تاريخ مدينة دمشق - ج ١٩

أبي القاسم علي بن الحسن ابن هبة الله بن عبد الله الشافعي [ ابن عساكر ]

تاريخ مدينة دمشق - ج ١٩

المؤلف:

أبي القاسم علي بن الحسن ابن هبة الله بن عبد الله الشافعي [ ابن عساكر ]


المحقق: علي شيري
الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع
الطبعة: ٠
الصفحات: ٥٤٤
الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤ الجزء ١٥ الجزء ١٦ الجزء ١٧ الجزء ١٨ الجزء ١٩ الجزء ٢٠ الجزء ٢١ الجزء ٢٢ الجزء ٢٣ الجزء ٢٤ الجزء ٢٥ الجزء ٢٦ الجزء ٢٧ الجزء ٢٨ الجزء ٢٩ الجزء ٣٠ الجزء ٣١ الجزء ٣٢ الجزء ٣٣ الجزء ٣٤ الجزء ٣٥ الجزء ٣٦ الجزء ٣٧ الجزء ٣٨ الجزء ٣٩ الجزء ٤٠ الجزء ٤١ الجزء ٤٢ الجزء ٤٣ الجزء ٤٤ الجزء ٤٥ الجزء ٤٦ الجزء ٤٧ الجزء ٤٨ الجزء ٤٩ الجزء ٥٠ الجزء ٥١ الجزء ٥٢ الجزء ٥٣ الجزء ٥٤ الجزء ٥٥ الجزء ٥٦ الجزء ٥٧ الجزء ٥٨ الجزء ٥٩ الجزء ٦٠ الجزء ٦١ الجزء ٦٢ الجزء ٦٣ الجزء ٦٤ الجزء ٦٥ الجزء ٦٦ الجزء ٦٧ الجزء ٦٨ الجزء ٦٩ الجزء ٧٠ الجزء ٧١ الجزء ٧٢ الجزء ٧٣ الجزء ٧٤ الجزء ٧٥ الجزء ٧٦ الجزء ٧٧ الجزء ٧٨ الجزء ٧٩ الجزء ٨٠

اثنتين وخمسين ، وقال الواقدي : مات سنة خمس وأربعين ، وهو ابن ست وخمسين سنة ، وصلّى عليه مروان بن الحكم ، وقدم النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم المدينة وهو ابن إحدى عشرة سنة وقال عمرو بن علي : مات سنة إحدى وخمسين [وقال الهيثم مات سنة خمس وخمسين ، وقال ابن نمير : مات سنة خمس وأربعين.

أخبرتنا أم البهاء فاطمة بنت محمد قالت : أنا أبو طاهر أحمد بن محمّد ، أنا أبو بكر بن المقدمي](١) نا أبو الطيب محمّد بن جعفر المنبجي ، نا عبيد الله بن سعد الزهري ، نا سليمان بن داود الهاشمي ، نا ابن أبي الزناد ، عن أبيه ، عن مجالد بن عوف أن زيد بن ثابت قيل له : يا أبا سعيد.

وذكر إبراهيم حدّثني الأعمش ، عن ابن أبي الزناد ، قال : قال حسان بن ثابت :

فمن للقوافي بعد حسّان وابنه

ومن للمثاني بعد زيد بن ثابت (٢)

٢٣٣٢ ـ زيد بن جلبة بن مرداس بن بو بن عبد شمس

ابن مسلمة بن عامر بن عبيد السّعدي البصري (٣)

أحد الفصحاء الوافدين على معاوية.

أنبأنا أبو سعد بن الطّيّوري ، عن عبد العزيز بن علي الأزجي.

وقرأت على أبي الفتح نصر الله بن محمد الفقيه ، عن أبي الحسين بن الطّيّوري ، أنا عبد الباقي بن عبد الكريم بن عمر الشيرازي ، قالا : أنا عبد الرحمن بن عمر بن أحمد.

أخبرنا محمد بن أحمد بن يعقوب بن شيبة ، نا جدي يعقوب ، قال : وبلغني أن عبد الله بن عامر كان أول من اتّخذ صاحب شرط ، ولّى شرطه زيد بن جلبة بن مرداس بن بو بن عبد قيس بن مسلمة بن عامر بن عبيد من بني سعد ، وكان زيد شريفا في الإسلام. كان الأحنف يقول طالما خرقنا النعال إلى زيد بن جلبة ، نتعلم المروءة ، ولما بعث عثمان إلى الأمصار بالمصاحف بعث إلى أهل البصرة بمصحف دفع إلى

__________________

(١) سطران بالمخطوط تصويرهما غير واضح بالأصل والزيادة عن م.

(٢) ديوانه ط بيروت ص ٤١ وسير الأعلام ٢ / ٤٤٠ والإصابة ١ / ٥٦٢ وفيها : «ومن للمعاني» بدل : «ومن للمثاني» والمثاني : القرآن.

(٣) له ترجمة في الوافي بالوفيات ١٥ / ٢٦ وفيه «حلبة» بالحاء المهملة وبالأصل هنا «حلبة» أيضا ، والصواب ما أثبت ، وسيرد أثناء الترجمة صوابا «جلبة» بالجيم.

٣٤١

زيد بن جلبة مصحفا ، فهم يتوارثونه إلى اليوم ، ولما قدمت عائشة البصرة عقدت خمارها لولد زيد بن جلبة فبقيته عندهم ، فكان زيد على شرطة ابن عامر ، وكعب بن سور على القضاء.

أخبرنا أبو بكر محمد بن محمد كرتيلا ، أنبأ أبو بكر محمد بن علي بن محمد المقرئ ، أنا أبو الحسين أحمد بن عبد الله بن الخضر السّوسنجردي (١) ، أنا أبو جعفر أحمد بن أبي طالب ، حدّثني أبي ، حدّثني أبو عمرو محمد بن مروان بن عمر القرشي السعيدي ، من ولد سعيد بن العاص ، أخبرني أبو عمرو عثمان بن سعيد بن عمرو القرشي ، حدّثني أبي قال (٢) : قال بعثني معاوية لآذنه : ائذن لزيد بن جلبة فدخل وقضى سلامه ، فقال له : أيها يا زييد بن جليبة ، قال : مهلا يا أمير المؤمنين ، بل زيد بن جلبة يا أمير المؤمنين ، إنا فمررنا قريشا كلها فوجدناك آمنها عهدا وأوفاها عقدا ، فإن تف فأهل الوفاء أنت ، وإن تغدر (٣) فإنا خلفنا خلفنا خيلا جيادا ، وأذرعة شدادا ، وأسنة حدادا ، وإن شئت لتصفين روعة صدورنا بفضل رأيك وحلمك.

قال : إذا نفعل ، قال : إذا نقبل (٤). قال : فاخرج عني.

وذكرنا في الحكاية وستأتي بطولها في ترجمة جويرية بنت أبي سفيان.

أخبرنا أبو القاسم الحسني ، أنا رشأ بن نظيف ، أنا الحسن بن إسماعيل ، أنا أحمد بن مروان ، ثنا ابن أبي الدنيا ، نبأ محمد بن سلام ، قال : قال زيد بن حلبة : لا فقير أفقر من غني أمن الفقر ، كذا قال : حلبة ، وإنما هو جلبة (٥).

٢٣٣٣ ـ زيد بن حارثة بن شراحيل (٦)

ويقال شرحبيل بن كعب بن عبد العزّى بن يزيد بن امرئ القيس بن عامر بن

__________________

(١) ضبطت عن الأنساب ، هذه النسبة إلى سوسنجرد ، قرية بنواحي بغداد ، ذكره السمعاني وترجم له وكناه : أبا الحسن.

(٢) الخبر في أخبار الوافدين من الرجال على معاوية للضبي ص ٤١.

(٣) تقرأ بالأصل : تعذر ، وما أثبت يوافق عبارة الضبي.

(٤) بالأصل : تفعل ... تقبل ، والمثبت عن الضبي.

(٥) بالأصل : حلبة ، بالحاء المهملة ، والصواب ما أثبت ، وقد تقدم.

