تاريخ مدينة دمشق - ج ٣٨

أبي القاسم علي بن الحسن ابن هبة الله بن عبد الله الشافعي [ ابن عساكر ]

تاريخ مدينة دمشق - ج ٣٨

المؤلف:

أبي القاسم علي بن الحسن ابن هبة الله بن عبد الله الشافعي [ ابن عساكر ]


المحقق: علي شيري
الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع
الطبعة: ٠
الصفحات: ٤٦٢
الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤ الجزء ١٥ الجزء ١٦ الجزء ١٧ الجزء ١٨ الجزء ١٩ الجزء ٢٠ الجزء ٢١ الجزء ٢٢ الجزء ٢٣ الجزء ٢٤ الجزء ٢٥ الجزء ٢٦ الجزء ٢٧ الجزء ٢٨ الجزء ٢٩ الجزء ٣٠ الجزء ٣١ الجزء ٣٢ الجزء ٣٣ الجزء ٣٤ الجزء ٣٥ الجزء ٣٦ الجزء ٣٧ الجزء ٣٨ الجزء ٣٩ الجزء ٤٠ الجزء ٤١ الجزء ٤٢ الجزء ٤٣ الجزء ٤٤ الجزء ٤٥ الجزء ٤٦ الجزء ٤٧ الجزء ٤٨ الجزء ٤٩ الجزء ٥٠ الجزء ٥١ الجزء ٥٢ الجزء ٥٣ الجزء ٥٤ الجزء ٥٥ الجزء ٥٦ الجزء ٥٧ الجزء ٥٨ الجزء ٥٩ الجزء ٦٠ الجزء ٦١ الجزء ٦٢ الجزء ٦٣ الجزء ٦٤ الجزء ٦٥ الجزء ٦٦ الجزء ٦٧ الجزء ٦٨ الجزء ٦٩ الجزء ٧٠ الجزء ٧١ الجزء ٧٢ الجزء ٧٣ الجزء ٧٤ الجزء ٧٥ الجزء ٧٦ الجزء ٧٧ الجزء ٧٨ الجزء ٧٩ الجزء ٨٠

بكازرون ، أنشدنا أبو أحمد العسكري النحوي لأبي عبد الله (١) المفجع :

إذا ما عدوّك يوما سما

إلى حالة لم تطق نقضها

فقبّل يديه ولا تأنفن (٢)

إذا لم تكن تستطع عضها

قال الحميدي : وأنشدني :

لنا صديق مليح الوجه مقتبل

وليس في ودّه نفع ولا بركة

نبهته (٣) بنهار الصّيف يوسعنا

طولا ويمنع منا القوم (٤) والحركة

٤٥٧٨ ـ عثمان بن الحرّ الكلبي

من بني عبد الله

كان في صحابة الوليد بن يزيد ، وممن أشار عليه باللحاق بالفريقين حين توجّه إليه عسكر يزيد بن الوليد ، له ذكر.

٤٥٧٩ ـ عثمان بن الحسن بن نصر

أبو عمرو

أخو عمر الحلبي.

قدم دمشق حاجّا ، وحدّث بها ، عن عبد الرّحمن بن عبيد الله الحلبي ، وأبي خيثمة مصعب بن سعيد ، وهاشم بن الوليد الهروي ، والمسيّب بن واضح ، ومحمّد بن قدامة المصّيصي ، وأبي نعيم عبيد بن هشام.

روى عنه : ابن مروان.

أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلّم ، أنا أبو عبد الله بن أبي الحداد ، أنا أبو الحسن بن السمسار ، أنا محمّد بن إبراهيم بن مروان ، نا عثمان بن الحسن بن نصر ، نا عبد الرّحمن بن عبيد الله ، نا الوليد بن مسلم ، عن عبد الله بن العلاء بن زبر ، قال : سمعت القاسم أبا عبد الرّحمن يخبر عن أبي أمامة عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال :

«اسم الله الأعظم في سور ثلاث من القرآن : في البقرة ، وآل عمران ، وطه» [٧٦٨٣]

__________________

(١) كذا بالأصل وم وبغية الملتمس ، وفي جذوة المقتبس : عبيد الله.

(٢) في جذوة المقتبس وبغية الملتمس :

فقبل ولا تأنفن كفّه

(٣) المصدر وم : شبهته.

(٤) المصادر وم : النوم.

٣٢١

قال القاسم أبو عبد الرّحمن : فالتمست في البقرة فإذا هو في آية الكرسي : (اللهُ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ)(١) ، وفي آل عمران فاتحتها (اللهُ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ) ، وفي طه : (وَعَنَتِ الْوُجُوهُ لِلْحَيِّ الْقَيُّومِ)(٢).

وأخبرنا أبو الحسن أيضا في موضع آخر ، أنا أبو عبد الله بن أبي الحديد ، أنا أبو الحسن بن السمسار ، أنا أبو عبد الله بن مروان ، نا أبو عمرو (٣) عثمان بن الحسن بن نصر الحلبي أخو عمر ، قدم علينا حاجا ، نا أبو خيثمة مصعب بن سعيد ، فذكر حديثا.

٤٥٨٠ ـ عثمان بن الحسين بن عبد الله بن أحمد

أبو الحسين ـ ويقال : أبو الحسن ـ البغدادي الخرقي (٤)(٥)

قدم دمشق.

وحدّث عن جعفر الفريابي ، والقاسم بن زكريا المطرّز ، ومحمّد بن محمود بن ثور بن عمّار بن بكر البلخي ، وأبي جعفر محمّد بن أحمد بن عيسى بن هارون القصير ، وأحمد بن محمّد بن خالد البراثي (٦) ، وأبي القاسم البغوي ، والحسن بن الطّيّب بن حمزة الشّجاعي ، وأبي العبّاس محمّد بن طاهر بن أبي الدميك ، وأبي عبيد الله (٧) محمّد بن عبدة بن حرب القاضي ، وإبراهيم بن شريك ، ومحمّد بن محمّد الباغندي ، وأبي القاسم علي بن الحسن بن العلاء السمسار ، والحسن بن (٨) علي الصّوّاف المقرئ ، وأحمد بن محمّد بن عبد الخالق ، ويحيى بن محمّد بن صاعد ، وأحمد بن عمر بن زنجويه القطّان ، وعيسى بن سليمان ورّاق داود ، ومحمّد بن إسحاق بن البهلول ، وعبد الله بن صالح البخاري (٩) وأبي الحسن علي بن إسحاق بن زاطيا ، وأحمد بن الحسن بن عبد الجبار ، وعمرو بن الحسين بن نصر ، وأبي

__________________

(١) سورة البقرة ، الآية : ٢٥٥.

(٢) سورة طه ، الآية : ١١١.

(٣) بالأصل : «أبو عمر بن أبي الحسن» والتصويب عن م.

(٤) بالأصل : الحرقي ، والمثبت عن م وتاريخ بغداد ، والأنساب ، وضبطت منها ، وقد ورد اسم أبيه.

(٥) ترجمته في تاريخ بغداد ١١ / ٣٠٤ وكناه أبا الحسن.

(٦) الأصل : البراني ، وفي م : البراتي ، ترجمته في سير أعلام النبلاء ١٤ / ٩٢.

(٧) بالأصل : «أبي عبيد الله محمد بن عبيد الله محمد بن عبده» صوبنا الاسم عن م ، ترجمته في سير أعلام النبلاء ١٤ / ٤٠٨.

(٨) في م : الحسن بن الحسين بن علي الصواف.

(٩) أقحم بعدها بالأصل : نصر بن الجندي.

ومكان : «نصر بن الجندي» في م بياض ، وقد ورد في م ضمن أسماء الذين رووا عنه.

٣٢٢

حاتم مكي بن عبدان النيسابوري.

