تاريخ مدينة دمشق - ج ١٩

أبي القاسم علي بن الحسن ابن هبة الله بن عبد الله الشافعي [ ابن عساكر ]

تاريخ مدينة دمشق - ج ١٩

المؤلف:

أبي القاسم علي بن الحسن ابن هبة الله بن عبد الله الشافعي [ ابن عساكر ]


المحقق: علي شيري
الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع
الطبعة: ٠
الصفحات: ٥٤٤
الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤ الجزء ١٥ الجزء ١٦ الجزء ١٧ الجزء ١٨ الجزء ١٩ الجزء ٢٠ الجزء ٢١ الجزء ٢٢ الجزء ٢٣ الجزء ٢٤ الجزء ٢٥ الجزء ٢٦ الجزء ٢٧ الجزء ٢٨ الجزء ٢٩ الجزء ٣٠ الجزء ٣١ الجزء ٣٢ الجزء ٣٣ الجزء ٣٤ الجزء ٣٥ الجزء ٣٦ الجزء ٣٧ الجزء ٣٨ الجزء ٣٩ الجزء ٤٠ الجزء ٤١ الجزء ٤٢ الجزء ٤٣ الجزء ٤٤ الجزء ٤٥ الجزء ٤٦ الجزء ٤٧ الجزء ٤٨ الجزء ٤٩ الجزء ٥٠ الجزء ٥١ الجزء ٥٢ الجزء ٥٣ الجزء ٥٤ الجزء ٥٥ الجزء ٥٦ الجزء ٥٧ الجزء ٥٨ الجزء ٥٩ الجزء ٦٠ الجزء ٦١ الجزء ٦٢ الجزء ٦٣ الجزء ٦٤ الجزء ٦٥ الجزء ٦٦ الجزء ٦٧ الجزء ٦٨ الجزء ٦٩ الجزء ٧٠ الجزء ٧١ الجزء ٧٢ الجزء ٧٣ الجزء ٧٤ الجزء ٧٥ الجزء ٧٦ الجزء ٧٧ الجزء ٧٨ الجزء ٧٩ الجزء ٨٠

أخبرنا أبو محمد عبد الرحمن بن أبي الحسن بن إبراهيم ، أنبأ سهل بن بشر ، قالا : أنا علي بن محمد الفارسي ، أنا محمد بن أحمد الذّهلي ، نا أبو أحمد بن عبدوس ، نا هارون بن حاتم البزّار ، ثنا ابن فضيل ، عن عمّار بن رزيق ، عن هشام (١) بن البريد ، عن زيد بن علي في قوله عزوجل (وَسَيَجْزِي اللهُ الشَّاكِرِينَ) ، قال : كان أبو بكر رضي‌الله‌عنه إمام الشاكرين (٢) ، الصواب هاشم كما تقدم في التي قبلها.

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر ، أنبأ أبو سعد الجنزرودي ، أنبأ أبو الحسن محمد بن علي بن الحسين الهمداني ، نا معروف بن الحسين الهمداني ، الرجل الصالح ، نا علي بن إبراهيم بن هاشم ، نا أبي ، نا يونس بن عبد الرّحمن ، قال : سمعت آدم بن عبد الله الخثعمي ، وكان من أصحاب زيد بن علي ، قال : سألت زيد بن علي عن قول الله عزوجل : (وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ أُولئِكَ الْمُقَرَّبُونَ)(٣) من هؤلاء؟ قال : أبو بكر ، وعمر ، ثم قال : لا أنالني الله شفاعة جدي إن لم أوالهما (٤).

أخبرنا أبو القاسم السمرقندي ، أنا أبو الحسين بن النّقّور ، أنبأ أبو الحسن أحمد بن محمد بن موسى بن الصلت ، وأبو بكر محمد بن علي بن محمد بن النّضر الديباجي ـ فرقهما ـ قالا : نا أحمد بن محمد بن سعيد بن عقدة ، نا الحسن بن علي بن عفان ، نا أسباط ، ثنا كثير النواء ، أبو إسماعيل ، قال : سألت زيد بن علي ، عن أبي بكر وعمر ، فقال : تولّهما ، قال : قلت : كيف تقول فيمن يبرأ منهما؟ قال : أبرأ منه حتى يموت (٥).

قرأنا على أبي عبد الله يحيى بن الحسن ، عن أبي الحسين بن الآبنوسي ، أنا أحمد بن عبيد بن الفضل ، عن محمد بن محمد بن مخلد ، أنا علي بن محمد بن خزفة (٦) ، قالا : نا محمد بن الحسين ، نا ابن أبي خيثمة ، نا الحسن بن حمّاد ، نا المطّلب بن زياد ، عن السّدّي ، قال : أتيت زيد بن علي وهو في بارق ـ حي من أحياء

__________________

(١) كذا بالأصل وم ، والصواب هاشم ، وسينبه المصنف إلى الصواب في آخر الخبر.

(٢) سورة الواقعة ، الآية : ١٠.

(٣) الخبر في سير الأعلام ٥ / ٣٩٠.

(٤) الوافي بالوفيات ١٥ / ٣٣.

(٥) بغية الطلب ٩ / ٤٠٣٨.

(٦) بالأصل : خرقة ، وفي م : «حرمه» والصواب ما أثبت.

٤٦١

الكوفة ـ فقلت : أنتم سادتنا ، وأنتم ولاة أمرنا ، ما تقول في أبي بكر وعمر؟ قال : تولّهما (١).

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم ، وأبو الحسن علي بن أحمد ، قالا : ثنا وأبو منصور بن خيرون ، أنبأ أبو بكر الخطيب ، أنا أبو سعيد محمد بن موسى بن الفضل بن شاذان الصّيرفي ـ بنيسابور ـ أنا محمد بن عبد الله الصفار الأصبهاني ، نا أحمد بن مهران الأصبهاني ، نا محمد بن بشر بن مروان ـ ببغداد ـ نا علي بن هاشم بن البريد ، عن أبيه ، عن زيد بن علي ، قال : البراءة من أبي بكر ، وعمر ، وعثمان البراءة من علي ، والبراءة من علي البراءة من أبي بكر وعمر وعثمان (٢).

أخبرنا أبو عبد الله محمد بن إبراهيم النشابي (٣) ، أنا أبو الفضل أحمد بن عبد المنعم ، أنا أبو الحسن أحمد بن محمد بن أحمد العتيقي ، أنا أبو الحسن الدارقطني ، نا أحمد بن عبد الله الوكيل ، نا عبّاد بن الوليد ، نا الحسن بن عيينة ح.

قال ونا أبو بشر عيسى بن إبراهيم التّستري ـ بالبصرة ـ نا أبو يوسف القلوسي ، نا محمد بن سعيد الباهلي ، قالا : ثنا علي بن هاشم ، عن أبيه ، قال : سمعت زيد بن علي يقول : البراءة من أبي بكر وعمر البراءة من علي.

قال : وأنا الدارقطني ، نا أحمد بن محمد بن سعيد ، نا أحمد بن يحيى الصوفي ، أنا عبد الرّحمن بن دبيس الملائي ، نا محمد بن كثير ، عن هاشم بن البريد ، عن زيد بن علي ، قال : قال لي : يا هاشم : اعلم والله أن البراءة من أبي بكر وعمر البراءة من علي ، فإن شئت فتقدم ، وإن شئت فتأخر (٤).

قال : وأنا الدارقطني ، نا أحمد بن محمد بن إسماعيل السوطي ، نا أحمد بن ملاعب ، نا عمرو بن حمّاد بن طلحة ، نا حسين بن عيسى بن زيد ، عن أبيه ، قال : قال زيد بن علي : انطلقت الخوارج فبرئت ممن دون أبي بكر وعمر ، ولم يستطيعوا أن

__________________

(١) بغية الطلب ٩ / ٤٠٣٩.

