخمي الشامي سنة خمس وعشرين ومائة (٧).
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا أبو القاسم بن البسري ، أنا أبو طاهر المخلّص
__________________
(١) انظر عامود نسبه في ترجمته في سير أعلام النبلاء ١٥ / ١٠.
(٢) ذو خشب : واد قريب من المدينة (راجع معجم البلدان).
(٣) تاريخ أبي زرعة الدمشقي ١ / ٢٥٤.
(٤) الأصل : قال ، والتصويب عن م ، والسند معروف.
(٥) التاريخ الكبير للبخاري ٧ / ٣٣ وعنه المزي في تهذيب الكمال ١٣ / ٦.
(٦) «بن واقع» ليس في التاريخ الكبير.
(٧) زيد بعدها في م : وهذان القولان وهم.
ـ إجازة ـ عبيد الله بن عبد الرّحمن بن محمّد [بن](١) المغيرة ، أخبرني أبي ، حدّثني أبو عبيد قال :
سنة إحدى وثلاثين ومائة فيها مات عروة بن رويم اللّخمي بالشام.
وقد أسلفت القول عن خليفة بن خياط ، ومحمّد بن سعد أنه مات سنة اثنتين (٢) وثلاثين.
أخبرنا أبو البركات الأنماطي ، أنا أحمد بن علي بن عبيد الله بن عمر ، أنبأ أبو الفضل عبيد الله بن أحمد بن علي.
[ح](٣) وقرأت على أبي غالب بن البنّا ، عن عبيد الله بن أحمد ، أنبأ أحمد بن محمّد بن عمران ، أنبأ ابن أبي داود ، نا ابن مصفّى ، نا ضمرة ، عن ابن شوذب قال : هلك عطاء الخراساني وعروة بن رويم سنة خمس وثلاثين ـ يعني ومائة (٤) ـ.
أخبرنا أبو البركات الأنماطي ، أنا أحمد بن الحسن بن أحمد ، أنا يوسف بن رباح ، أنبأ أحمد بن محمّد بن إسماعيل ، نا أبو بشر الدولابي ، نا معاوية بن صالح ، قال : عروة بن رويم اللّخمي أخبرني عيسى بن سليمان ، عن عروة ، قال : مات سنة خمس وثلاثين ومائة.
أخبرنا أبو محمّد ، نا أبو محمّد ، أنا أبو محمّد ، أنا أبو الميمون ، نا أبو زرعة قال (٥) :
فأخبرني محمّد بن أبي أسامة ، نا ضمرة قال : توفي عروة بن رويم ، وعطاء الخراساني سنة خمس وثلاثين [ومائة].
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا أبو بكر بن الطبري (٦) أبو الحسين بن (٧) الفضل ، أنا عبد الله بن جعفر ، نا يعقوب ، نا حيوة بن شريح الحمصي ، نا ضمرة قال :
مات عروة بن رويم سنة خمس وثلاثين ومائة.
أخبرنا أبو غالب الماوردي ، أنا أبو الحسن السّيرافي ، أنا أحمد بن إسحاق ، ثنا أحمد بن عمران ، نا موسى ، نا خليفة قال (٨) :
__________________
(١) الزيادة عن م.
(٢) الأصل وم : اثنين.
(٣) «ح» حرف التحويل أضيف عن م.
(٤) انظر تهذيب الكمال ١٣ / ٦.
(٥) تاريخ أبي زرعة الدمشقي ١ / ٢٥٥ والزيادة التالية عنه.
(٦) الأصل : الطبراني ، تصحيف ، والتصويب عن م ، والسند معروف.
(٧) بالأصل : «أبو الحسين أبي الفضل» وفي م : «أبو الحسن بن الفضل».
(٨) تاريخ خليفة بن خيّاط ص ٤١٥.
وفيها ـ يعني سنة ست وثلاثين ـ مات عروة بن رويم.
قرأت على أبي محمّد السلمي ، عن أبي محمّد التميمي ، أنبأ مكي بن محمّد بن الغمر ، أنا أبو سليمان بن زبر قال : أنا أبي ، نا علي بن عثمان ، نا أبو مسهر ، نا سعيد بن عبد العزيز ، قال : مات عروة بن رويم سنة أربعين ومائة ، وحمل إلى المدينة فدفن بها.
