تاريخ مدينة دمشق - ج ١٩

أبي القاسم علي بن الحسن ابن هبة الله بن عبد الله الشافعي [ ابن عساكر ]

تاريخ مدينة دمشق - ج ١٩

المؤلف:

أبي القاسم علي بن الحسن ابن هبة الله بن عبد الله الشافعي [ ابن عساكر ]


المحقق: علي شيري
الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع
الطبعة: ٠
الصفحات: ٥٤٤
الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤ الجزء ١٥ الجزء ١٦ الجزء ١٧ الجزء ١٨ الجزء ١٩ الجزء ٢٠ الجزء ٢١ الجزء ٢٢ الجزء ٢٣ الجزء ٢٤ الجزء ٢٥ الجزء ٢٦ الجزء ٢٧ الجزء ٢٨ الجزء ٢٩ الجزء ٣٠ الجزء ٣١ الجزء ٣٢ الجزء ٣٣ الجزء ٣٤ الجزء ٣٥ الجزء ٣٦ الجزء ٣٧ الجزء ٣٨ الجزء ٣٩ الجزء ٤٠ الجزء ٤١ الجزء ٤٢ الجزء ٤٣ الجزء ٤٤ الجزء ٤٥ الجزء ٤٦ الجزء ٤٧ الجزء ٤٨ الجزء ٤٩ الجزء ٥٠ الجزء ٥١ الجزء ٥٢ الجزء ٥٣ الجزء ٥٤ الجزء ٥٥ الجزء ٥٦ الجزء ٥٧ الجزء ٥٨ الجزء ٥٩ الجزء ٦٠ الجزء ٦١ الجزء ٦٢ الجزء ٦٣ الجزء ٦٤ الجزء ٦٥ الجزء ٦٦ الجزء ٦٧ الجزء ٦٨ الجزء ٦٩ الجزء ٧٠ الجزء ٧١ الجزء ٧٢ الجزء ٧٣ الجزء ٧٤ الجزء ٧٥ الجزء ٧٦ الجزء ٧٧ الجزء ٧٨ الجزء ٧٩ الجزء ٨٠

عائشة إنه لا يشكر الله تعالى من لا يشكر الناس» [٤٣٩٧].

أنبأنا أبو الفرج غيث بن علي ، نا أبو بكر الخطيب ، أنا أبو منصور محمد بن علي بن منصور [نا] إسحاق ، أنا أحمد بن قيس بن سعيد ، أنا أبو روق أحمد بن محمد بن بكر ، أنا أبو حاتم سهل بن محمد بن عثمان ، قال : ومن المعدودين من المعمّرين من قضاعة : زهير بن جناب بن هبل بن عبد الله بن كنانة بن بكر بن عوف بن عدرة بن زيد الله بن رفيدة بن ثور بن كلب بن وبرة عاش أربع مائة وعشرين سنة ، وكان سيدا مطاعا شريفا في قومه ، ويقال كان فيه عشر خصال لم تجتمعن في غيره من أهل زمانه : كان سيد قومه ، وخطيبهم ، وشاعرهم ، ووافدهم إلى الملوك ، وطبيبهم ـ والطب ذلك الزمان شرف ـ وحازي قومه ـ والحزاة : الكهّان ـ وكان فارس قومه ، وله البيت فيهم ، وله العديد منهم.

فبلغنا أنه عاش حتى هرم وغرض من الحياة وذهب عقله ، فلم يكن يخرج إلّا ومعه بعض ولده ، وإنه خرج ذات عشية إلى مال له ، ينظر إليه فاتبعه بعض ولده ، فقال له : ارجع إلى البلد قبل الليل ، فإني أخاف أن يأكلك الذئب ، فقال : قد كنت ، وما أخشّى الذئب (١) ، فذهبت مثلا ، ويقال : إن (٢) قائل هذا خفّاف بن عمير السلمي ، وهو ابن ندبة السلمي.

قال أبو حاتم : وذكر ابن الكلبي أن هذا ما حفظنا عن من يثق به من الرواة ، وقد ذكر لقيط أيضا نحو من هذا الحديث ، وذكر أن (٣) زهير عاش ثلاثمائة سنة.

قال : ونا أبو حاتم قال : وقال العمري : أخبرني محمد بن زياد الكلبي عن أشياخه من كلب ، قالوا : كان زهير بن جناب قد كبر حتى خرف وكان يتحدث بالعشيّ بين القلب ـ يعني الآبار ـ وكان إذا انصرف عند الليل شق عليه ، فقالت امرأته لميس الأرأشية لابنها خداش بن زهير : اذهب إلى أبيك حين ينصرف ، فخذ بيده ، فقده. فخرج حتى انتهى إلى زهير فقال : ما جاء بك يا بني؟ فقال : كذا وكذا ، قال : اذهب ، فأبى ، فما انصرف تلك الليلة معه ، ثم كان من الغد ، فجاءه الغلام فقال له : انصرف ، فأبى فسأل الغلام ، فكتمه ، فتوعّده فأخبره الغلام الخبر. فأخذه فاحتضنه ، فرجع به ، ثم أتى أهله ،

__________________

(١) راجع المستقصى للزمخشري ٢ / ١٩٢.

(٢) بالأصل وم : «انه».

(٣) بالأصل وم : «انه».

١٠١

فأقسم زهير بالله لا يذوق إلّا الخمر ، فمكث ثمانية أيام ثم مات.

وقال ... (١) :

جدّ الرحيل وما وقفت على لميس الأراشيه

ولفي يوافي اليوم وما علقت حبال الفاطنية (٢)

حتى أرد بها إلى الملك الهمام بذي الهوية

قد نالني من شيبه فرجعت محمود الحدية

قال أبو حاتم : ويقال ـ أولها كما أخبرنا أبو زيد الأنصاري عن المفضل : ـ

أبنيّ إن أهلك فقد

أورثتكم مجدا بنيّة (٣)

وتركتكم أولاد (٤) سا

دات زنادكم وريّه

كل (٥) الذي نال الفتى

قد نلته إلّا التحيّة

كم من محي لا يوا

زيني ولا يهب الرعية

قال : ونحيا أيضا ، أي مفحل ومكرم ، يريد ليس مثلي :

ولقد رأيت النار للأس

سلاف توقد في طمّيه (٦)

ولقد رحلت البازل الوج

ناء (٧) ليس لها وليّه

ولقد غدوت بمشرف الط

رفين (٨) لم يغمز شظيّه

فأصبت من حمر (٩) القيا

ن معا ومن حمر القفيّه

__________________

(١) كلمات مضطربة الرسم والإعجام ، ورسمها : «لعط؟؟؟ بن ران؟؟؟ وغيرهما قال وارده؟؟؟ من راب؟؟؟ الهن».

(٢) كذا بالأصل وم.

(٣) روايته في الآمدي :

أبني إن أهلك فإني

قد بنيت لكم بنيه

والأصل كالأغاني وأمالي المرتضى.

(٤) الأغاني : «أبناء» وأمالي المرتضى : أرباب.

(٥) الأغاني والآمدي : «ولكل ما نال» وفي أمالي المرتضى والشعر والشعراء : من كل ما نال.

(٦) طمية : جبل في طريق مكة ياقوت ، وذكر البيت برواية :

ولقد شهدت النار بالأن

فار توقد في طمية.

(٧) الأغاني : الكوماء.

(٨) الأغاني : القطرين.

(٩) الأغاني : من بقر الجناب ضحى.