(٢) المصدر نفسه.

(٣) في بغية الطلب : «النسائي» وفي م : الشيباني انظر فهارس شيوخ ابن عساكر (المطبوعة عاصم ـ عائذ ص ٦٤٦).

(٤) بغية الطلب ٩ / ٤٠٣٩.

٤٦٢

يقولوا فيهما شيئا ، وانطلقتم أنتم فطفرتم (١) فوق ذلك ، فبرئتم منهما فمن بقي فو الله ما بقي أحد إلّا برئتم منه.

أخبرنا أبو غالب ، وأبو عبد الله ابنا البنا ، قالا : أنا أبو سعد محمد بن الحسين بن عبد الله بن أبي علانة (٢) ، أنا أبو طاهر المخلّص ، أنا إبراهيم بن حمّاد بن إسحاق ، نا عمي إسماعيل بن إسحاق ح.

وأخبرنا أبو عبد الله الفراوي ، أنا أبو بكر البيهقي ، أنا محمد بن عبد الله الحافظ ، أنا أبو عبد الله الصفار ، نا إسماعيل بن إسحاق.

وأخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر ، أنبأ أبو بكر البيهقي ، أنا أبو عبد الله الحافظ ، أنا أبو عبد الله محمد بن عبد الله الصفار ، نا إسماعيل بن إسحاق القاضي ، نا نصر بن علي ، نا ابن داود ، عن فضيل بن مرزوق ، قال : قال زيد بن علي بن الحسين بن علي : أما أنا فلو كنت مكان أبي بكر حكمت ـ وقال الفراوي : لحكمت ـ بمثل ما حكم به أبو بكر في فدك (٣).

أخبرنا أبو محمد بن طاوس ، وأبو يعلى حمزة بن الحسن بن المفرج (٤) ، قالا : أنبأ أبو القاسم علي بن محمد الشافعي ، أنبأ أبو محمد بن أبي نصر ، أنبأ خيثمة ، نا محمد بن الحسين ، نا محمد بن أبي قويش ، نا جعفر بن زياد الأحمر ، عن محمد بن سالم ، قال : كان عندنا زيد بن علي مختفيا ، فذكر أبو بكر وعمر فجاء بعض الاعتراض ، فقال زيد : مه يا محمد بن سالم ، لو كنت حاضرا ما كنت تصنع؟ قال : أصنع كما كان يصنع علي [قال :] فارض بما صنع علي.

أخبرنا أبو القاسم هبة الله بن أحمد بن عمر ، أنبأ أبو طالب محمد بن علي العشاري ، نا أبو الحسين محمد بن إسماعيل بن سمعون ، نا عمر بن علي بن مالك ، أخبرني محمد بن سليمان بن الحارث ، نا عمرو بن حمّاد ، نا أسباط بن نصر ، عن السّدّي ، قال : قال زيد بن علي : الرافضة حربي وحرب أبي في الدنيا والآخرة ،

__________________

(١) أي قفرتم.

(٢) بالأصل «علاثة» والصواب ما أثبت بالنون عن م ، انظر ترجمته في سير الأعلام ١٨ / ٢٣٧.

(٣) بغية الطلب ٩ / ٤٠٤٠ ـ ٤٠٤١.

(٤) رسمها وإعجامها مضطربان بالأصل وفي م : المفرح والصواب ما أثبت ، (فهارس المطبوعة عاصم ـ عائذ).

٤٦٣

مرقت (١) الرافضة علينا كما مردت (٢) الخوارج على علي عليه‌السلام (٣).

قرأت على أبي الفتح نصر الله بن محمد ، عن أبي الحسين المبارك بن عبد الجبار بن أحمد ، أنا أبو بكر عبد الباقي بن عبد الكريم بن عمر الشيرازي ، أنبأ عبد الرّحمن بن عمر بن أحمد الخلّال ، نا أبو بكر محمد بن أحمد بن يعقوب بن شيبة ، نا جدي يعقوب ، حدّثني أحمد بن داود الحدّاني ، قال : سمعت عيسى بن يونس ، وسئل عن الرافضة والزيدية ، فقال : أما الرافضة فأول ما ترفضت جاءوا إلى زيد بن علي حين خرج فقالوا : تبرّأ من أبي بكر وعمر حتى نكون معك ، فقال : بل أتولّاهما وأبرأ مما يبرأ منهما ، قالوا : فإذا نرفضك ، فسميت : «الرافضة» ، قال : وأما الزيديّة ، فقالوا : نتولاهما ونبرأ ممن يتبرأ منهما ، فخرجوا مع زيد فسميت : «الزيديّة» (٤).

أنبأنا أبو محمد بن طاوس ، أنا أبو الغنائم بن أبي عثمان ، أنا أبو الحسن بن رزقويه ، أنبأ محمد بن عمر بن محمد بن الجعابي ، حدّثني محمد بن أحمد بن المؤمّل ، نا محمد بن علي بن خلف ، نا محمد بن كثير ، قال : سمعت هاشم بن البريد يقول : سمعت زيد بن علي يقول : المعصومون منا خمسة : النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، وعلي ، وفاطمة ، والحسن ، والحسين.

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر ، أنبأ أبو بكر البيهقي ، أنا أبو عبد الله الحافظ ، أخبرني أبو بكر محمد بن أحمد الربعي ، نا أبو عبد الله محمد بن عبدوس نيسابوري ، نا قطن بن إبراهيم ، نا عمرو بن عون الواسطي ، نا خالد بن عبد الله ، عن عبيد الله بن محمد بن عمر بن علي ، قال : قال زيد بن علي : إني لأستحيي من عظمته أن أفضي إليه بشيء أستخفيه من غيره (٥).

أخبرنا أبو يعقوب يوسف بن أيوب الهمداني ، أنا أبو طاهر عبد الكريم بن الحسن ، أنا أبو الحسين علي بن محمد بن بشران ، أنا أبو الحسين أحمد بن محمد بن جعفر الجوزي ، نا أبو بكر بن أبي الدنيا ، قال : ولد بني سليمان بن أبي شيخ عن جابر ،

__________________

(١) في المختصر : مزقت.

(٢) في المختصر : مزقت.

(٣) الخبر في بغية الطلب ٩ / ٤٠٣٨.

(٤) الخبر في سير الأعلام ٥ / ٣٩٠.

(٥) بغية الطلب ٩ / ٤٠٤١.

٤٦٤

عن عون الأسدي ، قال : قال زيد بن علي : ما ظفر من ظفر إلّا عمر.

أخبرنا أبو نصر بن رضوان ، أنبأ أبو محمد الجوهري ، أنا أبو عمر بن حيّوية ، أنا محمد بن خلف بن المرزبان ، حدّثني الحسين بن عمر المازني ، حدّثني سعيد بن مقاتل الكوفي ، قال : كان زيد بن علي يقول : المروءة إنصاف من دونك ، والسمع إلى من فوقك ، والجزاء بما أتي إليك من خير وشر.

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم ، أنا رشأ بن نظيف ، أنبأ الحسن بن إسماعيل ، أنا أحمد بن مروان ، نا أحمد بن محمد البرتي (١) ، قال : سمعت الحمّاني (٢) يقول : قال زيد بن علي بن الحسين لابنه يحيى : إن الله تبارك وتعالى لم يرضك لي ، فأوصاك بي ، ورضيني لك فلم يوصني بك (٣).

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر ، أنا أبو بكر البيهقي ، أنا أبو زكريا بن أبي إسحاق ، أخبرني ح.