روى عنه : تمام بن محمّد ، وأبو [نصر بن الجندي](١) وعبد الوهّاب بن الجبّان ، وعبد الوهاب الميداني ، وكنّاه : أبا الحسين ، ومحمّد [عوف](٢) بن أحمد المزني ، وكنّاه أبا الحسن ، ومكي بن محمّد بن الغمر ، وعلي بن عبيد الله بن محمّد [بن الشيخ](٣).

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني ، أنا أبو نصر بن طلّاب ، أنا أبو نصر بن الجندي ، أنا عثمان بن الحسين (٤) بن عبد الله الخرقي (٥) البغدادي ـ قراءة عليه وأنا أسمع ـ في سنة إحدى وستين وثلاثمائة ، نا أبو بكر جعفر بن محمّد بن الحسن بن المستفاض الفريابي ـ ببغداد ـ نا إبراهيم بن الحجّاج السامي (٦) ، نا الحمّادان : حمّاد بن سلمة ، وحمّاد بن زيد ، عن عمرو بن دينار ، عن عطاء بن يسار ، عن أبي هريرة ، قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم :

«إذا أقيمت الصلاة فلا صلاة إلّا المكتوبة».

أخبرنا أبو منصور بن خيرون ، قال : قال لنا أبو بكر الخطيب (٧) :

عثمان بن الحسين بن عبد الله بن أحمد بن محمّد بن عبد الله التميمي أبو الحسين (٨) الخرقي (٩) ، حدّث بمصر ، وبدمشق عن جعفر الفريابي [وقاسم](١٠) بن زكريا المطرّز ، وأحمد بن الحسن بن عبد الجبار الصوفي ، وعبد الله بن محمّد البغوي ، ومكي بن عبدان النيسابوري ، روى عنه القاضي أبو نصر محمّد بن أحمد بن هارون ، وعبد الوهاب بن عبد الله المرّي الدمشقيان أحاديث تدل على ثقته.

وقرأت بخط أبي الفتح بن مسرور : ونا عثمان بن الحسين البغدادي المعروف بابن الحربي (١١) سنة سبع وخمسين وثلاثمائة ، وسألته عن مولده فقال : ولدت سنة ثمان وثمانين ومائتين ببغداد في درب سليمان ، وكان ثقة مأمونا.

__________________

(١) الزيادة عن م ، وانظر تاريخ بغداد ١١ / ٣٠٤.

(٢) مطموسة بالأصل ، والمثبت عن م.

(٣) مطموس بالأصل والمثبت عن م.

(٤) الأصل : الحسن ، تصحيف والصواب عن م.

(٥) الأصل وم هنا : الحرقي.

(٦) الأصل وم : الشامي ، تصحيف ، ترجمته في تهذيب الكمال ١ / ٣٣٧.

(٧) تاريخ بغداد ١١ / ٣٠٤ ـ ٣٠٥.

(٨) في م وتاريخ بغداد : أبو الحسن.

(٩) الأصل وم : الحرقي ، والمثبت عن تاريخ بغداد.

(١٠) ما بين معكوفتين زيادة عن م وتاريخ بغداد.

(١١) كذا بالأصل وم : «الحربي» والذي في تاريخ بغداد : ابن الخرقي.

٣٢٣

٤٥٨١ ـ عثمان بن الحسين بن كيسان

أبو الليث النّصيبي الفقيه المقرئ

قرأ القرآن على أبي بكر محمّد بن الحسن بن زياد النقّاش.

حكى عنه علي الحنّائي ، وقرأ عليه أبو الحسن علي بن الحسن الرّبعي.

قرأت بخطّ أبي الحسين الحنّائي ، نا أبو الليث عثمان بن الحسين بن كيسان الفقيه المقرئ ، وسمعته يقول :

العالم إذا عملت معه شيئا (١) من الجميل رأى لك الفضل عليه ، والجاهل إذا عملت معه شيئا (٢) من الجميل رأى أن له دينا عليك.

قرأت بخطّ عبد المنعم بن علي بن النحوي :

مات أبو الليث الفقيه في مئذنة (٣) الجامع الشرقية بدمشق يوم الجمعة لتسع خلون من شهر رمضان سنة إحدى وتسعين وثلاثمائة ، وأخرجت جنازته بعد الصلاة إلى باب الفراديس ، وكان له مشهد عظيم.

٤٥٨٢ ـ عثمان بن حصن (٤) بن عبيدة بن علّاق (٥)

ـ ويقال : عثمان بن عبيدة بن حصن بن علّاق

ويقال : عثمان بن عبد الرّحمن

أبو عبد الرّحمن ـ ويقال : أبو عبد الله ـ القرشي (٦)

من أهل دمشق.

روى عن زيد بن واقد ، وزرعة بن إبراهيم ، وعمرو بن قيس السّكوني الحمصي ، وجناح مولى الوليد ، والعلاء بن الحارث ، وحفص بن سليمان المقرئ ، ويعقوب بن إبراهيم بن سعد الزهري ، وعروة بن رويم ، وعمرو بن مهاجر ، والحجّاج بن لوط من ولد

__________________

(١) الأصل وم : شيء ، خطأ.

(٢) الأصل وم : شيء ، خطأ.

(٣) بالأصل : «بادية» والمثبت «في مئذنة» عن م.

(٤) الأصل : حصين ، والمثبت عن م وتهذيب الكمال.

(٥) ضبطت عن التبصير ٣ / ٩٦٣.

(٦) انظر أخباره في :

تهذيب الكمال ١٢ / ٣٩٠ وتهذيب التهذيب ٤ / ٧٢ وتقريب التهذيب ، وفيه : حصين بن علان. التاريخ الكبير ٣ / ٢ / ٢٣٨.

٣٢٤

البراء بن عازب ، وأبي سفيان القيني ، وثور بن يزيد ، ويزيد بن أبي مريم ، وثابت بن ثوبان ، وموسى بن يسار ، وزهير بن محمّد ، والأوزاعي ، وسعيد بن عبد العزيز ، ويزيد بن عبيدة بن أبي المهاجر.

روى عنه : الوليد بن مسلم ، وهشام بن عمّار ، والهيثم بن خارجة (١) ، وعلي بن حجر ، وأبو مسهر ، وإبراهيم بن شماس السّمرقندي ، وأبو نعيم الحلبي ، والحكم بن موسى.

أخبرنا أبو محمّد هبة الله بن سهل بن عمر ، أنا أبو سعيد محمّد بن عبد الرّحمن ، أنا الحاكم أبو أحمد محمّد (٢) بن محمّد الحافظ ، أنا أبو بكر محمّد بن محمّد بن سليمان ، نا هشام بن عمّار ، نا عثمان بن عبيدة بن حصن بن علّاق ، نا عروة بن رويم ، عن الديلمي الذي كان يسكن إيلياء أنه ركب يطلب عبد الله بن عمرو بن العاص بالمدينة ، فاتبعه إلى الطائف (٣) ، فوجده في مزرعة له تسمى الوهط ، فوجده يخاصر (٤) رجلا من قريش يزنّ (٥) بشرب الخمر ، فسلّم فقال : ما غدا (٦) بك؟ أو من أين أقبلت؟ فأخبرته ، فقلت : هل سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ذكر شارب الخمر؟ قال : نعم ، فانتزع القرشي يده من يده ثم ذهب وقال : سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يقول : «لا يشرب الخمر رجل فتقبل منه صلاته أربعين صباحا» ، قلت : فما هذا الحديث الذي بلغني عنك تقول : «جف القلم بما هو كائن ، وصلاة في بيت المقدس خير من ألف صلاة في غيره» ، فقال : اللهم لا أحل لهم أن يقولوا عليّ ما لم أقل لك : جفّ القلم بما هو كائن ، فإنّي سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يقول : «إنّ الله عزوجل خلق خلقه فجعلهم في ظلمة ، ثم أخذ من نوره فألقى عليهم ، فأصاب النور من شاء الله أن يصيبه ، وأخطأ النور من شاء الله أن يخطئه ، فمن أصابه النور يومئذ اهتدى ، ومن أخطأه النور ضلّ» ، فلذلك أقول : جفّ القلم بما هو كائن ، وأما ما ذكرت من أمر إيلياء فإنّ سليمان بن داود لما فرغ من بيت المقدس قرّب قربانا ، فتقبّل منه ، ودعا الله عزوجل بدعوات منهن (٧) : اللهم أيّما عبد مؤمن زارك في هذا البيت تائبا إليك إنّما جاء يتنصل من خطاياه وذنوبه أن تتقبّل منه ، وتنزعه من خطاياه كيوم ولدته أمّه.

