٤٨ ـ أبو بكر محمد بن عبد الله بن ميمون العبدري القرطبي (١)
كان محمد بن عبد الملك بن سعيد يجالسه كثيرا ، ويخبر عن تبحره في النحو ، وله شرح الجمل ، وشرح المقامات ، وعظمت منزلته عند المنصور وكان له ملح وشعر مليح ، كقوله (٢) :
تقحّمت جاحم حرّ الضلوع |
|
كما خضت بحر دموع الحدق |
أكنت الخليل؟ أكنت الكليم؟ |
|
أمنت الحريق ، أمنت الغرق! |
وقوله :
طرفي وحقّك ، يرعى النّ |
|
جوم نجما فنجما! |
مردّدا فكأني |
|
أفكّ منها معمّى |
توفي في المائة السادسة ، وله رسالةءلى محبوب يستدعيه : فبالله إلا ما لقيت الرسول ، بوجه يدلّ على القبول ، وتفضلت بأن تصل قبل رجوعه إلينا ، وتخالفه من طريق مختصر حتى تطلع قبله علينا ، هنالك كنا نخرّ للفضائل سجّدا ، ولا نزال نوالي شكرك وذكرك أبدا.
علماء اللغة
٤٩ ـ أبو عبد الملك عثمان بن المثنى القيسي القرطبي (٣)
وصفه ابن حيان بمعرفة اللغة والتجويد في الشعر ، وذكر أنه رحل ولقي أبا تمّام الطائي (٤) ، وأخذ عنه شعره ، ولقي ابن الأعرابي وغيره ، وكان شجاعا مكثرا للغرور في الثغور ، وأدّب أولاد عبد الرحمن بن الحكم سلطان الأندلس ، وولد في صدر دولة هشام الرّضا ، فأدرك أربعة سلاطين من المروانية ، آخرهم محمد ، وفيه يقول :
__________________
(١) انظر ترجمته في المطرب لابن دحية (ص ١٩٨) والبغية للسيوطي (ص ٦١) والتكملة لابن الأبار (ص ٢٢٩) توفي سنة ٥٦٧ ه ، والديباج لابن فرحون (ص ٣٠٢).
(٢) الأبيات في المطرب (ص ١٩٨ وما بعدها). وفي البغية (ص ٦١).
(٣) انظر ترجمته في البغية (ص ٣٢٤) وتاريخ علماء الأندلس لابن الفرضي (ص ٢٤٩).
(٤) هو حبيب بن أوس بن الحرث بن قيس أبو تمام الطائي الشيعي الشاعر والمشهور ولد في قرية جاسم ونشأ بمصر وانتقل إلى العراق وسكن الموصل توفي بها سنة ٢٣١ ه من تصانيفه الحماسة الصائية مشهورة ، ديوان شعره ، فحول الشعراء ، كتاب الاختيارات من شعر الشعراء ، كتاب الاختيار من أشعار القبائل.