تاريخ مدينة دمشق - ج ٣٨

أبي القاسم علي بن الحسن ابن هبة الله بن عبد الله الشافعي [ ابن عساكر ]

تاريخ مدينة دمشق - ج ٣٨

المؤلف:

أبي القاسم علي بن الحسن ابن هبة الله بن عبد الله الشافعي [ ابن عساكر ]


المحقق: علي شيري
الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع
الطبعة: ٠
الصفحات: ٤٦٢
الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤ الجزء ١٥ الجزء ١٦ الجزء ١٧ الجزء ١٨ الجزء ١٩ الجزء ٢٠ الجزء ٢١ الجزء ٢٢ الجزء ٢٣ الجزء ٢٤ الجزء ٢٥ الجزء ٢٦ الجزء ٢٧ الجزء ٢٨ الجزء ٢٩ الجزء ٣٠ الجزء ٣١ الجزء ٣٢ الجزء ٣٣ الجزء ٣٤ الجزء ٣٥ الجزء ٣٦ الجزء ٣٧ الجزء ٣٨ الجزء ٣٩ الجزء ٤٠ الجزء ٤١ الجزء ٤٢ الجزء ٤٣ الجزء ٤٤ الجزء ٤٥ الجزء ٤٦ الجزء ٤٧ الجزء ٤٨ الجزء ٤٩ الجزء ٥٠ الجزء ٥١ الجزء ٥٢ الجزء ٥٣ الجزء ٥٤ الجزء ٥٥ الجزء ٥٦ الجزء ٥٧ الجزء ٥٨ الجزء ٥٩ الجزء ٦٠ الجزء ٦١ الجزء ٦٢ الجزء ٦٣ الجزء ٦٤ الجزء ٦٥ الجزء ٦٦ الجزء ٦٧ الجزء ٦٨ الجزء ٦٩ الجزء ٧٠ الجزء ٧١ الجزء ٧٢ الجزء ٧٣ الجزء ٧٤ الجزء ٧٥ الجزء ٧٦ الجزء ٧٧ الجزء ٧٨ الجزء ٧٩ الجزء ٨٠

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني ، نا عبد العزيز الكتاني ، أنا أبو القاسم تمام بن محمّد ، أنا أبو عبد الله الكندي ، نا أبو زرعة ، قال في ذكر موالي أم الدرداء [وأصحابها : عثمان بن حيان مولى أم الدرداء](١).

أخبرنا أبو غالب بن البنّا ، أنا أبو الحسين بن الآبنوسي ، أنا أبو القاسم بن عتّاب ، أنا أحمد ـ إجازة ـ.

ح وأخبرنا أبو القاسم بن السّوسي ، أنا أبو عبد الله بن أبي الحديد ، أنا أبو الحسن الرّبعي ، أنا عبد الوهاب الكلابي ، أنا أحمد بن عمير ـ قراءة ـ.

قال : سمعت أبا الحسين بن سميع يقول في الطبقة الرابعة من تابعي أهل الشام :

عثمان بن حيّان مولى عتبة بن أبي سفيان (٢).

أخبرتنا أم البهاء فاطمة بنت محمّد ، أنا أبو طاهر بن محمود ، أنا أبو بكر بن المقرئ ، أنا أبو الطّيّب محمّد بن جعفر المنبجي ، نا عبيد الله بن سعد الزهري ، قال : قال أبي (٣) سعد (٤) بن إبراهيم : ونزع ـ يعني الوليد ـ عمر بن عبد العزيز عن المدينة لهلال شعبان ـ يعني من سنة أربع وتسعين ـ وأمّر عثمان بن حيّان المرّي ، فقدم ليلة الأربعاء لليلتين بقيتا من شوال ، واستخلف سليمان سنة ست وتسعين ، ونزع عثمان بن حيّان (٥) لسبع ليال بقين من رمضان.

أخبرنا أبو غالب محمّد بن الحسن ، أنا أبو الحسن السّيرافي ، أنا أحمد بن إسحاق ، نا أحمد بن عمران ، نا موسى ، نا خليفة ، قال (٦) :

واستخلف على المدينة أبا بكر بن حزم ـ يعني عمر بن عبد العزيز ـ حين عزل عن المدينة ، وولي المدينة عثمان بن حيّان المرّي ، فلم يزل واليا حتى مات الوليد ، فعزله سليمان ، وولّى أبا بكر بن حزم في شهر رمضان سنة ست وتسعين.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا أبو بكر بن الطّبري ، أنا أبو الحسين بن الفضل

__________________

(١) ما بين معكوفتين سقط من الأصل وأضيف عن م.

(٢) تهذيب الكمال ١٢ / ٣٩٦.

(٣) بالأصل : أبو ، تصحيف ، والتصويب عن م.

(٤) في م : سعيد ، تصحيف.

(٥) «من» حيان المري إلى هنا سقط من م.

(٦) انظر تاريخ خليفة بن خيّاط ص ٣١١ و ٣١٧.

٣٤١

أنا عبد الله بن جعفر ، نا يعقوب بن سفيان ، قال : وفيها ـ يعني سنة أربع وتسعين ـ نزع عمر بن عبد العزيز عن أهل المدينة ، ووليها عثمان بن حيّان القرشي.

قال : وفيها ـ يعني سنة ست وتسعين ـ نزع عثمان بن حيّان عن أهل المدينة وأمّر أبو بكر بن حزم الأنصاري.

أخبرتنا أم البهاء فاطمة بنت محمّد ، قالت (١) : أنا أبو طاهر بن محمود ، أنا أبو بكر بن المقرئ ، نا محمود بن جعفر ، نا عبيد الله بن سعد الزهري ، نا الهيثم بن خارجة ، نا الوليد بن مسلم (٢) ، عن ابن (٣) جابر ، عن ابن الماجشون ، قال : بينما أنا مع عمر بن عبد العزيز نزول فإذا ركب مقبلين من الشام ، فعرضت لهم ، فإذا بعثمان بن حيّان وال على المدينة ، فأتيت عمر ، فقلت : هذا عثمان بن حيّان قد ولي عليك المدينة ، قال : الحمد لله ، والله ما قضى لي قضية قط فأحببت أن يكون قضى لي غيرها.

جاء في غير هذه الرواية : أن الوليد إنّما ولى عثمان بن حيّان طلب العراقيين الذين هربوا إلى المدينة من الحجّاج ، فلما بلغ في ذلك [ما يحب ولّاه المدينة بعد ذلك](٤) فالله أعلم.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا أبو بكر بن الطبري ، أنا أبو الحسين بن الفضل ، أنا عبد الله بن جعفر ، نا يعقوب (٥) ، نا محمّد بن أبي زكير ، أنا ابن وهب ، حدّثني مالك قال :

كان عثمان بن حيّان أميرا على المدينة في خلافة الوليد بن عبد الملك ، قال : وكان ابن حزم يومئذ قاضيا ، قال : فعزل عثمان بن حيّان (٦) بعد ذلك ، وولي أبو بكر بن حزم بعده.

قال : ونا يعقوب (٧) ، نا سعيد بن أسد ، نا ضمرة ، عن ابن شوذب ، قال : قال عمر بن

__________________

(١) «قالت» ليست في م.

(٢) الخبر من طريقه رواه المزي في تهذيب الكمال ١٢ / ٣٩٧.

(٣) الأصل : أبي جابر ، والمثبت عن م وتهذيب الكمال.

(٤) ما بين معكوفتين سقط من الأصل وأضيف عن م.

(٥) الخبر في المعرفة والتاريخ ١ / ٥٩٠.

(٦) من قوله : أميرا إلى هنا سقط من م.

(٧) المعرفة والتاريخ ١ / ٦٠٩ ـ ٦١٠ وسيرة عمر بن عبد العزيز لابن الجوزي ص ٤٧ وسيرة عمر لابن عبد الحكم ص ١٤٦.