__________________

(١) الأصل وم : عمار ، والمثبت عن تهذيب الكمال وتهذيب التهذيب.

(٢) «محمد» ليست في م.

(٣) من قوله : الديلمي إلى هنا استدرك على هامش م وبعده كلمة صح.

(٤) الأصل وم : يحاصر ، والمثبت عن المختصر ١٦ / ٧٩.

(٥) يزنّ : أي يتهم.

(٦) الأصل وم : عدا.

(٧) الأصل : منهم ، والمثبت عن م.

٣٢٥

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر ، أنا أبو سعد محمّد (١) بن عبد الرّحمن الفقيد ، أنا أبو أحمد محمّد بن محمّد الحافظ ، أنا أبو بكر محمّد بن مروان بن عبد الملك (٢) البزار ، نا هشام بن عمّار ، نا عثمان ـ وهو ابن حصن بن علّاق القرشي ، يكنى أبا عبد الرّحمن ، عن عروة بن رويم ، عن معاوية بن حكيم (٣) القشيري.

أنه قدم على النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم فقال : والذي بعثك بالحقّ ودين الحقّ ما تخلّصت إليك حتى حلفت لقومي عدد هؤلاء ـ يعني أنامل كفّيه ـ بالله لا أتبعك ، ولا أؤمن بك ، ولا أصدّقك ، وإنّي أسألك بالله بم بعثك؟ قال : «بالإسلام» ، قال : وما الإسلام؟ قال : «أن تسلم وجهك لله ، وأن تخلي له نفسك» ، قال : فما حقّ أزواجنا علينا؟ قال : «أطعم إذا طعمت ، واكس إذا كسيت ، ولا تضرب الوجه ، ولا تقبّحه ، ولا تهجر إلّا في البيت ، كيف (وَقَدْ أَفْضى بَعْضُكُمْ إِلى بَعْضٍ وَأَخَذْنَ مِنْكُمْ مِيثاقاً غَلِيظاً)(٤) ، ثم أشار بيده قبل الشام فقال : «هاهنا تحشرون ، هاهنا تحشرون ركبانا ورجالا ، وعلى وجوهكم الفدام (٥) ، وأوّل شيء يعرب عن أحدكم فخذه» [٧٦٨٤].

حدّثني أبو المعمر المبارك بن أحمد الأنصاري ، أنا المبارك بن عبد الجبّار ، أنا محمّد بن عبد الواحد بن محمّد بن جعفر ، أنا عمر بن محمّد الزيات ، أنا أحمد بن الحسن بن عبد الجبار ، نا الهيثم بن خارجة ، نا عثمان بن محصن (٦) بن علّاق القرشي ، عن زيد بن واقد ، حدّثني خالد بن حسين مولى عثمان بن عفّان قال : سمعت أبا هريرة يقول :

علمت أنّ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم كان يصوم في بعض الأيام ، فتحيّنت فطره بنبيذ صنعته في الدّبّاء ، فلمّا كان المساء جئته أحملها إليه ، فقال : «ما هذا يا أبا هريرة؟» قال : قلت : يا رسول الله علمت أنك تصوم هذا اليوم فتحيّنت فطرك بهذا النبيذ ، فقال : «ادنه مني يا أبا

__________________

(١) ما بين الرقمين سقط من م.

(٢) ما بين الرقمين سقط من م.

(٣) كذا بالأصل وم وهو تصحيف ، وقد صوبه محقق المختصر ١٦ / ٨٠ «معاوية بن حيدة» انظر ما لاحظه بالحاشية بشأنه.

(٤) سورة النساء ، الآية : ٢١.

(٥) الفدام : ما يشد على فم الإبريق والكور من خرقة لتصفية الشراب الذي فيه (اللسان).

(٦) كذا بالأصل وم : محصن ، تصحيف ، وسينبه المصنف في آخر الحديث إلى أن الصواب : حصن وهو صاحب الترجمة.

٣٢٦

هريرة» ، فإذا هو ينشّ (١) ، فقال : «اضرب بهذا الحائط ، فإنّ هذا شراب من لا يؤمن بالله واليوم الآخر.

كذا قال ، وهو ابن حصن.

وقد أخبرناه على الصواب أبو القاسم بن الحصين ، أنا أبو القاسم التنوخي ، أنا أبو بكر بن شاذان ، أنا أبو القاسم البغوي ، نا أحمد بن محمّد بن حنبل ، نا الهيثم بن خارجة ، نا ابن (٢) علّاق ـ وهو عثمان بن حصن ـ عن زيد بن واقد ، حدّثني خالد بن حسين مولى عثمان بن عفّان قال : سمعت أبا هريرة يقول :

علمت أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم كان يصوم في الأيام التي كان يصوم فيها ، فتحيّنت فطره بنبيذ صنعته في الدّبّاء ، فلما كان المساء جئت به أحملها إليه فقال : «ما هذا» علمت أنك يا رسول الله تصوم هذا اليوم فتحيّنت فطرك بهذا النبيذ ، فقال : «ادنه مني يا أبا هريرة» ، فإذا هو ينشّ ، فقال : «خذ هذا ، فاضرب به الحائط ، فإنّ هذا شراب من لا يؤمن بالله ولا باليوم الآخر» [٧٦٨٥].

أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلّم الفقيه ، وعلي بن زيد المؤدب ، قالا : أنا أبو الفتح نصر بن إبراهيم ـ زاد الفقيه : وأبو محمّد بن فضيل قالا : ـ أنا أبو الحسن بن عوف ، أنا أبو أبو علي بن منير ، أنا محمّد بن خريم (٣) ، نا هشام بن عمّار ، نا أبو عبد الرّحمن عثمان بن حصن بن عبيدة بن علّاق القرشي ويخضب بحمرة ، نا عروة بن رويم اللّخمي ، عن أبي ذرّ ـ يرفع الحديث ـ قال : من أنفق في سبيل الله زوجين ابتدرته خزنة الجنّة. فسألناه : ما هذان الزوجان؟ قال : درهمين أو خفّين أو نعلين ، أو ثوبين.

عروة لم يدرك أبا ذرّ.

قرأت على أبي محمّد السّلمي ، عن عبد العزيز بن أحمد ، أنا تمام بن محمّد ، أخبرني أبي ، نا محمّد بن جعفر بن محمّد بن ملّاس ، نا الحسن بن محمّد بن بكّار بن بلال قال : قال هشام بن عمّار : وابن علّاق ، مولى لقريش (٤).

أنبأنا أبو الغنائم محمّد بن علي ، ثم حدّثنا أبو الفضل بن ناصر ، أنا أحمد بن الحسن ،

__________________

(١) نشّ : صوّت عند الغليان (اللسان).

(٢) الأصل : أبو ، تصحيف ، والتصويب عن م.

(٣) الأص وم : خزيم ، تصحيف ، تقدم التعريف به.

(٤) بالأصل : ومولى القريش ، والتصويب عن م.

