أبي القاسم علي بن الحسن ابن هبة الله بن عبد الله الشافعي [ ابن عساكر ]
المحقق: علي شيري
الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع
الطبعة: ٠
الصفحات: ٤٦٢
وأنبأنا أبو القاسم النسيب وغيره عنه ، نا أبو أحمد الفرضي ، نا محمّد بن يحيى الصولي ، نا الحسين بن عقيل ، نا محمّد بن صرما الزامر ، قال : سمعت إسحاق بن إبراهيم يقول : قال ابن سريج.
إذا غنيت لحني في شعر عمر بن أبي ربيعة :
إن خان من تهوى فلا تخنه |
|
وكن وفيا إن سلوت عنه |
واسلك سبيل وصله وصنه (١) إن كان غدارا فلا تكنه (٢) |
توهمت أني الخليفة في الغناء وأن المغنين رعيتي.
أنبأنا أبو طاهر بن أبي أحمد (٣) القارئ ، أنا علي بن المحسّن التنوخي ، أنا أبو عمر بن حيّوية ، أنا أبو الحسن محمّد بن أحمد بن أبي طاهر ، حدّثني أبي ، حدّثني إسحاق بن مقمّة ، قال : سمعت أبي يقول (٤) : أتيت ابن سريج في مرضه فقلت له : كيف أصبحت؟ فقال : كما قال الشاعر :
مريض غاب عنه أقربوه (٥) |
|
وأسلمه المداوي والحميم |
ثم مات من ليلته.
وبلغني عن أبي أيوب المديني (٦).
أن ابن سريج توفي بالعلّة التي أصابته من الجذام بمكة في خلافة سليمان بن عبد الملك أو في آخر خلافة الوليد ، ودفن في موضع يقال له : دسم (٧).
__________________
(١) الأصل : وصله ، والمثبت عن م والأغاني.
(٢) الأبيات في الأغاني ١ / ٣١٥ بزيادة بيتين آخرين.
(٣) بعدها في م : أنا سعيد بن أحمد.
(٤) الخبر والبيت في الأغاني ١ / ٣١٨ ـ ٣١٩.
(٥) صدره في الأغاني : سقيم ملّ منه أقربوه.
(٦) الأغاني ١ / ٣٢٠.
(٧) دسم : موضع قرب مكة (قاله ياقوت).
٤٥٢٥ ـ عبيد بن سريّة
ويقال : بل سارية ، ويقال ابن شريّة (١) ـ الجرهمي (٢)
وفد على معاوية ، وقيل : إنه لم يفد عليه ، وأنه لقيه بالحيرة حين توجه معاوية إلى العراق.
أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلّم الفقيه ، نا عبد العزيز بن أحمد ، أنا أبو نصر بن الجبّان ، نا عبد الرّحمن بن عمر ... (٣) ، نا أبو سهل محمّد بن محمّد القاضي ، نا أبو بكر الأنباري ، عن أبيه ، عن أحمد بن عبيد ، نا هشام بن محمّد الكلبي ، قال :
عاش عبيد بن سرية الجرهمي ثلاثمائة سنة ، وأدرك الإسلام ، فأسلم ودخل على معاوية بالشام ، فقال له معاوية : كيف رأيت الدنيا؟ قال : يوم كيوم ، وليلة كليلة ، سنيّات بلاء ، وسنيّات رخاء ، وميت ومولود ومولود مهنّى ، فقال له معاوية : إنّ لك لعلما ، فما أحسن الأشياء في عينك [قال : عين](٤) خرارة في أرض خوّارة؟ قال : ثم ما ذا؟ قال : قال : ثم فرس في بطنها فرس ، قال (٥) : فأين أنت عن النعم؟ قال : ليس النعم مال مثلك ، إنما النعم مال (٦) من حضره وأشرف عليه (٧). قال : فما تقول في الذهب والفضّة؟ قال : حجران إن حبستهما لم يزيدا ، وإن أنفقتهما (٨) تلفا ، قال : إنّا حابسوك عندنا ومجرون عليك جراية ، قال : لا حاجة لي في هذا ، لأن أبي وأمي هلكا في مثل هذه السنة ، ونفسي تحدثني أنّي هالك فيها. فما لي حاجة في المقام عندك ، فقال معاوية : فسلني حاجتك ، قال : أما الآخرة فإنها بيد غيرك ، وأما الدنيا فما تقدر ترد شبابي عليّ ، فما أسألك؟ قال له معاوية : فأخبرني بما يكون ، ثم انصرف ورجع فقال : سألتني عن شيء لم أكن أعلمه ، ثم علمته ، مررت بغلمان يستبقون يقول بعضهم لبعض الآخر أشر ، فقال له معاوية : هل رأيت حربا؟ قال : رأيت أمية يقوده غلام
__________________
(١) بالأصل : سريه ، والمثبت عن م ، وفي الإصابة : عبيد بن شرية بمعجمة وزن عطية.
(٢) انظر أخباره في :
الإصابة ٣ / ١٠١ ، وأسد الغابة ٣ / ٥٤٣٧ وفيه : عبيد بن شرية ويقال عمير بن شبرمة. ومعجم الأدباء ١٢ / ٧٢.
(٣) غير مقروءة بالأصل ورسمها : «الشيبلني» وفي م : الشيبلي.
(٤) ما بين معكوفتين سقط من الأصل وم ، وأضيف عن المختصر ١٦ / ٣٦.
(٥) من هنا سقط في م ، سنشير إلى نهايته في موضعه.
(٦) بالأصل : من مال.
(٧) مطموسة بالأصل ، والمثبت عن المختصر ١٦ / ٣٦.
(٨) مطموسة بالأصل ، والمثبت عن المختصر.
له يقال له ذكوان فقال : لا تقل ذاك فإنهم سادة الحي ، فقال : قل أنت ما شئت.
أنبأنا أبو الفرج الخطيب وغيره ، عن أبي بكر أحمد بن علي الخطيب ، أنا أبو منصور محمّد بن علي بن إسحاق الكاتب ، أنا أحمد بن بشر بن سعيد ، أنا أحمد بن محمّد بن بكر ، نا أبو حاتم سهل بن محمّد السّجستاني.
قالوا : وعاش عبيد بن سرية الجرهمي ثلاثمائة سنة ، وقال بعضهم : مائتين وعشرين سنة ، إلّا أنا نظن أنه عاش في الجاهلية وأدرك الإسلام فأسلم ، وقدم على معاوية بن أبي سفيان فبلغنا أن معاوية قال له : كم أتى عليك؟ قال : مائتان وعشرون سنة ، قال : ومن أين علمت ذاك؟ قال : من كتاب الله ، قال : ومن أيّ (١) كتاب الله؟ قال : من قول الله تعالى : (وَجَعَلْنَا اللَّيْلَ وَالنَّهارَ آيَتَيْنِ ، فَمَحَوْنا آيَةَ اللَّيْلِ ، وَجَعَلْنا آيَةَ النَّهارِ مُبْصِرَةً لِتَبْتَغُوا فَضْلاً مِنْ رَبِّكُمْ) الآية (٢) ، فقال له معاوية : وما أدركت؟ قال : أدركت يوما في أثر يوم ، وليلة في أثر ليلة متشابها كتشابه الحذف (٣) يحدوان بقوم في ديار قوم ، يكدحون ما يبيد عنهم ، ولا يعتبرون بما مضى منهم ، حيّهم يتلف ، ومولودهم يخلف ، في دهر يصرّف. أيامه ، تقلّب بأهلها كتقلّبها دهرها ، بينا أخوه في الرخاء إذا صار في البلاء ، وبينا هو في الزيادة إذا أدركه النقصان ، وبينا هو حر إذ أصبح قنّا [لا](٤) يدوم على حال ، بين مسرور بمولود ومحزون بمفقود ، فلو لا أن الحي يتلف لم يسعهم بلد ، ولو لا أن المولود يخلف لم يبق أحد.
