أبي القاسم علي بن الحسن ابن هبة الله بن عبد الله الشافعي [ ابن عساكر ]
المحقق: علي شيري
الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع
الطبعة: ٠
الصفحات: ٤٦٢
رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، عن النبي صلىاللهعليهوسلم قال :
«لكلّ سهو سجدتان بعد ما يسلّم» [٧٥٨٤].
هذا حديث حسن أخرجه أبو داود في سننه (١) عن عمرو بن عثمان بن كثير بن دينار هذا.
أخبرنا أبو العزّ بن كادش ، أنا أبو محمّد الجوهري ، أنا أبو الحسن علي بن محمّد بن أحمد بن لؤلؤ ، أنا عمر بن أيوب السّقطي ، أنا داود بن رشيد ، نا سويد بن عبد العزيز ، أنا أبو وهب عبيد الله بن عتبة (٢) ، عن مكحول (٣) ، عن ابن عمر قال :
أشدّ حديث جاء عن النبي صلىاللهعليهوسلم أنه قال : «إذا جاء أحدكم إلى الجمعة فليغتسل» [٧٥٨٥].
كذا كان في الأصل وفيه خطأ في موضعين :
الأول : قوله عبيد الله بن عتبة ، وإنما هو ابن عبيد كما تقدم.
والثاني : قوله مكحول ، عن ابن عمر ، ومكحول لم يسمع من ابن عمر شيئا ، وإنّما روى هذا الحديث عن نافع.
وقد أخبرناه أبو الحسن علي بن المسلّم الفقيه ، وأبو القاسم إسماعيل بن أحمد ، قالا : أنا أبو نصر بن طلّاب ، أنا أبو الحسين بن جميع ، نا شجاع بن فارس ـ هو أبو الفوارس الفرغاني ـ نا أحمد بن زكريا ، نا عبد الوهاب بن نجدة ، عن سويد بن عبد العزيز ، عن أبي وهب ، عن مكحول ، عن نافع ، عن ابن عمر قال :
قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «إذا جاء أحدكم [الجمعة](٤) فليغتسل» [٧٥٨٦].
قرأت على أبي محمّد السّلمي ، عن أبي محمّد التميمي ، أنا تمام بن محمّد ، أخبرني أبي أبو الحسين ، نا محمّد بن جعفر ، نا الحسن بن محمّد ، قال : قال هشام بن عمّار : إن أبا وهب عبيد الله بن عبيد الكلاعي دمشقي.
قرأنا على أبي عبد الله يحيى بن الحسن ، عن أبي تمّام علي بن محمّد ، عن أبي
__________________
(١) سنن أبي داود ، كتاب الصلاة رقم ١٠٣٨.
(٢) كذا بالأصل : عتبه ، تصحيف ، والصواب عبيد ، وهو صاحب الترجمة ، وسينبه المصنف إلى هذا الخطأ.
(٣) كذا بالأصل «مكحول عن ابن عمر» وهو خطأ وسينبه أيضا المصنف إلى أن مكحول لم يسمع من ابن عمر ، راجع ترجمة مكحول الشامي في تهذيب الكمال ١٨ / ٣٥٦.
(٤) سقطت من الأصل وأضيفت عن م.
عمر بن حيّوية ، أنا محمّد بن القاسم بن جعفر ، نا ابن أبي خيثمة قال :
وعبيد الله بن عبيد الكلاعي يكنى أبا وهب ، حدّثنا بذاك أبو سلمة ، عن محمّد بن راشد ، وحدّثناه الحوطي عن سويد بن عبد العزيز.
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا عمر بن عبيد الله بن عمر.
ح وأخبرنا أبو المظفّر بن القشيري ، أنا أبو بكر البيهقي ، قالا : أنا أبو الحسين بن بشران ، أنا عثمان بن أحمد ، نا حنبل بن إسحاق قال : سمعت أبا عبد الله يقول : أبو وهب الكلاعي عبيد الله بن عبيد.
أخبرنا أبو غالب الماوردي ، أنا أبو الفضل بن خيرون.
ح وأخبرنا أبو البركات الأنماطي ، أنا ثابت بن بندار قالا : أنا عبيد الله بن أحمد بن عثمان ، أنا عبيد الله بن أحمد بن يعقوب ، أنا العباس بن العباس بن محمّد ، أنا صالح بن أحمد ، نا أبي قال : أبو وهب الكلاعي عبيد الله بن عبيد.
آخر الجزء السابع والثلاثين بعد الأربعمائة من الفرع.
أنبأنا أبو الغنائم محمّد بن علي ، ثم حدّثنا أبو الفضل بن ناصر ، أنا أحمد بن الحسن ، والمبارك بن عبد الجبار ، ومحمّد بن علي ـ واللفظ له ـ قالوا : أنا أبو أحمد ـ زاد أحمد : وأبو الحسين الأصبهاني قالا ـ أنا أحمد بن عبدان ، أنا محمّد بن سهل ، أنا محمّد بن إسماعيل قال (١) :
عبيد الله بن وهب (٢) أبو وهب الكلاعي الشامي.
كذا قال في حرف الواو من آباء من اسمه عبيد الله ، ووهم في ذلك ، إنّما هو ابن عبيد أبو وهب.
أخبرنا أبو الحسين هبة الله بن الحسن ـ إذنا ـ وأبو عبد الله الحسين بن عبد الملك ـ شفاها ـ قالا : أنا أبو القاسم بن منده ، أنا أبو علي ـ إجازة ـ.
ح (٣) قال : وأنا أبو طاهر ، أنا أبو الحسين قالا : أنا أبو محمّد بن أبي حاتم قال (٤) :
__________________
(١) التاريخ الكبير للبخاري ٣ / ١ / ٤٠٢.
(٢) كذا بالأصل وم والبخاري ، وهو خطأ ، وسينبه المصنف إلى الصواب.
(٣) «ح» حرف التحويل سقط من م.
(٤) الجرح والتعديل ٥ / ٣٢٦.
عبيد الله بن عبيد أبو وهب الكلاعي الشامي (١) ، وكان من أصحاب مكحول ، روى أحمد بن حنبل ، والفضل الأعرج ، عن هشام بن سعيد الطالقاني ، عن محمّد بن مهاجر ، عن عقيل بن شبيب ، عن أبي وهب الجشمي (٢) ، وكانت له صحبة ، وهو وهم ، سمعت أبي يقول ذلك.
هذا وهم ، فإن أبا وهب الجشمي غير أبي وهب الكلاعي صاحب الترجمة ، هذا كلاعي من تابعي التابعين ، وذلك الجشمي له صحبة.
أخبرنا أبو بكر محمّد بن العباس ، أنا أحمد بن منصور بن خلف ، أنا أبو سعيد محمّد بن عبد الله بن حمدون ، أنا مكي بن عبدان ، قال مسلم بن الحجاج يقول : أبو وهب عبيد الله بن عبيد الكلاعي ، عن مكحول ، روى عنه يحيى بن حمزة.
أخبرنا أبو غالب بن البنّا ، أنا أبو الحسين بن الآبنوسي ، أنا أبو القاسم بن عتّاب ، أنا أحمد بن عمير ـ إجازة ـ.
ح وأخبرنا أبو القاسم بن السّوسي ، أنا أبو عبد الله بن أبي الحديد ، أنا أبو الحسن الرّبعي ، أنا أحمد بن عمير ـ قراءة ـ.
قال : سمعت أبا الحسن بن سميع يقول في الطبقة الخامسة : عبيد الله بن عبيد الكلاعي (٣).