(٦) ترجمته في الاستيعاب ١ / ٥٤٤ أسد الغابة ٢ / ١٢٩ الإصابة ١ / ٥٦٣ تهذيب التهذيب ٢ / ٢٣٤ الوافي بالوفيات ١٥ / ٢٧ سير الأعلام ١ / ٢٢٠ وانظر بحاشيتها ثبتا بأسماء مصادر أخرى ترجمته.

٣٤٢

النعمان بن عامر بن عبد ود بن امرئ القيس بن النعمان بن عمران [بن عبد عوف بن كنانة بن عذرة بن زيد اللات بن رفيدة بن وبرة بن كلب بن وبرة. أبو أسامة الكلبي.

حبّ رسول الله ومولاه.

روى عنه : ابنه أسامة بن زيد ، وهزيل بن شرحبيل مرسلا ، وعلي بن عبد الله بن عباس](١) مرسلا (٢).

أخبرنا أبو عبد الله محمد بن غانم الحداد ، أخبرنا عبد الرحمن بن مندة ، أنا أبي ، أنبأ إسماعيل بن محمد البغدادي ، نا أحمد بن عبد الله الحداد ، نا سليمان بن أحمد الواسطي ، أنا الوليد بن مسلم ، نا ابن لهيعة ، عن أبي الأسود ، عن عروة بن الزبير ، عن أسامة بن زيد ، عن أبيه زيد أن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : «بشّر المشّائين في الظلم (٣) إلى المساجد بالنور التام يوم القيامة» [٤٤٧٢].

أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي ، أنا الحسن بن علي الجوهري ، أنا أبو عبد الله الحسين بن أحمد بن فهد الأزدي الموصلي ح.

وأخبرنا أبو عبد الله محمد بن الفضل ، وأبو المظفر عبد المنعم بن عبد الكريم ، قالا : أنا أبو سعد محمد بن عبد الرحمن ، أنا أبو عمرو بن حمدان.

وأخبرنا أبو عبد الله الخلّال ، أنا إبراهيم بن منصور ، أنا أبو بكر محمد بن إبراهيم بن المقرئ ، قالوا : أنا أبو يعلى أحمد بن علي بن المثنى ، نا محمد بن بشار بندار ، أنبأ عبد الوهاب بن عبد المجيد ـ أملاه علينا من كتابه ـ نا محمد بن عمرو ، عن أبي سلمة ، ويحيى بن عبد الرحمن بن حاطب بن أبي بلتعة ، عن أسامة بن زيد بن حارثة ، عن زيد بن حارثة ، قال : خرجت مع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يوما حارا من أيام مكة ، وهو مردفي إلى نصب من الأنصاب ، وقد ذبحنا له شاة فأنضجناها قال : فلقينا ـ وفي حديث

__________________

(١) ما بين معكوفتين ثلاثة أسطر تصويرها في المخطوط غير واضح ومطموسة الكلمات تماما. والزيادة استدركت عن م ـ وفي نسبه اختلفوا في بعض الأسماء وتقديم بعضها على بعض ، وزيادة شيء ونقص شيء.

وقوله : هزيل عن تهذيب التهذيب ٢ / ٢٣٤ ، وفي تهذيب ابن عساكر «هرقل».

(٢) زيد في تهذيب التهذيب فيمن روى عنه : البراء بن عازب ، وابن عباس ، وأرسل عنه أبو العالية.

(٣) في مختصر ابن منظور : الظلام.

٣٤٣

ابن المقرئ : فلقيه ـ زيد بن عمرو بن نفيل ، فحيّا كل واحد منهما صاحبه بتحية الجاهلية ، فقال : ـ زاد ابن فهد : له ، وقالوا ـ النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «يا زيد ما لي أرى قومك قد شنفوا (١) لك؟» قال : والله يا محمد إنّ ذلك لبغير نائلة لي فيهم ، ولكني خرجت أبتغي هذا الدين حتى أقدم على أحبار فدك (٢) ، فوجدتهم يعبدون الله ويشركون به ، فقلت : ما هذا بالدين الذي أبتغي ـ زاد ابن فهد : ثم خرجت حتى أقدم على أحبار خيبر فوجدتهم يعبدون الله ويشركون به ، فقلت : ما هذا بالدين الذي أبتغي ، ثم اتفقوا وقالوا ـ فخرجت حتى أقدم على أحبار الشام ، فوجدتهم يعبدون الله تعالى ويشركون به ، فقلت : ما هذا بالدين الذي أبتغي فخرجت فقال لي ـ وقال ابن المقرئ : فقال ـ شيخ منهم : إنك لتسأل عن دين ما نعلم أحدا يعبد الله به إلّا شيخ بالجزيرة ـ وقال ابن حمدان : بالحيرة ـ قال : فخرجت حتى أقدم عليه ، فلما رآني قال : ممن أنت؟ قلت : أنا من أهل بيت الله من أهل الشرك والقرط (٣) ، فقال : فقال (٤) : إن الدين الذي ـ أي قال ابن فهد ان الذي ـ تطلب قد ظهر ببلادك قد بعث نبيّ طلع نجمه ، وجميع من رأيتهم في ضلال ـ زاد ابن فهد : قال ـ وقالوا : فلم أحس بشيء ، قال : فقرب إليه السفرة ، فقال : ما هذا يا محمد (٥)؟ قال : شاة ذبحناها ـ وقال ابن فهد : ذبحت ـ لنصب من الأنصاب ـ وقال ابن فهد : من هذه الأنصاب ـ قال : «ما كنت لآكل مما لم يذكر اسم الله عليه» ، قال : وتفرقنا ـ وقال ابن فهد : تفرقا ـ قال : قال زيد بن حارثة : فأتى النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم البيت فطاف به ، وأنا معه ، وبالصفا ـ وقال ابن فهد : وطاف بين الصفا والمروة ، قال : وكان عند الصفا والمروة صنمان من نحاس أحدهما يقال له إساف ، والآخر نائلة ـ وقال ابن حمدان : يساف ، والآخر يقال له نائلة ـ وكان المشركون إذا طافوا بهما [قالوا : تمسحوا

__________________

(١) أي : أبغضوك.

(٢) فدك : قرية بالحجاز بينها وبين المدينة يومان وقيل ثلاثة (ياقوت).

(٣) في مختصر ابن منظور : أهل الشرط والفرط.

(٤) ذا مكررة بالأصل.

(٥) كذا بالأصل هنا ومختصر ابن منظور ٩ / ١٢٣ وسير الأعلام ١ / ٢٢١ في ترجمة زيد ، وفي ترجمة سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل في السير ١ / ١٣٤ كانت العبارة أوضح وفيها :

إنك لتسأل عن دين هو دين الله وملائكته ، وقد خرج في أرضك نبي أو هو خارج ، ارجع إليه واتبعه ، فرجعت فلم أحس شيئا ، فأناخ رسول الله البعير ، ثم قدمنا إليه السفرة ، فقال : ما هذه ، قلنا : شاة ذبحناها.

٣٤٤

بهما. فقال النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم «لا تمسحهما فإنهما رجس».](١) فقلت في نفسي : لأمسنهما حتى أنظر ما يقول النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فمسستهما فقال : «يا زيد ألم تنه» ، قال : ومات زيد بن عمرو ـ زاد ابن فهد : ابن نفيل ـ وأنزل على النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم [فقال النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم :](٢) لزيد إنه يبعث ـ زاد ابن فهد يوم القيامة ، وقالوا : ـ أمة وحده» (٣).

رواه أبو أسامة حماد بن أسامة ، عن محمد بن عمرو نحوه [٤٤٧٣].