٣٢٧

والمبارك بن عبد الجبّار ، ومحمّد بن علي ـ واللفظ له ـ قالوا : أنا أبو أحمد ـ زاد أحمد ومحمّد بن الحسن قالا : ـ أنا أحمد بن عبدان ، أنا محمّد بن سهل ، أنا محمّد بن إسماعيل ، قال (١) :

عثمان بن عبد الرّحمن [بن علّاق ، أبو عبد الرحمن](٢) القرشي الشامي ، عن زيد بن واقد ، سمع منه الهيثم بن خارجة ، وقال علي بن حجر : عثمان بن حصن (٣) بن علّاق أبو عبد الله القرشي الدمشقي ، روى عنه الوليد بن مسلم ، عن عثمان بن حصن (٤) ، عن جناح.

أخبرنا أبو الحسين القاضي ـ إذنا ـ وأبو عبد الله الخلّال ـ شفاها ـ قالا : أنا أبو القاسم بن منده ، أنا أبو علي ـ إجازة ـ.

ح قال : وأنا أبو طاهر بن سلمة ، أنا علي بن محمّد.

قالا : أنا أبو محمّد بن أبي حاتم قال (٥) :

«عثمان بن عبد الرّحمن بن حصن (٦) بن عبيدة بن علّاق أبو عبد الرّحمن القرشي ، شامي دمشقي ، روى عن زيد بن واقد ، وعمرو بن قيس السّكوني الحمصي ، روى عنه الوليد بن مسلم ، والهيثم بن خارجة ، وهشام بن عمّار ، سمعت أبي يقول ذلك ، سألت أبا زرعة عنه فقال : لا بأس به.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني ، نا عبد العزيز الكتّاني ، أنا أبو القاسم تمام بن محمّد ، أنا أبو عبد الله الكندي ، نا أبو زرعة قال في تسمية شيوخ أهل دمشق : عثمان بن حصن بن عبيدة بن علّاق.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن العباس ، أنا أحمد بن منصور بن خلف ، أنا أبو سعيد بن حمدون ، أنا مكي بن عبدان ، قال : سمعت مسلم بن الحجاج يقول :

أبو عبد الرّحمن عثمان بن عبد الرّحمن بن علّاق القرشي ، عن زيد بن واقد ، روى عنه الهيثم بن خارجة ، والوليد بن مسلم.

__________________

(١) التاريخ الكبير للبخاري ٣ / ٢ / ٢٣٨.

(٢) ما بين معكوفتين سقط من الأصل وأضيف عن م والتاريخ الكبير.

(٣) كذا بالأصل وم ، وفي التاريخ الكبير : حصين.

(٤) كذا بالأصل وم ، وفي التاريخ الكبير : حصين.

(٥) الجرح والتعديل ٦ / ١٥٧.

(٦) كذا بالأصل وم ، وفي الجرح والتعديل : «حصين».

٣٢٨

أخبرنا أبو غالب أحمد بن الحسن ، أنا أبو الحسين بن الآبنوسي ، أنا أبو القاسم بن عتّاب ، أنا أحمد بن عمير ـ إجازة ـ.

ح (١) وأخبرنا أبو القاسم بن السّوسي ، أنا أبو عبد الله بن أبي الحديد ، أنا أبو الحسن الرّبعي.

ح وأخبرني أبو القاسم هبة الله بن عبد الله ، أنا أبو بكر الخطيب ، أنا علي بن الفضل بن الفرات ، قالا : أنا عبد الوهاب الكلابي ، أنا أحمد بن عمير ـ قراءة ـ.

قال : سمعت أبا الحسن بن سميع يقول في الطبقة السّادسة : عثمان بن حصن بن عبيدة بن علّاق القرشي.

أخبرنا علي أبي الفضل بن ناصر ، عن جعفر بن يحيى ، أنا أبو نصر الوائلي ، أنا الخصيب بن عبد الله ، أخبرني عبد الكريم بن أبي عبد الرّحمن ، أخبرني أبي قال :

أبو عبد الرّحمن عثمان بن حصن بن علّاق ، وقيل : أبو عبد الله.

وقرأنا على أبي الفضل أيضا ، عن أبي طاهر بن أبي الصقر ، أنا هبة الله بن إبراهيم بن عمر ، أنا أبو بكر المهندس ، أنا أبو بشر الدولابي ، قال (٢) :

أبو عبد الرّحمن عثمان بن حصن (٣) بن علّاق ، روى عنه الحكم بن موسى.

أخبرنا أبو جعفر محمّد بن أبي علي ، أنا أبو بكر الصفّار ، أنا أحمد بن علي بن منجويه ، أنا أبو أحمد قال :

أبو عبد الرّحمن ـ ويقال : أبو عبد الله ـ عثمان بن عبد الرّحمن بن علّاق ، ويقال : عثمان بن حصن بن علّاق الشامي القرشي الدمشقي ، عن عروة بن رويم اللّخمي ، وأبي خالد ثور بن يزيد (٤) الكلاعي ، روى عنه أبو العباس الوليد بن مسلم الدمشقي ، وأبو أحمد الهيثم بن خارجة (٥) الخراساني.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن شجاع ، أنا أبو صالح محمّد بن أحمد بن جعفر ، أنا أحمد بن

__________________

(١) «ح» حرف التحويل سقط من الأصل وأضيف عن م.

(٢) الكنى والأسماء ٢ / ٦٧.

(٣) في الكنى والأسماء : حصين بن علان.

(٤) مطموسة بالأصل والمثبت عن م.

(٥) مطموسة بالأصل والمثبت عن م.

٣٢٩

محمّد بن زنجويه ، أنا الحسن بن عبد الله بن سعيد (١) العسكري ، قال : وعبيدة بن علّاق القرشي العين غير معجمة ، ومن ولده : عثمان بن عبد الرّحمن الشامي الذي يروي عن زيد بن واقد ، وعمرو بن قيس السّكوني ، روى عنه الوليد بن مسلم.

قرأت على أبي غالب بن البنّا ، عن أبي الفتح بن المحاملي ، أنا أبو الحسن الدارقطني ، قال في باب عبيدة بالفتح : عثمان بن حصين بن عبيدة بن علّاق ، شامي.

أخبرنا أبو القاسم الواسطي ، أنا أبو بكر الخطيب قال :

عثمان بن حصن بن عبيدة بن علّاق القرشي ، كنّاه الهيثم بن خارجة : أبا عبد الرّحمن ، وكنّاه علي بن حجر : أبا عبد الله ، حدّث عن زيد بن واقد ، والعلاء بن الحارث ، ويزيد بن أبي مريم ، ويزيد بن عبيدة ، وزرعة بن إبراهيم ، وأبي عمرو الأوزاعي ، وسعيد بن عبد العزيز ، روى عنه الهيثم بن خارجة ، وأبو نعيم الحلبي وغيرهما.

قرأت على أبي محمّد السّلمي ، عن أبي نصر الحافظ قال (٢) في باب علّاق بعين مهملة ـ فهو عثمان بن حصن بن عبيدة بن علّاق القرشي الدمشقي ، كنّاه الهيثم بن خارجة أبا عبد الرّحمن ، وكنّاه علي بن حجر : أبا عبد الله ، روى عن زيد بن واقد ، والعلاء بن الحارث ، ويزيد بن أبي مريم ، ويزيد بن عبيدة ، وزرعة بن إبراهيم ، والأوزاعي ، وسعيد بن عبد العزيز ، حدّث عنه الهيثم بن خارجة ، وأبو نعيم الحلبي وغيرهما.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني ، نا عبد العزيز الكتّاني ، أنا أبو محمّد بن أبي نصر ، أنا أبو الميمون ، نا أبو زرعة ، قال (٣) : قلت لأبي مسهر : ما تقول في ابن علّاق؟ قال : كان ثقة من طلبة (٤) العلم ، ونسبه لنا ، فقال عثمان بن حصن بن عبيدة بن علّاق.