قرأت على أبي الفضل بن ناصر ، عن جعفر بن يحيى ، أنا أبو نصر الوائلي ، أنا الخصيب بن عبد الله ، أخبرني عبد الكريم بن أبي عبد الرّحمن ، أخبرني أبي قال :
أبو وهب عبيد الله بن عبيد الكلاعي.
أخبرنا معاوية بن صالح ، عن يحيى بن معين قال :
أبو وهب عبيد الله الكلاعي دمشقي ، ليس به بأس.
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا أبو طاهر محمّد بن أحمد بن محمّد ، أنا هبة الله بن إبراهيم ، أنا أحمد بن محمّد بن إسماعيل ، نا محمّد بن أحمد بن حمّاد قال (٤) :
__________________
(١) كذا بالأصل وم وفي الجرح والتعديل : الحشمي.
(٢) كذا بالأصل والجرح والتعديل ، وفي م : الكلاعي ، وهو الصواب وسينبه المصنف إلى أن الجشمي غير الكلاعي. وانظر ترجمة أبي وهب الجشمي في الإصابة ٤ / ٢١٨.
(٣) تهذيب الكمال ١٢ / ٢٣٨.
(٤) الكنى والأسماء للدولابي ٢ / ١٤٤.
أبو وهب عبيد الله بن عبيد الكلاعي صاحب مكحول.
أنبأنا أبو جعفر محمّد بن أبي علي ، أنا أبو بكر الصّفّار ، أنا أحمد بن علي بن منجويه ، أنا أبو أحمد الحاكم قال :
أبو وهب عبيد الله بن عبيد الكلاعي الشامي ، عن مكحول الهذلي ، وزهير بن سالم أبي مخارق العنسي ، روى عنه أبو عبد الله يحيى بن حمزة ، وإسماعيل بن عياش العنسي.
أخبرنا أبو محمّد طاهر بن سهل ، نا أبو بكر الخطيب ، نا أبو بكر البرقاني ، أنا أبو حاتم محمّد بن يعقوب بن إسحاق بن محمود الهروي ، أنا الحسين بن إدريس.
ح (١) قال : وأخبرني أبو يعلى أحمد بن عبد الواحد الوكيل ، أنا موسى بن عيسى بن عبد الله السّرّاج ، نا محمّد بن محمّد بن سليمان الباغندي ، قالا : نا المسيّب بن واضح ، نا ابن عيّاش ، عن عبيد الله بن عبيد الكلاعي قال : أعطاني مكحول دفترا فيه حلال وحرام ، فقال : خذ هذا الدفتر فاروه وحدّث به عني ، قلت : كيف أرويه وأحدّث به عنك وأنا لم أسمعه (٢) منك ، قال : بلى أنا أقول : اروه وحدّث به عني ، قلت : كيف أرويه وأحدّث به عنك وأنا لم أسمعه ، واللفظ للباغندي.
أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني ، نا عبد العزيز الكتاني (٣) ، أنا أبو محمّد بن أبي نصر ، أنا أبو الميمون ، نا أبو زرعة (٤) ، نا عبد الملك بن الأصبغ ، قال : قلت لمنبّه بن عثمان : لم نسمع من أبي وهب شيئا ـ صاحب مكحول ـ؟ قال : ذاك مات مدخل عبد الله بن علي دمشق ، ودخل (٥) عبد الله بن علي دمشق سنة اثنتين وثلاثين ومائة.
٤٤٦٧ ـ عبيد الله بن عثمان بن محمّد
أبو الحسن البغدادي المعروف بابن الحلبي البزّار
سكن بباب الجابية بدمشق.
وحدّث بها عن أبي سعيد الحسن بن علي بن زكريا بن صالح العدوي ، ومحمّد بن محمّد بن سليمان الباغندي ، وأبي القاسم البغوي ، وأبي بكر بن أبي داود ، وأبي الفضل
__________________
(١) «ح» حرف التحويل سقط من م.
(٢) في م : أسمع.
(٣) في م : الكناني ، تصحيف.
(٤) تاريخ أبي زرعة الدمشقي ٢ / ٦٩٨ وتهذيب الكمال ١٢ / ٢٣٨.
(٥) من هنا ليس من كلام أبي زرعة ، تعقيب للمصنف على قوله مدخل عبد الله بن علي دمشق.
صالح بن الأصبغ بن عامر بن مالك بن خليد بن عمرو التّنوخي المنبجي ، وعبد الله بن إسحاق المدائني ، وأبي محمّد بن صاعد.
روى عنه أبو بكر محمّد بن عبيد الله المقرئ المنبجي ، وتمّام الرازي.
أنبأنا أبو محمّد هبة الله بن الأكفاني ، وعبد الله بن أحمد بن السّمرقندي ، قالا : نا أبو محمّد عبد العزيز بن أحمد ، أنا أبو بكر محمّد بن عبيد الله المقرئ ، نا عبيد الله بن عثمان بن محمّد البزّاز بباب الجابية في قيسارية الجعفري ، نا الحسن بن علي العدوي ، نا محمّد بن الحارث مولى بني هاشم سنة اثنتين وعشرين ومائتين بعبّادان ، نا أبو وهب الحكم بن سنان ، عن محمّد بن سيرين ، عن أخيه يحيى بن سيرين ، عن أخيه سعيد بن سيرين ، عن أخيه أنس بن سيرين ، عن أنس بن مالك قال : سمعت رسول الله صلىاللهعليهوسلم يقول :
«لبّيك حقا حقا تعبّدا ورقّا» [٧٥٨٧].
٤٤٦٨ ـ عبيد الله بن عدي الأكبر بن الخيار (١) بن عدي
ابن نوفل بن عبد مناف بن قصي القرشي النوفلي (٢)
أدرك النبي صلىاللهعليهوسلم.
وحدّث عن عمر ، وعثمان ، وعلي ، وكعب الأحبار.
روى عنه : عروة بن الزبير ، وحميد بن عبد الرّحمن ، وعطاء بن يزيد الليثي ، ومعمر بن أبي حبيبة ، ويحيى بن يزيد الباهلي ، وعبيد الله بن المغيرة السّبائي (٣).
وقدم غازيا واجتاز دمشق وحمص.
أخبرنا أبو السّعادات أحمد بن أحمد المتوكّلي ، أنا أبو بكر أحمد بن علي الخطيب.
ح وأخبرنا أبو علي الحسن بن عمر بن محمّد بن أبي بكر الطوسي البيّاع ـ بنيسابور ـ أنا أبو صالح أحمد بن عبد الملك المؤذن.
__________________
(١) الخيار بكسر المعجمة وتخفيف التحتانية (تقريب التهذيب).
(٢) انظر أخباره في :
تهذيب الكمال ١٢ / ٢٣٩ وتهذيب التهذيب ٤ / ٢٦ والمحبر ص ٣٥٧ والجمع بين رجال الصحيحين ١ / ٣٠٣ وأسد الغابة ٣ / ٤٢٢ والإصابة ٣ / ٧٤ وسير أعلام النبلاء ٣ / ٥١٤ وتاريخ الإسلام (حوادث سنة ٨١ ـ ١٠٠) ص ٤٢٣.
(٣) إعجامها مضطرب بالأصل وم ، وفي تهذيب الكمال : السّبئي انظر ترجمته في تهذيب الكمال ١٢ / ٢٧٠.