٣٤٢

عبد العزيز : [الوليد](١) ابن عبد الملك بالشام ، والحجاج بن يوسف بالعراق ، ومحمّد بن يوسف باليمن ، وعثمان بن حيّان بالحجاز ، وقرّة بن شريك بمصر (٢) ، امتلأت الأرض والله جورا.

أخبرتنا أم البهاء فاطمة بنت محمّد ، قالت : أنا أبو طاهر بن محمود ، أنا أبو بكر بن المقرئ ، نا محمّد بن جعفر ، نا عبيد الله بن سعد الزهري ، نا هارون بن معروف ، نا ضمرة ، عن ابن شوذب ، قال : قال عمر بن عبد العزيز : الوليد بالشام ، والحجاج بن يوسف بالعراق ، ومحمّد بن يوسف باليمن ، وعثمان بن حيّان بالحجاز ، وقرّة بن شريك بمصر ، امتلأت الأرض والله جورا.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا أبو بكر بن الطبري ، أنا أبو الحسين بن الفضل ، أنا عبد الله بن جعفر ، نا يعقوب بن سفيان (٣) ، حدّثني محمّد بن يحيى ، وحرملة قالا : أنا ابن وهب ، نا مالك أن ابن حيّان المرّي إذ كان أميرا على المدينة : وعظ محمّد بن المنكدر وأصحابه نفرا في شيء بلغهم من أمر الحمامات ، وكان فيهم مولى لابن حيان ، فرفع ذلك إلى ابن حيّان ، فبعث إلى محمّد بن المنكدر وأصحابه فضربهم ، لما كان من كلامهم بالمعروف ، ونهيهم عن المنكر ، وقال : تتكلمون في مثل هذا؟

فقلت لمالك : وضرب ابن المنكدر؟ قال : أي والله ، وربيعة أيضا ، وكان أحد المفتين ضرب وحلق رأسه ولحيته ، ولكن في شيء غير هذا ، قال : وضرب سعيد بن المسيّب مائة ، وأدخل في تبان.

وقال مالك : قال عمر بن عبد العزيز : ما أغبط رجلا لم يصبه في هذا الأمر أذى.

أنبأنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي ، عن أبي محمّد الجوهري ، عن أبي عمر بن حيّوية ، أنا سليمان بن إسحاق ، نا الحارث بن أبي أسامة ، نا محمّد بن سعد ، أنا محمّد بن عمر الواقدي ، قال : فحدّثني محمّد بن عبد الله بن أبي حرّة (٤) ، عن عمه قال :

رأيت عثمان بن حيّان أخذ عبيدة بن رباح ، ومنقذ العراقي في أناس من أهل العراق فحبسهم ، ثم بعث بهم في جوامع إلى الحجاج بن يوسف ، ولم يترك بالمدينة أحدا من أهل

__________________

(١) الزيادة عن م والمعرفة والتاريخ.

(٢) زيد بعدها في سيرة ابن عبد الحكم : ويزيد بن أبي مسلم بالمغرب.

(٣) المعرفة والتاريخ ١ / ٦٥٩ ـ ٦٦٠ وتهذيب الكمال ١٢ / ٣٩٧.

(٤) بالأصل : جرة ، وفي م : جمرة. كلاهما تصحيف والصواب ما أثبت ، ترجمته في تهذيب الكمال ١٦ / ٤١٠.

٣٤٣

العراق تاجرا ولا غير تاجر من كلّ بلد إلّا أخرجوا فرأيتهم في الجوامع ، واتّبع أهل الأهواء ، ففظع الهيصم ، ومنجور فقطع أيديهما وأرجلهما ثم صلبهما ، وكانا من الخوارج ، وسمعته يخطب على المنبر وهو يقول بعد حمد الله : أيها الناس إذا وجدنا أهل غشّ لأمير المؤمنين في قديم الدهر وحديثه وقرضوا إليكم من لا يزيدكم إلّا خبالا ، أهل العراق هم أهل الشقاق والنفاق ، وهم والله عش النفاق وبيضته التي انفلقت عنه ، والله ما سبرت عراقيا قط فوجدت عنده دينا ، وإنّ أفضلهم حالا عند نفسه الذي يقول في آل أبي طالب ما يقول : وما لهم لهم بشيعة ، إنهم لأعداء لهم ولغيرهم ، ولكن لما يريد الله من سفك (١) دمائهم ، والتقرب إليه بذلك منهم ، وإنّي والله لا أوتى بأحد منكم أكرى احدا منهم منزلا ولا أنزله إلّا هدمت منزله وأحللت به ما هو أهله ، إنّ البلدان مصّرها عمر بن الخطاب ، وهو مجتهد على ما يصلح رعيته ، فجعل يمرّ عليه من يريد الجهاد فيستشيره : الشام أحبّ إليك أم العراق؟ فيقول : الشام أحبّ إليّ ، إنّي رأيت العراق داء عضالا ، وبها فرخ الشيطان ، والله لو عضلوا أبي ، وإني لأراني سأفرقهم في البلدان ثم أقول لو فرقتهم (٢) لأفسدوا من دخلوا عليه مع [جدل](٣) وحجاج وكيف ولم وسرعة وجيف في الفتنة فإذا خبروا عند السيف لم يخبر منهم طائل ، ولم يصلحوا على عثمان وهو من بعد الإمام المظلوم الشهيد ، فلقي منهم الأمرين ، وكانوا هم أوّل الناس ، فتق هذا الفتق ، ونقضوا عرى الإسلام عروة عروة ، وانفلوا البلدان ، والله إني لأتقرب (٤) إلى الله بكلّ ما أفعل بهم لما أعرف من رأيهم ومذاهبهم ثم وليهم أمير المؤمنين فلم يصطلحوا عليه ، ثم يزيد بن معاوية فلم يصطلحوا ، ووليهم رجل الناس جلدا ـ يعني عبد الملك ـ فبسط عليهم السيف ، وأخافهم ، فاستقاموا له ، أحبّوا أو كرهوا ، وذلك أنه خبرهم ، فعرفهم.

أيها الناس ، إنا والله ما رأينا شعارا قط مثل الأمن ، ولا رأينا جليسا (٥) قط شرا من خوف ، فالزموا الطاعة ، فإنّ عندي يا أهل المدينة خبره من الخلاف ، والله ما أنتم بأصحاب قتال ، ولا بصيرة ، إنّما أنتم قوم حصر في فلاة من الأرض لو قطع مشربكم لمتم قدع (٦) الطعام ولا تزالون تبنون فيها ، فكونوا من أجلاس بيوتكم ، وعضوا على النواجذ ، وإنّي قد بعثت في

__________________

(١) الأصل : سقط ، والمثبت عن م.

(٢) بالأصل «لفرقتهم» والمثبت : «لو فرقتهم» عن م.

(٣) الزيادة عن م.

(٤) بالأصل : «والله لا أتقرب» والمثبت عن م.

(٥) بدون إعجام وغير مقروءة بالأصل ، والمثبت عن م.

(٦) قدعه ؛ كفّه ، والمقدوع : المنصب على الشيء.

والتقادع : الموت بعض في إثر بعض.

٣٤٤

مجالسكم من يتسمع ، فيبلغني عنكم أنكم في فضول كلام غيره ألزم لكم ، فدعوا عيب الولاة فإنّ الأمر إنّما ينقص شيئا [شيئا (١) حتى تكون الفتنة وإن الفتنة من البلاء المبين تذهب الدين ، وتذهب المال ، وتذهب الولد.

قال : يقول القاسم بن محمّد : صدق في كلامه هذا الآخر إن الفتنة لمنكري.