قال معاوية : يا عبيد أخبرني عن المال أيّه أحسن في عينك؟ قال : أحسن المال في عيني ، وأنفعه غناء ، وأقل عناء وأجذاه على العامة عين (٥) خرارة في أرض خوّارة إذا استودعت أدّت ، وإذا استحلبتها درّت ، وأفعمت تعول ولا تعال.
قال معاوية : ثم ما ذا؟ قال : فرس في بطنها [فرس](٦) يتبعها فرس قد ارتبطت منها فرسا ، قال معاوية : فأي النعم أحبّ إليك؟ قال : النعم لغيرك يا أمير المؤمنين ، قال : لمن فلّاها بيده ، وباشرها بنفسه ، فقال معاوية : حدثني عن الذهب والفضة ، قال : حجران إن أخرجتهما نفذا ، وإن خزنتهما لم يزيدا ، قال معاوية : فأخبرني عن قيامك ، وقعودك ، وأكلك ،
__________________
(١) الأصل : أين.
(٢) سورة الإسراء ، الآية : ١٢.
(٣) الحذف محركة ، طائر ، أو بط صغار ، وغنم سود صغار ، حجازية أو جرشية بلا أذناب ولا آذان (القاموس المحيط).
(٤) زيادة للإيضاح عن معجم الأدباء.
(٥) إلى هنا ينتهي السقط من م.
(٦) الزيادة عن م ومعجم الأدباء.
وشربك ، ونومك وشهوتك للباه (١) ، قال : أما قيام فإن قمت فإنّ السماء تبعد ، وإن قعدت فالأرض تقرب ، وأما أكلي وشربي فإني إن جعت كلبت وإن شبعت بهرت (٢) ، وأما نومي فإن حضرت مجلسا حالفني ، وإن خلوت أطلب فارقني ، وأمّا الباءة فإن بذل لي عجزت ، فإن منعته غضبت.
قال معاوية : فأخبرني عن أعجب شيء رأيته ، اني نزلت بحيّ من قضاعة فخرجوا بجنازة رجل من عذرة يقال له حريث بن جبلة ، فخرجت معهم حتى إذا واروه (٣) انكبدت (٤) جانبا عن القوم وعيناي تذرفان ، ثم تمثّلت بأبيات شعر كنت رويتها قبل ذلك (٥) :
يا قلب إنّك في أسماء مغرور |
|
أذكر وهل ينفعك (٦) اليوم تذكير؟ |
قد بحت بالحبّ ما نخفيه من أحد |
|
[حتى](٧) جرت بك أطلاقا محاضير |
تبغي أمورا فما تدري أعاجلها |
|
خير لنفسك أم ما فيه تأخير |
فاستقدر الله خيرا وارضين به |
|
فبينما العسر إذ دارت مياسير |
وبينما المرء في الأحياء مغتبطا |
|
إذ صار في الرّمس (٨) تعفوه الأعاصير |
حتى كأن لم يكن إلّا تدكره |
|
والدهر أيتما حال دهارير |
يبكي الغريب عليه ليس يعرفه |
|
وذو قرابته في الحي مسرور |
وذاك آخر عهد من أخيك إذا |
|
ما المرء ضمّنه اللحد الخناشير |
الواحد : خنشير ، والجمع الخناشير (٩) ، وهم الذين يتبعون الجنازة.
فقال رجل إلى جانبي : يسمع (١٠) ما أقول : يا عبد الله من قائل هذه الأبيات؟ قلت :والذي أحلف به ما أدري ، قد رويتها منذ زمان ، قال : قائلها الذي دفنا آنفا ، وإنّ هذا ذو قرابته أسرّ الناس بموته ، وإنك للغريب الذي وصف يبكي [عليه](١١) ، فعجبت لما ذكر في شعره (١٢)
__________________
(١) الباه : الجماع.
(٢) بهرت من البهر وهو تتابع النّفس وضيق الصدر.
(٣) الأصل : رأوه ، والتصويب عن معجم الأدباء.
(٤) في معجم الأدباء : انتبذت.
(٥) الأبيات في معجم الأدباء ١٢ / ٧٦ ـ ٧٧ وبعضها في تاج العروس بتحقيقنا : دهر ، قال ابن بري : وهي لعثير بن لبيد العذري وقيل : عثير بن عبيد ، وقيل لأبي عيينة المهلبي.
(٦) معجم الأدباء : ينفعنك. (٧) الزيادة عن م ومعجم الأدباء.
(٨) الأصل : الدس ، والمثبت عن م ومعجم الأدباء.
(٩) في تاج العروس بتحقيقنا : خسر : الخناسير بالسين المهملة.
(١٠) الأصل وم : فسمع ، والمثبت عن معجم الأدباء.
(١١) الزيادة عن معجم الأدباء.
(١٢) عن م ومعجم الأدباء ، وبالأصل : شعرك.
وإليه صار إليه قوله كأنه كان ينظر إلى موضع قبره ، فقلت : «إنّ البلاء موكّل بالمنطق» (١)
أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم ، أنا رشأ بن نظيف ، أنا الحسن بن إسماعيل ، نا أحمد بن مروان ، نا أحمد بن عبّاد ، نا محمّد بن سعد ، قال : قال الواقدي :
قال معاوية بن أبي سفيان يوما لعبيد بن سرية الجرهمي : أخبرني بأعجب شيء ، فقال : إنّي نزلت بحيّ من قضاعة فخرجوا بجنازة رجل من بني عذر (٢) فقال له : حرمت وخرجت معهم حتى إذا واروه في حفرته تنحّيت جانبا عن القوم وعيناي تذرفان بالبكاء ، ثم تمثّلت بأبيات من الشعر كنت أرويها قبل ذلك بزمان طويل :
استقدر الله خيرا وارضينّ به |
|
فبينما العسر إذ دارت مياسير |
وبينما المرء في دنياه مغتبطا |
|
إذ صار في الرمس تعفوه (٣) الأعاصير |
يبكي الغريب عليه ليس يعرفه |
|
وذو قرابته في الحيّ مسرور |
قال : فأجابني رجل يسمع ما أقول ، فقال لي : يا عبد الله هل لك علم بقائل هذه الأبيات؟ قلت : لا والله ، إلّا أني أرويها منذ زمان ، فقال : والذي يحلف به إنّ قائلها لصاحبنا الذي دفنّاه آنفا الساعة ، وهو الذي يراه ذو قرابته أسرّ الناس بموته ، وأنت الغريب يبكي عليه كما وصف ، فعجبت لما ذكر في شعره والذي صار إليه من قوله كأنه ينظر إلى مكانه من جنازته ، فقلت : «إنّ البلاء موكّل بالمنطق» (٤) ، فذهبت مثلا.
قال : ونا أحمد بن مروان ، نا محمّد بن إسحاق ، نا مسلم بن إبراهيم ، نا الحسن بن أبي جعفر ، قال : سأل زياد عبيد بن سرية : أيّ المال أفضل؟ قال : عين خرّارة في أرض خوّارة تعول ولا تعال ، قال : ثم ذا؟ قال : فرس في بطنها فرس يتبعها فرس ، قال : فأين أنت عن الذهب والفضة؟ قال : حجران يحتكان بعضه ببعض إن أخذت منهما نفذ وإن تركتهما لم يزد ، قال : فأين أنت عن الإبل ، قال : هي لمن يباشرها بنفسه ، قال : صدقت.