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا أبو بكر بن الطبري ، أنا أبو الحسين [بن](١) الفضل ، أنا عبد الله بن جعفر ، نا يعقوب (٢) ، نا العباس بن الوليد بن صبح ، نا أبو مسهر ، قال : سمعت سعيد بن عبد العزيز يقول : مات عروة بن رويم سنة أربعين ومائة ، ومات بذي حشب ، وحمل إلى المدينة فدفن بها.
أخبرنا أبو القاسم أيضا ، أنا أبو الفضل البقّال ، أنا أبو الحسين بن بشران ، أنا عثمان بن أحمد ، نا حنبل بن إسحاق ، نا عبد الرّحمن بن إبراهيم دحيم ، قال : مات عروة بن رويم سنة أربع وأربعين ومائة (٣).
٤٦٨٧ ـ عروة بن الزّبير بن العوّام بن خويلد (٤) بن أسد
ابن عبد العزّى (٥) بن قصيّ بن كلاب
أبو عبد الله الأسدي القرشي الفقيه المديني (٦)
روى عن أبيه الزبير ، وأخيه عبد الله ، وأمّه أسماء بنت أبي بكر ، وخالته عائشة ، وابن عمر ، وابن عباس ، وأبي هريرة ، وزيد بن ثابت ، والمغيرة بن شعبة ، وأسامة بن زيد ، وأبي أيوب الأنصاري ، وأبي (٧) حميد الساعدي ، وعبد الله بن الأرقم ، وعمرو بن العاص ، وعبد الله بن عمرو بن العاص ، ومعاوية بن أبي سفيان ، والمسور بن مخرمة ، وعمر بن
__________________
(١) الزيادة عن م ، وفيها : أبو الحسن.
(٢) المعرفة والتاريخ ليعقوب الفسوي ١ / ١٢٢.
(٣) تهذيب الكمال ١٣ / ٦.
(٤) وبالأصل : «بلد» بدل : خويلد ، والمثبت عن م.
(٥) الأصل : عبد العزيز ، تصحيف ، والمثبت عن م.
(٦) انظر أخباره في :
نسب قريش ص ٢٤٥ ، تهذيب الكمال ١٣ / ٧ ، تهذيب التهذيب ٤ / ١١٧ الكامل في التاريخ (بتحقيقنا : الفهارس) ، البداية والنهاية بتحقيقنا (الفهارس) طبقات ابن سعد ٥ / ١٧٨ حلية الأولياء ٢ / ١٧٦ التاريخ الكبير ٧ / ٣١ تذكرة الحفاظ ١ / ٥٨ العبر ١ / ١١٠ شذرات الذهب ١ / ١٠٣ تاريخ الإسلام حوادث سنة ٨١ ـ ١٠٠ ص ٤٢٤ وانظر بهامشه أسماء مصادر أخرى ترجمت له.
(٧) الأصل : «ابن» ، والتصويب عن م وتهذيب الكمال.
أبي سلمة ، وعبد الله بن جعفر ، وعبد الله بن زمعة ، وحكيم بن حزام ، وقيس بن سعد بن عبادة ، وعثمان بن طلحة ، ومروان بن الحكم ، والحسين بن علي ، وبشير بن [أبي](١) مسعود ، وعبد الرّحمن بن عبد القارئ ، ويحيى بن عبد الرّحمن بن حاطب ، وزبيد [بن] الصّلت (٢) ، وأم هانئ بنت أبي طالب ، وزينب بنت أبي سلمة.
روى عنه بنوه : يحيى ، وعثمان ، وهشام ، ومحمّد ، والزهري ، وصفوان بن سليم ، وأبو سلمة بن عبد الرّحمن ، وعلي بن زيد بن جدعان ، وسليمان بن يسار (٣) ، ويزيد بن خصيفة (٤) وغيرهم.
ووفد على معاوية ، وعلى عبد الملك بن مروان ، وعلى الوليد بن عبد الملك.
أخبرنا أبو القاسم بن الحصين ، أنبأ أبو طالب بن غيلان ، أنا أبو بكر الشافعي ، نا محمّد بن غالب ، نا يحيى بن هاشم ، نا هشام ، عن أبيه ، عن عائشة قالت : كان رسول الله صلىاللهعليهوسلم يحبّ الحلواء والعسل [٨١٠٦].
أخبرنا أبو عبد الله الفراوي ، وأنا محمّد بن هبة الله بن سهل بن عمر ، وإسماعيل بن أبي القاسم بن أبي بكر ، وأبو القاسم تميم بن أبي سعيد ، قالوا : أنا أبو حفص عمر بن أحمد بن عمر ، أنا أبو عمرو إسماعيل بن محمّد بن أحمد قال : نا محمّد بن أيوب الرازي ، أنا يحيى بن هاشم الغساني ، عن هشام بن عروة ، عن أبيه ، عن عائشة قالت : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «إذا حضر الطعام أو العشاء ، وحضرت الصلاة فابدءوا بالطعام» [٨١٠٧].
