تاريخ مدينة دمشق - ج ١٩

أبي القاسم علي بن الحسن ابن هبة الله بن عبد الله الشافعي [ ابن عساكر ]

تاريخ مدينة دمشق - ج ١٩

المؤلف:

أبي القاسم علي بن الحسن ابن هبة الله بن عبد الله الشافعي [ ابن عساكر ]


المحقق: علي شيري
الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع
الطبعة: ٠
الصفحات: ٥٤٤
الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤ الجزء ١٥ الجزء ١٦ الجزء ١٧ الجزء ١٨ الجزء ١٩ الجزء ٢٠ الجزء ٢١ الجزء ٢٢ الجزء ٢٣ الجزء ٢٤ الجزء ٢٥ الجزء ٢٦ الجزء ٢٧ الجزء ٢٨ الجزء ٢٩ الجزء ٣٠ الجزء ٣١ الجزء ٣٢ الجزء ٣٣ الجزء ٣٤ الجزء ٣٥ الجزء ٣٦ الجزء ٣٧ الجزء ٣٨ الجزء ٣٩ الجزء ٤٠ الجزء ٤١ الجزء ٤٢ الجزء ٤٣ الجزء ٤٤ الجزء ٤٥ الجزء ٤٦ الجزء ٤٧ الجزء ٤٨ الجزء ٤٩ الجزء ٥٠ الجزء ٥١ الجزء ٥٢ الجزء ٥٣ الجزء ٥٤ الجزء ٥٥ الجزء ٥٦ الجزء ٥٧ الجزء ٥٨ الجزء ٥٩ الجزء ٦٠ الجزء ٦١ الجزء ٦٢ الجزء ٦٣ الجزء ٦٤ الجزء ٦٥ الجزء ٦٦ الجزء ٦٧ الجزء ٦٨ الجزء ٦٩ الجزء ٧٠ الجزء ٧١ الجزء ٧٢ الجزء ٧٣ الجزء ٧٤ الجزء ٧٥ الجزء ٧٦ الجزء ٧٧ الجزء ٧٨ الجزء ٧٩ الجزء ٨٠

عبد الله بن أحمد بن حنبل (١) ، حدّثني عبيد الله بن معاذ ، نا أبي ، نا شعبة ، عن قتادة ، وحميد ، عن أنس ، قال : مطرنا ببرد ، وأبو طلحة صائم فجعل يأكل منه ، قيل له : أتأكل وأنت صائم؟ فقال : إنما هذا بركة.

أخبرنا أبو المظفّر بن أبي القاسم ، أنا أبو سعد محمد بن عبد الرحمن ، أنا أبو عمرو بن حمدان ح.

وأخبرنا أبو عبد الله الحسن بن عبد الملك ، وأم المجتبى العلوية ، قالا : أنا إبراهيم بن منصور ، أنا أبو بكر بن المقرئ ، قالا : أنا أبو يعلى ، نا أبيّ بن أبي الربيع الجرجاني ، نا عبد الصمد بن عبد الوارث ، حدّثني أبي ، عن علي بن زيد ، عن أنس ، قال : مطرت السماء بردا ، فقال لنا أبو طلحة ، ونحن غلمان ، ناولني يا أنس من ذلك البرد ، فجعل يأكل وهو صائم ، فقلت : ألست صائما؟ قال : بلى ، إن ذا ليس بطعام ولا شراب ، وإنما هو بركة من السماء نطهر به بطوننا ، قال أنس : فأتيت النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم فأخبرته قال : خذ عن عمك (٢).

أخبرنا أبو علي الحسن بن المظفّر بن السبط ، أنبأ أبي أبو سعد ، أنبأ أبو الحسن أحمد بن إبراهيم بن أحمد بن فراس ، نا أبو جعفر محمد بن إبراهيم بن عبد الله الدّيبلي ، نا أبو عبيد الله سعيد بن عبد الرحمن المخزومي ، نا سفيان ، عن ابن جدعان ، عن أنس بن مالك ، قال : قرأ أبو طلحة هذه الآية : (انْفِرُوا خِفافاً وَثِقالاً)(٣) قال أبو طلحة : ما أسمع عذر أحد ، قال : فخرج إلى الغزو وهو شيخ كبير.

أخبرنا أبو حفص عمر بن أحمد الأرغياني الفقيه ، أنبأ أبو الحسن علي بن أحمد الواحدي ، أنا محمد بن إبراهيم بن يحيى ، أنبأ أبو عمرو بن مطر ، نا إبراهيم بن علي ، نا يحيى بن يحيى ، نا سفيان بن عيينة ح.

وأخبرنا أبو البنا حامد بن عبد الله بن أحمد بن المفرج القضاعي الماكسيني (٤) ،

__________________

(١) مسند أحمد ٣ / ٢٧٩ قال البزار عقب إخراجه الحديث في مسنده (١٠٢٢) لا نعلم هذا الفعل إلّا عن أبي طلحة.

وبحاشية سير الأعلام عقب محققه : هذا اجتهاد من أبي طلحة ، والجمهور على خلافه. ٢ / ٢٧.

(٢) انظر سير الأعلام ٢ / ٣٤.

(٣) سورة التوبة ، الآية : ٤٢.

(٤) هذه النسبة إلى ماكسين مدينة من الجزيرة قريبة من رحبة مالك بن طوق بنواحي الرقة.

٤٢١

نا أرحبة (١) ، نا أبو عبد الله الحسين بن محمد بن الحسين بن سعدون ـ من لفظه ـ أنا أبو عبد الله الحسين بن محمد بن طاهر بن يونس بن جعفر بن الصباح ، أنا أبو عمرو عثمان بن محمد بن القاسم الأدمي ، نا يحيى بن محمد بن صاعد ، نا أبو ثابت الخطاب مشرف بن أبان ببغداد ، نا سفيان بن عيينة عن علي بن زيد بن جدعان ، عن أنس بن مالك ، قال : قرأ أبو طلحة (انْفِرُوا خِفافاً وَثِقالاً) فقال : ما أسمع الله عذر أحد ، فخرج إلى الشام ، فجاهد حتى مات ، وفي حديث يحيى بن يحيى : فخرج مجاهدا إلى الشام حتى مات.

أخبرنا أبو الحسن علي بن محمد الخطيب ، أنا أبو منصور محمد بن الحسن ، أنا أبو العباس أحمد بن الحسين ، أنا عبد الله بن محمد بن عبد الرحمن ، نا محمد بن إسماعيل ، نا موسى ، نا حمّاد بن سلمة ، عن ثابت ، وعلي بن زيد ، عن أنس بن مالك : أن أبا طلحة قال له بنوه : قد غزوت على عهد رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، وأبي بكر ، وعمر ، فنحن نغزو عنك الآن [فأبى](٢) فغزا البحر فمات ، فلم يدفن سبعة أيام.

أخبرنا أبو غالب بن البنا ، أنا أبو الحسين بن الآبنوسي ، أنا أبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن الفتح المصّيصي الجلّي ، نا أبو يوسف محمد بن سفيان بن موسى المصّيصي الصفار ، نا أبو عثمان سعيد بن رحمة بن نعيم الأصبحي ، قال : سمعت عبد الله بن المبارك ، عن حمّاد بن سلمة ، عن علي بن زيد ، وثابت ، عن أنس بن مالك : أن أبا طلحة قرأ هذه الآية : (انْفِرُوا خِفافاً وَثِقالاً) فقال : أمرنا الله عزوجل واستنفرنا شيوخا وشبابا (٣) ، جهزوني ، فقال بنوه : يرحمك الله ، قد غزوت على عهد رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، وأبي بكر ، وعمر ، فنحن نغزو عنك الآن ، [فأبى ،](٤) فغزا البحر ، فمات ، فطلبوا جزيرة يدفنونه فلم يقدروا عليها إلّا بعد سبعة أيام ، وما تغيّر (٥).