٤٥٢٦ ـ عبيد بن سلمان الكلبي ثم الطّابخي (٥)
حدّث عن أبي ذرّ ، وأبي هريرة ، ومعاوية.
__________________
(١) مثل. انظر من قاله ومناسبته في مجمع الأمثال ١ / ١٧.
(٢) في م : عدي.
(٣) الأصل وم : بعفوه.
(٤) عن م وبالأصل : بالنطق.
(٥) أخباره في تهذيب الكمال ١٢ / ٣٠٢ وتهذيب التهذيب ٤ / ٤٥ وميزان الاعتدال ٣ / ١٩ الجرح والتعديل.
روى عنه ابنه البختري بن عبيد.
أخبرنا أبو القاسم تميم بن أبي سعيد (١) بن أبي العبّاس ، أنا أبو سعد الجنزرودي ، أنا الحاكم أبو أحمد الحافظ ، أنا محمّد بن مروان ـ وهو محمّد بن خريم ـ نا هشام بن عمّار ، نا البختري بن عبيد الطائي (٢) ، نا أبي ، عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «من حدّث عني حديثا هو لله عزوجل رضى فأنا قلته وإن لم أكن قلته» ، قالوا : يا رسول الله ولم؟ قال : «لأنه أرسلت» (٣) [٧٦٣٢].
وبه قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «اثنان خير من واحد ، وثلاثة خير من واحد ، وأربعة خير من ثلاثة ، فعليكم بالجماعة ، فإنّ يد الله على الجماعة ، ولم يجمع الله عزوجل أمتي إلّا على هدى ، واعلموا أن كلّ شاطن هوى في النار» [٧٦٣٣].
قال : ونا البختري بن عبيد ، نا أبي ، نا أبو هريرة قال : خرج رسول الله صلىاللهعليهوسلم على أهل القرآن وهم في المسجد فقال : «يا أهل القرآن ، يا أهل القرآن ، يا أهل القرآن ـ قال ثلاث مرات ـ إنّ الله عزوجل قد زادكم في صلاتكم صلاة» قالوا : وما هي يا رسول الله؟ قال : «الوتر» ، قال : فقال أعرابي : ما هي يا رسول الله ، قال : «أما إنها ليست عليك ولا على أصحابك ، إنّما هي على آل القرآن».
كذا قال الطّائي ، وإنما هو الطابخي.
أخبرنا أبو محمّد بن طاوس ، أنا أبو الغنائم بن أبي عثمان ، أنا أبو عمر بن مهدي ، أنا أبو بكر محمّد بن أحمد بن يعقوب بن شيبة ، نا جدي يعقوب ، قال : وروى بقية ، عن حمّاد أبي يحيى مجهول ، عن البختري الكلبي ، عن عبيد بن سلمان وهو معروف ، عن أبي ذرّ ، عن عمر ، عن النبي صلىاللهعليهوسلم ، حدّثنيه حاجب بن الوليد ، نا بقية بن الوليد ، نا حمّاد أبو يحيى السّكوني ، نا البختري الكلبي أنه سمع عبيد بن سلمان يحدّث عن أبي ذرّ أنه سمعه يقول :
إن عمر قال : يا أبا ذرّ آمن بالقدر خيّره وشرّه ، حلوه ومرّه ، فإنّي سمعت رسول الله صلىاللهعليهوسلم يقول :
__________________
(١) في م : سعد ، تصحيف ، قارن مع المشيخة ٣٥ / ب.
(٢) كذا بالأصل وم : الطائي؟ وسينبه المصنف في آخر الحديث إلى أنه : الطابخي.
(٣) كذا بالأصل وم ، وفي المختصر : لأني به أرسلت.
«كل شاطن (١) هوى في الإسلام في النار».
قرأت على أبي القاسم خلف بن إسماعيل بن أحمد ، عن عبد العزيز بن أحمد ، أنا مكي بن محمّد بن الغمر ، أنا أبو سليمان بن زبر ، نا أبي ـ أو قال : حدّثنا غيره ـ نا هشام بن عمّار ، نا البختري [بن](٢) عبيد أحد بني طابخة من (٣) كلب ، أخبرني أبي قال :
كنت عند معاوية جالس وعنده حسّان بن مالك بن بحدل ، فذكر معاوية تجار قريش إذ أقبل رجل من القطار (٤) على ناقة عليها رجل وعليه برنس ، فأقبل يمشي حتى أتى معاوية وهو جالس ، فسلّم ، فضم معاوية رجليه حتى بدت ركبتاه ، ثم جلس الرجل على الطّنفسة ، ثم أقبل عليه بالحديث ، فلما قام ليركب كشف البرنس ، فرأيت عليه قميص كتان قطري (٥) ، ورأيت أثر مسح زقاق الزيت على قميصه ، فقال له حسان بن مالك بن بحدل : ومن الذي شغلك حديثه؟ قال : رجل يرجو الخلافة من بعدي ، قال حسان : ما هذا (٦) الزيّات لذلك بأهل يا أمير المؤمنين ، قال : مهلا يا حسّان ، فإنّ هذا مروان بن الحكم.
أخبرنا أبو الحسين هبة الله بن الحسن ـ إذنا ـ وأبو عبد الله الحسين بن عبد الملك ـ مشافهة ـ قالا : أنا أبو القاسم بن منده ، أنا أبو علي ـ إجازة ـ.
قال : وأنا أبو طاهر بن سلمة ، أنا أبو الحسن الفأفاء ، قالا : أنا أبو محمّد بن أبي حاتم ، قال (٧) :
عبيد والد البختري (٨) بن عبيد ، روى عن أبي هريرة ، روى عنه ابنه البختري (٩) ، سمعت أبي يقول ذلك ، وسألته عنه ، فقال : مجهول.
__________________
(١) الشاطن : البعيد عن الحق.
(٢) زيادة لازمة للإيضاح.
(٣) عن م وبالأصل : بن.
(٤) القطار : من الإبل عدد منها بعضه خلف بعض على نسق واحد (اللسان).
(٥) البرود القطرية : هي برود حمر لها أعلام فيها بعض الخشونة (اللسان).
(٦) الأصل : هذه ، والمثبت عن م.
(٧) الجرح والتعديل ٦ / ٧ رقم ٣٧.
(٨) الجرح والتعديل : البحتري.
(٩) الجرح والتعديل : البحتري.
٤٥٢٧ ـ عبيد بن عبد الواحد بن شريك
أبو محمّد البغدادي البزّار (١)
رحل وسمع بدمشق هشام بن عمّار ، وسليمان بن عبد الرّحمن ، ودحيما (٢) ، وآدم (٣) بن أبي إياس ، ويعقوب بن كعب الحلبي ، وبمصر : سعيد بن أبي مريم ، ويحيى بن بكير ، وأحمد بن صالح.
روى عنه القاضي المحاملي ، وأبو عمرو بن السمّاك ، وأبو مزاحم موسى بن عبيد الله الخاقاني ، ومحمّد بن العباس بن نجيح ، ومكرم بن أحمد القاضي ، وعبد الصمد بن علي الطّستي ، وأبو بكر الشافعي ، و [أحمد بن سلمان] النّجّاد ، وموسى بن هارون الحمّال (٤) ، وأبو عوانة الإسفرايني ، وأحمد بن عبيد الصفار ، وأبو بكر أحمد بن إسحاق بن أيوب الضّبعي ، ومحمّد بن عبد الرّحمن بن الحسن الباطرقاني.