٤٥٨٣ ـ عثمان بن الحكم بن أبي العاص بن أميّة بن عبد شمس الأموي

أخو مروان بن الحكم (٥)

شهد الدار مع عثمان.

ذكره أبو زرعة في كتاب الإخوة والأخوات.

__________________

(١) في م : سعد.

(٢) الاكمال لابن ماكولا ٧ / ٢٤.

(٣) تاريخ أبي زرعة الدمشقي ١ / ٣٨١ وتهذيب الكمال ١٢ / ٣٩١.

(٤) الأصل : طلب ، تصحيف ، والتصويب عن م ، وتاريخ أبي زرعة.

(٥) نسب قريش للمصعب الزبيري ص ١٥٩ وجمهرة ابن حزم ص ٨٧.

٣٣٠

أخبرنا أبو الحسين بن الفراء ، وأبو غالب ، وأبو عبد الله ابنا البنّا ، قالوا : أنا أبو جعفر بن المسلمة ، أنا أبو طاهر المخلّص ، نا أحمد بن سليمان ، نا الزبير بن بكار ، قال (١)

وولد الحكم بن أبي العاص أحد عشر (٢) رجلا ونسوة ، عثمان الأكبر ، والحارث ، ومروان ، وعبد الرّحمن ، وصالحا ، وأمّ البنين ولدت عثمان ، ومحمّدا ، وعمرا بني سعيد بن العاص ، وزينب بنت الحكم ولدت عبد الملك ، وعثمان ، والمغيرة بني أسيد (٣) بن الأخنس بن شريق الثقفي ، وأمّهم أمية (٤) بنت علقمة بن صفوان بن أمية بن محرث بن خمل بن شقّ بن رقبة بن مخرج (٥) بن الحارث بن ثعلبة بن كنانة ، وعثمان الأصغر بن الحكم ، وأبانا ، ويحيى ، وحبيبا ، وعمرا (٦) ، وأمّهم مليكة بنت أوفى [بن](٧) خارجة بن سنان بن أبي حارثة (٨) بن مرّة بن نشبة (٩) بن غيظ بن مرّة بن عوف.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي ، أنا أبو محمّد الجوهري ، أنا أبو عمر بن حيّوية ، أنا أحمد بن معروف ، نا الحسين بن الفهم ، نا محمّد بن سعد قال في تسمية ولد الحكم بن أبي العاص ، قال :

فولد الحكم عثمان الأكبر ، والحارث ، ومروان ، وعبد الرّحمن ، وصالحا ، وأم البنين ، وزينب الكبرى ، وأمّهم أم عثمان ، وهي أمية (١٠) بنت علقمة بن صفوان بن أمية بن محرث بن (١١) خمل بن شقّ بن رقبة بن مخرج بن الحارث بن ثعلبة بن مالك بن كنانة ، وعثمان الأصغر ، وأبان ، ويحيى ، وحبيبا ، وعمرا درج ، وأم يحيى ، وزينب الصغرى ، وأم شيبة ، وأم عثمان ، وأمّهم مليكة بنت أوفى بن خارجة بن سنان بن أبي حارثة بن مرة بن نشبة بن غيظ بن مرّة بن عوف أبو سعيد بن ذبيان.

__________________

(١) انظر نسب قريش للمصعب ص ١٥٩ فكثيرا ما كان الزبير بن بكار يأخذ عن عمه المصعب.

(٢) كذا بالأصل وم ، وفي نسب قريش : أحدا وعشر.

(٣) أسيد بضم الهمزة وفتح السين ، ترجمته في الإصابة ١ / ٤٧.

(٤) كذا بالأصل وم ، وفي نسب قريش : آمنة.

(٥) الأصل وم : مجدح ، والمثبت عن نسب قريش.

(٦) زيد في نسب قريش : وأم يحيى ... وزينب بنت الحكم ، وأم شيبة ، وأم عثمان.

(٧) زيادة عن م ونسب قريش.

(٨) الأصل وم : خارجة ، والمثبت عن نسب قريش.

(٩) الأصل وم : شيبة ، والمثبت عن نسب قريش.

(١٠) كذا بالأصل وم ، ومرّ عن نسب قريش : آمنة.

(١١) الأصل : حارث ، والمثبت عن م.

٣٣١

أنبأنا أبو القاسم العلوي ، نا عبد العزيز بن أحمد ، أنا أبو محمّد بن أبي نصر ، نا أبو الميمون ، نا أبو زرعة قال في ذكر الأخوة بالشام بعد أصحاب رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم منهم خمسة إخوة : مروان بن الحكم ، وعبد الرّحمن بن الحكم ، والحارث بن الحكم ، وعثمان بن الحكم ، ويحيى بن الحكم.

أخبرتنا أم البهاء فاطمة بنت محمّد قالت : أنا أبو طاهر بن محمود ، أنا أبو بكر بن المقرئ ، نا أبو الطّيّب محمّد بن جعفر بن الزّرّاد المنبجي ـ بمنبج ـ نا عبيد الله بن سعد بن إبراهيم الزهري ، نا عمّي يعقوب بن إبراهيم ، قال : هذه تسمية من حضر الدار مع عثمان في الحصار من بني هاشم : الحسن بن علي وقاتل ، ومن بني أمية : مروان ، والحارث ، وعبد الرّحمن ، وعثمان الأكبر ، وعثمان الأزرق (١) بنو الحكم.

٤٥٨٤ ـ عثمان بن الحويرث بن أسد بن عبد العزّى

ابن قصي بن كلاب بن مرّة بن كعب بن لؤي

ابن غالب القرشي الأسدي (٢)

شاعر من شعراء مكة ، جاهلي.

قدم على قيصر ليملّكه على أهل مكة.

أخبرنا أبو غالب ، وأبو عبد الله ابنا البنّا ، قالا : أنا أبو جعفر المعدّل ، أنا أحمد بن سليمان ، نا الزبير بن بكار (٣) ، قال :

وولد الحويرث بن أسد بن عبد العزّى : عثمان بن الحويرث ، ويقال [له](٤) البطريق ، لا عقب له ، والمطّلب وأمهما تماضر بنت عمير (٥) بن وهيب (٦) بن حذافة بن جمح (٧).

قال : ونا الزبير ، حدّثني علي بن صالح ، عن عامر بن صالح ، عن هشام بن عروة ، عن عروة بن الزبير ، قال :

__________________

(١) كذا بالأصل وم ، ولعله يريد الأصغر.

(٢) نسب قريش للمصعب ص ٢٠٩ المحبر ص ٣٠٧ وجمهرة ابن حزم ص ١١٨ و ٤٩١.

(٣) نسب قريش ص ٢٠٩.

(٤) الزيادة عن م ونسب قريش.

(٥) عن م ونسب قريش وبالأصل : عمر.

(٦) عن م وبالأصل : وهب ، وفي نسب قريش : أهيب.

(٧) في المحبر ص ٣٠٧ أنه من أبناء الحبشيات ، كذا؟ والمصعب أعرف بأنساب قريش.

٣٣٢

خرج عثمان بن الحويرث وكان يطمع أن يملك قريشا ، وكان من أظرف قريش وأعقلها ، حتى يقدم على قيصر ، وقد رأى موضع حاجتهم ومتجرهم ببلاده ، فذكر له مكة ورغّبه فيها ، وقال : تكون زيادة في ملكك كما ملك كسرى صنعاء ، فملّكه عليهم ، وكتب له إليهم ، فلما قدم عليهم قال : يا قوم إنّ قيصر من قد علمتم ، أمانكم ببلاده وما تصيبون من التجارة في كنفه ، وقد ملّكني عليكم ، وإنّما أنا ابن عمكم وأحدكم ، وإنّما آخذ منكم الجراب من القرظ (١) والعكّة (٢) من السمن ، والإهاب ، فأجمع ذلك ثم أبعث به إليه ، وأنا أخاف إن أبيتم ذلك أن يمتنع منكم الشام فلا تتّجروا به ، ويقطع مرفقكم منه ، فلما قال لهم ذلك خافوا قيصر ، وأخذ بقلوبهم ما ذكر من متجرهم ، فأجمعوا على أن يعقدوا على رأسه التاج عشية ، وفارقوه على ذلك.