أخبرنا أبو القاسم بن الحصين ، وأبو نصر بن رضوان ، وأبو علي بن السّبط ، وأبو غالب بن البنّا ، قالوا : أنا أبو محمّد الجوهري ، أنبأ أبو بكر بن مالك ، نا أبو مسلم إبراهيم (٥) بن عبد الله بن مسلم الكشي (٦) ، نا مسلم بن إبراهيم ، نا هشام ، نا يحيى ، عن أبي سلمة.
ح وأخبرنا أبو عبد الله الفراوي ، وأبو القاسم زاهر بن طاهر ، قالا : أنا أبو يعلى
__________________
(١) الزيادة عن م وتهذيب الكمال.
(٢) بالأصل : «وزيد الصلت» وفي م : زيد بن الصالي والتصويب عن تهذيب الكمال.
(٣) الأصل وم : بشار ، والتصويب عن تهذيب الكمال وسير أعلام النبلاء.
(٤) في تهذيب الكمال : يزيد بن عبد الله بن خصيفة.
(٥) الأصل : «إبراهيم بن مسلم عبد الله بن الكشي» والتصويب عن م ، انظر ترجمته في سير أعلام النبلاء ١٣ / ٤٢٣.
(٦) في سير أعلام النبلاء : الكجي.
إسحاق بن عبد الرّحمن الصابوني ، أنا أبو سعيد عبد الله بن محمّد القرشي ، أنبأ محمّد بن أيوب بن يحيى بن الضّريس الرازي ، أنا مسلم ـ هو ابن إبراهيم ـ نا هشام ، نا يحيى بن أبي كثير ، عن أبي سلمة بن عبد الرّحمن ، عن عروة ، عن عائشة ، عن النبي صلىاللهعليهوسلم ـ وفي حديث الرّازي : أن النبي صلىاللهعليهوسلم كان يقبّل وهو صائم [٨١٠٨].
أخبرنا أبو غالب ، وأبو عبد الله ابنا البنّا ، وأبو الحسين بن الفراء (١) ، أنا أبو جعفر بن المسلمة ، أنا أبو طاهر المخلّص ، أنا أحمد بن سليمان ، نا الزبير بن بكّار ، قال :
فولد الزبير بن العوّام : عبد الله ، وبه كان الزبير يكنى ، والمنذر ، وعروة ، وعاصم ، لا بقية له ، والمهاجر لا بقية له ، وخديجة الكبرى بنت الزبير ، تزوجها عبد الله بن أبي ربيعة بن المغيرة ، ثم خلف عليها جبير بن مطعم بن عدي بن نوفل بن عبد مناف ، ثم خلف عليها السائب بن أبي خنيش بن المطلّب بن أسد ، وأم حسن بنت الزبير ، تزوجها عبد الرّحمن بن الحارث بن هشام بن المغيرة ، فولدت له عبد الله ، وأبا سلمة ، والحارث ، وعباسا ، وعائشة ، وأم الزبير ، وأم سعيد ، وعائلة ، وأم كلثوم ، وأسماء بني عبد الرّحمن ، وعائشة بنت الزبير تزوجها الوليد بن عثمان بن عفان ، فولدت له عبد الله بن الوليد وأمّهم أسماء بنت أبي بكر الصّدّيق ذات النطاقين ، وإنّما سميت ذات النطاقين أن رسول الله صلىاللهعليهوسلم لما تجهز مهاجرا ومعه أبو بكر الصّدّيق لم يكن أشعر بهما سباق ، فشقت لها أسماء نطاقها فشنقتها به ، فقال لها رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «قد بدّلك الله بنطاقك هذا نطاقين في الجنّة» ، فقيل لها : ذات النطاقين.
أخبرنا أبو البركات الأنماطي ، وأبو العزّ الكيلي ، قالا : أنا أبو طاهر أحمد بن الحسن ـ زاد الأنماطي : وأحمد بن الحسن بن خيرون ـ قالا : أنا محمّد بن أحمد ، أنا عمر بن أحمد ، نا خليفة قال (٢) :
عروة بن الزّبير بن العوّام بن خويلد بن أسد بن عبد العزّى (٣) بن قصي بن كلاب ، أمه أسماء بنت أبي بكر الصدّيق ، ويكنى أبا عبد الله ، توفي سنة ثلاث وتسعين.