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، نا أبو بكر الخطيب ، أنبأ أبو الحسن علي بن أحمد بن إبراهيم بن إسماعيل البزاز المعروف بابن الشيخ ، نا أبو علي الحسن بن

__________________

(١) كذا رسمها بالأصل وفي م : «بالرحبة» وهو الصواب.

(٢) زيادة لازمة منا للإيضاح.

(٣) سير الأعلام : شيوخنا وشبابنا.

(٤) زيادة لازمة منا للإيضاح.

(٥) نقله الذهبي في سير الأعلام ٢ / ٣٤.

٤٢٢

محمد بن عثمان الفسوي ، نا يعقوب بن سفيان ، نا حجّاج بن منهال ، نا حمّاد ، عن ثابت ، وعلي بن زيد ، عن أنس بن مالك : أن أبا طلحة غزا البحر ، فمات فلم يجدوا له جزيرة يدفنونه فيها إلّا بعد سبعة أيام ، فلم يتغير (١).

أخبرنا أبو محمد عبد الكريم بن حمزة ، نا أبو بكر الخطيب ح.

وأخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا أبو بكر بن الطبري ، قالا : أنا أبو الحسين بن الفضل ، أنا عبد الله بن جعفر ، نا يعقوب بن سفيان ، نا الحجّاج ، نا حمّاد ، عن ثابت ، وعلي بن زيد ، عن أنس بن مالك : أن أبا طلحة قرأ سورة براءة فأتى على هذه الآية : (انْفِرُوا خِفافاً وَثِقالاً) ، فقال : أي بنيّ ما أرى ربنا إلّا يستنفرنا شيوخا وشبابا ، يا بنيّ ، جهزوني ، قال بنوه : يرحمك الله ، قد غزوت مع النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم حتى مات ومع أبي بكر حتى مات ، ومع عمر ، فدعنا نغزو عنك ، فقال : لا ، جهزوني ، فغزا البحر فمات في البحر ، فلم يجدوا له جزيرة يدفنونه فيها إلّا بعد تسعة (٢) أيام فدفنوه ولم يتغير.

أخبرنا أبو القاسم الشّحّامي ، أنا أبو بكر البيهقي ، أنا أبو عبد الله الحافظ ، نا أبو العباس محمد بن يعقوب ، نا محمد بن إسحاق الصّغانيّ ، قال : نا عفّان ، حدّثني حمّاد بن سلمة ، نا علي بن زيد ، وثابت ، عن أنس : أن أبا طلحة قرأ هذه الآية : (انْفِرُوا خِفافاً وَثِقالاً) ، قال : أرى ربنا يستنفرنا شيوخا وشبابا ، جهزوني أي بنيّ جهزوني ، فقال بنوه : قد شهدت مع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، وأبي بكر ، وعمر ، ونحن نغزو ، فقال : جهزوني ، فركب البحر ، فمات فلم يجدوا له جزيرة إلّا بعد سبعة أيام فدفنوه فيها ولم يتغير.

أخبرناه عاليا ـ من غير ذكر علي بن زيد في إسناده ـ أبو المظفّر القشيري ، أنا أبو سعد الجنزرودي (٣) ، أنا أبو عمرو بن حمدان ، أنا أبو يعلى ، نا عبد الرحمن بن سلام الجمحي ، ثنا حمّاد بن سلمة ، عن ثابت ، عن أنس أن أبا طلحة قرأ سورة براءة ، فأتى على هذه الآية : (انْفِرُوا خِفافاً وَثِقالاً) فقال : إني (٤) أرى ربي يستنفرني شابا وشيخا ، جهزوني ، فقال له بنوه : قد غزوت مع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم حتى قبض ، وغزوت مع أبي بكر

__________________

(١) انظر المعرفة والتاريخ ليعقوب الفسوي ٣ / ٣١٩.

(٢) كذا بالأصل هنا «تسعة» وفي م : سبعة.

(٣) إعجامها مضطرب بالأصل وم ، والصواب ما أثبت ، مضى التعريف به.

(٤) غير واضحة بالأصل وم وقد تقرأ : «الا».

٤٢٣

حتى مات ، وغزوت مع عمر ، فنحن نغزو عنك ، فقال : جهزوني فجهزوه ، فركب البحر ، فمات ، فلم يجدوا له جزيرة يدفنونه فيها إلّا بعد سبعة أيام فلم يتغير.

أخبرنا أبو عبد الله محمد بن غانم الحداد ، أنا أبو القاسم عبد الرحمن بن محمد بن إسحاق ، أنا أبي أبو عبد الله ، أنا أحمد بن سليمان ، نا أبو زرعة الدمشقي ، قال : عاش أبو طلحة أربعين سنة بعد النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، وتوفي بالشام.

أنبأنا أبو محمد بن الأكفاني ، نا عبد العزيز الكتّاني ، أنا أبو محمد بن أبي نصر ، أنا أبو القاسم بن أبي العقب ، أنا أحمد بن إبراهيم القرشي ، نا محمد بن عائذ ، نا الوليد ، نا إبراهيم بن محمد ، عن حميد ، عن أنس بن مالك أن أبا طلحة ركب البحر غازيا فأصابه البطن فمات.

أخبرنا أبو غالب محمد بن الحسن ، أنا محمد بن علي بن أحمد ، أنا أحمد بن إسحاق بن خربان ، نا أحمد بن عمران بن موسى ، نا موسى بن زكريا ، نا خليفة بن خياط ، قال (١) : فيها ـ يعني سنة اثنتين وثلاثين ـ مات أبو طلحة الأنصاري.

أخبرنا أبو محمد السّلمي ، نا أبو بكر الخطيب ح.

وأخبرنا أبو محمد السلمي ـ قراءة ـ عن عبد الله الكتاني ، أنا مكي بن محمد بن الغمر ، أنا أبو سليمان بن زبر ، قال : قال المدائني ، وأبو موسى أو (٢) عمرو الهيثم بن عدي : مات في سنة اثنتين (٣) وثلاثين ، ابن مسعود وأبو طلحة.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا أبو بكر بن الطبري ، قالا : أنا أبو الحسين بن الفضل ، أنا عبد الله بن جعفر ، نا يعقوب ، قال : وفي (٤) هذه السنة ـ يعني سنة اثنتين وثلاثين ـ ، مات أبو طلحة ، وقد قيل : مات سنة أربع وثلاثين ، وهو ابن سبعين سنة.

أخبرتنا أم البهاء فاطمة بنت محمد ، قالت : أنا أبو طاهر أحمد بن محمود ، أنبأ

__________________

(١) تاريخ خليفة بن خياط ص ١٦٦.

(٢) كذا بالأصل : «أو».

(٣) بالأصل : اثنين.

(٤) بالأصل : وهي.

٤٢٤

أبو بكر بن المقرئ ، أنا أبو الطّيّب محمد بن جعفر ، أنا عبيد الله بن سعد بن إبراهيم الزّهري ، قال : مات العباس ، وأبو طلحة زيد بن سهل ، وأبو سفيان صخر بن حرب في آخر خلافة عثمان.

قال عبيد الله في موضع آخر : بلغني أن أبا طلحة مات في خلافة عثمان وصلّى عليه عثمان سنة ثلاث وثلاثين.

أنبأنا أبو سعد المطرّز ، قال : أنا أبو نعيم ، نا سليمان بن أحمد ، نا أبو الزّنباع روح بن الفرج ، نا يحيى بن بكير ، قال : توفي أبو طلحة سنة أربع وثلاثين ، وصلّى عليه عثمان بن عفان ، سنه سبعون ، واسمه زيد بن سهل.

