تاريخ مدينة دمشق - ج ٣٨

أبي القاسم علي بن الحسن ابن هبة الله بن عبد الله الشافعي [ ابن عساكر ]

تاريخ مدينة دمشق - ج ٣٨

المؤلف:

أبي القاسم علي بن الحسن ابن هبة الله بن عبد الله الشافعي [ ابن عساكر ]


المحقق: علي شيري
الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع
الطبعة: ٠
الصفحات: ٤٦٢
الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤ الجزء ١٥ الجزء ١٦ الجزء ١٧ الجزء ١٨ الجزء ١٩ الجزء ٢٠ الجزء ٢١ الجزء ٢٢ الجزء ٢٣ الجزء ٢٤ الجزء ٢٥ الجزء ٢٦ الجزء ٢٧ الجزء ٢٨ الجزء ٢٩ الجزء ٣٠ الجزء ٣١ الجزء ٣٢ الجزء ٣٣ الجزء ٣٤ الجزء ٣٥ الجزء ٣٦ الجزء ٣٧ الجزء ٣٨ الجزء ٣٩ الجزء ٤٠ الجزء ٤١ الجزء ٤٢ الجزء ٤٣ الجزء ٤٤ الجزء ٤٥ الجزء ٤٦ الجزء ٤٧ الجزء ٤٨ الجزء ٤٩ الجزء ٥٠ الجزء ٥١ الجزء ٥٢ الجزء ٥٣ الجزء ٥٤ الجزء ٥٥ الجزء ٥٦ الجزء ٥٧ الجزء ٥٨ الجزء ٥٩ الجزء ٦٠ الجزء ٦١ الجزء ٦٢ الجزء ٦٣ الجزء ٦٤ الجزء ٦٥ الجزء ٦٦ الجزء ٦٧ الجزء ٦٨ الجزء ٦٩ الجزء ٧٠ الجزء ٧١ الجزء ٧٢ الجزء ٧٣ الجزء ٧٤ الجزء ٧٥ الجزء ٧٦ الجزء ٧٧ الجزء ٧٨ الجزء ٧٩ الجزء ٨٠

[ذكر من اسمه](١) عتيبة (٢)

٤٥٦٨ ـ عتيبة (٣) بن عبد العزّى أبي (٤) لهب

ابن عبد المطّلب شيبة بن هاشم بن (٥) عبد مناف

ابن قصي بن كلاب بن مرّة بن كعب بن لؤي بن غالب

أبو واسع الهاشمي

ابن عمّ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم.

زوّجه رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم قبل أن يوحى إليه بابنته أم كلثوم فلم يبن بها حتى أوحي إليه ، وأنزل في أبوي عتيبة سورة : «تبّت» ففارقها ، وأمّه أم جميل بنت حرب بن أمية بن عبد شمس.

وقدم الزرقاء (٦) من عمل دمشق ، فأكله بها الأسد بدعوة رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، له شعر وذكر.

أخبرنا أبو الفتح نصر الله بن محمّد الفقيه ، نا نصر بن إبراهيم ، قال : كتب إليّ أبو رجاء هبة الله بن محمّد بن علي الشيرازي أن أبا العباس إسماعيل بن عبد الرّحمن بن عمر بن النحاس البزّاز أخبرهم أنا أبو الحسين علي بن عبد الله بن الفضل بن العباس بن محمّد البغدادي ، نا أبو عيسى أحمد بن محمّد بن الفراء ، نا محمّد بن حميد ، نا سلمة بن الفضل ،

__________________

(١) زيادة لازمة منا.

(٢) في م : عتبة في الموضعين ، تصحيف.

(٣) في م : عتبة في الموضعين ، تصحيف.

(٤) الأصل وم : بن أبي لهب ، خطأ ، والصواب حذف «بن» وأبو لهب هو عبد العزى ، وأبو لهب كنيته ، راجع جمهرة ابن حزم ص ٧٢.

ولهب ضبطت أيضا بفتح فسكون وبها قرئت في قوله تعالى (تَبَّتْ يَدا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَ) وهي قراءة ابن محيصن وابن كثير ، راجع تفسير ابن حيان ٨ / ٥٢٥.

(٥) أقحم بعدها بالأصل : «عمرو بن».

(٦) الزرقاء : موضع بالشام بناحية معان (معجم البلدان).

٣٠١

حدّثني محمّد بن إسحاق ، عن عثمان بن عروة بن الزبير ، عن أبيه ، عن هبّار بن الأسود ، قال (١) :

كان أبو لهب وابنه عتبة (٢) بن أبي لهب تجهزا (٣) إلى الشام فتجهزت معهما فقال ابنه عتبة : والله لأنطلقنّ إلى محمّد ولأؤذينّه في ربّه ـ سبحانه ـ فانطلق حتى أتى النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم فقال : يا محمّد هو يكفر بالذي (دَنا فَتَدَلَّى ، فَكانَ قابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنى)(٤) ، فقال النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «اللهم ابعث عليه (٥) كلبا من كلابك» ، ثم انصرف عنه ، فرجع إلى أبيه فقال : يا بنيّ ما قلت له؟ فذكر له ما قال له ، قال : فما قال لك؟ قال : قال : «اللهم سلّط عليه كلبا من كلابك» ، فقال : يا بنيّ والله ما آمن عليك دعاءه فسرنا حتى نزلنا الشّراة وهي مأسدة ، فنزلنا إلى صومعة راهب ، فقال الراهب : يا معشر العرب ما أنزلكم هذه البلاد؟ فإنّما يسرح الأسد فيها كما تسرح الغنم ، فقال لنا أبو لهب : إنّكم قد عرفتم كبر سنّي وحقّي ، فقلنا : أجل يا أبا لهب ، فقال : إنّ هذا الرجل قد دعا على ابني دعوة والله ما آمنها عليه ، فاجمعوا متاعكم إلى هذه الصومعة ، وافرشوا لابني عليها ، ثم افرشوا حولها ، ففعلنا ، فجمعنا المتاع [ثم](٦) فرشنا حوله ، فبينا نحن حوله وأبو لهب معنا أسفل وبات هو فوق المتاع ، فجاء الأسد ، فشمّ وجوهنا ، فلمّا لم يجد ما يريد تقبّض ، فوثب وثبة فإذا هو فوق المتاع ، فشمّ وجهه ، ثم هزمه [هزمة](٧) هزمه ففسخ رأسه فقال أبو لهب : قد عرفت أنه لا ينفلت من دعوة محمّد [٧٦٧٣].

أخبرنا أبو غالب ، وأبو عبد الله ابنا البنّا ، قالا : أنا أبو الحسين بن الآبنوسي ، أنا أبو بكر أحمد بن عبيد بن بيري ـ إجازة ـ أنا محمّد بن الحسين بن محمّد ، نا أحمد بن زهير بن حرب ، نا أحمد بن المقدام ، نا زهير بن العلاء ، نا سعيد بن أبي عروبة ، عن قتادة قال :

وتزوج أم كلثوم ابنة رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم عتيبة بن عبد العزّى أبي (٨) لهب ، فلم يبن بها حتى بعث النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، وكانت رقية ابنة النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم عند أخيه عتبة بن عبد العزى أبي لهب ، فلما أنزل الله

__________________

(١) أخرجه أبو نعيم في دلائل النبوة رقم ٣٨٠ ص ٤٥٤.

(٢) كذا بالأصل وم وأصل دلائل النبوة لأبي نعيم ، وقد صححه محققه «عتيبة» وهذا هو الصحيح ، فالذي مات كافرا هو عتيبة أما عتبة فقد مات مسلما (هامش دلائل النبوة ، وانظر الإصابة ٦ / ١٢٢) جاءت «عتبة» في كل مواضع الخبر.

(٣) الأصل : تجهز ، والتصويب عن م.