١٠٢

وقطعت (١) خطبة ماجد

غير الضعيفة والعييّه

فالموت خير للفتى

فليهلكن وبه بقيّه

من أن يرى تهديه

ولدان المقامة بالعشيّة

ويروى أيضا : من أن يرى الشيخ البجال (٢) وقد يهادى بالعشية.

البجال الذي يبجّله أصحابه ويعظمونه.

قال أبو حاتم : وقال زهير بن جناب حين مضت له مائتا سنة من عمره (٣) :

لقد عمّرت حتى ما أبالي

أحتفي في صباحي أو مسائي

وحقّ لمن أتت مائتان عاما

عليه أن يملّ من الثواء

شهدت المحضأين (٤) على خزاز

وبالسّلّان جمعا ذا زهاء

ونادمت الملوك من آل عمرو

وبعدهم بني ماء السماء

وقال أبو حاتم : الذي ذكر امرأة وهي بنت عوف بن جشم بن هلال النمرية ، قال : فنادمت بنتها وهي أم النعمان بن المنذر ويعني آل عمرو : بني عمر وآكل المرار ، والمرار نبت حار يقلص منه مشفر إذا أكله.

قال : وقال أيضا زهير : وسمع بعض نسائه تتكلم بما لا ينبغي لامرأة تتكلم به عند زوجها فنهاها ، فقالت له : اسكت عني وإلّا ضربتك بهذا العمود ، فو الله ما كنت أراك تسمع شيئا ولا تعقله ، فقال عند ذلك (٥) :

ألا يا لقومي لا أرى النجم طالعا

من الليل (٦) إلّا حاجبي بيميني

معزّبتي عند القفا بعمودها

يكون (٧) نكيري أن أقول ذريني

__________________

(١) الأغاني : «وخطبت» وفي أمالي المرتضى : وخطبت خطبة حازم.

(٢) البجال : الذي يبجله قومه ، وفي الشعر والشعراء : الشيخ الكبير.

(٣) الأبيات في الأغاني ١٩ / ٢٣ وشعراء النصرانية ٢ / ٢١٠ والأول والثاني في أمالي المرتضى ١ / ٢٤١.

(٤) في الأغاني وشعراء النصرانية : الموقدين على خزازى.

وخزاز وخزازى لغتان ، جبل ما بين البصرة ومكة (ياقوت).

(٥) الأبيات في الأغاني ١٩ / ١٤ و ٢٣ وفي أمالي المرتضى ١ / ٢٤٠.

(٦) الأغاني : «ولا الشمس» وفي أمالي المرتضى : ولا الشمس إلا حاجتي.

(٧) الأغاني : فأقصى نكيري.

ومعزبة الرجل امرأته ، يقال : معزبة الرجل وطلّته وحنّته ، كل ذلك امرأته.

١٠٣

أمينا على سرّ النساء وربما (١)

أكون على الأسرار غير أمين

والموت خير من حداج وطامع

الظعن (٢) لا يأتى المحلّ لحين

المعزّبة التي تقوم عليه وتطعمه كما يطعم الصبي ، وزعم الأصمعي أن المعزبة هي التي تحقه وترمه.

وقال زهير بن جناب (٣) :

ليت شعري والدهر ذو حدثان

أيّ حين منيّتي تلقاني

أسبات على الفراش خفات

أم بكفّي مفجّع حزّان (٤)

قال أبو حاتم : وذكر ابن الكلبي أن زهير بن جناب أوقع بالعرب مائتي وقعة. وقال الشرقي بن القطامي : خمسمائة وقعة ، والشرقي ضعيف.

قال : ونا أبو حاتم ، قال : وزعم هشام بن محمد ، عن أبيه محمد بن السائب ، قال : سمعت أشياخنا الكلبيين يقولون : عاش زهير بن جناب بن هبل بن عبد الله بن كنانة بن بكر بن عوف بن عذرة بن زيد اللّات بن رفيدة بن ثور بن كلب بن وبرة بن ثعلبة بن حلوان بن عمران بن الحاف بن قضاعة بن مالك بن حمير مائتي سنة ، ولم تجتمع قضاعة إلّا عليه وعلى رزاح بن ربيعة بن حرام بن ضنّة بن عبد بن كثير بن عذرة بن سعد ، وهو هذيم بن زيد بن ليث بن سود بن أسلم بن الحاف بن قضاعة ، ورزاح وحنّ أخوا قصيّ بن كلاب لأمه ، وكان زهير على عهد كليب بن وائل وقد كان

__________________

(١) صدره في الأغاني :

«أمين على أسرارهن وقد أرى»

السر : خلاف العلانية ، والسر : النكاح.

وكلام زهير يحتمل الوجهين جميعا ، لأنه إذا كبر وهرم لم تتهيبه النساء أن يتحدثن بحضرته بأسرارهن تهاونا به ، أو تعويلا على ثقل سمعه ، وكذلك هرمه وكبره يوجبان كونه أمينا على نكاح النساء لعجزه عنه.

(٢) في الأغاني : حداج موطأ على الظعن.

وفي أمالي المرتضى : حداج موطأ مع الظعن.

والحدج والحداج : مركب من مراكب النساء.

(٣) البيتان في أمالي المرتضى ١ / ٢٤١.

(٤) وقوله : أسبات : السبات : سكون الحركة ، ورجل مسبوت والخفات : الضعف ، يقال : خفت الرجل إذا أصابه ضعف من مرض أو جوع.

والمفجع : الذي فجع بولد له أو قرابة. والحزّان (بالأصل ، وفي أمالي المرتضى : حران؟؟؟) العطشان الملتهب ، وهنا الحزان : المحزون على قتلاه.

١٠٤

أسر مهلهلا ولم يكن في العرب أنطق من زهير بن جناب ولا أوجه عند الملوك ، وكان لشدة (١) رأيه يسمى كاهنا.

قال أبو حاتم : وذكر أصحابنا عن هشام ، قال (٢) : وكان زهير قال : ألا إنّ الحي ظعن ، فقال عبد الله بن عليم بن جناب : ألا إن الحي أقام.

فقال زهير : ألا إن الحي أقام.

فقال عبد الله : ألا إن الحي ظعن.

فقال زهير : من هذا المخالف عليّ منذ اليوم؟ فقالوا : هذا ابن أخيك عبد الله بن عليم ، قال : شر [الناس] للعم ابن الأخ إلّا أنه لا يدع قاتل عمه ، وأنشأ يقول :

وكيف بمن لا أستطيع فراقه

وهو أن لا تجمع الدار لاهف (٣)

أمير خلاف (٤) إن أقم لا يقم معي

ويرحل ، وإن أرحل يقم ويخالف

قال : ثم شرب زهير الخمر صرفا حتى مات.

وشربها أبو براء عامر بن مالك بن جعفر حين خولف صرفا حتى مات ، وشربها عمرو (٥) بن كلثوم التغلبي صرفا حتى مات.

قال : ولم يبلغنا أن أحدا فعل ذلك من العرب إلّا هؤلاء (٦).

قالوا : وعاش زهير حتى أدركه من ولد أخيه أبو الأحوص عمرو بن ثعلبة بن الحارث بن حصن بن ضمضم بن عدي بن جناب ، قالوا : وكان الشرقي بن قطامي يقول : عاش ابن جناب أربعمائة سنة ، قال : وقال المسيّب بن الرّفل الزّهيري (٧) من ولد زهير بن جناب

__________________

(١) في أمالي المرتضى : لسداد رأيه.