أخبرنا أبو القاسم بن الحصين ، أنا أبو طالب بن غيلان ، أنا أبو بكر الشافعي ، نا أبو محمّد عبيد بن عبد الواحد بن شريك البزّار ، نا نعيم بن حمّاد ، نا إبراهيم بن سعد ، عن أبيه ، عن عبد الله بن جعفر قال :
رأيت رسول الله صلىاللهعليهوسلم يأكل الرطب بالقثّاء [٧٦٣٤].
أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر ، أنا أبو بكر البيهقي ، أنا علي بن أحمد بن أحمد (٥) بن عبدان ، أنا أحمد بن عبيد ، أنا عبيد (٦) بن شريك ، نا نعيم بن حمّاد أبو عبد الله ـ بدمشق ـ نا علي بن أبي علي اللهبي ، نا محمّد بن المنكدر ، عن جابر بن عبد الله قال :
أمر رسول الله صلىاللهعليهوسلم باتّخاذ الديك الأبيض [٧٦٣٥].
قال البيهقي هذا بهذا الإسناد منكر ، تفرّد به اللهبي.
__________________
(١) أخباره في :
تاريخ بغداد ١١ / ٩٩ وسير أعلام النبلاء ١٣ / ٣٨٥ ولسان الميزان ٤ / ١٢٠ والمنتظم ٦ / ٨.
(٢) بعده في م : وأحمد بن [أبي] الحواري ، وأبا الجماهر [الكفرسوسي] ونعيم بن حماد ، ومحمد بن عبد العزيز الرملي.
(٣) الأصل : وأحمد ، والمثبت عن م وسير أعلام النبلاء.
(٤) في م : الجمال ، تصحيف.
(٥) كذا «بن أحمد» مكرر بالأصل ، ولم تكرر في م.
(٦) في م : عبيد الله.
أخبرنا أبو محمّد طاهر بن سهل ، نا أبو بكر الخطب ، أنا علي بن محمّد بن عبد الله المعدل ، نا عبد الصمد بن علي الطّستي ، نا عبيد بن عبد الواحد بن شريك البزار (١) ، نا هشام بن عمّار بن نصير السّلمي في سنة أربع وعشرين ومائتين ، نا الوليد بن مسلم ، قال :
الأوزاعي يقول :
لا بأس بإصلاح الخطأ واللّحن والتحريف في الحديث.
أنبأنا أبو جعفر محمّد بن أبي علي ، أنا أبو بكر الصّفّار ، أنا أحمد بن علي بن منجويه ، أنا أبو أحمد الحاكم [قال : أبو محمد عبيد بن عبد الواحد بن شريك البزار البغدادي سمع أبا الحسن آدم بن أبي إياس العسقلاني](٢) وأبا محمّد سعيد بن الحكم بن أبي مريم الجمحي ، روى عنه : أبو العبّاس محمّد بن إسحاق الثقفي ، وأبو بكر محمّد بن أحمد بن المستنير المصّيصي ، كنّاه لي علي بن محمّد بن سختويه.
أخبرنا أبو الحسن (٣) المالكي ، نا وأبو منصور محمّد بن عبد الملك ، أنا أبو بكر الخطيب (٤) ، أنا محمّد بن عبد الواحد الأكبر ، نا محمّد بن العباس قال : قرئ على ابن المنادي وأنا أسمع ، قال : وعبيد بن عبد الواحد بن شريك أبو محمّد البزّار (٥) أكثر الناس عنه ثم أصابه أذى تغير في آخر أيامه ، وكان على ذلك صدوقا.
أخبرنا أبو الحسن المالكي أيضا ، نا ـ وأبو منصور بن خيرون ، أنا أبو بكر الخطيب (٦) قال :
عبيد بن عبد الواحد شريك أبو محمّد البزّار (٧) ، حدّث عن آدم بن أبي إياس العسقلاني ، وسعيد بن أبي مريم ، ويحيى بن بكير المصريين ، ونعيم بن حمّاد المروزي ، وأبي الجماهر محمّد بن عثمان ، وسليمان بن عبد الرّحمن ، وهشام بن عمار الدمشقيين ، وعبد الرّحمن بن إبراهيم دحيم ، ويعقوب بن كعب الأنطاكي ، ومحمّد بن عبد العزيز الرملي ، روى عنه القاضي المحاملي ، وأبو مزاحم الخاقاني ، ومحمّد بن العباس بن نجيح ، وأبو عمرو بن السماك ، ومكرم بن أحمد القاضي ، وعبد الصمد الطّستي ، وأحمد بن سلمان
__________________
(١) في الأصل : «البزاز» تصحيف.
(٢) ما بين معكوفتين سقط من الأصل وأضيف عن م.
(٣) في م : أبو الحسن علي بن أحمد المالكي.
(٤) تاريخ بغداد ١١ / ١٠٠.
(٥) في الأصل : «البزاز» تصحيف.
(٦) تاريخ بغداد ١١ / ٩٩.
(٧) في الأصل : «البزاز» تصحيف.
النّجّاد ، وأبو بكر الشافعي ـ زاد ابن خيرون : و [قال](١) الدارقطني ـ هو صدوق.
قال (٢) : وأنا الأزهري ، أنا محمّد بن العباس ، نا أبو مزاحم موسى بن عبيد الله بن يحيى خاقان ، نا عبيد بن عبد الواحد بن شريك قال أبو مزاحم : ـ وكان أحد الثقات ولم أكتب عنه في نعير شيئا ـ.
أخبرنا أبو عبد الله الفراوي وغيره ، عن أبي بكر البيهقي ، أنا محمّد بن عبد الله الحافظ ، أنا (٣) أبو الحسن الدارقطني ، قال : عبيد بن عبد الواحد بن شريك البزار (٤) صدوق.
أخبرنا أبو الحسن بن قبيس ، نا ـ وأبو منصور بن خيرون ، أنا ـ أبو بكر الخطيب (٥) ، أنا محمّد بن أحمد بن رزق ، ومحمّد بن عمر النّرسي ، قالا : قال لنا أبو بكر الشافعي ، وتوفي عبيد بن شريك البزار (٦) في رجب سنة ثمان وثمانين ومائتين.
قال الخطيب : هذا خطأ والصواب ما أخبرنا ابن رزق ، أنا إسماعيل بن علي الخطبي ، قال : ومات أبو محمّد عبيد بن شريك البزار (٧) يوم الأحد لسبع مضين من رجب سنة خمسين وثمانين ومائتين ، ودفن عند قبر أحمد بن حنبل ، وصلّيت عليه ، ولم أكتب عنه شيئا.
قال الخطيب : وأنا محمّد بن عبد الواحد ، نا محمّد بن العباس قال : قرئ على ابن المنادي ـ وأنا أسمع ـ.
ح وحدّثنا السمسار ، أنا الصفار ، نا ابن قانع (٨) أن عبيد بن شريك مات في رجب من سنة خمس وثمانين ومائتين.
آخر الجزء الحادي والأربعين بعد الأربعمائة [من الفرع](٩).
٤٥٢٨ ـ عبيد بن قائد
حكى عن أبي العزيز صاحب أبي عبيد البسري.
__________________
(١) الزيادة عن م وتاريخ بغداد.
(٢) القائل أبو بكر الخطيب ، والخبر في تاريخ بغداد ١١ / ١٠٠.
(٣) من هنا إلى آخر الخبر سقط من م.
(٤) في الأصل : البزاز.
(٥) تاريخ بغداد ١١ / ١٠٠.
(٦) في الأصل : البزاز.
(٧) في الأصل : البزاز.
(٨) الأصل : «ابن نافع» تصحيف والتصويب عن م وتاريخ بغداد.
(٩) الزيادة عن م.
حكى عنه أبو (١) يعقوب إسحاق بن إبراهيم الأذرعي.
أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني ـ شفاها ـ عن الحسين بن أحمد [بن أبي حويصة ، أنا عبد الوهاب بن عبد الله بن عمر المري حدثنا أبو القاسم الفضل بن جعفر بن محمد](٢) المؤذن ، نا أبو يعقوب الأذرعي ، نا عبيد بن قائد قال : قال أبو العزيز مررت بأبي عبيد البسري خارجا من المدينة ومعه جمل له قد مات ، وإذا هو وامرأته جلوس عند الجمل ، فقلت : عزّ علي يا أبا عبيد ، فبينا أنا وهو كذلك إذا برجل قد جاء بجمل يهدر فقال : يا أبا عبيد اركب ، وأركب المرأة ، وتركنا ومضى.
٤٥٢٩ ـ عبيد بن القاسم بن صبية ، ويقال :
محمّد بن القاسم ابن صبية
أبو طالب المكي مولى بني بكر من كنانة
ويقال : مولى بني ليث الحجازي المعروف بالأبحر
لقب غلب على اسمه ، فلم يكن يعرف إلّا بلقبه.
وفد على الوليد بن عبد الملك ، وقد ذكرت وفوده في ترجمة أشعب.
٤٥٣٠ ـ عبيد بن كعب النّميري
من أهل العراق.
وفد على معاوية وسأله عن زياد في الكتاب الذي أخبرنا ببعضه أبو بكر اللفتواني ، أنا أبو عمرو (٣) بن منده ، أنا الحسن بن محمّد بن يوه ، أنا أحمد بن محمّد بن عمر ، أنا أبو بكر بن أبي الدنيا ، أخبرني أبو عبد الله القرشي ، عن علي بن محمّد ، عن مسلمة بن محارب قال
وفد عبيد بن كعب النّميري إلى معاوية ، فقال له معاوية : أخبرني عن زياد ، من يستعمل؟ [قال : يستعمل](٤) على الخير والأمانة دون الهوى ، ويعاقب فلا يعدو بالذنب قدره ، ويسمر ويحب السمر ، يستحكم (٥) بحديث الليل تدبير النهار ، قال : أحسن ، إن التثقيل
__________________
(١) الأصل وم : «ابن» تصحيف ، ترجمته في سير أعلام النبلاء ١٥ / ٤٧٨.
(٢) ما بين معكوفتين سقط من الأصل وأضيف عن م.
(٣) عن م وبالأصل : عمر.
(٤) ما بين معكوفتين زيادة للإيضاح عن المختصر ١٦ / ١٤.
(٥) من قوله : قال : يستعمل إلى هنا سقط من م.
على القلب مضرّة بالرأي ، فكيف رأيه في حقوق النّاس؟ قال : يأخذ ما له عفوا ، ويعطي ما عليه عفوا ، قال : فكيف عطاياه؟ قال : يعطي حتى يقال جواد ، ويمنع حتى يبخّل ، فقال معاوية : إنّ العذل لضيق وفي البذل عوض (١) من العدل ، قال : فكيف الشفاعة عنده؟ قال : ليس فيها مطمع ، ما أراد من خير جعله لك أو له.
قرأت على أبي الوفاء حفاظ بن الحسن بن الحسين ، عن عبد العزيز بن أحمد ، أنا عبد الوهاب الميداني ، أنا أبو سليمان بن زبر ، أنا عبد الله بن أحمد بن جعفر ، أنا محمّد بن جرير (٢) ، حدّثني الحارث بن محمّد ، عن مسلمة ـ يعني : بن محارب الزيادي ـ قال :
لما أراد معاوية أن يبايع ليزيد كتب إلى زياد يستشيره ، فبعث زياد إلى عبيد بن كعب النّميري فقال : إنّ لكل مستشير ثقة ، ولكلّ سرّ مستودع ، وإنّ الناس قد أبدعت (٣) بهم خصلتان : إضاعة (٤) السر ، وإخراج النصيحة ، وليس موضع السر إلّا أحد الرجلين : رجل آخرة يرجو ثوابا ، ورجل دنيا له شرف في نفسه ، وعقل يصون حسبه ، وقد عجمتها منك ، فأحمدت الذي قبلك ، وقد دعوتك لأمر اتّهمت عليه بطون الصحف ، إن أمير المؤمنين كتب إليّ يزعم أنه قد أجمع على بيعة يزيد ، وهو يتخوّف نفرة الناس ، ويرجو مطابقتهم ويستشيرني ، وعلاقة أمر الإسلام ، وضمانه عظيم ، ويزيد صاحب رسلة (٥) وتهاون مع ما قد أولع به من الصيد ، فالق أمير المؤمنين مؤديا عني ، فأخبره عن فعلات يزيد ، فقال له : رويدك بالأمر ، فأقمن أن يتم لك ما تريد ، ولا تعجل ، فإنّ دركا في تأخير خير من تعجيل عاقبته الفوت ، فقال عبيد : أفلا أغير هذا؟ قال : ما هو؟ قال : لا يفسد على معاوية رأيه ، ولا تمقّت إليه ابنا ، وألقى أنا يزيد سرا من معاوية ، فأخبره عنك أنّ أمير المؤمنين كتب إليك يستشيرك في بيعته ، وأنك تخوفت خلاف الناس لهنات ينقمونها عليه ، وإنّك ترى له ترك ما ينقم عليه ، فيستحكم بأمير المؤمنين الحجة على الناس ، وسهل لك ما تريد ، فتكون قد نصحت ليزيد ، وأرضيت أمير المؤمنين ، وسلمت مما يخاف من علاقة أمر الأمة ، فقال زياد : لقد رميت الأمر بحجره ، أشخص على بركة الله ، فإن أصبت فما لا ينكر إن يكن خطأ فغير مستغش ، وأبعد بك إن شاء الله من الخطأ ، قال : تقول بما ترى ويقضي الله بغيب ما يعلم ، فقدم على يزيد فذاكره
__________________
(١) الأصل وم : عرض ، والتصويب عن المختصر ١٦ / ٤١.
(٢) الخبر في تاريخ الطبري ٥ / ٣٠٢ حوادث سنة ٥٦.
(٣) أبدعت بهم خصلتان : أي أضرّ بهم.
(٤) في تاريخ الطبري : إذاعة السرّ.
(٥) أي كسل.
ذلك وكتب زياد إلى معاوية يأمره بالتؤدة ، وألا يعجل ، فقبل ذلك معاوية ، وكفّ يزيد عن كثير مما كان يصنع ، ثم قدم عبيد على زياد فأقطعه قطيعة.
٤٥٣١ ـ عبيد بن محمّد بن يحيى بن حمزة
ابن واقد الحضرمي البتلهي (١)
روى عن أبيه ، وأبي الجماهر ، وسليمان بن عبد الرّحمن.
روى عنه أبو الحسن بن جوصا ، وأبو الميمون بن راشد ، وأبو إسحاق بن سنان ، ومحمّد بن بكّار القاضي البتلهي ، وابنه أبو الفضل أحمد بن عبيد بن محمّد ، وأبو بكر عبد الرّحمن بن محمّد بن الدّرفس (٢).
أخبرنا أبو الحسن علي بن الحسن الموازيني ، أنا أبو القاسم بن الفرات ، أنا عبد الوهاب الكلابي ، أنا أبو الحسن بن جوصا ، حدّثني أحمد بن محمّد بن يحيى ، وعبيد بن محمّد ، قالا : نا أبي ، عن أبيه ، قال : ونا محمّد بن الوليد الزبيري مع أبي عمرو الأوزاعي ، عن الزهري ، عن أبي سلمة ، عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم :
«ما من بني آدم من مولود يولد إلّا يمسّه الشيطان حين يولد فيستهلّ صارخا من مسّه إلّا مريم وابنها» [٧٦٣٦] ، ثم يقول أبو هريرة حين يحدّث بهذا الحديث واقرءوا إن شئتم (إِذْ قالَتِ امْرَأَتُ عِمْرانَ) إلى قوله : (حَسَناً)(٣).
