لبس الصوف لكي أنكره |
|
وأتانا شاحبا (١) قد عبسا |
قلت : إيه قد عرفناك وذا |
|
جلّ سوء لا يعيب الفرسا |
كلّ شيء أنت فيه حسن |
|
لا نبالي (٢) حسن ما قد لبسا |
وقال ـ وقد كتب كتابا ، فأشار أحد من حضر أن يترّبه (٣) : [الخفيف]
لا تشنه بما تذرّ عليه |
|
فكفاه هبوب هذا الهواء |
فكأنّ الذي تذرّ عليه |
|
جدريّ بوجنة حسناء |
ومن كتاب نجوم السماء في حلى العلماء
١٧٨ ـ النحوي اللغوي أبو بكر محمد بن الحسين الزبيدي الإشبيلي (٤)
من الجذوة : أنه إمام في النحو واللغة ، وله في النحو كتاب الإيضاح (٥) واختصر كتاب العين للخليل. وأنشد له قوله يخاطب جارية كان يحبّها ، وقد استأذن المستنصر في العود إلى إشبيلية ، فلم يأذن له (٦) :
ويحك يا سلم لا تراعي |
|
لا بدّ للبين من زماع (٧) |
لا تحسبيني صبرت إلا |
|
كصبر ميت على النّزاع |
ما خلق الله من عذاب |
|
أشدّ من وقفة الوداع |
إن يفترق شملنا سريعا (٨) |
|
من بعد ما كان ذا (٩) اجتماع |
فكلّ شمل إلى افتراق |
|
وكلّ شعب إلى انصداع |
__________________
(١) في النفح : شاحبا شاحبا.
(٢) في النفح : لا يبالي حسن ما لبسا.
(٣) الأبيات في نفح الطيب (ج ٢ / ص ٢٤٦).
(٤) انظر ترجمته في جذوة المقتبس (ص ٤٦) وتاريخ علماء الأندلس (ص ٧٦٨) وبغية الملتمس (ص ٦٦) ونفح الطيب (ج ٤ / ص ٦٤) والوافي بالوفيات (ج ٢ / ص ٣٥١) وبغية الوعاة (ص ٣٤) وانظر الحركة اللغوية في الأندلس (ص ١٢٣ / ١٦٥). ويتيمة الدهر للثعالبي (ج ٢ / ص ٧٠).
(٥) في يتيمة الدهر : كتاب الأبنية في النحو.
(٦) الأبيات في المطمح (ص ٥٢).
(٧) في المطمح : مساعي.
(٨) في المطمح : وشيكا.
(٩) في المطمح : في.