تاريخ مدينة دمشق - ج ١٩

أبي القاسم علي بن الحسن ابن هبة الله بن عبد الله الشافعي [ ابن عساكر ]

تاريخ مدينة دمشق - ج ١٩

المؤلف:

أبي القاسم علي بن الحسن ابن هبة الله بن عبد الله الشافعي [ ابن عساكر ]


المحقق: علي شيري
الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع
الطبعة: ٠
الصفحات: ٥٤٤
الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤ الجزء ١٥ الجزء ١٦ الجزء ١٧ الجزء ١٨ الجزء ١٩ الجزء ٢٠ الجزء ٢١ الجزء ٢٢ الجزء ٢٣ الجزء ٢٤ الجزء ٢٥ الجزء ٢٦ الجزء ٢٧ الجزء ٢٨ الجزء ٢٩ الجزء ٣٠ الجزء ٣١ الجزء ٣٢ الجزء ٣٣ الجزء ٣٤ الجزء ٣٥ الجزء ٣٦ الجزء ٣٧ الجزء ٣٨ الجزء ٣٩ الجزء ٤٠ الجزء ٤١ الجزء ٤٢ الجزء ٤٣ الجزء ٤٤ الجزء ٤٥ الجزء ٤٦ الجزء ٤٧ الجزء ٤٨ الجزء ٤٩ الجزء ٥٠ الجزء ٥١ الجزء ٥٢ الجزء ٥٣ الجزء ٥٤ الجزء ٥٥ الجزء ٥٦ الجزء ٥٧ الجزء ٥٨ الجزء ٥٩ الجزء ٦٠ الجزء ٦١ الجزء ٦٢ الجزء ٦٣ الجزء ٦٤ الجزء ٦٥ الجزء ٦٦ الجزء ٦٧ الجزء ٦٨ الجزء ٦٩ الجزء ٧٠ الجزء ٧١ الجزء ٧٢ الجزء ٧٣ الجزء ٧٤ الجزء ٧٥ الجزء ٧٦ الجزء ٧٧ الجزء ٧٨ الجزء ٧٩ الجزء ٨٠

أخبرنا أبو بكر الأنصاري ، أنا أبو محمد الجوهري ، أنا محمد بن العباس ، أنا عبد الوهاب بن أبي حيّة ، أنا محمد بن شجاع ، أنا محمد بن عمر (١) ، حدّثني ابن أبي حبيبة ، عن داود بن الحصين ، عن عكرمة ، عن ابن عباس ، قال : إن عمارة بنت حمزة بن عبد المطلب ، وأمها سلمى بنت عميس ، كانت بمكة ، فلما قدم رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم [كلّم عليّ عليه‌السلام النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم](٢) فقال : علام نترك بنت عمنا يتيمة بين ظهري المشركين؟ فلم ينهه النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم عن إخراجها ، فخرج بها فتكلم زيد بن حارثة ، وكان وصي حمزة ، وكان النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم آخى بينهما حين آخى بين المهاجرين ، فقال : أنا أحق بها ، ابنة أخي ، فلما سمع ذلك جعفر قال : الخالة والدة ، وأنا أحق بها لمكان خالتها عندي أسماء بنت عميس ، فقال علي : ألا أراكم في ابنة عمي ، وأنا أخرجتها من بين أظهر المشركين ، وليس لكم إليها نسب دوني ، وأنا أحق بها منكم ، فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «أنا أحكم بينكم ، أما أنت يا زيد فمولى الله ورسوله ، وأما أنت يا علي فأخي وصاحبي ، وأما أنت يا جعفر فتشبه (٣) خلقي وخلقي ، وأنت يا جعفر أولى بها تحتك خالتها ، ولا تنكح المرأة على خالتها ، ولا على عمّتها» فقضى بها لجعفر.

قال أبو عبد الله : فلما قضى بها لجعفر قام جعفر فحجل حول رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم. فقال النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «ما هذا يا جعفر؟» فقال : يا رسول الله كان النجاشي إذا أرضى (٤) أحدا قام فحجل حوله ، فقيل للنبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم تزوجها ، فقال : «ابنة أخي من الرضاعة» ، فزوجها رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم سلمة بن أبي سلمة ، فكان النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم يقول : «هل جزيت سلمة» [٤٤٨١].

قال : وأنا محمد بن العباس ، أنا الحسين بن الفهم ، نا محمد بن سعد (٥) ، أنا إسماعيل بن عبد الله بن خالد السكري الرّقي ، نا محمد بن سلمة ، عن محمد بن إسحاق ، عن يزيد بن عبد الله بن قسيط ، عن محمد بن أسامة بن زيد ، عن أبيه أسامة بن زيد ، قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم لزيد بن حارثة : «يا زيد أنت مولاي (٦) ، ومني

__________________

(١) مغازي الواقدي ٢ / ٧٣٨.

(٢) ما بين معكوفتين زيادة عن مغازي الواقدي.

(٣) بالأصل : فشبيه ، والمثبت عن مغازي الواقدي.

(٤) عن مغازي الواقدي ، وبالأصل : رضى.

(٥) طبقات ابن سعد ٣ / ٤٣ ـ ٤٤.

(٦) مطموسة بالأصل والمثبت عن ابن سعد.

٣٦١

وإليّ وأحبّ القوم إليّ» [٤٤٨٢].

أخبرناه أتم من هذا أبو النجم بدر بن عبد الله ، أنا أبو بكر الخطيب ، أخبرني أبو القاسم عبيد الله بن محمد بن عبيد الله البخاري ، نا عبيد الله بن عبد الرّحمن الزهري ، نا أبو محمد الطوسي سليمان بن وفدان ، نا إسماعيل بن أبي كريمة ، نا محمد بن سلمة ، حدّثنا محمد بن إسحاق ، عن يزيد بن عبد الله بن قسيط ، عن محمد بن أسامة بن زيد ، عن أبيه ، قال :

اجتمع جعفر ، وعلي ، وزيد ، فقال جعفر : أنا أحبّكم إلى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فقال زيد : أنا أحبكم إلى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فقاموا إلى النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم فاستأذنوا عليه وأنا معه في الحجرة ، فقال لي : «انظر من هؤلاء» ، فنظرت فقلت : علي وجعفر وزيد ، فقال : «ائذن لهم» ، فدخلوا عليه ، فقالوا : من أحبّ إليك يا رسول الله؟ قال : «فاطمة» ، قالوا : ليس عن النساء نسألك ، فقال : «أما أنت يا جعفر فيشبه خلقك خلقي ، وأنت من شجرتي ، وأما أنت يا علي فختني وأبو ولدي ، أما أنت يا زيد فمولاي ، وأنت أحبّهم إليّ» [٤٤٨٣].

وأخبرناه أبو القاسم هبة الله بن محمد ، أنا الحسن بن علي ، أنا أحمد بن جعفر ، نا عد الله بن أحمد (١) ، حدّثني أبي ، نا أحمد بن عبد الملك ، نا محمد بن سلمة ، عن محمد بن إسحاق ، عن يزيد بن عبد الله بن قسيط ، عن محمد بن أسامة ، عن أبيه ، قال :

اجتمع جعفر وعلي وزيد بن حارثة ، فقال جعفر : أنا أحبكم إلى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، وقال علي : أنا أحبكم إلى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، وقال زيد : أنا أحبكم إلى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فقالوا : انطلقوا بنا إلى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم حتى نسأله ، قال أسامة : فجاءوا يستأذنونه ، فقال : «اخرج فانظر من هؤلاء» ، فقلت : هذا جعفر ، وعلي ، وزيد ـ ما أقول أبي ـ قال : «فائذن لهم» فدخلوا ، فقالوا : يا رسول الله من أحبّ إليك؟ قال : «فاطمة» ، قالوا : نسألك عن الرجال ، قال : «أما أنت يا جعفر فأشبه خلقك خلقي وأشبه خلقي خلقك ، وأنت مني وشجرتي (٢) ، وأما أنت يا علي فختني وأبو ولدي ، وأنا منك وأنت مني ، وأما أنت يا زيد فمولاي ومني وإليّ ، وأحبّ القوم إليّ» [٤٤٨٤].