(٤) سورة النجم ، الآيتان ٨ و ٩.

(٥) الأصل : عليك ، والتصويب عن م ودلائل أبي نعيم.

(٦) الزيادة عن م ودلائل أبي نعيم.

(٧) الزيادة عن دلائل أبي نعيم.

(٨) الأصل «بن» والتصويب عن م.

٣٠٢

تعالى (تَبَّتْ يَدا أَبِي لَهَبٍ) قال أبو لهب لابنيه : عتيبة وعتبة : رأسي من رأسيكما (١) حرام إن لم تطلّقا ابنتي محمّد ، وسأل النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم عتبة طلاق رقيّة ، وسألته رقيّة ذلك ، فقالت له أمه وهي حمّالة الحطب : طلّقها يا بنيّ ، فإنها قد صبت ، فطلّقها ، وطلّق عتيبة أم كلثوم ، وجاء إلى النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم حين فارق أم كلثوم وقال : كفرت بدينك وفارقت ابنتك ، لا تحبّني ولا أحبّك ، ثم سطا عليه فشقّ قميص النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم وهو خارج نحو الشام تاجرا ، فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «أما إنّي أسأل الله أن يسلّط عليك كلبه» ، فخرج في تجر (٢) من قريش حتى نزلوا بمكان من الشام يقال له الزرقاء ليلا ، فأطاف بهم الأسد تلك الليلة ، فجعل عتيبة (٣) يقول : يا ويل أمي ، هو والله آكلي ، كما دعا محمّد عليّ ، أقاتلي ابن أبي كبشة (٤) وهو بمكة وأنا بالشام ، فعدا عليه الأسد من بين القوم ، فأخذ برأسه وضغمه ضغمة فدغه ، فتزوج عثمان بن عفّان رقيّة ، فتوفيت عنده ولم تلد له.

أخبرنا أبو الحسين بن الفراء ، وأبو غالب ، وأبو عبد الله ابنا البنّا ، قالوا : أنا أبو جعفر بن المسلمة ، أنا أبو طاهر المخلّص ، نا أحمد بن سليمان ، نا الزبير بن بكّار ، قال (٥)

وولد أبو لهب بن عبد المطّلب ـ واسمه : عبد العزّى ـ : عتبة ومعتّبا وعتيبة ، لا عقب له ، وهو الذي أكله الأسد ، وأمّهم جميعا أم جميل بنت حرب بن أمية بن عبد شمس ، [وهي :] حمّالة الحطب.

أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر ، أنا أبو صالح أحمد بن عبد الملك ، أنا أبو الحسن بن السّقّا ، وأبو محمّد بن بالوية ، قالا : نا محمّد بن يعقوب ، قال : سمعت العباس بن محمّد يقول : سمعت يحيى بن معين يقول : ولد أبو لهب : عتبة ، وعتيبة ، قال يحيى : وعتيبة أبو واسع.

أنبأنا أبو محمّد الأكفاني ، نا عبد العزيز الكتّاني ، أنا أبو نصر بن الجبّان ـ إجازة ـ أنا أحمد بن القاسم الميانجي ـ إجازة ـ نا أحمد بن طاهر بن النجم ، نا سعيد بن عمرو البردعي ،

__________________

(١) الأصل وم : رأسكما.

(٢) تجر جمع تاجر.

(٣) الأصل : عتبة ، تصحيف والتصويب عن م.

(٤) في تاج العروس بتحقيقنا : كبش : وكان المشركون يقولون للنبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم ابن أبي كبشة ، وأبو كبشة كنيته ، وفي حديث أبي سفيان وهرقل : لقد أمر أمر ابن أبي كبشة يعني رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : قبل شبهوه بأبي كبشة : رجل من خزاعة ، ثم من بني غبشان خالف قريشا في عبادة الأصنام وعبد الشعرى العبور ، وإنما شبهوه به لخلافه إياهم إلى عبادة الله تعالى كما خالفهم أبو كبشة إلى عبادة الشعرى.

(٥) نسب قريش للمصعب الزبيري ص ٨٩.

٣٠٣

قال : قال لي أبو زرعة الرازي : حدّثت عن إسماعيل بن مجالد ، عن مجالد ، عن الشعبي قال

ما ولد عبد المطلب ذكرا ولا أنثى إلّا يقول الشعر ، غير محمّد صلى‌الله‌عليه‌وسلم.

٤٥٦٩ ـ عتيد بن ضرّار بن سلامان الكلبي (١)

أخو أبي الخطار الحسام (٢) بن ضرار ، شاعر.

أخبرني أبو القاسم هبة الله بن عبد الله بن أحمد ، أنا أبو بكر أحمد بن علي قال : عتيد مثل عبيد إلّا في إبدال الباء بالتاء المنقوطة من فوقها ، وهو عتيد بن ضرار بن سلامان بن جشم بن ربيعة بن حصن بن ضمضم بن عدي بن جناب (٣) الكلبي ، وهو أخو أبي الخطار الحسام (٤) بن ضرار شاعر ، وهو القائل في أبيات :

تغيّرت البلاد ومن عليها

ورث العيش ان أنغضتماني (٥)

وهان على صرم بني حصين

وبعدهم إذا لم تصرماني

وله في كتاب كلب أشعار.

ذكر جميع ذلك الآمدي فيما كتب به إليه محمّد بن أحمد بن إسماعيل (٦) ، وحدّثه بن محمّد فتوح عنه (٧) ، أنا أبو القاسم ، الحسن بن بشر الآمدي.

وقرأته أنا على أبي غالب بن البنّا ، عن أبي غالب بن بشران ـ وهو ابن سهل ـ.

كذا ذكر الخطيب : جشم ، والصواب خثيم (٨) ، وأسقط بين ضمضم وعدي أبا (٩) وقد تقدم نسبه في ذكر أخيه أبي الخطّار (١٠) على الصواب.

__________________

(١) المؤتلف والمختلف للآمدي ص ١٥٣.

(٢) الأصل وم : الجسام ، تصحيف والتصويب عن المؤتلف والمختلف للآمدي ، راجع فيه ترجمته ص ٨٩ وجمهرة ابن حزم ص ٤٥٧.

(٣) بالأصل : حبان ، وفي م : حباب ، والتصويب عن المؤتلف والمختلف للآمدي.

(٤) الأصل وم : الجسام ، تصحيف والتصويب عن المؤتلف والمختلف للآمدي ، راجع فيه ترجمته ص ٨٩ وجمهرة ابن حزم ص ٤٥٧.

(٥) الآمدي : أبغضتماني.

(٦) في م : سهل.

(٧) بعدها في م : أنا أبو القاسم بن دينار.

(٨) انظر جمهرة ابن حزم ص ٤٥٧.

(٩) هو جعول ، انظر الآمدي ص ٨٩ وقد سقط هذا من الاكمال لابن ماكولا وابن حزم.

(١٠) الأصل وم : الخطاب ، تصحيف.

٣٠٤

ذكر من اسمه عثمان

٤٥٧٠ ـ عثمان بن أحمد بن جبر

أبو عمرو الفارقي

روى عن القاضي أبي عبد الله.

كتب عنه ابن صابر.

قرأت بخط أبي القاسم عبد الله بن أحمد بن علي بن عمر بن صابر السّلمي ، أنشدنا أبو عمرو عثمان بن أحمد جبر الفارقي ، أنشدنا القاضي أبو عبد الله الحسين بن الحشيش لنفسه :

الحب لا يبنى على رتب

فدع افتخارك عنه بالأدب

وأسألك لتدرك ما توصله

مع من تحب مذاهب العرب

وإذا مزجت مع الذي سلبت

في الحب قلبك أيّما سلب

فما مرح بشيء ليس يغضبها

فالحبّ آفته من الغضب

خطرت فما كان القضيب لها

لما تثنّت غير مقتضب

ورنت فما كان العزال لها

هاروت في شجر ... (١)

وبدت فما كان الهلال (٢) لها

لما بدت غير محتجب

وتبسّمت عند افتخارك

عن درّ يفوق الدر بالنشب (٣)

قالت وأظهرت التعجب من بيت

رهبت به على الظرب

__________________

(١) رسمها بالأصل : «بمقنسب» وفي م : «؟؟؟ ت».