قال : وحدّثني به أحمد بن محمّد مرة أخرى من أصل كتابه ، فقال : حدّثني محمّد بن الوليد الزّبيدي (٤) ، وأبي عمرو الأوزاعي ، عن الزهري ، عن أبي سلمة ، عن أبي هريرة أن رسول الله صلىاللهعليهوسلم قال مثل ذلك.
قرأت على أبي محمّد السّلمي ، عن أبي محمّد التميمي ، أنا مكي بن محمّد ، أنا أبو سليمان بن زبر ، قال : قال الطحاوي : فيها ـ يعني سنة ثمانين ومائتين ـ مات عبيد بن محمّد بن يحيى بن حمزة.
٤٥٣٢ ـ عبيد بن الوليد
هو عبد العزيز بن الوليد ، وقد تقدّم ذكره.
__________________
(١) البتلهي بفتح الباء والتاء فوقها نقطتان وتسكين اللام ثم بالهاء نسبة إلى بيت لهيا ، من أعمال دمشق (اللباب).
(٢) «بن الدرفس» عن م ومكانها بالأصل : الدرفيس.
(٣) سورة آل عمران ، الآية : ٣٧.
(٤) ترجمته في سير أعلام النبلاء ٦ / ٢٨١.
٤٥٣٣ ـ عبيد بن وهب ـ ويقال : عبد الله [بن](١) وهب ،
ويقال عبد الله بن هانئ ـ
أبو عامر الأشعري (٢)
له صحبة.
روى عن النبي صلىاللهعليهوسلم.
روى عنه ابنه عامر بن أبي عامر ، وأبو اليسر كعب بن عمرو ، وعبد الرّحمن بن غنم.
وشهد مؤتة مع جعفر وزيد ، ثم استشهد يوم أوطاس (٣).
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا أبو الحسين بن النقور ، أنا عيسى بن علي ، أنا عبد الله بن محمّد ، نا يعقوب بن إبراهيم الدورقي ، وعلي بن مسلم ، وأحمد بن محمّد القطان ـ واللفظ ليعقوب ـ نا وهب بن جرير ، نا أبي قال : سمعت عبد الله بن مالك الأشعري يحدث عن نمير بن أوس ، عن مالك بن مسروح ، عن عامر بن أبي عامر الأشعري ، عن أبيه أبي عامر عن النبي صلىاللهعليهوسلم قال :
«نعم الحيّ الأسد والأشعريون لا يفرّون في القتال ولا يغلّون ، هم منّي وأنا منهم» ، قال عامر : فحدّثت به معاوية ، فقال : ليس هكذا ، قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم قال : «هم مني وإليّ» فقلت [ليس](٤) هكذا حدّثني أبي ، ولكنه حدّثني عن النبي صلىاللهعليهوسلم أنه قال : «هم مني وأنا منهم» [قال](٥) فأنت أعلم بحديث أبيك [٧٦٣٧].
أخبرنا أبو الحسن (٦) عبد الرّحمن بن عبد الله بن الحسن ، أنا جدي أبو عبد الله بن أبي الحديد ، أنا أبو الحسن علي بن الحسن الرّبعي ، أنا أبو الفرج العباس بن محمّد بن حبان ، أنا أبو الحسن محمّد بن أحمد بن عمارة العطار ، نا أبو عبد الله الحسين بن علي بن الأسود العجلي ، نا أبو أسامة ، نا أبو حمزة ـ يعني الثّمالي ـ نا سالم بن
__________________
(١) الزيادة عن م.
(٢) انظر أخباره في :
أسد الغابة ٣ / ٤٤٥ والإصابة ٢ / ٤٤٧ والاستيعاب ٢ / ٤٣٨ (هامش الإصابة) ، تقريب التهذيب ٢ / ٤٤٣ وانظر الاستيعاب ٤ / ١٣٥ (باب الكنى) وأسد الغابة (باب الكنى) وانظر تاريخ الإسلام (المغازي) ص ٥٨٧ وطبقات خليفة ص ١٢٧ رقم ٤٦١.
(٣) أوطاس : واد في ديار هوازن (معجم البلدان).
(٤) الزيادة عن م.
(٥) الزيادة عن م.
(٦) الأصل : الحسين ، تصحيف ، والمثبت عن م ، قارن مع المشيخة ١٠٧ / أ.
أبي الجعد قال : قال قال أبو اليسر الأنصاري.
كنت جالسا عند النبي صلىاللهعليهوسلم فأتاه أبو عامر الأشعري فقال : يا رسول الله ، بعثتني في كذا وكذا ، فلمّا أتيت مؤتة ، وصفّ القوم ، ركب جعفر فرسه ، ولبس الدرع ، وأخذ اللواء ، فمشى (١) قدما حتى رأى القوم ، فنزل ثم قال : من يبلغ هذا الفرس صاحبه؟ فقال رجل : أنا ، قال : فبعث به ، قال : ثم نزع درعه فقال : من يبلغ هذا الدرع صاحبها؟ فقال رجل : أنا ، قال : فبعث بها ، قال : ثم تقدم فضرب بسيفه حتى قتل ، قال : فتحجرت عينا رسول الله صلىاللهعليهوسلم دموعا ، فصلّى بنا الظهر ولم يكلمنا ، قال : ثم أقيمت العصر ، فخرج فصلّى ثم دخل ولم يكلّمنا ، قال : وفعل ذلك في المغرب والعشاء يدخل ولا يكلّمنا ، قال : وكان إذا صلّى أقبل علينا بوجهه ، فخرج علينا قبل الفجر في ساعة كان يخرج فيها ، وأنا وأبو عامر الأشعري جلوس ، فجلس شيئا فقال : «ألا أحدثكم عن رؤيا رأيتها ، أدخلت الجنة فرأيت جعفرا ذا جناحين مضرّجا بالدماء وزيدا مقابله ، وابن رواحة معهم كأنّه معرض عنهم ، وسأخبركم عن ذلك ، إنّ جعفرا حين تقدم فرأى القتل لم يصرف وجهه ، وزيدا كذلك ، وابن رواحة صرف وجهه» [٧٦٣٨].
رواه كاتب الواقدي عن بكر بن عبد الرّحمن قاضي الكوفة ، عن عيسى بن المختار ، عن محمّد بن عبد الرّحمن بن أبي ليلى ، عن سالم بن أبي الجعد ، عن أبي اليسر.
أخبرنا أبو البركات الأنماطي ، أنا ثابت بن بندار البقّال ، أنا محمّد بن علي الواسطي ، أنا محمّد بن أحمد بن محمّد البابسيري ، أنا الأحوص بن المفضّل بن غسّان الغلّابي ، نا أبي قال : سمعت يحيى بن معين يقول : أبو عامر الأشعري اسمه عبد الله بن هانئ.
أخبرنا أبو البركات الأنماطي ، وأبو العزّ الكيلي ، قالا : أنا أبو طاهر أحمد بن الحسن ـ زاد الأنماطي وأبو الفضل أحمد بن الحسن قالا : أنا محمّد بن أحمد بن إسحاق ، أنا أبو حفص عمر بن أحمد الأهوازي ، نا خليفة بن خياط قال (٢) :
أبو عامر الأشعري من ساكني الشام ، روى «نعم الحي الأسد والأشعريون» [٧٦٣٩].