أخبرناه أبو القاسم إسماعيل بن محمد بن الفضل ، أنا أبو عمرو بن مندة ، أنا أبي أبو عبد الله ، أنا عبد الرحمن بن يحيى ، نا أبو مسعود ، أنا أبو أسامة حمّاد بن أسامة ، عن محمد بن عمرو بن علقمة ، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن بن عوف ، ويحيى بن عبد الرحمن بن حاطب ، عن أسامة بن زيد ، عن أبيه زيد بن حارثة ، قال (٤) :

خرج النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم وهو مرد في فذبحنا له شاة ثم صنعناها له حتى نضجت استخرجتها فجعلناها في سفرتنا ، ثم أقبل رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يسير وهو مرد في يوم حار من أيام مكة ، حتى إذا كنا بأعلى الوادي لقيه زيد بن عمرو بن نفيل فحيّا أحدهما الآخر بتحية الجاهلية ، فقال له رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «ما لي أرى قومك قد شنفوك» ، قال : أما الله إنّ ذلك مني ليغير نابزة (٥) كانت مني إليهم ، ولكني أراهم على الضلالة ، فخرجت أبتغي هذا الدين حتى قدمت على أحبار يثرب فوجدتهم يعبدون الله ويشركون به ، فقلت : ما هذا بالدين الذي أبتغي ، فخرجت حتى أقدم على أحبار فدك ، قال : فوجدتهم يعبدون الله ويشركون به ، فقلت : ما هذا بالدين الذي أبتغي فخرجت حتى أقدم على أحبار خيبر فوجدتهم يعبدون الله ويشركون به ، فقلت : ما هذا بالدين الذي أبتغي فخرجت حتى أقدم على أحبار أيلة فوجدتهم يعبدون الله ويشركون به ، فقلت : ما هذا بالدين الذي أبتغي ، فقال لي حبر من أحبار الشام : إنك لتسأل عن دين ما نعلم أحدا يعبد الله به إلّا شيخا

__________________

(١) ما بين معكوفتين مكانها سطر تصويره في المخطوط مطموس وكلماته غير مقروءة والذي استدركناه عن م ، وانظر مختصر ابن منظور وسير الأعلام ١ / ٢٢١.

(٢) ما بين معكوفتين سقط من الأصل واستدرك عن سير الأعلام ١ / ٢٢١ وم.

(٣) نقله من هذه الطريق الذهبي في سير الأعلام ١ / ٢٢١ ـ ٢٢٢ والحاكم في المستدرك ٣ / ٢١٦ ـ ٢١٧ وصححه. وفي مجمع الزوائد ٩ / ٤١٧.

(٤) من هذه الطريق ورد في سير الأعلام ١ / ١٣٣ ـ ١٣٤ في ترجمة سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل.

(٥) في سير الأعلام : لغير نائرة.

٣٤٥

بالجزيرة ، فخرجت حتى قدمت [عليه](١) ، فأخبرته بالذي خرجت له ، فقال : إنّ كل من رأيت في ضلال ، إنك لتسأل عن دين هو دين الله عزوجل ، ودين ملائكته ، وقد خرج في أرضك نبي أو هو خارج يدعو إليه ، ارجع إليه فصدّقه واتّبعه ، وآمن بما جاء به ، فرجعت ، قال : فأناخ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ولم أحس شيئا بعد ، ثم تفرقنا. وكان صنما من نحاس يقال لهما إساف ونائلة فتمسح بهما المشركون إذا طافوا ، فطاف رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، وطفت معه ، فلما سررت تمسّحت به فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «لا تمسه» ، فطفنا ، فقلت في نفسي لأمسنه حتى أنظر ما يقول ، فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «ألم تنه» ، قال زيد : فو الذي أكرمه وأنزل عليه الكتاب ما استلم صنما حتى أكرمه الله بالذي أكرمه وأنزل عليه الكتاب ، ومات زيد بن عمرو قبل أن يبعث النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم فقال النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «يأتي يوم القيامة أمة وحده» [٤٤٧٤].

أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي ، أنبأ أبو محمد الجوهري ، أنا أبو عمر بن حيّوية أنا أحمد بن معروف نا الحسين بن الفهم أنا محمد بن سعد قال : [زيد الحب بن حارثة بن شراحيل بن عبد العزى بن امرئ القيس بن عامر بن النعمان بن عامر بن عبد ود ، وسماه أبوه بضمة ، بن عوف بن كنانة بن عوف بن عذرة بن زيد](٢) اللات بن رفيدة بن ثور بن كلب بن وبرة بن تغلب بن حلوان بن عمران بن الحاف بن قضاعة ، واسمه عمرو ، وإنما سمي قضاعة لأنه انقضع (٣) عن قومه ، ابن مالك بن عمرو بن مرّة بن مالك بن حمير بن سبأ بن يشجب بن يعرب بن قحطان ، وإلى قحطان جماع اليمن ، وأم زيد بن حارثة سعدى بنت ثعلبة بن عبد عامر بن أفلت بن سلسلة من بني معن من طيّئ فزارت سعدى أم زيد بن حارثة قومها ، وزيد معها ، فأغارت خيل لبني القين بن جسر في الجاهلية فمروا على أبيات بني معن رهط أم زيد ، فاحتملوا زيدا وهو يومئذ غلام يفعة قد أوصف ، فوافوا به سوق عكاظ فعرضوه للبيع فاشتراه منهم حكيم بن حزام بن خويلد بن أسد بن عبد العزّى بن قصيّ لعمته خديجة بنت خويلد بأربع مائة درهم ، فلما تزوجها رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم وهبته له فقبضه رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، وقد كان أبوه

__________________

(١) الزيادة لازمة للإيضاح.

(٢) ما بين معكوفتين زيادة استدركت عن م وابن سعد ٣ / ٤٠ وبالأصل ثلاثة أسطر صورت عن المخطوط وتصويرها غير واضح وغير مقروءة ، والكلمات مطموسة تماما.

(٣) انقضع عنه : بعد ، وتقضع : وتقطع وتفرق (القاموس).

٣٤٦

حارثة بن شراحيل حين فقده قال (١) :

بكيت على زيد ولم أدر ما فعل

أحيّ فيرجى أم أتى دونه الأجل

فو الله ما أدري وإن كنت سائلا

أغالك (٢) سهل الأرض أم غالك الجبل

فيا ليت شعري هل لك الدهر رجعة

فحسبي من الدنيا رجوعك لي بجل (٣)

تذكّرنيه الشمس عند طلوعها

وتعرض ذكراه إذا قارب الطّفل (٤)

وإن هبّت الأرواح هيّجن ذكره

فيا طول ما حزني عليه وما وجل

سأعمل نص العيش (٥) في الأرض جاهدا

ولا أسأم التطواف أو تسأم الإبل

حياتي أو تأتي عليّ منيّتي

وكل امرئ فان وإن غرّه الأمل

وأوصي به قيسا وعمرا كليهما

وأوصي يزيدا ثمّ من بعدهم جبل

يعني جبلة بن حارثة أخا زيد ، وكان أكبر من زيد ، ويعني يزيد أخا زيد لأمه ، وهو يزيد بن كعب بن شراحيل ، قال : فحج ناس من كلب فرأوا زيدا فعرفهم وعرفوه ، فقال : أبلغوا أهل هذه الأبيات فإني أعلم أنهم قد جزعوا علي ؛ وقال (٦) :

ألكني (٧) إلى قومي وإن كنت نائيا

بأني فطين (٨) بالبيت عند المشاعر

فكفّوا من الوجد الذي قد شجاكم

ولا تعملوا في الأرض نصّ الأباعر

فإني بحمد الله في خير أسرة

كرام معدّ كابرا بعد كابر

قال : فانطلق الكلبيون فأعلموا أباه فقال : ابني ورب الكعبة ، ووصفوا له موضعه وعند من هو ، فخرج حارثة وكعب ابنا شراحيل بفدائه وقدما مكة ، فسألا عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فقيل : هو في المسجد ، فدخلا عليه فقالا : يا ابن عبد الله ، يا ابن عبد المطلب ، يا ابن

__________________

(١) الأبيات في طبقات ابن سعد ٣ / ٤١ وسيرة ابن هشام ١ / ٢٦٥ والاستيعاب ١ / ٥٤٦ وأسد الغابة ٢ / ١٢٩ ـ ١٣٠ والوافي بالوفيات ١٥ / ٢٧.

(٢) غال : أهلك.

(٣) بجل بمعنى حسب.

(٤) الطفل ساعة الغروب ، يقال : طفلت الشمس للغروب : دنت منه وفي سيرة ابن هشام : إذا غربها أفل.

(٥) في المصادر : «العيس» وهي الإبل ، والنص : استخراج أقصى ما لديها من السير.

