تاريخ مدينة دمشق - ج ١٩

أبي القاسم علي بن الحسن ابن هبة الله بن عبد الله الشافعي [ ابن عساكر ]

تاريخ مدينة دمشق - ج ١٩

المؤلف:

أبي القاسم علي بن الحسن ابن هبة الله بن عبد الله الشافعي [ ابن عساكر ]


المحقق: علي شيري
الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع
الطبعة: ٠
الصفحات: ٥٤٤
الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤ الجزء ١٥ الجزء ١٦ الجزء ١٧ الجزء ١٨ الجزء ١٩ الجزء ٢٠ الجزء ٢١ الجزء ٢٢ الجزء ٢٣ الجزء ٢٤ الجزء ٢٥ الجزء ٢٦ الجزء ٢٧ الجزء ٢٨ الجزء ٢٩ الجزء ٣٠ الجزء ٣١ الجزء ٣٢ الجزء ٣٣ الجزء ٣٤ الجزء ٣٥ الجزء ٣٦ الجزء ٣٧ الجزء ٣٨ الجزء ٣٩ الجزء ٤٠ الجزء ٤١ الجزء ٤٢ الجزء ٤٣ الجزء ٤٤ الجزء ٤٥ الجزء ٤٦ الجزء ٤٧ الجزء ٤٨ الجزء ٤٩ الجزء ٥٠ الجزء ٥١ الجزء ٥٢ الجزء ٥٣ الجزء ٥٤ الجزء ٥٥ الجزء ٥٦ الجزء ٥٧ الجزء ٥٨ الجزء ٥٩ الجزء ٦٠ الجزء ٦١ الجزء ٦٢ الجزء ٦٣ الجزء ٦٤ الجزء ٦٥ الجزء ٦٦ الجزء ٦٧ الجزء ٦٨ الجزء ٦٩ الجزء ٧٠ الجزء ٧١ الجزء ٧٢ الجزء ٧٣ الجزء ٧٤ الجزء ٧٥ الجزء ٧٦ الجزء ٧٧ الجزء ٧٨ الجزء ٧٩ الجزء ٨٠

عبد الرّحمن بن زيد ، قال : قد أدرك أبي نفرا من أصحاب رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم.

أخبرنا أبو محمد [بن] الأكفاني ـ شفاها ـ ثنا عبد العزيز بن أحمد ، أنا علي بن الحسن بن علي الرّبعي ، قال : [نا] رشأ بن نظيف ، قالا : نا أبو الفتح محمد بن إبراهيم بن محمد الطّرسوسي ، أنا محمد بن محمد بن داود ، نا عبد الرّحمن بن يوسف بن سعيد بن خراش ، قال : زيد بن أسلم ثقة لم يسمع من سعد شيئا.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي ، أنا علي بن الحسين بن علي البزار ، أنا محمد بن عمر بن محمد ، نا محمد بن عبد الله بن محمد بن إسماعيل ، قال : قرأت على أحمد بن محمد بن هارون ، قلت له أخبرك إبراهيم بن الجنيد الجيلي ، حدّثني المفضّل بن غسان بن المفضّل ، نا علي بن عباس ، نا العطّاف بن خالد المخزومي ، قال : قال رجل لزيد بن أسلم عن من هذا الحديث يا أبا أسامة؟ قال : فقال : إنا لم نجالس السفهاء ، ولا نحمل عنهم الأحاديث (١).

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا إسماعيل بن مسعدة ، أنا حمزة بن يوسف ، أنا أبو أحمد بن عدي ، نا زكريا بن يحيى القيسي (٢) ببيت المقدس ، نا أبو عمرو بن هانئ ، نا ضمرة (٣) عن عطّاف بن خالد قال : حدّث زيد بن أسلم بحديث (٤) فقال له رجل : يا أبا أسامة [عن] من هذا؟ قال : يا ابن أخي ما كنا نجالس السفهاء.

أخبرنا أبو محمد [بن] الأكفاني ، أنا عبد العزيز الكتاني ، أنا أبو محمد بن أبي نصر ، أنا أبو الميمون بن راشد ، نا أبو زرعة ، نا علي بن عباس ، نا عطّاف بن خالد ، قال : قيل لزيد بن أسلم : عن من يا أبا أسامة؟ قال : ما كنا نجالس السفهاء ولا نحمل عنهم.

قال : ونا أبو زرعة حدّثني سليمان بن عبد الرحمن ، نا ابن وهب ، عن الليث ، عن

__________________

(١) تهذيب التهذيب ٢ / ٢٣١.

(٢) في بغية الطلب : البستي.

(٣) بالأصل : «نا أبو ضمرة عطاف بن خالد» وصوبنا العبارة عن بغية الطلب ٩ / ٣٩٨٨.

انظر ترجمة عطاف بن خالد المخزومي تهذيب التهذيب ط دار الفكر ٧ / ٢٢٢ والكامل لابن عدي ط دار الفكر ٥ / ٣٧٨.

(٤) بالأصل : يحدث ، والصواب عن بغية الطلب.

٢٨١

بكير بن عبد الله بن الأشج (١) : أن زيد بن أسلم كان يعلم بالمدينة.

في نسخة ما شافهني به أبو عبد الله الخلّال ، أنا أبو القاسم بن مندة ، أنا أحمد بن عبد الله إجازة ، قال : وأنا أبو طاهر بن سلمة ، أنا علي بن محمد ، قال : أنا أبو محمد بن أبي حاتم (٢) ، أنا عبد الله بن أحمد بن حنبل ، فيما كتب إليّ ، قال : سئل أبي عن زيد بن أسلم فقال : ثقة ، قال ابن أبي حاتم : وسمعت أبي يقول : زيد بن أسلم ثقة ، وسئل أبو زرعة عن عبد الرحمن بن زيد بن أسلم ، فقال : أبوه زيد بن أسلم ثقة.

أخبرنا أبو محمد بن طاوس ، أنا أبو الغنائم بن أبي عثمان ، أنا أبو عمر بن مهدي ، أنا محمد بن أحمد بن يعقوب بن شيبة ، نا جدي ، قال : وزيد بن أسلم ثقة ، من أهل الفقه والعلم ، وكان عالما بتفسير القرآن له كتاب فيه تفسير القرآن (٣).

قرأت على أبي القاسم بن عبدان ، عن أبي عبد الله بن محمد بن علي بن أحمد بن المبارك ، أنا رشأ بن نظيف ، أنا محمد بن إبراهيم الطّرسوسي ، أنا محمد بن مخلد بن داود ، نا عبد الرّحمن بن يوسف بن سعيد بن خراش ، قال : زيد بن أسلم صدوق ثقة (٤).

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا أبو بكر بن الطبري ، أنا أبو الحسين بن الفضل ، أنا عبد الله بن جعفر ، نا يعقوب (٥) ، حدّثني محمد بن أبي زكير (٦) ، أنا ابن وهب ، حدّثني مالك ، قال : وسمعته وسئل هل كنتم تقاسمون (٧) في مجلس ربيعة ويحيى بن سعيد ، أو يكسر (٨) بعض على بعض؟ قال : لا والله ، قال مالك : وأما مجلس زيد بن أسلم ، فلم يكن فيه شيء من هذا إلّا أن يكون يبتدئ هو شيئا يذكره.

__________________

(١) انظر ترجمته في سير الأعلام ٦ / ١٧٠.

(٢) الجرح والتعديل ١ / ٢ / ٥٥٥.

(٣) تهذيب التهذيب ٢ / ٢٣١.

(٤) المصدر نفسه.

(٥) كتاب المعرفة والتاريخ ١ / ٦٧٥.

(٦) بالأصل : ركين ، والصواب عن المعرفة والتاريخ.

(٧) في المعرفة والتاريخ : تقايسون.