اسم أبي عامر عبد الله بن هانئ ، ويقال : ابن وهب [ويقال : عبيد بن وهب](٣).
أخبرنا (٤) أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا عمر بن عبيد الله ، أنا عبد الواحد بن محمّد ، أنا
__________________
(١) الأصل : «فشا» وفي م : فثا وفوقها ضبة ، والمثبت عن المختصر ١٦ / ٤٣.
(٢) طبقات خليفة بن خيّاط ص ١٢٧ رقم ٤٦١.
(٣) الزيادة عن م وطبقات خليفة.
(٤) الخبر التالي سقط من م.
الحسن بن محمّد بن إسحاق ، نا إسماعيل بن إسحاق بن إسماعيل ، قال : سمعت علي بن المديني قال :
اسم أبي عامر الأشعري ابن عبيد بن وهب.
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي أيضا ، أنا أبو الفضل بن البقّال ، أنا علي بن أحمد بن عمر ، أنا إبراهيم بن أحمد القرميسيني ، نا إبراهيم بن أبي أميّة الطرسوسي ، قال : سمعت نوح بن حبيب يقول :
اسم أبي عامر الأشعري عبيد بن وهب ، حدّثنا معلّى بن جرير عن أبيه ، عن عبد الله بن مالك الأشعري.
أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي ، أنا الحسن بن علي ، أنا أبو (١) عمر بن حيوية ، أنا أحمد بن معروف ، نا الحسين بن الفهم ، نا محمّد بن سعد (٢) قال في الطبقة الثانية (٣).
من الأشعريين وهم بنو الأشعر واسمه (٤) : نبت أدد بن زيد بن يشجب بن عريب زيد بن كهلان بن سبأ بن يشجب بن يعرب بن قحطان : أبو عامر الأشعري وكان ممن قدم من الأشعريين على النبي صلىاللهعليهوسلم فأسلم (٥) ، وشهد معه فتح مكة ، وحنينا ، وبعثه رسول الله صلىاللهعليهوسلم يوم حنين في آثار من توجه إلى أوطاس من المشركين.
أخبرنا أبو محمّد بن الآبنوسي ، ثم حدّثنا أبو الفضل بن ناصر عنه ، أنا أبو محمّد الجوهري ، أنا أبو الحسن بن المظفر ، أنا أبو علي المدائني ، أنا أبو بكر بن البرقي ، قال :
ومن الأشعريين ـ قال ابن هشام : أشعر ابن نبت بن أدد بن زيد بن مهسع (٦) بن عمرو بن عريب بن يشجب بن زيد بن كهلان بن سبأ.
قال : ويقال : أشعر بن أدد ، ويقال : أشعر مالك ، ومالك مذحج بن أدد ـ أبو عامر الأشعري ، واسمه عبد الله بن هانئ ، ويقال : عبيد بن وهب ، له حديث.
وقال في موضع آخر : أبو عامر الأشعري ، حليف بني تميم ، وجدت اسمه عبيد بن هانئ بن كريز بن هانئ بن ربيعة بن عامر بن كرز بن وائل بن ناجية بن الحسل بن
__________________
(١) سقطت : «أبو» من م.
(٢) طبقات ابن سعد ٤ / ٣٥٧.
(٣) في م : الطبقة الثالثة.
(٤) بالأصل : وهم ، والتصويب عن م وابن سعد.
(٥) اللفظة غير موجودة عند ابن سعد.
(٦) كذا رسمها بالأصل وم.
الجماهر بن أشعر حليف أبي بكر الصدّيق ، له حديثان.
أخبرنا أبو الغنائم محمّد بن علي ، ثم حدّثنا أبو الفضل ابن ناصر ، أنا أحمد بن الحسن ، والمبارك بن عبد الجبار ، ومحمّد بن علي ـ واللفظ له ـ قالوا : أنا أبو أحمد ـ زاد أحمد : وأبو الحسين الأصبهاني قالا : أنا أحمد بن عبدان ، أنا محمّد بن سهل ، أنا محمّد بن إسماعيل قال (١) :
عبيد بن وهب أبو عامر الأشعري ، له صحبة.
أنبأنا أبو عبد الله الخلّال ، أنا أبو القاسم العبدي ، أنا أحمد ـ إجازة ـ.
وأنا أبو طاهر ، أنا أبو الحسن قالا : أنا أبو محمّد بن أبي حاتم قال (٢) :
عبيد بن وهب أبو عامر الأشعري ، له صحبة ، قتل على عهد رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، قتله دريد بن الصّمّة ، روى عنه ابنه عامر بن أبي عامر ، سمعت أبي يقول ذلك.
أخبرنا أبو بكر محمّد بن العبّاس ، أنا أحمد بن منصور بن خلف ، أنا أبو سعيد بن حمدون ، أنا مكي بن عبدان قال : سمعت مسلم بن الحجاج يقول :
أبو عامر عبيد بن وهب الأشعري عم أبي موسى ، له صحبة.
قرأت على أبي الفضل بن ناصر ، عن جعفر بن يحيى ، أنا أبو نصر الوائلي ، أنا الخصيب بن عبد الله ، أخبرني عبد الكريم بن أبي عبد الرّحمن ، أخبرني أبي عبد الرّحمن ، أخبرني أبي قال :
أبو عامر عبيد بن وهب ، أنا إسحاق بن إبراهيم ، أنا وهب بن جرير ، نا أبي ، عن عبد الله بن ملاذ قال : اسم أبي عامر عبيد بن وهب.
أخبرنا أبو محمد (٣) بن الأكفاني ، نا عبد العزيز الكتاني ، أنا أبو القاسم تمام بن محمّد ، أنا أبو عبد الله الكندي ، نا أبو زرعة قال :
ولعامر بن أبي عامر عن أبيه بالشام حديث ، واسم أبي عامر عبيد الأشعري ، سمعته من أبي سعيد ـ يعني دحيما ـ عن الوليد بن مسلم.
أخبرنا أبو غالب أحمد بن الحسن ، أنا محمّد بن أحمد الصّيرفي ، أنا عبد الله بن
__________________
(١) التاريخ الكبير ٣ / ١ / ٤٤٠.
(٢) الجرح والتعديل ٦ / ٤.
(٣) «أبو محمد» مطموس بالأصل ، والمثبت عن م ، والسند معروف.
عتّاب ، أنا أحمد بن عمير ـ إجازة ـ.
ح وأخبرنا أبو القاسم بن السّوسي ، أنا أبو عبد الله بن أبي الحديد ، أنا أبو الحسن الرّبعي ، أنا عبد الوهاب الكلابي ، أنا أحمد بن عمير ـ قراءة ـ.
قال : سمعت أبا الحسن بن سميع يقول : أبو عامر الأشعري واسمه عبيد ، قتل يوم حنين.
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا أبو الحسين بن النّقّور ، أنا عيسى بن علي ، أنا عبد الله بن محمّد البغوي ، قال :
أبو عامر الأشعري بلغني اسم أبي عامر عبيد بن وهب سكن الشام ، وروى عن النبي صلىاللهعليهوسلم أحاديث.
أخبرنا أبو الفتح نصر الله بن محمّد ، أنا نصر بن إبراهيم ـ قراءة ـ أنا سليم بن أيوب ، أنا طاهر بن محمّد بن سليمان ، نا علي بن إبراهيم بن أحمد ، نا يزيد بن محمّد بن إياس قال : سمعت محمّد بن أحمد المقدّمي يقول :
أبو موسى الأشعري عبد الله بن قيس ، وأخوه لأمه أبو عامر الأشعري ، اسمه عبيد بن وهب.
