وقوله :
وكأنّ اللّيل حين لوى |
|
ذاهبا (١) ، والصّبح قد لاحا |
كلّة سوداء أحرقها |
|
عامد أسرج مصباحا |
وقوله :
والبدر كالمرآة غيّر صقله |
|
عبث العذارى فيه بالأنفاس |
واللّيل ملتبس بضوء صباحه |
|
مثل التباس النّقس بالقرطاس |
وجعله الحجاري فوق جده في النثر ، قال : وأما النظم ، فلا أستجيز أن أجعل بينهما أفعل.
رحل من قرطبة إلى المريّة ، فاستوزره المعتصم بن صمادح ، ثم رحل إلى مجاهد (٢) صاحب دانية (٣).
بيت بني الطّبني
أصلهم من طبنة (٤) ، قاعدة الزّاب ، والوافد منهم على الأندلس في أيام ابن أبي عامر أبو مضر :
٢٥ ـ محمد بن يحيى بن أبي مضر الطبني (٥)
وصفه الحجاري بالأدب والشعر ، ومجالسة الملوك ، وكان ممن يجالس أبا الحزم بن جهور وابنه أبا الوليد ، وصحب ابن شهيد ، وأنشد له : [البسيط]
لا يبعد الله من قد غاب عن بصري |
|
ولم يغب عن صميم القلب والفكر |
أشتاقه كاشتياق العين نومتها |
|
بعد الهجود ، وجدب الأرض للمطر |
وعاتبوني على بذل الفؤاد له |
|
وما دروا أنني أعطيته عمري!! |
وذكره الحميدي وأنشد له شعرا يخاطب به أبا محمد بن حزم.
__________________
(١) في الذخيرة : هاربا.
(٢) سيترجم له ابن سعيد في هذا الجزء من المغرب في جزيرة ميورقة.
(٣) دانية : قصبة الناحية الشمالية من كورة القنت الإسبانية ازدهرت تحت الحكم العربي بعد فتح الأندلس على يد طارق بن زياد ٧١٣ ه. المنجد في اللغة والأعلام (م ٢ / ص ٢٨١).
(٤) بلدة في طرف إفريقية من ناحية المغرب.
(٥) انظر ترجمته في جذوة المقتبس (ص ٩٢) وبغية الملتمس (ص ٢٦٥).