__________________

(١) مسند الإمام أحمد ٥ / ٢٠٤.

(٢) بالأصل : وسحري ، والصواب عن المسند.

٣٦٢

أخبرنا أبو غالب بن البنا ، أنا أبو محمد الجوهري ، أنا أبو حفص عمر بن علي بن يونس البغدادي القطان ، أنا أبو عروبة الحسين بن محمد بن مودود الحرّاني ، نا محمد بن معمر ، نا مسلم ، وهو ابن إبراهيم ، نا عبد العزيز ـ وهو ـ ابن مسلم ، نا عبد الله بن دينار ، عن ابن عمر :

أن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم بعث بعثا وأمّر عليهم أسامة ، فطعن الناس في إمرته فقال : «إن تطعنوا في إمرة أسامة فقد كنتم تطعنون في إمرة أبيه من قبله ، وأيم الله إن كان لخليقا للإمرة ، وإن كان لمن أحب الناس إليّ ، وانّ هذا لمن أحب الناس إليّ بعده» [٤٤٨٥].

قال : وأنا أبو عروبة ، نا محمد بن معدان ، نا إسماعيل بن أبي أويس ، حدّثني أبي ، عن عبد الله بن دينار ، عن ابن عمر :

أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم بعث بعثا فأمّر عليهم أسامة بن زيد بن حارثة ، فطعن الناس في إمارته ، فقام النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم فقال : «إن تطعنوا في إمارته ، لقد كنتم تطعنون في إمارة أبيه من قبل ، وأيم الله إن كان لخليقا بالإمارة ، وإن كان لمن أحب الناس إليّ ، وانّ هذا لمن أحبّ الناس إليّ بعده» [٤٤٨٦].

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين ، نا أبو علي التميمي ـ لفظا ـ أنا أبو بكر القطيعي ، نا عبد الله بن أحمد (١) ، حدّثني أبي ، نا يحيى ، عن سفيان ، أنا عبد الله بن دينار ، قال : سمعت عبد الله بن عمر [يقول :](٢) إن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم أمّر أسامة على قوم ، فطعن الناس في إمارته ، فقال : «إن تطعنوا في إمارته فقد طعنتم في إمارة أبيه ، وأيم الله إن كان لخليقا للإمارة ، وان كان لمن أحب الناس إليّ ، وانّ ابنه هذا لأحبّ الناس إليّ بعده» [٤٤٨٧].

أخبرناه عاليا أبو جعفر أحمد بن محمد بن عبد العزيز ، أنا الحسن بن عبد الرّحمن بن الحسن ، أنا أحمد بن إبراهيم بن علي ، نا محمد بن إبراهيم الدّيبلي ، نا محمد بن زنبور المكي ، نا إسماعيل بن جعفر ، أنا عبد الله بن دينار أنه سمع ابن عمر يقول : إن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم بعث بعثا وأمّر عليهم أسامة بن زيد ، فطعن بعض الناس في إمرته ، فقام رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم فقال : «إن تطعنوا في إمرته فقد كنتم طعنتم في إمارة أبيه من

__________________

(١) مسند أحمد ٢ / ٢٠ من هذه الطريق ، وأخرجه أحمد في مسنده من طرق أخرى.

(٢) زيادة منا للإيضاح.

٣٦٣

قبله ، وأيم الله إن كان لخليقا للإمارة ، وان كان لمن أحبّ الناس إليّ ، وانّ هذا لمن أحبّ الناس إليّ بعده» (١) [٤٤٨٨].

ورواه سالم بن عبد الله بن عمر ، عن أبيه :

أخبرناه أبو القاسم زاهر بن طاهر ، أنا أبو نصر عبد الرّحمن بن علي بن محمد ، أنا أبو العباس محمد بن أحمد السليطي ، أنا أبو حامد أحمد بن محمد بن الحسن ، نا أحمد بن حفص ، حدّثني أبي ، حدّثني إبراهيم بن طهمان ، عن موسى بن عقبة ، عن سالم بن عبد الله ، عن عبد الله بن عمر ، عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم أنه قال حين أمّر أسامة بن زيد وبلغه أن الناس عابوا إمارته وطعنوا فيها فقام رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم في الناس فقال : «ألا إنكم تعيبون أسامة وتطعنون في إمارته ، وقد فعلتم ذلك بأبيه من قبل ، وإن كان لخليقا للإمارة ، وإن كان لأحبّ الناس كلهم إليّ ، وإنّ ابنه من بعده لأحبّ الناس إليّ ، فاستوصوا به خيرا ، فإنه من خياركم».

قال سالم : ما سمعت عبد الله يحدث بهذا الحديث قط إلّا قال : والله ما حاشا فاطمة (٢) [٤٤٨٩].

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي ، أنبأ أبو الفضل عمر بن عبيد الله بن عمر ، وأبو محمد وأبو الغنائم ، ابنا أبي عثمان.

وأخبرنا أبو محمد بن طاوس ، أنبأ أبو الغنائم بن أبي عثمان ، قالوا : أنا عبد الله بن عبيد الله بن يحيى المؤدب ، نا أبو عبد الله المحاملي ، نا عبد الله بن شبيب ، نا إبراهيم بن يحيى ، حدّثني أبي عن محمد بن إسحاق ، عن الزهري ، عن عروة ، عن عائشة قالت :

أتانا زيد بن حارثة فقام إليه رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يجر ثوبه ، فقبّل وجهه ، قالت عائشة : وكانت أم قرفة (٣) جهزت أربعين راكبا من ولدها وولد ولدها إلى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم

__________________

(١) نقله الذهبي في سير الأعلام ١ / ٢٢٧ عن طريق إسماعيل بن جعفر وسفيان بن عيينة.

وانظر تخريجه فيه.

(٢) انظر سير أعلام النبلاء ١ / ٢٢٧.

(٣) وهي فاطمة بنت ربيعة بن بدر.

انظر خبرها في سيرة ابن هشام ٤ / ٢٦٥ ـ ٢٦٦.

٣٦٤

ليقاتلوه ، فأرسل إليهم رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم زيد بن حارثة فقتلهم وقتل أم قرفة وأرسل بدرعها إلى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم فنصبه بالمدينة بين رمحين (١).

أخبرنا أبو عبد الله الخلّال ، أنا إبراهيم بن منصور ، أنبأ أبو بكر بن المقرئ ، نا أحمد بن محمد المصاحفي ، نا محمد بن إسماعيل الترمذي (٢) ، نا إبراهيم بن هانئ ، نا أبي ، عن محمد بن إسحاق ، عن محمد بن مسلم ، عن عروة ، عن عائشة ، قالت : استأذن زيد بن حارثة على النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم فاعتنقه وقبّله.

أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر ، أنا أحمد بن الحسين بن أحمد ، أنا الحسن بن أحمد بن محمد المخلدي ، أنا المؤمّل بن الحسن ح.

قال : وثنا أحمد بن الحسن ، أنا أبو سعيد محمد بن عبد الله بن حمدون ، أنا أبو حامد أحمد بن محمد بن الحسن ، قالا : نا محمد بن يحيى ، نا إبراهيم بن محمد بن يحيى بن محمد بن عباد بن هانئ المخزومي (٣) ، حدّثني أبي ، عن محمد بن إسحاق ، عن محمد بن مسلم الزهري ، عن عروة ، عن عائشة قالت : قدم زيد بن حارثة المدينة ورسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم في بيتي فأتاه فقرع الباب فقام إليه رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم حتى اعتنقه وقبّله (٤).