(٨) في المعرفة والتاريخ : يكر.

٢٨٢

قال ابن وهب : حدّثني مالك ، قال : كان ابن عجلان يقول : ما هبت أحدا هيبتي زيد بن أسلم.

أخبرنا أبو محمد بن طاوس ، أنا أبو الغنائم بن أبي عثمان ، أنا أبو عمر بن مهدي ، أنا محمد بن أحمد بن يعقوب بن شيبة ، نا جدي يعقوب ، قال : كان ابن وهب سمعت مالكا وسئل : أكنتم تتقاسمون في مجلس ربيعة ويكسر بعضكم على بعض ، قال : لا والله ، قال مالك : فأما مجلس زيد بن أسلم فلم يكن فيه شيء من هذا إلّا أن يكون هو يبتدئ شيئا يذكره.

قال : وحدّثنا جدي ، قال : قرأت على الحارث بن مسكين ، أخبركم ابن وهب حدّثني مالك قال : قال محمد بن عجلان : ما هبت أحدا قط هيبتي زيد بن أسلم ، قال مالك : وكان زيد يقول لابن عجلان : اذهب فتعلم كيف تسأل ، ثم تعال.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا أبو بكر بن الطبري ، أنا أبو الحسين بن الفضل ، أنا عبد الله بن جعفر ، ثنا يعقوب (١) ، نا زيد بن بشر ، أخبرني ابن وهب ، حدّثني ابن (٢) زيد ، قال : قال لي أبو حازم : لقد رأيتنا في مجلس أبيك أربعين حبرا فقيها أدنى خصلة منا التواسي بما في أيدينا (٣) ، فما رؤي (٤) فيها متماديين ولا متنازعين (٥) في حديث لا ينفعهما قط.

قال أبو حازم : كم بين قوم كانوا يفتحوني وأنا منغلق ، وبين قوم يغلقوني وأنا مفتح (٦).

قال : ونبأ يعقوب (٧) ، حدّثني زيد بن بشر ، أخبرني ابن وهب ـ يعني ـ حدّثنا ابن زيد بن أسلم ، قال : كان أبو حازم يقول لهم : لا يريني الله يوم زيد (٨) ، وقدّمني بين يدي

__________________

(١) كتاب المعرفة والتاريخ ١ / ٦٧٦ ـ ٦٧٧.

(٢) عن المعرفة والتاريخ وبالأصل : أبو زيد.

(٣) بالأصل : الدنيا ، والمثبت عن المعرفة والتاريخ.

(٤) بالأصل : فتمارى ، والصواب «فما رؤي» عن المعرفة والتاريخ.

(٥) بالأصل : متسارعين ، والمثبت عن المعرفة والتاريخ.

(٦) عن المعرفة والتاريخ ، وبالأصل : مفتح.

(٧) المصدر السابق.

(٨) يعني يوم وفاته.

٢٨٣

زيد بن أسلم ، اللهم إنه لم يبق أحد أرضى لنفسي وديني غير ذلك ، قال : فأتاه ـ نعي (١) زيد ، فعقر ، فما قام وما شهده فيمن شهده (٢).

قال : وكان أبو حازم يقول : اللهم إنك تعلم أني أنظر إلى زيد ، فأذكر بالنظر إليه القوة على عبادتك ، فكيف بملاقاته وبمحادثته.

قال : وثنا يعقوب (٣) ، ثنا زيد ، أخبرني ابن وهب ، حدّثني ابن زيد ، قال : كان أبي (٤) له جلساء ، فربما أرسلني إلى الرجل منهم قال : فيقبل رأسي ويمسحه ويقول : والله لأبوك أحب إليّ من ولدي وأهلي ، والله لو خيرني الله عزوجل أن يذهب بهم أو به لتخيرت أن يذهب بهم ويبقى لي زيد.

أخبرنا أبو محمد بن طاوس ، أنا أبو الغنائم بن أبي عثمان [قال : أخبرنا أبو عمر](٥) بن مهدي ، أنا محمّد بن أحمد بن يعقوب ، [نا جدي يعقوب](٦) ، نا الحارث بن مسكين ، ثنا ابن وهب ، قال : قال عبد الرّحمن بن زيد بن أسلم ، قال يعقوب بن عبد الله بن الأشجّ : اللهم [إنك تعلم أنه ليس من الخلق أحد أمنّ عليّ من زيد بن أسلم ، اللهم](٧) فزد في عمر زيد من أعمار الناس وابدأ بي وأهل بيتي وبأعمارنا ، فربما قال له زيد بن أسلم : أرأيت الذي طلبت مني حياتي لي أو لنفسك؟ قال : لنفسي ، قال : فأي شيء تمن عليّ في شيء طلبته لنفسك.

أنبأ أبو سعد أحمد بن عبد الجبار ، عن أبي الحسن العتيقي ، أنا محمد بن العباس بن حيّوية ، قال : قرأت على أبي أيوب سليمان بن إسحاق بن إبراهيم ، نا أبو إسحاق إبراهيم بن إسحاق الحربي سنة سبع وسبعين ومائتين ، حدّثني مصعب الزّبيري ، حدّثني عبد الرّحمن بن زيد بن أسلم ، قال : أضاق أبي زيد بن أسلم ضيقا شديدا ، فبعث [بي](٨) إلى صديق له تمّار ، فقال لي : قل له إنّ أبي يقرئك السلام ، ويقول لك :

__________________

(١) بالأصل والمعرفة والتاريخ : يعني زيد ، والمثبت عن بغية الطلب.

(٢) بالأصل : في شهادة ، والصواب عن المعرفة والتاريخ.

(٣) المصدر نفسه.

(٤) بالأصل : «كان لي جلساء» صوبنا العبارة عن المعرفة والتاريخ.

(٥) ما بين معكوفتين سقط من الأصل فاضطرب السند ، والصواب ما استدرك للإيضاح.

(٦) ما بين معكوفتين سقط من الأصل فاضطرب السند ، والصواب ما استدرك للإيضاح.

(٧) ما بين معكوفتين زيادة عن بغية الطلب ٩ / ٣٩٨٢.

(٨) الزيادة لازمة للإيضاح.

٢٨٤

قد أضقنا في هذه الأيام ، فإن رأيت أن توجب (١) إلينا بشيء ، فأتيت التمّار قد جاءه تمر فسلمت عليه ، فقال لي : هاهنا ، وقال قم هاهنا وأدخل هذا التمر هاهنا ، وهذا التمر هاهنا ، فلما فرغنا ، قلت : والله لا قلت له شيئا ، لا يقول : أعانني بشيء يريد أن يأخذ مني كراءه ، فقلت له : أتقول شيئا؟ فقال : مكانك ، فقدمت إليه مائدة له عليها طعيم ، فقال : كل ، فأكلت ، فلما أكلت قلت : والله لا قلت له شيئا لا تقول أعانني بشيء وقد أكل طعامي وأخذ مني كراء فقلت له : أتقول شيئا ، فقال : نعم : ادفع هذه الثلاثين دينارا إلى أبيك ، وقل : فلان يقرئك السلام ويقول لك اشتريت حديقة فلان فجعلت لك فيها حصة ، وتدفع هذه الثلاثين دينارا إلى أبي حازم ، فتقول له مثل ذلك ، وتدفع هذه الثلاثين دينارا إلى ابن (٢) المنكدر ، وتقول له مثل ذلك ، فبدأت بأبي فأخبرته الخبر كله ، فقال : الحمد لله ادفع هذه العشرة الدنانير إلى أبي حازم ، وهذه العشرة إلى محمد بن المنكدر ، فقلت : لكل واحد منهما مثلها ، فقال : ردها ، الحمد لله. ثم ذهبت إلى أبي حازم فدفعت إليه الدنانير ، وقلت له ما قال لي ، فقال : اذهب بهذه العشرة دنانير إلى أبيك ، وبهذه العشرة إلى ابن المنكدر ، فقلت : لكل واحد منهما مثلها ، فقال : الحمد لله ، ثم أتيت ابن المنكدر ، فدفعت إليه الدنانير ، وقلت له ما قال لي ، فقال : اذهب بهذه العشرة دنانير إلى أبي حازم وهذه العشرة إلى أبيك ، فقلت له : بل لكل واحد منهما مثلها ، فقال : الحمد لله.