قال : ونا سليمان ، نا عبيد بن غنّام ، ومحمد بن عبد الله الحضرمي ، قالا : نا محمد بن عبد الله بن نمير ، قال : مات أبو طلحة زيد بن سهل سنة أربع وثلاثين ، صلّى عليه عثمان ، مات ابن سبعين سنة ، وقد قيل : إن أبا طلحة مات سنة اثنتين وثلاثين.

أخبرنا أبو بكر محمد بن شجاع ، أنا أبو عمرو بن مندة ، أنبأ الحسن بن محمد ، أنا أحمد بن محمد ، أنا أبو بكر بن أبي الدنيا ، نا محمد بن سعد (١) ، أنا محمد بن عمر ، قال : مات أبو طلحة بالمدينة سنة أربع وثلاثين ، وصلّى عليه عثمان ، وهو يومئذ ابن سبعين سنة ، وكان رجلا أدم مربوعا لا يغير شيبه ، وأهل البصرة يقولون : ركب البحر فمات فيه.

أخبرنا أبو بكر الأنصاري ، أنا أبو محمد الجوهري ، أنا أبو عمر بن حيّوية ، أنا أحمد بن معروف ، نا الحسين بن الفهم ، نا محمد بن سعد (٢) ، قال : قال محمد بن عمر : كان أبو طلحة رجلا آدم مربوعا لا يغير شيبه ، ومات بالمدينة سنة أربع وثلاثين ، وصلّى عليه عثمان بن عفان ، وهو يومئذ ابن سبعين سنة ، وأهل البصرة يروون أنه ركب البحر فمات فيه ، فدفنوه في جزيرة.

أخبرنا أبو الأعزّ قراتكين بن الأسعد ، أنا أبو محمد الحسن بن علي ، أنا علي بن محمد بن أحمد بن نصر ، أنا محمد بن الحسين بن شهريار ، ثنا عمرو بن علي الفلاس ،

__________________

(١) الخبر برواية ابن أبي الدنيا ليست في الطبقات الكبرى لابن سعد.

(٢) الخبر في طبقات ابن سعد الكبرى ٣ / ٥٠٧.

٤٢٥

قال : ومات أبو طلحة الأنصاري ، واسمه زيد بن سهل سنة أربع وثلاثين ، قبل أن يقتل عثمان بسنة ، وهو ابن سبعين سنة ، شهد بدرا.

أخبرنا أبو غالب ، وأبو عبد الله ابنا البنا ، قالا : أنا أبو الحسين بن الآبنوسي ، أنا أحمد بن عبيد إجازة ، أنا محمد بن الحسين الزّعفراني ، أنا أبو بكر بن أبي خيثمة ، قال : ونا المدائني ، قال : أبو طلحة الأنصاري اسمه زيد ، مات سنة أربع وثلاثين ، وهو ابن سبعين سنة ، صلّى عليه عثمان ، قال : وأبو طلحة آدم شديد الأدمة مربوع لا يخضب ، مات سنة إحدى وخمسين ، قال ابن أبي خيثمة : كذا قال المدائني في هذا الموضوع (١).

٢٣٣٨ ـ زيد بن سلّام (٢) بن أبي [سلّام ممطور] الأسود الحبشي (٣)

من أهل دمشق.

وروى عن جده أبي سلّام ، وعبد الله بن زيد الأزرق ، وعدي بن أرطأة.

روى عنه : أخوه معاوية بن سلّام ، ويحيى بن أبي كثير.

أنبأنا أبو علي الحداد ، ثم حدّثني أبو مسعود عبد الرحيم بن علي عنه ، أنبأ أبو نعيم الحافظ ، قال : نا سليمان بن أحمد ، ثنا أحمد بن خليد الحلبي ، نا أبو توبة الربيع بن نافع ، نا معاوية بن سلّام ، عن زيد بن سلّام أنه سمع أبا سلّام يقول : سمعت أبا أمامة يقول : سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يقول : «اقرءوا القرآن فإنه يأتي يوم القيامة شفيعا لأصحابه ، اقرءوا الزهراوين سورة البقرة وسورة آل عمران فإنهما يأتيان يوم القيامة كأنهما غمامتان أو غيايتان (٤) أو كأنهما فرقان من طير صوافّ يحاجان عن أصحابهما ، اقرءوا سورة البقرة ، فإنّ أخذها بركة ، وتركها حسرة ، ولا تستطيعها البطلة» (٥) [٤٥٣٩].

__________________

(١) وإليه مال ابن حجر في تهذيب التهذيب ٢ / ٢٤٢ بقوله : والظاهر أنه الصواب ، ويؤيد كون ذلك صوابا رواية مالك في الموطأ عن أبي النضر عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة أنه دخل على أبي طلحة ، فذكر الحديث في التصاوير ، وقد صححه الترمذي ، وعبيد الله بن عبد الله لم يدرك عثمان ، ولا يصح له سماع من علي فهذا يدل على تأخر وفاة أبي طلحة والله أعلم.

وانظر الإصابة ١ / ٥٦٧.

(٢) سلام بتشديد اللام كما في المغني.

(٣) ترجمته في تهذيب التهذيب ٢ / ٢٤٢ والزيادة السابقة عنه.

(٤) الغياية : السحابة.

(٥) البطلة : السحرة (اللسان : بطل).

٤٢٦

أنبأنا أبو الغنائم الكوفي ، ثم حدّثنا أبو الفضل السّلامي ، أنا أبو الفضل الباقلاني ، وأبو الحسين الصّيرفي ، وأبو الغنائم ـ واللفظ له ـ قالوا : أنا أبو أحمد ـ زاد الباقلاني : ومحمد بن الحسن ، قالا : ـ أنا أحمد بن عبدان ، أنا محمد بن سهل ، أنا محمد بن إسماعيل ، قال (١) : زيد بن سلّام بن أبي سلّام الأسود أخو معاوية الدمشقي ، عن أبي سلّام ، روى عنه يحيى بن أبي كثير.

في نسخة ما شافهني به أبو عبد الله الخلّال ، أنا أبو القاسم بن مندة ، أنا أبو علي الأصبهاني إجازة.

قال وأنا أبو طاهر بن سلمة ، أنا محمد بن سلمة ، أنا علي بن محمد ، قالا : أنا أبو محمد بن أبي حاتم ، قال (٢) : زيد [بن سلّام](٣) بن أبي سلّام الأسود دمشقي ، أخو معاوية بن سلّام ، سمعت أبي يقول ذلك.

أخبرنا أبو محمد الأكفاني ، نا عبد العزيز الكتاني ، أنا أبو القاسم تمام بن محمد ، نا جعفر بن محمد بن جعفر ، نا أبو زرعة ، قال في ذكر نفر ثقات : زيد بن سلّام.

أخبرنا أبو غالب بن البنا ، أنا أبو الحسين بن الآبنوسي ، أنا عبد الله بن عتّاب ، أنا أحمد بن عمير إجازة ح.

وأخبرنا أبو القاسم بن السّوسي ، أنبأ أبو عبد الله بن أبي الحديد ، أنا أبو الحسن الرّبعي ، أنا عبد الوهاب بن الحسن ، أنا أحمد بن عمير قراءة ، قال : سمعت أبا الحسن بن سميع يقول في الطبقة الرابعة : زيد بن سلّام الحبشي.

أنبأنا أبو البركات عبد الوهاب بن المبارك ، أنا أبو الحسين بن الطّيّوري ، أنا عبد العزيز بن علي الأزجي ، أنا أبو الحسين عبد الرّحمن بن عمر بن أحمد بن حمّة ، أنا أبو بكر محمد بن أحمد بن يعقوب بن شيبة ، حدّثني جدي ، قال : زيد بن سلّام ثقة صدوق.

__________________

(١) التاريخ الكبير ٢ / ١ / ٣٩٥.