(٦) الأبيات في الاستيعاب وابن سعد وأسد الغابة.

(٧) كذا بالأصل ، وعلى هامشه : «أحن» ، وهي عبارة الاستيعاب وأسد الغابة.

(٨) كذا ، وفي ابن سعد : «قطين» ، وفي الاستيعاب وأسد الغابة : قصيد.

٣٤٧

هاشم ، يا ابن سيد قومه ، أنتم أهل حرم الله وجيرانه وعند بيته تفكون العاني وتطعمون الأسير ، جئناك في ابتياع عبدك (١) ، فامنن علينا وأحسن إلينا في فدائه ، فإنا سنرفع لك في الفداء ، قال : ما هو؟ قالوا : زيد بن حارثة ، فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : [فهلّا غير ذلك قالوا : ما هو؟ قال : دعوه فخيروه فإن اختاركم فهو لكما بغير فداء ، وإن اختارني فو الله ما أنا بالذي أختار على من اختارني أحدا ، قالا : قد زدتنا على النصف وأحسنت.](٢).

قال : فدعاه فقال : «هل تعرف هؤلاء؟» قال : نعم ، قال : «من هما؟» قال : هذا أبي ، وهذا عمي ، قال : «فأنا من قد علمت ورأيت صحبتي لك فاخترني أو اخترهما» ، فقال زيد : ما أنا بالذي اختار عليك أحد ، أنت مني بمكان الأب والعم ، فقالا : ويحك يا زيد أتختار العبودية على الحرية ، وعلى أبيك وعمك وأهل بيتك؟ قال : نعم ، إني قد رأيت من هذا الرجل شيئا ما أنا بالذي اختار عليه أحدا أبدا ، فلما رأى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ذلك أخرجه إلى الحجر ، فقال : «يا من حضر ، اشهدوا أن زيدا ابني أرثه ويرثني» ، فلما رأى ذلك أبوه وعمه طابت أنفسهما وانصرفا ، فدعي زيد بن محمد حتى جاء الله بالإسلام ، هذا كله حدّثنا به هشام بن محمد بن السائب الكلبي ، عن أبيه ، وعن جميل بن مزيد (٣) الطائي وغيرهما ، وقد ذكر بعض الحديث عن أبيه ، عن أبي صالح ، عن ابن عباس ، وقال في إسناده عن ابن عباس ، فزوّجه رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم زينب بنت جحش بن رئاب الأسدية ، وأمها أميمة بنت عبد المطّلب بن هاشم ، فطلّقها زيد بعد ذلك ، فتزوجها رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم فتكلم المنافقون في ذلك وطعنوا فيه ، وقالوا : يا محمد يحرم نساء الولد وقد تزوج امرأة ابنه زيد ، فأنزل الله عزوجل : (ما كانَ مُحَمَّدٌ أَبا أَحَدٍ مِنْ رِجالِكُمْ وَلكِنْ رَسُولَ اللهِ وَخاتَمَ النَّبِيِّينَ) إلى آخر الآية (٤) ، وقال : ادعوهم لآبائهم ، فدعي يومئذ زيد بن حارثة ، ودعي الأدعياء إلى آبائهم ، فدعي المقداد إلى عمرو ، وكان يقال له قبل ذلك المقداد بن الأسود ، وكان الأسود بن عبد يغوث الزهري قد تبنّاه [٤٤٧٥].

__________________

(١) ابن سعد : «جئناك في ابننا عندك» وفي الاستيعاب : في ابننا عبدك.

(٢) ما بين معكوفتين مكانه بالأصل سطران تصويرهما غير واضح والكلام مطموس تماما ، والعبارة استدركناها عن م وابن سعد ٣ / ٤٢ وانظر الاستيعاب ١ / ٥٤٧ وأسد الغابة ٢ / ١٣٠.

(٣) في ابن سعد : مرثد.

(٤) سورة الأحزاب ، الآية : ٤٠.

٣٤٨

وقد رويت هذه القصة من رواية أهل بيت أسامة ، وقد تقدمت في مواضع أخر بإسنادها.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي ، وأبو العز ثابت بن منصور ، قالا : أنا أبو طاهر أحمد بن الحسن ـ زاد أبو البركات : وأبو الفضل بن خيرون ، قالا : ـ أنا أبو الحسين الأصبهاني ، أنا أبو الحسين محمد بن أحمد بن إسحاق ، أنا عمر بن أحمد بن إسحاق ، نا خليفة بن خياط ، قال (١) : زيد بن حارثة بن شراحيل بن كعب بن عبد العزّى بن يزيد بن امرئ القيس بن عامر بن النعمان بن عامر بن عبد ودّ بن امرئ القيس بن النعمان بن عمران بن عبد عوف بن كنانة بن عذرة بن زيد اللات بن رفيدة (٢) بن وبرة بن كلب بن وبرة ، أمه سعدى بنت ثعلبة امرأة من بني معن من طيّئ ، استشهد في حياة رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يوم مؤتة مع جعفر بن أبي طالب سنة سبع ، يكنى أبا أسامة ، ويقال غير ذلك.

أخبرنا أبو غالب أحمد ، وأبو عبد الله يحيى ابنا أبي علي ، قالا : أنا أبو الحسين بن الآبنوسي ، أنا أحمد بن عبيد إجازة ، نا محمد بن الحسين ، نا ابن أبي خيثمة ، أنا مصعب ، قال : ولدت أم أيمن لزيد بن حارثة أسامة بن زيد ، وبه كان يكنى زيد ـ يعني بأسامة ، يعني أن كنية زيد بن حارثة أبو أسامة ـ.

قرأت على أبي عبد الله بن البنا ، عن أبي تمام علي بن محمد قال : أنبأ أبو بكر بن بيري (٣) قراءة ، نا محمد بن الحسين الزعفراني ، نا ابن ... (٤) زيد بن حارثة بن شراحيل الكلبي ... (٥) من رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم منه.

أنبأنا أبو محمد بن الآبنوسي ، ثم أخبرنا أبو الفضل بن ناصر عنه ، أنا أبو محمد الجوهري ، أنا أبو الحسين بن المظفّر ، أنا أحمد بن علي بن الحسن ، أنا أحمد بن عبد الله بن عبد الرحيم ، قال : قال ابن هشام : زيد بن حارثة بن شراحيل بن كعب بن

__________________

(١) طبقات خليفة بن خياط ص ٣٢ رقم ١٥.

(٢) بالأصل : وقدة ، والصواب عن طبقات خليفة.

(٣) بالأصل : يبره.

(٤) ثلاثة أسطر تصويرها غير واضح وقد طمست تماما والخبر بتمامه سقط من م.

(٥) لفظة غير واضحة بالأصل ورسمها : «اله؟؟؟» تركنا مكانها بياضا.

٣٤٩

عبد العزّى بن امرئ القيس بن عامر بن النعمان بن عامر بن عبد الله بن عوف بن كنانة بن بكر بن عوف بن عذرة بن زيد الله (١) بن رفيدة بن كلب بن وبرة بن الحاف بن قضاعة ، ويقال أن أم زيد سعاد بنت زيد من طي ، واستشهد زيد بن حارثة يوم مؤتة.

أنبأنا أبو الغنائم محمد بن علي ، ثم حدّثنا أبو الفضل بن ناصر ، أنا أحمد بن الحسن ، والمبارك بن عبد الجبار ، ومحمد بن علي ـ واللفظ له ـ قالوا : أنا أبو أحمد ـ زاد أحمد : وأبو الحسين الأصبهاني ، قالوا : ـ أنا أحمد بن عبدان ، أنا محمد بن سهل ، أنا محمد بن إسماعيل ، قال (٢) : زيد بن حارثة بن شراحيل بن عبد العزّى ، مولى النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم ويقال : إنه من كلب من اليمن ، قتل في عهد النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم.

أخبرنا أبو محمد السلمي ، نا أبو بكر الخطيب ح.

وأخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي ، أنا أبو بكر بن الطبري ، قالا : أنا أبو الحسين بن الفضل ، أنا عبد الله بن جعفر ، نا يعقوب ، قال : زيد بن حارثة بن شراحيل بن كعب بن عبد العزّى بن يزيد بن امرئ القيس الكلبي ، مولى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم شهد بدرا.