فلما طافوا عشية بعث الله عليه ابن عمه أبان ، معه الأسود بن المطّلب بن أسد ، وصاح على ما كانت قريش في الطواف : يال عباد الله ، ملك بتهامة؟ فانحاشوا [انحياش](٣) حمر الوحش ، ثم قالوا : صدق واللات والعزّى ، ما كان بتهامة ملك قط ، فانتفضت قريش عمّا كانت قالت له ، لحق بقيصر ليعلمه.

قال : ونا الزبير ، حدّثني علي بن صالح ، عن عامر بن صالح بن عبد الله بن عروة بن الزبير ، عن جعفر بن عبد الله بن عثمان بن عبيد الله بن حميد بن زهير بن الحارث بن أسد.

أن قيصر حمل عثمان على بغلة عليها سرج عليه الذهب حين ملّكه.

قال : ونا الزبير ، حدّثني محمّد بن الضحاك بن عثمان الحزامي ، عن أبيه قال :

قال الأسود بن المطّلب : حين أرادت قريش أن تملّك عثمان بن الحويرث عليها : إن قريشا لقاح (٤) لا تملك ، فخرج عثمان بن الحويرث إلى قيصر ليملّكه على قريش ، فكلّم تجار من تجار قريش بالشام : عمرو بن جفنة (٥) في عثمان بن الحويرث وسألوه أن يفسد عليه أمره ، فكتب إلى ترجمان قيصر يحوّل كلام عثمان ، فلما دخل عثمان على قيصر فكلّمه قال

__________________

(١) القرظ : محركة ، ورق السلم ، أو ثمر السنط (القاموس).

(٢) العكة بالضم ، آنية السمن ، أصغر من القربة (القاموس).

(٣) الزيادة عن م.

(٤) في تاج العروس بتحقيقنا : لقح : والحي اللّقاح والقوم اللّقاح الذين لا يدينون للملوك ولم يملكوا ، أو لم يصبهم في الجاهلية سباء.

(٥) هو عمرو بن جفنة الغساني انظر جمهرة ابن حزم ص ١٩٠.

٣٣٣

للترجمان : ما قال؟ فقال : مجنون يشتم الملك ، فأراد قتله ، وأمر به فدفع ، إلى أن مرّ برجل من أصحاب الملك فتمثّل ببيت شعر ، فكلّمه عثمان بن الحويرث وقال له : إنّي أرى لسانك عربيا ، فممن أنت؟ فقال : رجل من بني أسد ، وأنا أكره أن يدروا بنسبي ، قال : فما دهاني عنده ، قال : الترجمان ، كتب إليه عمرو بن جفنة أن يحوّل كلامك ، قال : فكيف الحيلة أن تدخلني عليه مدخلا واحدا وخلاك ذمّ (١) ، فقال : أفعل ، فاحتال له حتى دخل عليه ، ودعا له قيصر الترجمان ، فقال له عثمان : إنّ أفخر الناس ـ فأعلم ذلك الترجمان قيصر ـ قال : وأعذر الناس ، ـ فأعلمه الترجمان أيضا قيصر ـ قال : وأكذب الناس ، فذكر ذلك الترجمان لقيصر ، ثم أهوى فتشبث بالترجمان ، فقال قيصر : إنّ له لقصة ، فادعوا لي ترجمانا آخر ، فدعوه له ، فأفهمه قصته ، فعاقب قيصر الترجمان الأول ، وكتب لعثمان بن الحويرث إلى عمرو بن جفنة أن يحبس له من أراد حبسه من تجار قريش ، فقدم على ابن جفنة ، فوجد بالشام أبا أحيحة سعيد بن العاص وابن أخته أبا ذئب ، فحبسهما ، فمات أبو ذئب في الحبس ، وسمّ عمرو بن جفنة عثمان بن الحويرث فمات بالشام ، فذلك حيث يقول ورقة بن نوفل (٢) :

هل أتى ابنتي عثمان أن أباهما

حانت منيّته بجنب الفرصد (٣)

ركب البريد مخاطرا عن نفسه

ميت المنيّة (٤) للبريد المقصد

فلأبكين عثمان حقّ بكائه

ولأنشدن عمرا وإن لم ينشد (٥)

قال : ونا الزبير ، قال : قال عمي مصعب بن عبد الله :

وكان عثمان بن الحويرث حيث قدم مكة بكتاب قيصر مختوما في أسفله بالذهب همّت قريش أن تدين له ، فصاح أبو زمعة الأسود بن المطّلب بن أسد ـ والناس في الطواف : ـ إنّ قريشا لقاح (٦) لا تملك ولا تملك ، فاتسقت (٧) قريش على كلامه ، ومنعوا عثمان ما جاء يطلب ، فهو حيث رجع إلى قيصر.

قال : وكان ممن رحل فيه أبو أمية بن المغيرة المخزومي ، قال : فلما قدم أبو أحيحة مكة جعل يحرّض على بني أسد ويغري بهم بني عامر وبني أمية في دم أبي ذئب ، وكانت أم أبي ذئب

__________________

(١) خلاك ذم أي أعذرت وسقط عنك الذم (اللسان).

(٢) الأنساب في نسب قريش ص ٢١٠.

(٣) الأصل وم ، وفي نسب قريش : المرصد.

(٤) كذا بالأصل وم ، وفي نسب قريش : المظنة.

(٥) عن م ونسب قريش ، وبالأصل : ننشد.

(٦) الأصل : ألقاح ، والمثبت عن م ونسب قريش ص ٢١٠.

(٧) في نسب قريش : فاتسعت.

٣٣٤

أم حبيب بنت عبد شمس بن عبد مناف ، فقال أبو العاص بن أمية بن عبد شمس أو غيره (١)

إني أعادي معشرا

كانوا لنا حصنا حصينا

خلقوا مع الجوزاء إذ

خلقوا ووالدهم أبونا

أبلغ لديك بني أميّة

آية (٢) نصحا مبينا

إنّا خلقنا مصلحين

وما خلقنا مفسدينا

فأمسكت بنو أمية عن بني أسد ، ورهن أبو أحيحة ابنه أبان بن سعيد بني (٣) عامر ليحنق بذلك على بني أسد ـ دم أبي ذئب ـ لأن دعوة بني قصيّ يومئذ واحدة ، والعقل عليهم جميعا ، فقال أبو زمعة الأسود بن المطّلب بن أسد بن عبد العزّى :

ألا من مبلغ عني سعيدا

رسولا والرسول من التلاق

بما ذا قلت ترهنهم أبانا

بلا حقّ لدي ولاحقاق

فنحن البيض أشبهنا قصيّا

وأنتم شبه أشتاء الزقاق

فقامت بنو عامر بن لؤي على بني أسد ، فقال أبو زمعة :

والله لا أعطيك حسل بهما

وإن تجنيت عليّ الظلما

وإن غضبت لأزيدن رغما

فقال لهم بنو عامر : فاحلفوا لنا ، فقال أبو زمعة :

يا حسل حسل عامر لا تجهلي

أن تسلي إيماننا [لا](٤) تنقلي

أو تبذل لي أيمانكم لا تقبل

وجعلت بنو عامر تجمع لبني أسد ، فقال أبو زمعة :

سيكفيني الوليد أبا لبيد

بكرة (٥) عوف بن دهر

وأكفي غير مكترث سهيلا (٦)

ويكفي يا طلي سهل بن عمرو

__________________

(١) الأبيات في نسب قريش للمصعب ص ٩٩ منسوبة لأبي العاصي.

