فبعث في وصولهما ، وكان منه ما اشتهر عنه من الأفعال البرمكيّة. ومما أنشدنيه والدي من شعر أبي الحسين ، فاستحسنته ، قوله :
رقد الغزال وكلّنا يقظان |
|
ما تلتقي في حبّه الأجفان! |
هبّت عليه الرّاح ريحا صرصرا |
|
وبمثلها تتقصّف الأغصان |
وقوله :
بروحي التي وافت ، وكالورد خدّها |
|
حياء ، ومنها قد شكا الصّبّ ما شكا |
وما ضحكت إلا غرورا بمهجتي |
|
كما خجلت كأس المدام لتفتكا |
وقوله :
سلوا ورق الآس لم حدّدت |
|
وقد وضح الصّبح آذانها |
ولم ذا أقيمت على ساقها |
|
وبلّت من الطلّ أجفانها |
أأطربها هاتف قد غدا |
|
يهزّ من الطّيب أغصانها؟ |
وله رسائل ، وموشحات ، وأزجال.
بيت بني قزمان
أثنى على هذا البيت الحجاري في بيوت قرطبة ، وأنهم لم يزالوا ما بين وزير وعالم ورئيس.
٣٣ ـ أبو بكر محمد الأكبر بن عبد الملك ابن عيسى بن قزمان القرطبي (١)
ذكر ابن بسام : أن المتوكل صاحب بطليوس أول من اتخذه كاتبا ، وأثنى على بيته وذاته ، وأثبت له رسالة طويلة من غير طائل ، وشعرا تركه أولى من إيراده.
وأثنى عليه صاحب القلائد ، وذكر أنه تكدّر عيشه في آخر عمره ، وأساء في حقه القاضي أبو عبد الله بن حمدين ، وأن أخلاقه كانت صعبة ، ففلّت من غربه ، وكانت سببا لطول كربه ، ولم يورد له إلا قوله (٢) :
__________________
(١) ترجمته في الذخيرة (ج ٢ / ق ٢ / ص ٧٧٤) ونفح الطيب (ج ٤ / ص ٢٤) والقلائد (ص ١٨٧) والصلة (ص ٥١٢).
(٢) الأبيات في الذخيرة (ج ٢ / ق ٢ / ص ٧٨٥) والقلائد والخريدة (ج ٣ / ص ٤٦٦) ونفح الطيب (ج ٥ / ص ١٧٣).