(٢) الأصل : الهلاك ، والمثبت عن م.

(٣) كذا رسمها بالأصل ورسمت في م : بالشنب.

٣٠٥

وكفاك من شرف نبيل هوى

قد صرت قيمة صرة الأدب

إن كنت ضرته فأنت إذا ضر

العفاف فدع ولوعك بي

٤٥٧١ ـ عثمان بن أحمد بن شنبك (١)

أبو سعيد (٢) الدّينوري

ورّاق خيثمة

روى عن أبي محمّد يحيى بن محمّد بن صاعد ، والحسن بن إسحاق الصوفي ، وأبي عامر (٣) محمّد بن سعيد الحرّاني الرّقّي ، ويعقوب بن أحمد بن ثوابة الحمصي ، وأبي علي أحمد بن مكحول محمّد (٤) بن عبد الله البيروتي ، وأبي عبد الله محمّد بن مخلد العطار ، وأبي الحسن بن بهزاد (٥) السيرافي ، وخيثمة بن سلمان ، وأبي الحسن أحمد بن عيسى بن إبراهيم البغدادي ، وأبي محمّد بكر بن أحمد الشّعراني (٦) ، وعثمان بن محمّد الذّهبي ، ومحمّد بن إبراهيم بن إسحاق السّرّاج ، ومحمّد بن صالح بن (٧) ذريح العكبري ، وجعفر بن علي بن سهل الناقد ، وأبي حفص عمر بن الفتح بن فطيس القيساري ، وأبي الطّيّب الحسن بن داود الأصاعي (٨) الرافقي ، وأبي الطّيّب أحمد بن عثمان السّمسار ، وأبي حامد أحمد بن جعفر بن محمّد البلخي (٩) الأصبهاني ، وحامد بن محمّد بن شعيب ، وعبد الله بن محمّد البغوي ، وعبد الله بن وهب بن حمدان الدّينوري ، وأبي بكر دلف بن حصين السّلمي الصوفي ، وأبي عبد الله محمّد بن الربيع الجيزي.

روى عنه : تمام بن [محمّد ، وأبو الحسن](١٠) محمّد بن علي بن الحسين الهمداني ، وأبو إسحاق إبراهيم بن إسحاق بن أحمد المقرئ ، وعبد المنعم بن أحمد بن الحسن

__________________

(١) الأصل وم : شبيك ، والمثبت والضبط عن تبصير المنتبه ٢ / ٦٧٤ وفيه : وبمعجمة وسكون النون الموحدة :

عثمان بن أحمد بن شنبك الدينوري.

(٢) في م : السعيد ، بدل «أبو سعيد».

(٣) في م : علي.

(٤) ترجمته في سير أعلام النبلاء ١٥ / ٣٣.

(٥) الأصل : نهراد ، وفي م : بهراد ، والصواب ما أثبت وهو : أحمد بن بهزاد بن مهران ، أبو الحسن الفارسي المصري. ترجمته في سير أعلام النبلاء ١٥ / ٥١٨.

(٦) الأصل : السعواني ، وفي م : السعداني ، ترجمته في سير أعلام النبلاء ١٥ / ٣٠٨.

(٧) في م : «أبو ذريح العسكري» خطأ ، ترجمته في سير أعلام النبلاء ١٤ / ٢٥٩.

(٨) كذا رسمها بالأصل ، وقوله : «وأبي الطيب الحسن بن داود الأصاعي الرافقي» سقط من م.

(٩) في م : الملحمي.

(١٠) ما بين معكوفتين زيادة للإيضاح عن م.

٣٠٦

الرّحبي ، وأبو حفص عمر بن داود بن سلمون ، وعبد الله بن محمّد بن عبد الغفار بن ذكوان ، وأبو بكر أحمد بن الحسن بن أحمد الطيان ، وعلي بن محمّد ، وأبو القاسم حمزة بن عبد الله بن الحسين بن الشام ، وأبو الحسن علي بن عبد الله بن الحسن بن جهضم ، وأبو الحسين بن جميع ، وأبو نصر علي بن عبد الله الطوسي الصوفي السّرّاج.

أخبرنا أبو محمّد عبد الكريم بن حمزة ، أنا عبد العزيز بن أحمد ، نا تمام بن محمّد ، أنا أبو سعيد عثمان بن أحمد الدّينوري ورّاق خيثمة بن سليمان ـ قراءة عليه ـ نا أبو محمّد يحيى بن محمّد مولى بني هاشم البغدادي الحافظ ، نا الفضل بن سهل ، نا يحيى بن غيلان ، نا يزيد بن زريع ، عن سليمان التيمي ، عن أنس بن مالك قال :

إنّما سمل النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم أعين العرنيّين لأنهم سملوا أعين الرّعاة [٧٦٧٤].

أخبرناه عاليا أبو محمّد هبة الله بن سهل الفقيه ، أنا أبو عثمان سعيد بن محمّد ، أنا أبو عمرو بن حمدان ، أنا الحسن بن سفيان ، نا الفضل بن سهل الأعرج.

ح [و](١) أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد ، أنا أحمد بن أبي الحسن ، وعلي بن أبي الحسن البندار الكرخيان البغداديان بها.

ح وأخبرنا أبو الحسن محمّد بن طراد بن محمّد الزينبي ، وأبو الحسن محمّد بن عبد القادر بن الحسين بن المنصوري ، الهاشميان ، وأبو عبد الله محمّد بن عبد الله (٢) بن سلامة بن مخلد الكرخي المعروف بابن الرطبي محتسب بغداد ، وأبو الحسن علي بن المبارك بن علي بن أحمد بن الدّردائي (٣) ، قالوا : أنا أبو القاسم علي بن أحمد بن محمّد ، قالا : أنا أبو [طاهر](٤) محمّد بن عبد الرّحمن المخلّص.

ح وأخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، وأبو عبد الله الحسين بن الحسن بن عبد الله المقدسي الحنفي الإمام بمشهد أبي حنيفة ببغداد ، وأبو القاسم إسماعيل بن محمّد بن الفضل ـ بأصبهان ـ وأبو الفضل محمّد بن أحمد بن الحسن الحدادي ـ قاضي تبريز ـ وأخوه أبو القاسم محمود (٥) بن أحمد ـ بتبريز ، وأبو محمّد عطاء بن أبي [سعد بن عطاء بن أبي](٦)

__________________

(١) سقطت من الأصل وأضيفت عن م.

(٢) كذا بالأصل وم ، وفي الأنساب (الكرخي) : عبيد الله. ومثله المشيخة ١٩١ / ب.

(٣) الدردائي بضم الدال وسكون الراء هذه النسبة إلى دردا وهي قرية من قرى بغداد (الأنساب) ، وفي معجم البلدان : درتا والنسبة إليها الدرتائي ، قال : وبعض المحدثين يقول : الدردائي وقارن مع المشيخة ١٥٢ / ب.

(٤) سقطت من الأصل وم وفيها : أنا محمد ...

(٥) المشيخة ٢٣٤ / ب.

(٦) ما بين معكوفتين سقط من الأصل وأضيف عن م ، قارن مع المشيخة ١٣٧ / ب.

٣٠٧

عياض الفقاعي الصوفي ـ بهراة ـ قالوا : أنا أبو نصر محمّد بن محمّد بن علي الزينبي ، قال : قرئ على أبي طاهر محمّد بن عبد الرّحمن.