(٢) الخبر والشعر في الأغاني ١٩ / ٢٣ ـ ٢٤ ، والخبر في الشعر والشعراء ٢٢٤.

(٣) عجزه في الأغاني :

ومن هو إن لم تجمع الدار آلف

(٤) الأغاني : أمير شقاق.

(٥) بالأصل : «عمر» خطأ.

(٦) انظر الشعر والشعراء لابن قتيبة ص ٢٢٤.

(٧) ليس بجاهلي ، ترجمته والشعر التالي في معجم الشعراء للمرزباني ص ٣٨٦.

١٠٥

وأبرهة الذي كان اصطفانا

وسوّسنا وتاج (١) الملك عالي

وقاسم نصف أمرته (٢) زهيرا

ولم يك دونه في الأمر والي

وأمّره على حي معدّ

وأمره على الحيّ المعالي

على ابني وائل لهما مهينا

يردهما على رغم السبال

فحسبهما بذاك الدال حتى

ألمّا يهلكان من الهزال

أنبأنا أبو محمد المبارك بن أحمد بن بركة الكندي ، أنا عاصم بن الحسن ، أنا أبو الحسين بن بشران إجازة ، أنا أبو علي بن صفوان ، أنا أبو بكر بن أبي الدنيا ، حدثني الحسن بن عبد الرّحمن ، عن محمد بن زياد الكلبي ، قال : قال زهير بن جناب الكلبي لبنيه : يا بني عليكم باصطناع المعروف واكتسابه وتلددوا بطيب شمه ، وارضوا بمودات صدور الرجال من إيمانه ، فرب رجل قد صفر من ماله فعاش به وعقيبه من بعده.

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر ، أنا أبو بكر البيهقي ، قال : سمعت أبا عبد الرّحمن السّلمي يقول : سمعت أحمد بن الحسن القاضي يقول : سمعت سعيد بن محمد الشافعي يقول : سمعت عثمان بن سعيد المطوّعي يقول : سمعت الأصمعي يقول : أوصى زهير بن جناب ولده فقال : يا بني عليكم باصطناع المعروف واكتسابه ، وتلذذوا المودّات صدور الرجال فرب رجل صفر من ماله فعاش بذلك هو وعقبه من بعده.

قرأت بخط أبي الحسن رشأ بن نظيف ، وأنبأنيه أبو (٣) القاسم علي بن إبراهيم ، وأبو الوحش سبيع بن المسلّم عنه ، أخبرني أبو الحسن عبد الرّحمن بن أحمد بن معاذ ، أنا أبو العباس أحمد بن محمد الكاتب ، أنا أبو الطيب محمد بن إسحاق بن يحيى بن الوشّاء النحوي ، حدثني أبو جعفر أحمد بن عبيد ، حدثني الرّمادي محمد بن زياد الكلبي ، عن سليمان بن كيسان الكلبي ، قال : قال زهير بن جناب الكلبي لبنيه (٤) : يا بني عليكم بالزهد في الدنيا تريحوا أبدانكم ، ولا تعدوا استكثارا من حرام مالا ،

__________________

(١) المرزباني : زناج.

(٢) المرزباني : أسرته.

(٣) بالأصل : أبي.

(٤) مهملة وبدون نقط بالأصل ، والصواب ما أثبت عن م.

١٠٦

وتنكبوا (١) كل حديث مشنوع ، ولا تقبلوا من الأخبار إلّا ما يجوز في الرأي ، وعليكم باكتساب المعروف واصطناعه ، وتلذذوا بروح نسيمة وارضوا بمودات صدور الرجال من أيمانه.

أخبرنا أبو الحسن علي بن محمد بن العلّاف في كتابه ، وأخبرني أبو المعمّر الأنصاري عنه.

وأخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا أبو علي بن أبي جعفر ، وأبو الحسن بن العلّاف ، قالا : أنا عبد الملك بن محمد بن بشران ، أنا أحمد بن إبراهيم الكندي ، أنا محمد بن جعفر الخرائطي ، قال : سمعت أبا الفضل الرّبعي ، واسمه العباس بن الفضل يقول : قيل لحنبل بن معمر : لو بعدت عنها لسلوتها أما سمعت قول زهير بن الجناب الكلبي (٢) :

إذا ما شئت أن تسلى حبيبا

فأكثر دونه عدد الليالي

فما تسلي (٣) حبيبك غير نأي

ولا أبلى جديدك كابتذالي

قال : فرحل عن الحي وسار ليلة ثم كرّ راجعا ، وقال :

لحى الله أقواما يقولون : إنّنا

وجدنا طوال النأي للصب ثانيا

أشوقا وما قد غبت غير لييلة

رويد الهوى حتى نغيب لياليا

أنبأنا أبو القاسم علي بن إبراهيم ، نا عبد العزيز بن أحمد الكتاني ، نا أبو محمد بن أبي نصر ، نا أبو الميمون عبد الرّحمن بن عبد الله بن عمر بن راشد ، أنشدنا أبو علي أحمد بن جعفر حين يغلب لزهير بن جناب الكلبي :

وكم مقلّ لا يقل ومكثر

مقلّ وإن كانت كثيرا أباعره

وكم قاتل ابن بن بنت هو ابنه

وقد هدم البيت الذي هو عامره

فأودى عموداه ورثت حباله

وأصلح أولاه وأفسد آخره

أخبرنا أبو الحسين بن الفراء ، وأبو غالب أحمد وأبو عبد الله ابنا البنا ، قالوا : أنا

__________________

(١) رسمها بالأصل : «ولوا؟؟؟» وبدون نقط بالأصل والصواب عن مختصر ابن منظور ٩ / ٦٠.

(٢) البيتان في أمالي المرتضى ١ / ٢٤٣ والمؤتلف للآمدي ص ١٣٠.

(٣) أمالي المرتضى : «فما سلّى» وفي الآمدي : «فما نسى».

١٠٧

أبو جعفر بن المسلمة ، أنا أبو طاهر المخلّص ، نا أحمد بن سليمان ، نا الزّبير بن بكار ، حدثني عمر بن أبي بكر الرملي ، قال : قال زهير بن جناب ، وكان سيد قضاعة ، يذكر تفرق بني فهد (١) بن زيد في قبائل العرب :

ولم أر حيا من معدّ تفرقوا

تفرق معزي الغور غير بني فهد

وقال أيضا :

لقد علم القبائل أن ذكري

بعيد في قضاعة أو نزار

وما إبلي بمقتدر عليها

وما حلمي الأصيل بمستعار (٢)

٢٢٨٧ ـ زهير بن عبّاد بن مليح بن زهير

أبو محمّد الرّواسي (٣)

ابن عم وكيع بن الجرّاح.

أصله من الكوفة ، وحدث بدمشق ومصر عن مالك بن أنس ، وسفيان بن عيينة ، ووكيع بن الجرّاح ، وابن المبارك ، ورشدين (٤) بن سعد ، وعبد العزيز الدراوردي ، وعتّاب بن يسير ، وفضيل بن عياض ، ويزيد بن عطاء ، وعطاء بن مسلم ، وابن وهب ، وعبد الله بن المغيرة ، وأسد بن حمدان ، وصدقة بن المغيرة ، ويوسف بن أسباط ، وعيسى بن يونس ، وحفص بن ميسرة ، وهارون بن هلال النّصيبي ، ورديح بن عطية ، والصّلت بن حكيم ، ومحمد بن فضيل ، وإدريس بن يحيى الخولاني ، وأبي بكر عبد الله بن حكيم الداهري ، وشهاب بن خراش الحوشبي (٥) ، ويحيى بن حسان ، والمسيّب بن شريك ، ومصعب بن ماهان ، وروّاد بن الجرّاح ، وعمرو بن أبي سلمة.