قالا : أنا أبو سعيد محمّد بن موسى بن الفضل الصيرفي ، نا أبو العباس محمّد بن يعقوب الأصم ، نا الربيع بن سليمان المرادي (١) ، نا أيوب بن سويد ، نا يحيى بن يزيد الباهلي من أهل البصرة ، وكان ثقة ، قال :
قال عبيد الله بن عدي بن الخيار أحد بني نوفل بن عبد مناف ، بلغني حديث عن علي خفت إن مات أن لا أجده عند غيره ، فرحلت حتى قدمت ـ وفي حديث الخطيب : فقدمت ـ عليه العراق ، فسألته عن الحديث ، فحدّثني وأخذ عليّ عهدا أن لا أخبر به أحدا ، ولوددت لو لم يفعل ، فأحدّثكموه ، فلما كان ذات يوم جاء حتى صعد المنبر في إزار ورداء متوشح قوسا فجاء الأشعث بن قيس حتى أخذ بإحدى عضادتي المنبر ثم قال علي :
ما بال أقوام يكذبون علينا ، يزعمون أن عندنا عن رسول الله صلىاللهعليهوسلم ما ليس عند غيرنا ، ورسول الله صلىاللهعليهوسلم كان عاما ولم يكن خاصا ، وما عندي عنه ما ليس عند المسلمين إلّا شيء في قرني (٢) هذا. فأخرج منه صحيفة فإذا فيها : من أحدث حدثا ، أو آوى محدثا ، فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين ، لا يقبل منه صرف ولا عدل ، فقال له الأشعث بن قيس : دعها تترحل عنك فإنّها عليك لا لك ، فقال : قبّحك الله ، ما يدريك ما عليّ لا لي
أصبحت هو الراعي الضان يهزأ بي |
|
ما ذا يريبك مني راعي الضان |
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا أبو محمّد الصّريفيني ، وأبو نصر الزينبي.
وأنا أبو عبد الله الحسين بن علي بن أحمد بن عبد الله المقرئ ، أنا أبو محمّد الصّريفيني.
قالا : أنا أبو بكر محمّد بن عمر بن علي بن خلف الورّاق ، نا عبد الله بن سليمان بن الأشعث السّجستاني (٣) ، نا أبو موسى عيسى بن حمّاد زغبة التّجيبي ، أنا الليث بن سعد ، عن هشام بن عروة ، عن أبيه عروة بن الزبير ، عن عبد الله بن عدي يحدثه رجلان ، فحدث عنهما قالا :
جئنا رسول الله صلىاللهعليهوسلم في حجة الوداع والناس يسألونه من الصدقة ، فزاحمنا الناس ـ وفي حديث الزينبي : فزاحمنا عليه الناس ـ حتى خلصنا إليه ، فسألناه من الصدقة قالا : فرفع البصر
__________________
(١) قبلها في م : «الادري» وانظر ترجمته في سير أعلام النبلاء ١٢ / ٥٨٧.
(٢) القرن : الجعبة من جلد ، تكون مشقوقة ثم تخرز.
(٣) سنن أبي داود (٣) كتاب الزكاة ، باب من يعطي من الصدقة وحدّ الفتى (رقم ١٦٣٣) وتهذيب الكمال ١٢ / ٢٤١.
فينا وخفضه ، فرآهما ـ وقال الزينبي : فرآنا ـ رجلين جلدين ، فقال : «إن شئتما فعلت ، ولا حظّ فيها لغني ، ولا لقوي مكتسب» [٧٥٨٨].
ولم يقل الزينبي : فيها.
أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر ، أنا أبو حامد أحمد بن الحسن ، أنا محمّد بن عبد الله بن حمدون ، أنا أبو حامد بن الشرقي ، نا محمّد بن يحيى الذهلي ، نا عبد الرزّاق ، أنا معمر ، عن الزهري ، عن عروة بن الزبير (١) ، عن عبيد الله بن عدي بن الخيار أنه دخل على عثمان وهو محصور وعليّ يصلي بالناس ، فقال : يا أمير المؤمنين إنّي أتحرج أن أصلي مع هؤلاء ، وأنت الإمام ، فقال : إنّ الصلاة أحسن ما عمل الناس ، فإذا رأيت الناس يحسنون فأحسن معهم ، وإذا رأيتهم يسيئون فاجتنب سيئهم.
خالفه الأوزاعي ، فقال : عن الزهري ، عن حميد بن عبد الرّحمن ، عن عبيد الله.
أخبرناه أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا أبو محمّد الصّريفيني ، أنا أبو بكر بن زنبور ، نا أبو بكر بن داود ، نا عمرو بن عثمان ، نا الوليد ، عن أبي عمرو ، عن الزهري أنه أخبره عن حميد بن عبد الرّحمن بن عوف ، حدّثني عبيد الله بن عدي بن الخيار.
أنه دخل على عثمان وهو محصور ، فقال له : إنّك إمام العامة ، وقد نزل بك ما ترى ، ومن يصلي بالناس إمام فتنة ، وإنّا نتحرج من الصلاة معه ، فقال عثمان : إنّ الصلاة أحسن ما يعمل الناس ، فإذا أحسن الناس فأحسن معهم ، وإذ أساءوا فاجتنب إساءتهم.
أخبرنا أبو غالب ، وأبو عبد الله ابنا البنّا ، قالا : أنا أبو الحسين بن الآبنوسي ، أنا أحمد بن عبيد بن الفضل ـ إجازة ـ أنا محمّد بن الحسين بن محمّد الزعفراني ، نا أبو بكر بن أبي خيثمة ، نا أبي ، نا يعقوب بن إبراهيم بن سعد بن إبراهيم بن عبد الرّحمن بن عوف ، نا أبي ، عن محمّد بن إسحاق (٢) ، حدّثني محمّد بن مسلم الزهري ، عن عطاء بن يزيد الجندعي (٣) أخي بني ليث (٤) ، عن عبيد الله بن عدي بن الخيار بن نوفل بن عبد مناف ، وكان من فقهاء قريش وعلمائهم وقد أدرك أصحاب النبي صلىاللهعليهوسلم متوافرين.
__________________
(١) من طريقه رواه الذهبي في سير أعلام النبلاء ٣ / ٥١٥.
(٢) من طريقه رواه المزي في تهذيب الكمال ١٢ / ٢٤٠.
(٣) بضم الجيم وسكون النون وفتح الدال المهملة ، نسبة إلى جندع بطن من ليث (الأنساب).
(٤) ليث من مضر بن نزار بن معد بن عدنان ، كما في الأنساب ، وقيل فيه غير ذلك.
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا أبو الحسين بن النّقّور ، أنا أبو طاهر المخلّص ، أنا رضوان بن أحمد ، أنا أحمد بن عبد الجبار ، نا يونس بن بكير ، عن محمّد بن إسحاق ، حدّثني عبد الله بن الفضل ، عن سليمان بن يسار ، عن جعفر بن أمية الضمري ، قال :
خرجت أنا وعبيد الله بن عدي بن الخيار غازيين في زمن معاوية فأدربنا مع الناس فلما فعلنا قلنا : لو مررنا بحمص ، فذكر الحديث بطوله.
أخبرنا أبو البركات الأنماطي ، وأبو العزّ الكيلي ، قالا : أنا أبو طاهر أحمد بن الحسن ـ زاد الأنماطي وأبو الفضل بن خيرون قالا : ـ أنا محمّد بن الحسن ، أنا محمّد بن أحمد بن إسحاق ، أنا عمر بن أحمد بن إسحاق ، نا خليفة بن خياط قال (١) :
عبيد الله بن عدي بن الخيار بن عدي بن نوفل بن عبد مناف بن قصي ، أمّه أم قتال بنت أسيد بن أبي العيص بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف ، توفي زمن الوليد بن عبد الملك.