وقد وقعت هذه الحكاية من وجه آخر وفيها زيادة ألفاظ (٣) :

أنبأ بها أبو عبد الله محمد بن أحمد بن إبراهيم الرازي ، أنا محمد بن الحسين بن محمد ، وأخبرنا أبو عبد الله محمد بن إبراهيم بن جعفر النسائي (٤) المقرئ ، أنا سهل بن بشر ، أنا علي بن منير بن أحمد ، قالا : أنا القاضي أبو الطاهر محمد بن أحمد بن عبد الله الذّهلي ، أنا موسى بن هارون ، قال : سمعت مصعبا يقول : حدّثني رجل عن عبد الرّحمن بن زيد بن أسلم ، قال مصعب : وقد جالست عبد الرّحمن بن

__________________

(١) في مختصر ابن منظور ٩ / ١١٠ توجه.

(٢) بالأصل : أبي المنكدر ، والمثبت عن م.

(٣) الخبر نقله من هذا الطريق ابن العديم في بغية الطلب ٩ / ٣٩٩٠.

(٤) في بغية الطلب : السناني.

٢٨٥

زيد ، قال : أصبحنا ذات يوم فقالت أمي لأبي : والله ما في بيتك شيء يأكله ذو كبد ، فقام فتوضّأ ولبس ثيابه ، ثم صلّى في بيته ، فأقبلت عليّ أمي فقالت : إن أباك ليس يزيد على ما ترى ، فلبست ثيابي وخرجت فخطر ببالي صديق لي أو لأبي تمّار ، فجئت الخطا (١) حتى آتى حانوت الرجل فصاح بي إنسان ، فإذا أنا بصاحبي ، فقال : تعال أعنّي على هذا التمر ، فجعلنا نحمل ونفرغ ونعبّيه فقال : اذهب بنا إلى المنزل ، فلما دخل إذا مائدة عليها أقراص ولحم ، فأكلت حتى إذا فرغ ومسح يده ، أخرج إليّ صرة فقال : أقرئ أباك السلام ، وقل له : إنا جعلنا لك شركا وهذا نصيبك منه ، فطرح لي صرة فإذا فيها ثلاثون دينارا ، ثم أخرج لي أخرى ، فقال : اذهب بها إلى أبي حازم ، ثم أخرج أخرى ، فقال : اذهب بها إلى محمد بن المنكدر ، فخرجت [أجد] أبي في مصلاه ، فسلمت وجلست فأخبرته ، فأخرج عشرة فقال : اذهب بها إلى أبي حازم ، وأخرج عشرة وقال : اذهب بها إلى محمد بن المنكدر ، فقلت : قد أتاهما (٢) مثل ما أتاك ، فقال : ادفعها إلى أمك ، فذهبت إلى أبي حازم ، فكأنه سمع قول أبي ، وذهبت إلى ابن المنكدر ، فكأنه سمع قول أبي ، أي أنهما فعلا مثل ما فعل أبوه.

أخبرنا أبو العزّ أحمد بن عبيد الله ، أنا محمد بن أحمد بن محمد بن أحمد بن حسنون ، أنا أبو الحسن الدارقطني ، نا أبو بكر بن محمد بن سعدان الصيدلاني ـ بواسط ـ نا إسحاق بن وهب العلّاف ، نا يعقوب بن محمد الزهري ، نا الزبير بن حبيب ، عن زيد بن أسلم ، قال : والله ما قالت القدرية كما قال الله عزوجل ، وكما قالت الملائكة ، وكما قال النبيون ، ولا كما قال أهل الجنة ، ولا كما قال أهل النار ، ولا كما قال أخوهم إبليس ، قال الله عزوجل : (وَما تَشاؤُنَ إِلَّا أَنْ يَشاءَ اللهُ رَبُّ الْعالَمِينَ)(٣) ، وقالت الملائكة : (سُبْحانَكَ لا عِلْمَ لَنا إِلَّا ما عَلَّمْتَنا)(٤) ، وقال شعيب النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم : وما كان لنا أن نعود فيها إلّا أن يشاء ربنا (٥) ، وقال أهل الجنة : (الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي هَدانا

__________________

(١) في بغية الطلب : أتخطى.

(٢) بالأصل : فأتاها ، والصواب عن بغية الطلب.

(٣) سورة التكوير ، الآية : ٢٩.

(٤) سورة البقرة ، الآية : ٣٢.

(٥) الآية : ٨٩ من سورة الأعراف وفي التنزيل العزيز : وما يكون لنا أن تعود فيها إلّا أن يشاء ربنا.

٢٨٦

لِهذا ، وَما كُنَّا لِنَهْتَدِيَ لَوْ لا أَنْ هَدانَا اللهُ)(١) ، وقال أهل النار : (رَبَّنا غَلَبَتْ عَلَيْنا شِقْوَتُنا وَكُنَّا قَوْماً ضالِّينَ)(٢) ، وقال أخوهم إبليس : (رَبِّ بِما أَغْوَيْتَنِي)(٣).

قال : وأخبرنا الدارقطني ، ثنا محمد بن مخلد ، نا محمد بن أبي عمران ، نا محمد بن يعلى بن عباد بن معاذ العنبري ، نا المعتمر ، عن محمد بن جعفر ، عن زيد بن أسلم ، قال : القدر قدر الله وقدرته ، فمن كذب بالقدر فقد جحد قدرة الله تعالى.

أنبأنا أبو علي الحسن بن أحمد المقرئ ، أنا أبو بكر أحمد بن جعفر الفقيه ، أنا عبد الله بن محمد السّلمي ، والحسن بن محمد بن يوة ، وعبد الله بن عمر بن جعفر المدينيان ، قالوا : أنا أحمد بن محمد بن عمر العبدي ، نا عبد الله بن محمد القرشي ، نا علي بن سعيد ، نا ضمرة بن ربيعة ، عن يزيد بن أبي يزيد ـ وفي نسخة : زياد ـ عن زيد بن أسلم ، قال : خصلتان فيهما كمال أمرك : تصبح (٤) حين تصبح فلا تهم لله عزوجل بمعصية ، ويمسي حين يمسي ولا تهم لله بمعصية.

أخبرنا أبو القاسم هبة الله بن محمد بن الحصين ، أنا أبو القاسم التنوخي ، أنا أبو حفص عمر بن أحمد بن ... (٥) المقرئ ـ قراءة عليه ، وأنا أسمع ـ نا محمد بن عمرو بن البحيري ، نا إسحاق بن إبراهيم بن ... (٦) ، نا حاجب بن الوليد بن ميمون ، نا حفص بن ميسرة ، عن زيد بن أسلم ، انه قال : من يكرم الله بطاعته يكرمه الله بجنته ، ومن يكرم الله تبارك وتعالى يترك معصيته يكرمه الله أن لا يدخله النار.

وقال : استغن بالله عن من سواه ولا يكونن أحد أغنى بالله منك ، ولا يكن أحدا أفقر إليه منك ، ولا تشغلنك نعم الله على العباد عن نعمه عليك ، ولا تشغلنك ذنوب العباد عن ذنوبك ، ولا تقنط العباد من رحمة الله وترجوها أنت لنفسك.