(٢) الأصل وم : «أنه» والمثبت عن نسب قريش.

(٣) الأصل : «بن» والصواب عن م ونسب قريش ص ٩٩.

(٤) زيادة عن م.

(٥) كذا عجزه بالأصل ، وفي م :

ويكفني ذكره عوف بن دهر

(٦) في م : سبيلا.

٣٣٥

ألم تر أنّنا من ذي قداف (١) سيل

كانتا دفاع بحر

ونلبس للعدو جلود (٢) أسد

إذا نلقاهم وجلود نمر

فأتى الإسلام ، ووقعت الحرب بين النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم وبينهم ، فشغلهم عن ذلك.

أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلّم الفقيه ، وأبو الفرج غيث بن علي الخطيب ، وأبو محمّد عبد الكريم بن حمزة ، قالوا : أنا أبو الحسن أحمد بن عبد الواحد بن محمّد بن أبي الحديد ، أنا جدي أبو بكر ، أنا أبو بكر محمّد بن جعفر بن سهل السّامري ، نا عبد الله بن محمّد البلوي ـ بمصر ـ نا عمارة بن زيد ، حدّثني عبيد الله بن العلاء ، حدّثني يحيى بن عروة ، عن أبيه.

أن نفرا من قريش منهم ورقة بن نوفل بن أسد بن عبد العزّى بن قصيّ ، ويزيد بن عمرو بن نفيل ، وعبيد الله بن جحش بن رئاب ، وعثمان بن الحويرث كانوا عند صنم لهم يجتمعون إليه ، قد اتّخذوا ذلك اليوم من كل سنة عيدا ، وكانوا يعظّمونه وينحرون له الجزر ، ثم يأكلون ويشربون [ويعكفون عليه ، فدخلوا عليه في الليل ، فرأوه مكبوبا على وجهه فأنكروا ذلك وأخذوه فردّوه](٣) إلى حاله ، فلم يلبث أن انقلب انقلابا عنيفا ، فأخذوه فردّوه إلى حاله ، فانقلب الثالثة ، فلما رأوا ذلك اغتمّوا له وأعظموا ذلك ، فقال عثمان بن الحويرث : ما له قد أكثر التنكس؟ (٤) إن هذا لأمر قد حدث ، وذلك في الليلة التي ولد فيها رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فجعل عثمان يقول :

أيا صنم العيد الذي صفّ حوله

صناديد وفد من بعيد ومن قرب

تكوّست (٥) مغلوبا فما ذاك قل لنا؟

أذاك سفيه أم بكوّست للعتب؟

وإن كان من ذنب أتينا فإننا

نبوء بإقرار ونلوي عن الذّنب

وإن كنت مغلوبا تكوّست صاغرا

فما أنت في الأوثان بالسيد الرّبّ

قال : وأخذوا الصنم فردّوه إلى حاله ، فلما استوى هتف بهم هاتف من الصنم بصوت جهير وهو يقول :

__________________

(١) كذا بالأصل وم : قداف سيل.

(٢) عن م وبالأصل : جلودا.

(٣) ما بين معكوفتين سقط من الأصل وأضيف عن م.

(٤) بدون إعجام بالأصل ورسمها : «السكئر» والمثبت عن م.

(٥) كوسه : كبّه على رأسه (اللسان).

٣٣٦

تردّى لمولود أنارت بنوره

جميع فجاج الأرض بالشّرق والغرب

وخرّت له الأوثان طرا وأرعدت

قلوب ملوك الأرض طرّا من الرّعب

ونار جميع الفرس باخت وأظلمت

وقد بات شاه الفرس في أعظم الكرب

وصدّت عن الكهّان بالغيب جنّها

فلا مخبر عنهم بحقّ ولا كذب

فيا آل قصيّ ارجعوا عن ضلالكم

وهبّوا إلى الإسلام والمنزل الرّحب

فلما سمعوا ذلك خلصوا نجيّا ، فقال بعضهم لبعض : تصادقوا وليكتم بعضكم على بعض ، فقالوا : أجل ، فقال لهم ورقة بن نوفل : تعلمون والله ما قومكم على دين ، ولقد أخطئوا وتركوا دين إبراهيم ؛ ما حجر تطيفون به ولا يسمع ولا يبصر ، ولا ينفع ولا يضرّ ، يا قوم التمسوا لأنفسكم الدين ، قال : فخرجوا عند ذلك يضربون في الأرض ، ويسألون عن الحنيفية دين إبراهيم صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فأمّا ورقة فتنصّر وقرأ الكتب حتى علم علما ، وأمّا عثمان بن الحويرث فصار إلى قيصر ، فتنصّر وحسنت منزلته عنده ، وأما زيد بن عمرو بن نفيل فأراد الخروج ، فحبس ، ثم إنه خرج بعد ذلك ، فضرب في الأرض حتى بلغ الرّقّة من أرض الجزيرة ، فلقي بها راهبا عالما ، فأخبره بالذي يطلب ، فقال له الراهب : إنّك لتطلب دينا ما تجد من يحملك عليه ، ولكن قد أظلك زمان نبيّ يخرج من بلدك ، يبعث بدين الحنيفية ، فلما قال له ذلك رجع يريد مكة ، فغارت عليه لخم ، فقتلوه ، وأما عبيد الله بن جحش فأقام بمكة حتى بعث النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، ثم خرج مع من خرج إلى أرض الحبشة ، فلما صار بها تنصّر وفارق الإسلام ، فكان بها حتى هلك هنالك نصرانيا.

قرأت بخط أبي الحسن رشأ بن نظيف ، وأنبأنيه أبو القاسم العلوي ، وأبو الوحش المقرئ عنه ، نا أبو مسلم محمّد بن أحمد بن علي الكاتب ، نا أبو بكر محمّد بن الحسن بن دريد ، قال : قال أبو حاتم : قال أبو عبيدة : كان عثمان بن الحويرث بن أسد بن عبد العزّى تنصّر ، فخرج إلى بلاد الروم وقال :

فلمّا دنونا من مدينة قيصر أحست

نفوس القوم لي بالوساوس

إلّا طرقتنا زينب ابنة خيرنا لذي

حمر غصن من رطيب ويابس

وليس بها أهل الصّيانة والصبى

ولكن بها شماسة بالنواقس

سرت من جفان الغور حتى اهتدت بنا

ونحن نشاوي في أصول الكنائس

أخبرنا أبو غالب ، وأبو عبد الله ابنا أبي علي ، قالا : أنا أبو جعفر بن المسلمة ، أنا أبو

٣٣٧

طاهر المخلّص ، نا أحمد بن سليمان ، نا الزبير بن بكار ، قال (١) :

وعثمان بن الحويرث الذي يقول :

ظلمت فلم يغضب عدي ونوفل

وليس على أبي هشام معوّل

ويا ليت حظي من تويت ونصره

نضيّ (٢) إذا أرمي به ولا يعضل

عدي ونوفل ابنا خويلد ، وأبو هشام : حكيم بن حزام (٣) ابنه هشام (٤). وتويت بن حبيب بن أسد.

٤٥٨٥ ـ عثمان بن حيّان بن معبد بن شدّاد بن نعمان

ابن رياح (٥) بن أسعد بن ربيعة بن عامر

ابن يربوع بن غيظ بن مرّة بن عوف بن سعد بن ذبيان (٦)

ابن بغيض بن ريث بن غطفان بن سعد بن قيس عيلان

أبو المغراء (٧) المرّي (٨)(٩)

مولى أم الدّرداء ، ويقال : مولى عتبة بن أبي سفيان بن حرب.