أخبرنا أبو الفتح نصر الله بن محمد ، أنا أبو الفتح نصر بن إبراهيم ، أنا أبو الفتح سليم بن أيوب ، أنا طاهر بن محمد بن سليمان ، أنا علي بن إبراهيم بن أحمد ، نا يزيد بن محمد بن إياس ، قال : سمعت محمد بن أحمد القاضي المقدّمي يقول : زيد (٣) ابن حارثة الكلبي مولى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يكنى أبا أسامة.

أخبرنا أبو جعفر محمد بن أبي علي ، أنا أبو بكر الصفار ، أنا أبو بكر أحمد بن علي بن منجويه ، أنا أبو أحمد الحاكم ، قال : أبو أسامة زيد بن حارثة بن شرحبيل ـ ويقال : شراحيل ـ بن كعب بن عبد العزّى بن يزيد بن امرئ القيس بن عامر بن النعمان بن عامر بن عدي بن امرئ القيس بن النعمان بن عمران بن عبد عوف بن كنانة بن عذرة بن زيد اللات بن رفيدة بن وبرة مولى النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم من كلب من اليمن ، وأمه سعدى بنت ثعلبة امرأة من بني معن بن طيّئ والد أسامة ، استشهد في حياة

__________________

(١) كذا بالأصل هنا ، وقد مضى : زيد اللات.

(٢) التاريخ الكبير ٢ / ١ / ٣٧٩.

(٣) بالأصل : «وفد» خطأ.

٣٥٠

رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يوم مؤته مع جعفر بن أبي طالب سنة سبع ، رضوان الله عليه.

أخبرنا أبو عبد الله محمد بن غانم ، أنا عبد الرحمن بن محمد بن إسحاق ، أنا أبي ، قال : زيد بن حارثة بن شراحيل بن كعب بن عبد العزّى بن يزيد بن امرئ القيس الكلبي من كلب اليمن ، مولى النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، يكنى أبا أسامة ، وكان يدعى زيد بن محمد حتى نزلت (ادْعُوهُمْ لِآبائِهِمْ) الآية (١) ، شهد بدرا ، وآخى النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم بينه وبين حمزة ، ومات بمؤتة ... (٢) ...

حب رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، له صحبة ورواية ، وأخوه جبلة بن حارثة (٣) له صحبة ورواية ، وابنه أسامة بن زيد بن حارثة ، الحبّ بن الحبّ ، مات رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم وهو أمير وله رواية.

أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي ، أنا الحسن بن علي ، أنا أبو عمر بن حيّوية ، أنا أحمد بن معروف ، أنا الحسين بن الفهم ، نا محمد بن سعد (٤) ، أنا محمد بن عمر ، نا محمد بن الحسن بن أسامة بن زيد ، عن أبيه ، قال : كان بين رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم وبين زيد بن حارثة عشر سنين ، رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم أكبر (٥) منه ، وكان زيد رجلا قصيرا أدم شديد الأدمة ، في أنفه فطس ، وكان يكنى أبا أسامة ، كذا جاءت صفته في هذه الرواية.

وروي من وجه آخر : أنه كان أبيض شديد البياض ، وكان ابنه أسامة أسود ، ولذلك أعجب النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم يقول مجزّز (٦) المدلجي القائف حين قال إنّ هذه الأقدام بعضها من بعض ، فالله أعلم (٧).

أخبرنا أبو غالب أحمد ، وأبو عبد الله يحيى ابنا الحسن بن البنا ، قالا : أنا أبو الحسين بن الآبنوسي ، أنا أحمد بن عبيد إجازة ، نا محمد بن الحسين ، نا ابن أبي

__________________

(١) سورة الأحزاب ، الآية : ٥.

(٢) حوالي ثلاثة أسطر تصويرها غير واضح بالأصل ، والكلام مطموس غير مقروء ، لم نحله وسقط الخبر من م.

(٣) وهو أكبر سنا من زيد ، ترجمته في الإصابة ١ / ٢٢٢.

(٤) طبقات ابن سعد ٣ / ٤٤.

(٥) بالأصل : أكثر. والصواب عن ابن سعد.

(٦) إعجامها مضطرب بالأصل وقد تقرأ : مخزر أو مخزز ، وفي م : محرز ، والذي أثبت عن سير الأعلام ١ / ٢٢٢.

(٧) الخبر نقله الذهبي في سير الأعلام ، وانظر تخريجه فيه.

٣٥١

خيثمة ، نا محمد بن سليمان الأسدي ، نا خديج ، عن أبي إسحاق ، قال : كان جبلة في الحي فأتاه الحي فقالوا : أنت أكبر أم زيد؟ فقال : زيد أكبر مني ، وأنا ولدت قبله وسأخبركم أن أمّنا كانت من طي فماتت فبقينا في حجر جدنا فأتى عماي وقالا لجدنا : نحن أحق بابني أخينا ، فقال : ما عندنا خير لهما فاتيا (١) فقال : خذا جبلة ودعا زيد ، فأخذاني فانطلقا بي ، فجاءت خيل من تهامة فأصابت زيدا فترامت به الأشياء حتى وقع إلى خديجة فوهبته لرسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم فأعتقه (٢).

أنبأنا أبو سعد المطرّز ، وأبو علي الحداد ، وقالا : أنا أبو نعيم ح.

وأخبرنا أبو البركات الأنماطي ، أنا أبو الفضل بن خيرون ، أنا أبو القاسم بن بشران ، قالا : أنا أبو علي بن الصّوّاف ، نا محمد بن عثمان بن أبي شيبة ، نا عمي أبو بكر ، نا أبو أسامة ، نا عبد الملك بن أبي سليمان ، نا أبو فزارة ، قال (٣) : أبصر رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم زيد بن حارثة غلاما ذا ذؤابة قد أوقعه (٤) قومه بالبطحاء ليبيعوه فأتى خديجة فقال : «رأيت غلاما بالبطحاء قد أوقعوه (٥) ليبيعوه فلو كان لي ثمنه لاشتريته» ، قالت : وكم ثمنه؟ قال : سبع مائة ، قالت : خذ سبع مائة فاذهب فاشتره ، فاشتراه فجاء به إليها ، فقال : أما أنه لو كان لي أعتقته ، قالت : فهو لك ، فأعتقه [٤٤٧٦].

أخبرتنا أم البهاء فاطمة بنت محمد ، قالت : أنا أبو طاهر أحمد بن محمود ، أنا أبو بكر بن المقرئ ، نا محمد بن جعفر المنبجي (٦) الزّرّاد (٧) ، قال : قال عبيد الله بن سعد : وذكر عمي يعقوب ، عن أبيه أن زيد بن حارثة الكلبي مولى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم كان الزبير ابتاعه ببعض الشام فباعه من عمته خديجة بنت خويلد فوهبته للنبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم فأعتقه.

أنبأنا أبو محمد عبد الله بن علي ، ثم حدّثنا أبو الفضل بن ناصر عنه ، أنا أبو

__________________

(١) كذا رسمها وفي م : فاتيا.

(٢) الخبر نقله الذهبي في سير الأعلام من طريق لوين ، ١ / ٢٢٣.

(٣) الخبر في سير الأعلام ١ / ٢٢٣.

وأبو فزارة هو راشد بن كيسان العبسي الكوفي انظر الاستيعاب ٤ / ٤٩.

(٤) في سير الأعلام : أوقفه ، وهو الظاهر.

(٥) كذا ، ولعله : أوقفوه.

(٦) إعجامها غير واضح ورسمها مضطرب بالأصل وم والصواب ما أثبت.

(٧) مهملة بالأصل ورسمها غير واضح وفي م : الزاد والصواب ما أثبت ، راجع الأنساب (الزراد ـ والمنبجي).