قال : وأنا محمّد بن عمر ، حدّثني خالد بن القاسم عن سعيد بن عمرو ، قال :

رأيت منادي عثمان بن حيّان ينادي : برئت ذمّة الله ممن آوى عراقيا ، وكان عندنا رجل من أهل البصرة له فضل ، يقال له سوادة (٢) من العبّاد ، فقال : والله ما أحبّ أن أدخل عليكم مكروها بلّغوني مأمني (٣) قال قلت : لا خير لك في الخروج إنّ الله يدفع عنا وعنك ، قال : فأدخلته بيتي ، وبلغ عثمان بن حيّان فبعث أحراسا فأدخلته إلى بيت آخر (٤) ، فما قدروا على شيء ، وكان الذي سعى بي عدوّا (٥) ، فقلت : أصلح الله الأمير ، تؤتى بالباطل فلا تعاقب عليه ، قال : فضرب الذي سعى بي عشرين سوطا ، وأخرجنا العراقي ، فكان يصلّي معنا ما يغيب عنا يوما واحدا ، وحدب عليه أهل دارنا (٦) وقالوا : نموت دونك ، فما برح معنا في بني أمية بن زيد حتى عزل الخبيث.

أخبرنا أبو غالب ، وأبو عبد الله ابنا أبي [علي](٧) ، قالا : أنا أبو جعفر المعدّل ، أنا أحمد بن سليمان ، نا الزبير بن بكار ، حدّثني عبد الرّحمن بن عبد الله الدهري ، قال : لما مات الحجاج بن يوسف ، ووليد بن عبد الملك جعل (٨) الصبيان والإماء بالمدينة يقولون :

يا مهلك الاثنين

اهلك ذاك الإنسان

قال : فكان عثمان بن حيّان يقول : أنا ذاك الإنسان ، فلما عزل عثمان بن حيّان جهروا فقالوا :

يا مهلك الاثنين

اهلك ذاك الإنسان

ومن ذاك الإنسان

عثمان بن حيّان

__________________

(١) زيادة عن م.

(٢) عن م والمختصر وبالأصل : «سواد» ، وفي تاريخ الطبري ٦ / ٤٨٧ «أبو سوادة».

(٣) عن م والطبري وبالأصل : مأمن.

(٤) في تاريخ الطبري : بيت أخي.

(٥) الأصل وم : عدو ، والتصويب عن الطبري.

(٦) الأصل وم : «داريا»؟ والمثبت عن الطبري.

(٧) الزيادة عن م.

(٨) اللفظة سقطت من م.

٣٤٥

أنبأنا أبو بكر الأنصاري ، عن أبي محمّد الجوهري ، عن أبي عمر الخزّاز (١) ، نا سليمان بن إسحاق ، نا الحارث بن أبي أسامة ، أنا محمّد بن سعد ، أنا محمّد بن عمر قال :

نزع سليمان عثمان بن حيّان عن المدينة لتسع ليال بقين من رمضان سنة ست وتسعين ، وكانت إمارته على المدينة ثلاث سنين إلّا سبع ليال ، وولّى سليمان ابن حزم على المدينة.

أخبرنا أبو الفرج سعيد بن أبي الرجاء ـ مشافهة ـ أنا أبو الفتح منصور بن الحسين الكاتب ، أنا أبو بكر بن المقرئ ، نا أبو عروبة الحسين بن محمّد بن مودود ، نا أيوب بن محمّد الوزّان ، نا ضمرة [عن](٢) ابن شوذب ، قال :

كتب عمر بن عبد العزيز إلى عمر بن الوليد :

إن أظلم مني وأجور من ولّى عبد ثقيف خمس المسلمين يحكم في دمائهم وأموالهم ـ يعني يزيد بن أبي مسلم ـ وأظلم مني وأجور من ولّى عثمان بن حيّان الحجاز ينطق بالأشعار على منبر رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، وأظلم مني وأجور من ولّى قرة بن شريك مصر ، أعرابي جلف جافّ أظهر فيها المعازف.

أخبرنا أبو الحسين محمّد بن كامل بن ديسم المقدسي ، قال : كتب إليّ أبو جعفر بن المسلمة يذكر أن أبا عبيد الله محمّد بن عمران بن موسى المرزباني أجاز لهم ، قال : عثمان بن حيّان المدني ، كان أبو بكر بن (٣) محمّد بن عمرو (٤) بن حزم الأنصاري أيام ولايته المدينة ضربه حدّين ، فلما قدم يزيد بن عبد الملك أقاد عثمان من ابن حزم ، فقال عثمان :

نام بنو حزم وما نمت عنهم

وما ليل موتور كريم بنائم

رأيت أبا بكر إذا ما لقيته

تشكي رخامي واصطكاك الأداهم

قرأت في كتاب بعض أهل العلم ، حدّثني أبو عبد الله اليزيدي ، حدّثني أحمد بن الحارث الخزاز ، قال (٥) : قال أبو الحسن المدائني ، قال أبو هبيرة بن الأشعث :

وجّهني عبد الحميد بن عبد الرّحمن إلى عمر بن عبد العزيز بتقدير ديوان الكوفة ، فإني

__________________

(١) الأصل : الخزار ، تصحيف والصواب عن م.

(٢) الزيادة عن م.

(٣) سقطت من م.

(٤) عن م ، وبالأصل : «عمر» وانظر تاريخ خليفة ص ٣١٢.

(٥) من «قرأت إلى هنا استدرك على هامش م».

٣٤٦

لفي المقصورة إذ دخل رجل أمغر أصهب السّبال (١) ، عليه جبّة خز حمراء ، وكساء خزّ أحمر ، وجعل القوم يقولون : مرحبا بك يا أبا المغرا ، هاهنا ، فقلت : من هذا؟ قالوا : عثمان بن حيّان المرّي ، ثم دخل رجل طوال ، خفيف العارضين ، حسن اللحية ، عتيق (٢) الوجه ، عليه جبة خزّ خضراء ، وكساء خزّ أخضر ، فقال القوم : مرحبا بك أبا عقبة ، هاهنا ، فقلت : من هذا؟ قالوا : الجرّاح بن عبد الله الحكمي ، إذ قال عثمان : العجب من رجل ولي ثغري العرب : خراسان وسجستان ، فصعد منبرهم ، فقال : أتيتكم محفيا فتركتموني عصيبا ، فانفرث من حمقه ولؤمه كانفراث (٣) الكبد ، فأتانا مخلوعا ، منزوعا ، ولوما ، مهانا.

قال : فأكبّ الجرّاح ساعة ثم رفع رأسه ، فقال : أما تعجبون من رجل ولي ثغري العرب ، فأتى قوما متفرقة أهواؤهم ، متشتتا أمرهم ، فلم يخف سبيلا ، ولم يسفك دما ، ولم يأت منكرا ، ثم استعفى خليفته ، فرجع إلى جنده غير عاجز ، ولا ملوم ، وأحمق وأسير ذاك وآلم وأمضّ لما يكره ، رجل ولي حرم رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم فشرب فيه الخمر ، فضرب فيه الحدّ ، وغسل منبر رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم منه ، ثم شتم ابن الخليفة عثمان بن عفّان بما هو أولى منه ، فضرب حدا آخر ، ثم صعد به منبر رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم فطرح منه فاندقت ترقوته ، فأتانا مخلوعا ، منزوعا ، مهانا ، ملوما.

فسمع عمر كلامهما ، فقال : يا غلام ما هذا؟ قالوا : الجراح وعثمان يستبّان ، قال : يا حرسي اخرج فخذ بيد عثمان فاخرجه من المسجد ، وأنت يا حرسي اخرج فخذ بيد الجرّاح فاخرجه من المسجد وقل لهما : الحقا بأهلكما لا في كنف الله ولا في ستره ، وكانا حجاجيين ، فكان عمر يبغضهما.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني ، نا عبد العزيز الكتاني ، أنا أبو محمّد بن أبي نصر ، أنا أبو القاسم بن أبي العقب ، أنا أحمد بن إبراهيم ، أنا محمّد بن عائذ ، قال : قال الوليد بن مسلم :

__________________

(١) السبال جمع سبلة وهي الدائرة التي في وسط الشفة العليا ، وقيل : السبلة ما على الشارب من الشعر ، وقيل : طرفه ، وقيل : هي مجتمع الشاربين. وقيل هو ما على الذقن إلى طرف اللحية. (اللسان : سبل).

والأصهب من الشعر : الذي يخالط بياضه حمره. (اللسان : صهب).