(٢) الجرح والتعديل ١ / ٢ / ٥٦٤.

(٣) الزيادة عن الجرح والتعديل.

٤٢٧

أخبرنا أبو عبد الله الحسين بن محمد بن حروا ، أنا أبو منصور محمد بن الحسين البزّار ، أنا أبو بكر محمد بن أحمد بن غالب البرقاني ، قال : سمعت أبا الحسن الدارقطني يقول : زيد بن أبي سلّام ، عن جده ثقتان ، قال البرقاني : واسم أبي سلّام ممطور.

[أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي ، أنا أبو بكر بن الطبري أنا أبو الحسن بن الفضل ، أنا عبد الله بن جعفر ، نا يعقوب ، نا عبد الرّحمن بن إبراهيم ، نا يحيى بن حسان عن معاوية بن سلّام قال : أخذ مني يحيى بن أبي كثير كتب أخي زيد بن سلّام](١).

أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر ، أنا أبو صالح أحمد بن عبد الملك ، أنا أبو الحسن بن السّقّا ، ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ، نا أبو الفضل العباس بن محمد ، قال : سمعت يحيى بن معين يقول : لم يلق يحيى بن أبي كثير زيد بن سلّام ، وقدم معاوية بن سلّام عليهم فلم يسمع يحيى بن أبي كثير منه شيئا ، أخذ كتابه عن أخيه ، ولم يسمعه فدلسه عنه ، قال يحيى : معاوية بن سلّام ، وزيد بن سلّام هما أخوان ، وأبو سلّام جد معاوية بن سلّام ، وجد زيد بن سلّام.

قرأنا علي أبي عبد الله بن البنا ، عن أبي تمام علي بن محمد ، عن أبي عمر بن حيّوية ، أنا أبو الطيب محمد بن القاسم بن جعفر ، نا أبو بكر بن أبي خيثمة ، قال : سئل يحيى بن معين عن يحيى بن أبي كثير عن زيد بن سلّام ، عن أبي سلّام ، عن الحارث الأشعري ، قال : لم يسمع يحيى بن أبي كثير من زيد بن سلّام.

أنبأنا أبو القاسم إسماعيل بن محمد ، وأبو الفضل محمد بن ناصر ، قالا : أنا المبارك ، أنا إبراهيم بن عمر ، أنا محمد بن عبد الله بن خلف ، أنا عمر بن محمد الجوهري ، نا أحمد بن محمد بن هانئ ، قال : قلت لأبي عبد الله أحمد بن حنبل يحيى بن أبي كثير سمع من زيد بن سلّام؟ فقال : ما أشبهه!؟ قلت له : إنهم يقولون سمعها من معاوية بن سلّام ، فقال لو سمعها من معاوية لذكر معاوية ، هو يتبين في أبي

__________________

(١) ما بين معكوفتين سقط من الأصل واستدرك على هامشه وبجانبه كلمة صح. والخبر نقله ابن حجر في تهذيب التهذيب ٢ / ٢٤٢.

٤٢٨

سلّام يقول : حدث أبو سلّام ويقول عن زيد أما أبو سلّام فلم يسمع منه ، ثم أثنى أبو عبد الله على يحيى بن أبي كثير ، قلت له : يحيى بن أبي كثير كنيته أبو نصر ، قال : نعم.

٢٣٣٩ ـ زيد بن صوحان (١) بن حجر بن الحارث بن الهجرس (٢)

ابن صبرة بن حدرجان بن عساس بن ليث بن جداد بن ظالم

[ابن] ذهل بن عجل بن وديعة بن عمرو بن وديعة بن لكيز (٣)

ابن أفصى (٤) بن عبد القيس بن أفصى (٥) بن دعميّ بن جديلة

ابن أسد بن ربيعة بن نزار

أبو عائشة ويقال : أبو سلمان ، ويقال أبو عبد الله ،

ويقال : أبو سليمان العبدي (٦)

أخو صعصعة بن صوحان ، له وفادة على النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم.

وروى عن عمر بن الخطاب ، وأبي بن كعب ، وسلمان الفارسي.

روى عنه : أبو وائل (٧) ، وسالم بن أبي الجعد ، والعيزار بن حريث ، وعبد الكريم (٨).

وكان من جملة من سيّره عثمان بن عفان من أهل الكوفة إلى دمشق.

أخبرنا أبو سعد أحمد بن محمد بن البغدادي ، أنا أبو القاسم ، وأبو عمرو ابنا (٩) محمد بن إسحاق ، ومحمد بن أحمد بن علي بن شكرويه ، قالوا : أنا إبراهيم بن

__________________

(١) صوحان بضم المهملة وسكون الواو ومهملة ، كما في الإصابة ١ / ٥٦٨.

(٢) في الإصابة : الهجاس.

(٣) بالأصل : بكير ، والصواب عن أسد الغابة.

(٤) بالأصل وم : أقصى ، والمثبت عن أسد الغابة.

(٥) بالأصل وم : أقصى ، والمثبت عن أسد الغابة.

(٦) ترجمته في الاستيعاب ١ / ٥٥٩ أسد الغابة ٢ / ١٣٩ الإصابة ١ / ٥٨٢ وتاريخ بغداد ٨ / ٤٣٩ سير أعلام النبلاء ٣ / ٥٢٥ وبحاشيتها أسماء مصادر أخرى ترجمت له.

وفي نسبه خلاف في مصادر ترجمته بزيادة اسم ونقص آخر ، وتقديم اسم وتأخير اسم.

(٧) كذا بالأصل وم.

(٨) اسمه شقيق بن سلمة الأسدي ، أبو وائل الكوفي ترجمته في تهذيب التهذيب ط بيروت ٢ / ٥١٢.

(٩) مهملة بدون نقط ، والصواب عن م ، وقد مضى التعريف بهما قريبا.

٤٢٩

عبد الله بن محمد بن خرّشيد قوله (١) : أنا عبد الله بن محمد بن زياد ، نا يونس ، أنا ابن وهب ، أخبرني عمرو بن الحارث بن عربة ، عن عبد الكريم ، عن زيد بن صوحان ، عن أبيّ بن كعب أنه قال : وجدت في عهد النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم مائة دينار ، فذكرت له أمرها فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «عرّفها حولا» ، قال : فقلت له : أرأيت إن لم أجد صاحبها؟ قال : «استنفقها» ، قال : وردّ عليّ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم في تعريفها ثلاث مرات كلما راجعته فيها [٤٥٤٠].

أخبرنا أبو عبد الله الفراوي ، وأبو المظفّر بن القشيري ، قالا : أنا أبو سعد محمد بن علي بن محمد.

أخبرنا أبو بكر الجوزقي ، أنا محمد بن عبد الله بن محمد الدّغولي ، قال : وسمعت أبا عبد الرّحمن يقول : نا ابن أبي شيبة ، نا أبو معاوية ، عن الأعمش ، عن شقيق ، عن زيد بن صوحان ، قال : قال عمر : ما يمنعكم إذا رأيتم الرجل يخرق أعراض الناس ألّا تعرّبوا (٢) عليه؟ قالوا : نتّقي لسانه ، قال : ذلك أدنى أن لا تكونوا شهداء.

أنبأنا أبو طالب عبد القادر بن محمد بن يوسف ، وأبو نصر محمد بن الحسن بن البنا ، قالا : أنا أبو محمد الجوهري ـ قراءة ـ أنا أبو عمر بن حيّوية ـ إجازة ـ أنا أحمد بن معروف ، نا الحسين بن الفهم ، نا محمد بن سعد (٣) ، أنا حجّاج بن نصير ، نا عقبة بن عبد الله الرفاعي ، نا حميد بن هلال ، قال : قام زيد بن صوحان إلى عثمان بن عفان ، فقال : يا أمير المؤمنين ملت فمالت أمتك ، اعتدل تعتدل أمتك ، ثلاث مرات ، قال : أسامع مطيع أنت؟ قال : نعم ، قال : الحق بالشام ، قال : فخرج من فوره ذلك ، فطلّق امرأته ثم لحق بحيث أمره ، وكانوا يرون الطاعة عليهم حقا.