وأخبرنا أبو الحسن عبيد الله بن محمّد بن أحمد البيهقي ـ ببغداد ـ أنا أبو بكر محمّد بن عبد الله بن عمر العمري.

وأخبرنا أبو الفتح محمّد بن علي بن عبد الله ـ بهراة (١) ـ أنا أبو عبد الله محمّد بن عبد العزيز بن محمّد الفارسي قالا : أنا عبد الرّحمن بن أحمد بن أبي شريح ، قالا : نا يحيى بن محمّد بن صاعد ، نا الفضل بن سهل ، نا يحيى بن غيلان ، نا يزيد بن زريع ، نا سليمان التيمي ، عن أنس بن مالك :

إنّما سمل (٢) النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم أعينهم لأنهم سملوا (٣) أعين الرعاة.

وفي حديث الحسن بن سفيان ، عن يزيد بن زريع ، عن سليمان التيمي وفيه قال : إنما سلّ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم.

وفي حديث ابن أبي شريح عن سليمان التيمي وفيه : أعين أولئك لأنهم ـ وزاد في آخره : يعني العرنيّين ـ.

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر ، أنا أبو سعد الجنزرودي ، أنا أبو الحسن محمّد بن علي بن الحسين (٤) الصوفي ، نا عثمان بن أحمد الدّينوري ـ بأطرابلس ـ نا الحسن بن إسحاق الصوفي ، نا النّضر بن ماهان ، نا خالد بن مخلد القطواني ، نا الربيع بن المنذر الثوري ، عن أبيه ، عن محمّد بن الحنفيّة ، قال :

وقع بين علي وطلحة كلام ، فقال طلحة ـ يعني لعلي ـ ومن جرأتك أنّك سميت باسمه وكنّيت بكنيته ، وقد قال صلى‌الله‌عليه‌وسلم [لا ،] يجتمعان» فقال علي : إن الجريء من اجترأ على الله ورسوله ، ادعوا إليّ فلانا وفلانا ، فجاءوا ، فشهدوا أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال لعلي : «إنك سيولد لك ولد قد نحلته اسمي وكنيتي» [٧٦٧٥].

__________________

(١) الأصل : برهاة ، تصحيف والصواب عن م.

(٢) الأصل وم هنا : سلّ.

(٣) عن م وبالأصل : سلّوا.

وسمل أعينهم يعني فقأها بحديدة محماة أو غيرها ، وقيل هو فقؤها بالشوك.

(٤) في م : بن الحسين الهمداني الحسني الصوفي.

٣٠٨

أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلّم الفقيه ، وأبو القاسم إسماعيل بن أحمد ، قالا : أنا أبو نصر بن طلّاب ، أنا أبو الحسين بن جميع ، قال : سمعت أبا سعيد [عثمان بن أحمد بن شنبك الدينوري يقول : حدثنا عبد الله بن أحمد الدينوري قال : سمعت إبراهيم بن سعيد](١) الجوهري يقول : سمعت معاذ بن معاذ يقول : سمعت سفيان الثوري يقول : قل لمن يطلب الرئاسة فليتهيّأ للنطاح.

كذا قال ، وإنّما هو عبد الله بن محمّد بن وهب الدّينوري.

قرأت على أبي محمّد السّلمي ، عن أبي زكريا البخاري.

[ح وحدّثنا خالي أبو المعالي محمد بن يحيى القرشي القاضي ، نا نصر بن إبراهيم الزاهد ، أنا أبو زكريا البخاري](٢) نا عبد الغني بن سعيد ، قال : وأما شنبك بشين معجمة ونون وباء معجمة بواحدة من تحتها.

قرأت على أبي محمّد السّلمي ، عن أبي نصر الحافظ قال (٣) :

وأما شنبك أوّله شين معجمة مفتوحة بعدها نون ساكنة وباء مفتوحة معجمة بواحدة فهو : أبو سعيد عثمان بن أحمد بن شنبك الدّينوري ورّاق أبي الفتح الفضل بن جعفر ، حدّث ـ وقال عبد الغني : بن جعفر الوزير ، يحدث ـ عن الدّاركي وطبقته ، سكن أطرابلس.

كان عثمان هذا حيا إلى سنة خمس وخمسين وثلاثمائة.

٤٥٧٢ ـ عثمان بن ابان بن عثمان بن حرب

ابن عبد الرّحمن بن الحكم بن أبي العاص بن أمية

كان يسكن دير أبان (٤) عند قرحتا ، وهو منسوب إلى أبيه أبان ، ذكره أبو الحسن بن أبي العجائز وغيره.

__________________

(١) ما بين معكوفتين سقط من الأصل وأضيف عن م.

(٢) ما بين معكوفتين سقط من الأصل وأضيف عن م.

(٣) الاكمال لابن ماكولا ٤ / ٢٦٢.

(٤) دير أبان من قرى غوطة دمشق (معجم البلدان) ، ثم نقل ياقوت ما قاله ابن عساكر عن عثمان بن أبان.

٣٠٩

٤٥٧٣ ـ عثمان بن إبراهيم بن محمّد بن حاطب بن الحارث

ابن معمر بن حبيب بن وهب بن حذافة بن جمح

ابن عمر بن هصيص بن كعب بن لؤي

أبو محمّد الجمحيّ الحاطبي (١)

أصله من المدينة ، وسكن الكوفة.

وحدّث عن عبد الله بن عمر ، وجدّه محمّد بن حاطب ، وأمّه عائشة بنت قدامة بن مظعون.

روى عنه : ابنه عبد الرّحمن بن عثمان ، وشريك بن عبد الله ، ويعلى ، ومحمّد ابنا عبيد ، ومحمّد بن كناسة (٢) ، وسفيان بن عيينة ، ومروان بن معاوية ، وعبد الله بن نمير.

وقدم دمشق في خلافة الوليد عن عبد الملك.

أخبرنا أبو الفضل محمّد بن إسماعيل ، وأبو المحاسن أسعد بن علي ، وأبو بكر أحمد بن يحيى ، وأبو الوقت عبد الأول بن عيسى ، قالوا : أنا عبد الرّحمن بن محمّد بن المظفر ، أنا عبد الله بن أحمد بن حموية ، أنا عيسى بن عمر (٣) السّمرقندي ، أنا عبد الله بن عبد الرّحمن بن بهرام ، أنا سعيد بن سليمان ، عن عبد الرّحمن بن عثمان بن إبراهيم ، حدّثني أبي عن أبيه وعمّه ، عن ابن عمر.

وأخبرنا أبو عبد الله الفراوي ، أنا أبو بكر البيهقي ، أنا أبو القاسم عبد الرّحمن بن عبيد الله بن عبد الله الحرفي (٤) ـ ببغداد ـ نا أبو بكر محمّد بن الحسن النقاش ، نا أبو مساور ، نا سعيد بن سليمان ، عن عبد الرّحمن بن عثمان ، عن أبيه وعمّه ، عن ابن عمر قال :

كان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم إذا رأى الهلال قال : «الله أكبر ، اللهمّ أهلّه علينا بالأمن والإيمان ، والسلامة ، والإسلام (٥) والتوفيق لما تحبّ وترضى ، ربّنا وربّك الله» [٧٦٧٦].

__________________

(١) ترجمته في ميزان الاعتدال ٣ / ٣٠ والتاريخ الكبير ٣ / ٢ / ٢١٢ وابن سعد ٨ / ٤٦٨ ونسب قريش للمصعب ص ٣٩٦ والجرح والتعديل ٦ / ١٤٤ وتاريخ أبي زرعة الدمشقي ١ / ٥٧٨.

(٢) كناسة لقب أبيه ، وقيل لقب جده الأعلى : عبد الأعلى ، وهو محمد بن عبد الله بن عبد الأعلى بن عبد الله بن خليفة أبو يحيى ، وقيل : أبو عبد الله ، ترجمته في تهذيب الكمال ١٦ / ٤٢٧.

