أبي القاسم علي بن الحسن ابن هبة الله بن عبد الله الشافعي [ ابن عساكر ]
المحقق: علي شيري
الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع
الطبعة: ٠
الصفحات: ٥٤٤
أبي برزة الأسلمي ، أنه دخل على زياد فقال : إن من شر الرّعاء الحطمة ، فقال له : اسكت فإنك من نخالة أصحاب محمد صلىاللهعليهوسلم ، فقال : يا للمسلمين وهل كان لأصحاب محمد صلىاللهعليهوسلم نخالة؟ بل كانوا لبابا ، بل كانوا لبابا ، والله لا أدخل عليك ما كان فيّ الروح.
أخبرنا أبو محمد هبة الله بن سهل بن عمرة [و](١) أبو القاسم تميم بن أبي سعيد بن أبي العباس ، قالا : أنا أبو سعد الجنزرودي (٢) ، أنبأ أبو أحمد محمد بن محمد الحاكم ، أنا محمد بن مروان ، نا هشام بن عمّار ، نا سعيد ، نا إسماعيل ، عن إسماعيل الأودي ، عن ابنة معقل ، قال (٣) : جاء زياد بن أبي سفيان إلى معقل بن يسار فقيل : هذا الأمير على الباب ، فقال : لا يدخل علي أحد غير الأمير ، فدخل ، فألقيت له وسادة فنظر إلى أبي فقال : يا معقل ألّا تزودنا منك شيئا؟ كان الله ينفعنا بأشياء نسمعها منك ، فقال : إني سمعت رسول الله صلىاللهعليهوسلم يقول : «ليس من والي (٤) يلي أمة قلّت أو كثرت لم يعدل فيهم إلّا أكبه الله عزوجل في جهنم» فأطرق ساعة ثم قال : شيئا سمعته من رسول الله صلىاللهعليهوسلم أو من وراء وراء؟ قال : بل سمعته من رسول الله صلىاللهعليهوسلم [٤٤٢١].
أخبرنا أبو الفتح محمد بن علي بن عبد الله المصري ، أنا أبو عبد الله محمد بن عبد العزيز بن محمد الفارسي ، أنا أبو محمد بن أبي شريح ، نا يحيى بن محمد بن صاعد ، نا الفضل بن سهل ، وسليمان بن توبة النهرواني ، قالا : نا يحيى بن أبي بكير ، حدثنا شعبة بن يونس ح.
وأخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي ، وعلي بن عبد السيد بن محمد ، وأبو العباس أحمد بن علي بن الحسن ، وأبو النجم بدر بن عبد الله ، قالوا : أنا أبو محمد الصّريفيني ، أنا أبو القاسم بن حبّابة ، أنا أبو القاسم البغوي ، أنا علي بن سهل ، نا يحيى بن أبي بكير ، نا شعبة ، عن يونس ، زاد علي بن سهل بن عبيد ، عن الحسن أن عائذ بن عمرو قال لزياد : كان يقال شر الرعاء الحطمة (٥) فإياك أن تكون منهم ، فقال له زياد : إنك من نخالة أصحاب محمد صلىاللهعليهوسلم.
__________________
(١) زيادة لازمة منا.
(٢) بالأصل : الجيزرودي ، خطأ وفي م : «الجدروعى؟؟؟».
(٣) كذا.
(٤) كذا بالأصل وم.
(٥) انظر اللسان حطم ، مثل ، انظر المستقصي للزمخشري ٢ / ١٢٩ ومجمع الأمثال للميداني ١ / ٣٦٣.
أخبرنا أبو عبد الله البلخي ، أنا أبو الحسن بن فهد ، أنبأ أبو الحسن بن الحمّامي ، أنبأ أبو صالح القاسم بن سالم الأخباري ، نا عبد الله بن أحمد بن حنبل ، حدثني أحمد بن إبراهيم ، نا حجاج بن محمد ، نا أبو معشر ، قال : كان حجر بن عدي رجلا من كندة ، وكان عابدا ، قال : فلم يحدث قط إلّا توضأ ولم يهرق ماء إلّا توضأ ، وما توضأ إلّا صلّى ، وكان مع علي بن أبي طالب في زمانه ، فلما قتل علي وكانت الجماعة على معاوية اعتزل حجر وناس من أصحابه وزياد معهم نحو أرض فارس ، فقال بعضهم لبعض : ما تصنعون نحن وحدنا والجماعة على معاوية؟ أرسلوا رجلا يأخذ لنا الأمان من معاوية ، فاختاروا زيادا اختيارا فأرسلوه إلى معاوية ، فأخذ لهم الأمان ، وبايعوا على سنة الله وسنة رسوله صلىاللهعليهوسلم والعمل. بطاعته فأعجب معاوية عقل زياد ، فقال : يا زياد هل لك في شيء؟ أعترف أنك أخي ، وأؤمرك على العراق؟ قال : نعم.