ذكر أبو بكر أحمد بن يحيى بن جابر البلاذري في كتاب جمل أنساب الأشراف ، قال : قالوا : ولما خرج المسيرون من قراء أهل الكوفة ، فاجتمعوا بدمشق نزلوا مع عمرو بن زرارة فبرّهم معاوية وأكرمهم ، ثم أنه جرى بينه وبين الأشتر قول حتى تغالظا فحبسه معاوية ، فقام عمرو بن زرارة ، فقال : لئن حبسته لتجدن من يمنعه فأمر بحبس

__________________

(١) ترجمته في سير الأعلام ١٧ / ٦٩.

(٢) يعني تقبّحوا عليه كلامه.

(٣) طبقات ابن سعد ٦ / ١٢٥.

٤٣٠

عمرو ، فتكلم سائر القوم ، فقالوا : أحسن جوارنا يا معاوية ، ثم سكنوا ، فقال لهم معاوية : ما لكم لا تكلّمون ، فقال (١) : زيد بن صوحان : وما يصنع بالكلام لئن كنا ظالمين فنحن نتوب (٢) إلى الله وإن كنا مظلومين ، فإنّا نسأل الله العافية ، فقال معاوية : يا أبا عائشة أنت رجل صدق ، وأذن له في اللّحاق بالكوفة ، وكتب إلى سعيد بن العاص : أما بعد فإني قد أذنت لزيد بن صوحان في المصير إلى منزله بالكوفة لما رأيت من فضله وقصده ، وحسن هديه فأحسن جواره ، وكفّ الأذى عنه ، وأقبل إليه بوجهك وودك ، فإنه قد أعطاني موثقا ألّا ترى منه مكروها ، فشكر زيد معاوية وسأله عند وداعه إخراج من حبس ففعل.

أنبأنا أبو البركات الأنماطي ، وأبو عبد الله الحسين بن ظفر بن الحسين المناطفي ، قالا : أنا أبو الحسين المبارك بن عبد الجبار ، أنا عبد الباقي بن عبد الكريم بن عمر ، قال : أنبأ عبد الرّحمن بن عمر بن حمّة ، أنا محمد بن أحمد بن يعقوب بن شيبة ، نا جدي ، نا موسى بن إسماعيل ، نا جرير بن حازم ، نا غيلان بن جرير ، قال : كان زيد بن صوحان مواخيا لسليمان ، فاكتنى من حبه أبا سليمان.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي ، أنا أبو طاهر أحمد بن الحسن ، أنا يوسف بن رباح ، أنا أحمد بن محمد بن إسماعيل ، نا محمد بن أحمد بن حمّاد ، نا معاوية بن صالح ، قال : سمعت يحيى بن معين يقول في أهل الكوفة : زيد بن صوحان العبدي.

أخبرنا أبو البركات أيضا ، وأبو العزّ ثابت بن منصور ، قالا : أنا أبو طاهر أحمد بن الحسن ـ زاد أبو البركات : وأبو الفضل بن خيرون ، قالا : ـ أنا محمد بن الحسن الأصبهاني ، أنا محمد بن أحمد بن إسحاق ، أنا عمر بن أحمد بن إسحاق ، نا خليفة بن خياط ، قال (٣) : زيد بن صوحان (٤) بن حجر بن الهجرس بن عجل بن عمرو (٥) بن وديعة بن لكيز بن أفصى بن عبد القيس ، يكنى أبا عائشة قتل يوم الجمل مع علي بن أبي طالب سنة ست وثلاثين ، ويقال زيد بن صوحان بن حجر بن الهجرس بن

__________________

(١) بالأصل : فقالوا ، والمثبت عن الإصابة ١ / ٥٨٣.

(٢) بالأصل : «ثبوت» والصواب عن الإصابة.

(٣) طبقات خليفة بن خياط ص ٢٤٣ رقم ١٠٢٤.

(٤) ضبطت بالقلم في الطبقات بفتح الصاد.

(٥) عن خليفة وبالأصل «عمر».

٤٣١

صبرة بن حدرجان بن ليث بن ظالم بن ذهل بن عجل بن وديعة بن عمرو بن وديعة بن لكيز بن أفصى (١) بن عبد القيس.

أخبرنا أبو بكر اللفتواني ، أنا أبو عمرو بن مندة ، أنا أبو محمد الحسن بن محمد ، أنا أبو الحسن اللّبناني ، أنا أبو بكر بن أبي الدنيا ، نا محمد بن سعد ، قال (٢) : في الطبقة الأولى من الكوفيين : زيد بن صوحان العبدي ، ويكنى أبا عائشة ، قتل يوم الجمل سنة ست وثلاثين ، روى عن عمر ، وعلي بن أبي طالب.

أنبأنا أبو طالب بن يوسف ، وأبو نصر بن البنا ، قالا : أنا أبو محمد الجوهري ، أنا أبو عمر (٣) بن حيّوية ، أنا أحمد بن معروف ، أنا الحسين بن الفهم ، نا محمد بن سعد ، قال (٤) : في الطبقة الأولى من تابعي أهل الكوفة : زيد بن صوحان بن حجر بن الحارث بن الهجرس بن صبرة بن حدرجان بن عساس بن ليث بن حداد بن ظالم بن ذهل بن عجل بن عمرو بن وديعة بن أفصى بن عبد القيس بن أفصى بن دعميّ بن حديلة بن أسد بن ربيعة بن نزار ، وكان صعصعة أخاه لأبيه وأمه ، وكان يعني زيدا قليل الحديث.

أنبأنا أبو الغنائم محمد بن علي ، ثم حدّثنا أبو الفضل محمد بن ناصر ، أنا أبو الفضل أحمد بن الحسن ، وأبو الحسين المبارك بن عبد الجبار ، وأبو الغنائم ـ واللفظ له ـ قالوا : أنا عبد الوهاب بن محمد ـ زاد أحمد : ومحمد بن الحسن ، قالا : أنا أحمد بن عبدان ، أنا محمد بن سهل ، أنا محمد بن إسماعيل ، قال (٥) : زيد بن صوحان ، ويقال أبو عائشة العبدي من عبد القيس ، ويقال أبو سليمان الكوفي ، قاله شهاب بن عبّاد ، وقال أبو نعيم : نا سفيان ، عن المحول ، عن العيزار بن حريث ، عن زيد بن صوحان : لا تغسلوا عني دما ، وقال عبيد بن يعيش : حدّثنا الحسن بن عطية ، عن فضيل بن مرزوق ، عن شمر بن عكرمة بن صعصعة ، عن مولى لهم أنه قال لزيد بن

__________________

(١) بالأصل : «قصي» والصواب عن خليفة.

(٢) الخبر برواية ابن أبي الدنيا ليس في الطبقات الكبرى المطبوع لابن سعد.

(٣) بالأصل : أبو عمرو ، خطأ.

(٤) طبقات ابن سعد ٦ / ١٢٣.

(٥) التاريخ الكبير ٢ / ١ / ٣٩٧.

٤٣٢

صوحان : يا أبا سليمان ، وقال أحمد بن سليمان : نا محمد بن يزيد ، عن العوّام : كنيته أبو عائشة ، روى عن عمر ، وروى عنه أبو وائل ، وقال أحمد بن إسحاق له كنيتان : أبو عبد الله ، وأبو عائشة.

أخبرنا أبو الحسين بن الفراء ، قال : أنا أبي أبو يعلى ح.