(٣) في م : عبد ، تصحيف ، ترجمته في سير أعلام النبلاء ١٤ / ٤٨٧.

(٤) في م : الحرمي ، تصحيف ، ترجمته في سير أعلام النبلاء ١٧ / ٤١١.

(٥) كذا بالأصل وم ، وفي المختصر ١٦ / ٧٥ والسلام.

٣١٠

أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد الموحّد ، أنا أبو الحسين بن الآبنوسي ، أنا عيسى بن علي ، أنا عبد الله بن محمّد ، حدّثني أحمد بن زهير ، نا سعيد بن سليمان ، نا عبد الله بن عثمان بن إبراهيم بن محمّد بن حاطب ، حدّثني أبي ، عن جدي محمّد بن حاطب ، عن أمّه أم جميل بنت المجلّل ، قالت :

أتيت بك رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم فقلت : يا رسول الله هذا محمّد بن حاطب وهو أوّل من سمّي بك ، فمسح على رأسك ، ودعا لك بالبركة ، وتفل في فيك.

كذا وقع في هذه الرواية ، والصواب عبد الرّحمن بن عثمان.

أخبرناه على الصواب (١) أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد ، أنا شجاع بن علي ، أنا أبو عبد الله بن منده ، أنا إبراهيم بن محمّد بن صالح القنطري.

ح وأخبرنا أبو محمّد [بن] الأكفاني ، نا عبد العزيز الكتاني ، أنا أبو محمّد بن أبي نصر ، أنا أبو الميمون.

قالا : أنا أبو زرعة بن عمرو (٢) ، نا سعيد بن سليمان ـ زاد القنطري : الواسطي ، نا عبد الرّحمن بن عثمان بن [إبراهيم بن](٣) محمّد بن حاطب ، عن أبيه ، عن جدّه محمّد بن حاطب ، عن أم جميل بنت المجلّل قالت :

أقبلت بك من أرض الحبشة ، فقدمت بك المدينة ، فأتيت بك النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم فقلت : يا رسول الله ، هذا محمّد بن حاطب ، وهو أوّل من سمّي بك ، فمسح على رأسك ، ودعا لك بالبركة ، وتفل في فيك.

أخبرناه أتمّ من هذا أبو القاسم بن الحصين ، أنا أبو علي بن المذهب ، أنا أحمد بن جعفر ، نا عبد الله بن أحمد ، حدّثني أبي (٤) ، نا إبراهيم بن أبي العباس ، ويونس بن محمّد ، قالا : نا عبد الرّحمن بن عثمان ـ قال إبراهيم بن أبي العباس في حديثه بن إبراهيم بن محمّد بن حاطب ـ حدّثني أبي عن جده محمّد بن حاطب ، عن أمّه أم جميل بنت المجلّل قالت :

أقبلت بك من أرض الحبشة ، حتى إذا كنت من المدينة على ليلة أو ليلتين طبخت لك

__________________

(١) بالأصل : «أخبرنا علي والصواب» والتصويب عن م.

(٢) تاريخ أبي زرعة الدمشقي ١ / ٥٦١.

(٣) الزيادة عن م وتاريخ أبي زرعة.

(٤) مسند أحمد بن حنبل ١٠ / ٤١١ رقم ٢٧٥٣٦.

٣١١

طبيخا ، ففني الحطب ، فخرجت أطلبه ، فتناولت القدر ، فانكفأت على ذراعك ، فأتيت بك النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فقلت : بأبي وأمّي يا رسول الله ، هذا محمّد بن حاطب ، فتفل في فيك ، ومسح على رأسك ، ودعا لك ، وجعل يتفل على يديك ويقول : «أذهب البأس ربّ الناس ، واشف أنت الشافي ، لا شفاء إلّا شفاؤك ، شفاء لا يغادر سقما» ، فقالت : ما قمت بك من عنده حتى برأت يدك.

أخبرتناه عاليا أم المجتبى العلوية قالت : قرئ على إبراهيم بن منصور ، أنا أبو بكر بن المقرئ ، أنا أبو يعلى الموصلي ، نا زكريا بن يحيى ، نا عبد الرّحمن (١) بن عثمان بن إبراهيم بن محمّد بن حاطب ، حدّثني أبي ، عن جدّه محمّد بن حاطب ، عن أمّه أم جميل بنت المجلّل قالت :

أقبلت من أرض الحبشة حتى إذا كنت من المدينة على ليلة أو ليلتين طبخت لك طبيخة ، ففني الحطب ، فخرجت أطلبه ، فتناولت القدر فانكفأت على ذراعك ، فأتيت بك النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم [فقلت يا رسول الله هذا محمد بن حاطب وهو أول من سمي بك. قالت : فتفل رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم](٢) في فيك ، ومسح على رأسك ودعا لك ، ثم قال : «أذهب البأس ربّ الناس ، واشف أنت الشافي (٣) ، لا شفاء إلّا شفاؤك لا يغادر سقما» ، قالت : فما قمت بك من عنده إلّا وقد برأت يدك.

قال : ونا زكريا بن يحيى ، نا عبد الرّحمن بن عثمان بن إبراهيم ، حدّثني أبي ، عن أمّه عائشة بنت قدامة قالت :

أقبلت مع أمّي رائطة بنت سفيان امرأة من خزاعة ، والنبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم يبايعهن على أن لا تسرقن (٤) ، ولا تزنين ، ولا تقتلن أولادهن ، ولا تأتين ببهتان تفترينه بين أيديكن وأرجلكن ولا تعصين (٥) في معروف ، قال : فأطرقن ، فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «قلن : نعم فيما استطعنا» ، [فقلن : نعم ، فيما استطعنا](٦) كنت أقول كما يقلن ، وأمّي تقول : قولي نعم ، فأقول نعم [٧٦٧٧].

__________________

(١) الأصل : عبد الله ، والمثبت عن م.

(٢) ما بين معكوفتين سقط من الأصل وأضيف عن م للإيضاح.

(٣) الأصل وم : الشاف.

(٤) في م : على أن لا يشركن (في م : يشركون) بالله شيئا ، ولا يسرقن.

(٥) بالأصل وم : يسرقن ... يزنين ، يقتلن ، يأتين ... يفترينه ، يعصين.

(٦) ما بين معكوفتين زيادة عن م.

٣١٢

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا أبو بكر الطبري ، أنا أبو الحسين بن بشران ، أنا أبو علي بن صفوان ، أنا أبو بكر بن أبي الدنيا ، حدّثني محمّد بن سهل بن بسام الأردنّي ، عن هشام بن محمّد ، حدّثني عبد الرّحمن بن عثمان بن إبراهيم بن محمّد بن حاطب الجمحي ، عن أبيه عثمان بن إبراهيم قال :

خرجنا ونحن نفر من قريش إلى الوليد بن عبد الملك وفودا إليه ، فلمّا كنا بناحية من أرض السّماوة نزلنا على ماء ، فإذا امرأة جميلة قد أقبلت حتى وقفت علينا ، فقالت : يا هؤلاء احضروا رجلا يموت فاشهدوا على ما يقول ، ومروه بالوصية ، ولقّنوه ، قال : فقمنا معها ، فأتينا رجلا يجود بنفسه ، فكلمناه (١) وإذا حوله بنون (٢) له صبية صغار ، لو غطيت عليهم مكتلا (٣) لغطاهم ، كأنّما ولدوا في يوم واحد ، ستة أو سبعة ، فلمّا سمع كلامنا فتح عينيه فبكى ، ثم قال :

يا ويح صبيتي الذين تركتهم

من ضعفهم ما ينضجون كراعا

قد كان فيّ لو أن دهرا ردّني

لبنيّ حتى يبلغون متاعا

قال : فأبكانا جميعا ، ولم نقم من عنده حتى مات ، فدفنّاه ، فقدمنا على الوليد ، فذكرنا ذلك له ، فبعث إلى عياله وولده ، فقدم بهم عليه ، وفرض (٤) لهم ، وأحسن إليهم.