(٢) العتق : الكرم ، يقال ما أبين العتق في وجه فلان : أي الكرم ، والعتق : الجمال ، ومنه قولهم : فلان عتيق الوجه أي جميله (تاج العروس بتحقيقنا : مادة عتق).

(٣) أي انتثارها ، يقال : انفرثت كبده : انتثرت (القاموس المحيط).

٣٤٧

وفي سنة اثنتين وتسعين افتتح عثمان بن حيّان سطبة (١) وما يليها من الحصون.

زاد ابن عائذ مما لم أسمعه من الأكفاني وهو في إجازة منه ، عن الوليد أخبرني بعض شيوخنا : أن يزيد بن عبد الملك أغزى في سنة أربع ومائة الصائفة اليمنى عبد الرّحمن بن سليم الكلبي ، وعثمان بن حيّان الصائفة اليسرى.

أخبرنا أبو غالب محمّد بن الحسن ، أنا أبو الحسن النهاوندي ، أنا أحمد بن إسحاق ، نا أحمد بن عمران ، نا موسى ، نا خليفة (٢) ، قال :

وولي عثمان بن حيّان المرّي ، وعبد الرّحمن بن سليم الكلبي ، فنزل على سميره (٣) ، فافتتحاها ، وفيها غزا عثمان بن حيّان قيصرة (٤) حصنا من حصون الروم.

أخبرتنا أم البهاء بنت البغدادي ، قالت : أنا أبو طاهر بن محمود ، أنا أبو بكر بن المقرئ ، أنا محمّد بن جعفر ، نا عبيد الله بن سعد قال :

وغزا عبد الرّحمن بن سليم الكلبي ، وعثمان بن حيّان الروم ـ يعني سنة ثلاث ومائة في ولاية يزيد بن عبد الملك ، قال : ثم غزا عثمان بن حيّان أرض الروم يعني سنة خمس (٥) ومائة.

٤٥٨٦ ـ عثمان بن خرّزاد هو ابن عبد الله بن محمّد

يأتي بعد.

٤٥٨٧ ـ عثمان بن الخطّاب بن عبد الله بن العوّام

أبو عمرو البلوي المغربي

المعروف بأبي الدنيا الأشجّ (٦)

ذكر أنه سمع أمير المؤمنين علي بن أبي طالب.

روى عنه : أبو بكر محمّد بن أحمد بن محمّد بن يعقوب المفيد ، والحسن بن

__________________

(١) كذا بالأصل وم ، ولم أعثر على هذا المكان فيما بين يدي من كتب البلدان.

(٢) الخبر في تاريخ خليفة ص ٣٣٠ وانظر تهذيب الكمال ١٢ / ٣٩٦.

(٣) كذا بالأصل وم ، وفي تاريخ خليفة : «سسره».

(٤) وهي المعروفة بقيصرية.

(٥) بالأصل : خمسين ، تصحيف ، والمثبت عن م.

(٦) انظر أخباره في :

ميزان الاعتدال ٣ / ٣٣ وتاريخ بغداد ١١ / ٢٩٧ ، والأنساب في (الأشج) و (البلوي) ولسان الميزان ٤ / ١٣٥.

٣٤٨

محمّد (١) بن يحيى ابن أخي طاهر العلوي ، وأبو الحسن علي بن جابارة القزويني (٢) ، وأبو الحسين أحمد بن يحيى الدينوري.

وقدم دمشق.

أخبرنا أبو غالب ، وأبو عبد الله ابنا البنّا ، قالا : أنا أبو علي الحسن بن غالب بن علي المقرئ ـ قراءة عليه ـ قال يحيى وأنا حاضر : نا أبو بكر محمّد بن أحمد بن محمّد المفيد بجرجرايا (٣) ـ إملاء ـ نا أبو عمرو عثمان بن الخطاب يعرف بأبي الدنيا الأشجّ ، قال : سمعت علي بن أبي طالب قال :

إنه لعهد النبي الأمي صلى‌الله‌عليه‌وسلم إليّ : أنه لا يحبّك إلّا مؤمن ولا يبغضك إلّا منافق.

قال : وسمعت علي بن أبي طالب قال : لما نزلت (وَتَعِيَها أُذُنٌ واعِيَةٌ)(٤) قال النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «سألت الله عزوجل أن يجعلها أذنك يا علي» [٧٦٨٦].

وذكر المفيد مع هذين الحديثين اثني عشر حديثا.

أخبرنا أبو عبد الله محمّد بن الفضل الفقيه ، وأبو المظفّر عبد المنعم بن عبد الكريم ، وأبو القاسم زاهر بن طاهر ، قالوا : أنا أبو عثمان سعيد بن محمّد بن أحمد ، أنا أبو الحسن علي بن أبي جابارة القزويني ـ بها ـ قال : لقيت على بن (٥) عثمان الخطّابي المغربي وسأله بعض الناس : كم بعد الشيخ؟ قال : ثلاثمائة سنة إلّا خمس سنين ، قيل : فكم تذكر من الصحابة؟ قال : كلهم خلا النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، وفاطمة ، قيل : فتذكر علي بن أبي طالب؟ قال : كيف لا وأنا من تربيته ، كنت رسولا فيما بينه وبين عثمان ، فحملني على دابّته ، وهذه الشجّة التي ترونها على وجهي أصابتني من ركاب أمير المؤمنين علي بن أبي طالب يوم خرج إلى قتال أهل النهروان ، قال : وكان بين يديه شيخان قال : هما ابناي وهما شيخان ، وهو كهل.

أنبأنا أبو الحسن علي بن عبد الله بن محمّد بن عبد الباقي بن محمّد بن عبد الله بن محمّد بن موسى بن عيسى بن عبد الله بن محمّد بن أبي جرادة العقيلي (٦) ، حدّثني أبو الفتح

__________________

(١) بالأصل : «وأبو الحسن محمد» والمثبت : «والحسن بن محمد» عن تاريخ بغداد والأنساب (الأشج).

(٢) من قوله : المفيد إلى هنا ليس في م.

(٣) جرجرايا : بلد من أعمال النهروان الأسفل بين واسط وبغداد من الجانب الشرقي (معجم البلدان).

(٤) سورة الحاقة ، الآية : ١٢.

(٥) كذا بالأصل وم : علي بن عثمان (؟).

(٦) قارن مع المشيخة ١٤٤ / أ.

٣٤٩

أحمد بن علي الجزري ، في سنة سبع وسبعين وأربعمائة بحلب ـ إملاء في داره ـ نا القاضي الجليل أبو الحسين أحمد بن يحيى العطّار الدّينوري بمدينة ميّافارقين (١) في سنة ست عشرة وأربعمائة قال :

خرجت مع خالي في سنة خمسين (٢) وثلاثمائة نطلب الحج حتى إذا كنا بمكة وقضينا حجّنا رأيت حلقة دائرة عليها خلق من الناس ، فسألت بعضهم فقلت : من هؤلاء؟ [فقالوا](٣) حجاج بن المغرب ، فدنوت منهم فإذا هم يقولون : هذا أبو سعيد الأشجّ ، فجلست إليهم حتى صرنا في جماعة كثيرة ، فقالوا له : حدّثنا ، قال : نعم ، خرجت مع أبي من المغرب من قرية يقال لها مريذة (٤) نطلب الحج ، فوصلنا مصر فبلغنا حرب علي بن أبي طالب مع معاوية بن أبي سفيان ، فقال لي أبي : أقم بنا يا بنيّ حتى نقصد إلى علي بن أبي طالب ، ونشاهده ، فلما وصلنا إلى دمشق ، خرجنا نطلب العسكر ، فبينا نحن سائرون وكان يوما شديد الحر ، فلحق أبي عطش شديد ، فقلت له : يا أبة اجلس حتى أمضي ارتد لك الماء ، وأحملك إليه حتى لا تتعب ، فجلس ، وقصدت إلى طلب الماء يمينا وشمالا ، فبينا أنا أدور رأيت عينا شبه البركة ، فلم أملك نفسي أن خلعت ما كان عليّ وطرحت نفسي فيها ، فتغسّلت وشربت من مائها وجئت إلى عند أبي فوجدته قد قضى ، فواريته وانصرفت أطلب أمير المؤمنين ، فوصلت العسكر ليلا ، فبتّ ، فلما كان من غد جئت ، فوقفت على باب خيمته ، فخرج ، وقدّم له بغلة النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فهمّ أن يركب ، فأسرعت أن أقبّل ركابه ، فنفحني بركابه ـ أو قال : بالمهماز (٥) ـ فشجّني هذه الشّجّة ، وكشف عن رأسه ، فرأينا أثر الشّجة ، قال : فتأخّرت عنه فنزل وصاح إلي : ادن مني فأنت الأشجّ ، فدنوت منه ، فمرّ يده عليّ وقال لي : حدّثني بحديثك ، فحدّثته ما كان مني ومن أبي إلى أن وصلت العين كيف سبحت فيها وشربت من مائها ، فقال لي : يا بنيّ تلك عين الحياة ، اللهمّ عمّره ، اللهم عمّره ، يقولها [ثلاثا](٦) ، وقال : أنت المعمّر أبو الدنيا ، اسمع ما أحدّثك به ، سمعت النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم يقول ، فذكر خمسة أحاديث من جملة الأحاديث التي وقعت إلينا من طريق المفيد عن الأشجّ.