أخبرنا أبو السعود بن المجلي (١) ، نا أبو الحسين بن المهتدي ، قالا : أنا عبيد الله بن أحمد بن علي ، أنبأ محمد بن مخلد بن حفص ، قال : قرأت على علي بن عمرو الأنصاري ، حدثكم الهيثم بن عدي ، قال : قال ابن عيّاش (٢) : زيد بن صوحان يكنى أبا عائشة.

أخبرنا أبو بكر محمد بن العباس ، أنا أبو بكر أحمد بن منصور ، أنا أبو سعيد بن حمدون ، قال : أنا مكي بن عبدان ، قال : سمعت مسلم بن الحجّاج يقول : أبو عائشة زيد بن صوحان ، ويقال أبو سلمان ، ويقال أبو عبد الله ، عن عمر ، روى عنه أبو وائل.

قرأت على أبي الفضل بن ناصر ، عن جعفر بن يحيى ، أنا عبيد الله بن سعيد ، أنا الخصيب بن عبد الله ، أخبرني عبد الكريم بن أبي عبد الرحمن ، أخبرني أبي قال : أبو سلمان زيد بن صوحان ، وقيل : أبو عائشة ، وقيل : أبو عبد الله.

أخبرنا أبو الفضل بن ناصر ، فيما قرئ عليه ، عن أبي طاهر محمد بن أحمد ، أنا هبة الله بن إبراهيم بن عمر ، نا أحمد بن محمد بن إسماعيل ، نا محمد بن أحمد بن حمّاد ، قال : أبو عائشة زيد بن صوحان.

أخبرنا أبو الفتح نصر الله بن محمد ، أنا نصر بن إبراهيم ، أنا سليم بن أيوب ، أنا طاهر بن محمد بن سليمان ، نا علي بن إبراهيم بن أحمد ، نا يزيد بن محمد بن إياس ، قال : سمعت محمد بن أحمد المقدّمي يقول : زيد بن صوحان يكنى أبا سلمان.

أنبأنا أبو جعفر محمد بن أبي علي ، أنا أبو بكر الصفار ، أنبأ أحمد بن علي بن منجويه ، أنبأ أبو أحمد محمّد بن محمد ، قال : أبو عائشة ، ويقال : أبو عبد الله ، ويقال أبو سلمان زيد بن صوحان بن حجر بن الهجرس بن عجل بن عدي بن وديعة بن

__________________

(١) مهملة بالأصل وم ، والصواب ما أثبت ، مضى التعريف به.

(٢) بالأصل وم : عباس ، خطأ.

٤٣٣

لكيز بن أفصى بن عبد القيس ، ويقال ابن الهجرس بن سبرة بن حدرجان بن ليث بن ظالم بن ذهل بن عجل بن وديعة بن عمرو بن وديعة بن أكيز (١) بن أفصى بن عبد القيس العبدي الكوفي بن عبد القيس ، أخو صعصعة وسيحان ، عن عمر بن الخطاب ، وعلي بن أبي طالب ، روى عنه أبو وائل شقيق بن سلمة ، والعيزار بن حريث العبدي ، قتل يوم الجمل مع علي سنة ست وثلاثين.

أخبرنا أبو عبد الله محمد بن غانم ، أنا عبد الرحمن بن مندة ، أنا أبي محمد بن إسحاق ، قال : زيد بن صوحان أدرك النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، روى عنه أبو وائل شقيق بن سلمة ، وله ذكر في حديث رواه بريدة.

أخبرنا أبو الحسن بن سعيد ، وأبو النجم بدر بن عبد الله ، قالا : قال لنا أبو بكر الخطيب (٢) : زيد بن صوحان بن حجر بن الهجرس بن صبرة بن حدرجان بن ليث بن ظالم بن ذهل بن عجل بن عمرو بن وديعة بن لكيز بن أفصى بن عبد القيس يكنى أبو عائشة ، وقيل أبا سلمان ، وقيل : أبا عبد الله ، وقيل : أبا مسلم ، وقيل : كان له كنيتان : أبو عبد الله ، وأبو عائشة ، وهو أخو صعصعة وسيحان ابني صوحان ، نزل الكوفة ، سمع عمر بن الخطاب ، وعلي بن أبي طالب ، روى عنه أبو وائل شقيق بن سلمة الأسدي ، والعيزار بن حريث وغيرهما ، وقدم المدائن ، وقد ذكرنا حديث كونه بالمدينة في باب بشر.

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد ، أنا إسماعيل بن مسعدة ، أنبأ حمزة بن يوسف ، أنا أبو أحمد بن عدي (٣) ، نا ابن أبي الصغير ، أنا إبراهيم بن سعيد الجوهري ، نا حسين بن محمد ، عن الهذيل بن بلال ، عن عبيد الله بن مسعود العبدي ، عن علي ، قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم :

«من سرّه أن ينظر إلى رجل يسبقه بعض أعضائه إلى الجنة فلينظر إلى زيد بن صوحان» ، كذا قال ، والصواب عبد الرحمن [٤٥٤١].

أخبرناه عاليا على الصواب أبو المظفّر بن القشيري ، أنبأ أبو سعد

__________________

(١) كذا هنا : أكيز.

(٢) تاريخ بغداد ٨ / ٤٣٩.

(٣) الحديث في الكامل لابن عدي ط دار الفكر ٧ / ١٢٣ رقم ٧١٢٥.

٤٣٤

الجنزرودي (١) ، أنا أبو عمرو بن حمدان ح.

وأخبرناه أبو سهل محمد بن إبراهيم ، أنبأ إبراهيم بن منصور أنبأ أبو بكر بن المقرئ ، قالا : أنا أبو يعلى ، نا إبراهيم بن سعيد ، نا حسين بن محمد ، عن الهذيل بن بلال ، عن عبد الرحمن بن مسعود العبدي ، عن علي ، قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «من سرّه أن ينظر إلى رجل يسبقه» ـ وقال ابن المقرئ : سبقه ـ بعض أعضائه إلى الجنة ، فلينظر إلى زيد بن صوحان» [٤٥٤٢].

رواه الخطيب (٢) ، عن أبي الحسين بن أبي نصر ، عن يوسف بن القاسم ، عن أبي يعلى ، ورواه أيضا عن أبي طالب الدسكري ، عن ابن المقرئ ، عن أبي يعلى ، وقال : قطعت يد زيد في جهاده المشركين وعاش بعد ذلك دهرا حتى قتل يوم الجمل.

وروى هذا الحديث عمرو بن مهران الشيباني الخصاف ، عن الهذيل بن بلال.

ورواه عمرو بن محمد السّمرقندي البحيري ، عن إبراهيم بن سعيد ، عن حسين بن الرّماحس بدلا من الهذيل.

أخبرناه أبو عبد الله محمد بن غانم بن أحمد ، أنبأ عبد الرحمن بن محمد بن إسحاق ، أنبأ أبي ، أنا سهل بن السّري البخاري ، نا عمر بن محمد البحيري ، نا إبراهيم بن سعيد الجوهري ، نا حسين بن محمد المروزي ، نا حسين بن الرّماحس ، عن عبد الرحمن بن مسعود العبدي ، قال : سمعت عليا يقول : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم :

«من سرّه أن ينظر إلى من يسبقه بعض أعضائه إلى الجنة ، فلينظر إلى زيد بن صوحان» [٤٥٤٣].

قال حسين بن الرماحس : وحدثتني أم الأسود بنت زيد بن صوحان ، أن زيد بن صوحان حدّثها عن علي ، عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم بذلك.

أنبأنا أبو الغنائم بن ... (٣) ، أنبأ محمد بن علي بن الحسن ، نا محمد بن جعفر ـ مناولة ـ أنبأ عبد العزيز بن يحيى ، نا المغيرة بن محمد ، ثنا أبو محكم ، نا

__________________

(١) إعجامها مضطرب ، والصواب ما أثبت ، مضى التعريف به.