أخبرنا أبو غالب ، وأبو عبد الله ابنا البنّا ، قالا : أنا أبو جعفر بن المسلمة ، أنا أبو طاهر المخلّص ، نا أحمد بن سليمان ، نا الزبير بن بكّار ، قال في تسمية الحاطبيين قال (٥) :

وعثمان بن إبراهيم بن محمّد بن حاطب روي عنه الحديث ، وأمّه وأم أخيه قدامة بن إبراهيم : عائشة بنت قدامة بن مظعون (٦).

قرأت على أبي غالب بن البنّا ، عن أبي محمّد الجوهري ، أنا أبو عمر بن حيّوية ، أنا أحمد بن معروف ، نا الحسين بن الفهم ، نا محمّد بن سعد قال (٧) :

__________________

(١) غير مقروءة بالأصل ، والمثبت عن م.

(٢) «بنون» مكانها بياض في م.

(٣) المكتل : الزبيل الذي يحمل فيه التمر ، يسع خمسة عشر صاعا (اللسان : كتل).

(٤) الأصل : وفوص ، والمثبت عن م ، وفي المختصر : وقضى.

(٥) انظر نسب قريش للمصعب الزبيري ص ٣٩٦.

(٦) بالأصل : «عائشة بنت قدامة بن إبراهيم بن عائشة بنت قدامة بن مظعون» والتصويب عن م ونسب قريش.

(٧) طبقات ابن سعد ٨ / ٤٦٨.

٣١٣

عائشة بنت قدامة بن مظعون بن حبيب بن وهب بن حذافة بن جمح تزوجها إبراهيم بن محمّد بن حاطب بن الحارث بن معمر بن حبيب بن وهب بن حذافة بن جمح ، فولدت له قدامة وعثمان العالم الذي كان بالكوفة ، وكان في لسانه بذاء ، ومحمّدا وإبراهيم بني إبراهيم.

أخبرنا محمّد بن [أبي](١) علي ، ثم حدّثنا أبو الفضل بن ناصر ، أنا أحمد بن الحسن ، والمبارك بن عبد الجبار ، ومحمّد بن علي ـ واللفظ له ـ قالوا : أنا أبو أحمد ، [زاد أحمد :](٢) ومحمّد بن الحسن ، قالا : أنا أحمد بن عبدان ، أنا محمّد بن سهل ، أنا محمّد بن إسماعيل (٣) قال :

عثمان بن إبراهيم بن محمّد بن حاطب القرشي رأى ابن عمر (٤) وأمّه (٥) ، سمع منه يعلى بن عبيد ، وابنه عبد الرّحمن ، أصله من المدينة ، وسمع منه بعض العراقيين.

أخبرنا أبو الحسين هبة الله بن الحسن ـ إذنا ـ وأبو عبد الله الخلّال ـ شفاها ـ قالا : أنا أبو القاسم العبدي ، أنا أبو علي ـ إجازة ـ.

ح (٦) قال : وأنا أبو طاهر ، أنا أبو الحسن.

قالا : أنا أبو محمّد بن أبي حاتم قال (٧) :

عثمان بن إبراهيم بن محمّد بن حاطب الجمحي رأى ابن عمر ، وعائشة بنت قدامة بن مظعون ، روى عنه شريك بن عبد الله ، ويعلى بن عبيد ، وابنه عبد الرّحمن بن عثمان ، سمعت أبي يقول ذلك.

قال أبو محمّد : وروى عن [أبيه محمد بن حاطب](٨) [سألت أبي عنه فقال : روى عنه](٩) ابنه عبد الرّحمن أحاديث منكرة ، قلت : فما حاله؟ قال : يكتب حديثه ، وهو شيخ.

__________________

(١) زيادة لازمة ، سقطت من الأصل وم ، والسند معروف.

(٢) سقطت من الأصل وأضيفت عن م ، والسند معروف.

(٣) التاريخ الكبير ٣ / ٢ / ٢١٢.

(٤) بالأصل : «راعي عمر» وفي م : «رأي عمر» والمثبت عن التاريخ الكبير.

(٥) كذا بالأصل وم والتاريخ الكبير.

(٦) «ح» حرف التحويل سقط من الأصل وأضيف عن م.

(٧) الجرح والتعديل ٦ / ١٤٤.

(٨) الزيادة عن الجرح والتعديل ، كذا عن أبيه محمد بن حاطب.

(٩) ما بين معكوفتين سقط من الأصل وأضيفت عن م والجرح والتعديل.

٣١٤

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني ، نا عبد العزيز الكتّاني ، أنا أبو محمّد بن أبي نصر ، أنا أبو الميمون ، نا أبو زرعة ، قال (١) :

ومن ولده ـ يعني محمّد بن حاطب ـ فيما أخبرني سعيد بن سليمان وسمعته ينسبه ـ عثمان بن إبراهيم ، وعبد الرّحمن بن عثمان بن إبراهيم بن محمّد بن حاطب بن الحارث ، هو نسبه في أنفس بني جمح.

قرأت على أبي غالب بن البنّا ، عن أبي إسحاق البرمكي ، أنا أبو عمر بن حيّوية ، أنا أحمد بن معروف ، نا الحسين بن الفهم ، نا محمّد بن سعد (٢) ، أنا محمّد بن كناسة الأسدي ، نا عثمان بن إبراهيم بن محمّد بن حاطب ، قال : رأيت عبد الله بن عمر يحفي شاربه ، قال : وأجلسني في حجره ، قال محمّد بن كناسة : وأمّ عثمان بن إبراهيم ابنة قدامة بن مظعون.

وقدامة خال عبد الله بن عمر (٣).

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر ، أنا أبو بكر البيهقي ، أنا أبو طاهر الفقيه ، أنا أبو حامد بن بلال ، نا يحيى بن الربيع المكي ، نا سفيان ، عن عثمان بن إبراهيم الحاطبي ، شيح من أهل الكوفة قال : رأيت ابن عمر يحفي شاربه ، ويرفع إزاره.

أخبرنا أبوا (٤) الحسن الفقيهان ، أنا أبو الحسن بن أبي الحديد ، أنا جدي أبو بكر ، أنا أبو الدحداح أحمد بن محمّد بن إسماعيل ، نا أبو عبد الله عبد الوهاب بن عبد الرحيم الأشجعي ، نا مروان بن معاوية الفزاري ، نا عثمان بن إبراهيم قال :

رأيت عبد الله بن عمر قد أحفى شاربه ، كأنه قد نتفه.

أنبأنا أبو طالب عبد القادر بن محمّد نا إبراهيم بن عمر البرمكي.

ح وحدّثنا أبو المعمر المبارك بن أحمد الأنصاري ، أنا المبارك بن عبد الجبار ، أنا أبو الحسن علي بن عمر بن الحسن ، وإبراهيم بن عمر البرمكي.

قالا : أنا أبو عمر بن حيّوية ، أنا عبيد الله بن عبد الرّحمن بن محمّد ، نا عبد الله بن

__________________

(١) تاريخ أبي زرعة الدمشقي ١ / ٥٧٨.

(٢) الخبر في طبقات ابن سعد ٤ / ١٧٦ ضمن أخبار عبد الله بن عمر بن الخطاب.

(٣) أم عبد الله بن عمر هي زينب بنت مظعون بن حبيب بن وهب بن حذافة بن جمح (ابن سعد ٤ / ١٤٢).

(٤) الأصل وم : «أبو».