وأخبرنا أبو طاهر محمد بن محمد بن عبد الله السّنجي ـ بمرو ـ أنبأ علي بن أحمد بن محمد بن أحمد المديني المؤذن ـ بنيسابور ـ ثنا أبو زكريا يحيى بن إبراهيم بن محمد بن يحيى ـ إملاء ـ أنا أبو بكر محمد بن داود بن سليمان الزاهد ، نا إبراهيم بن عبد الواحد العبسي نا وريزة (٤) بن محمد الغسّاني الحمصي ، نا محمد بن عبيد الله الكريزي ، نا محمد بن عبد الله بن عمرو بن معاوية ، عن أبيه ، قال : قال زيد بن علي لابنه :

إن الله عزوجل رضيني لك فحذرني فتنتك ، ولم يرضك لي فأوصاك بي ، يا بني خير الآباء من لم تدعه المودة إلى الإفراط ، وخير الأبناء من لم يدعه التقصير إلى العقوق.

أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد الفقيه ، أنبأ أبو الحسن بن أبي الحديد ، أنا جدي

__________________

(١) بالأصل وم : البرني ، بالنون ، والصواب ما أثبت وضبط عن الأنساب ، وهذه النسبة إلى برت : مدينة بنواحي بغداد.

(٢) اسمه يحيى ، انظر ترجمة البرتي في تاريخ بغداد ٥ / ٦١ وفي بغية الطلب : الحمامي ، خطأ.

(٣) الخبر في بغية الطلب ٩ / ٤٠٤٢.

(٤) بالأصل : وربذة ، خطأ وفي م : ورّبزه ، والصواب ما أثبت وضبط عن التبصير.

٤٦٥

أبو بكر ، أنا أبو محمد بن زبر الرّبعي ، نا الحسن بن عليل ، نا مسعود بن بشر ، نا الأصمعي ، قال :

قال زيد بن علي لابنه : يا بني إنّ الله عزوجل رضيني لك فحذرني منك ، ولم يرضك لي فأوصاك بي ، إنّ خير الآباء من لم تدعه مودته إلى الإفراط ، وخير الأولاد من لم يدعه التقصير إلى العقوق.

أنبأنا أبو القاسم علي بن إبراهيم ، وأبو الوحش سبيع بن المسلّم ، عن أبي الحسن رشأ بن نظيف ، أنا إبراهيم بن علي بن إبراهيم بن سيبخت (١) ، نا أبو بكر محمد بن يحيى الصولي ، حدّثني جعفر بن علي العلوي ، حدّثني علي بن العباس الكوفي عن سعيد بن خثيم (٢) الهلالي ، قال : قال زيد بن علي بن الحسين : شعر :

لو يعلم الناس ما في العرف من شرف

لشرفوا العرف في الدنيا على الشّرف

وبادروا بالذي تحوي أكفّهم

من الخطير ولو أشفوا على التّلف (٣)

قرأت على أبي الفتح نصر الله بن محمد الفقيه الشافعي (٤) ، عن أبي الفتح نصر بن إبراهيم الزاهد ، عن أبي الحسن بن السمسار ، أنا أبو الحسن محمد بن يوسف البغدادي ، نا الحسن بن رشيق ، نا يموت بن المزرّع ، نا محمد بن حميد اليشكري ، أنا عمّي معاذ بن أسد ، قال :

أقر ابن لخالد بن عبد الله القسري على زيد بن علي ، وداود بن علي بن عبد الله بن العباس ، وأيوب بن سلمة المخزومي ، ومحمد بن عمر بن علي ، وسعد بن إبراهيم بن عبد الرّحمن بن عوف أنهم قد أزمعوا على خلع هشام بن عبد الملك ، فقال هشام لزيد : قد بلغني كذا وكذا؟ قال : ليس كما بلغك يا أمير المؤمنين ، قال : بلى قد صح عندي ذلك ، قال : أحلف لك ، فقال : وإن حلفت فأنت غير مصدّق ، فقال زيد : إن الله لم يرفع من قدر أحد أن يحلف له بالله فلا يصدّق ولا وضع من قدر أحد أن يحلف

__________________

(١) ضبطت عن التبصير.

(٢) بالأصل : خيثم ، والمثبت والضبط بالتصغير عن التقريب. ترجمته في تهذيب التهذيب ٢ / ٢٩٩ وفي م : «سعيد حسم».

(٣) الخبر والبيتان في بغية الطلب ٩ / ٤٠٤٢.

(٤) كذا وفي بغية الطلب «اللاذقي» انظر ترجمته في سير الأعلام ٢٠ / ١١٨ وفيها : اللاذقي المصيصي الدمشقي الشافعي الأشعري وفي م : الشافعي كالأصل.

٤٦٦

بالله فلا يصدّق ، فقال له هشام : اخرج عني ، قال : إذا لا تراني إلّا حيث تكره ، فلما خرج من بين يدي هشام قال : من أحب الحياة ذلّ فقال له الحاجب : أبا الحسين لا يسمعن هذا منك أحد ، فقال محمد بن عمير : إن أبا الحسين لما رأى الأرض قد أطرقت جورا ورأى قلة الأعوان ، وتخاذل الناس كانت الشهادة أحبّ الميتات إليه ، فخرج وهو يتمثل بهذين البيتين :

إنّ المحكم ما لم يرتقب حسدا

لو يرهب السيف أو وخز القنا هتفا

من عاذ بالسّيف لاقى فرجة عجبا

موتا على عجل أو عاش فانتصفا (١)

أخبرنا أبو الحسين بن الفراء ، وأبو غالب ، وأبو عبد الله ابنا البنا ، قالوا : أنا أبو جعفر بن المسلمة ، أنبأ أبو طاهر المخلّص ، نا أحمد بن سليمان ، نا الزّبير بن بكّار ، قال : قال عميّ مصعب بن عبد الله (٢) : كان هشام بعث إليه فأخذ بمكة هو وداود بن علي واتهمهما أن يكون عندهما مال لخالد بن عبد الله القسري حين عزل خالدا فقال كثيّر (٣) بن كثير بن المطّلب بن أبي وداعة السهمي حين أخذ داود بن علي وزيد بن علي بمكة (٤) :

يأمن الظبي والحمام ولا يأ

من آل النبيّ عند المقام

طبت بيتا وطاب أهلك أهلا

أهل بيت النبي والإسلام

رحمة الله والسلام عليكم

كل ما قام قائم بسلام

حفظوا خاتما وجرّ رداء (٥)

وأضاعوا قرابة الأرحام

قال : ويقال إن زيدا بينما هو على باب هشام في خصومة عبد الله بن حسن في الصدقة ، ورد كتاب يوسف بن عمر في زيد ، وداود بن علي بن عبد الله بن العباس ، ومحمد بن عمر بن علي بن أبي طالب ، وأيوب بن سلمة ، فحبس زيد وبعث إلى

__________________

(١) الخبر والبيتان في بغية الطلب ٩ / ٤٠٣٥ ، والبيتان في سير الأعلام ٥ / ٣٩٠ قالهما لما انتهره هشام وكذّبه.

(٢) انظر الخبر والشعر في نسب قريش للمصعب الزبيري ص ٦٠ ـ ٦١.

(٣) ضبطت عن الاكمال ٧ / ١٦٢ وكثير الثانية بفتح فكسر.

(٤) انظر المصدرين السابقين ، والحيوان للجاحظ ٣ / ١٩٤ والبيان والتبيين ٣ / ٢٠٢.

(٥) ضبطت بالأصل بفتحتين ، وفي نسب قريش : وسحق رداء.

٤٦٧

أولئك ، فقدم بهم ، ثم حملهم إلى يوسف بن عمر غير أيوب بن سلمة ، فإنه أطلقه لأنه من أخواله.

قال : وبعث بزيد إلى يوسف بن عمر بالكوفة فاستحلفه ما عنده لخالد مال وخلا سبيله ، حتى إذا كان بالقادسية لحقته الشيعة فسألوه الرجوع معهم والخروج ففعل ، ثم تفرّقوا عنه إلّا نفر يسير فنسبوا إلى الزيدية ، ونسب من تفرق عنه إلى الرافضة.