روى عنه : محمد بن عبد الله بن عمّار الموصلي ، وأبو عبد الملك البسري ، وأبو حاتم الرازي ، وأبو علي الحسين بن حميد العكي (٦) ، وأبو زرعة الدمشقي ، وأبو

__________________

(١) كذا ، والصواب : نهد بن زيد.

(٢) البيت الثاني في معجم البلدان (صحار) من الأبيات.

(٣) ترجمته في بغية الطلب ٩ / ٣٨٧٧ وميزان الاعتدال ٢ / ٨٣ وتهذيب التهذيب ٢ / ٢٠٣.

(٤) بالأصل وم : «وراشد» والصواب ما أثبت عن تهذيب التهذيب.

(٥) رسمها غير واضح وقد تقرأ : «الحرستى» والصواب ما أثبت عن تهذيب التهذيب (ترجمته ٢ / ٥١٥) ، وانظر ترجمته في سير الأعلام ٨ / ٢٨٤ وفي م : الحوسني.

(٦) تقرأ «العلى» والمثبت عن بغية الطلب ، وفي تهذيب التهذيب : «المكي» وليست في م.

١٠٨

قصيّ العذري ، وأحمد بن أبي الحواري ، وخالد بن روح بن أبي حجير ، وأبو بكر عبد الرّحمن بن القاسم الرواس ، وأبو عبد الله محمد بن أحمد العريني ، والحسن بن الفرج العرني (١) ، ومحمد بن يعقوب بن حبيب ، ويزيد بن أحمد السلمي ، وأحمد بن يحيى بن خالد الرّقّي ، وحرب (٢) بن بيان المقدسي ، وأبو الزنباع روح بن الفرج المصري ، وقاسم بن عثمان الجوعي ، ومحمد بن خلف الحدادي (٣).

أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلّم الفقيه ، نا أبو القاسم بن أبي العلاء ـ لفظا ـ أنا أبو عبد الله محمد بن حمزة بن محمد بن حمزة التميمي الحرّاني بدمشق ، أنا أبو العباس جمح بن القاسم بن عبد الوهاب بن أبان الجمحي المؤذن في منزله بمدينة دمشق ، نا أبو بكر عبد الرّحمن بن القاسم بن الرواس ، نا زهير بن عبّاد الرواس ، نا مالك ، عن الزهري ، عن أنس أن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم دخل مكة عام الفتح وعلى رأسه المغفر ، فلما نزعه جاء رجل فقال : ابن خطل متعلق بأستار الكعبة قال : «اقتلوه» [٤٣٩٨].

ووقع لي عاليا من طرق :

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر ، أنا أبو سعد الجنزرودي ، أنا أبو عمرو بن حمدان ، أنا الحسن بن سفيان ، نا زهير بن عبّاد الرواسي ، عن مالك ، حدثني نافع ، عن ابن عمر : أن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم نهى عن تلقي السلع حتى تهبط الأسواق ، ونهى عن النّجش (٤) [٤٣٩٩].

في نسخة ما شافهني به أبو عبد الله الخلّال ، أنا أبو القاسم بن مندة ، أنا أبو علي إجازة ، قال : وأنا أبو طاهر بن سلمة ، أنا علي بن محمد ، قالا : أنا عبد الرّحمن بن أبي حاتم ، قال (٥) : زهير بن عبّاد كتب أبي عنه بدمشق وبمصر في الرحلة الأولى ، وروى عنه ، سئل أبي عنه؟ فقال : أصله كوفي ثقة.

__________________

(١) تقرأ بالأصل : «العدني» والمثبت عن بغية الطلب ، وفي تهذيب التهذيب : الغزي وفي م : الغربي.

(٢) تقرأ بالأصل : «وحادث» وفي م : وحوت والمثبت عن بغية الطلب.

(٣) نقله ابن العديم في بغية الطلب ٩ / ٣٨٨٠ ـ ٣٨٨١.

(٤) وهو أن يمدح السلعة لينفقها ويروجها أو يزيد في ثمنها وهو لا يريد شراءها ، ليقع غيره فيها. والأصل فيه : تنفير الوحش من مكان إلى مكان.

(٥) الجرح والتعديل ١ / ٢ / ٥٩١.

١٠٩

كتب إليّ أبو جعفر ، أنا أبو بكر ، أنا أبو أحمد ، قال أبو محمد : زهير بن عبّاد الرواسي سكن مصر ، سمع أبا عمر ، وحفص بن ميسرة الصّنعاني ، ويزيد بن عطاء الواسطي ، حدثني علي بن محمد بن سختويه (١) ، نا محمد بن أحمد بن نصر الترمذي ، نا زهير بن عبّاد الرواسي بمصر أبو محمد.

قرأت على أبي محمد السّلمي ، عن أبي نصر الحافظ ، قال : أما الرواسي فجماعة ينسبون إلى رواس من كلاب بن ربيعة ، واسم رواس الحارث ، منهم : زهير بن عبّاد الرواسي (٢).

قرأت على أبي محمد أيضا ، عن أبي بكر الخطيب ، أنا أبو بكر البرقاني ، أنا محمد بن عبد الله بن خميرويه ، نا الحسن بن إدريس ، أنا محمد بن عبد الله بن عمار ، نا زهير بن عبّاد الرواسي ابن عمّ كان لوكيع ، قال ابن عمّار : وكان ثقة.

قرأت على أبي القاسم زاهر بن طاهر ، عن أبي بكر البيهقي ، أنا عبد الله الحافظ ، قال : وأخبرني علي بن محمد الحسني ، قال : سألته ـ يعني صالح بن محمد جزرة ـ عن زهير بن عباد بن أخت وكيع فقال : صدوق (٣).

قرأت على أبي محمد السّلمي ، عن أبي محمد التميمي ، أنا مكي بن محمد بن الغمر ، أنا أبو سليمان بن زبر ، قال : قال الحسن بن علي : فيها ـ يعني سنة ست وثلاثين ومائتين ـ مات زهير بن عبّاد.

كتب إليّ أبو زكريا يحيى بن عبد الوهاب بن مندة ، ثم حدثني أبو بكر اللفتواني عنه ، أنا عمي عبد الرّحمن بن محمد بن إسحاق ، عن أبيه ، قال : قال لنا أبو سعيد بن يونس : زهير بن عبّاد بن زهير بن عبّاد بن فضالة بن حكيم بن الحارث بن قيس بن عامر بن عمرو بن عبيد بن رواس بن كلاب الرواسي ، يكنى أبا محمد كوفي ، قدم مصر وقطنها ، وحدّث بها ، توفي بمصر في شوال سنة ثمان وثلاثين ومائتين.

__________________

(١) مهملة بدون نقط بالأصل.

(٢) انظر الاكمال لابن ماكولا ٤ / ١٠٨ و ١٠٩.

(٣) تهذيب التهذيب ٢ / ٢٠٤.