(٢) انظر تاريخ بغداد ٨ / ٤٣٩ ـ ٤٤٠.

(٣) بياض بالأصل وم قدر كلمة.

٤٣٥

هشام بن محمد ، عن أبي مخنف ، عن عبد الرحمن بن عبيد ، أنا الكنود ، عن الحارث الأعور ، قال :

كان ممن ذكره رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم زيد الخير وهو زيد بن صوحان ، قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «سيكون بعدي رجل من التابعين ـ وهو زيد الخير ـ يسبقه بعض أعضائه إلى الجنة بعشرين سنة» [٤٥٤٤] ، فقطعت يده اليسرى بنهاوند (١) ، ثم عاش بعد ذلك عشرين سنة ، ثم قتل يوم الجمل بين يدي علي ، وقال قبل أن يقتل : إني قد رأيت يدا خرجت من السماء تشير إليّ أن تعال وأنا لا حق بها يا أمير المؤمنين ، فادفنوني في دمي ، فإني مخاصم القوم (٢).

أنبأنا أبو سعد المطرّز ، وأبو علي الحداد ، قالا : أنبأ أبو نعيم الحافظ ، نا أحمد بن محمد بن سنان ، نا أبو العباس السراج ، نا محمد بن الصّبّاح ، نا جرير ، عن أبي فروة أو غيره ، قال : بلغني أنهم كانوا في مسير مع النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فنزل رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يسوق بهم ، فقال : «زيد وما زيد ، جندب وما جندب» ، ثم قال : «رجلين من أمتي أحدهما يسبقه بعض جسده إلى الجنة ، ثم يتبعه سائر جسده إلى الجنة ، وأما الآخر فيفرّق بين الحق والباطل» (٣) ، وجندب (٤) هو الذي قتل الساحر بالكوفة [٤٥٤٥].

أنبأنا أبو سعد بن البغدادي ، نا عبد الرّحمن بن محمّد بن إسحاق ، أنا الحسن بن محمد بن يوة (٥) ، أنا أحمد بن محمد بن عمر العبدي ، نا أبو بكر بن أبي الدنيا ، حدّثني الحسين بن عبد الرحمن ، عن هشام بن محمد : أن زيد بن صوحان أصيبت يده في بعض فتوح العراق (٦) ، فتبسم والدماء تشجب ، فقال له رجل من قومه : ما هذا موضع

__________________

(١) نهاوند : بفتح النون الأولى وتكسر : مدينة عظيمة في قبلة همذان بينهما ثلاثة أيام (ياقوت).

وفي الإصابة : «قطعت يده يوم القادسية».

(٢) الخبر في الوافي بالوفيات ١٥ / ٣٢ ، ومختصرا في الإصابة ١ / ٥٨٣.

(٣) الخبر في أسد الغابة ٢ / ١٣٩ ـ ١٤٠ وسير الأعلام ٣ / ٥٢٥ ـ ٥٢٦ والإصابة ١ / ٥٨٣ والاستيعاب ١ / ٥٦٠.

(٤) انظر ترجمة جندب بن كعب بن عبد الله في أسد الغابة ١ / ٣٦١.

(٥) ضبطت عن التبصير.

(٦) قيل بنهاوند كما مرّ ، وقيل يوم جلولاء ، وقيل بالقادسية.

٤٣٦

تبسّم ، فقال زيد : ألم حلّ يفوته ثواب الله عليه أفأردفه بألم الجزع الذي لا جدوى فيه ، ولا دريكة لفائت معه؟ وفي تبسّمي تعزية (١) لبعض المؤتسين من المؤمنين ، فقال الرجل : أنت أعلم بالله مني.

أنبأنا أبو طالب بن يوسف ، وأبو نصر بن البنا ، قالا : قرئ على أبي محمد الجوهري ، عن أبي عمر بن حيّوية ، أنا أحمد بن معروف ، نا الحسين بن الفهم ، نا محمد بن سعد (٢) ، أنا يعلى بن عبيد ، نا الأعمش ، عن إبراهيم ، قال : كان زيد بن صوحان يحدث فقال أعرابي : إن حديثك ليعجبني وإن يدك لتريبني فقال : أوما تراها الشمال؟ فقال : والله ما أدري اليمين تقطعون أم الشمال. فقال زيد : صدق الله ، (الْأَعْرابُ أَشَدُّ كُفْراً وَنِفاقاً وَأَجْدَرُ أَلَّا يَعْلَمُوا حُدُودَ ما أَنْزَلَ اللهُ عَلى رَسُولِهِ)(٣). فذكر الأعمش أن يد زيد قطعت يوم نهاوند.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي ، أنا أبو الفضل بن خيرون ، أنا أبو القاسم بن بشران ، أنا أبو علي بن الصّوّاف ، نا محمد بن عثمان بن أبي شيبة ، نا المنجاب بن الحارث ، أنا إبراهيم بن يوسف ، حدّثني رجل من عبد القيس ، قال : وقد قال رجل منا شعرا يذكر فيه دعوة رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم لعبد القيس ويعدّ الوفد ويسميهم فقال :

منا صحار والأشجّ كلاهما

حقا يصدق قاله المتكلم

سبقا الوفود إلى النبي مهيلا

بالخير فوق الناجيات الرسم

في عصبة من عبد قيس أوجفوا

طوعا إليه وحدهم لم يكلم

واذكر بني الجارود إن محلّهم

من عبد قيس في المكان الأعظم

ثم ابن سوار على عدائه

بذّ الملوك بسؤدد وتكرّم

وكفى بزيد حين يذكر فعله

طوبى لذلك من صريع مكرم

ذاك الذي سبقت لطاعة ربه

منه اليمين إلى جنان الأنعم

فدعا النبي لهم هنالك دعوة

مقبولة بين المقام وزمزم

فمحمد يوم الحساب شهيدنا

ولنا البراءة من عذاب جهنم

__________________

(١) تقرأ بالأصل : «عربه» والمثبت عن م.

(٢) طبقات ابن سعد ٦ / ١٢٢ ونقله الذهبي في السير ٣ / ٥٢٦.

(٣) سورة التوبة ، الآية : ٩٧.

٤٣٧

فأولاك قومي إن سألت تحبري

في الناس طرّا مثلهم لم يعلم

إلّا قريشا لا أحاشي غيرهم

لهم الفضائل في الكتاب المحكم

يعني بزيد : زيد بن صوحان.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا أبو الفضل بن البقّال ، أنا أبو الحسين بن بشران ، أنا أبو عمرو بن السماك ، نا حنبل بن إسحاق ، نا الحميدي ، نا سفيان ، عن عمّار الدهني ، قال : كان عمر يرحّل زيد بن صوحان ويطأ على ذراع راحلته ويقول : هكذا فاصنعوا به.

أنبأنا أبو الغنائم محمد بن علي ، أنبأ محمد بن علي بن الحسن الحسني ، نا محمد بن العباس الحذّاء ، نا أحمد بن محمد الأحمسي ، نا الحسين بن حميد ، نا أبو سلمة التّبوذكي ، نا حمّاد بن سلمة ، نا أبو التّيّاح ، عن عبد الله بن أبي الهذيل ، أن وفد أهل الكوفة قدموا على عمر فقال عمر : يا أهل الكوفة أنتم كنز الإسلام إن استمدكم أهل البصرة أمددتموهم ، وإن استمدّكم أهل الشام أمددتموهم ، ثم جعل عمر يرحل لزيد بن صوحان بيده ، ويقول : يا أهل الكوفة هكذا فاصنعوا بزيد (١).