قال : يزعمون أنهم سألوه عن أبي بكر وعمر فتولّاهما فرفضته الرافضة ، وثبت معه قوم فسموا الزيديّة ، فقتل زيد وانهزم أصحابه ، وفي ذلك يقول سلمة (١) بن الحر بن يوسف بن الحكم :

رامتنا (٢) حجاحج من قريش

فأمسى ذكرهم كحديث أمس

وكنا أسّ ملكهم قديما

وما ملك يقوم بغير أسّ

ضمنّا منهم نكلا (٣) وحزنا

ولكن لا محالة من تأسّ

أنبأنا أبو محمد بن صابر ، أنبأ سهل بن بشر ، أنبأ علي بن بقاء الوراق ـ إجازة ـ أنا أبو القاسم يحيى بن علي بن محمد الطحان ، أنا الحسن بن رشيق ، نا يموت بن المزرّع ، نا أبو مسلم عبد الله بن مسلم ، حدّثني أبي عن أبيه ، قال : دخل زيد بن علي بن الحسين بن علي على هشام بن عبد الملك ، وكان زيد لأم ولد ، فقال له هشام : يا زيد بلغني أن نفسك تسمو بك إلى الإمامة ، والإمامة فلا تصلح لأبناء الاماء فقال له زيد : يا أمير المؤمنين هذا إسماعيل بن إبراهيم عليهما‌السلام كان لأمة وقد صلحت له النبوة وكان صادق الوعد ، وكان عند ربه مرضيا ، والنبوة أكبر من الإمامة ، فقال له هشام : يا زيد إنّ الله لا يجمع النبوة والملك لأحد ، فقال زيد : يا أمير المؤمنين ما هذا؟ قال الله تبارك وتعالى : (أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلى ما آتاهُمُ اللهُ مِنْ فَضْلِهِ ، فَقَدْ آتَيْنا آلَ إِبْراهِيمَ الْكِتابَ وَالْحِكْمَةَ وَآتَيْناهُمْ مُلْكاً عَظِيماً)(٤).

أخبرنا أبو علي الحداد في كتابه ، عن أبي نعيم الحافظ ، ثنا علي بن محمد بن

__________________

(١) كذا بالأصل وبغية الطلب ، وفي نسب قريش ص ٦١ نسبت الأبيات للحرّ ، أبيه.

(٢) نسب قريش : وأمّتنا.

(٣) نسب قريش : ثكلا.

(٤) سورة النساء ، الآية : ٥٤.

٤٦٨

سعيد الموصلي ، نا الحسن بن علي المعمري ، حدّثني زكريا بن يحيى بن زكريا بن أبي زائدة ، قال : سمعت عمتي عزيزة (١) بنت زكريا بن أبي زائدة ، قالت : سمعت أبي يقول : لما حججت مررت بالمدينة فقلت : لو دخلت على زيد بن علي بن الحسين فسلّمت عليه ، فدخلت عليه فسمعته يتمثل بأبيات وهو يقول (٢) :

ومن يطلب المال الممنّع بالقنا

يعش ماجدا أو تخترمه المخارم

[متى] تجمع القلب الذكي وصارما

وأنفا حميّا تجتنبك المظالم

وكنت إذا قوم غزوني غزوتهم

فهل أنا في ذا يا لهمدان ظالم

فخرجت من عنده ، فمضيت فقضيت حجتي ثم انصرفت إلى الكوفة ، فبلغني قدومه ، فأتيته فسلمت عليه وسألته عما قدم له ، فأخبرني بكتب من كتب إليه يسأله القدوم عليه ، فأشرت عليه بالانصراف فلحقه القوم فردّوه.

أخبرنا أبو الحسين بن الفراء ، وأبو غالب ، وأبو عبد الله ابنا البنا ، قالوا : أنا محمد بن أحمد بن المسلمة ، أنا محمد بن عبد الرّحمن ، أنبأ أحمد بن سليمان ، نا الزّبير بن بكّار ، قال : وحدّثني عبد الرّحمن بن عبد الله الزهري ، قال : دخل زيد بن علي مسجد رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم نصف النهار في يوم حار من باب السوق فرآني سعد بن إبراهيم في جماعة من القرشيين قد حان قيامهم ، فقاموا فأشار إليهم ، فقال لهم سعد بن إبراهيم : هذا زيد يشير إليكم فقوموا له فجاءهم ، فقال : أي قوم ، أنتم أضعف من أهل الحرة؟ فقالوا : لا ، فقال : فأنا أشهد أن يزيدا (٣) ليس شرا من هشام بن عبد الملك ، فما لكم؟ فقال سعد لأصحابه مدة هذا قصيرة فلم ينشب أن خرج فقتل (٤).

قال : ونا الزبير ، حدّثني محمد بن يحيى ، عن عبد الكريم بن شعيب الحجبي ، قال : أقبل زيد بن علي بن حسين فدخل المسجد وفيه نفر من قريش قد لحقتهم الشمس في مجلسهم ، فقاموا يريدون التحول فلما توسط زيد المسجد خاف أن يعوقوه (٥)

__________________

(١) في بغية الطلب : غزوة.

(٢) الأبيات في بغية الطلب ٩ / ٤٠٤٣ ونسبها بحاشيته إلى عمرو بن براقة الهمداني.

(٣) بالأصل : يزيد.

(٤) بغية الطلب ٩ / ٤٠٤٣ ـ ٤٠٤٤ وفوات الوفيات ٢ / ٣٦.

(٥) في بغية الطلب : أن يفوتوه فحصبهم فوقفوا.

٤٦٩

فحصبهم فوقعوا فقال لهم : أقتل يزيد بن معاوية حسين بن علي؟ قالوا : نعم ، قال : ثم مات يزيد ، قالوا : نعم ، قال : فكأن حياة بينهما لم يكن ، قال : فعلم القوم أن زيد يريد أمرا.

قرأت على أبي غالب بن البنا ، عن أبي محمد الجوهري ، أنا أبو عمر بن حيّوية ، أنا سليمان بن إسحاق الجلّاب ، نا حارث بن أبي أسامة ، نا محمد بن سعد (١) ، أنا محمد بن عمر ، أنا عبد الله بن جعفر ، قال : دخل زيد بن علي على هشام بن عبد الملك فرفع دينا كثيرا وحوائج ، فلم يقض له هشام حاجة ، وتجهمه وأسمعه كلاما شديدا.

قال عبد الله بن جعفر : فأخبرني سالم مولى هشام وحاجبه أن زيد بن علي خرج من عند هشام وهو يأخذ (٢) شاربه بيده ويفتّله ويقول : ما أحب الحياة أحد قطّ إلّا ذلّ ، ثم مضى ، فكان وجهه إلى الكوفة ، فخرج بها ويوسف بن عمر الثقفي عامل لهشام بن عبد الملك على العراق فوجّه إلى زيد بن علي من يقاتله ، فاقتتلوا وتفرق عن زيد من خرج معه ، ثم قتل وصلب.

قال سالم : فأخبرت هشاما بعد ذلك بما كان قال زيد يوم (٣) خرج من عنده ، فقال : ثكلتك أمك ألا كنت أخبرتني بذلك قبل اليوم وما كان يرضيه ، إنما كانت خمسمائة ألف ، فكان ذلك أهون علينا مما صار إليه.