٣٥٢

[محمّد الجوهري ، أنا أبو الحسين بن المظفر ، أنا أبو علي المدائني ، أنا أحمد بن عبد الله بن عبد الرحيم البرقي ، أنا ابن هشام قال : قدم حكيم بن حزام من الشام برقيق فيهم زيد بن حارثة ـ واستوهبته منه عمّته خديجة وهي يومئذ عند رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم فوهبه له فوهبته لرسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم فأعتقه وتبناه وذلك قبل أن يوحى إليه وقدم أبوه وهو عند رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم](١) ، فقال له رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «إن شئت فأقم عندي ، وإن شئت فانطلق مع أبيك» ، قال : بل أقيم عندك ، فلم يزل عند رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم حتى بعثه الله فصدّقه وأسلم فصلّى معه ، فلما أنزل الله (ادْعُوهُمْ لِآبائِهِمْ)(٢) ، قال : أنا زيد بن حارثة [٤٤٧٧].

أخبرنا أبو سعد المطرّز ، وأبو علي الحداد في كتابيهما ، قالا : أنا أبو نعيم.

ح وأخبرنا أبو البركات الأنماطي ، أنا أبو الفضل بن خيرون ، أنا عبد الملك بن محمد ، قالا : أنبأ أبو علي بن الصّوّاف ، نا محمد بن عثمان بن أبي شيبة ، نا المنجاب بن الحارث ، أنا علي بن هاشم بن البريد (٣) ، عن محمد ، ويحيى ابني سلمة ، عن أبيهما ، عن حبّة ، عن علي ، قال : أسلم زيد بن حارثة مولى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم فكان أول ذكر أسلم وصلّى بعد علي بن أبي طالب.

أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي ، أنا الحسن بن علي ، أنبأنا أبو عمر بن حيّوية ، أنا الحسين بن الفهم ، نا محمد بن سعد (٤) ، أنبأ محمد بن عمر ، حدّثني ابن موهب ، عن نافع بن جبير ، قال : وحدّثني محمد بن الحسن بن أسامة ، عن حسن المازني ، عن يزيد (٥) بن عبد الله بن قسيط ، عن محمد بن أسامة بن زيد ، قال : وحدّثني ربيعة بن عثمان ، عن عمران بن أبي أنس ، قال : ونا مصعب بن ثابت ، عن أبي الأسود ، عن سليمان بن يسار ، قال : وحدّثني ابن أبي ذئب ، عن الزهري ، قالوا (٦) : أول من أسلم زيد بن حارثة.

أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر ، أنا أبو حامد أحمد بن الحسن بن محمد ، أنا محمد بن عبد الله بن حمدون ، أنا أبو حامد بن الشرقي ، نا محمد بن يحيى الذّهلي ، نا

__________________

(١) سطران تصويرهما غير واضح والكلام مطموس بالأصل والزيادة عن م.

(٢) سورة الأحزاب ، الآية : ٥.

(٣) بالأصل : اليزيد ، والصواب ما أثبت ، انظر ترجمته في سير الأعلام ٨ / ٣٤٢.

(٤) طبقات ابن سعد ٣ / ٤٤ ونقله الذهبي في سير الأعلام ١ / ٢٢٤.

(٥) في ابن سعد : «عن» والصواب ما أثبت ، انظر ترجمته في سير الأعلام ٥ / ٢٦٦.

(٦) عن ابن سعد ، وبالأصل : قال.

٣٥٣

سعيد بن أبي مريم ، أنا ابن لهيعة ، حدّثني أبو الأسود ، عن عروة بن الزبير ، قال : أول من أسلم زيد بن حارثة ح.

قال : ونا سعيد بن أبي مريم ، أنا ابن لهيعة ، حدّثني عقيل بن خالد ، عن ابن شهاب ، عن عروة بمثله.

أنبأنا أبو محمد بن الآبنوسي.

وأخبرني أبو الفضل عنه ، أنا الحسن بن علي ، أنا أبو الحسين بن مظفّر ، أنا أبو علي المدائني ، أنا أحمد بن عبد الله بن عبد الرحيم ، نا محمد بن أبي السّري ، عن عبد الرزاق ، عن معمر ، عن الزهري ، قال : ما علمنا أحدا أسلم قبل زيد بن حارثة.

أخبرنا أبو البركات ، أنا أبو الفضل بن خيرون ، أنبأ أبو القاسم بن بشران ، أنا أبو علي بن الصّوّاف ، أنا محمد بن عثمان ، نا المنجاب ، أنا أبو هشام محمد بن زائدة ، قال : سمعت زائدة بن قدامة الثقفي قال : أول من أسلم من الرجال زيد بن حارثة.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا أبو الحسين بن النّقّور ، أنا أبو طاهر المخلّص ، أنا رضوان بن أحمد ، أنا أحمد بن عبد الجبار ، نا يونس بن بكير ، عن محمد بن إسحاق ، قال : وأظهر علي وزيد إسلامهما فكبر ذلك على قريش ، وكان أول من اتّبع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم خديجة بنت خويلد زوجته ، ثم كان أول ذكر آمن به علي وهو يومئذ ابن عشر سنين ، ثم زيد بن حارثة ، ثم أبو بكر الصديق عليهم‌السلام (١).

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر ، أنا أبو نصر عبد الرّحمن بن علي بن محمد بن موسى ، نا أبو العباس محمد بن أحمد بن محمد بن محمد السّليطي ، أنا أبو حامد بن الشرقي ، نا أحمد بن حفص ، حدّثني أبي ، حدّثني إبراهيم بن طهمان ، عن موسى بن عقبة ، عن سالم بن عبد الله ، عن عبد الله بن عمر أنه قال : ما كنا نسمي زيد بن حارثة الكلبي إلّا زيد بن محمد حتى نزل القرآن : (ادْعُوهُمْ لِآبائِهِمْ هُوَ أَقْسَطُ عِنْدَ اللهِ)(٢).

أخبرناه عاليا أبو عبد الله الفراوي ، أنا محمد بن علي بن محمد الخشاب ، وسعيد بن أحمد بن محمد بن نعيم ح.

__________________

(١) انظر أسد الغابة ٢ / ١٣١.

(٢) سورة الأحزاب ، الآية : ٥.

٣٥٤

وأخبرناه أبو القاسم زاهر بن طاهر ، أنا سعيد بن أحمد ، وأبو حامد الأزهري ح.

وأخبرنا أبو القاسم أيضا ، قال : قرئ على أبي عثمان البحيري ح.

وأخبرنا أبو سعد إسماعيل بن أبي صالح أحمد بن عبد الملك ، وأبو عبد الله الحسين بن أحمد بن علي البيهقي ، وأبو القاسم الشّحّامي ، قالوا : أنا أحمد بن منصور بن خلف ، قالوا : أنا أبو محمد الحسن بن أحمد بن محمد المخلدي ـ زاد ابن خلف : وأبو الفضل عبد الله بن محمد الفامي ح.

وأخبرناه أبو عبد الله الفراوي ، وأبو الفضل محمد بن إسماعيل الفضيلي ، وأم البهاء فاطمة بنت محمد بن أحمد ، قالوا : أنا سعيد بن محمد بن أحمد ، أنا عبيد الله بن محمد القاضي ، قالا : أنا أبو العباس السراج ، نا قتيبة بن سعيد ، نا يعقوب بن عبد الرّحمن ، عن موسى بن عقبة ، عن سالم ، عن أبيه ، قال : ـ وفي حديث المخلدي : أنه كان يقول : ـ ما كنا ندعو زيد بن حارثة إلّا زيد بن محمد حتى نزل القرآن : (ادْعُوهُمْ لِآبائِهِمْ هُوَ أَقْسَطُ عِنْدَ اللهِ)(١).

وحدّثناه أبو عبد الله يحيى بن الحسن ـ لفظا ـ وأبو القاسم بن السّمرقندي ـ قراءة ـ قالا : أنا أبو الحسين بن النّقّور ، أنا محمد بن عبد الله بن الحسين الدقاق ، نا محمد بن هارون الحضرمي ، نا محمد بن زياد بن عبيد الله ، نا فضيل بن سليمان ، نا موسى بن عقبة ، نا سالم ، عن ابن عمر ، قال : ما كنا ندعو زيد بن حارثة إلّا زيد بن محمد ، قال : فنزلت : (ادْعُوهُمْ لِآبائِهِمْ هُوَ أَقْسَطُ عِنْدَ اللهِ).