١١٠

٢٢٨٨ ـ زهير بن عمرو بن مرّة بن عبس بن مالك بن الحارث

ابن مازن بن سعد بن رفاعة بن نصر بن سعد بن ذبيان

ابن رشدان بن قيس بن جهينة (١) بن زيد بن ليث

ابن سود بن أسلم بن الحاف بن قضاعة الجهني

له ذكر في حديث لأبيه ، وكانت لأبيه صحبة.

أخبرنا أبو الفضل محمد بن إسماعيل الفضيلي ، أنا أحمد بن محمد بن محمد الخليلي ، أنا علي بن أحمد بن محمد بن الحسن الخزاعي ، نا الهيثم بن كليب الشاشي ، نا عبد الرّحمن بن محمد بن منصور ، نا موسى بن داود ، نا ابن لهيعة ، عن الربيع بن سبرة ، عن عمرو الجهني ، قال : كنت عند النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم جالسا ، فقال : «من كان هاهنا من معدّ فليقم» ، فقمت (٢). فقال : «اجلس» ، فجلست ، ثم قال : «من كان هاهنا من معدّ فليقم» ، فقمت ، فقال : «اجلس» ، فجلست ، فقلت : مم نحن؟ فقال : «أنتم ولد قضاعة بن مالك بن حمير النسيب المعروف غير المنكر» قال عمرو (٣) : فكتمت هذا الحديث حتى كان أيام معاوية بن أبي سفيان فبعث إليّ فقال : يا عمرو ، وهل لك أن ترقى المنبر وتقول إن قضاعة بن معدّ بن عدنان إلى أن أطعمك خراج عراقين ، فقلت له : نعم ، قال : فنادى فاجتمع الناس فجاء حتى صعد المنبر ، فقال : أيها الناس من عرفني فقد عرفني ، ومن لم يعرفني فأنا عمرو بن مرّة الجهني ، وأن معاوية دعاني إلى إن أقول إن قضاعة بن معدّ بن عدنان ألا قضاعة بن مالك بن حمير النسيب المعروف غير المنكر ، ثم نزل ، فقال له معاوية : إيه عنك يا غدر ، ايه عنك يا غدر ، فقال عمرو : هو ما رأيت يا أمير المؤمنين ، قال : فجاء زهير بن عمرو بن مرّة ، فقال : يا أبة ما كان عليك لو أطعت أمير المؤمنين وأطعمك خراج العراقين فأنشأ عمرو يقول :

لو اني أطعتك يا زهير كسوتني

في الناس صاحبه رداء شنار

قحطان والدنا الذي يدعى له

وأبو خزيمة خندف بن نزار

أضلال ليل ساقط أرواقه

في الناس أعذر أم ضلال نهار

__________________

(١) بالأصل «حسنة» وفي م : حيسه والصواب عن جمهرة ابن حزم ص ٤٤٤.

(٢) بالأصل : فقلت ، والمثبت عن م.

(٣) بالأصل : عمر والمثبت عن م.

١١١

أتبيع والدنا الذي تدعى له

بأبي معاشر عائب مبوار

تلك التجارة لا تبوء بمثلها

ذهب يباع بآنك وأبار

رواه عثمان بن صالح بن لهيعة بهذا الإسناد مختصرا ، ولم يذكر الشعر ، وقصة معاوية ، وقال فيه : وقال الثالثة : «من كان هاهنا من معدّ فليقم» [٤٤٠٠].

ورواه علي بن إبراهيم الخزاعي عن عبد الله بن داود بن دلهات ، عن أبيه دلهات ، عن أبيه إسماعيل ، عن أبيه عبد الله بن مشرع بن ياسر بن سويد صاحب النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم عن أبيه مشرع بن ياسر ، عن أبيه نحو هذا الحديث بطوله وفيه الشعر.

٢٢٨٩ ـ زهير بن قيس

أبو شدّاد البلوي المصري (١)

حدّث عن علقمة بن رمثة (٢) البلوي.

روى عنه : سويد بن قيس التجيبي.

وزهير ممن لزم عمرو بن العاص في الفتنة ودخل معه دمشق كما قيل ، وقيل : إن [له](٣) صحبة.

أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد ، أنا شجاع بن علي ، أنا أبو عبد الله بن مندة ، أنا أحمد بن محمد بن عبدوس ، نا عثمان بن سعيد ، نا عبد الله بن صالح ، نا الليث بن سعد ، قال : وأنا عمر بن الربيع بن سليمان ، نا إسحاق بن إبراهيم ، نا سعيد بن أبي مريم ، نا الليث بن سعد ، وعبد الله بن لهيعة ، قالا : نا يزيد بن أبي حبيب ، عن سويد (٤) بن قيس التجيبي ، عن زهير بن قيس البلوي ، عن علقمة بن رمثة (٥) البلوي ، قال : بعث رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم عمرو بن العاص إلى البحرين ، ثم خرج رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم في سرية وخرجنا معه ، فنعس رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ثم استيقظ قال : «رحم الله عمرا» ، قال : فتذاكرنا كل إنسان اسمه عمرو ، ثم نعس الثانية ثم استيقظ فقال : «رحم الله

__________________

(١) ترجمته في أسد الغابة ٢ / ١١٥ والإصابة ١ / ٥٥٥.

(٢) إعجامها مضطرب بالأصل وم وتقرأ : «رمية» والمثبت عن الإصابة ومختصر ابن منظور ٩ / ٦١.

(٣) زيادة لازمة عن أسد الغابة.

(٤) بالأصل : «سود» والصواب عن أسد الغابة.

(٥) بالأصل : علقمة.

١١٢

عمرا» ، قال : فتذاكرنا كلّ إنسان اسمه عمرو ، ثم نعس الثالثة ثم استيقظ ، فقال : «رحم الله عمرا» فقلنا : من عمرو يا رسول الله؟ قال : «عمرو بن العاص» ، قالوا : ما باله؟ قال : «ذكرت أني كنت إذا ندبت الناس إلى الصدقة جاء من الصدقة فأجزل ، فأقول له : من أين لك هذا يا عمرو؟ فيقول : من عند الله ، وصدق عمرو ، إنّ لعمرو عند الله خيرا كثيرا» ، زاد ابن أبي مريم ، قال زهير : فلما كانت الفتنة قلت : أتّبع هذا الذي قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم فيه ما قال ، فلم أفارقه (١) [٤٤٠١].

كذا في إسناده ، وقد قال ابن مندة في الترجمة علقمة بن رمثة البلوي ، وكان ممن بايع تحت الشجرة ، وشهد فتح مصر ، روى عنه زهير بن قيس البلوي ، وهو من الصحابة ، قال ابن مندة : رواه عبد الله بن وهب وغيره ، عن الليث ، ولا يعرف لعلقمة راو إلّا زهير ، ولا لزهير إلّا سويد ، ولا لسويد إلّا يزيد بن أبي حبيب ، قاله سعيد بن يونس بن عبد الأعلى.

وهكذا رواه أبو الأسود والنضر بن عبد الجبار المرادي ، عن عبد الله بن لهيعة ، فقال : قال زهير : فلما كانت الفتنة فذكره.

وهكذا رواه يحيى بن عبد الله بن بكير.