رواه الترمذي (٥) عن البخاري ، عن إبراهيم بن محمد بن يحيى ، وقال : حسن غريب لا نعرفه من حديث الزهري إلّا من هذا الوجه.

قلت : وقد روي من وجه آخر من حديث الزهري :

أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي ، أنا الحسن بن علي ، أنا أبو عمر بن حيّوية ، أنا عبد الوهاب بن أبي حيّة ، أنا محمد بن شجاع الثلجي ، نا محمد بن عمر (٦) ، نا محمد ـ يعني ابن أخي الزهري ـ ، عن الزّهري ، عن عروة ، عن عائشة ، قالت : ما رأيت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم عريانا قط إلّا مرة واحدة جاء زيد بن حارثة من غزوة يستفتح فسمع

__________________

(١) نقله من هذه الطريق الذهبي في سير الأعلام ١ / ٢٢٧ ـ ٢٢٨.

(٢) كذا بالأصل والصواب البخاري.

انظر سنن الترمذي ، كتاب الاستئذان حديث ٢٧٣٢.

(٣) كذا بالأصل ، وصوّبه في سير الأعلام «الشجري».

(٤) كنز العمال رقم ٣٠٢٦٠.

(٥) تقدم ، سنن الترمذي حديث رقم ٢٧٣٢.

(٦) مغازي الواقدي ٢ / ٥٦٥ باختلاف. والإصابة ١ / ٥٦٤.

٣٦٥

رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم صوته ، فقام عريانا يجر ثوبه فقبّله.

أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني ـ بقراءتي عليه ـ أنا أبو الحسن علي بن الحسين بن أحمد بن صصري ، أنا تمام بن محمد ، أنبأ خيثمة ، نا يحيى بن أبي طالب ، أنا محمد بن عبيد ، نا إسماعيل ، عن مجالد ، عن عامر ، عن عائشة أنها كانت تقول : لو أن زيدا كان حيا لاستخلفه رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم (١).

أخبرنا أبو سعد إسماعيل بن أحمد بن عبد الملك ، أنا أبو بكر بن خلف ، أنا أبو عبد الله الحافظ ، أنا أبو الحسن علي بن محمد بن عقبة الشيباني بالكوفة ، نا إبراهيم بن إسحاق الزهري ، نا محمد بن عبيد الطّنافسي ، نا وائل بن داود ، قال : سمعت السري يحدث عن عائشة أنها كانت تقول ما بعث رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم زيد بن حارثة في جيش إلّا أمّره عليهم ، ولو بقي بعده استخلفه رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، الصواب عبد الله البهي (٢).

أخبرناه أبو القاسم هبة الله بن محمد ، أنا الحسن بن علي ، أنا أحمد بن جعفر ، نا عبد الله ، حدّثني أبي ، نا محمد بن عبيد ، حدّثني وائل بن داود ، قال : سمعت البهي يحدث عن عائشة قالت : ما ح.

وأخبرنا أبو طالب علي بن عبد الرّحمن بن أبي عقيل ، أنا أبو الحسن علي بن الحسن الفقيه ، أنا أبو محمد بن النحاس ، أنا أبو سعيد بن الأعرابي ، نا محمد بن سعيد بن غالب العطار ، نا محمد بن عبيد الطّنافسي ، نا وائل بن داود عن البهي ، عن عائشة ، قالت : ما بعث رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم زيد بن حارثة في جيش قط إلّا أمّره عليهم ، ولو بقي بعده استخلفه (٣).

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي ، وأبو نصر أحمد بن محمد بن الطوسي ، قالا : أنا أبو الحسين بن النّقّور ، ـ زاد ابن السمرقندي : وأبو محمد الصّريفيني ، قالا : ـ أنا أبو القاسم بن حبّابة ح.

وأخبرنا أبو الفتح محمد بن علي ، وأبو نصر عبيد الله بن أبي عاصم ، وأبو

__________________

(١) سير أعلام النبلاء ١ / ٢٢٨ وأسد الغابة ٢ / ١٣١.

(٢) بالأصل : النهى ، خطأ ، والصواب ما أثبت ، وقد مضى التعريف به.

(٣) مسند الإمام أحمد ٦ / ٢٢٦ ـ ٢٢٧ ونقله الذهبي في سير الأعلام ١ / ٢٢٨ من طريق وائل بن داود.

٣٦٦

محمد عبد السلام بن أحمد ، وأبو عبد الله سمرة بن جندب ، وأخوه أبو محمد عبد القادر بن جندب ، قالوا : أنا محمد بن عبد العزيز الفارسي ، أنا عبد الرّحمن بن أبي شريح ، قالا : أنا عبد الله بن محمد البغوي ، نا مصعب بن عبد الله ، نا عبد العزيز الدّراوردي ، عن عبيد الله بن عمر ، عن نافع ، عن ابن عمر : أن عمر فرض لأسامة ـ زاد ابن أبي شريح : بن زيد ـ أكثر مما فرض لي ـ يعني ابن عمر لنفسه ـ ، قال : فقلت له في ذلك ، فقال : إنه كان أحبّ إلى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم منك ، وإنّ أباه كان أحبّ إلى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم من أبيك (١).

أخبرنا أبو الفتح محمد بن عبد الرّحمن بن أبي بكر ، أنا أبو الفضل محمد بن أحمد بن الحسن العارف ح.

وأخبرنا أبو طاهر محمد بن محمد بن عبد الله السّنجي ، أنا أبو علي نصر الله بن أحمد بن عثمان الخشنامي ، أنبأ أبو بكر الحيري ، نا أبو العباس الأصم ، أنا محمد بن عبد الله بن عبد الحكم ، أنا ابن وهب ، أخبرني الليث بن سعد ، عن الأسود بن أبي الوضاح ، عن جعفر بن برقان ، عن ثابت بن الحجاج ، قال : لما نزلت هذه الآية (لَنْ تَنالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ)(٢) قال زيد بن حارثة مولى النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم : اللهم إنك لتعلم أنه ليس لي مال أحبّ إلي من فرسي هذه ، فتصدق بها للمساكين ، فأقاموها للبيع وكانت (٣) تعجب زيدا فأتى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم فقال : أشتريها ، فنهاه أن يشتريها.

قال : وأنا ابن وهب ، حدّثني داود بن عبد الرّحمن المكي ، عن عبد الله بن عبد الرّحمن بن أبي حسين ، عن عمرو بن دينار ، قال : لما نزلت هذه الآية (لَنْ تَنالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ) جاء زيد بفرس له ، فقال تصدق بهذا يا رسول الله. فأعطاه رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ابنه أسامة بن زيد بن حارثة ، فقال : يا رسول الله إنما أردت أن أتصدق به ، فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «قد قبلت صدقتك» [٤٤٩٠].

أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي ، أنا الحسن بن علي ، أنا أبو عمر بن حيّوية ،

__________________

(١) الخبر في الإصابة ١ / ٥٦٤ وقال ابن حجر : صحيح ، ونقله الذهبي في سير الأعلام ١ / ٢٢٨ ـ ٢٢٩.

(٢) سورة آل عمران ، الآية : ٩٢.

(٣) بالأصل : وكان ، والمثبت عن مختصر ابن منظور.