حدّثنا أبو بكر يحيى بن إبراهيم ، أنبأ نعمة الله بن محمّد ، أنبأ أحمد بن محمّد بن عبد الله ، نا محمّد بن (٤) سليمان ، أنا سفيان بن محمّد بن سفيان ، حدّثني الحسن (٥) بن
__________________
(١) الأصل : الفراوي ، تصحيف والتصويب عن م ، والسند معروف.
(٢) طبقات خليفة بن خيّاط ص ٤٢٠ رقم ٢٠٦٦.
(٣) الأصل «بن عبد العزى» مطموس بالأصل ، والمثبت عن م وطبقات خليفة بن خيّاط.
(٤) في م : محمّد بن أحمد بن سليمان.
(٥) الأصل : الحسين ، تصحيف ، والتصويب عن م.
سفيان ، نا محمّد بن علي ، عن محمّد بن إسحاق ، قال : سمعت أبا عمر الضرير يقول : عروة بن الزّبير أبو عبد الله توفي عروة سنة أربع وتسعين.
قرأت على أبي غالب بن البنّا ، عن أبي محمّد الجوهري ، أنا أبو عمر بن حيّوية ، أنبأ أحمد بن معروف ، نا الحسن بن فهم ، قال : وقرئ على أبي أيوب سليمان بن إسحاق بن الخليل ، نا الحارث بن أبي أسامة ، قالا : نا محمّد بن سعد (١) ، قال :
في الطبقة الثانية من تابعي أهل المدينة : عروة بن الزّبير بن العوّام بن خويلد بن أسد بن عبد العزّى بن قصي بن كلاب ، وأمّه أسماء ابنة أبي بكر الصّدّيق.
قال محمّد بن عمر : قد روى عروة عن أبيه ، وعن زيد بن ثابت ، وأسامة بن زيد ، وعبد الله بن الأرقم ، وأبي أيوب ، والنعمان بن بشير ، وأبي هريرة ، ومعاوية ، وعبد الله بن عمرو ، وعبد الله بن عمر ، وعبد الله بن عباس ، وعبد الله بن الزبير ، والمسور بن مخرمة ، وعائشة ، ومروان بن الحكم ، وزينب بنت أبي سلمة ، وعبد الرّحمن بن عبد القارئ ، وبشير بن أبي مسعود الأنصاري ، وزبيد بن الصّلت ، ويحيى بن عبد الرّحمن بن حاطب ، وجمهان مولى الأسلميين ، وكان ثقة كثير الحديث (٢) ، فقيها عالما ، مأمونا ، ثبتا ، وكان عروة يكنى أبا عبد الله ، وله بالمدينة دار ربّة ـ زاد ابن فهم : وهي دار صفية بنت عبد المطلب ـ وله أيضا قطعة من دار الزبير بن العوّام.
أخبرنا أبو بكر محمّد بن شجاع ، أنا أبو عمرو بن مندة ، أنا الحسن بن محمّد بن أحمد ، أنا أحمد بن محمّد بن عمر ، نا أبو بكر بن أبي الدنيا ، ثنا محمّد بن سعد (٣) ، قال :
عروة بن الزّبير بن العوّام بن خويلد بن أسد بن عبد العزّى ، ويكنى أبا عبد الله ، توفي بأمواله بناحية الفرع ، ودفن هناك سنة أربع وتسعين ، وله بالمدينة دار ربّة.
أنبأنا أبو الغنائم محمّد بن علي ، ثم حدّثنا أبو الفضل بن ناصر ، أنا أحمد بن الحسن والمبارك بن عبد الجبار ، ومحمّد بن علي ـ واللفظ له ـ قالوا : أنا أبو أحمد [ـ زاد أحمد :](٤) وأبو الحسين الأصبهاني ، قالا : أنا أحمد بن عبدّن (٥) ، أنا محمّد بن إسماعيل (٦) ، قال :
__________________
(١) طبقات ابن سعد ٥ / ١٧٨ ـ ١٧٩.
(٢) الأصل : «كبير الحفت» والتصويب عن م وطبقات ابن سعد.
(٣) الخبر برواية ابن أبي الدنيا ليس في الطبقات الكبرى لابن سعد المطبوع.
(٤) الزيادة عن م ، والسند معروف.
(٥) الأصل : مجيدان ، والتصويب عن م ، والسند معروف.
(٦) التاريخ الكبير للبخاري ٧ / ٣١.