أخبرنا أبو الحسين بن الفراء ، وأبو غالب ، وأبو عبد الله ابنا البنّا ، قالوا : أنا أبو جعفر بن المسلمة ، أنا أبو طاهر المخلّص ، نا أحمد بن سليمان ، نا الزبير بن بكار قال :
فولد عدي الأكبر بن الخيار ـ يعني ابن عدي ـ بن نوفل : عبيد الله ، وأسيد بن عدي ، وعبد الله بن عدي ، وأمّهم أم قتال بنت أسيد بن أبي العيص ، وأمّها زينب أبي عمرو بن أمية ، وقال بعض الناس : بل أم عدي هؤلاء بنت أسيد بن علاج بن ثقيف (٢).
أخبرنا أبو البركات الأنماطي ، أنا أحمد بن الحسن بن أحمد ، أنا يوسف بن رباح بن علي ، أنا أحمد بن محمّد ، نا محمّد بن أحمد بن حمّاد ، نا معاوية بن صالح ، قال : سمعت يحيى بن معين يقول في تسمية تابعي أهل المدينة ومحدّثيهم : عبيد الله بن عدي بن الخيار.
أخبرنا أبو بكر محمّد بن شجاع ، أنا أبو عمرو بن منده ، أنا الحسن بن محمّد بن أحمد ، أنا أحمد بن محمّد بن عمر ، نا أبو بكر بن أبي الدنيا ، نا محمّد بن سعد (٣).
قال في الطبقة الأولى من طبقات أهل المدينة : عبيد الله بن عدي بن الخيار بن عدي بن نوفل بن عبد مناف ، مات في زمن الوليد بن عبد الملك ، وله دار بالمدينة عند دار علي بن أبي طالب ، وقد روى عن عمر ، وعثمان.
__________________
(١) طبقات خليفة بن خيّاط ص ٤٠٥ رقم ١٩٨٢.
(٢) تهذيب الكمال ١٢ / ٢٤٠.
(٣) الخبر برواية ابن أبي الدنيا ليس في الطبقات الكبرى المطبوع لابن سعد.
قرأت على أبي غالب بن البنّا ، عن أبي محمّد الجوهري ، أنا أبو عمر بن حيّوية ، أنا أحمد بن معروف ، نا الحسين بن الفهم ، نا محمّد بن سعد (١).
قال في الطبقة الأولى من أهل المدينة : عبيد الله بن عدي الأكبر بن الخيار بن عدي بن نوفل بن عبد مناف بن قصي ، وأمّه أم قتال بن أسيد بن أبي العيص بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف بن قصي ، وقد روى عبيد الله بن عدي عن عمر وعثمان ، وله دار بالمدينة عند دار علي بن أبي طالب ، ومات عبيد الله بن عدي بالمدينة في خلافة الوليد بن عبد الملك ، وكان ثقة ، قليل الحديث.
أنبأنا أبو الغنائم محمّد بن علي ، ثم حدّثنا أبو الفضل بن ناصر ، أنا أحمد بن الحسن ، والمبارك بن عبد الجبار ، ومحمّد بن علي ـ واللفظ له ـ قالوا : أنا أبو أحمد ـ زاد أحمد : وأبو الحسين الأصبهاني قالا : ـ أنا أحمد بن عبدان ، أنا محمّد بن سهل ، أنا محمّد بن إسماعيل قال (٢) :
عبيد الله بن عدي بن الخيار القرشي من بني نوفل بن عبد مناف المدني ، عن عمر ، وسمع عثمان ، سمع (٣) منه عروة ، وحميد بن عبد الرّحمن ، وعطاء بن يزيد.
قال أبو (٤) إسحاق : هو ابن الخيار بن عدي بن نوفل بن عبد مناف من فقهاء قريش.
(٥) أخبرنا أبو الحسين هبة الله بن الحسن ـ إذنا ـ وأبو عبد الله الخلّال ـ إذنا ـ قالا : أنا أبو القاسم بن منده ، أنا أبو علي ـ إجازة ـ.
ح (٦) قال : وأنا أبو طاهر ، أنا علي قالا : أنا أبو محمّد بن أبي حاتم قال (٧) :
عبيد الله بن عدي بن الخيار القرشي من بني نوفل بن عبد مناف ، روى عن عمر ، وعثمان ، وكعب الأحبار ، روى عنه عروة بن الزبير ، وحميد بن عبد الرّحمن ، سمعت أبي يقول ذلك.
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا أبو الحسين بن النّقّور ، أنا عيسى بن علي ، أنا أبو القاسم البغوي ، قال :
__________________
(١) طبقات ابن سعد ٥ / ٤٩.
(٢) التاريخ الكبير للبخاري ٣ / ١ / ٣٩١.
(٣) في التاريخ الكبير : «روى عنه عروة» وفي م : عن عمر وسمع منه عثمان عروة».
(٤) كذا بالأصل وم : «أبو» وفي التاريخ الكبير : ابن إسحاق.
(٥) «ح» حرف التحويل سقط من م.
(٦) التاريخ الكبير للبخاري ٣ / ١ / ٣٩١.
(٧) الجرح والتعديل ٥ / ٣٢٩.
عبيد الله بن عدي بن الخيار بلغني أنه ولد على عهد رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، حدّث عيسى بن يونس ، عن عمر بن أبي حسين ، عن محمّد بن عبد الله بن عياض ، عن عمه ، عن عبيد الله بن عدي ، عن النبي صلىاللهعليهوسلم قصة صلاة الكسوف ، ولا أدري هذا الحديث عن عبيد الله بن عدي بن الخيار أو غيره.
أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد ، أنا شجاع بن علي ، أنا أبو عبد الله بن منده ، قال :
عبيد الله بن عدي بن الخيار أدرك النبي صلىاللهعليهوسلم وذكره فيمن له صحبة ، ولا يثبت ، روى حديثه أبو أحمد الزّبيري ، عن عمر بن سعيد بن أبي حسين ، عن عمر بن عبيد الله بن عبّاد ، عن عروة بن عياض ، عن عبيد الله بن عدي قال :
كسفت الشمس على عهد رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، ثم ذكر الحديث ، لم يزد عليه (١).
أخبرنا أبو البركات الأنماطي ، أنا محمّد بن طاهر ، أنا مسعود بن ناصر ، أنا عبد الملك بن الحسن ، أنا أبو نصر البخاري قال :
عبيد الله بن عدي بن الخيار بن عدي بن نوفل بن عبد مناف القرشي المديني من فقهاء قريش ، سمع عثمان بن عفّان ، والمقداد بن عمرو ، روى عنه عطاء بن يزيد ، وعروة بن الزبير في أوّل الديات ، ومناقب عثمان ، وباب من شهد بدرا من الملائكة ، مات في زمن الوليد بن عبد الملك. قاله الواقدي.
قرأت على أبي محمّد السّلمي ، عن عبد الرحيم بن أحمد بن نصر.
ح (٢) وحدّثنا خالي القاضي أبو المعالي محمّد بن يحيى بن علي ، نا أبو الفتح نصر بن إبراهيم ، أنا عبد الرحيم بن أحمد ، نا عبد الغني بن سعيد قال :
أما خيار بالخاء معجمة : عبيد الله بن عدي بن الخيار.