أخبرنا أبو عبد الله بن السّمرقندي ، أن أبو بكر محمد بن هبة الله ، أنا محمد بن الحسن ، أنا عبد الله بن جعفر ، نا يعقوب (٢) ، نا أبو صالح وابن بكير ، قالا : نا الليث ، حدثني يزيد بن أبي حبيب ، عن سويد بن قيس التجيبي ، عن زهير بن قيس البلوي ، عن علقمة بن رمثة البلوي أنه قال : بعث رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم [عمرو بن العاص إلى البحرين ، ثم خرج رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم في سرية وخرجنا معه ، فنعس رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم](٣) ثم استيقظ فقال : «يرحم الله عمرا» قال : فتذاكرنا كل إنسان اسمه عمرو ، ثم نعس ثانية [فاستيقظ ، فقال : «رحم الله عمرا» ، ثم نعس الثالثة فاستيقظ](٤) فقال : «رحم الله عمرا» فقلنا : من عمرو يا رسول الله؟ قال : «عمرو بن العاص» ، قالوا : ما باله؟ قال : «ذكرته أني كنت إذا ندبت الناس للصدقة جاء من الصدقة فأجزل ، فأقول له من أين لك هذا يا عمرو؟ فيقول من

__________________

(١) الحديث نقله ابن الأثير في أسد الغابة ٣ / ٥٨١ في ترجمة علقمة بن رمثة.

(٢) الخبر في كتاب المعرفة والتاريخ ٢ / ٥١٢.

(٣) ما بين معكوفتين سقط من الأصل واستدرك عن المعرفة والتاريخ.

(٤) ما بين معكوفتين سقط من الأصل واستدرك عن المعرفة والتاريخ.

١١٣

عند الله ، وصدق عمرو ، إنّ لعمرو عند الله خيرا كثيرا» ، قال زهير : فلما كانت الفتنة قلت : أتّبع هذا الذي قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم فيه ما قال ، قال : فلم أفارقه [٤٤٠٢].

وهكذا رواه أحمد بن عبد الله بن عبد الرحيم البرقي ، عن أبي صالح ، وهكذا رواه يحيى بن إسحاق السيلحيني ، عن الليث ، ورواه ابن وهب عن الليث بن سعد ، عن يزيد ، وجعل هذا القول من قول علقمة بن رمثة لا من قول زهير ، وسيأتي في ترجمة علقمة.

أخبرنا أبو الغنائم في كتابه ، ثم حدثنا أبو الفضل ، أنا أبو الفضل ، وأبو الحسين ، وأبو الغنائم ـ واللفظ له ـ قالوا : أنا عبد الوهاب بن محمد ـ زاد أبو الفضل : ومحمد بن الحسن ، قالا : ـ أنا أحمد بن عبدان ، أنا محمد بن سهل ، قالا : أنا محمد بن إسماعيل ، قال (١) : زهير بن قيس البلوي يعد في المصريين عن علقمة بن رمثة ، روى عنه سويد بن قيس.

في نسخة ما شافهني به أبو عبد الله الخلّال ، أنا أبو القاسم بن مندة ، أنا أبو علي إجازة ، قال : وأنا أبو طاهر بن سلمة ، أنا علي بن محمد ، قالا : أنا أبو محمد بن أبي حاتم ، قال (٢) : زهير بن قيس : سمعت أبي يقول ذلك.

كتب إليّ أبو الأفضل أحمد بن محمد بن الحسن ، وحدثني أبو بكر اللفتواني عنه ، أنا أبو بكر الباطرقاني ، أنا أبو عبد الله بن مندة ، قال : قال : أنا أبو سعيد بن يونس (٣) : زهير بن قيس البلوي ، يكنى أبا شدّاد ، فقال : إن له صحبة شهد الفتح بمصر ، يروي عن علقمة بن رمثة البلوي ، روى عنه سويد بن قيس التجيبي ، قتلته الروم ببرقة في سنة ست وسبعين ، وكان سبب قتله أن الصريخ أتى القسطاط بنزول الروم على برقة ، فأمر عبد العزيز بن مروان زهيرا بالنهوض إليهم وكان عليه واحد إلّا أنه كان قاتل عبد العزيز بناحية أيلة دخول مروان بن الحكم مصر ، وكان عارضا من الصدق فقال له جندل بن صخر ، وكانت فيه فضاضة فقال زهير لعبد العزيز : إذ قد أمرتني بالخروج فلا تبعثوا معي جندلا عارضا فيتخلف عني عامة أصحابي لفظاظته ، فقال له عبد العزيز :

__________________

(١) التاريخ الكبير ٢ / ١ / ٤٢٨.

(٢) الجرح والتعديل ١ / ٢ / ٥٨٦ ـ ٥٨٧.

(٣) بالأصل : «يوسف» خطأ.

١١٤

إنك يا زهير جلف جافي (١) ، فقال له زهير : يا ابن أبي ليلى أتقول لرجل جمع ما أنزل الله على نبيه صلى‌الله‌عليه‌وسلم قبل أن يجمعه أبواك جلف جافي هو ذا أمر ، فلا ردّني الله إليك ومضى زهير على البريد في أربعين رجلا فلقي الروم فأراد أن يكف حتى يلحقه الناس ، فقال له فتى حدث كان معه : جئت يا أبا شداد ، فقال : قتلتنا وقتلت نفسك ، ثم خرج بهم فصادف العدو ثم قرأ : «السجدة» فسجد وسجد أصحابه ، ثم نهض فقاتلوا فقتلوا أجمعون ما شذّ منهم رجل عن رجل ، وكان يلبد مولى عبد العزيز على برقة ، فعزله وولي فهد بن أبي كثير المعافري ، فأزال الروم عنها وضبطها وقد كان قصر فهد مصر بالمعافر ومسجده معروف.

٢٢٩٠ ـ زهير بن محمد بن يعقوب

أبو الخير الموصلي (٢)

حدّث بدمشق عن أبي عبد الله الحسين بن عمرو (٣) بن أبي الأحوص ، وأبي يعلى محمد بن أحمد بن عبيد الأقطع الملطي ، وأبي عبد الرحمن النسائي ، وأبي الطّيّب محمد بن أحمد المروزي.

وروى عنه : تمّام بن محمد.

أخبرنا أبو محمد عبد الكريم بن حمزة ، نا عبد العزيز ، [نا تمام بن محمّد الرازي](٤) ، حدثني أبو الخير زهير بن محمد بن يعقوب الموصلي ، نا أبو عبد الله الحسين بن عمرو (٥) بن أبي الأحوص الكوفي ، نا العلاء بن عمرو الحنفي ، نا يحيى بن يزيد الأشعري ، عن [ابن](٦) جريح ، عن عطاء [عن](٧) ابن عباس ، قال :

قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «أحبّوا العرب لثلاث : لأني عربي ، والقرآن عربي ، وكلام أهل الجنة عربي» [٤٤٠٣](٨).

حدّثنا أبو الحسن علي بن المسلّم الفقيه ، وأبو محمد عبد الكريم بن حمزة

__________________

(١) كذا بالأصل وفي م : حافي.

(٢) ترجمته في بغية الطلب ٩ / ٣٨٨٩.

(٣) في مختصر ابن منظور ٩ / ٦١ وبغية الطلب : «عمر».

(٤) زيادة لازمة منا للإيضاح.

(٥) في مختصر ابن منظور ٩ / ٦١ وبغية الطلب : «عمر».

(٦) زيادة لازمة منا للإيضاح.

(٧) زيادة لازمة منا للإيضاح.

(٨) انظر ما سبق.