٣٦٧

أنا أحمد بن معروف ، نا الحسين بن الفهم ، نا محمد بن سعد ، قال (١) : قال محمد بن عمر : أول سرية خرج فيها زيد سريته إلى القردة ، ثم سريته إلى الجموم ، ثم سريته إلى العيص (٢) ، ثم سريته إلى الطّرف ، (٣) ثم سريته إلى حسمى [، ثم سريته](٤) إلى أم قرفة ، وعقد له رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم على الناس في غزوة مؤتة ، وقدّمه على الأمراء ، فلما التقى المسلمون والمشركون ، كان الأمراء يقاتلون على أرجلهم فأخذ زيد بن حارثة اللواء فقاتل ، وقاتل الناس معه والمسلمون على صفوفهم ، فقتل زيد طعنا بالرماح شهيدا ، فصلى عليه رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، وقال : «استغفروا له وقد دخل الجنة وهو يسعى» وكانت مؤتة في جمادى الأولى سنة ثمان من الهجرة ، وقتل زيد يومئذ وهو ابن خمس وخمسين سنة [٤٤٩١].

في نسخة : الفردة بالفاء وكسر الراء.

قال : وأنا محمد بن عمر (٥) ، حدّثني محمد بن صالح ، عن عاصم بن عمر بن قتادة ، قال : وحدّثني عبد الجبّار بن عمارة ، عن (٦) عبد الله بن أبي بكر ، زاد أحدهما على صاحبه في هذا الحديث ، قالا : لما التقى الناس بمؤتة جلس رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم على المنبر وكشف له ما بينه وبين الشام ، وهو ينظر إلى معتركهم ، فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «أخذ الراية زيد بن حارثة ، فجاءه الشيطان فحبّب إليه الحياة وكرّه إليه الموت وحبب إليه الدنيا ، فقال : الآن حين استحكم الإيمان في قلوب المؤمنين يحبّب إليّ الدنيا» فمضى قدما حتى استشهد ، فصلّى عليه رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، وقال : «استغفروا له ، وقد دخل الجنة وهو يسعى» ثم أخذ الراية جعفر بن أبي طالب ، فجاءه الشيطان فمنّاه الحياة وكرّه إليه الموت ومنّاه الدنيا فقال : الآن حين استحكم الإيمان في قلوب المؤمنين تمنّيني الدنيا ، ثم مضى قدما حتى استشهد فصلّى عليه رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ودعا له ثم قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «استغفروا لأخيكم فإنه شهيد ، دخل الجنة فهو يطير في الجنة بجناحين من ياقوت حيث

__________________

(١) طبقات ابن سعد ٣ / ٤٦.

(٢) العيص : بينها وبين المدينة أربع ليال ، وبينها وبين ذي المروة ليلة.

(٣) الطرف ماء قريب من المراض دون النخيل على ستة وثلاثين ميلا من المدينة (ابن سعد ٢ / ٦٣).

(٤) ما بين معكوفتين زيادة عن ابن سعد.

(٥) الخبر في مغازي الواقدي ٢ / ٧٦١ ـ ٧٦٢.

(٦) في مغازي الواقدي : بن.

٣٦٨

يشاء من الجنة» ، ثم أخذ الراية بعده عبد الله بن رواحة ، فاستشهد ثم دخل الجنة معترضا ، فشقّ ذلك على الأنصار فقيل : يا رسول الله ما اعتراضه؟ قال : «لما أصابته الجراح نكل فعاتب نفسه فشجع ، فاستشهد فدخل الجنة». فسرّي عن قومه [٤٤٩٢].

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين ، أنا أبو علي بن المذهب ، أنا أحمد بن جعفر ، نا عبد الله (١) ، حدّثني أبي ، نا إسماعيل ، نا أيوب ، عن حميد بن هلال ، عن أنس بن مالك ، قال : خطب رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم فقال : «أخذ الراية زيد فأصيب ، ثم أخذها جعفر فأصيب ، ثم أخذها عبد الله بن رواحة فأصيب وإن عينيه لتذرفان ، ثم أخذها خالد عن (٢) غير إمرة ففتح الله عزوجل عليه وما يسرّني أنهم عندنا» أو قال : «ما يسرهم أنهم عندنا» [٤٤٩٣].

أخبرنا أبو بكر الأنصاري ، أنا أبو محمد الجوهري ، أنا أبو عمر الخزّاز ، أنا أبو الحسن الخشّاب ، أنا الحسين بن الفهم ، نا محمد بن سعد (٣) ، أنا أبو معاوية الضرير ، ويزيد بن هارون ، ومحمد بن عبيد الطّنافسي ، قالوا : حدّثنا إسماعيل بن أبي خالد ، عن أبي إسحاق ، عن أبي ميسرة ، قال : لما بلغ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم قتل زيد بن حارثة ، وجعفر ، وابن رواحة ، قام نبي الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم فذكر شأنهم فبدأ بزيد فقال : «اللهم اغفر لزيد ، اللهم اغفر لزيد ، اللهم اغفر لزيد ، اللهم اغفر لجعفر ولعبد الله بن رواحة» [٤٤٩٤].

قال : وأنا أبو عمر ، أنا عبد الوهاب بن أبي حيّة ، نا محمد بن شجاع ، أنا محمد بن عمر (٤) ، حدّثني عبد الله بن محمد بن عمر بن علي ، عن أبيه ، قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «رأيت جعفرا ملكا يطير في الجنة تدمى قادمتاه ، ورأيت زيدا دون ذلك ، فقلت : ما كنت أظن أن زيدا دون جعفر ، فأتاه جبريل فقال : إن زيدا ليس بدون جعفر ، ولكنا فضلنا جعفرا لقرابته منك» [٤٤٩٥].

أخبرنا أبو عبد الله الخلّال ، أنا إبراهيم بن منصور ، أنا أبو بكر بن المقرئ ، نا أبو القاسم عبد الله بن أحمد بن ثابت البزار البغدادي ، نا يحيى بن حبيب بن

__________________

(١) الحديث في مسند أحمد ٣ / ١١٣.

(٢) مسند أحمد : من.

(٣) طبقات ابن سعد ٣ / ٤٦ ونقله الذهبي في سير الأعلام ١ / ٢٢٩.

(٤) الخبر في مغازي الواقدي ٢ / ٧٦٢.

٣٦٩

عبد الله بن أبي ثابت ، أبو عقيل الحمال ، نا أبو أسامة ، نا إسماعيل ، عن قيس ، عن أسامة بن زيد ، قال : لما أن قتل أبوه أتيت النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم فوقفت بين يديه ، فدمعت عيناه ثم أتيته من الغد فوقفت موقفي ، فقال : «ألاقي منك اليوم ما لاقيته بالأمس» [٤٤٩٦].

أخبرنا أبو غالب بن البنا ، أنا أبو محمد الجوهري ، أنا أبو محمد عبد العزيز بن الحسن بن علي بن أبي صابر الناقد ، نا أبو حبيب العباس بن أحمد بن محمد البرتي (١) ، نا وهب بن بقية ، نا محمد بن الحسن ، عن إسماعيل ، عن قيس ، قال : قام أسامة بن زيد بعد ما قتل أبوه بين يدي النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم فدمعت عينا النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، ثم جاء الغد فقام مقامه ، فقال له النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «ألاقي منك اليوم ما لقيت أمس» [٤٤٩٧].

أخبرنا أبو الحسن علي بن الحسن الموازيني (٢) ، أنبأ أبو الحسين محمد بن عبد الرّحمن التميمي ، أنا أبو بكر يوسف بن القاسم الميانجي (٣) ، قال : قرأت على أحمد بن الحسن بن الجعد ببغداد قلت له : حدثكم أبو كريب ح.