٣١٥

مسلم بن قتيبة ، حدّثني أبو حاتم ، عن الأصمعي ، عن موسى بن سعيد الجمحي ، عن أبي مصعب الزبيري قال :

قال لي عثمان بن إبراهيم بن محمّد بن حاطب الجمحي وكان جزلا (١) موجها ذا عارضة (٢) أتاني فتى من قريش يستشيرني في امرأة يتزوجها ، فقلت : يا ابن أخي أقصيرة النسب أم طويلته (٣)؟ قال : فكأنه لم يفهم ، فقلت : يا ابن أخي إنّي أعرف في العين إذا نكرت (٤) ، وأعرف فيها إذا عرفت ، وأعرف فيها إذا هي لم تعرف ، ولم تنكر ، أما هي إذا عرفت فتحواص (٥) ، وأما هي إذا نكرت (٦) فتجحظ (٧) ، وأما هي إذا لم تعرف ولم تنكر فتسجو ، القصيرة النسب ، يا ابن أخي التي إذا ذكرت أباها اكتفيت ، والطويلة النسب التي لا يعرف حتى تطيل ، وإيّاك يا ابن أخي وأن تقع في قوم قد أصابوا غثرة من الدنيا دناءة فتضع نفسك بهم.

قوله تسجو أي تسكن ، والغثرة والكثرة هاهنا بمعنى ، ويقال لعوام الناس الغثر (٨).

أخبرنا أبو الفضل بن ناصر ـ لفظا ـ عن أبي المعالي محمّد بن عبد السلام.

ح وقرأت على أبي عبد الله بن البنّا ، عن أبي المعالي ، أنا علي بن محمّد بن خزفة.

ح وعن أبي الحسين بن الآبنوسي ، أنا أحمد بن عبيد بن الفضل.

قالا : أنا محمّد بن الحسين بن محمّد ، نا أبو بكر بن أبي خيثمة ، نا سليمان بن أبي شيخ ، نا يحيى بن سعيد الأموي ، قال :

كان رأس خلقة القرشيين عثمان بن إبراهيم بن محمّد بن حاطب ، وكان مدنيا ، قدم الكوفة ، وكان حلقة أبي حنيفة قريبا منا ، فكان أبو حنيفة إذا جاء قال : السلام عليكم ، كيف أصبحت يا أبا محمّد ـ لعثمان بن إبراهيم ـ فيقول : بخير ، لا والله لا أستفتيك أبدا ، فيقول أبو حنيفة : رفقت ، رفقت.

__________________

(١) الأصل : حولا ، والمثبت عن م.

(٢) ذو عارضة أي أنه كان ذا جلد وصرامة وقدرة على الكلام ، مفوّه (راجع اللسان : عرض).

(٣) عن م وبالأصل : طويلة.

(٤) كذا بالأصل وم ، وفي المختصر ١٦ / ٧٦ أنكرت.

(٥) قوله : فتحواصّ من الحوص ، وهو ضيق مؤخر العين ، واحواصت العين : ضاق مشقّها (اللسان : حوص)

(٦) كذا بالأصل وم ، وفي المختصر ١٦ / ٧٦ أنكرت.

(٧) جحظت عينه إذا عظمت مقلتها ونتأت. (اللسان).

(٨) في تاج العروس بتحقيقنا : الغثرة محركة والغثراء والغثر والغيثرة سفلة الناس ورعاعهم ، وعامة الناس وجماعتهم ، وقيل هم الجماعة المختلطة من قبائل شتى. (تاج العروس : غثر).

٣١٦

٤٥٧٤ ـ عثمان بن إسماعيل بن عمران

أبو محمّد الهذلي (١)(٢)

كان يسكن خارج باب الصغير.

روى عن الوليد بن مسلم ، وعبد السلام بن عبد القدّوس ، ومروان الفزاري.

روى عنه : أحمد بن المعلّى ، وأحمد بن أنس بن مالك ، ومحمّد بن خريم ، ومحمّد بن الوزير وهو من أقرانه ـ ومحمّد بن عبد الرّحمن بن أبي بكر الهذلي ، والحسين بن الهيثم الكسائي الرازي ، والحسن بن جرير الصّوري ، والحسن بن منير ، ومحمّد بن هارون بن بكّار بن بلال ، والحسين بن إدريس الأنصاري الهروي ، والحسن بن سفيان النّسائي.

أخبرنا أبو الحسن الفقيه ، نا عبد العزيز الصوفي ، وأخبرنا أبو الحسين بن أبي الحديد ، أنا جدي أبو عبد الله قالا : أنا أبو بكر محمّد بن عون بن أحمد المزني ، نا أبو بكر محمّد بن خريم ، نا عثمان بن إسماعيل الهذلي ، يسكن خارج باب الصغير ، نا الوليد بن مسلم ، نا عبد الله بن العلاء بن زبر وغيره ، عن بلال بن سعد ، عن أبيه سعد قال : قيل : يا رسول الله ما الخليفة من بعدك؟ قال : «مثل الذي لي إذا عدل في الحكم ، وقسط في القسط ، ورحم ذا الرحم ، فمن لم يفعل ذلك فليس منّي ولست منه ، يريد الطاعة في طاعة الله ، والمعصية في معصية الله».

وفي حديث ابن أبي الحديد : الطاعة في الطاعة ، والمعصية في المعصية لله عزوجل.

أنبأنا أبو سعد محمّد بن محمّد ، وأبو علي الحسن بن أحمد قالا : أنا أبو نعيم ، نا محمد بن أحمد بن حمدان ، نا الحسن بن سفيان ، حدّثني عثمان بن إسماعيل بن عمران الدمشقي ، نا الوليد بن مسلم ، نا عبد الله بن العلاء بن زبر وغيره أنهما سمعا بلال بن سعد يحدّث عن أبيه سعد قال :

قيل : يا رسول الله ما الخليفة من بعدك؟ قال : «مثل الذي لي ما عدل في الحكم ، وأقسط في القسط ، ورحم ذا الرحم ، فمن فعل غير ذلك فليس منّي ولست منه» ـ يريد الطاعة في

__________________

(١) غير مقروءة بالأصل ، والمثبت عن هامش الأصل وبعده كلمة صح ، وفي م : «الميدلى».

(٢) انظر أخباره في :

تهذيب الكمال ١٢ / ٣٨٤ وتهذيب التهذيب ٤ / ٧٠.

٣١٧

الطاعة لله ، والمعصية في المعصية لله ـ [٧٦٧٨].

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا أبو الفضل بن خيرون ، أنا أبو علي بن شاذان ، أنا أبو سهل أحمد بن محمّد (١) بن زياد ، نا الحسين بن الهيثم الكسائي الرازي ، نا عثمان بن إسماعيل الدمشقي ، نا مروان بن الفزاري أبو أسماء العدوي ، عن عمرو بن يحيى ، عن أبيه ، عن أبي سعيد الخدري ، قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم :

«لا تخيّروا بين الأنبياء» [٧٦٧٩].

٤٥٧٥ ـ عثمان بن أيمن

ذكر أبو عبد الله بن مندة أنه دمشقي.

روى عنه : أبي الدرداء.

روى عنه : خالد بن يزيد بن صبيح (٢).

أخبرتنا أم المجتبى العلوية ، قالت : قرئ على إبراهيم بن منصور ، أنا أبو بكر بن المقرئ ، أنا أبو يعلى الموصلي ، نا أبو همّام ، نا الوليد ، عن رجل ـ سماه أبو همام فانقطع في كتابي ـ عن عثمان بن أيمن ، عن أبي الدرداء قال : سمعت النبي (٣) صلى‌الله‌عليه‌وسلم يقول :

«من خرج يريد علما يتعلّمه فتح له باب إلى الجنة ، وفرشته الملائكة أكنافها ، وصلّت عليه ملائكة السموات وحيتان البحور ، وللعالم من الفضل على العابد كفضل القمر ليلة البدر على أصغر كوكب في السماء ، إنّ العلماء ورثة الأنبياء ، لم يرثوا دينارا ولا درهما ، ولكنهم ورّثوا العلم ، فمن أخذ بالعلم فقد أخذ بحظه ، موت العالم مصيبة لا تجبر ، وثلمة لا تسد ، وهو نجم طمس ، موت قبيلة أيسر من موت عالم» [٧٦٨٠].