وأخبرناه أبو محمد إسماعيل بن أبي القاسم بن أبي بكر ، أنا عمر بن أحمد بن عمر ، أنا أبو أحمد الحسن بن علي التميمي ، أنا محمد بن إسحاق بن خزيمة ، حدّثني بشر بن معاذ العقدي ، نا محمد بن عبد الرّحمن ، نا موسى بن عقبة ، عن سالم بن عبد الله ، عن أبيه ، قال : ما كنا ندعوه إلّا زيد بن محمد حتى نزل القرآن : (ادْعُوهُمْ لِآبائِهِمْ) فدعوناه زيد بن حارثة.

أخبرنا أبو غالب ، وأبو عبد الله ابنا البنا ، قالا : أنا أبو الحسين بن الآبنوسي ، أنا

__________________

(١) والخبر نقله الذهبي في سير الأعلام ١ / ٢٢٤ وانظر تخريجه فيه وما لا حظه محققه.

٣٥٥

أحمد بن عبيد ، إجازة ، نا محمد بن الحسين ، نا ابن أبي خيثمة ، نا ابن الأصبهاني ، أنا يحيى بن اليمان ، عن سفيان ، عن بشير بن دعلوق ، عن علي بن حسين : (ما كانَ مُحَمَّدٌ أَبا أَحَدٍ مِنْ رِجالِكُمْ)(١) قال : نزلت في زيد بن حارثة.

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر ، أنبأ أبو بكر البيهقي ، أنا أبو نصر أحمد بن علي بن أحمد الفامي ، أنا محمد بن المؤمّل ، نا الفضل بن محمد ، حدّثنا منجاب ، أنبأ علي بن مسهر ، عن إسماعيل بن أبي خالد ، عن أبي عمرو الشيباني ، أخبرني جبلة بن حارثة ، قال : قدمت على رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم فقلت : يا رسول الله ابعث معي أخي زيدا ، قال : «هو ذا ، وإن انطلق لم أمنعه» فقال زيد : لا والله يا رسول الله لا اختار عليك أحدا أبدا ، قال : فرأيت رأي أخي أفضل من رأيي (٢) [٤٤٧٨].

أخبرتنا به عاليا أم المجتبى العلوية ، قالت : قرئ على إبراهيم بن منصور ، أنا أبو بكر بن المقرئ ، أنا أبو يعلى ، نا عبد الغفار بن عبد الله بن الزّبير الموصلي ، ثنا علي بن مسهر ، عن إسماعيل بن أبي خالد ، عن أبي عمرو الشيباني ، حدّثني جبلة بن حارثة ، قال : أتيت النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم فقلت : يا رسول الله أرسل معي أخي زيدا ، قال : «هو ذا ، إن ذهب معك لم أمنعه» ، قال زيد : لا والله يا رسول الله لا أختار عليك أحدا (٣) ، قال جبلة : فكان رأي زيد أصوب من رأيي.

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين ، أنا أبو طالب بن غيلان ، أنا أبو إسحاق المزكّي ، نا أحمد بن حمدون بن رستم ، نا الوليد بن عمرو بن السكين ، نا عمرو بن النّضر ، نا إسماعيل بن أبي خالد ، عن أبي عمرو الشيباني ، عن ابن حارثة ، قال : أتيت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فقلت : أرسل معي أخي ، فقال : «ها هو ذا بين يديك ، إن ذهب فليس أمنعه» ، قال : والله لا أختار عليك يا رسول الله أحدا ، قال : فوجدت قول أخي خيرا من قولي [٤٤٧٩].

قال الدارقطني : غريب من حديث إسماعيل ، وقد روي عن علي بن مسهر أيضا

__________________

(١) سورة الأحزاب : ٤٠.

(٢) نقله الذهبي في سير الأعلام ١ / ٢٢٤ ـ ٢٢٥ وأخرجه الحاكم في مستدركه ٣ / ٢١٤ من طريق علي بن مسهر وصححه.

(٣) بالأصل : أحد.

٣٥٦

كذلك ، وابن حارثة صاحب النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم هو جبلة بن حارثة أخو زيد ، وهو عمّ أسامة ، روى عنه أبو إسحاق السبيعي.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، وأبو غالب أحمد بن علي بن الحسين الجكي (١) ، قالا : أنا أبو الحسين بن النّقّور ، أنا أبو الحسين محمد بن عبد الله بن الحسين ، نا عبيد الله بن عبد الصمد بن المهتدي بالله ، نا الوليد بن حمّاد الرملي ـ بالرملة ـ نا الحسين بن أبي السّري ، نا الحسن بن محمد بن أعين ، نا حفص بن سليمان الأسدي ، عن الكميت بن زيد ، حدّثني مذكور مولى زينب ابنة جحش ، عن زينب بنت جحش ، قالت :

خطبني عدة من قريش ، فأرسلت أختي حمنة إلى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم أستشيره ، فقال لها رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «أين هي ممن يعلمها كتاب ربّها عزوجل وسنّة نبيها صلى‌الله‌عليه‌وسلم» قالت : ومن هو يا رسول الله؟ قال : «زيد بن حارثة» ، قالت : فغضبت حمنة غضبا شديدا ، وقالت : يا رسول الله أتزوج ابنة عمتك مولاك؟ قالت : وجاءتني فأخبرتني ، فغضبت أشد من غضبها ، وقلت أشد من قولها ، فأنزل الله عزوجل : (وَما كانَ لِمُؤْمِنٍ وَلا مُؤْمِنَةٍ إِذا قَضَى اللهُ وَرَسُولُهُ أَمْراً أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ)(٢) ، فأرسلت إلى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : زوّجني من شئت ، فزوّجني زيد بن حارثة ، فأخذته بلساني ، فشكاني إلى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم فقال : «أمسك عليك زوجك واتّق الله» فقال : أطلقها يا رسول الله ، قالت : فطلّقني ، فلما انقضت عدتي لم أعلم إلّا ورسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم قد دخل عليّ وأنا مكشوفة الرأس الشعر فلما رأيت ذلك علمت أنه من أمر السماء فقلت : يا رسول الله لا خطبة ولا إشهاد؟ قال : «الله عزوجل المزوّج وجبريل الشاهد» [٤٤٨٠].

أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي ، أنا الحسن بن علي ، أنا أبو عمر بن حيّوية ، أنا أحمد بن معروف ، نا الحسين بن الفهم ، نا محمد بن سعد (٣) ، أنا هشام بن محمد بن السائب الكلبي ، عن أبيه ، وعن شرقيّ بن قطاميّ وغيرهما ، قالوا :

أقبلت أم كلثوم بنت عقبة بن أبي معيط ، وأمها أروى بنت كريز بن ربيعة بن

__________________

(١) بالأصل : «الحلى؟؟؟» والمثبت عن فهارس شيوخ ابن عساكر (المطبوعة : عاصم ـ عائذ ص ٦٤١).

(٢) سورة الأحزاب ، الآيتان : ٣٦ و ٣٧ وبالأصل : تكون.

(٣) طبقات ابن سعد ٣ / ٤٤ ـ ٤٥.

٣٥٧

حبيب بن عبد شمس وأمها أم حكيم ، وهي البيضاء بنت عبد المطّلب بن هاشم ، مهاجرة إلى النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم بالمدينة ، فخطبها الزّبير بن العوّام ، وزيد بن حارثة ، وعبد الرّحمن بن عوف ، وعمرو بن العاص ، فاستشارت أخاها لأمها عثمان ، فأشار عليها أن تأتي النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم فأتته ، فأشار عليها بزيد بن حارثة فتزوجته ، فولدت له زيد بن زيد ورقيّة ، فهلك زيد وهو صغير وماتت رقيّة في حجر عثمان ، وطلّق زيد بن حارثة أمّ كلثوم وتزوّج درّة بنت أبي لهب ، ثم طلّقها وتزوج هند بنت العوام (١) ، ثم زوّجه رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم أم أيمن حاضنة رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ومولاته ، وجعل له الجنة فولدت له أسامة ، فكان يكنى به ، وشهد زيد بدرا وأحدا واستخلفه رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم على المدينة حين خرج النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم إلى المريسيع ، وشهد الخندق والحديبية وخيبر ، وكان من الرماة المذكورين من أصحاب رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم.

أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني ، نا أبو بكر الخطيب ، أنا أبو الحسين محمد بن الحسين بن الفضل القطان ، أنبأ أبو بكر محمد بن عبد الله بن عتّاب ، أنا القاسم بن عبد الله بن المغيرة الجوهري ، أنبأ إسماعيل بن أبي أويس ، نا إسماعيل بن إبراهيم ، عن عمه موسى بن عقبة ، قال في تسمية من شهد بدرا من بني هاشم : زيد بن حارثة.

أخبرتنا أم البهاء فاطمة بنت محمد ، قالت : أنا أحمد بن محمود ، أنا أبو بكر بن المقرئ ، نا محمد بن جعفر المنبجي (٢) ، حدّثنا عبيد الله بن سعد ، نا عمي ، عن أبيه ، عن ابن إسحاق ، قال في تسمية من شهد بدرا من بني هاشم : زيد بن حارثة بن شرحبيل بن كعب بن عبد العزّى بن يزيد بن امرئ القيس الكلبي ، وأنعم الله عليه (٣).

أخبرنا أبو عبد الله محمد بن غانم ، أنا عبد الرّحمن بن مندة ، أنبأ أبي ، أنا محمد بن يعقوب ح.

وأخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا أبو الحسين بن النّقّور ، أنا أبو طاهر المخلّص ، قال : أخبرنا رضوان بن أحمد ، قالا : أنا أحمد بن عبد الجبار العطاردي ، نا

__________________

(١) قسم من اللفظة مطموس بالأصل وهي غير مقروءة ، والمثبت عن ابن سعد.

(٢) بدون نقط بالأصل ، والصواب ما أثبت ، انظر الأنساب (المنبجي).

(٣) انظر سيرة ابن هشام ٢ / ٣٣٣ وسير الأعلام ١ / ٢٢٥ وقوله «بن يزيد» ليس في سيرة ابن هشام.

٣٥٨

يونس بن بكير ، عن ابن إسحاق ، قال في تسمية من شهد بدرا : ـ قال رضوان : من (١) قريش : من بني هاشم ـ زيد بن حارثة بن شراحيل الكلبي.

أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي ، أنا الحسن بن علي ، أنبأ أبو عمر بن حيّوية ، أنا عبد الوهاب بن أبي حيّة ، أنا محمد بن شجاع ، أنا محمد بن عمر الواقدي (٢) ، قال في تسمية من شهد بدرا : زيد بن حارثة.

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد ، أنبأ أبو بكر بن الطبري ، أنبأ أبو الحسين بن الفضل ، أنا عبد الله بن جعفر ، ثنا يعقوب ، نا أبو عاصم الضّحّاك بن مخلد ، عن يزيد بن أبي عبيد ، عن سلمة بن الأكوع ، قال : غزوت مع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم سبع غزوات ، ومع زيد بن حارثة تسع غزوات ، يؤمره علينا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم (٣).

أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي ، أنا الحسن بن علي ، أنا أبو عمر بن حيّوية ، أنبأ أحمد بن معروف ، نا الحسين بن الفهم ، نا محمد بن سعد (٤) ، أنا محمد بن عمر ، حدّثني محمد بن الحسن بن أسامة ، عن أبي الحويرث ، قال : خرج زيد بن حارثة أمير سبع سرايا أولها القردة (٥) ، فاعترض العير فأصابوها ، وأفلت أبو سفيان وأعيان القوم ، وأسر فرات بن حيّان العجلي يومئذ ، وقدم بالعير على النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم فخمّسها.

أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني ، نا عبد العزيز بن أحمد ، أنا أبو محمد بن أبي نصر ، أنبأ أبو القاسم بن أبي العقب ، أنا أبو عبد الملك أحمد بن إبراهيم ، نا محمد بن عائذ ، نا الوليد ، قال : وحدّثني عبد الله بن لهيعة ، عن أبي الأسود ، عن عروة ، قال :

لما قدم رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم المدينة على الأنصار مهاجرة إليها وجه الأنصار خلفاء ممن حولهم من قبائل العرب ، وبينهم وبينهم عهد وعقد على من نصرهم وعلى من قاتلهم من غيرهم من قبائل العرب فأخبروه بذلك ، وأمرهم رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم أن يبرءوا إليهم من

__________________

(١) بالأصل : «بن» خطأ.

(٢) مغازي الواقدي ١ / ١٥٣.

(٣) سير الأعلام ١ / ٢٢٥.

(٤) طبقات ابن سعد ٣ / ٤٥.

(٥) القردة : من أرض نجد بين الربذة والغمرة ناحية ذات عرق.

انظر في هذه السرية مغازي الواقدي ١ / ١٩٧ وطبقات ابن سعد ٢ / ٢٤ وخرج فيها زيد لهلال جمادى الآخرة على رأس سبعة وعشرين شهرا.

٣٥٩

حلفهم ، وأن يؤذنوهم بحرب ، ففعلوا ، فبعث رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم سراياه إلى من قرب منهم أو .... (١) عنه فيما بينه وبين مكة إلى ما بينهم وبين مؤتة من حسمى جذام (٢) فبعث بضعا وعشرين سرية منها الرجل يبعثه ، وأكثر من ذلك إلى ما بعث من سرية زيد بن حارثة بمؤتة في ستة آلاف.

أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي ، أنا الحسن بن علي ، أنا أبو عمر بن حيّوية ، أنا أبو القاسم عبد الوهاب بن أبي حيّة (٣) ، أنا محمد بن شجاع ، أنا محمد بن عمر ، قال (٤) : فحدّثني محمد ـ يعني ابن أخي الزّهري ـ ، عن الزّهري ، عن عروة ، عن عائشة ، قالت : وقدم زيد بن حارثة من وجهه ذلك ـ يعني من سرية أم قرفة ـ ورسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم في بيتي فأتى زيد ، فقرع الباب ، فقام إليه رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يجر ثوبه عريانا ، ما رأيته عريانا قبله ، حتى اعتنقه وقبّله ، ثم ساءله ، فأخبره بما ظفّره الله.

أخبرنا أبو محمد بن طاوس ، أنا عاصم بن الحسن ، أنا أبو عمر بن مهدي ، نا أبو عبد الله المحاملي ، أنا أحمد بن عثمان بن حكيم ، نا شريح ، نا إبراهيم بن يوسف ، عن أبيه ، عن أبي إسحاق ، عن جبلة أخي زيد ، قال : كان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم إذا لم يغز لم يعط سلاحه إلّا عليا أو زيدا (٥).

أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي ، أنا الحسن بن علي الجوهري ، أنا عبد العزيز بن جعفر بن محمد الخرقي (٦) ، ثنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن يزيد الدقيقي (٧) ، ثنا أحمد بن عثمان بن حكيم ، نا شريح بن مسلمة ، نا إبراهيم بن يوسف ، عن أبيه ، عن أبي إسحاق ، عن جبلة أخي زيد ، قال : أهدى النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم رجلان فأخذ واحدا وأعطى زيدا الآخر.

__________________

(١) كلمة غير مقروءة بالأصل ورسمها في م : «اسنا؟؟؟».

(٢) أرض ببادية الشام بين وادي القرى وبينها ليلتان ، تنزلها جذام (ياقوت).

(٣) بالأصل : حنه ، والصواب ما أثبت قياسا إلى سند مماثل.

(٤) مغازي الواقدي ٢ / ٥٦٥.

(٥) الوافي بالوفيات ١٥ / ٢٧.

(٦) رسمها وإعجامها مضطربان بالأصل : «الحرمى» كذا ، والصواب ما أثبت وضبط عن الأنساب (الخرقى بكسر الخاء وفتح الراء) وهذه النسبة إلى بيع الثياب والخرق ، ذكره السمعاني وترجم له.

(٧) بدون نقط بالأصل والصواب ما أثبت ، راجع الأنساب (الخرقي).

٣٦٠