قرأت (٤) على أبي محمد عبد الله بن أسد بن عمار ، عن عبد العزيز الكتاني ، أنا عبد الوهاب الميداني ، حدّثني أبو بكر محمد بن سليمان بن يوسف الرّبعي السمسار ، في سنة ستين وثلاثمائة ، نا محمد بن عمر بن حفص الحافظ ، نا مسبّح (٥) بن حاتم العكلي ، نا عبد الجبار بن عبد الله ، عن عبد الأعلى بن عبد الله الشامي ، قال : لما قدم زيد بن علي إلى الشام ، كان حسن الخلق حلو اللسان ، فبلغ ذلك هشام بن عبد الملك فاشتد عليه فشكا ذلك إلى مولى له ، فقال له : ائذن للناس إذنا عاما ، واحجب زيدا ، ثم

__________________

(١) طبقات ابن سعد ٥ / ٣٢٥ ـ ٣٢٦.

(٢) بالأصل : «وهو يأخذ سارية بيده ويقبله» صوبنا العبارة عن ابن سعد.

(٣) بالأصل : يوما.

(٤) الخبر نقله ابن العديم في بغية الطلب ٩ / ٤٠٣٣ ـ ٤٠٣٤ نقلا عن ابن عساكر).

(٥) رسمها وإعجامها مضطربان بالأصل وفي م : شيخ والمثبت عن بغية الطلب.

٤٧٠

ائذن له في آخر الناس ، فإذا دخل عليك فسلّم فلا ترد عليه ، ولا تأمره بالجلوس ، فإذا رأى أهل الشام هذا سقط من أعينهم ، ففعل فأذن للناس إذنا عاما وحجب زيدا وأذن له في آخر الناس فدخل فقال : السلام عليك يا أمير المؤمنين ، فلم يردّ عليه ، فقال : السلام عليك يا أحول (١) إذ لم تر نفسك أهلا لهذا الاسم. فقال له هشام : أنت الطامع في الخلافة وأمك أمة ، فقال : إن لكلامك جوابا ، فإن شئت أجبت ، قال : وما جوابك؟ قال : لو كان في أم الولد تقصير لما بعث الله إسماعيل نبيا وأمه هاجر ، فالخلافة أعظم أم النبوة ، فأفحم هشام ، لما خرج قال لجلسائه : أنتم القائلون إن رجالات بني هاشم هلكت ، والله ما هلك قوم هذا منهم ، فردّه ، وقال : يا زيد ما كانت أمك تصنع بالزوج ولها ابن مثلك ، قال : أرادت آخر مثلي ، قال : ارفع إليّ حوائجك ، فقال : أما وأنت الناظر في أمور المسلمين فلا حاجة لي ، ثم قام فخرج فأتبعه رسولا وقال : اسمع ما يقول ، فتبعه فسمعه يقول : من أحب الحياة ذل ، ثم أنشأ يقول :

مهلا بني عمّنا عن نحت أثلتنا

سيروا رويدا كما كنتم تسيرونا

لا تطمعوا أن تهينونا ونكرمكم

وأن نكفّ الأذى عنكم وتؤذونا

الله يعلم أنا لا نحبّكم

ولا نلومكم ألّا تحبّونا

كل امرئ مولع في بغض صاحبه

نحمد الله نقلوكم وتقلونا

ثم حلف أن لا يلقى هشاما ولا يسأله صفراء ولا بيضاء ، فخرج في أربعة آلاف بالكوفة ، فاحتال عليه بعض من كان يهوى هشاما فدخلوا عليه ، وقالوا : ما تقول في أبي بكر وعمر؟ فقال : رحم الله أبا بكر وعمر صاحبي رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم أين كنتم قبل اليوم؟ قالوا : ما نخرج معك أو تتبرأ منهما ، فقال : لا أفعل هما إماما عدل ، فتفرقوا عنه وبعث هشام إليه فقتلوه ، فقال الموكل بخشبته : رأيت النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم في النوم وقد وقف على الخشبة ، وقال : هكذا تصنعون بولدي من بعدي ، يا بني ، يا زيد قتلوك قتلهم الله ، صلبوك (٢) صلبهم الله ، فخرج هذا في الناس ، وكتب يوسف بن عمر إلى هشام أن عجل إلى العراق فقد فتنهم ، فكتب إليه : أحرقه بالنار ، فأحرقه رحمة الله عليه.

أخبرنا أبو الفتح نصر الله بن محمد ـ قراءة ـ عن أبي الفتح نصر بن إبراهيم ، عن

__________________

(١) بالأصل : أحوال والصواب عن م.

(٢) في بغية الطلب : سلبوك سلبهم الله.

٤٧١

أبي خازم محمد بن الحسين بن محمد بن الفراء ، أنا منير بن أحمد بن الحسن ، أنا علي بن أحمد بن إسحاق ، نا أبو مسهر أحمد بن مروان الرّملي ، نا الوليد بن طلحة ، ثنا ضمرة بن ربيعة ، قال : إنما كان سبب (١) زيد بالعراق أنه ـ يعني يوسف بن عمر ـ سأل القسري وابنه عن ودائعهم فقالوا : لنا عند داود بن علي وديعة ، وعند زيد بن علي وديعة. فكتب بذلك إلى هشام فكتب هشام إلى صاحب المدينة في إشخاص زيد بن علي وكتب إلى صاحب البلقاء في إشخاص داود بن علي إليه ، فقدما على هشام فأما داود بن علي فحلف لهشام : أنه لا وديعة لهم عندي فصدّقه ، وأذن له بالرجوع إلى أهله ، وأما زيد بن علي فأبى أن يقبل منه وأنكر أن يكون لهما عنده شيء ، فقال : أقدم على يوسف ، فقدم على يوسف فجمع بينه وبين يزيد وخالد فقال : إنما هو شيء تبردت به ، ما لي عنده شيء ، فصدّقه وأجازه يوسف ، وخرج يريد المدينة فلحقه رجال من الشيعة ، فقالوا له : ارجع فإنّ لك عندنا الرجال والأموال ، فرجع وبلغ ذلك يوسف.

قال ضمرة : فسمعت مهلّبا يقول : أمر يوسف بالصلاة جامعة فمن لم يحضر المسجد فقد حلت عليه العقوبة ، قال : فاجتمع الناس وقالوا : ننظر ما هذا الأمر ، ثم نرجع ، قال : فاجتمع الناس فأمر بالأبواب فأخذ بها فبنى عليهم.

قال : وأمر الخيل فجالت في أزقة الكوفة ، قال : فمكث الناس ثلاثة أيام وثلاث ليال في المسجد يؤتى الناس من منازلهم بالطعام يتناوبهم الشّرط والحرس ، قال : فخرج زيد على تلك الحال ، فلم يلبث أن ترتفع الشمس حتى قتل من يومه ، لم يخرج معه إلّا جميع (٢) ، فأخذه رجل في بستان له ، وصرف الماء عن الساقية وحفر له تحت الساقية ودفنه ، وأجرى عليه الماء ، قال : وغلام له سندي في بستان له ينظر فذهب إلى يوسف فأخبره فبعث فاستخرجه ثم صلبه.

قال ضمرة : فمن يومئذ سميت الرافضة ، أتوا إلى زيد فقالوا : سبّ أبا بكر وعمر نقوم معك وننصرك ، فأبى فرفضوا ذلك فسموا يومئذ روافض ، فالزيديّة لا تستحل الصلاة خلف الشيعة.

__________________

(١) كذا بالأصل وبغية الطلب ومختصر ابن منظور وبحاشيته : ولعل يريد سبب مقتل زيد.

(٢) كذا بالأصل وم ولعله يريد : جمع.

٤٧٢

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد ، أنا محمد بن هبة الله ، أنا محمد بن الحسين ، أنا عبد الله بن جعفر ، نا يعقوب بن سفيان (١) ، نا ابن إدريس ، عن القاسم بن معن ، قال : خرج أبو حصين (٢) ـ وفي نسخة أخرى : أبو كثير ـ وهو يضرب بغلة وهو يقول : الحمد لله الذي سار بي تحت رايات الهدى.