أخبرنا أبو القاسم العلوي ، أنا أبو الحسن المقرئ ، أنا أبو محمد المصري ، أنا

__________________

(١) سورة الأعراف ، الآية : ٤٣.

(٢) سورة المؤمنون ، الآية : ١٠٦.

(٣) سورة الحجر ، الآية : ٣٩.

(٤) العبارة إلى آخرها وردت بالأصل للغائب ، والصواب ما أثبت للمخاطب ، انظر مختصر ابن منظور ٩ / ١١٢.

(٥) لفظتان رسمهما بالأصل وم «هى؟؟؟ الأرى؟؟؟» ولم أعثر عليه.

(٦) لفظة غير مقروءة ورسمها : «سس؟؟؟» بالأصل وم.

٢٨٧

أحمد بن مروان الدّينوري ، نا عامر بن عبد الله الدّينوري (١) ، ثنا أبي ، قال : كان زيد بن أسلم يقول : وكان من الخاشعين : يا ابن آدم ، أمرك ربك أن تكون كريما وتدخل الجنة ، ونهاك أن تكون لئيما وتدخل النار.

أنبأنا أبو علي الحداد ، أنبأنا أبو نعيم (٢) ، نا محمد بن أحمد بن محمد ، نا الحسن بن محمد ، نا أبو زرعة ، نا زيد بن بشر الحضرمي ، نا ابن وهب ، حدّثني عبد الرّحمن بن زيد بن أسلم ، قال : كان أبي يقول : [أبي بني](٣) وكيف تعجبك نفسك وأنت لا تشاء أن ترى من عباد الله من هو خير منك إلّا رأيته؟ يا بني ، ألا ترى أنك خير من أحد يقول لا إله إلّا الله حتى تدخل الجنة ، وتدخل النار ، فإذا دخلت الجنة ودخل النار يتبيّن لك أنك خير منه.

أخبرنا أبو محمد طاوس ، أخبرنا أبو الغنائم بن أبي عثمان ، وأنا أبو عمر بن مهدي ، أنا محمد بن أحمد بن يعقوب ، نا جدي ، قال : قرأت على الحارث بن مسكين ، أخبركم ابن وهب ، قال : وحدّثني مالك بن أنس أن زيد بن أسلم كان يقول : ابن آدم اتق الله يحبك الناس وإن كرهوا.

قال : وكان زيد بن أسلم يحدث من تلقاء نفسه فإذا سكت قام فلا يجترئ عليه إنسان.

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم ، أنا رشأ بن نظيف ، أنا الحسن بن إسماعيل ، أنا أحمد بن مروان ، أنا أحمد بن مخلد الآجري ، حدّثنا مصعب بن عبد الله ، عن أبيه ، عن جده ، قال : سمعت زيد بن أسلم يقول : انظر من كان رضاه عنك في إحسانك إلى نفسك ، وكان سخطه عليك في إساءتك إلى نفسك ، فكيف تكون مكافأتك إياه (٤).

أخبرنا أبو السعادات أحمد بن محمد ، وأبو محمد عبد الكريم بن حمزة ، قال : ثنا أبو بكر الخطيب ، أنا الصّيرفي.

وأخبرنا أبو القاسم الشّحّامي ، أنا أبو بكر البيهقي ، أنا أبو سعيد بن أبي عمرو ،

__________________

(١) في بغية الطلب : الزبيري.

(٢) الخبر في حلية الأولياء ٣ / ٢٢٢.

(٣) الزيادة عن حلية الأولياء.

(٤) الخبر نقله في بغية الطلب ٩ / ٣٩٩٣ وفيه : أحمد بن خالد الآجري.

٢٨٨

ثنا محمد بن عبد الله بن أحمد الصفار ، ثنا ابن أبي الدنيا ، حدّثني محمد بن إدريس ، نا عبدة بن سليمان ، عن إسحاق بن عيسى ، عن يزيد بن بزيع ، عن زيد بن أسلم ، قال : خلتان من أخبرك أن الكرم إلّا فيهما فكذّبه : إكرامك نفسك بطاعة الله تعالى ، وإكرامك نفسك عن معاصي الله.

أخبرنا أبو عبد الله محمد بن الفضل ، وأبو محمد هبة الله بن سهل بن عمرو ، وأبو المظفر عبد المنعم بن عبد الكريم ، قالا : أنا أبو عثمان البحيري ، أنا أبو عمرو بن حمدون ، أنا عبد الله بن محمد بن يوسف السمناني ، نا أبو الطاهر أحمد بن عمرو بن السرح ، نا عبد الله بن وهب ، حدّثني هشام بن سعد ، عن زيد بن أسلم ، أنه قال : نعم الهدية الكلمة من كلام الحكمة يهديها لأخيه ، والحكمة ضالّة المؤمن ، إذا وجدها أخذها.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي ، أنا أحمد بن الحسن بن خيرون ، أنا محمد بن علي بن يعقوب ، أنا محمد بن أحمد البابسيري ، أنا الأحوص بن المفضّل ، أنا أبي ، حدّثني محمد بن سليمان (١) ، عن الليث ، قال : قال بكير (٢) بن الأشجّ في زيد بن أسلم : بينا هو معلم كتّاب إذ صار يفسر القرآن.

أخبرنا أبو البركات بن المبارك ، أنا علي بن الحسين بن علي ، أنا محمد بن عمر بن محمد ، نا محمد بن عبد الله بن محمد ، قال : قرأت على محمد بن أحمد بن هارون ، قلت له : أخبرك إبراهيم بن الجنيد ، حدثنا الصلت بن مسعود الجحدري ، نا حمّاد بن زيد ، قال : قلت لعبد الله بن عمر : زيد بن أسلم؟ فأثنى عليه خيرا ، وقال : غير أنه يفسر القرآن برأيه (٣).

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا أبو القاسم بن مسعدة ، أنا حمزة بن يوسف ، أنا أبو أحمد بن عدي (٤) ، نا عبد الملك بن محمد ، نا أبو حاتم ، نا محمد بن عيسى بن الطباع ، ثنا حمّاد بن زيد ، قال : قدمت المدينة ، وأهل المدينة يتكلمون في

__________________

(١) بالأصل : سليم والصواب عن بغية الطلب.

(٢) بالأصل : بكر ، والصواب عن بغية الطلب.

(٣) الخبر في بغية الطلب ٩ / ٣٩٩٤.

(٤) انظر الكامل لابن عدي ٣ / ٢٠٨.

٢٨٩

زيد بن أسلم فقلت لعبد الله : ما تقول في مولاكم هذا؟ قال : ما نعلم به بأسا إلّا أنه يفسر القرآن برأيه.

قال ابن عدي : وزيد بن أسلم هو من الثقات ، ولم يمتنع أحد من الرواية عنه ، حدّث عند الأئمة.