وأخبرتنا أم البهاء فاطمة بنت محمد ، قالت : أنا أبو الفضل الرازي ، أنا جعفر بن عبد الله ، نا محمد بن هارون الرّوياني ، نا أبو كريب ، نا إبراهيم بن يوسف ، عن أبيه ، عن أبي إسحاق ، عن أبي ميسرة : أن أسامة لما قدم المدينة ـ يعني بعد قتل أبيه ـ لم يأت النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ وفي حديث الروياني : لم يأت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ أياما ـ زاد الروياني : ثم أتاه وقالا : ـ فلما نظر إلى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم بكى ، فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ في حديث الروياني : لم يأت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم أياما ، زاد الروياني : ثم أتاه ، وقالا : ـ فلما نظر إلى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم بكى ، فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، في حديث الميانجي ، فقال له النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «غبت عنا ما غبت ثم جئت تحزننا» [٤٤٩٨].

أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي ، أنا الحسن بن علي ، أنا أبو عمر بن حيّوية ، أنبأ أحمد بن معروف ، نا الحسين بن الفهم ، ثنا محمد بن سعد (٤) ، أنا سليمان بن حرب ، نا حمّاد بن زيد ـ وفي حاشية كتاب ابن معروف : بن سلمة ـ عن خالد بن

__________________

(١) رسمها وإعجامها مضطربان والصواب ما أثبت ، ترجمته في سير الأعلام ١٤ / ٢٥٧.

(٢) بالأصل «المواريثي» انظر فهارس شيوخ ابن عساكر (المطبوعة ٧ / ٤٤٥).

(٣) بدون نقط بالأصل ، والصواب ما أثبت ، انظر الأنساب.

(٤) طبقات ابن سعد ٣ / ٤٧.

٣٧٠

سمير (١) ، قال : لما أصيب زيد بن حارثة أتاهم النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : فجهشت بنت زيد في وجه رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم فبكى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم حتى انتحب ، فقال له سعد بن عبادة : يا رسول الله ما هذا؟ قال : «هذا شوق الحبيب إلى حبيبه» [٤٤٩٩].

خالفه غيره ، فقال خالد بن سلمة (٢).

أنبأنا أبو الحسن علي بن محمد بن علي بن العلّاف ، نا أبو الحسن بن الحمّامي ح.

ثم أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن محمد بن الفضل ، أنا أبو منصور بن شكرويه ، أنبأ أبو بكر بن مردويه ، قالا : أنا أبو بكر الشافعي ، نا أبو المثنى معاذ بن المثنى بن معاذ ، نا مسدّد ، نا حمّاد بن زيد ، عن خالد بن سلمة المخزومي ، قال (٣) : لما جاء مصاب زيد وأصحابه إلى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم منزله بعد ذلك فلقيته ابنته ، فلما رأت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم أجهشت في وجهه بالبكاء ، فلما رآها رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم بكا حتى انتحب ، فقيل : ما هذا يا رسول الله؟ قال : «هذا شوق الحبيب إلى الحبيب» [٤٥٠٠].

أخبرنا أبو سهل بن سعدويه ، أنا أبو الفضل الرازي ، أنا جعفر بن عبد الله ، أنا محمد بن هارون ، نا محمد بن إسحاق ، أنا إبراهيم بن عرعرة ، نا زيد بن الحبّاب ، حدثني حسين بن واقد ، عن عبد الله بن بريدة ، عن أبيه أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : «دخلت الجنة فاستقبلتني جارية شابة فقلت : لمن أنت؟ قالت : أنا لزيد بن حارثة» (٤) [٤٥٠١].

أخبرناه خالي القاضي أبو المعالي محمد بن يحيى بن علي ، قال : قرأت على القاضي أبي القاسم عبد المحسّن بن عثمان بن غانم التّنّيسي ـ بتنّيس ـ قلت له : أخبركم القاضي أبو علي الحسين بن أحمد بن الحسين بن الأبح ـ قراءة عليه ، وأنت تسمع ـ ثنا أبو العباس محمد بن إبراهيم الحداد ، أنا أبو القاسم جعفر بن محمد بن محمد بن الحسن بن الوزير الجروي ، نا أبو هشام ـ هو ـ الرفاعي ، نا زيد بن الحبّاب ، حدثني حسين بن واقد ، عن ابن بريدة ، عن أبيه ، قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «دخلت الجنة

__________________

(١) ابن سعد : شمير.

(٢) وهو خالد بن سلمة بن العاص بن هشام بن المغيرة المخزومي قتل سنة ١٣٢ ه‍ بواسط.

(٣) نقله الذهبي في سير الأعلام من طريقه ١ / ٢٢٩ ـ ٢٣٠.

(٤) كنز العمال ٣٣٢٩٩ و ٣٣٣٠٢ ، ونقله الذهبي في سير الأعلام ١ / ٢٣٠ وقال : إسناده حسن.

٣٧١

فرأيت جارية حسناء فأعجبني حسنها ، فقلت : لمن أنت؟ قالت : لزيد بن حارثة» [٤٥٠٢].

أخبرنا أبو العز أحمد بن عبيد الله ـ إذنا ومناولة ، وقرأ عليّ إسناده ـ أنا أبو علي محمد بن الحسين ، أنا المعافى بن زكريا ، نا طلحة بن محمد بن إسرائيل الجوهري ، نا يحيى بن أبي طالب أبو بكر ، نا عبد الوهاب ، نا أبو محمد الحمّاني ، عن أبي هارون العبدي ، عن أبي سعيد الخدري ، عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال :

«إني رفعت إلى الجنة ، وإذا أنا بأنهار ماء غير آسن ، وأنهار من لبن لم يتغير طعمه ، وأنهار من خمر لذة للشاربين ، وأنهار من عسل مصفّى ، ورمانها كأنه الدّلّاء عظما وإذا بطائرها كأنه بختكم هذه» ، فقال عندها صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «إن الله عزوجل أعدّ لعباده الصالحين ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر» [٤٥٠٣].

اسم أبي محمد الحمّاني أسلم ، وقد رواه حمّاد بن سلمة ، عن أبي هارون.

أخبرناه أبو القاسم العلوي ، أنا رشأ بن نظيف ، أنا الحسن بن إسماعيل ، أنا أحمد بن مروان ، نا أحمد بن يوسف ، نا سعيد بن عيسى البلخي ، نا حمّاد بن سلمة ، عن أبي هارون العبدي ، عن أبي سعيد الخدري ، أن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : «نظرت إلى الجنة فإذا الرمانة من رمانها كجلد البعير المقتّب (١) ، وإذا طيرها كالبخت (٢) ، وإذا فيها جارية ، فقلت : يا جارية لمن أنت؟ فقالت : لزيد بن حارثة ، وإذا في الجنة ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر» [٤٥٠٤].

حدثنا أبو الحسن علي بن المسلّم الفقيه ـ لفظا ـ وأبو القاسم الخضر (٣) بن الحسين بن عبدان ـ قراءة ـ قالا : أنا علي بن محمد بن أبي العلاء ، أنا عبد الرّحمن بن عثمان ، أنا علي بن يعقوب بن إبراهيم ، أنا أحمد بن إبراهيم ، نا محمد بن عائذ ، أخبرني الوليد بن مسلم ، عن عبد الله بن لهيعة ، عن أبي الأسود ، عن عروة ، قال : قتل من المسلمين من قريش من بني هاشم بن عبد مناف زيد بن حارثة ـ يعني يوم مؤتة ـ.

__________________

(١) القتب : الإكاف ، أو الإكاف الصغير على قدر سنام البعير (القاموس).

(٢) البخت بالضم الإبل الخراسانية جمع بخاتي وبخاتي وبخات (القاموس).

(٣) رسمها غير واضح وبدون إعجام بالأصل : «الحصى» كذا ، والصواب ما أثبت ، انظر فهارس شيوخ ابن عساكر (المطبوعة ٧ / ٤٣٦) وفي م : «الحسن».