__________________

(١) من مدن ديار بكر ، مشهورة (انظر معجم البلدان).

(٢) كذا بالأصل وم ، وفي المختصر ١٦ / ٨٨ خمس.

(٣) الزيادة عن م.

(٤) كذا بالأصل ، وبدون إعجام في م ، وفي المختصر : «مربذة» ولم أجدها.

(٥) المهماز : حديدة في مؤخر خفّ الرائض جمع مهامز ومهاميز (القاموس المحيط).

(٦) سقطت من الأصل وأضيفت عن م.

٣٥٠

ثم قال القاضي : فروى هذه الخمسة الأخبار ، وانصرف مع أصحابه إلى المغرب (١) ، فجاورت أنا وخالي سنة إحدى وخمسين ، فوصل على رأسه ، فجئت مع الناس إليه ، فحدّثني في سنة إحدى وخمسين وثلاثمائة ، فذكر خمسة أحاديث من جملة ما رواه المفيد عنه القاضي ، وقطع الحديث ومضى مع أصحابه إلى الغرب ، وأقمت بمكة ، فلما كان في سنة اثنتين وخمسين وصلّى مع أصحابه وجلس على رسمه فقمت إليه وسلّمت عليه ، وجلست مع الناس ، فحدّثنا وذكر باقي الأحاديث التي رواها المفيد عن الأشج ، وزاد حديثا واحدا لم يروه المفيد ، وهو قال : حدّثني أمير المؤمنين علي بن أبي طالب قال : سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم قضى أن الدّين قبل الوصية ، وأنتم أما قال لنا القاضي هارون (مِنْ بَعْدِ وَصِيَّةٍ يُوصِي بِها أَوْ دَيْنٍ)(٢) وان أعيان بني الأم يتوارثون دون بني العلات (٣) ، الرجل يرث أخاه لأبيه وأمه دون أخيه لأبيه (٤).

قال : وحدّثني أبو الفتح أحمد بن علي الجزري ، قال :

سافرت إلى أرض إفريقية ، فلما وصلنا القيروان وقف بنا رجل يسأل الناس فروى خبرا من هذه الأخبار ، فقلت له : من أين لك هذا؟ قال : عندنا بالقيروان رجل مقعد يروي هذا الخبر مع أخبار جماعة ، فمضيت إلى أبي عمران الفقيه المالكي ـ وكان مقدّما بالقيروان ـ فقصصت عليه الخبر ، فقلت له : أخبرني بها أكتبها عنك ، فقال لي : لا يجوز أن أمليها أنا ، قلت : ولم ذلك؟ قال : فيها خبر لا يجمع عليه العامّة ، قلت : وما هو؟ قال : قول النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «سألت الله أن يجعلها أذنك» ففعل فأنت الأذن الواعية ، فكيف يجوز أن تكون الأذن الواعية ويتقدمه أحد من الناس؟ [٧٦٨٧].

أخبرنا أبو منصور محمّد بن عبد الملك بن الحسن ، نا ـ وأبو الحسن ، أنا ـ أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت (٥) ، أنا العبد الصّالح أبو بكر أحمد بن موسى بن عبد الله الروشناني (٦) ، أنا محمّد بن أحمد بن محمّد بن يعقوب المفيد ، قال : سمعت أبا عمرو

__________________

(١) الأصل : الغرب ، والمثبت عن م.

(٢) سورة النساء ، الآية : ١٢ وفي التنزيل العزيز : يوصين.

(٣) بنو العلّات : بنو أمهات شتى من رجل واحد ، والعلة : الضّرّة (القاموس المحيط).

(٤) أقحم بعدها بالأصل : «والأم» والمثبت يوافق عبارة م والمختصر ١٦ / ٨٩.

(٥) تاريخ بغداد ١١ / ٢٩٧ ـ ٢٩٨ والأنساب (الأشج).

(٦) في تاريخ بغداد : الروشنائي.

٣٥١

عثمان بن الخطّاب بن عبد الله (١) البلوي من مدينة بالمغرب يقال لها رندة (٢) ـ وهو المعمّر ، ويعرف بأبي الدنيا ـ يقول : ولدت في أوّل خلافة أبي بكر الصدّيق ، فلما كان في زمن علي بن أبي طالب خرجت أنا وأبي نريد لقاءه ، فلما صرنا قريبا من الكوفة ـ أو من الأرض التي هو فيها ـ لحقنا عطش شديد في طريقنا أشفانا منه على الهلكة ، وكان أبي شيخا (٣) كبيرا ، فقلت له : اجلس حتى أدور أنا الصحراء أو البرية ، فعلّي أقدر على ماء ، أو من يدلّني على ماء ، أو ماء المطر ، فجلس ، ومضيت أطلب ، فلما كنت منه غير بعيد لاح لي ما قصدت إليه ، فإذا أنا بعين ماء وبين يديها شبيه بالركية (٤) أو الوادي من مائها ، فنزعت ثيابي واغتسلت من ذلك الماء ، وشربت حتى رويت ، ثم قلت : أمضي فأجي بأبي فهو غير بعيد ، فجئت إليه ، فقلت له : قم ، فقد فرّج الله ، وهذه عين من ماء قريب منا ، فقام ومضينا نحو العين والماء ، فلم نر (٥) شيئا ، فدرنا نطلب ، فلم نقدر (٦) على شيء ، وأجهد أبي جهدا شديدا ، فلم يقدر على النهوض لشدة ما لحقه ، فجلست معه ، فلم يزل يضطرب حتى مات ، فاحتلت حتى واريته ، ثم جئت حتى لقيت أمير المؤمنين عليا وهو خارج إلى صفّين ، وقد أسرجت له بغلة ، فمسكت بالرّكاب ليركب ، وانكببت أقبّل فخذه ، فنفحني بالركاب فشجني في وجهي شجّة ، قال المفيد : ورأيت الشّجّة في وجهه واضحة ، قال : ثم سألني عن خبري ، فأخبرته بقصتي و [قصة](٧) أبي ، وقصة العين ، فقال : هذه عين لم يشرب منها أحد إلّا عمّر عمرا طويلا ، وابشر فإنّك معمّر (٨) ما كنت لتجدها بعد شربك منها ، قال المفيد : ثم سألناه فحدّثنا عن علي بن أبي طالب بأحاديث ، ثم لم أزل أتبعه في الأوقات وألحّ عليه حتى يملي عليّ (٩) حديثا بعد حديث ، ثم أعود حتى جمعت عنه خمسة عشر حديثا ، لم يجتمع عنه لغيري ، لتتبعي له ، وإلحاحي عليه ، وكان معه شيوخ من بلده ، فسألتهم عنه ، فقالوا : هو مشهور عندنا بطول العمر ، حدّثنا بذاك آباؤنا عن

__________________

(١) من قوله : الروشناني إلى هنا سقط من م.