أخبرنا أبو عبد الله الخلّال ، أنا إبراهيم بن منصور ، أنا أبو بكر بن المقرئ ، أنا المفضل بن محمد بن إبراهيم عن (١) صامت بن معاذ ، نا عبد الحميد (٢) ، عن عبد الرّحمن بن زيد بن أسلم ، عن أبيه ، قال : ألا أحدثك (٣) حديثا تسرّ به ويسرّ به صديقك؟ قال : فقلت : بلى ، قال : غزوت الاسكندرية فأصابني فيها شكاة شديدة ، فأخذت قرطاسا ودواة لأن أكتب وصيتي ، فوجدت في يدي وصبا (٤) شديدا ، فقلت : لو أني استرحت (٥) قليلا ، قال : فجعلت القرطاس تحت رأسي والدواة تحت رجلي ، ثم نمت ، فرأيت في منامي كأن معي في البيت رجلا مبيضا ، فقلت له : من أنت يرحمك الله؟ قال : أنا ملك الموت ، قال : فذكرت الجنة والنار ، وما أعدّ الله فيها ، فأدركتني (٦) رقة ، فبكيت ، فقال : ما يبكيك يا عبد الله؟ إني لم أؤمر بقبض روحك [فقلت :] أي رحمك الله ، إني ذكرت الجنة والنار وما أعدّ الله فيها فأدركتني (٧) رقة فبكيت فقال لي : أفلا أكتب لك براءة من النار؟ قلت : بلى ، قال : فدفعت إليه القرطاس من تحت رأسي والدواة من تحت رجلي ، واستمد وكتب حتى ملأ القرطاس ثم دفعه إلي فإذا فيه مكتوب : بسم الله الرّحمن الرحيم ، أستغفر الله ، أستغفر الله حتى ملأ القرطاس ، فقلت : أي رحمك الله أين براءتي من النار؟ قال : فقال لي : أي براءة تريد أوثق من براءتك هذه؟ ثم استيقظت من نومي فعمدت إلى القرطاس الذي جعلته تحت رأسي في اليقظة ، فنظرت فيه فإذا فيه كتاب ملك الموت عليه‌السلام الذي رأيت في المنام ، وإذا فيه : بسم الله الرّحمن الرحيم ، أستغفر الله ، أستغفر الله حتى ملأ القرطاس.

__________________

(١) بالأصل : بن ، والصواب عن بغية الطلب ٩ / ٣٩٩٤.

(٢) في بغية الطلب : عبد المجيد.

(٣) بالأصل : إلى أحدثك ، والمثبت عن بغية الطلب ومختصر ابن منظور ٩ / ١١٣.

(٤) الوصب : المرض (قاموس محيط).

(٥) بالأصل : استرجعت ، والمثبت عن بغية الطلب والمختصر.

(٦) بالأصل : فأدركني.

(٧) بالأصل : فأدركني.

٢٩٠

وقد رويت من وجه آخر عن زيد بن أسلم ، عن أبيه ، وهي عن زيد أصح.

أخبرنا بها أبو بكر محمد بن الحسن بن علي المقرئ ، أنا أبو الحسين محمد بن علي بن محمد الهاشمي ، أنا أبو حفص عمر بن أحمد بن شاهين ، نا أحمد بن محمد بن سعيد الهمداني ، نا عمر بن الحسن بن نصر الحلبي ، نا محمد بن أبي السكينة الهزّاني ، ثنا ابن أبي زياد ، عن أبيه ، عن زيد بن أسلم ، عن أبيه ، قال : ذكرت حديثا رواه ابن عمر عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، قال : «ما حق امرئ مسلم يبيت إلّا ووصيته عند رأسه» [٤٤٥٠].

فدعوت بدواة وقرطاس لأكتب وصيتي ، وجاءني النوم ، [فبينا](١) أنا نائم إذ دخل عليّ رجل أبيض الثياب حسن الوجه ، طيب الرائحة ، فقلت : من هذا؟ من أدخلك داري؟ قال : أدخلنيها ربها ، فقلت : من أنت؟ قال : أنا ملك الموت ، ثم رعبت منه ، فقال : لن تراع إني لم أؤمر بقبض روحك ، فقلت : اكتب لي براءة من النار ، قال : هات دواة وقرطاس ، فمددت يدي إلى الدواة والقرطاس الذي نمت وفي قلبي أنه عند رأسي فناولته فكتب : بسم الله الرّحمن الرحيم ، أستغفر الله ، حتى ملأ ظهره وبطنه ، ثم ناولني ، فقال : هذه براءتك ، فقلت : رحمك الله اكتب لي كما وعدتني ، فقال : هذه براءتك رحمك الله فانتهيت فدعا ودعوت بسراج فنظرت فإذا القرطاس الذي نمت وهو عند رأسي في بطنه وظهره : أستغفر الله ، أستغفر الله.

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد ، أنا أبو بكر محمد بن هبة الله ، أنا محمد بن الحسين ، أنا عبد الله بن جعفر ، نا يعقوب ، نا زيد بن بشر ، أنا ابن وهب ، حدثني ابن زيد.

وأخبرنا أبو محمد هبة الله بن أحمد ، أنبأ أبو الغنائم بن أبي عثمان ، أنبأنا أبو عمر بن مهدي ، أنا محمد بن أحمد بن يعقوب ، نا جدي ، نا الحارث بن مسكين ، نا ابن وهب ، نا عبد الرحمن بن زيد ، قال : قال رجل : رأيت الناس في أزقة ضيقة وغبار ، ورأيت قصرا مرشوشا حوله ، لا يقربه من الغبار ، قليل ولا كثير ، فقلت : ما يمنع ، وفي حديث زيد : ما منع الناس أن يمروا في تلك الطريق ، فقيل لي : ليست لهم ، فقلت : لمن هي؟ فقالوا : لذلك الرجل الذي يصلي إلى جانب القبر ، قلت : ومن ذاك؟ قال : وفي

__________________

(١) غير مقروءة بالأصل والمثبت عن م.

٢٩١

حديث الحارث قيل : زيد بن أسلم ، قلت : بأي شيء أعطي ذلك؟ قال : لأن الناس سلموا منه وسلم منهم (١).

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس ، ثنا وأبو النجم بدر بن عبد الله ، أنا أبو بكر الخطيب.

وأنا أبو محمد بن طاوس ، أنا أبو الغنائم بن أبي عثمان ، قالا : نا أبو عمر بن مهدي ، أنا محمد بن أحمد ، نا جدي يعقوب ، نا الحارث بن مسكين ، حدثنا ابن وهب ، ثنا عبد الرحمن بن زيد.

وأنبأ أبو محمد بن طاوس ، أنا أبو الغنائم بن أبي عثمان ، أنا أبو الحسين بن بشران ، أنا أبو علي بن صفوان ، ثنا أبو بكر بن أبي الدنيا ، حدثني الحسن بن عبد العزيز ، ثنا الحارث بن مسكين ، ثنا ابن وهب ، ثنا عبد الرحمن بن زيد ، قال : جاء رجل من الأنصار إلى أبي فقال : يا أبا أسامة إني رأيت النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم وأبا بكر وعمر خرجوا من هذا الباب ، فأرى ـ وفي حديث الحارث : فإذا ـ النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم يقول : «انطلقوا بنا إلى زيد ـ زاد الحارث : بن أسلم نجالسه ونسمع من حديثه ، فجاء النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم حتى جلس إلى جنبك ، فأخذ بيدك ، قال : فلم يكن بقاء أبي بعد هذا إلّا قليلا (٢) [٤٤٥١].

وأخبرنا أبو محمد المقرئ ، أنا أبو الغنائم بن أبي عثمان ، أنا أبو الحسين بن بشران ، أنا أبو علي بن صفوان ، ثنا أبو بكر بن أبي الدنيا ، قال : وحدثني الحسن بن عبد العزيز ، ثنا الحارث بن مسكين ، ثنا ابن وهب ، حدثني عبد الرحمن بن زيد ، عن المنكدر بن محمد ، قال : رأيتني في الجنة فأرى أبي أسامة ، وأبي وإخوانه حول أبي أسامة ، قال : وأرى أبو أسامة كأنه تحدّر من أثر غسل اغتسله ، فقال لي أبي : أي شيء سل أبا أسامة من أين أتيت الآن قال : فكأنه أتى من مكان ، فقال : حيث من الكثيب المصفى ، فأراني فتحت بابي لأسأله عن من مضى من هذه الأمة ، ومن تفرعت فاستنقضت.

حدثنا أبو القاسم إسماعيل بن محمد بن الفضل ، إملاء ، أنا عمر بن أحمد الفقيه ،

__________________

(١) الخبر نقله ابن العديم في بغية الطلب ٩ / ٣٩٩٥ ـ ٣٩٩٦ من طريق يعقوب بن سفيان.