٣٧٢

أخبرنا أبو محمد هبة الله بن أحمد الأنصاري ، قالا : ثنا أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت ، أنا محمد بن الحسين بن الفضل ، أنا محمد بن عبد الله بن عتّاب ، أنا القاسم بن عبد الله بن المغيرة ، نا إسماعيل بن أبي أويس ، نا إسماعيل بن إبراهيم بن عقبة ، عن عمه موسى بن عقبة ، قال : وقتل يومئذ ـ يعني يوم مؤتة ـ من المسلمين من قريش ثم من بني هاشم : زيد بن حارثة.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي ، وأبو عبد الله البلخي ، قالا : أنا أبو الحسين بن الطّيّوري ، أنا الحسين بن جعفر ، ومحمد بن الحسن ابنا محمد ح.

وأخبرنا أبو عبد الله البلخي ، أنا ثابت بن بندار البقّال ، أنا الحسين بن جعفر ، قالا : أنا الوليد بن بكر ، نا علي بن أحمد بن زكريا الهاشمي ، نا أبو مسلم صالح بن أحمد بن عبد الله بن صالح العجلي (١) ، قال : قال أبي : زيد بن حارثة الكلبي مولى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم قتل يوم مؤتة في حياة النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم.

قرأت على أبي محمد السّلمي ، عن عبد العزيز بن أحمد ، أنبأ مكي بن محمد بن الغمر ، أنا أبو سليمان بن زبر ، قال : وفيها ـ يعني سنة ثمان ـ استشهد جعفر بن أبي طالب ، وزيد بن حارثة ، وعبد الله بن رواحة في جمادى الأولى بمؤتة من أرض الشام.

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي ، أنا أبو الحسين بن النّقّور ، أنا أبو طاهر المخلّص ، نا رضوان بن أحمد بن جالينوس ، أنا أحمد بن عبد الجبار ، نا يونس بن بكير ، عن محمد بن إسحاق ، قال : وحدثني محمد بن جعفر بن الزبير ، عن عروة بن الزبير ، قال : قدم رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم من عمرة القضاء المدينة في ذي الحجة ، فأقام بالمدينة حتى بعث إلى مؤتة في جمادى من سنة ثمان (٢) ، قال : وقال حسان بن ثابت يبكي زيدا وعبد الله رضي‌الله‌عنهما (٣) :

عين جودي بدمعك المنزور

واذكري في الرجال (٤) أهل القبور

__________________

(١) تاريخ الثقات للعجلي ص ١٧١.

(٢) انظر سيرة ابن هشام ٤ / ١٥.

ومؤتة : مهموزة ، وقيل فيها بدون همز ، قرية من أرض البلقاء من الشام.

(٣) الأبيات في ديوانه ط بيروت ص ١٥٢ وسير ابن هشام ٤ / ٢٩.

(٤) في المصدرين : الرخاء.

٣٧٣

واذكري مؤتة ، وما كان فيها

يوم راحوا في وقفة التغوير (١)

حين ولوا وغادروا ثمّ زيدا

نعم مأوى الصريخ (٢) والمأسور

حبّ خير الأنام طرّا جميعا

سيّد الناس حبّه في الصّدور

ذاكم أحمد الذي لا سواه

ذاك حزني له معا وسروري

إن زيدا قد كان منا بأمر

ليس أمر المكذّب المغرور (٣)

ثم جودي للخزرجي (٤) بدمع

سيّدا كان ثمّ غير نزور

قد أتانا من قتلهم ما كفانا

فبحزن أبيت غير سرور

كذا قال يونس : الصريخ ، وإنما هو الضّريك.

٢٣٣٤ ـ زيد بن الحسن بن علي بن أبي طالب

ابن عبد المطّلب بن هاشم العلوي الحسني المديني (٥)

والد الحسن بن زيد أمير المدينة.

روى عن ابن عباس فعله ، وجابر بن عبد الله ، وأبيه الحسن بن علي.

روى عنه : ابنه الحسن بن زيد.

ووفد على الوليد بن عبد الملك لخصومة وقعت بينه وبين أبي هاشم عبد الله بن محمد بن الحنفية في ولاية صدقات علي بالمدينة (٦).

أخبرنا أبو القاسم هبة الله بن عبد الله بن أحمد ، أنا أبو بكر الخطيب ، أنا محمد بن علي بن الفتح الحربي ، أنا علي بن عمر أبو الحسن الحافظ ، نا أبو بكر عبد الله بن سليمان بن الأشعث ، نا أحمد بن محمد بن عمر بن يونس ، نا عبادة بن عمر بن أبي ثابت ، نا محمد بن المهاجر قاضي اليمامة ، قال : سألت الحسن بن زيد بن

__________________

(١) التغوير : الإسراع إلى الفرار.

(٢) سيرة ابن هشام : الضريك وفي م : الضريح.

(٣) البيت ليس في الديوان.

(٤) الخزرجي هو عبد الله بن رواحة.

(٥) ترجمته في تهذيب التهذيب ٢ / ٢٣٧ الوافي بالوفيات ١٥ / ٣٠ سير الأعلام ٤ / ٤٨٧ وطبقات ابن سعد ٥ / ٣١٨.

(٦) بالأصل «المدينة» والصواب عن الوافي بالوفيات.

٣٧٤

الحسن بن علي بن أبي طالب عن متعة النساء فحدّثني عن أبيه أنه سمع الحسن بن علي يقول : حدّثني علي بن أبي طالب أنه سمع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم نهى عن متعة النساء ، ويقول : هي حرام إلى يوم القيامة ، قال أبو الحسن : تفرد به أحمد بن محمد بن عمر بإسناده [٤٥٠٥].

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم ، أنا رشأ بن نظيف ، أنا الحسن بن إسماعيل بن محمد ، ثنا أحمد بن مروان المكي المالكي (١) ، نا إبراهيم بن دازيل ، نا عبد الله بن محمد بن سالم المفلوج ، نا حسين بن زيد بن علي بن حسين بن علي ، عن الحسن بن زيد ، عن أبيه ، عن الحسن بن علي بن أبي طالب : أن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم كان إذا توضأ نضل موضع سجوده بماء حتى يسيله على موضع السجود [٤٥٠٦].

أنبأنا أبو الغنائم محمد بن علي ، ثم حدّثنا أبو الفضل بن ناصر ، أنا أحمد بن الحسن ، والمبارك بن عبد الجبار ، ومحمد بن علي ـ واللفظ له ـ قالوا : أنا أبو أحمد ـ زاد أحمد : وأبو الحسين الأصبهاني ، قالا : ـ أنا أحمد بن عبدان ، أنا محمد بن سهل ، أنا محمد بن إسماعيل ، قال (٢) : قال زيد بن الحبّاب : نا حسن بن زيد ، عن أبيه رأى ابن (٣) عباس يطيّب بالمسك ، وقال الأويسي : حدّثني ابن أبي الزناد ، عن حسن بن زيد ، عن أبيه ، قال : رأيت ابن عباس يطيّب بالمسك.

أخبرنا أبو نصر غالب بن أحمد بن المسلّم ، أنا أبو عبد الله محمد بن إبراهيم بن محمد بن أيمن الدّينوري ـ قراءة عليه ـ أنا أبو الحسن علي بن موسى بن الحسين ـ إجازة ـ أنبأ أبو سليمان محمد بن عبد الله بن أحمد الرّبعي ، أنا أبي ، قال الحسين بن أبي معشر : نا عن أبيه ، عن جده أبي معشر ، قال : كان علي بن أبي طالب اشترط في صدقته أنها إلى ذي الدين والفضل من أكابر ولده ، قال : فانتهت صدقته في زمن الوليد بن عبد الملك إلى زيد بن الحسن بن علي بن أبي طالب فنازعه فيها أبو هاشم عبد الله بن محمد ، فقال : أنت تعلم أني وإياك في النسب سواء إلى جدنا علي ، وإن كانت فاطمة لم تلدني وولدتك ، فإن هذه الصدقة لعلي وليست لفاطمة وأنا أفقه منك

__________________

(١) بالأصل : «لكي» والصواب عن ترجمته في سير الأعلام ١٥ / ٤٢٧.