١١٥

ـ لفظا ـ قال : نا عبد العزيز بن أحمد ، نا تمام بن محمد الرازي ، حدثني أبو الخير زهير بن محمد بن يعقوب الملطي ، نا أبو يعلى محمد بن أحمد بن عبيد الأقطع السّلمي بملطية ، نا محمد بن يحيى بن ضريس العبدي ، نا يعقوب بن موسى ، نا مسلمة ، عن راشد أبي محمد ، عن أنس قال :

قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «من صام في كل شهر حرام الخميس والجمعة والسبت كتب له عبادة سبع مائة سنة» [٤٤٠٤].

صمّت أذناي إن لم أكن سمعت أبا الحسن الفقيه ، وأبا محمد يقولان هذا ، قال علي وعبد الكريم : صمّت أذنانا إن لم نكن سمعنا عبد العزيز يقول هذا ، قال عبد العزيز : صمّت أذناي إن لم أكن سمعت تمام بن محمد يقول هذا ، قال تمام : صمّت أذناي إن لم أكن سمعت أبا الحسين زهير بن محمد يقول هذا ، قال زهير بن محمد : صمّت أذناي إن لم أكن سمعت أبا يعلى الملطي يقول هذا ، قال أبو يعلى : صمّت أذناي إن لم أكن سمعت محمد بن يحيى يقول هذا ، وقال محمد بن يحيى : صمّت أذناي إن لم أكن سمعت يعقوب بن موسى يقول هذا ، وقال يعقوب : صمّت أذناي إن لم أكن سمعت مسلمة يقول هذا ، وقال مسلمة : صمّت أذناي إن لم أكن سمعت راشدا يقول هذا ، وقال راشد : صمّت أذناي إن لم أكن سمعت أنسا يقول هذا.

٢٢٩١ ـ زهير بن محمد

أبو المنذر التّميمي ثم العنبري الخراساني المروزي الخرقي (١)

من أهل قرية من قرى مرو تسمى خرق سمع بها الحديث ، ويقال : إنه هروي ويقال : نيسابوري سكن مكة ، وسكن الشام.

وحدّث عن يحيى بن سعيد الأنصاري ، وأبي محمد عبد الله بن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم ، وزيد بن أسلم ، وعبد الله بن محمد بن عقيل ، وموسى بن وردان ، وصفوان بن سليم ، وهشام بن عروة ، وأبي حازم الأعرج ، ومحمد بن المنكدر ، وعبد الرحمن بن حرملة ، وعبد الرحمن بن القاسم ، وسهيل بن أبي صالح ،

__________________

(١) ترجمته في تهذيب التهذيب ٢ / ٢٠٦ بغية الطلب ٩ / ٣٨٩٠ ميزان الاعتدال ٢ / ٨٤ الوافي بالوفيات ١٤ / ٢٢٧ سير الأعلام ٨ / ١٨٧ وبحاشيتها أسماء مصادر أخرى.

١١٦

والعلاء بن عبد الرحمن ، وصالح بن مولى التوأمة ، وجعفر بن محمد الصادق ، وأبي إسحاق السبيعي ، وحميد الطويل ، والوضين بن عطاء ، وإسماعيل بن وردان ، والمطّلب بن عبد الله بن (١) حنطب.

روى عنه : ابن مهدي ، وعبد الملك بن عمرو العقدي ، وأبو حذيفة موسى بن مسعود ، ومعن بن عيسى القزاز ، وأبو داود الطيالسي ، ومعاذ بن خالد المروزي ، وعبد الملك بن عبد الرحمن الذماري ، ومحمد بن سليمان الحراني ، بومه ، وعثمان بن الحكم الجذامي المصري ، واليمان بن عدي الحمصي ، واجتاز بدمشق ، فروى عنه من أهلها : الوليد بن مسلم ، ويحيى بن حمزة ، و [عمرو] بن أبي سلمة ، وأبو (٢) الزرقاء عبد الملك بن محمد الصنعاني ، وسويد بن عبد العزيز ، وعلي بن أبي حملة ، وصدقة بن عبد الله السمين.

أخبرنا أبو محمد هبة الله بن سهيل بن عمر ، أنا [أبو](٣) عثمان البحيري ، أنا أبو عمرو بن حمدان ، أنا الحسن بن سفيان ، نا هشام بن عمّار الدمشقي ، نا الوليد بن مسلم ، نا زهير بن محمد ، عن محمد بن المنكدر ، عن جابر ، قال : قرأ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم «الرّحمن» حتى ختمها فقال : «ما [لي](٤) أراكم سكوتا ، للجنّ كانوا أحسن ردا منكم ، ما قرأت عليهم هذه الآية من مرة (فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُما تُكَذِّبانِ)(٥) إلّا قالوا : فلا شيء من نعمك ربّنا نكذّب فلك الحمد» [٤٤٠٥].

أنبأنا أبو علي الحداد ، ثم أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي ، أنا يوسف بن الحسن بن محمد ، قالا : أنا أبو علي نعيم ، نا عبد الله بن أحمد بن جعفر بن فارس ، نا يونس بن أبي داود ، نا زهير بن محمد عن (٦) زيد بن أسلم ، عن ابن عمر ، عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : «مثل الناس كإبل مائة لا يؤاخذ فيها راحلة» [٤٤٠٦].

حدّثنا أبو عبد الله البلخي ـ لفظا ـ أنا أبو منصور محمد بن الحسن بن هريسة ،

__________________

(١) بالأصل : «عبد الله وحنطب» والصواب ما أثبت عن بغية الطلب.

(٢) بالأصل : وأبا.

(٣) زيادة لازمة منا ، واسمه سعيد بن محمد بن أحمد ، (سير الأعلام ١٨ / ١٠٣).

(٤) زيادة لازمة عن مختصر ابن منظور ٩ / ٦٣.

(٥) سورة الرحمن ، الآية : ١٣.

(٦) بالأصل : «بن».

١١٧

أنا أبو بكر أحمد بن محمد البرقاني ، قال : قرأت على أبي يعلى حمزة بن محمد بن علي بن هاشم المامطيري بها حدثكم أبو الحسن محمد بن إبراهيم بن شعيب الغازي.

وأخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي ، أنا إسماعيل بن مسعدة ، أنا حمزة بن يوسف ، أنا أبو أحمد بن عدي (١) ، نا الجنيدي.

وأخبرنا أبو الغنائم محمد بن علي إجازة ، ثم حدّثنا أبو الفضل بن ناصر ، أنا أحمد بن الحسن ، والمبارك بن عبد الجبار ، ومحمد بن علي ـ واللفظ له ـ قالوا : أنا أبو أحمد ـ زاد أحمد : وأبو الحسن الأصبهاني قالا : ـ أنا أحمد بن عبدان ، أنا محمد بن سهل ، أنا محمد بن إسماعيل ، قال (٢) :

زهير بن محمد التميمي ـ زاد الجنيدي ، وابن سهل : والعنبري ، وقالوا : الخراساني ـ أبو المنذر كناه آدم سمع عبد الله بن أبي بكر بن حزم ، وابن عقيل (٣) ، وزيد بن أسلم ، وموسى بن وردان ، سمع منه ـ وقال الغازي ، روى عنه ـ ابن مهدي والعقدي ، وموسى بن مسعود ، وروى عنه أهل هشام أحاديث مناكير ، زاد أحمد بن سهل ، قال أحمد : كأن الذي روى عنه أهل الشام زهير آخر ، فقلب : اسمه اسمه. وزاد الجنيدي : روى عنه الوليد ، وعمرو (٤) بن أبي سلمة مناكير ، عن ابن المنكدر ، وهشام بن عروة ، وأبي حازم.