(٢) المصدر نفسه.

٢٩٢

أنا أبو بكر بن أبي علي ، نا أبو القاسم الطبراني ، ثنا بكر بن سهل ، نا أصبغ بن الفرج ، قال : سمعت عبد الرحمن بن زيد بن أسلم يقول : رأيت أبي في المنام وعليه قلنسوة طويلة ، فقلت : يأبه ما فعل الله بك؟ قال : زينني بزينة العلم قلت : فأين مالك بن أنس؟ قال : مالك فوق فوق ، فلم يزل فوق ويرفع رأسه حتى سقطت القلنسوة عن رأسه (١).

كتب إليّ أبو زكريا يحيى بن عبد الوهاب بن مندة ، وحدثني أبو بكر اللفتواني عنه ، أنا عمي أبو القاسم ، عن أبيه أبي عبد الله ، قال : قال لنا أبو سعيد بن يونس : زيد بن أسلم (٢) مولى عمر بن الخطاب ، يكنى أبا أسامة قدم الاسكندرية ، روى عنه من أهل مصر عبيد الله بن أبي جعفر ، والحارث بن يعقوب ، توفي بالمدينة في ذي الحجة سنة ست ومائة.

هذا وهم ، وقد أسقط منه : وثلاثين.

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم ، نبأ أبو بكر الخطيب.

وأخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا محمد بن هبة الله ، قالا : أنا أبو الحسين بن الفضل ، أنا عبد الله بن جعفر ، نا يعقوب بن سفيان ، قال : سمعت ابن بكير يقول : مات زيد بن أسلم سنة ثلاثين أو إحدى وثلاثين ومائة ، وهذا وهم (٣).

أخبرنا أبو البركات الأنماطي ، أنا أبو الفضل بن خيرون ، أنا أبو القاسم بن بشران ، أنا أبو علي بن الصّوّاف ، نا محمد بن عثمان بن أبي شيبة ، نا هشام بن محمد ، نا الهيثم بن عدي ، قال : مات زيد بن أسلم مولى عمر بن الخطاب في خلافة أبي جعفر في أولها.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا أبو القاسم علي بن أحمد بن محمد بن علي ، أنا أبو طاهر المخلّص إجازة ، ثنا عبيد الله بن عبد الرحمن ، أخبرني عبد الرحمن بن محمد بن المغيرة ، أخبرني أبي ، حدّثني أبو عبيد القاسم بن سلّام ،

__________________

(١) الخبر في بغية الطلب ٩ / ٣٩٩٥.

(٢) بالأصل : أسامة ، خطأ ، والصواب ما أثبت وهو صاحب الترجمة.

(٣) أصاب ابن عساكر في توهيمه ، ولم أعثر على هذا الخبر في كتاب المعرفة والتاريخ ليعقوب الفسوي ، وسيرد قوله باختلاف قريبا.

٢٩٣

قال : سنة ثلاث وثلاثين ومائة فيها توفي زيد بن أسلم (١).

أنبأ أبو الغنائم ، ثم حدّثنا أبو الفضل ، وأبو الحسين ، وأبو الغنائم ـ واللفظ له ـ قالوا : أنا عبد الوهاب ـ زاد أبو الفضل : ومحمد بن الحسن ، قالا : ـ أنا أحمد بن عبدان ، أنا محمد بن سهل ، أنا محمد بن إسماعيل ، قال (٢) : قال ابن المنذر ، عن زيد بن عبد الرحمن : توفي ـ يعني زيد بن أسلم ـ سنة استخلف أبو جعفر في ذي الحجة في العشر الأول من سنة ست وثلاثين ومائة.

أخبرتنا أم البهاء فاطمة بن محمد ، قالت : أنا أبو طاهر أحمد بن محمود ، أنا أبو بكر بن المقرئ ، أنا محمد بن جعفر الرزاز ، ثنا عبيد الله بن سعد ، ثنا إبراهيم بن المنذر الحزامي ، ثنا زيد بن عبد الرحمن بن زيد أن جده زيد توفي سنة استخلف أبو جعفر في ذي الحجة سنة ست وثلاثين ومائة.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنبأ أبو بكر بن اللّالكاني ، أنا أبو الحسين بن الفضل ، أنبأ عبد الله بن جعفر ، حدّثنا يعقوب (٣) ، ثنا إبراهيم بن المنذر ثنا زيد بن عبد الرحمن بن زيد بن أسلم أن جده زيد توفي سنة استخلف أبو جعفر في ذي الحجة [في](٤) العشر الأول سنة ست وثلاثين ومائة.

أخبرنا أبو الأعزّ قراتكين بن الأسعد ، أخبرنا أبو محمد الجوهري ، أنا أبو الحسن بن لؤلؤ ، أنا أبو بكر محمد بن الحسين (٥) بن شهريار ، حدّثنا أبو حفص الفلاس ، قال : ومات زيد بن أسلم سنة ست وثلاثين ومائة ، ويكنى أبا أسامة ، مولى لعمر بن الخطاب.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي ، وأبو العزّ الكيلي ، قالا : أنا أحمد بن الحسن بن أحمد ـ زاد الأنماطي : وأبو الفضل بن خيرون قالا : أنا أبو الحسين محمد بن الحسن ، أنا أبو الحسين محمد بن أحمد بن إسحاق ، أنا عمر بن أحمد الأهوازي.

__________________

(١) بغية الطلب ٩ / ٣٩٩٧.

(٢) التاريخ الكبير ٢ / ١ / ٣٨٧.

(٣) المعرفة والتاريخ ١ / ١١٦ ونقله عن يعقوب ابن العديم في بغية الطلب ٩ / ٣٩٩٨.

(٤) سقطت من الأصل ومن المعرفة والتاريخ.

(٥) بالأصل «الحسن» والصواب ما أثبت.

٢٩٤

وأخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم ، أنا أبو بكر الخطيب ، ثنا ابن حسنويه ، أنا عبد الله بن محمد بن جعفر ، نا عمر بن أحمد الأهوازي ، ثنا خليفة بن خياط (١) ، قال : وزيد بن أسلم مولى عمر بن الخطاب توفي سنة ست وثلاثين ومائة ، أو نحوها ، زاد أحمد بن محمد : يكنى أبا أسامة.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي ، أنا أبو المعالي البقّال ، أنا محمد بن علي بن يعقوب ، نا محمد بن أحمد بن محمد ، أنا الأحوص بن المفضّل ، ثنا أبي ، قال : ومات زيد بن أسلم في خلافة أبي جعفر قبل خروج محمد بن عبد الله ، وذلك سنة خمس وأربعين.

٢٣٣٠ ـ زيد بن أسلم بن عبد الله

ويقال يزيد بن أسلم القرشي ، أحد الشهود على سليمان بن عبد الملك في سجل سجله بحقّ لبعض أهل الذمة في نهر يزيد ، له ذكر ، تقدم ذكره في خبر الأنهار.

٢٢٣١ ـ زيد بن ثابت بن الضحاك بن زيد بن لوذان

ابن عمرو بن عبد بن عوف بن عثمان (٢) بن مالك النّجّار

واسمه تيم الله بن ثعلبة بن عمرو بن الخزرج

ابن حارثة بن ثعلبة بن عمرو بن عامر

أبو سعيد ، ويقال : أبو خارجة (٣) الأنصاري

الخزرجي النجاري المدني الصّحابي (٤)

حدّث عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، وأبي بكر ، وعمر ، وعثمان.

روى عنه : عبد الله بن عمر ، وأبو هريرة ، وأبو سعيد الخدري ، وأنس بن مالك ، وسهل بن سعد الساعدي ، وعبد الله بن يزيد الخطمي ، وسهل بن حنيف الأنصاري ،

__________________

(١) طبقات خليفة بن خياط ص ٤٥٧ رقم ٢٣٢٤.