(٢) بالأصل : «مزبذة» وفي م : «مربذة» والمثبت عن تاريخ بغداد ورندة : معقل حصين بالأندلس من أعمال تاكرنا (قاله في معجم البلدان).

(٣) الأصل : شيخ ، والصواب عن م وتاريخ بغداد : والأنساب.

(٤) كذا بالأصل وم ، وفي المصادر : البركة.

(٥) الأصل وم : «ير» والمثبت عن تاريخ بغداد والأنساب.

(٦) الأصل وم : يقدر ، والمثبت عن تاريخ بغداد.

(٧) زيادة عن م وتاريخ بغداد ، و «أبي» كتبت بالأصل فوق الكلام بين السطرين.

(٨) الأصل وم : نعم ، تصحيف ، والتصويب عن تاريخ بغداد ، وفي الأنساب : فأبشر فإنك تعمر عمرا طويلا.

(٩) بالأصل وم : «يملي عليه» والمثبت عن تاريخ بغداد والأنساب.

٣٥٢

آبائهم عن أجدادهم ، وإنّ قوله في لقيّه علي بن أبي طالب معلوم عندهم أنه كذلك.

أخبرنا أبو منصور بن خيرون ، وأبو الحسن بن سعيد ، قالا : قال لنا أبو بكر الخطيب (١) :

عثمان بن الخطّاب بن عبد الله بن عوام (٢) أبو عمرو البلوي الأشجّ المغربي المعروف بأبي الدنيا ، وكان يروي عن علي بن أبي طالب ، وعاش دهرا طويلا ، وقدم بغداد بعد سنة ثلاثمائة بعدة سنين ، روى عنه : الحسن بن محمّد بن يحيى ابن أخي طاهر العلوي ، وأبو بكر المفيد ، وغيرهما ، والعلماء من أهل النقل لا يثبتون قوله ، ولا يحتجون بحديثه.

قال الخطيب (٣) :

وحدّثني أبو القاسم عبيد الله بن أحمد بن عبد الأعلى بن محمّد بن مروان الرّقّي الفقيه [نا أبو القاسم](٤) يوسف بن أحمد بن محمّد البغدادي التمّار ، وكان بالرقّة ، يعرف بالبنّاء ، وكان شاهدا بالرقة ، وقلت له : إن المفيد حدّث عن الأشجّ ، عن علي بن أبي طالب فقال : إنّ الأشج دخل بغداد واجتمع الناس عليه في دار إسحاق وأحدقوا به ، وضايقوه ، وكنت حاضره ، فقال : لا تؤذوني ، فإنّي سمعت علي بن أبي طالب يقول : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «كلّ مؤذ في النار» [٧٦٨٨].

وحدّث ببغداد خمسة أحاديث حفظت منها ثلاثة هذا أحدها ، وما علمت أن أحدا ببغداد كتب عنه حرفا (٥) ، ولم يكن عندي بذاك الثقة.

قرأت بخط أبي علي الحسن بن أحمد بن عبد الله بن البنّا والد شيخنا أبي غالب ، وأبي عبد الله [قال لي](٦) ابن سبعون [يعني عبد الله بن سبعون](٧) القيرواني : قد ورد هذا الأشج إلى بلادنا ، وسمعوها منه (٨) ، وهي هناك ، قال أبو علي بن البنّا : والله تعالى يهب العمر المديد لمن يريد من العبيد.

أخبرنا أبو منصور بن خيرون ، أنا أبو بكر الخطيب ، قال (٩) :

__________________

(١) تاريخ بغداد ١١ / ٢٩٧.

(٢) تاريخ بغداد : العوام.

(٣) تاريخ بغداد ١١ / ٢٩٩.

(٤) الزيادة عن م وتاريخ بغداد وفيه : حدثنا.

(٥) تاريخ بغداد : حرفا واحدا.

(٦) الزيادة عن م.

(٧) ما بين معكوفتين سقط من الأصل وأضيف عن م.

(٨) في م : مني.

(٩) تاريخ بغداد ١١ / ٢٩٩.

٣٥٣

روى بعض الناس عن المفيد قال : بلغني أن الأشجّ مات في سنة سبع وعشرين وثلاثمائة وهو راجع إلى بلده ، قال : وأخبرني بعض أصحابنا أنهم كانوا يكنونه بعد ذلك بأبي الحسن ويسمّونه عليا (١).

٤٥٨٨ ـ عثمان بن خلف

أبو عمرو الأندلسي

قدم دمشق سنة ثلاث وثلاثين وأربعمائة ، وروى قصيدة مسمطة ، سمّي الدامغة في السّنّة.

سمع منه أبو العباس بن قبيس ، وأبو الحسن علي بن محمّد بن شجاع بن أبي الهول ، وحيدرة بن علي الأنطاكي ، وأبو الحسن علي بن أحمد بن زهير التميمي المالكي وغيرهم.

أخبرنا أبو القاسم نصر بن أحمد بن مقاتل ، أنا أبو الحسن علي بن أحمد بن زهير ، أنشدنا أبو عمرو عثمان بن خلف الأندلسي ، أنشدني أبو الخليل ، أنشدني أبو عبد الله محمّد بن أحمد بن عبيد الوشّاء ، أنشدني أبو إسحاق محمّد بن القاسم بن شعبان ، أنشدني أبو الطاهر حامد بن محمّد بن عبد الله [بن عبد](٢) الخالق ، أنشدني أبو بكر هذه القصيدة لأبيه ، [قال :](٣) قالها أبي محمّد بن عبد الله بن عبد الخالق منها :

الحمد لله مليك الملك

مسخّر البحر مجري الفلك

ومرسل الريح ... (٤) الهلك

منّ علينا بالنبي المكي

فأظهر الدين بقمع الشّرك

فالله ربّي وهو الموجد

ليس مع الله إله يعبد

وليس لله شريك يعبد (٥)

يشهد والرسل جميعا تشهد

بأنه أفضلهم محمّد

هو النبي لا نبيّ (٦) بعده

أرسله إلى الأنام وحده

من بعد ما أرسل عيسى عبده

مبشرا ومنذرا ما عنده

يخبرهم وعيده ووعده

ثم ذكرها إلى آخرها.

__________________

(١) سقطت الكلمة من م.

(٢) الزيادة عن م.

(٣) الزيادة عن م.

(٤) غير مقروءة بالأصل وم ورسمها : لنحس.

(٥) في م : يوجد.

(٦) في م : «الأمي» بدل : «لا نبي».

٣٥٤

٤٥٨٩ ـ عثمان بن داود الخولاني (١)

أخو سليمان بن داود

روى عن عمير بن هانئ ، والضحّاك بن مزاحم ، وعكرمة ، وعمر بن عبد العزيز.

وكان قدريا.

روى عنه هشام بن الغاز ، وأبو خالد (٢) يزيد بن يحيى ، وعبد الرّحمن بن ثابت بن ثوبان ، وعمر بن مروان الكلبي.

أخبرنا أبو البركات عبد الوهاب بن المبارك ، أنا أبو بكر محمّد بن المظفّر ، أنا أبو الحسن العتيقي ، أنا يوسف بن أحمد ، أنا أبو جعفر العقيلي (٣) ، نا علي بن عبد الله بن المبارك الصّنعاني ، نا زيد بن المبارك ، نا زيد بن الحباب ، نا عبد الرّحمن بن ثابت بن ثوبان ، حدّثني عثمان بن داود ، عن الضحاك بن مزاحم ، عن ابن عباس قال :

قالوا : يا رسول الله ما نسمع منك نحدث به كله؟ قال : «نعم ، إلّا أن يحدّث (٤) قوما حديثا لا يضبطه (٥) عقولهم ، فيكون على بعضهم فتنة» [٧٦٨٩].

فكان ابن عباس يكن (٦) أشياء يفشيها إلى قوم (٧).

قال العقيلي : عثمان بن داود مجهول بنقل الحديث ، لا يتابع على حديثه ، ولا يعرف إلّا به.