الرجل الذي سقط اسمه من كتاب أبي يعلى هو خالد بن يزيد.

أخبرنا أبو القاسم محمود بن أحمد بن الحسن ، أنا أبو طالب أحمد بن محمّد بن عبد الرّحمن ، نا الشيخ أبو سعيد محمّد بن علي بن عمرو بن مهدي النّقّاش ـ إملاء ـ نا أبو بكر عبد الله بن يحيى أبو (٤) معاوية الطّلحي ـ بالكوفة ـ أنا أبو جعفر محمّد بن عبد الله بن

__________________

(١) «بن محمد» ليس في م.

(٢) ترجمته في سير أعلام النبلاء ٩ / ٤١٢ وتهذيب الكمال ٥ / ٤٢٥.

(٣) في م : «رسول الله» وفوقها علامة تحويل إلى الهامش ، وعليه كتب : النبي.

(٤) الأصل : بن ، والمثبت عن م.

٣١٨

سليمان الحضرمي ، نا الوليد بن شجاع ، نا الوليد بن مسلم ، عن خالد بن يزيد المرّي (١) ، عن عثمان بن أيمن ، عن أبي الدرداء ، قال : سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يقول :

«من غدا يريد العلم يتعلّمه فرشت له الملائكة أكنافها ، وصلّت عليه ملائكة السموات وحيتان البحور ، وللعالم من الفضل على العابد كفضل القمر ليلة البدر على أصغر كوكب في السماء ، والعلماء ورثة الأنبياء ، إنّ الأنبياء لم يورّثوا (٢) دينارا ولا درهما ولكنهم ورّثوا العلم ، فمن أخذ بالعلم فقد أخذ بحظّه ، موت العالم مصيبة لا تجبر ، وثلمة لا تسدّ ، وهو نجم طمس» [٧٦٨١].

٤٥٧٦ ـ عثمان بن بزيع ـ ويقال : عمر بن بزيع ـ القرشي

كان يسكن بدير هند من إقليم بيت الأبّار من غوطة دمشق.

ذكره أبو الحسن أحمد بن حميد بن أبي العجائز الأزدي في تسمية من كان بدمشق وغوطتها.

آخر (٣) الجزء الثاني والعشرين بعد الثلاثمائة من الأصل (٤).

٤٥٧٧ ـ عثمان بن أبي بكر بن حمّود بن أحمد

أبو عمرو السّفاقسي (٥) المغربي (٦)

رحل إلى المشرق ، وسمع بنيسابور ، وأصبهان ، وبغداد : أبا نعيم الحافظ ، وأبوي عبد الله : ابن منده ، ومحمّد بن عبد الملك الفسوي الحافظ ، وأبا نصر أحمد بن محمّد بن معروف الأصبهاني ، وهارون بن محمّد بن هارون الأصبهاني ، وأبا الحسين عبد الله بن [محمد بن](٧) سجنار بكازرون ، وأبا القاسم بن بشران ، وأبا نصر عبيد الله بن سعيد.

وقدم دمشق طالب علم ، فسمع بها.

__________________

(١) رسمها مضطرب بالأصل ، نميل إلى قراءتها : «المدني» ، والتصويب عن م ، وقد مرّ التعريف به قريبا.

(٢) الأصل : «لا يرثوا» والمثبت عن م.

(٣) ما بين الرقمين سقط من م ، ومكانه فيها : بلغت سماعا بقراءتي.

(٤) ما بين الرقمين سقط من م ، ومكانه فيها : بلغت سماعا بقراءتي.

(٥) السفاقسي نسبة إلى سفاقس بفتح أوله وبعد الألف قاف وآخره سين مهملة : مدينة من نواحي أفريقية ، على ضفة الساحل بينها وبين المهدية ثلاثة أيام (معجم البلدان).

(٦) ترجمته في جذوة المقتبس للحميدي رقم ٦٩٧ ص ٣٠٣ وبغية الملتمس للضبي رقم ١١٨١ ص ٤١٠.

(٧) الزيادة عن م.

٣١٩

وحدّث بدمشق ، فروى عنه : عبد العزيز الكتّاني ، وأبو علي بن سعيد العطّار ، وعبد الله بن فضيل ، ومحمّد بن علي بن أحمد بن المبارك الفزار (١) ، ومحمّد بن أبي نصر الحميدي ، وأبو الهيثم يوسف بن محمّد بن أبي منصور الأسترابادي.

وذكر الحميدي : أنه أخبره بكتاب الأربعاء الذي ألّفه ، وبكتابه الذي أملاه بطليطلة برغبة القاضي أبي عمر بن الحد تسمية شيوخه والإيراد لكلّ واحد منهم حديثا مما حضره من حفظه ، فاجتمع من ذلك نحو الأربع مائة حديث لأربعمائة من الشيوخ.

حدّثنا أبو الحسن علي بن المسلّم وأخذ بلحيته ، نا عبد العزيز بن أحمد وأخذ بلحيته ، أنا أبو عمرو عثمان بن أبي بكر وأخذ بلحيته ، نا محمّد بن إسحاق العبدي وأخذ بلحيته ، أنا أحمد بن مهران وأخذ بلحيته ، نا سليمان بن شعيب الكيساني وأخذ بلحيته [نا (٢) سعيد الأدم وأخذ بلحيته ، نا شهاب بن خراش (٣) وأخذ بلحيته ، نا يزيد الرقاشي وأخذ بلحيته] ، نا أنس وأخذ بلحيته ، قال : سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم وأخذ بلحيته يقول :

«لا يؤمن العبد حتى يؤمن بالقدر خيره وشرّه ، حلوه ومرّه» ، قال : وقبض رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم عن لحيته وقال : «آمنت بالقدر خيره وشره ، حلوه ومرّه» [٧٦٨٢].

قرأت على أبي الحسن سعد الخير بن محمّد ، عن محمّد بن أبي نصر الحميدي قال (٤) : عثمان بن أبي بكر الصّدفي أبو عمرو السّفاقسي محدّث ، رحل العراق وغيرها بعيد العشرين وأربعمائة ، وأسرع في رحلته ، وعرف كثيرا (٥) من أخبار البلاد التي دخلها ومن فيها من أهل الرواية والعلم ، وسمع الكثير ، وكتب ، وانصرف مسرعا ، ووصل إلينا بالمغرب سنة ستّ وثلاثين ، وسمع منه بالأندلس وجال في أقطارها ، ثم رجع إلى إفريقية ، ومات مجاهدا في جزيرة من جزائر الروم ـ على ما بلغني ـ حدّث عن أبي نعيم الأصبهاني وعن جماعة عدة من البلاد التي دخلها ، وكان فاضلا عاقلا يفهم.

قرأت عليه كثيرا ، وكتب عنه وأنشدني (٦) بالأندلس قال : أنشدني عبد الله بن محمّد

__________________

(١) كذا رسمها بالأصل ، وفي م : البوار.

(٢) ما بين معكوفتين سقط من الأصل فاختل السند ، وهذه الإضافة عن م لتقويم السند.

(٣) في م : حراش ، بالحاء المهملة ، والصواب ما أثبت ، ترجمته في تهذيب الكمال ٨ / ٤٠٠.

(٤) جذوة المقتبس للحميدي ص ٣٠٣ رقم ٦٩٧.

(٥) عن م وجذوة المقتبس ، وفي الأصل : كثير.

(٦) عن م وجذوة المقتبس وبالأصل : وأنشد.

٣٢٠