(٢) في أسد الغابة : غنم.

(٣) زيد في أسد الغابة : وقيل : أبو عبد الرحمن. وفي الإصابة : وقيل : أبو ثابت.

(٤) ترجمته في الاستيعاب ١ / ٥٥١ هامش الإصابة ، أسد الغابة ٢ / ١٢٦ الإصابة ١ / ٥٦١ تهذيب التهذيب ٢ / ٢٣٣ الوافي بالوفيات ١٥ / ٢٤ سير الأعلام ٢ / ٤٢٦ وبهامشها ثبت بأسماء مصادر أخرى.

٢٩٥

ومروان بن الحكم الصحابيون ، وسعيد بن المسيّب ، والقاسم بن محمد ، وأبان بن عثمان ، وابناه خارجة وسليمان (١) ابنا زيد ، وقبيصة (٢) بن ذؤيب ، وسليمان ، وعطاء ابنا يسار ، وبشر (٣) بن سعيد ، وعبيد بن السّبّاق (٤) ، وحجر المدري (٥).

وكان مع عمر بن الخطاب لما قدم الشام ، وخطب بالجابية عند خروجه لفتح بيت المقدس ، وهو الذي تولى قسمة غنائم اليرموك.

أخبرنا أبو القاسم هبة الله بن محمد ، أنبأ أبو القاسم التنوخي.

وأخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي ، وأبو غالب أحمد بن الحسن ، قالا : أنا أبو محمد الجوهري ، قالا : أنا أبو الحسن علي بن محمد بن أحمد بن كيسان ، أنا يوسف بن يعقوب القاضي.

وأخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر الشّحّامي ، أنبأ أبو سعد الجنزرودي (٦).

وأخبرنا أبو محمد السيدي ، وأبو القاسم الشّحّامي ، وأبو الحسن عبيد الله بن محمد بن أحمد البيهقي ، قالوا : أنبأ أبو يعلى إسحاق بن عبد الرحمن الصابوني ، قالا : أنا أبو سعيد عبد الله بن محمد بن عبد الوهاب الرازي ، أنا محمد بن أيوب الرازي ، قالا : أنا مسلمة بن إبراهيم ، ثنا ابن أبي عبد الله الدستوائي ، ثنا قتادة ، عن أنس ، عن زيد بن ثابت قال :

تسحرنا مع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، ثم قام إلى الصلاة ، قال : قلت : كم كان من الأذان والسحور؟ قال : قدر خمسين آية ، واللفظ لمحمد بن أيوب ، وقال الجوهري : ثم قام إلى النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم إلى الصلاة ، وقال الجنزرودي (٧) : قدر خمسين آية.

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر المستملي ، أنا أبو بكر البيهقي ، أنا أبو سعيد بن

__________________

(١) بالأصل : زيد بن قبيصة ، خطأ والصواب ما أثبت ، انظر سير الأعلام ٢ / ٤٢٧.

(٢) في تهذيب التهذيب : سلمان.

(٣) في تهذيب التهذيب وسير الأعلام : بسر.

(٤) رسمها بالأصل : «البيان» والصواب عن تهذيب التهذيب وسير الأعلام.

(٥) هذه النسبة إلى مدر ـ كجبل ـ بلد باليمن.

(٦) مهملة بدون نقط بالأصل ، والصواب ما أثبت.

(٧) غير واضحة بالأصل وفي م : «الجرودي؟؟؟» والصواب ما أثبت.

٢٩٦

أبي عمرو ، نا العباس بن محمد بن يعقوب ، نا بحر بن نصر ، نا عبد الله بن وهب ، أخبرني جرير بن حازم أن قيس بن سعد حدّثه عن مكحول :

أن عبادة بن الصامت دعا نبطيا يمسك له دابته عند بيت المقدس ، فأبى ، فضربه فشجّه فاستعدى عليه عمر بن الخطاب ، فقال له : ما دعاك إلى ما صنعت بهذا ، فقال : يا أمير المؤمنين أمرته أن يمسك دابّتي فأبى وأنا رجل في حدة فضربته ، فقال : اجلس للقصاص ، فقال زيد بن ثابت : أتقيد عبدك من أخيك؟ فترك عمر القود ، وقضى عليه بالدّية (١).

أخبرنا أبو البركات الأنماطي ، أنا أبو طاهر أحمد بن الحسن ، وأبو الفضل بن خيرون.

وأخبرنا أبو العزّ ثابت بن منصور ، أنا أبو طاهر ، قالا : أنا أبو الحسن الأصبهاني ، أنا محمد بن الأحمد الأصبهاني ، أنا عمر بن أحمد الأهوازي ، ثنا خليفة بن خياط ، قال (٢) : ومن بني غانم (٣) مالك بن النجار : يزيد ، وزيد ابنا ثابت بن الضحاك بن زيد بن لوذان بن عمرو بن عوف بن عثمان بن مالك بن النجار أمهما النوار (٤) بنت مالك بن معاوية بن عدي بن عامر بن غانم (٥) بن عدي بن النجار. يزيد شهد بدرا واستشهد يوم اليمامة ، روى أن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم صلى على قبر ، وكبّر عليه أربعا ، وزيد يكنى أبا سعيد ، مات سنة خمس وأربعين.

أخبرنا أبو بكر محمد بن شجاع ، أنا أبو عمرو بن مندة ، أنا الحسن بن محمد ، أنا أحمد بن محمد ، أنا أبو بكر بن أبي الدنيا (٦) ، نا محمد بن سعد ، قال في الطبقة الثالثة من الأنصار : زيد بن ثابت بن الضّحّاك أحد بني تميم مالك بن النجار ، ويكنى أبا سعيد.

أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي ، أنا الحسن بن علي ، أنا أبو عمر بن حيّوية ،

__________________

(١) السنن الكبرى للبيهقي ٨ / ٣٢ ونقله الذهبي في السير ٢ / ٤٤٠ من طريق جرير بن حازم.

(٢) طبقات خليفة بن خياط ص ١٥٧ و ١٥٨ رقم ٥٦٧ و ٥٦٨.

(٣) في طبقات خليفة : غنم.

(٤) بالأصل : ال وار ، والمثبت عن طبقات خليفة.

(٥) في طبقات خليفة : غنم.

(٦) الخبر برواية ابن أبي الدنيا ليس في الطبقات الكبرى لابن سعد.

٢٩٧

أنا أحمد بن معروف ، نا الحسين بن الفهم ، نا محمد بن سعد (١) ، قال : زيد بن ثابت بن الضحاك بن زيد بن لوذان بن عمرو بن عبد بن عوف بن غنم بن مالك بن النجار ، وأمه النوار بنت مالك بن صرمة بن ملاق بن عدي بن عامر من بني عدي بن النجار ، وقتل ثابت بن الضحاك ، يوم بعاث ، فولد زيد بن ثابت سعيدا ، وبه كان يكنى ، وأمه أم جميل بنت المحول بن عبد بن قيس بن عمرو بن نصر بن مالك بن حنبل بن عامر بن لؤي ، وسعدا ، وخارجة ، وسليمان ، ويحيى ، وعمارة درج ، وإسماعيل ، وأسعد درج ، وعبادة ، وإسحاق ، وأم إسحاق ، وحسنة ، وعمرة ، وأم كلثوم ، وأمهم جميلة ، وهي أم سعد بنت سعد بن الربيع بن عمرو بن أبي زهير بن امرئ القيس بن مالك بن ثعلبة بن كعب بن الخزرج بن الحارث بن الخزرج ، وإبراهيم ، ومحمدا ، وعبد الرحمن ، وأم الحسن ، وأمهم عميرة بنت معاذ بن أنس بن قيس بن عبيد بن زيد بن معاوية بن عمرو بن مالك بن النجار ، وعبد الرحمن ، وزيدا (٢) ، وعبيد الله ، وأم كلثوم لأم ولد ، وسليطا ، وعمران ، والحارث ، وثابتا ، وصفية وقريبة (٣) ، وأم محمد لأم ولد ، قال الصوري في نسخة : من المحول من مخيد يعني بالخاء المعجمة.