(٢) التاريخ الكبير ٢ / ١ / ٣٩٢.

(٣) بالأصل : ان ، والصواب عن البخاري.

٣٧٥

وأعلم بالكتاب والسّنّة ، حتى طالت المنازعة بينهما ، فخرج زيد من المدينة إلى الوليد بن عبد الملك ، وهو بدمشق ، فكبر (١) عنده على أبي هاشم وأعلمه أن له شيعة بالعراق يتخذونه إماما ، وانه يدعو إلى نفسه حيث كان ، فوقع ذلك في نفس الوليد ، ووقر في صدره ، وصدق زيدا فيما ذكره وحمله منه على جهة النصيحة وتزوج ابنته نفيسة ابنة زيد بن الحسن ، وكتب الوليد إلى عامله بالمدينة في إشخاص أبي هاشم إليه وأنفد بكتابه رسولا قاصدا يأتي بأبي هاشم ، فلما وصل إلى باب الوليد أمر بحبسه في السجن فمكث فيه مدة.

فوفد في أمره علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب ، فقدم على الوليد ، فكان أول ما افتتح به كلامه حين دخل عليه أنه قال : يا أمير المؤمنين ما بال آل أبي بكر ، وآل عمر ، وآل عثمان يتقربون بآبائهم فيكرمون ويحبون ، وآل رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يتقربون به فلا ينفعهم ذلك؟ فيم حبست ابن عمي عبد الله بن محمد طول هذه المدة ، قال : يقول ابن عمكما زيد بن الحسن ، فإنه أخبرني أن عبد الله بن محمد ينتحل اسمي ويدعو إلى نفسه ، وأن له شيعة بالعراق قد اتخذوه إماما ، قال له علي بن الحسين : أو ما يمكن أن يكون بين ابني العم منازعة ووحشة كما يكون بين الأقارب ، فيكذب أحدهما على الآخر؟ وهذان كان بينهما كذا وكذا ، فأخبره خبر صدقة علي بن أبي طالب ، وما جرى فيها ، حتى زال عن قلب الوليد ما كان قد خامره ، ثم قال له : فأنا أسألك بقرابتنا من نبيك صلى‌الله‌عليه‌وسلم لما خلّيت سبيله ، فقال : قد فعلت ، فخلّى سبيله ، وأمره أن يقيم بحضرته (٢).

فأقام أبو هاشم بدمشق يحضر مجلس الوليد ، ويكثر عنده ويسامره ، حتى إذا كان ذات ليلة أقبل عليه الوليد فقال : يا أبا البنات لقد أسرع الشيب إليك ، فقال له أبو هاشم : أتعيرني بالبنات؟ فقد كان نبي الله شعيب أبا بنات ، وكان نبي الله لوط أبا بنات ، وكان محمدا خير البرية صلى‌الله‌عليه‌وسلم أبا بنات ، فأي عيب علي فيما عيرتني به؟ فغضب الوليد من قوله ، قال له : إنك رجل تحب المماراة ، فارحل عن جواري. قال : نعم والله أرحل عنك ، فما الشام لي بوطن ، ولا أعرج فيها فيها على شجن ، ولقد طال فيها همّي وكثر فيها ديني ، وما أنا لك بحامد ، ولا إلى جوارك لعائد ، ونهض. وقد أحفظ الوليد فخرج عن دمشق

__________________

(١) في الوافي : فكثر.

(٢) إلى هنا ينتهي الخبر في الوافي بالوفيات ١٥ / ٣٠ ـ ٣١.

٣٧٦

متوجها إلى المدينة ، فدسّ إليه الوليد إنسانا يبيع اللبن وفيه السم ، وكان عبد الله يحب اللبن ويشتهيه ، فلما سمعه ينادي على اللبن تاقت إليه نفسه ، فاشترى له منه ، فشربه فأوجعه بطنه واشتد به الأمر ، فأمر أصحابه فغدوا به إلى الحميمة (١) وبها محمد بن علي بن عبد الله بن عباس ، فنزل عليه ، فمرضه وأحسن إليه ، فلما حضرته الوفاة أوصى إلى محمد بن علي ببيته وعلمه وأسبابه (٢) كلها ، وأمر شيعته الكيسانية بالائتمام به ، فدفن.

وقد روي : أن الذي سمّ أبا هاشم سليمان بن عبد الملك وسنذكر ذلك في ترجمته.

أخبرنا أبو الحسين بن الفراء ، وأبو غالب وأبو عبد الله ابنا البنا ، قالوا : أنا أبو جعفر محمد بن أحمد ، أنا محمد بن عبد الرحمن ، أنا أحمد بن سليمان ، نا الزّبير بن بكّار ، قال في تسمية ولد الحسن : وزيد بن الحسن ، وأم الحسن (٣) بنت الحسن ، وأم الخير أمهم أم بشير بنت أبي مسعود عقبة بن عمرو بن ثعلبة بن أشيرة (٤) بن عشيرة بن عطية بن جدارة بن عوف بن الحارث بن الخزرج وأخواهم لأمهم عمر بن عبد الرحمن بن عبد الله بن أبي ربيعة بن المغيرة المخزومي ، وأم سعيد بنت سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل ، ولزيد بن حسن يقول محمد بن بشير الخارجي ، وكان رجل قد وعده قلوصا فمطله بها فقال : حدّثني ذلك سليمان بن عباس السعدي :

لعلك والموعود حق وفاؤه

بذلك في تلك القلوص بدا

فإن الذي القا إذا قال قائل

من الناس هل أحسستها لعنا

أقول التي تفني السمات وقولها

عليّ وإشمات العدو سوا

دعوت وقد أخلفتني الوأي دعوة

بزيد فلم يضلك هناك دعا

بأبيض مثل البدر عظم حقه

رجال من آل المصطفى ونسا

وقال الخارجي أيضا يمدحه :

__________________

(١) بلدة من أرض الشراة من أعمال عمان في أطراف الشام (معجم البلدان).

(٢) في مختصر ابن منظور : وأشيائه.

(٣) لم ترد في نسب قريش للمصعب الزبيري.

(٤) في نسب قريش لمصعب الزبيري ص ٤٩ أسيرة بن عميرة.

٣٧٧

إذا نزل ابن المصطفى بطن تلعة

نما جدبها واخضرّ بالبيت عودها

وزيد ربيع الناس في كل شتوة

إذا خلفت أنواؤها ورعودها

حمول لأشناق الديات كأنه

سراج الدجا إذا قارنته سعودها

أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي ، أنا أبو محمد الجوهري ، أنا أبو عمر بن حيّوية ، نا أحمد بن معروف ، نا الحسين بن الفهم ، نا محمد بن سعد ، قال : فولد الحسن بن علي زيدا ، وأم الحسن وأم الخير وأمهم أم بشير (١) بنت أبي مسعود ، وهو عقبة بن عمرو بن ثعلبة بن أسير بن عسيرة بن عطية بن جدارة بن عوف بن الحارث بن الخزرج من الأنصار.

قرأت على أبي غالب بن البنا ، عن أبي محمد الجوهري ، أنا أبو عمر بن حيّوية ، أنبأ سليمان بن إسحاق الجلاب ، نا حارث بن أبي أسامة ، نا محمد بن سعد ، قال (٢) في الطبقة الثالثة من أهل المدينة : زيد بن حسن بن علي بن أبي طالب بن عبد المطلب بن هاشم ، وأمه أم بشير بنت أبي مسعود ، وهو عقبة بن عمرو بن ثعلبة بن أسيرة بن عسيرة بن عطية بن جدارة بن عوف بن الحارث بن الخزرج.