قال : ونا يعقوب ، نا عثمان بن أبي شيبة ، نا جرير ، عن مغيرة ، قال : كان سلمة بن كهيل من أشد الناس قولا لزيد بن علي ينهاه عن الخروج (٣).

قرأت على أبي الفتح نصر الله بن محمد الفقيه ، عن أبي الحسين بن الطّيّوري ، أنا عبد الباقي بن عبد الكريم ، أنا عبد الرحمن بن عمر ، أنا محمد بن أحمد بن يعقوب ، نا جدي يعقوب ، نا علي بن عبد الله ، قال : سمعت يحيى بن سعيد يقول : ذكر يحيى بن سعيد الأنصاري علي بن حسين فذكره بخير ، قال : ولكن أنبه زيد ، قال جدي : ظننت أنه أراد الخروج.

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي ، أنا أبو محمد الصّريفيني ، أنا أبو القاسم بن حبابة ، نا أبو القاسم البغوي ، نا أبو سعيد ـ هو ـ الأشج ، نا محمد بن يحيى بن الحارث الجعفي ، عن حفص بن غياث ، قال : قيل للأعمش أيام زيد : لو خرجت ، قال : ويلكم والله ما أعرف أحدا جعل عرضي دونه ، فكيف أجعل ديني دونه.

أخبرنا أبو القاسم أيضا ، أنا أبو بكر بن الطبري ، أنا أبو الحسين بن الفضل ، أنا عبد الله بن جعفر ، نا يعقوب (٤) ، نا سعيد بن يحيى ، نا ابن إدريس ، عن عتبة (٥) بن إسحاق ، قال : كان منصور بن المعتمر (٦) يختلف إلى زبيد (٧) فذكر أن أهل البيت يقتلون. يريده (٨) على الخروج مع زيد بن علي ، فقال زبيد : ما أنا بخارج إلّا مع نبي وما أنا بواجده.

__________________

(١) الخبر في المعرفة والتاريخ ٢ / ٨٠٧.

(٢) هو عثمان بن عاصم الأسدي.

(٣) الخبر في بغية الطلب ٩ / ٤٠٤٤.

(٤) المعرفة والتاريخ ٢ / ٨٠٧.

(٥) غير واضحة بالأصل ، والمثبت عن المعرفة والتاريخ وم.

(٦) في المعرفة والتاريخ : المغيرة.

(٧) هو زبيد بن الحارث اليمامي.

(٨) بالأصل : «مد يده» وفي م : يريدة والمثبت عن المعرفة والتاريخ.

٤٧٣

أخبرنا أبو البركات ، أنا أبو الفضل بن خيرون ، أنا القاضي أبو العلاء الواسطي ، أنا أبو بكر محمد بن أحمد البابسيري ، أنا أبو أمية الأحوص بن المفضّل الغلّابي ، أنا أبي ، قال : سمعت يحيى بن معين يقول : قدم محمد بن جحادة من البصرة فلما صار برراره (١) قتل هذا زيد بن علي قد خرج فرفع إلى البصرة ولم يدخل الكوفة.

أخبرنا أبو القاسم نصر بن أحمد ، أنبأ سهل بن بشر ، أنا محمد بن أحمد بن عيسى السعدي ، نا موسى بن محمد بن جعفر بن عرفة السمسار ، نا محمد بن يوسف بن يعقوب المقرئ الواسطي ، نا الكديمي ، نا عبد الله بن داود ، عن أم داود الواشية (٢) ، قالت : مرّ زيد بن علي بن الحسين على حمار قد خولف بوجهه على شيوخ كندة ، فقاموا إليه يبكون ، فقال : يا أخابث خليقة الله أسلمتموني للقتل ، ثم تبكون علي.

أنبأنا أبو علي الحداد ، وغيره ، قالوا : أنا أبو بكر بن ريذة (٣) ، أنا سليمان بن أحمد ، أنا أحمد بن داود المكي ، نا محمد بن إسماعيل بن عون .... (٤) ، نا الحارث بن معاوية ، حدثني أبي معاوية بن الحارث ، عن جده أبي أمه أنه كان يقول :

إن عندي لحديثا لو أردت أن آكل به الدنيا لأكلتها ، ولكن لا يسألني الله عن حديث أرفعه إلى السلطان ، قال أبي : فقلت : ما هو؟ قال : لما خرج زيد أتيت خالتي الغدّ فقلت لها : يا أمه قد خرج زيد فقالت : المسكين يقتل كما قتل آباؤه ، فقلت لها : إنه خرج معه ذوو الحجا ، فقالت : كنت عند أم سلمة زوج النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم فتذاكروا الخلافة [فقالت أم سلمة : كنت عند النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم فتذاكروا الخلافة](٥) بعده ، فقالوا : ولد فاطمة ، فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «لن يصلوا إليها أبدا ، ولكنها في ولد عمّي صنو أبي حتى يسلموها إلى الدّجال» [٤٥٥١].

حدثني أبو القاسم محمود بن عبد الرحمن البستي ، أنبأ أبو بكر بن خلف ، أنا أبو

__________________

(١) كذا بالأصل وفي م : وزاره.

(٢) بغية الطلب : الوالشية.

(٣) بالأصل : «زيده» وفي م : زيده والصواب ما أثبت وضبط ، وقد مضى التعريف به.

(٤) رسمها بالأصل وم : «السلى» كذا. ولم أجده.

(٥) ما بين معكوفتين زيادة عن م.

٤٧٤

عبد الله الحاكم ، أنا أبو جعفر محمد بن محمد بن عبد الله البغدادي ، نا عبد الله بن الحسين بن جابر المصّيصي ، نا موسى بن محمد البلقاوي ، نا الوليد بن محمد الموقّري ، قال :

كنا على باب الزهري إذ سمع جلبة ، فقال : ما هذا يا وليد؟ فنظرت فإذا رأس زيد بن علي يطاف به بيد اللعابين فأخبرته فبكا الزهري ، ثم قال : أهلك أهل هذا البيت العجلة ، قلت : ويملكون؟ قال : نعم ، حدثني علي بن الحسين ، عن أبيه أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال لفاطمة : «أبشري المهدي منك» [٤٥٥٢].

أنبأنا أبو [علي](١) بن نبهان.

ثم حدثنا أبو المعالي محمد بن ناصر ، أنا أحمد بن الحسن ، وأبو الحسن محمد بن إسحاق ، وأبو علي محمد بن سعيد بن نبهان ح.

وأخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي ، أنا أبو طاهر أحمد بن الحسن ، قالوا :

أنا أبو علي بن شاذان ، أنا أبو بكر محمد بن الحسن بن مقسم المقرئ ، نا أبو العباس أحمد بن يحيى ثعلب ، قال : وسمع هشام بن عبد الملك زيد بن علي يقول : ما أحب الحياة أحد قطّ إلّا ذل ، قال فخافه منذ سمع ذلك منه ، قال : وكان الحسين بن زيد بن علي يلقب ذا الدمعة ، وذلك لكثرة بكائه ، فقيل له في ذلك ، فقال : وهل تركت النار والسهمان فيّ مضحكا ، يريد السهمين اللذين أصابا زيد بن علي ، ويحيى بن زيد ، وقتل بخراسان.

أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر ، أنا أبو صالح أحمد بن عبد الملك ، أنا أبو الحسن بن السّقّا ، وأبو محمد بن بالوية ، قالا : ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ، نا عباس بن محمد ، قال : سمعت يحيى بن معين يقول : حدثنا جرير ، عن مغيرة ، قال : كنت أكثر الضحك ، فما قطعه عني إلّا قتل زيد بن علي (٢).

أخبرنا أبو بكر محمد بن الحسين ، وأبو القاسم إسماعيل بن أحمد ، وأبو الدّرّ ياقوت بن عبد الله ، قالوا : أنا أبو محمد الصّريفيني ، أنا أبو طاهر المخلّص ، نا أبو

__________________

(١) ما بين معكوفتين مكانها بياض بالأصل وم ، والزيادة المستدركة عن بغية الطلب ٩ / ٤٠٥.