روى عن أم الدرداء.

روى عنه : عبد الرّحمن بن يزيد بن جابر ، وهشام بن سعد ، وعبد الله أو عبيد الله بن سليمان ، وزاره بدمشق في زقاق بني مرة المعروف اليوم بدرب النقاشة ، واستعمله الوليد بن عبد الملك على المدينة ، وكان في سيرته عنف ، وولي الغزو في أيام يزيد بن عبد الملك.

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين ، أنا أبو علي بن المذهب ، أنا أحمد بن جعفر ، نا

__________________

(١) انظر نسب قريش للمصعب ص ٢١٠.

(٢) نضي : يريد من القداح.

(٣) بالأصل : حرام ، والتصويب عن م.

(٤) حكيم بن حزام ، كان عنده ابن اسمه هشام ، وكنيته أبو خالد ، ولكنه كناه بأبي هشام (انظر نسب قريش للمصعب ص ٢١١) وراجع ترجمة حكيم بن حزام في تهذيب الكمال ٥ / ١٢٧.

(٥) في تهذيب الكمال وتهذيب التهذيب : رباح ، بالباء الموحدة.

(٦) بالأصل وم : سنان ، والمثبت عن جمهرة ابن حزم.

(٧) المغراء بفتح الميم وسكون المعجمة ، كما في تقريب التهذيب.

(٨) وفي الكاشف وتقريب التهذيب : المزني ، بدل المري.

(٩) انظر أخباره في :

تهذيب الكمال ١٢ / ٣٩٦ وتهذيب التهذيب ٤ / ٧٤ وتقريب التهذيب ، وجمهرة ابن حزم ص ٢٥٢.

٣٣٨

عبد الله بن أحمد ، حدّثني أبي (١) ، نا أبو عامر (٢) ، نا هشام ـ يعني : ابن سعد ـ.

ح وأخبرنا أبو سهل محمّد بن إبراهيم ، أنا أبو الفضل عبد الرّحمن بن أحمد ، أنا جعفر بن عبد الله بن يعقوب ، نا محمّد بن هارون ، نا محمّد بن بشار ، نا أبو عامر.

ح وأخبرنا أبو القاسم الحسين بن علي بن الحسين القرشي ، وأبو الفتح المختار بن عبد الحميد ، وأبو المحاسن أسعد بن علي ، وأبو عبد الله محمّد بن العمركي بن نصر.

قالوا : أنا أبو الحسن الدّاودي ، نا عبد الله بن أحمد بن حموية ، أنا إبراهيم بن خزيم ، نا عبد بن حميد ، نا عبد الملك بن عمرو ، نا هشام بن سعد ، عن عثمان بن حيّان الدمشقي ، أخبرتني أم الدّرداء ، عن أبي الدّرداء ، قال :

لقد رأيتنا (٣) مع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم في بعض أسفاره في اليوم الحارّ الشديد الحر ، حتى إنّ الرجل ليضع يده على رأسه من شدّة الحر ، وما في القوم صائم إلّا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، وعبد الله بن روّاحة.

ألفاظهم سواء إلّا أن في حديث الرّوياني : حتى ان أحدنا ليضع يده.

أخبرنا ـ يعني : أبو الحسن عبيد الله بن محمّد بن أحمد ـ أنا (٤) أبو بكر محمّد بن الحسن بن علي بن محمّد الطّبري الخبّازي المقرئ ، أنا أبو محمّد الحسن بن أحمد بن (٥) محمّد المخلدي ، أنا أبو العباس السّرّاج ، نا قتيبة بن سعيد ، نا الليث ، عن هشام ، عن عثمان بن حيّان الدمشقي ، عن أم الدرداء ، عن أبي الدّرداء ، قال :

كنا نكون مع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم في اليوم الحار الذي يضع فيه أحدنا يده على رأسه من الحرّ ، وما في القوم أحد صائم إلّا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، وعبد الله بن رواحة.

آخر الجزء الرابع والأربعين بعد الأربعمائة من الفرع (٦).

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر ، أنا أبو (٧) بكر البيهقي ، أنا أبو عبد الله الحافظ ، وأبو

__________________

(١) مسند أحمد بن حنبل ١٠ / ٤٢١ رقم ٢٧٥٧٤.

(٢) في مسند أحمد بن حنبل : «حمّاد بن خالد». وكنية حماد هذا أبو عبد الله ، انظر ترجمته في تهذيب الكمال ٥ / ١٦٤.

(٣) كذا بالأصل وم ، وفي مسند أحمد : رأينا في بعض أسفارنا.

(٤) بين أنا ... وبن. سقط من م.

(٥) بين أنا ... وبن. سقط من م.

(٦) بين : آخر والفرع سقط من م.

(٧) «أبو» ليست في م.

٣٣٩

بكر بن الحسن ، قالا : نا أبو [العباس محمد بن يعقوب ، نا](١) العباس بن الوليد بن مزيد ، أخبرني أبي ، نا ابن جابر ، حدّثني عثمان بن حيّان ، حدثتني أم الدّرداء ، قالت :

كان رجلان متآخيين (٢) تآخيا في الله عزوجل ، وكانا إذا لقي أحدهما الآخر قال له : أي أخي ، تعال (٣) هلمّ نذكر الله عزوجل ، فبينما هما التقيا في السوق عند باب حانوت ، فقال أحدهما للآخر : أي أخي هلمّ نذكر الله عزوجل عسى (٤) أن يغفر لنا ، ثم لبثا لبثا ، فمرض أحدهما ، فأتاه صاحبه ، فقال : أي أخي ، انظر أن تأتيني في منامي فتخبرني ما ذا لقيت بعدي ، قال : أفعل إن شاء الله ، قال : فلبث حولا ثم أتاه ، فقال : أي أخي ، أشعرت أنّا حين التقينا في السوق عند الحانوت فدعونا الله عزوجل؟ إنّ الله غفر لنا يومئذ.

قال ابن جابر : ولقد سمّاهما لي عثمان ، فنسيت اسميهما (٥).

أنبأنا أبو الغنائم محمّد بن علي ، ثم حدّثنا أبو الفضل بن ناصر ، أنا أحمد بن الحسن ، والمبارك بن عبد الجبّار ، ومحمّد بن علي ـ واللفظ له ـ قالوا : أنا أبو أحمد ـ زاد أحمد : ومحمّد بن الحسن قالا : ـ أنا أحمد بن عبدان ، أنا محمّد بن سهل ، أنا محمّد بن إسماعيل ، قال (٦) :

عثمان بن حيّان الدمشقي مولى أم الدرداء ، روى عنه هشام بن سعد.

أخبرنا أبو الحسين القاضي ـ إذنا ـ وأبو عبد الله الخلال ـ شفاها ـ قالا : أنا أبو القاسم بن منده ، أنا أبو علي ـ إجازة ـ.

ح قال : وأنا أبو طاهر بن سلمة ، أنا علي بن محمّد.

قالا : أنا أبو محمّد بن أبي حاتم ، قال (٧) :

عثمان بن حيّان الدمشقي ، روى عن [أمّ](٨) الدّرداء ، روى عنه هشام بن سعد ، سمعت أبي يقول ذلك.

__________________

(١) ما بين معكوفتين سقط من الأصل وأضيف عن م.

(٢) بالأصل وم : متواخيان.

(٣) الأصل : «تعالى» ، واللفظة سقطت من م.

(٤) بين : فبينما .. إلى عسى ليس في م.

(٥) بالأصل وم : اسمهما.

(٦) التاريخ الكبير للبخاري ٣ / ٢ / ٢١٧.

(٧) الجرح والتعديل ٦ / ١٤٨.

(٨) زيادة لازمة عن م والجرح والتعديل.

٣٤٠