أنبأنا أبو علي الحداد ، قال : قال لنا أبو نعيم الحافظ :
عبيد الله بن عدي بن الخيار ذكر في الصحابة ولا يثبت ، ويقال : إنه أدرك النبي صلىاللهعليهوسلم.
قرأت على أبي محمّد السّلمي ، عن أبي نصر بن ماكولا ، قال (٣) :
__________________
(١) أسد الغابة ٣ / ٤٢٣.
(٢) «ح» حرف التحويل سقط من م.
(٣) الاكمال لابن ماكولا ٢ / ٣٩ و ٤٣.
في باب خيار بالخاء المعجمة والراء (١) : عبيد الله بن عدي بن الخيار بن عدي بن نوفل بن عبد مناف ، يروي عن عثمان ، والمقداد بن الأسود ، ولد على عهد رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، وقتل أبوه يوم بدر كافرا ، روى عنه عبيد الله بن المغيرة السّبائي.
أخبرتنا أم البهاء بنت البغدادي ، قالت : أنا أبو طاهر بن محمود ، أنا أبو بكر بن المقرئ ، أنا محمّد بن جعفر ، نا عبيد الله بن سعد الزهري ، نا عمي يعقوب بن إبراهيم بن سعد ، نا أبي ، عن ابن إسحاق ، حدّثني محمّد بن مسلم بن شهاب ، عن عطاء بن يزيد الجندعي أخي بني ليث ، عن عبيد الله بن عدي بن الخيار بن عدي بن نوفل بن عبد مناف ، وكان من فقهاء قريش ، وكان قد أدرك أصحاب رسول الله صلىاللهعليهوسلم متوافرين (٢).
أخبرنا أبو البركات الأنماطي ، أنا أبو الحسين بن الطّيّوري ، أنا الحسين بن جعفر ، ومحمّد بن الحسن ، وأحمد بن محمّد العتيقي.
ح (٣) وأخبرنا أبو عبد الله البلخي ، أنا ثابت بن بندار ، أنا الحسين بن جعفر قالوا : أنا الوليد بن بكر ، أنا علي بن أحمد بن زكريا ، أنا صالح بن أحمد ، حدّثني أبي قال (٤) :
عبيد الله بن عدي بن الخيار مدني تابعي ثقة ، من كبار التابعين ، وهو ابن أخت عثمان بن عفّان.
أخبرنا أبو غالب الماوردي ، أنا أبو الحسن السيرافي ، أنا أحمد بن إسحاق ، نا أحمد بن عمران ، نا موسى ، نا خليفة قال (٥) :
وعبيد الله بن عدي بن الخيار ـ يعني مات ـ آخر ولاية الوليد ، ومات الوليد سنة ست وتسعين.
٤٤٦٩ ـ عبيد الله بن علي بن أحمد
أبو القاسم البغدادي المالكي الخلّال (٦)
قدم دمشق وحدّث بها عن أبي بكر بن إسماعيل الورّاق ، وأبي حفص بن شاهين.
روى عنه : عبد العزيز (٧).
__________________
(١) الذي في الاكمال : خيار أوله خاء مكسورة بعدها ياء مفتوحة.
(٢) تقدم الخبر قريبا من طريق ابن إسحاق.
(٣) «ح» حرف التحويل سقط من م.
(٤) تاريخ الثقات للعجلي ص ٣١٨ وتهذيب الكمال ١٢ / ٢٣٩.
(٥) تاريخ الثقات للعجلي ص ٣١٨ وتهذيب الكمال ١٢ / ٢٣٩.
(٦) تاريخ خليفة بن خيّاط ص ٣٠٩.
(٧) ترجمته في تاريخ بغداد ١٠ / ٣٨٥.
أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني ، نا عبد العزيز الكتّاني (١) ، أنا أبو القاسم عبيد الله بن علي بن أحمد المالكي الخلّال البغدادي ، قدم علينا ، نا محمّد بن إسماعيل بن العباس الوراق ، نا عبد الله بن محمّد البغوي ، نا علي بن الجعد ، أنا شعبة بن الحجّاج وأبو معاوية ، عن الأعمش ، عن ذكوان ، عن أبي سعيد الخدري قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم :
«لا تسبّوا أصحابي فلو أنّ أحدكم أنفق مثل أحد ذهبا ما بلغ مدّ أحدهم ولا نصيفه» [٧٥٨٩].
أخبرناه عاليا أبو القاسم بن السّمرقندي ، وأبو جعفر محمّد بن علي بن محمّد بن السّمناني الوكيل ، قالا : أنا أبو محمّد الصّريفيني ، أنا أبو القاسم بن حبابة ، نا أبو القاسم البغوي ، نا علي بن الجعد ، أنا شعبة ، وأبو معاوية ، عن الأعمش ، عن ذكوان ، عن أبي سعيد ، عن النبي صلىاللهعليهوسلم قال :
«لا تسبّوا أصحابي ، فو الّذي نفسي بيده لو أنّ أحدكم أنفق مثل أحد ذهبا ما أدرك مدّ (٢) أحدهم ولا نصيفه» [٧٥٩٠].
أخبرنا أبو منصور بن زريق ، وأبو الحسن بن سعيد ، قالا : قال لنا أبو بكر الخطيب (٣) :
عبيد الله بن علي بن أحمد أبو القاسم الخلّال المالكي بغدادي ، سمع محمّد بن إسماعيل الورّاق ، وأبا حفص بن شاهين.
ذكر لي عبد العزيز أحمد الكتّاني أنه كتب عنه بدمشق ، وسكن مصر ، وكان يعلّم ولد السلطان بها إلى أن مات بمصر.
٤٤٧٠ ـ عبيد الله بن علي بن عبيد الله بن داود
أبو القاسم المصري الداودي القاضي
سمع بمصر أبا جعفر محمّد بن موسى قاضي الجيزة ، ومحمّد بن جعفر بن حيّان الرّازي ، وأبا جعفر الطحاوي ، وبدمشق : أبا علي بن حبيب ، وببغداد : القاضي المحاملي ، وبالكوفة : أبا العباس بن عقدة ، وبحمص : أبا بكر أحمد بن محمّد بن خالد بن خلي ،
__________________
(١) يعني عبد العزيز بن أحمد ، أبو محمد الكتاني.
(٢) المدّ : ربع الصاع (النهاية).
(٣) تاريخ بغداد ١٠ / ٣٨٥ ـ ٣٨٦.
وبشيراز : أبا عبد الله محمّد بن يوسف العثماني ، ثم سكن خراسان وولي القضاء في مدن منها.
روى عنه : الحاكم أبو عبد الله.
قرأت على أبي القاسم زاهر بن طاهر ، عن أبي بكر البيهقي ، أنا أبو عبد الله الحافظ ، أخبرني عبيد الله بن علي ، نا أبو علي الحسن بن حبيب الدّمشقي ، نا بدر بن الهيثم الدّمشقي مولى بني هاشم ، عن سليمان بن عبد الرّحمن ، نا عبد الرّحمن بن مغراء ، عن عبيد الله بن عمر ، عن سعيد بن أبي سعيد المقبري ، عن أبيه ، عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم :
«طاعة الإمام حقّ على المرء المسلم ، ما لم يأمر بمعصية الله ، فإذا أمر بمعصية الله فلا طاعة له» [٧٥٩١].
أخبرناه عاليا أبو محمّد بن حمزة ، نا عبد العزيز بن أحمد ، أنا تمّام بن محمّد ، أخبرني الحسن بن حبيب ، فذكره.