قال : ونا الحسين ، نا هدبة ، نا حمّاد بن سلمة ، بهذا رواه عفان بن مسلم ، عن حمّاد.

وأنبأنا أبو الغنائم عن محمد بن علي بن الحسين ، نا علي بن محمد بن الفضل الدّهقان ، نا محمد بن علي بن السّمين ، نا محمد بن زيد الرطاب ، نا إبراهيم بن محمد الثقفي ، حدّثني أبو إسماعيل حفص بن عمر ، أنا شريك ، عن جابر ، وإبراهيم بن عثمان ، وشعبة ، عن الحكم بن عتيبة (٢) :

أن زيد بن صوحان كان عند عمر ، فقام إليه عمر وهو يريد أن يركب دابته فأمسك بركابه ، ثم قال لمن حضره : هكذا فاصنعوا بزيد وإخوته وأصحابه.

قال إبراهيم : وحدّثنيه شهاب بن عبّاد ، نا محمد بن فضيل ، عن الأجلح ، عن ابن أبي الهذيل ، قال : دعا عمر زيد بن صوحان فضفّنه (٣) على الرحل كما تضفّنون أمراءكم

__________________

(١) سير أعلام النبلاء ٣ / ٥٢٦.

(٢) بالأصل : عيينة ، والصواب عن م ، ترجمته في سير الأعلام ٥ / ٢٠٨.

(٣) بالأصل وم : فصنعه ، والمثبت عن سير الأعلام ٣ / ٥٢٧.

٤٣٨

ثم التفت إلى الناس فقال : اصنعوا هذا بزيد وأصحاب زيد.

حدّثنا أبو الفرح غيث بن علي ـ لفظا ـ أنبأ أبو القاسم رمضان بن علي بن عبد الساتر بن أحمد بن رمضان الزيادي ، بتنّيس ، أنا أبو بكر محمد بن علي بن يحيى بن السّري ، نا أبو القاسم جعفر بن محمد بن الحسن بن عبد العزيز بن الوزير الجروي ، نا أبو الأشعث أحمد بن المقدام ح.

وأخبرنا أبو سعد زاهر بن محمد بن البغدادي ، أنا أبو منصور محمد بن أحمد بن سعدويه ، وأبو بكر محمد بن أحمد بن علي السمسار ، قالا : أنا إبراهيم بن عبد الله بن خرّشيد ، قوله ؛ نا الحسين بن إسماعيل المحاملي ، نا أبو أسعد ، نا بشر بن المفضل ، نا عوف ، عن خليد العصري أبي سليمان ، قال :

لما ورد علينا سلمان الفارسي أتيناه نستقرئه القرآن ، فقال إن القرآن عربي فاستقرءوه رجلا عربيا ، وكان يقرئنا زيد بن صوحان ، ويأخذ عليه سلمان ، فإذا أخطأ رد عليه سلمان ، هذا لفظ المحاملي ، وقال الجروي ، فإذا أخطأ غيّر علته ، فإذا أصاب قال : أي والإله.

أخبرنا أبو منصور بن خيرون ، أنا وأبو الحسن بن سعيد ، ثنا أبو بكر أحمد بن علي (١) ، أنبأ العتيقي ، أنا الحاكم أبو حامد أحمد بن الحسين المروزي ، نا أحمد بن الحارث بن محمد بن عبد الكريم العبدي ، نا جدي ، نا الهيثم بن عدي ، نا إسرائيل ، عن سماك ، وعن أبي قدامة ، قال : كان سلمان علينا بالمدائن ، وهو أميرنا فقال : إنّا أمرنا أن لا نؤمكم ، تقدم يا زيد ، فكان زيد بن صوحان يؤمنا ويخطبنا.

أخبرنا أبو سهل محمد بن إبراهيم بن محمد ، أنا أبو الفضل عبد الرحمن بن أحمد بن الحسن ، أنا جعفر بن عبد الله بن يعقوب ، أنا محمد بن هارون الرّوياني ، قال : نا أبو الربيع خالد بن يوسف بن خالد السمين ، نا أبو عوانة ، نا سماك بن حرب ، عن أبي قدامة : أنه كان في جيش عليهم سلمان الفارسي ، فكان يؤمهم زيد بن صوحان يأمر سلمان بذلك (٢).

__________________

(١) تاريخ بغداد ١٣ / ٣٢٣ في ترجمة أبي قدامة النعمان بن حميد.

(٢) سير الأعلام ٣ / ٥٢٧.

٤٣٩

اسم أبي قدامة النعمان بن حميد ، سماه أبو الوليد الطّيالسي ، ويعقوب بن إسحاق الحضرمي ، عن أبي عوانة.

أنبأنا أبو طالب ، وأبو نضر ، قالا : قرئ على الحسن بن علي ، عن أبي عمر بن حيّوية ، أنا أحمد بن معروف ، نا الحسين بن الفهم ، نا محمد بن سعد (١) ، أنا يحيى بن عبّاد ، نا شعبة ، عن سماك بن حرب ، عن ملحان بن ثروان أن سلمان ، كان يقول لزيد بن صوحان يوم الجمعة : قم فذكّر قومك.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي ، أنا أبو الفضل بن خيرون ، أنا أبو العلاء الواسطي ، أنا أبو بكر البابسيري ، أنا أبو أمية بن الغلّابي ، نا أبي ، قال : قال أبو زكريا : زيد بن صوحان وأخوه صعصعة وسيحان [بنو](٢) صوحان خطباء من عبد القيس.

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر ، أنبأ أبو بكر البيهقي ، نا أبو حامد أحمد بن أبي خلف الصوفي ، نا أبو الحسين محمد بن أحمد بن إسماعيل ، نا الحسن بن المثنى ، نا عفان ، نا همّام ، قال : سمعت قتادة ، نا مطرّف ، قال : كنا نأتي زيد بن صوحان ، فكان يقول : يا عبد الله أكرموا واجملوا فإنما وسيلة العباد إلى الله خصلتان : الخوف والطمع.

أخبرنا أبو الحسن بن سعيد ، نا وأبو النجم بدر بن عبد الله ، أنا أبو بكر الخطيب (٣) ، أنا محمد بن الحسين القطان ، أنا عثمان بن أحمد الدقاق ، نا أحمد بن الخليل البرجلاني ، نا أبو النّضر ، حدّثنا سليمان بن المغيرة ، نا حميد بن هلال ، قال :

كان زيد بن صوحان يقوم الليل ويصوم النهار ، وإذا كانت ليلة الجمعة أحياها ، فإن كان ليكرهها إذا جاءت مما يلقى فيها ، فبلغ سلمان ما كان يصنع ، فأتاه فقال : أين زيد؟ قالت امرأته : ليس هاهنا ، قال : فإني أقسم عليك لما صنعت طعاما ، ولبست محاسن ثيابك ، ثم بعث إلى زيد ، فجاء زيد ، فقرّب الطعام ، فقال سلمان : كل يا زيد ، قال : إني صائم ، قال : كل يا زييد لا ينقص ـ أو تنقص ـ دينك إنّ شر السير الحقحقة (٤) ، إنّ لعينك عليك حقا ، وإنّ لبدنك عليك حقا ، وإنّ لزوجتك حقا ، كل يا

__________________

(١) طبقات ابن سعد ٦ / ١٢٤.

(٢) ما بين معكوفتين مكانها بياض بالأصل ، والزيادة لازمة منا للإيضاح وفي م : ابنا ، خطأ.

(٣) تاريخ بغداد ٨ / ٤٣٩.

(٤) الحقحقة : المتعب من السير ، وقيل أن تحمل الدابة على ما لا تطيقه (النهاية) وهو مثل انظر مجمع الأمثال للميداني ١ / ٣٥٩ المستقصي للزمخشري ٢ / ١٢٩.

٤٤٠