(٢) عن بغية الطلب ٩ / ٤٠٥٠.

٤٧٥

عبد الله أحمد بن سليمان بن داود الطوسي ، نا الزّبير بن بكّار ، حدثني صدقة بن بشير ، قال : سمعت حسين بن زيد يمزح مع جعفر بن محمد فيقول له : خذلت شيعتك أبي حتى قتل فقال له جعفر : إن أباك اشتهى البطيخ بالسكر.

قرأت على أبي الفتح نصر الله بن محمد ، عن أبي الحسين المبارك بن عبد الجبار ، أنا عبد الباقي بن عبد الكريم ، أنا عبد الرحمن بن عمر بن أحمد ، نا أبو بكر محمد بن أحمد بن يعقوب ، حدثنا جدي قال : واختلفوا علينا في مقتل زيد بن علي ، قال مصعب الزبيري : وبلغني عن الواقدي أنه قال : مثله كان مقتل زيد بن علي يوم الاثنين لليلتين (١) خلتا من صفر سنة عشرين ومائة ، وقتل وهو ابن ثنتين وأربعين سنة ، وقال غيرهما : قتل في سنة اثنتين (٢) وعشرين ومائة (٣).

قرأت على أبي عبد الله يحيى بن الحسن ، وأبي الفضل بن ناصر ، عن محمد بن عبد السلام بن محمد ، أنا علي بن محمد بن خزفة (٤) ، نا محمد بن الحسين ، نا ابن أبي خيثمة ، أنا مصعب ، قال : زيد بن علي قتل بالكوفة ، قتله يوسف بن عمر في زمن هشام بن عبد الملك ، وقتل يوم الاثنين لليلتين (٥) خلتا من صفر من سنة عشرين ومائة ، وهو يوم قتل ابن ثنتين وأربعين سنة ، وقد سمع زيد بن علي من أبيه ، وروي عنه (٦).

أخبرنا أبو الحسين محمد بن محمد بن الفراء ، وأبو غالب أحمد ، وأبو عبد الله يحيى ابنا الحسن ، قالوا : أنا أبو جعفر بن المسلمة ، أنا أبو طاهر المخلّص ، نا أحمد بن سليمان ، نا الزّبير بن بكّار ، قال : وكان مقتل زيد بن علي يوم الاثنين لليلتين (٧) خلتا من صفر سنة عشرين ومائة ، وهو يومئذ ابن اثنتين (٨) وأربعين سنة ، وسمع زيد بن علي من أبيه ، وقد روي عنه.

قال الزبير : وقال محمد بن حسن : قتل زيد بن علي حسين بالكوفة في زمن هشام بن عبد الملك يوم الاثنين ليومين خلوا من صفر سنة اثنتين (٩) وعشرين ومائة ، وهو ابن اثنتين (١٠) وأربعين سنة.

__________________

(١) بالأصل : للثلاثين خطأ. والمثبت عن نسب قريش وم.

(٢) بالأصل : اثنين.

(٣) بغية الطلب ٩ / ٤٠٤٥.

(٤) بالأصل : «حرمه» كذا وفي م : «خرمه» والصواب ما أثبت وضبط عن التبصير ، وقد مضى التعريف.

(٥) بالأصل : للثلاثين خطأ. والمثبت عن نسب قريش وم.

(٦) انظر نسب قريش للمصعب ص ٦٠ ـ ٦١.

(٧) بالأصل : للثلاثين خطأ. والمثبت عن نسب قريش وم.

(٨) بالأصل : اثنين.

(٩) بالأصل : اثنين.

(١٠) بالأصل : اثنين.

٤٧٦

أخبرنا أبو البركات الأنماطي ، أنا أبو طاهر أحمد بن الحسن ، وأبو الفضل بن خيرون ح.

وأخبرنا أبو العزّ ثابت بن منصور ، قال : أنا أبو طاهر أحمد بن الحسن ، قالا : أنا محمد بن الحسن بن أحمد بن محمد ، أنا أبو الحسين محمد بن أحمد بن إسحاق عن (١) عمر بن أحمد بن إسحاق ، نا خليفة بن خياط (٢) ، قال : زيد وعمر ابنا علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب ، أمهما فتاة ، زيد يكنى أبا الحسين ، قتل بالكوفة سنة إحدى وعشرين ومائة.

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي ، أنا أبو بكر بن الطبري ، أنا أبو الحسين بن الفضل ، أنا عبد الله بن جعفر ، نا يعقوب ، قال : وفي هذه السنة ـ يعني ـ سنة إحدى وعشرين ومائة ، قتل زيد بن علي ، دخل على هشام بن عبد الملك فكلّمه في دين عليه ومعونة ، فأبى أن يفعل ذلك ، وغلظ في الجواب فخرج زيد وهو يقول : لا يحب الحياة أحد إلّا ذل ، فقدم الكوفة ، وخرج فقتل في صفر ، وهرب يحيى بن زيد فلحق بخراسان وكانوا صلبوا زيدا بالكناسة ، ثم أحرقوه ، وذلك في ولاية يوسف بن عمر (٣).

قرأت على أبي محمد السّلمي ، عن أبي محمد التميمي ، أنا مكي بن محمد بن الغمر ، أنا أبو سليمان بن زبر ، قال : وفيها ـ يعني سنة إحدى وعشرين ومائة ـ قتل زيد بن علي بن حسين بن علي بن أبي طالب بالكوفة في صفر ، رحمة الله عليه ، وهكذا قال الواقدي (٤).

قرأت في كتاب أظنه من تصنيف الصولي : وفي سنة إحدى وعشرين ومائة قتل زيد بن علي بن الحسين في صفر بالكوفة ، وصلب في الكناس ، وكان الذي ظفر به يوسف بن عمر ، ثم أحرقه بالنار ، فسمّي زيد النار ، وإنما سميت الرافضة ذلك اليوم (٥).

أخبرنا أبو البركات الأنماطي ، أنا أبو المعالي ثابت بن بندار ، أنا أبو العلاء

__________________

(١) بالأصل : بن ، والصواب عن بغية الطلب ٩ / ٤٠٤٦.

(٢) طبقات خليفة بن خيّاط ص ٤٤٩ رقم ٢٢٦١ و ٢٢٦٢.

(٣) انظر المعرفة والتاريخ ٣ / ٣٤٨ وبغية الطلب ٩ / ٤٠٤٦.

(٤) بغية الطلب ٩ / ٤٠٤٧.

(٥) المصدر نفسه.

٤٧٧

محمد بن علي ، أنا أبو بكر محمد بن أحمد البابسيري ، أنا الأحوص بن المفضّل ، نا أبي ، نا أحمد ، قال : قتل زيد بن علي سنة اثنتين أو إحدى وعشرين ومائة.

أخبرنا أبو الحسن علي بن محمد بن أحمد ، أنبأ أبو منصور محمد بن الحسن ، نا أبو العباس أحمد بن الحسين ، أنا عبد الله بن محمد بن عبد الرحمن ، نا محمد بن إسماعيل ، قال : قال يحيى بن بكير عن الليث قال في سنة ثنتين وعشرين ومائة قتل زيد بن علي الهاشمي ، وفيها قتل عبد الرحمن بن عبد الله الغافقي أمير الأندلس (١).

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي ، أنا أبو بكر بن الطبري ، أنا أبو الحسين بن الفضل ، أنا عبد الله بن جعفر ، نا يعقوب ، قال : قال ابن بكير ، قال الليث بن سعد : وفي سنة اثنتين وعشرين ومائة قتل زيد بن علي الهاشمي.