قال محمد بن عمر : قد روى زيد عن جابر بن عبد الله.

أنبأنا أبو الغنائم الكوفي ، ثم حدّثنا أبو الفضل البغدادي ، أنا أبو الفضل بن خيرون ، وأبو الحسين ، وأبو الغنائم ـ واللفظ له ـ قالوا : أنا أبو أحمد الغندجاني ـ زاد أبو الفضل : وأبو الحسين الأصبهاني ، قالا : ـ أنا أحمد بن عبدان ، أنا محمد بن سهل ، أنا محمد بن إسماعيل ، قال (٣) : زيد بن حسن بن علي الهاشمي ، حدّثني علي بن سلمة ، نا معن ، عن عبد الله بن عمرو بن خداش (٤) ، قال : هلك زيد بن حسن بالبطحاء على ستة أميال من المدينة ، فرأيت حسن بن حسن ، وإبراهيم بن حسن ، ومحمد بن عبد الله بن عمرو ، والقاسم بن عبد الله بن عمر ، و [عمر](٥) بن علي ، وسفيان بن

__________________

(١) في نسب قريش : أم بشر.

(٢) طبقات ابن سعد ٥ / ٣١٨.

(٣) التاريخ الكبير ٢ / ١ / ٣٩٢.

(٤) عن البخاري وبالأصل : حراش.

(٥) زيادة عن البخاري.

٣٧٨

عاصم يعتقبون (١) بين عمودي سريره.

في نسخة ما شافهني به أبو عبد الله الخلّال ، أنا أبو القاسم بن مندة ، أنبأ حمد بن عبد الله إجازة ، قال : وأنا أبو طاهر بن سلمة ، أنا علي بن محمد ، قالا : أنا أبو محمد بن أبي حاتم ، قال (٢) : زيد بن حسن بن علي الهاشمي ، روى عن ابن عباس أنه تطيّب بالمسك ، روى عنه ابنه (٣) الحسن بن زيد ، سمعت أبي يقول ذلك.

أخبرنا أبو البركات عبد الوهاب بن المبارك ، أنا أبو طاهر أحمد بن الحسن ، أنا أبو علي بن شاذان ، أنا أحمد بن إسحاق بن نيخاب (٤) ، قال : نا أبو محمد الحسن بن علي بن زياد الرازي ، نا سعيد بن سليمان الواسطي ، نا أبو مسعر ـ يعني نجيحا السّندي ـ ، قال : رأيت زيد بن الحسن بن علي بن أبي طالب يأتي الجمعة من ثمانية أميال.

قرأت على أبي غالب بن البنا ، عن أبي محمد الجوهري ، أنا أبو عمر بن حيّوية ، أنبأ سليمان بن إسحاق بن إبراهيم ، نا حارث بن أبي أسامة ، نا محمد بن سعد (٥) ، أنا محمد بن عمر ، أنا عبد الرحمن بن أبي الموال ، قال : رأيت زيد بن حسن يركب فيأتي سوق الظّهر فيقف به ، ورأيت الناس ينظرون إليه ويعجبون من عظم خلقه ويقولون : جده رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم.

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي ، أنا أبو بكر بن الطبري ، أنبأ أبو الحسين بن الفضل ، أنا عبد الله بن جعفر ، نا يعقوب (٦) ، حدّثني عبد العزيز بن عمران ، نا ابن وهب ، حدّثني يعقوب (٧) ، قال : بلغني أن الوليد بن عبد الملك كتب إلى زيد بن حسن بن علي يسأله أن يبايع لعبد العزيز بن الوليد ويخلع سليمان بن عبد الملك ، ففرق زيد بن الحسن من الوليد فأجابه ، فلما استخلف سليمان وجد كتاب زيد بن حسن

__________________

(١) بالأصل : يتعقبون ، والمثبت عن البخاري.

(٢) الجرح والتعديل ١ / ٢ / ٥٦٠.

(٣) اللفظة لم ترد في الجرح والتعديل المطبوع.

(٤) بالأصل : بنجاب ، والصواب ما أثبت ومهملة بدون نقط في م.

(٥) طبقات ابن سعد ٥ / ٣١٨.

(٦) الخبر في كتاب المعرفة والتاريخ ١ / ٥٥٤ ـ ٥٥٥.

(٧) هو يعقوب بن عبد الرحمن الزهري.

٣٧٩

إلى الوليد بذلك ، فكتب إلى أبي بكر بن حزم ـ وهو أمير المدينة : ـ ادع زيد بن حسن وأقرئه هذا الكتاب ، فإن عرفه فاكتب إليّ بذلك ، وإن هو نكل فقدّمه فاصبر (١) يمينه على منبر رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ما كتب بهذا الكتاب ولا أمر به ، قال : فأرسل إليه أبو بكر بن حزم ، فأقرأه الكتاب ، فقال : أنظرني ما بيني وبين العشاء أستخير الله عزوجل ، قال : فيرسل زيد بن حسن إلى القاسم بن محمد ، وسالم بن عبد الله يستشيرهما في ذلك ، قال : فأقاما ربيعة معهما فذكر لهما ذلك ، وقال لهما : إني لم أكن آمن الوليد على دمي لو لم أجبه ، فقد كتبت هذا الكتاب فيرون أن أحلف. فقالوا : لا تحلف ولا تبارز (٢) الله عند منبر رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فإنّا نرجو أن ينجيك الله بالصدق. فأقرّ بالكتاب ولم يحلف ، فكتب بذلك أبو بكر ، فكتب سليمان إلى أبي بكر أن يضربه مائة سوط ، ويدر عنه عباءة ويمشّيه حافيا ، قال : فحبس (٣) عمر بن عبد العزيز الرسول في غسل سليمان ، وقال : لا تخرج حتى أكلم أمير المؤمنين فيما كتب في زيد بن حسن لعلّي أستطيب نفسه فيترك هذا الكتاب ، قال فجلس الرسول ومرض سليمان ، فقال للرسول : لا تخرج فإن أمير المؤمنين مريض قال : إلى أن رمي في جنازة سليمان وأفضى (٤) الأمر إلى عمر بن عبد العزيز ، فدعا بالكتاب فحرقه (٥).

أخبرنا أبو الحسين بن الفراء ، وأبو غالب وأبو عبد الله ابنا البنا ، قالوا : أنا أبو جعفر بن المسلمة ، أنا أبو طاهر المخلّص ، نا أحمد بن سليمان الطوسي ، نا الزبير بن بكّار ، وحدّثني أسعد بن عبيد الله المزني ، قال : مرّ زيد بن حسن بن علي بن أبي طالب بأم عقبة بنت عبد الله بن عطية بن مكرم زوجة عبد الله بن وهب بن الأشياخ المزني ، فقالت لزوجها عبد الله بن وهب : يا أبا عقبة من هذا؟ فقال : هذا زيد بن حسن ، فقالت : اشتري لي مثل برديه ، فقال عبد الله بن وهب بن الأشياخ :

تكلفني إيراد زيد وشبها

وليست ببياع لدى السوق تاجر

رأت مترفا أوفت له بهزة العلاء

أو أقبح أرحام النساء الحرائر

__________________

(١) في المعرفة والتاريخ : فأظهر.

(٢) في المعرفة والتاريخ : تبادر.

(٣) في المعرفة والتاريخ : فحبس.

(٤) بالأصل : واقتضى ، والصواب عن المعرفة والتاريخ.

(٥) المعرفة والتاريخ : فخرقه.

٣٨٠