ومن النظم قوله من قصيدة في المعتمد ، وقد رجعت له قرطبة ، وقتل ابن عكاشة قاتل ابنه الظافر (١) :
صفا لك الشّرب كانت فيه أقذاء |
|
وعاد برءا (٢) على ما أفسد الداء |
ولم يعجّل بمقدور (٣) له أجل |
|
وللأمور مواقيت وآناء |
فقد (٤) تباطأ وحي الله آونة |
|
عن النبيّ وغابت عنه أنباء |
فليهنك الصّنع قد راقت عواقبه |
|
وشفّعت منه (٥) بالآلاء آلاء |
ومن كتاب الكتّاب
١٧٥ ـ الكاتب أبو محمد عبد الله بن عمر الإشبيلي الملقب بالمهيرس (٦)
كان بمرّاكش كاتبا عن ابن الشّهيد مدبر دولة يحيى بن الناصر. أخبرني أبو يحيى بن جامع الوزير أنه قتل في إحدى المعارك المراكشية ، وأنه كتب يوما يستهدي منه فاختة كان قد سمعها عنده ، وكان في ذلك الحين يكنى بأبي العلاء (٧) : [الوافر]
ألا خذها إليك أبا العلاء |
|
حلى الأمداح ترفل في الثناء |
وهبها قينة تهدى (٨) عروسا |
|
خضيب الكف قانية الرداء |
لأجعلها محلّ جليس أنسي |
|
وأغنى بالهديل عن الغناء |
١٧٦ ـ أبو بكر محمد بن أحمد بن البناء الإشبيلي (٩)
ساد ببلده ، وصار يكتب عن ملوكه وهو ، أهل لذلك ، لما أحرزه من الصّيانة والأدب
__________________
(١) الأبيات في الذخيرة (ج ٢ / ق ٢ / ص ١٢٣).
(٢) في الذخيرة : برء.
(٣) في الذخيرة : مقدور.
(٤) في الذخيرة : وقد.
(٥) في الذخيرة : عنه.
(٦) ترجمته في اختصار القدح (ص ١٩٨) وذكره المقري في النفح (ج ٤ / ص ٣٨٦).
(٧) الأبيات في اختصار القدح (ص ١٩٨) ونفح الطيب (ج ٤ / ص ٣٨٦).
(٨) في النفح : تجلى.
(٩) كان والده بنّاء إشبيلية ، وهو من شعراء فترة الموحدين. انظر ترجمته وشعره في اختصار القدح (ص ١١٨ / ١١٩) ونفح الطيب (ج ٤ / ص ٢٧٧).