قرأت على أبي القاسم الشّحّامي ، عن أبي بكر البيهقي ، أنا أبو عبد الله الحافظ ، قال
عبيد الله بن علي بن عبيد الله بن داود أبو القاسم الدّاودي المصري ، سكن نيسابور ، ثم بخارى ، وتصرّف في أعمال القضاء في بلاد كثيرة ، منها : طوس ، وسرخس ، والترمذ (١) ، ونسف ، وكسّ (٢) وغيرها ، وكان فقيه الداودية في عصره بخراسان ، وكان موصوفا بالفضل ، وحسن العشرة والطرف ، وحفظ النتف من الأشعار والحكايات.
سمع بمصر والكوفة وبغداد ، انتخبت عليه بنيسابور عند منصرفه من سرخس وزار طوس ، وكتب الناس عنه بنيسابور بانتخابي ، توفي أبو القاسم الدّاودي ـ رحمهالله ـ ببخارى سنة خمس وسبعين وثلاثمائة.
آخر الجزء الثامن عشر بعد الثلاثمائة من الأصل.
٤٤٧١ ـ عبيد الله ـ ويقال : عبد الله
والصحيح : عبيد الله ـ بن علي القرشي
من أهل دمشق.
__________________
(١) في م : وترمذ.
(٢) كس بكسر أوله وتشديد ثانيه مدينة تقارب سمرقند. وقيل فيها بفتح الكاف ، وقالها بعضهم : بالشين المعجمة (معجم البلدان).
روى عن سليمان بن حبيب ، وإسماعيل بن أمية.
روى عنه : صدقة بن عبد الله.
أنبأنا أبو علي الحداد ، ثم حدّثني أبو مسعود عبد الرحيم بن علي بن حمد عنه ، أنا أبو نعيم الحافظ ، نا سليمان بن أحمد ، نا أحمد بن مسعود المقدسي ، نا عمرو بن أبي سلمة ، نا صدقة بن عبد الله ، عن عبيد الله بن علي القرشي ، عن سليمان بن حبيب المحاربي ، حدّثني أسود بن أصرم المحاربي قال :
قلت : يا رسول الله أوصني ، قال : «تملك يدك» ، قال : قلت : فما ذا أملك إذا لم أملك يدي؟ قال : «تملك لسانك» ، قلت : فما ذا أملك إذا لم أملك لساني؟ قال : «لا تبسط يدك إلّا إلى خير ، ولا تقل بلسانك إلّا معروفا» [٧٥٩٢].
أخبرنا أبو غالب بن البنّا ، أنا أبو الحسين بن الآبنوسي ، أنا أبو القاسم بن عتّاب ، أنا أبو الحسن بن جوصا ـ إجازة ـ.
ح (١) وأخبرنا أبو القاسم بن السّوسي ، أنا أبو عبد الله بن أبي الحديد ، أنا أبو الحسن الرّبعي ، أنا عبد الوهاب الكلابي ، أنا أبو الحسن ـ قراءة ـ.
قال : سمعت أبا الحسن بن سميع يقول في الطبقة الخامسة : عبيد الله ـ وقال ابن عتاب : عبد الله ـ بن علي.
٤٤٧٢ ـ عبيد الله بن عمر بن أحمد بن محمّد بن جعفر
أبو القاسم القيسي ـ يعرف بعبيد البغدادي الفقيه الشافعي (٢)
سمع بدمشق أبا الدّحداح ، ومحمّد بن يوسف بن بشر الهروي ، وببغداد : أبا القاسم البغوي ، وأبا محمّد بن صاعد ، وأبا بكر بن أبي داود.
ولم يذكره أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد.
وذكره أبو الوليد عبد الله بن محمّد بن يوسف بن الفرضي القاضي في كتاب تاريخ الأندلس ، فقال (٣) :
__________________
(١) «ح» حرف التحويل سقط من م.
(٢) ترجمته في تاريخ علماء الأندلس ص ٢٥٣ رقم ٧٧١ ومعرفة القراء الكبار ١ / ٣٤٢ وبغية الملتمس للضبي ص ٣٥٤ رقم ٩٧٠ وميزان الاعتدال ٣ / ١٤ وغاية النهاية ١ / ٤٨٩ والكامل لابن الأثير ٨ / ٦١٢ وتاريخ الإسلام (حوادث سنة ٣٥١ ـ ٣٨٠ ص ٢١٠) وتحرف فيه إلى عبد الله.
(٣) تاريخ علماء الأندلس ص ٢٥٣ وما بعدها.
عبيد الله بن عمر بن أحمد بن محمّد بن جعفر القيسي الشافعي ، من أهل بغداد يقال له : عبيد ، ويكنى أبا القاسم.
قدم الأندلس في المحرم سنة سبع وأربعين وثلاثمائة ، تفقّه ببغداد على مذهب الشافعي وتحقق (١) به ، وناظر فيه عند أبي سعيد أحمد بن محمّد الإصطخري ، وأبي بكر محمّد بن عبد الله الصّيرفي ، وأبي إسحاق إبراهيم بن أحمد المروزي ، وأبي عبد الله الحسين بن إسماعيل المحاملي القاضي ، وأخذ من المالكيين : عن أبي الفرج عمرو بن محمّد البصري ، وأبي (٢) الحسن بن منتاب (٣) ، ومحمّد بن محمّد بن راهوية وغيرهم.
وقرأ القرآن على أبي بكر بن مجاهد ، وأبي الحسن بن شنبوذ (٤) ، وأبي بكر بن المنادي.
وكتب الحديث ببغداد عن أبي القاسم البغوي ، وأبي بكر بن أبي داود السّجستاني ، ويحيى بن صاعد وغيرهم جماعة.
وكتب بالرّقّة عن أبي علي محمّد بن سعيد الحرّاني ، وكان كبيرا ، وعن علي بن أحمد الجوهري.
وكتب بحلب عن ابن رويط وغيره.
وكتب بدمشق عن أبي الدحداح التميمي ، وأحمد بن محمّد بن ملّاس ، ومحمّد بن يوسف الهروي.
وكتب بالرملة عن أبي نعيم الفضل بن محمّد البغدادي ، وعلي بن الحسن النّجّاد المستملي ، وأبي الحسن شاذان الفضل وجماعة سواهم.
وكتب بمكة عن أبي جعفر الدّيبلي (٥) ، وأبي جعفر العقيلي ، وابن الأعرابي ، وأبي محمّد بن المقرئ (٦).
__________________
(١) اللفظة بدون إعجام بالأصل ورسمها : «و؟؟؟ ى» والصواب عن م وتاريخ علماء الأندلس.
(٢) سقطت من تاريخ علماء الأندلس.
(٣) الأصل وم : مساب ، والتصويب عن تاريخ علماء الأندلس.
(٤) في تاريخ علماء الأندلس : شنبور ، تصحيف ، والمثبت يوافق ما جاء في تاريخ الإسلام.
(٥) كذا بالأصل وتاريخ علماء الأندلس ، واللفظة غير واضحة في م لسوء التصوير ، وفي تاريخ الإسلام : الديلي.
(٦) في تاريخ علماء الأندلس : المقبري.
وكتب بمصر عن أبي جعفر الطحاوي ، وأبي الحسين بن أبي الحديد ، والزّبيري أحمد بن مسعود ، وأبي الطّاهر العلاف ؛ في عدد ـ سوى هؤلاء ـ كثير من البغداديين والشاميين والمصريين وغيرهم.