أخبرنا أبو جعفر محمّد بن أبي علي ، أنا أبو بكر الصّفّار ، أنا أحمد بن علي بن منجويه ، أنا أبو أحمد الحاكم قال :
أبو عامر الأشعري عبد الله بن هانئ ، ويقال : ابن وهب ، ويقال عبيد بن وهب ، وهذا غير عبيد بن حضّار أبي عامر الأشعري عم أبي موسى الأشعري ، له صحبة من النبي صلىاللهعليهوسلم ، روى عنه : «نعم [الحي](١) الأسد (٢) والأشعرون» [٧٦٤٠].
حديثه غير حديثه ، قتل ذاك في أيام حنين ، وقبل وفاة النبي صلىاللهعليهوسلم بأقل من سنتين ، ويقال : مات هذا في خلافة عبد الملك (٣).
والأشعريون هم ولد أشعر ، واسمه نبت بن أدد بن زيد بن يشجب بن عريب بن زيد بن كهلان بن سبأ.
__________________
(١) سقطت من الأصل وم ، أضيفت للإيضاح عن أسد الغابة والرواية السابقة للحديث.
(٢) يقال إن الأسد هم الأزد ، وقد جاءت في أسد الغابة : الأزد.
(٣) راجع ما جاء حول هذا الشأن في أسد الغابة ٣ / ٤٤٥ والإصابة ٢ / ٤٤٧.
أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد ، أنا شجاع بن علي ، أنا أبو عبد الله بن منده ، قال :
عبيد بن وهب أبو عامر الأشعري ، سمّاه النبي صلىاللهعليهوسلم عبيدا ، روى عنه ابنه عامر ، وأبو موسى الأشعري.
أخبرنا أبو علي الحداد قال : قال لنا أبو نعيم الحافظ :
عبيد بن وهب أبو عامر الأشعري استشهد بأوطاس يوم حنين مع رسول الله صلىاللهعليهوسلم لما بعثه إلى أوطاس ، قتله دريد بن الصّمّة (١) ، واستغفر رسول الله صلىاللهعليهوسلم لأبي عامر ودعا له ، روى عنه أبو موسى ، وابنه عامر بن أبي عامر.
أخبرنا أبو طالب بن أبي عقيل ، أنا أبو الحسن الخلعي ، أنا أبو محمّد بن النحاس ، أنا أبو سعيد بن الأعرابي أنا أبو قلابة ، حدّثني محمّد بن عبد الله الخزاعي ، حدّثنا حمّاد بن سلمة ، عن عاصم بن بهدلة ، عن أبي وائل ، عن أبي موسى الأشعري قال : سمعت رسول الله صلىاللهعليهوسلم يقول :
«اللهم اجعل عبيدا ـ أبا عامر ـ فوق أكثر الناس يوم القيامة» [٧٦٤١].
قال : وقتل أبو موسى قاتل أبي عامر.
أخبرنا أبو القاسم بن الحصين ، أنا أبو علي بن المذهب ، أنا أحمد بن جعفر ، أخبرنا عبد الله بن أحمد ، حدّثني أبي (٢) ، نا أبو عبد الرّحمن مؤمل (٣) ، نا حمّاد بن سلمة ، أخبرنا عاصم ، عن أبي وائل ، عن أبي موسى قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «اللهم اجعل عبيدا أبا عامر فوق أكثر الناس يوم القيامة» ، قال : فقتل عبيد يوم أوطاس ، وقتل أبو موسى قاتل عبيد ، قال أبو وائل : أرجو أن لا يجمع الله بين قاتل عبيد وبين أبي موسى في النار [٧٦٤٢].
أخبرنا أبو سهل محمّد بن إبراهيم ، أنا أبو الفضل الرازي ، أنا جعفر بن عبد الله ، أخبرنا محمّد بن هارون ، أخبرنا محمّد بن إسحاق ، أخبرنا أبو هشام المخزومي ، أخبرنا
__________________
(١) وذكر ابن إسحاق أن سلمة بن دريد هو الذي رمى أبا عامر الأشعري بسهم ، فأصاب ركبته فقتله (سيرة ابن هشام) ٤ / ٩٧.
وقال ابن عبد البر في الاستيعاب ٢ / ٤٣٨ يقال قتله : دريد بن الصمة ، ولا يصح ، وفيه ٤ / ١٣٥ رماه رجل من بني جشم بسهم فأثبته في ركبته. ورجح أبو عمر الرواية الأولى.
(٢) مسند أحمد بن حنبل ٧ / ١٦٤ رقم ١٧٩١٣.
(٣) الأصل وم : موصلي ، والمثبت عن المسند.
حمّاد بن سلمة ، عن عاصم بن بهدلة ، عن أبي وائل ، عن أبي موسى أن النبي صلىاللهعليهوسلم قال : «اللهم اجعل عبيدا أبا عامر فوق أكثر الناس يوم القيامة» ، قال : فقتل يوم أوطاس ، قال : فقتل أبو موسى قاتله ، قال : فقال أبو وائل : إنّي لأرجو أن [لا](١) يجمع الله أبا موسى وقاتل أبي عامر في النار.
أخبرتنا أم البهاء فاطمة بنت محمّد ، قالت : أنا أبو طاهر أحمد بن محمود ، أنا أبو بكر محمّد بن إبراهيم ، أنا أبو الطيب محمّد بن جعفر الزّرّاد ، أخبرنا عبيد الله بن سعد الزهري ، أخبرنا أحمد ـ هو ابن حنبل ـ قال : سئل سفيان : هل بعد هجرة؟ قال : لا ، قيل : فالأشعريين؟ قال : أصحاب السفينة كانوا أربعين من الأشعريين ، وقيل له : كان أبو موسى معهم ، قال : فيما أعلم كان أبو عامر وابنه ـ يعني معهم ـ.
أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد ، أنا شجاع بن علي ، أنا أبو عبد الله بن منده ، أنا محمّد بن الحسن النيسابوري ، أخبرنا عبد الله بن محمّد بن شاكر ، أخبرنا أبو أسامة حمّاد بن أسامة ، عن يزيد بن عبد الله ، عن أبي بردة ، عن أبي موسى أن النبي صلىاللهعليهوسلم قال :
«اللهم اغفر لعبيد أبي عامر» [٧٦٤٣].
هذا مختصر من حديث.
أخبرناه بطوله أبو بكر محمّد بن شجاع ، أنا سهل بن عبد الله ، وسليمان بن إبراهيم بن محمّد ، وأحمد بن عبد الرّحمن ، وعبد الرّحمن بن محمّد بن أحمد ، وكريمة بنت أحمد الكردية.
ح وأخبرنا أبو محمّد بن طاوس ، أخبرنا سليمان بن إبراهيم ، وأبو منصور السّمسار.
وأخبرنا أبو الفتوح محمّد بن أحمد بن محمّد التاجر ، وأبو إسحاق إبراهيم بن أبي نصر بن أبي بكر ، قالا : أنا أبو نصر السمسار.
قالوا : أنا أبو عبد الله محمّد بن إبراهيم بن جعفر اليزدي ، أنا أبو طاهر محمّد بن الحسن النيسابوري ، أخبرنا أبو البختري عبد الله بن محمّد بن شاكر ، نا أبو أسامة حمّاد بن أسامة ، نا بريد (٢) بن عبد الله بن أبي بردة ، عن أبي بردة ، عن أبي موسى الأشعري قال :
__________________
(١) الزيادة لازمة للإيضاح عن م.
(٢) الأصل والاستيعاب : يزيد ، تصحيف ، والمثبت عن م.