قرأت على أبي الفضل بن ناصر ، عن جعفر بن يحيى ، أنا أبو نصر الوائلي :
أخبرنا الخصيب بن عبد الله ، أخبرني عبد الكريم بن أبي عبد الرّحمن ، أخبرني أبي ، أنا عبد الله بن أحمد ، نا محمد بن إسماعيل ، حدثني طلق بن غنّام ، نا شريك ، نا قدامة أبو زائدة ، عن ابن أبي مليكة ، قال : إني لأطوف مع الحسن بن علي ، فقيل له : قتل زياد فساءه ذلك ، فقلت : وما يسوؤك؟ قال : إنّ القتل كفارة لكلّ مؤمن.
أخبرنا أبو البركات الأنماطي ، وأبو عبد الله البلخي ، قالا : أنا أبو الحسين بن الطّيّوري ، وثابت بن بندار ، قالا : أنا أبو عبد الله الحسين بن جعفر ، وابن عمه ، أبو نصر محمد بن الحسن ، قالا : أنا الوليد بن بكر ، أنبأ علي بن أحمد بن زكريا بن الخصيب ، أنا صالح بن أحمد ، حدثني أبي ، نا أبو نعيم ، حدثنا سفيان ، نا يونس ، عن الحسن ، قال : بلغ الحسن بن علي أن زيادا يتتبّع شيعة علي بالبصرة فيقتلهم فقال : اللهم لا تقتلن زيادا وأمته حتف أنفه ، فإنه كان يقال إن في القتل (١) كفارة.
أخبرني أبو عبد الله البلخي ، أنا أبو الحسن بن فهد ، أنا علي بن أحمد المقرئ ، أنا القاسم بن سالم بن عبد الله ، نا عبد الله بن أحمد بن حنبل ، نا أحمد بن ملاعب بن حبان ، نا ورد بن عبد الله ، نا محمد بن طلحة ، عن أبي عبيدة بن الحكم ، عن
__________________
(١) بالأصل : «الصلاة» والصواب عن م وانظر مختصر ابن منظور ٩ / ٨٨.
الحسن بن علي ، قال : أتاه قوم من الشيعة فجعلوا يذكرون ما لقي حجر وأصحابه وجعلوا يقولون : اللهم اجعل قتله بأيدينا ، فقال الحسن : مه لا تفعلوا ، فإن القتل كفارات ، ولكن أسأل الله أن يميته على فراشه.
أخبرنا أبو عبد الله محمد بن الفضل ، أنبأ أبو بكر أحمد بن الحسين ح.
أخبرنا أبو محمد عبد الكريم بن حمزة ، نا أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت ح.
وأخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا أبو بكر محمد بن هبة الله ، قالوا : أنبأ أبو الحسين بن الفضل ، أنا عبد الله بن جعفر ، نا يعقوب بن سفيان ، نا سعيد بن أسد ، نا ضمرة ، عن ابن شوذب ، قال : بلغ ابن عمر أن زيادا كتب إلى معاوية : إني قد ضبطت العراق بشمالي ويميني فارغة يسأله أن يوليه الحجاز والعروض ـ يعني بالعروض اليمامة والبحرين ـ فكره ابن عمر أن يكون في سلطانه فقال : اللهم إنك تجعل في القتل كفارة لمن شئت من خلقك فموتا لابن سمية لا قتل ، قال : فخرج في إبهامه طاعونة فما أتت عليه إلّا جمعة حتى مات ، فبلغ ابن عمر موته ، فقال : إليك يا ابن سميّة ، لا الدنيا بقيت لك ولا الآخرة أدركت (١).