أنبأنا أبو سعد محمد بن محمد ، وأبو علي الحسن بن أحمد ، وأبو القاسم غانم بن محمد بن عبيد الله ، ثم أخبرنا أبو المعالي عبد الله بن أحمد بن محمد ، أنا أبو علي ، قالوا : أنا أبو نعيم ، نا أبو علي محمد بن أحمد بن الحسن ، نا محمد بن عثمان بن أبي شيبة ، نا هاشم بن محمد ، نا الهيثم بن عدي ، قال : ومات سلمة بن كهيل الحضرمي سنة ثنتين وعشرين ومائة أيام قتل زيد بن علي.

أخبرنا أبو غالب محمد بن الحسن ، أنا محمد بن علي بن أحمد ، أنا أحمد بن إسحاق ، نا أحمد بن عمران ، نا موسى بن زكريا ، نا خليفة بن خياط ، قال (٢) : فحدثني أبو اليقظان عن جويرية بن أسماء وغيره أن زيد بن علي قدم على يوسف بن عمر الحيرة ، فأجازه وأحسن إليه ، ثم شخص إلى المدينة ، فأتاه ناس من أهل الكوفة ، فقالوا له : ارجع فليس يوسف بشيء ، ونحن نأخذ لك الكوفة ، فبايعه ناس كثير ، فخرج وخرج معه ناس كثير ، فاقتتلوا فقتل زيد فيها ـ يعني سنة اثنتين وعشرين ومائة ـ.

أخبرنا أبو غالب أحمد بن الحسن ، أنا أبو الحسين بن الآبنوسي ، أنا أبو القاسم بن خنبقاء (٣) ، نا إسماعيل بن علي الخطبي ، قال : وقد كان زيد بن علي بن

__________________

(١) كذا ، وفي البيان المغرب لابن عذاري ٢ / ٢٨ استشهد في أرض العدو في رمضان سنة ١١٤.

(٢) انظر تاريخ خليفة بن خيّاط ص ٣٥٣ ، والخبر بتمامه نقله ابن العديم في بغية الطلب ٩ / ٤٠٤٩ نقلا عن خليفة. وتهذيب التهذيب ٢ / ٢٤٤ ـ ٢٤٥.

(٣) رسمها وإعجامها مضطربان ، والمثبت عن بغية الطلب.

٤٧٨

الحسين بن علي ، وكنيته أبو الحسين ، وأمه أم ولد يقال لها جيداء ظهر بالكوفة في خلافة هشام بن عبد الملك ، في سنة إحدى وعشرين ومائة ، وقتل ليومين خلوا من صفر من سنة اثنتين (١) وعشرين ومائة ، وهو ابن اثنتين وأربعين سنة ، وصلب بالكوفة وفي تاريخ قتله خلاف ، ولم يزل مصلوبا إلى سنة ست وعشرين ، ثم أنزل بعد أربع سنين من صلبه.

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي ، أنا أبو الفتح نصر بن أحمد بن نصر ، أنا محمد بن أحمد بن عبد الله ح.

وأخبرنا أبو البركات بن المبارك ، أنا أبو الحسين بن الطّيّوري ، وأبو طاهر أحمد بن علي بن سوار ، قالا : أخبرنا الحسين بن علي بن عبد الله ، قالا : أنبأ محمد بن زيد بن علي ، أنا محمد بن محمد بن عقبة ، نا هارون بن حاتم ، نا رباح ـ يعني ابن خالد ـ ، قال : سألت سفيان بن عيينة متى مات الزهري؟ قال : سنة ثلاث وعشرين ومائة ، وفيها قتل زيد بن علي (٢).

أخبرنا أبو البركات عبد الوهاب بن المبارك ، أنا أحمد بن الحسن بن خيرون ، أنا عبد الملك بن محمد ، أنا محمد بن أحمد بن الحسن ، أنا أبو جعفر محمد بن عثمان ، نا إسماعيل بن إبراهيم ، نا محمد بن جعفر بن محمد ، عن أبيه ، قال : وزيد بن علي ابن أربع وأربعين سنة ـ يعني قتل ـ.

قرأت بخط أبي الحسن بن نظيف ، وأنبأنيه أبو القاسم العلوي ، وأبو الوحش المقرئ عنه ، أنا إبراهيم بن علي بن إبراهيم ، نا أبو العباس أحمد بن بكران بن شاذان ، نا الحسين بن علي ، حدثني محمد بن سلام ، نا إسماعيل ، عن الحسن بن محمد بن معاوية البجلي ، قال : كان (٣) زيد بن علي حيث صلب يوجّه وجهه ناحية الفرات فيصبح وقد دارت خشبته ناحية القبلة مرارا ، وعمدت العنكبوت حتى نسج على عورته ، وقد كانوا صلبوه عريانا.

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي ، أنا أبو منصور محمد بن محمد بن

__________________

(١) بالأصل : «اثنين».

(٢) بغية الطلب ٩ / ٤٠٤٨.

(٣) بالأصل : «كان زيد بن حبيب صلب» والصواب عن م ، وانظر بغية الطلب ٩ / ٤٠٥.

٤٧٩

عبد العزيز ، أنا أبو الحسين بن بشران ، أنا عمر بن الحسن بن علي بن مالك ، أنا أبو (١) سهل سعيد بن عثمان بن بكر الأهوازي ، وأبو العباس محمد بن موسى ، قالا : نا أحمد بن أبي بكر العتكي ، نا جرير بن حازم ، قال : رأيت النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم في النوم مسندا ظهره إلى خشبة زيد بن علي ، وهو يبكي ويقول : هكذا تفعلون بولدي ، والحديث على لفظ سعيد بن بكر كذا قال : أحمد العتكي ، وقال غيره : عبد الله.

أخبرناه أبو بكر محمد بن الحسين ، نا أبو الحسين بن المهتدي ، أنا عبيد الله بن أحمد بن علي بن الحسين ، نا محمد بن مخلد ، نا محمد بن عبد الرحمن بن يونس ، نا عبد الله بن أبي بكر العتكي ، نا جرير بن حازم ، قال : رأيت النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم كأنه متساند إلى خشبة زيد بن علي في المنام ، وهو مصلوب وهو يقول : هكذا تفعلون بولدي ، وكذا روي من وجه آخر.

أخبرناه أبو محمد بن طاوس ، أنا أبو الغنائم بن أبي عثمان ، أنا أبو الحسين بن بشران ، أنا أبو علي بن صفوان ، نا ابن أبي الدنيا ، حدثني محمد بن إدريس ، نا عبد الله بن أبي بكر بن الفضل العتكي ، نا جرير بن أبي (٢) حازم أنه رأى (٣) النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم في المنام متساندا (٤) إلى جذع زيد بن علي ، وهو مصلوب ، وهو يقول للناس : هكذا تفعلون بولدي (٥).

٢٣٤٥ ـ زيد بن علي بن زيد بن علي

أبو الحسين بن أبي الحسن السّلمي الدواحي الفقيه

سمع أباه ، وأبا محمد بن الأكفاني ، والفقيهين أبا الحسن علي بن المسلّم ، وأبا الفتح نصر الله بن محمد ، وجماعة من شيوخنا ، وتفقه على الفقيه أبي الحسن علي بن المسلّم ، ثم رحل إلى بغداد ، وسمع بها من جماعة من شيوخها ، وأسند من لقي بها أبو الفضل محمد بن الحسن بن عمر الأرموي الفقيه ، وكان الأرموي يروي عن أبي

__________________

(١) بالأصل : أبي.

(٢) كذا بالأصل هنا ، ولفظة «أبي» مقحمة وفي م : جرير بن حازم.

(٣) بالأصل «رآني» والصواب ما أثبت عن م.

(٤) بالأصل وم : متساند ، والصواب ما أثبت.

(٥) الخبر في بغية الطلب ٩ / ٤٠٥٠.

٤٨٠