أخبرنا أبو عبد الله البلخي ، أنا أحمد بن الحسن بن خيرون ، أنا محمد بن عمرو بن مكبر المقرئ ، قال : قرئ على أبي عمرو عثمان بن أحمد بن سمعان ، أنا الهيثم بن خلف بن محمد الدوري ، نا محمود بن غيلان المروزي ، ثنا عبد الرزاق ، قال : كنية زيد بن ثابت أبو سعيد.

قرأت على أبي غالب بن البنا ، عن عبد الملك بن عمر بن خلف ، أنا عمر بن أحمد بن شاهين ، وأخبرنا أبو عبد الله البلخي ، أنا أبو الحسين بن الطّيّوري ، أنا أبو الفتح الرزاز ، أنا أبو حفص بن شاهين ، أنا محمد بن مخلد بن حفص.

وأخبرنا أبو عبد الله أيضا ، أنا أبو الحسين بن الطّيّوري ، أنبأ أبو الحسن العتيقي ، أنبأ أبو عمرو ، عثمان بن محمد المخرّمي ، نا إسماعيل بن محمد الصفار ، قالا : أنا العباس بن محمد ، نا عبد الله بن محمد بن حميد بن أبي الأسود.

__________________

(١) طبقات ابن سعد.

(٢) بالأصل : وزيد.

(٣) بالأصل وم : «وصه ومرنيه» وصوبنا اللفظتين عن سير الأعلام ٢ / ٤٢٨.

٢٩٨

وأخبرنا أبو البركات الأنماطي ، أنا ثابت بن بندار ، أنا أبو العلاء ، أنا أبو بكر ، أنا الأحوص بن المفضّل ، أنا أبي ، قالا : زيد بن ثابت أبو سعيد.

أنبأنا أبو محمد بن الآبنوسي ، في كتابه ، وأخبرني أبو الفضل بن ناصر عنه ، أنا أبو محمد الجوهري ، أنا أبو الحسين بن المظفّر ، أنا أبو علي أحمد بن علي المدائني ، أنا أحمد بن عبد الله بن البرقي ، قال في تسمية أصحاب النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم من الخزرج بن حارثة بن ثعلبة بن عمرو بن عامر من غير أهل بدر من بني النجار ، وهم تيم الله بن ثعلبة بن عمرو بن الخزرج في ما أخبرنا ابن هشام عن زياد ، عن ابن إسحاق : زيد بن ثابت بن الضحاك بن لوذان بن عمرو بن عبد بن عوف بن غانم بن عثمان بن مالك بن النجار أجازه النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم يوم الخندق فيما حدّثنا ابن هشام ، يكنى أبا سعيد أمه بنت مالك بن معاوية بن عدي بن عامر بن عثمان بن عدي بن العجلان ، توفي سنة خمس وأربعين فيما يقال.

أخبرنا أبو الغنائم الكوفي كتابه ، ثم حدّثنا أبو الفضل بن ناصر ، أنا أحمد بن الحسن ، والمبارك بن عبد الجبار ، ومحمد بن علي ـ واللفظ ـ قالوا : أنا أحمد ـ زاد أحمد : ومحمد بن الحسن ، قالا : ـ أنا أحمد بن عبدان ، أنا محمد بن سهل ، أنا محمد بن إسماعيل ، قال (١) : زيد بن ثابت أبو سعيد ، ويقال أبو خارجة الخزرجي النجاري المديني.

أخبرنا أبو غالب ، وأبو عبد الله ابنا البنا ، قالا : أنا أبو الحسين بن الآبنوسي ، أنا أحمد بن عبيد إجازة ، نا محمد بن الحسين ، ثنا ابن أبي خيثمة ، قال : سمعت أبي يقول : زيد بن ثابت أبو رجاء قال المدائني كنيته أبو سعد.

أنبأنا أبو سعد المطرّز ، أنبأ أبو نعيم الحافظ ، ثنا سليمان بن أحمد الطّبراني ، نا محمد بن عبد الله الحضرمي ، ثنا محمد بن عبد الله بن نمير ، قال : زيد بن ثابت يكنى أبا سعيد.

أخبرنا أبو بكر محمد بن العباس ، أنا أحمد بن منصور بن خلف ، أنا أبو سعيد بن حمدون ، أنا مكي بن عبدان ، قال : سمعت مسلم بن الحجّاج يقول : أبو سعيد

__________________

(١) التاريخ الكبير ٢ / ١ / ٣٨٠.

٢٩٩

زيد بن ثابت الأنصاري ، ويقال أبو خارجة كاتب رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم.

قرأت على أبي الفضل بن ناصر ، عن جعفر بن يحيى ، أنا أبو نصر الوائلي ، أنا الخصيب بن عبد الله ، أخبرني عبد الكريم بن أبي عبد الرحمن ، أخبرني أبي ، قال : أبو سعيد زيد بن ثابت ، وقيل أبو خارجة.

أنا أبو البركات الأنماطي ، أنا أحمد بن الحسين بن خيرون ، أنا عبد الملك بن محمد بن بشران ، أنا أبو علي محمد بن أحمد بن الحسن ، أنا محمد بن عثمان بن أبي شيبة ، قال : زيد بن ثابت الخزرجي أبو سعيد.

أخبرنا أبو الفتح نصر الله بن محمد ، أنا نصر بن إبراهيم ، أنا سليم بن أيوب ، أنا طاهر بن محمد بن سليمان ، نا علي بن إبراهيم بن أحمد ، نا يزيد بن محمد بن إياس ، قال : سمعت أحمد بن محمد المقدّمي يقول : زيد بن ثابت الأنصاري يكنى أبا سعيد ، وأبا خارجة.

أخبرنا أبو القاسم السّمرقندي ، أنا أبو طاهر محمد بن أحمد بن أبي الصقر ، أنبأ هبة الله بن إبراهيم بن عمر ، أنا أحمد بن محمد بن إسماعيل ، نا محمد بن أحمد بن حمّاد ، قال : زيد بن ثابت أبو سعيد.

أنبأنا أبو جعفر محمد بن أبي علي ، أنا أبو بكر الصفار ، أنا أبو عبد الله الحافظ ، ثنا أبو أحمد الحاكم ، قال : أبو عبد الرحمن ، ويقال : أبو خارجة ، ويقال : أبو سعيد زيد بن ثابت بن الضحاك بن زيد بن لوذان بن عمرو بن عبد عمرو الخزرجي النجاري المديني ، كاتب النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، وأمه النوار بنت مالك بن معاوية بن عدي بن عامر بن غنم بن عدي بن النجار.

أنا الثقفي ، أنا عبيد الله بن سعيد ، نا يحيى ، وهو أبو سعيد ، عن أبي جعفر الخطمي ، حدّثني خالي عبد الرحمن ، عن جدي عقبة بن الفاكه ، قال : قلت لزيد بن ثابت : يا أبا خارجة ، ويقال قدم النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم يعني المدينة ، وهو ابن إحدى عشرة سنة ، وكان في وقعة بعاث ابن ست سنين ، وقتل أبوه فيها (١) ، هو أخو زيد بن ثابت لأبيه وأمه.

__________________

(١) انظر أسد الغابة ٢ / ١٢٦ والاستيعاب ١ / ٥٥١.

٣٠٠