وكان فقيها على مذهب الشافعي ، إماما فيه ، بصيرا به ، عالما بالأصول والفروع (١) ، حسن النظر والقياس ، وكان مع ذلك إماما في القرآن ، ضابطا (٢) ، كثير الرواية الحديث إلّا أنه لم يكن بالضابط لما روى منه.
وكان التفقّه أغلب عليه من الحديث ، وقد سمعت محمّد بن أحمد بن يحيى ينسبه إلى الكذب ، ووقفت على بعض ذلك في كتاب تاريخ أبي زرعة الدمشقي من أصوله : وقع إليّ وقرأته على أبي عبد الله بن مفرج ، فرأيته قد ادّعى روايته عن رجل من أهل دمشق يقال له بكر بن شعيب ، زعم أنه حدثه (٣) به عن أبي [زرعة](٤) ، وكان أبو عبد الله قد لقي هذا الرجل وكتب عنه ، وحكى أنه لم يكن له سن يجوز أن يحدّث بها عن أبي زرعة ، وكان عبيد قد بشر إسنادا كان في أصل الكتاب ، وكتب مكانه هذا الرجل.
ولعبيد الله بن عمر هذا كتب مؤلفة كثيرة في الفقه ، والحجة ، والردّ ، والقراءات ، والفرائض ، وغير ذلك ، وكان المستنصر (٥) رضياللهعنه ـ يعني الأموي ـ صاحب الأندلس قد أنزله وتوسع له في الجراية ، ولم يزل يؤلف له إلى أن مات ، وكانت وفاته بقرطبة ليلة الجمعة لأربع بقين من ذي الحجة سنة ستين وثلاثمائة ، وكان مولده ببغداد في ذي القعدة سنة خمس وتسعين ومائتين.
ذكر ذلك عنه أحمد بن محمّد بن يوسف ، وكتبته من كتابه بخطه.
٤٤٧٣ ـ عبيد الله بن عمر بن الخطّاب بن نفيل بن عبد العزّى
أبو عيسى العدوي (٦)
من أهل المدينة.
__________________
(١) في تاريخ علماء الأندلس : والفتوى.
(٢) في تاريخ علماء الأندلس : ضابطا للحروف.
(٣) الأصل : حدث ، والتصويب عن م وتاريخ علماء الأندلس.
(٤) الزيادة عن م وابن الفرضي.
(٥) تاريخ علماء الأندلس : الحكم.
(٦) ترجمته في أسد الغابة ٣ / ٤٢٣ والإصابة ٣ / ٧٥ وتاريخ الطبري (الفهارس العامة) ، والكامل لابن الأثير بتحقيقنا (الفهارس العامة) ، ونسب قريش للمصعب ص ٣٤٩ ، وتاريخ الإسلام (الخلفاء الراشدون) ص ٥٦٨ مروج الذهب ٢ / ٣٩٥ أخبار القضاة (الفهارس) طبقات ابن سعد ٥ / ١٥ تاريخ خليفة (الفهارس).
أدرك النبي صلىاللهعليهوسلم.
وسمع أباه ، وعثمان بن عفان ، وأبا موسى وغيرهما من الصحابة.
وغزا في خلافة أبيه ، وقدم على معاوية بعد قتل عثمان ، فكان معه حتى قتل بصفين ، وكان قد جعله على الخيل.
أخبرنا أبو محمّد طاهر بن سهل بن بشر ، أنا أبو القاسم الحسين بن محمّد بن إبراهيم الحنّائي ، أنا أبو الحسين عبد الوهاب بن الحسن بن الوليد الكلابي ، أنا أبو الحسن أحمد بن عمير بن يوسف بن جوصا ، نا يونس بن عبد الأعلى ، أنا عبد الله بن وهب ، أن مالكا أخبره.
ح (١) قال : وأنا عبد الوهاب بن الحسن ، أنا أحمد بن عمير ، نا عيسى بن إبراهيم الغافقي ، أنا ابن القاسم ـ وهو عبد الرّحمن بن القاسم ـ حدّثني مالك (٢) ، عن زيد بن أسلم ، عن أبيه أنه قال :
خرج عبد الله ، وعبيد الله ابنا عمر بن الخطّاب في جيش إلى العراق ، فلما قفلا مرّا على أبي موسى الأشعري وهو أمير البصرة ، فرحّب بهما وسهل ، وقال لو أقدر لكما على أمر أنفعكما به لفعلت ، ثم قال : بلى هاهنا مال من مال الله تعالى ، أريد أن أبعث به إلى أمير المؤمنين فأسلفكماه ، فتبتاعان به من متاع العراق ، ثم تبيعانه بالمدينة ، فتؤدّيان رأس المال إلى أمير المؤمنين ، ويكون لكما الربح ، فقالا : وددنا ، ففعل ، وكتب إلى عمر بن الخطّاب أن يأخذ منهما المال ، فلما قدما على عمر قال : أكلّ الجيش أسلفه كما أسلفكما فقالا : لا ، فقال عمر ابني أمير المؤمنين فأسلفكما ، أدّيا المال وربحه قال : فأما عبد الله ، فسكت وأما عبيد الله فقال : ما ينبغي لك يا أمير المؤمنين لو هلك المال أو نقص لضمنّاه فقال : أدّياه ، فسكت عبد الله وراجعه عبيد الله ، فقال رجل من جلساء عمر يا أمير المؤمنين : لو جعلته قراضا (٣). فقال عمر : قد جعلته قراضا ، فأخذ عمر رأس المال ونصف ربحه. وأخذ عبيد الله وعبد الله نصف ربح ذلك المال (٤).
__________________
(١) «ح» حرف التحويل سقط من م.
(٢) موطأ مالك ص ٣٧١ رقم ١٣٨٥ والإصابة ٣ / ٧٥.
(٣) القراض والمقارضة : المضاربة وصورته : أن يدفع إليه مالا ليتجر فيه ، والربح بينهما على ما يشترطان (القاموس المحيط).
وانظر شرحا وافيا في القراض في موطأ مالك ص ٣٧٢ وما بعدها في ما يجوز في القراض وما لا يجوز.
(٤) نسب قريش للمصعب ص ٣٤٩.
أخبرنا أبو غالب ، وأبو عبد الله ابنا البنّا ، قالا : أنا أبو جعفر بن المسلمة ، أنا أبو طاهر المخلّص ، نا أحمد بن سليمان ، نا الزبير بن بكار ، قال (١).
في تسمية ولد عمر بن الخطّاب : وزيد الأصغر ، وعبيد الله ابني عمر ، وأمهما أم كلثوم ابنة جرول بن مالك بن المسيّب من خزاعة ، وأخوهما لأمهما عبيد الله (٢) الأكبر ابن أبي جهم بن حذيفة بن غانم.
أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي ، أنا أبو محمّد الجوهري ، أنا أبو عمر بن حيّوية ، أنا أحمد بن معروف ، نا الحسين بن محمّد بن عبد الرّحمن ، نا محمّد بن سعد قال (٣) :
كان لعمر من الولد : زيد الأصغر ، وعبيد الله قتل يوم صفين مع معاوية ، وأمّهما أم كلثوم بنت جرول بن مالك بن المسيّب بن ربيعة بن أصرم بن ضبيس بن حرام بن حبشية بن سلول بن كعب بن عمرو من خزاعة ، وكان الإسلام فرّق بين عمر وبين أم كلثوم بنت جرول.
أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد ، أنا شجاع بن علي ، أنا أبو عبد الله بن منده ، قال :
عبيد الله بن عمر بن الخطّاب العدوي أدرك النبي صلىاللهعليهوسلم ، حكى عنه عبد الرّحمن بن أبي بكر ، وسعيد بن المسيّب ، لا يعرف له مسند يصحّ.