أخبرنا أبو محمّد الأكفاني ، نا عبد العزيز الكتاني ، أنا أبو الحسن علي بن محمّد بن طوق الطّبراني ، أنا عبد الجبار بن محمّد بن مهنّى الخولاني (٨) ، نا أحمد بن عبد الله ، نا وصيف بن عبد الله ، نا علي بن سراج ، نا أحمد بن حرب ، نا زيد بن الحباب ، نا ابن ثوبان ، عن عثمان بن داود ، عن الضحاك ، عن ابن عباس قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم :

__________________

(١) انظر أخباره في :

ميزان الاعتدال ٣ / ٣٣ والضعفاء الكبير للعقيلي ٣ / ٢٠١ وتاريخ داريا ص ٨٦ ، ٨٨ و ٨٩ ولسان الميزان ٤ / ١٤٠.

(٢) أقحم بعدها بالأصل : «بن».

(٣) الخبر في الضعفاء الكبير للعقيلي ٣ / ٢٠١.

(٤) في الضعفاء الكبير : تحدثوا.

(٥) الضعفاء الكبير : لا تدركه.

(٦) عن م وبالأصل : يكنى.

(٧) العبارة في الضعفاء الكبير : فكان ابن عباس ذكر أشياء يقيسها إلى قوم.

(٨) الخبر في تاريخ داريا ص ٨٩.

٣٥٥

«ما أنت محدّث قوما حديثا لا تبلغه عقولهم إلّا كان على (١) بعضهم فتنة» [٧٦٩٠].

قال أبو علي بن مهنّا (٢) : وعثمان بن داود كان من جلّة أصحاب عمر ـ يعني : بن عبد العزيز ـ وولد عثمان بالساحل إلى وقتنا هذا.

رواه أبو الشيخ الأصبهاني ، عن علي بن سراج بهذا الإسناد إلّا أنه قال : عن عكرمة بدل (٣) الضحّاك ، وقال في آخره : قال علي : قلت لأبي زرعة : من عثمان؟ قال : أخو سليمان بن داود الخولاني.

أنبأنا أبو القاسم علي بن إبراهيم ، نا عبد العزيز الكتاني ، أنا أبو محمّد بن أبي نصر ، أنا أبو الميمون ، نا أبو زرعة ، قال في تسمية الإخوة من أهل الشام : قال اخوان : سليمان بن داود الخولاني ، وعثمان بن داود ، يروي عن عثمان (٤) : ، عبد الرّحمن بن ثابت بن ثوبان.

أخبرنا أبو غالب أحمد بن الحسن ، أنا أبو الحسين الصيرفي ، أنا أبو القاسم بن عتّاب ، أنا أحمد بن عمير ـ إجازة ـ.

ح (٥) وأخبرنا أبو القاسم بن السّوسي ، أنا أبو عبد الله بن أبي الحديد ، أنا أبو الحسن الرّبعي ، أنا عبد الوهاب الكلابي ، أنا أحمد بن عمير.

قال : سمعت أبا الحسن بن سميع يقول في الطبقة الخامسة : عثمان بن داود الخولاني.

٤٥٩٠ ـ عثمان بن زفر الجهني (٦)

من أهل دمشق.

روى عن محمّد بن خالد بن رافع بن مكيث ، ومعمر لا يسميه ، ويقول عن بعض بني رافع بن مكيث ، وأبي الأسد ، ويقال : أبو الأشدّ السّلمي.

روى عنه : معمر [بن راشد](٧) ، وبقية بن الوليد.

__________________

(١) استدركت عن هامش الأصل.

(٢) تاريخ داريا ص ٨٩.

(٣) بالأصل : «بن» والمثبت عن م.

(٤) أقحم بعدها بالأصل : «عن» والمثبت يوافق عبارة م.

(٥) «ح» حرف التحويل سقط من م.

(٦) انظر أخباره في :

تهذيب الكمال ١٢ / ٤٠٤ وتهذيب التهذيب ٤ / ٧٦ وتقريب التهذيب ٢ / ٨ ، والجرح والتعديل ٦ / ١٥٠ ، والتاريخ الكبير ٣ / ٢ / ٢٢٢.

(٧) ما بين معكوفتين زيادة عن تهذيب الكمال.

٣٥٦

أخبرنا أبو عبد الله محمّد بن غانم الحداد ، أنا عبد الرّحمن بن منده ، أنا أبي أبو عبد الله ، أنا خيثمة بن سليمان ، وأحمد بن محمّد بن زياد ، ومحمّد بن محمّد بن الأزهر ، قالوا : أنا إسحاق بن إبراهيم ، عن عبد الرزاق (١) ، أنا معمر ، عن عثمان بن زفر ، عن بعض بني رافع بن مكيث [عن رافع بن مكيث](٢) وكان ممن شهد الحديبية ـ أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال :

«حسن الملكة نماء ، وسوء الخلق شؤم ، والبرّ زيادة في العمر ، والصّدقة تمنع ميتة السوء» [٧٦٩١].

أنبأنا أبو المظفّر بن القشيري ، أنا أبو الفضل جعفر بن الحسن بن محمّد الماوردي المقرئ ، وأبو سعد عبد الرّحمن بن منصور بن رامش ، قالا : أنا عبد (٣) الله بن يوسف بن أحمد ، أنا أبو سعيد الأعرابي ، نا عباس الدّوري ، نا علي بن الحسن بن سفيان ، نا عبد الله بن المبارك ، عن معمر ، عن عثمان بن زفر عن بعض ولد رافع بن مكيث ، قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «سوء الخلق شؤم ، وحسن المليكة ـ يعني : نماء ـ والصّدقة تدفع ميتة السوء» [٧٦٩٢].

قال : ونا الرمادي ، نا عبد الرّزّاق ، أنا معمر ، عن عثمان ـ بإسناده مثله ـ.

كذا ذكره مرسلا ، وخالفه يحيى بن العلاء.

أخبرنا أبو عبد الله محمّد بن غانم ، أنا عبد الرّحمن بن محمّد بن إسحاق ، أنا أبي أبو عبد الله ، أنا محمّد بن عبد الله بن المنذر البخاري ، نا محفوظ بن عبيدة ، نا بحير بن النّضر ، عن عيسى بن موسى ، عن الحسن ، عن يحيى بن العلاء ، عن معمر ، عن عثمان بن زفر ، عن ابن رافع بن مكيث ، عن أبيه ، عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم نحوه.

قال ابن منده : ورواه بقية عن عثمان بن زفر الجهني ، حدّثني محمّد بن خالد بن رافع بن مكيث ، عن عمه الحارث (٤) بن رافع بن مكيث ، عن أبيه ، وكان رافع من جهينة ، شهد الحديبية مع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم مثله.

أخبرنا أبو القاسم هبة الله بن عبد الله بن أحمد ، أنا أبو بكر الخطيب ، أنا القاضي أبو بكر أحمد بن الحسن الحيري ، نا أبو العباس محمّد بن يعقوب الأصمّ ، نا أبو عتبة أحمد بن

__________________

(١) من طريقه رواه ابن الأثير في أسد الغابة ٢ / ٤٨ في ترجمة رافع بن مكيث.

(٢) ما بين معكوفتين سقط من الأصل وأضيف عن م وأسد الغابة ٢ / ٤٨ للإيضاح.

(٣) في م : أنا أبو عبد الله.

(٤) في أسد الغابة : الهلال بن رافع.