أخبرنا أبو بكر محمد بن العباس ، أنا أبو بكر أحمد بن منصور ، أنا أبو سعيد بن حمدون ، أنا مكي بن عبدان ، قال : سمعت مسلم بن الحجّاج يقول (٥) : أبو المنذر زهير بن محمد العنبري ، عن عبد الله بن أبي بكر ، وابن عقيل ، وزيد بن أسلم ، روى عنه ابن مهدي ، والعقدي.

قرأت على أبي الفضل بن ناصر ، عن جعفر بن يحيى ، أنا أبو نصر الوائلي ، أنا الخصيب بن عبد الله ، أخبرني عبد الكريم بن أبي عبد الرحمن ، أخبرني أبي قال : أبو

__________________

(١) الكامل لابن عدي ٣ / ٢١٧.

(٢) التاريخ الكبير ٢ / ١ / ٤٢٧.

(٣) اسمه عبد الله بن محمد بن عقيل (تهذيب التهذيب ٣ / ٣٠١).

(٤) بالأصل : «وعمر» والصواب عن ابن العديم.

(٥) الكنى والأسماء للإمام مسلم ص ١٧٩.

١١٨

المنذر زهير بن محمد الخراساني وليس بالقوي.

وقرأت على أبي الفضل عن أبي طاهر الأنباري ، أنا أبو القاسم إبراهيم بن عمر ، نا أبو بكر المهندس ، نا أبو بشر الدّولابي (١) ، قال : أبو المنذر زهير بن محمد.

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي ، أنا إسماعيل بن مسعدة ، أنا حمزة بن يوسف ، أنا أبو أحمد بن عدي (٢) ، أنا محمد بن عيسى المروزي إجازة مشافهة ، نا أبي ، نا العباس بن مصعب ، قال : زهير بن محمد أبو المنذر العنبري من أهل مرو ، وأصله من أهل خرق ، سكن مكة ، لم يرو عنه ابن المبارك ولا ذكر عنه شيئا ، قال يحيى بن معين : زهير بن محمد المكي الخراساني ثقة ، وقال إسحاق بن راهويه : زهير بن محمد العنبري من أهل مرو من أهل خرق.

أنبأنا أبو نصر بن القشيري ، أنا أبو بكر البيهقي ، أنا أبو عبد الله الحافظ ، قال : سمعت أبا عبد الله محمد بن العباس الضّبّي يقول : سمعت أحمد بن محمد بن سعيد القيسي يقول : سمعت عثمان بن سعيد الداراني يقول : زهير بن محمد الخراساني كان يكون بمكة ، يقال : إنه نيسابوري ، ويقال : إنه هروي ، وهو ثقة صدوق له أغاليط كثيرة.

أخبرنا أبو الفتح نصر الله بن محمد ، أنا نصر بن إبراهيم ، أنا سليم بن أيوب ، أنا أبو نصر طاهر بن محمد ، أنا أبو القاسم علي بن إبراهيم ، نا أبو زكريا يزيد بن محمد بن إياس ، قال : سمعت أحمد بن محمد المقدّمي يقول : زهير بن محمد المديني أبو المنذر ، كذا قال ، وهو مروي (٣).

أخبرنا أبو جعفر بن أبي علي إذنا ، أنا أبو بكر الصفار ، أنا أبو بكر الحافظ ، أنا أبو أحمد الحاكم ، قال : أبو المنذر زهير بن محمد التميمي العنبري الخراساني المروزي ، روى عن أبي محمد عبد الله بن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم الأنصاري ، وأبي أسامة زيد بن أسلم العدوي في حديثه بعض المناكير ، روى عنه عبد الرحمن بن مهدي ، وأبو يحيى معن بن عيسى القزاز (٤) الأشجعي ، وأبو عامر عبد الملك بن عمر العقدي.

__________________

(١) الكنى للدولابي ٢ / ١٣١.

(٢) الكامل لابن عدي ٣ / ٢١٧.

(٣) كذا ، والصواب : مروزي بزيادة الزاي ، قال السمعاني : والحاق الزاي في هذه النسبة فيما أظن للفرق بين النسبة إلى المروي وهي الثياب المشهورة بالعراق منسوبة إلى قرية بالكوفة.

(٤) مهملة بدون نقط بالأصل ، والمثبت عن بغية الطلب ٩ / ٣٩٠١.

١١٩

أخبرنا أبو البركات الأنماطي ، أنا أبو الفضل محمد بن طاهر ، أنا مسعود بن ناصر ، أنا عبد الملك بن الحسن ، أنا أحمد بن محمد بن الحسين ، قال : زهير بن محمد أبو منذر التميمي العنبري الخراساني سكن مكة ، سمع زيد بن أسلم ، ومحمد بن عمرو بن حلحلة ، روى عنه أبو عامر العقدي ، في كتاب المرض والاستئذان ، قال البخاري في التاريخ الصغير : ما روى عن (١) زهير أهل الشام فإنهم مناكير ، وما روى عنه أهل البصرة فإنه صحيح الحديث.

أخبرنا أبو القاسم الواسطي ، أنا أبو بكر الخطيب ، أنا محمد بن أحمد الأشناني ، قال : سمعت أحمد بن محمد بن عبدوس يقول : سمعت عثمان بن سعيد الدارمي يقول : قلت ليحيى بن معين : زهير أبو المنذر ، قال : ليس به بأس ، ثم قال : قلت : فزهير بن محمد ما حاله؟ فقال : ثقة فرق بينهما وهما واحد.

قرأت على أبي الفتح نصر الله بن محمد ، عن أبي الحسن بن الطّيّوري ، أنا أبو محمد الجوهري ، عن أبي عمر بن حيّوية ، أنا محمد بن القاسم بن جعفر ، نا إبراهيم بن الجنيد ، قال : سمعت يحيى بن معين يسأل عن زهير بن محمد فقال : ليس به بأس ، فقلت ليحيى : مكي قال : كان خراسانيا ، وكان بمكة.

أخبرنا أبو بكر الشّحّامي ، أنا أبو صالح المؤذن ، نا أبو الحسن بن السّقّاء ، نا أبو العباس محمد بن يعقوب ، نا عباس بن محمد ، قال : سمعت يحيى بن معين يقول : زهير بن محمد الخراساني ثقة (٢).

حدّثنا محمد بن عيسى ، نا زهير بن محمد أبو المنذر الخراساني.

قرأت على أبي عبد الله بن البنا ، عن أبي تمام ، عن أبي (٣) محمد بن الحسن ، عن أبي عمر بن حيّوية ، أنا محمد بن القاسم بن جعفر ، أنا أبو بكر بن أبي خيثمة ، قال :

__________________

(١) العبارة في بغية الطلب ٩ / ٣٨٩٧ ما روى زهير عن أهل الشام فإنه مناكير.

(٢) بغية الطلب ٩ / ٣٨٩٥.

(٣) بغية الطلب ٩ / ٣٨٩٤ وفيه : عن أبي تمام علي بن محمد بن الحسن خطأ ، والصواب «عن أبي محمد بن الحسن» وبالأصل «بن محمد» خطأ وهو أبو محمد الجوهري.

انظر ترجمة أبي تمام علي بن محمد في تاريخ بغداد ١٢ / ١٠٣.

وترجمة الحسن بن علي الجوهري في سير الأعلام ١٨ / ٦٨.

وترجمة أبي عمر بن حيوية في سير الأعلام ١٦ / ٤٠٩.

١٢٠