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا أبو الفضل بن البقّال ، أنا أبو الحسين بن بشران ، أنا عثمان بن أحمد ، نا حنبل بن إسحاق ، نا أبو نعيم ، نا العمري ، عن زيد بن أسلم ، عن أبيه.
أن عمر ضرب عبيد الله ابنه بالدرّة ، وقال : أتكتني بأبي عيسى؟ ، أو كان له أب؟ (٤).
أخبرنا أبو محمّد هبة الله بن أحمد بن طاوس ، وأبو بكر محمّد بن شجاع ، قالا : أنا أبو منصور بن شكرويه ، وأخبرنا أبو طاهر محمّد بن أبي نصر بن أبي القاسم ، أنا محمود بن جعفر بن محمّد.
وأخبرنا أبو بكر اللفتواني ، أنا أبو بكر محمّد بن أحمد بن علي السمسار.
__________________
(١) نسب قريش للمصعب ص ٣٤٩.
(٢) نسب قريش : عبد الله الأكبر.
(٣) طبقات ابن سعد ٣ / ٢٦٥ ضمن أخبار عمر بن الخطاب.
(٤) أسد الغابة ٣ / ٤٢٣.
قالوا : أنا إبراهيم بن عبد الله بن خرّشيذ قوله ، أنا أبو الحسن أحمد بن محمّد المخرمي ، نا الزبير بن بكار ، أخبرني علي بن صالح ، عن عبد الله بن مصعب ، عن ربيعة بن عثمان ، عن زيد بن أسلم ، عن أبيه قال (١) :
جاءت امرأة عبيد الله إلى عمر بن الخطّاب فقالت له : يا أمير المؤمنين اعذرني من أبي عيسى ، قال : ومن أبو عيسى؟ قالت : ابنك عبيد الله ، قال : قد يكنى بأبي عيسى؟ قالت : نعم ، قال : يا أسلم اذهب فادعه ولا تخبره لأي شيء أدعوه ، قال : فجئت فقلت له : أجب أباك ، وسألني لأي شيء دعاه؟ فأبيت أن أخبره ، فرشاني بيضة دجاجة بحرية ، فأخبرته ، فجاء وقد حذر ، فقال لي : أخبرته وكان لا يكذب ، فقلت : نعم ، فضربني ، ثم قال له : تكتني (٢) أبا عيسى ، ويحك ، وهل لعيسى من أب؟ ليس هذا الكنى من كنى العرب ، إنّما كنى العرب : أبو شجرة ، وأبو سلمة ، وأبو قتادة ، لأسماء عدها.
أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد المالكي ، أنا أبو الحسن بن أبي الحديد ، أنا جدي ، أنا أبو بكر الخرائطي ، نا أحمد بن منصور أبو بكر الرّمادي ، نا إسحاق بن منصور السّلولي (٣) ، نا قيس ، عن وائل ، عن البهيّ.
أن عبيد الله بن عمر سبّ المقداد بن عمرو فقال عمر : عليّ نذر أن أقطع لسانه ، فمشى إليه ناس من أصحاب النبي صلىاللهعليهوسلم فكلّموه ، فقال : دعوني أقطع لسانه فلا يسبّ بعدي أصحاب رسول الله صلىاللهعليهوسلم.
أخبرنا أبو سعد بن البغدادي ، أنا أبو منصور بن شكرويه ، وأبو بكر السّمسار ، قالا : أنا إبراهيم بن عبد الله الورّاق ، نا الحسين بن إسماعيل المحاملي ـ إملاء ـ نا محمّد بن خلف ، نا إسحاق بن منصور ، نا قيس ، عن وائل بن داود ، عن البهي.
أن عبيد الله بن عمر سبّ المقداد فقال عمر : دعوني أقطع لسانه ، فكلّموه فيه حتى تركه ، فقال : لو تركتموني لقطعت لسانه ، فكان لا يسبّ أحد من بعده أصحاب رسول الله صلىاللهعليهوسلم.
أخبرنا أبو محمّد عبد الكريم بن حمزة ، نا أبو بكر الخطيب ـ إملاء ـ أنا محمّد بن
__________________
(١) انظر الإصابة ٣ / ٧٥.
(٢) في م : تكنيت.
(٣) الأصل : السلول ، والتصويب عن م.
أحمد بن رزقويه ، أنا عثمان بن أحمد الدّقّاق ، نا حنبل بن إسحاق ، نا محمّد بن الصّلت ، نا قيس بن الربيع ، عن وائل ، عن البهيّ قال :
جرى بين عبيد الله بن عمر وبين المقداد كلام فشتم عبيد الله المقداد فقال عمر : عليّ بالحدّاد ، أقطع لسانه ، فجاء بأصحاب النبي صلىاللهعليهوسلم يتنقل بهم على عمر ، فقال عمر : دعوني أقطع لسانه ، لا يجترئ أحد بعده يشتم أحدا من أصحاب النبي صلىاللهعليهوسلم.
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا أبو علي الحسن بن محمّد بن القاسم بن عبد الله بن زنية ، أنا أبو الفتح هلال بن محمّد بن جعفر الحفّار ، نا أبو العباس أحمد بن محمّد بن صالح البروجردي الخطيب ، نا إبراهيم بن الحسين بن دازيل ، نا عبد الله بن عمر بن أبان ، حدّثني يحيى بن أبي عتبة ، عن قيس بن الربيع ، عن وائل أبي بكر ، عن البهيّ قال :
كان بين عبيد الله بن عمر وبين المقداد شيء فنال منه عبيد الله ، فشكاه المقداد إلى أبيه ، فنذر عمر ليقطعن لسانه ، فلما خاف ذلك من أبيه تحمّل على أبيه بالرجال ، فقال : دعوني فأقطع لسانه ، فتكون سنّة يعمل بها من بعدي ، لا يوجد رجل شتم رجلا من أصحاب رسول الله صلىاللهعليهوسلم إلّا قطع لسانه.
أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي ، أنا الحسن بن علي ، أنا أبو عمر بن حيّوية ، أنا أحمد بن معروف ، أنا الحسين بن الفهم ، نا محمّد بن سعد (١) ، أنا وهب بن جرير ، وسليمان بن حرب ، قالا : نا جرير بن حازم قال : سمعت يعلى بن حكيم يحدث عن نافع قال :
رأى عبد الرّحمن بن عوف (٢) السّكّين التي قتل بها عمر فقال : رأيت هذه أمس مع الهرمزان وجفينة ، فقلت : ما تصنعان بهذه السكين؟ فقالا : نقطع بها اللحم ، فإنّا لا نمسّ اللحم ، فقال له عبيد الله بن عمر : أنت رأيتها معهما؟ قال : نعم ، فأخذ سيفه ثم أتاهما فقتلهما ، فأرسل إليه عثمان فأتاه فقال : ما حملك على قتل هذين الرجلين وهما في ذمتنا ، فأخذ عبيد الله عثمان فصرعه حتى قام الناس إليه فحجزوه عنه قال : وقد كان حين بعث إليه
__________________
(١) من طريقه رواه ابن حجر في الإصابة ٣ / ٧٥.
(٢) كذا بالأصل ، وفي الإصابة : «عبد الرحمن بن أبي بكر» وسينبه المصنف في آخر الخبر إلى أن المحفوظ هو عبد الرحمن بن أبي بكر.