٣٥٧

الفرج ، نا بقية ، نا عثمان بن زفر الجهني ، حدّثني أبو الأسد السّلمي ، عن أبيه ، عن جده قال :

كنت سابع سبعة مع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فأمرنا (١) رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فجمع كل واحد منّا درهما ، فاشترينا أضحية بسبعة دراهم ، فقلنا : يا رسول الله لقد أغلينا بها ، فقال النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «إنّ أفضل الضحايا أغلاها وأنفسها» ، فأمر النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم رجلا فأخذ بيد ، ورجلا بيد ، ورجلا برجل ، ورجلا برجل ، ورجلا بقرن ، وذبحها السابع ، وكبّرنا عليها جميعا [٧٦٩٣]

قال : وأنا أبو سعيد الصيرفي محمّد بن موسى ، نا محمّد بن يعقوب الأصم ، نا أبو أسامة عبد الله بن أسامة بن زيد الكلبي الكوفي ، نا موسى بن أيوب النّصيبي ، كنيته أبو عمران (٢) ، نا بقية بن الوليد ، قال : سألني حمّاد بن مزيد ، ويزيد بن هارون ـ بمكة ـ منذ عشرين سنة ، قال بقية : وسمعته قبل أن أحدّثهما بأربعين سنة.

قال أبو عمران : وسمعت هذا الحديث من بقية منذ أربعين سنة ، فقلت : حدّثني عثمان بن زفر ، حدّثني أبو الأسد السّلمي ، عن أبيه ، عن جدّه قال :

كنت سابع سبعة مع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فأمرنا ، فجمع كلّ رجل منا درهما ، فاشترينا أضحية بسبعة دراهم ، وأمر أن نأخذ ، وذكر الحديث.

قال بقية : فقلت لحمّاد بن زيد : من السابع؟ قال : لا أدري ، قلت : رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم.

قال الخطيب : وهكذا ذكره محمّد بن سعد كاتب الواقدي في كتاب الطبقات ، ومحمود بن إبراهيم بن سميع قال في تاريخه : وقال لي محمّد بن علي الصوري : إنّما هو أبو الأشدّ بالشين المعجمة ، والدال المشددة ، ولم نسمعه إلّا كذلك.

قال : ونا الحسين بن عبد الله بن أبي كامل الأطرابلسي ، عن خيثمة بن سليمان ، عن أبي عتبة بحديثه ، قال : وكذلك حدّثنا بحديث موسى بن أيوب النّصيبي وفي كليهما : أبو الأشدّ بالشين المعجمة.

أنبأنا أبو محمّد بن الآبنوسي ، ثم أخبرني أبو الفضل بن ناصر عنه ، أنا أبو محمّد الجوهري ، أنا أبو الحسين بن المظفر ، أنا أبو علي المدائني ، أنا أحمد بن عبد الله بن عبد الرحيم ، قال :

وذكر عبد الرّحمن بن أبي جعفر الدّمياطي ، عن عبد المجيد بن أبي روّاد ، عن معمر ،

__________________

(١) قوله : «فأمرنا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم» ، سقط من م.

(٢) ترجمته في تهذيب الكمال ١٨ / ٤٤٦.

٣٥٨

أخبرني رجل من أهل الشام من أهل الخير والصلاح (١) حديثا يذكره عن الحارث بن رافع ، عن أبيه (٢).

وكان رافع ممن شهد الحديبية من جهينة ، فذكر الحديث نحوه.

أنبأنا أبو الغنائم محمّد بن علي بن النّرسي ، ثم أخبرني أبو الفضل بن ناصر ، أنا أحمد بن الحسن ، والمبارك بن عبد الجبار ، ومحمّد بن علي ـ واللفظ له ـ قالوا : أنا أبو أحمد ـ زاد أحمد : ومحمّد بن الحسن قالا : ـ أنا أحمد بن عبدان ، أنا محمّد بن سهل ، أنا محمّد بن سهل ، أنا محمّد بن إسماعيل ، قال (٣) :

عثمان بن زفر الشامي ، روى عنه معمر ، حديثه في الشاميين.

أخبرنا أبو الحسين القاضي ـ إذنا ـ وأبو عبد الله الخلّال ـ شفاها ـ قالا : أنا أبو القسم بن منده ، أنا أبو علي ـ إجازة ـ.

ح قال : وأنا أبو طاهر بن سلمة ، أنا علي بن محمّد.

قالا : أنا أبو محمّد بن أبي حاتم (٤) قال :

عثمان بن زفر الجهني الشامي ، روى عن بعض بني رافع بن مكيث ، ويسميه بعضهم فيقول : عثمان بن زفر عن محمّد بن خالد بن رافع بن مكيث ، روى عن معمر بن راشد ، سمعت أبي يقول ذلك.

قال أبو محمّد : روى عنه بقية بن الوليد.

أخبرنا أبو غالب بن البنّا ، أنا أبو الحسين بن الآبنوسي ، أنا أبو القاسم بن عتّاب ، أنا أحمد بن عمير.

ح وأخبرنا أبو القاسم بن السوسي ، أنا أبو عبد الله بن أبي الحديد ، أنا أبو الحسن الرّبعي ، أنا عبد الوهاب الكلابي ، أنا أبو الحسن أحمد بن عمير.

قال : سمعت أبا الحسن بن سميع يقول في الطبقة الخامسة : عثمان بن زفر الجهني الدمشقي.

__________________

(١) بعدها في م : إن شاء الله.

(٢) رواه من طريق عبد المجيد بن عبد العزيز بن أبي رواد المزي في تهذيب الكمال ١٢ / ٤٠٥.

(٣) التاريخ الكبير ٣ / ٢ / ٢٢٢.

(٤) الجرح والتعديل ٦ / ١٥٠.

٣٥٩

٤٥٩١ ـ عثمان بن زياد

عزّى سليمان بن عبد الملك عن ابنه أيوب بن سليمان.

له ذكر.

أنبأنا أبو القاسم سعيد بن أحمد بن الحسن بن البنّا ، أنا عاصم بن الحسن بن محمّد ، أنا علي بن (١) عبد الله ، أنا الحسين بن صفوان ، أنا أبو بكر بن أبي الدنيا ، قال : وأخبرني عمر بن بكير ، عن شيخ من قريش ، قال :

قام إلى سليمان بن عبد الملك عثمان بن زياد لما توفي ابنه أيوب ، فقال : يا أمير المؤمنين إنّ عبد الرّحمن بن أبي بكر كان يقول : من أحبّ البقاء فليوطّن نفسه على المصائب.

٤٥٩٢ ـ عثمان بن سعد العذري (٢)

جالس عمر بن عبد العزيز.

وولّاه عمر دمشق.

حكى عنه سعيد بن عبد العزيز.

أخبرنا أبو محمّد الأكفاني ، نا عبد العزيز الكتاني ، أنا أبو محمّد بن أبي نصر ، أنا أبو الميمون [نا](٣) أبو زرعة (٤) ، نا أبو مسهر ، نا سعيد بن عبد العزيز قال : ذكر عثمان بن سعد العذري أهل العراق عند عمر بن عبد العزيز ، فقال عمر : لا تفرقوا (٥) بين الناس.

قرأت على أبي غالب بن البنّا ، عن أبي محمّد الجوهري ، نا أبو عمر بن حيّوية ، أنا سليمان بن إسحاق الجلّاب ، نا الحارث بن أبي أسامة ، نا محمّد بن سعد (٦) ، أنا محمّد بن عمر ، حدّثني سعيد بن عبد العزيز ، قال :

كتب عمر بن عبد العزيز إلى واليه عثمان بن سعد على دمشق : إذا صلّيت بهم فأسمعهم قراءتك ، وإذا خطبتهم فأفهمهم موعظتك.

__________________

(١) في م : علي بن محمد بن عبد الله.

(٢) ترجمته في : أمراء دمشق للصفدي ص ٧٥ وتحفة ذوي الألباب للصفدي ١ / ١٥٢ وفيهما : عثمان بن سعيد العذري وتاريخ أبي زرعة الدمشقي ١ / ٣٨٦ ، وتاريخ الطبري ٦ / ٢٧٧.

(٣) سقطت من الأصل وم ، زيادة لازمة للإيضاح.

(٤) الخبر في تاريخ أبي زرعة الدمشقي ١ / ٣٨٦.

(٥) الأصل : يفرقوا ، والمثبت عن م وتاريخ أبي زرعة.

(٦) الخبر في طبقات ابن سعد ٥ / ٣٦١ في ترجمة عمر بن عبد العزيز.

٣٦٠