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا أبو بكر بن الطبري ، أنا أبو الحسين بن بشران ، أنا أبو علي بن صفوان ، نا أبو بكر بن أبي الدنيا ، حدثني أبي ، عن هشام بن محمد ، حدثني أبو المقوّم الأنصاري بخبر ابن ثعلبة عن أمه عائشة عن أبيها عبد الرحمن بن السائب ، قال : جمع زياد أهل الكوفة فملأ منهم المسجد والرحبة والقصر ليعرضهم على البراءة من علي ، قال عبد الرحمن : فإني لمع نفر من الأنصار والناس في أمر عظيم فهوّمت تهويمة (٢) فرأيت شيئا أقبل طويل العنق مثل عنق البعير أهدب ، أهدل (٣) ، فقلت : ما أنت؟ قال : أنا النّقّاد ذو الرقبة ، بعثت إلى صاحب هذا القصر ، فاستيقظت فزعا ، فقلت لأصحابي : هل رأيتم ما رأيت؟ قالوا : لا ، فأخبرتهم ، قال : ويخرج علينا خارج من القصر فقال : إن الأمير يقول لكم : انصرفوا عني فإني عنكم مشغول. وإذا الطاعون قد ضربه ، فأنشأ عبد الرحمن بن السائب يقول :
__________________
(١) انظر الخبر باختلاف في الاستيعاب ١ / ٥٧٤ وسير الأعلام ٣ / ٤٩٦ والوافي ١٥ / ١٣.
(٢) التهويم والتهوم : هزّ الرأس من النعاس (القاموس).
(٣) الأهدل : الساقط الشفة العليا.
ما كان منتهيا عما أراد بنا |
|
حتى تناوله النّقّاد ذو الرقبة |
فأثبت الشق منه ضربة ثبتت |
|
كما تناول ظلما صاحب الرحبة |
أخبرنا أبو عبد الله الفراوي ، أنبأ أبو الحسين عبد الغافر بن محمد ، قال : قال : أنا أبو سليمان الخطابي في حديث زياد : أنه لما أراد أهل الكوفة على البراءة من علي جمعهم فملأ منهم المسجد والرحبة ، قال عبد الرحمن بن السائب : فإني لمع نفر من الأنصار والناس في أمر عظيم إذ هوّمت تهويمة ، فذنج (١) شيء أقبل طويل العنق أهدب أهدل ، فقلت : ما أنت؟ فقال : النّقّاد ذو الرقبة ، بعثت إلى صاحب القصر ، فاستيقظت ، فإذا الفالج قد ضربه.
حدثنيه أحمد بن عبدوس ، عن ابن أبي الدنيا ، حدثني أبي عن هشام بن محمد ، حدثني أبو المقوّم الأنصاري ، عن عبد الرحمن بن السائب.
التهويم أن يأخذ الرجل النعاس حتى يخفف برأسه ، يقال : هوم الرجل وتهوّم ، وقوله ذنج شيء ، هكذا قال ابن عبدوس بالجيم ، ولست أدري ما هو ، وأحسبه غلطا وهو بالحاء أشبه بالكلام ، والذنج : الدفع كأنه يريد هجوم هذا الشخص وإقباله ، وقد يحتمل أن يكون ذلك شيخ أي عرض من الشيوخ فغلط به بعض الرواة فقلب السين ، زاد الأهدب : الطويل أشعار العينين ، والأهدل : الساقط الشفة السفلى ، وبعير هدل إذا كان طويل المشفر مسترخيه ، فأما الأجدل فالمائل العنق ، قال الراجز :
خذلاء كالرق نحاة الماخض
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا أبو الحسين أحمد بن محمد بن النّقّور ، وأبو منصور عبد الباقي بن محمد بن غالب ، قالا : أنا أبو طاهر المخلّص ، ثنا أبو محمد عبيد الله بن عبد الرحمن السكري ، نا زكريا بن يحيى المنقري ، نا الأصمعي ، نا جرير بن حازم ، عن محمد بن الزبير الحنظلي ، عن قيل مولى زياد قال : ولي زياد العراق خمس سنين ، ومات سنة ثلاث وخمسين بالثوية (٢) بجانب الكوفة ، وقد توجّه يريد الحجاز واليا عليها ، وكان موته لأربع خلون من شهر رمضان.
__________________
(١) اللفظة غير مقروءة بالأصل ، ورسمها فذنج ، كذا وفي م : «ففرنح».
(٢) بالفتح ثم الكسر وياء مشددة ، ويقال : الثوية بلفظ التصغير ، موضع قرب الكوفة. (ياقوت).
أخبرنا أبو القاسم أيضا ، أنا أبو بكر محمد بن هبة الله ، أنا علي بن محمد بن عبد الله ، أنبأ الحسين بن صفوان ، أنا عبد الله بن محمد بن عبيد بن سفيان ، حدثني أبي ، عن هشام بن محمد ، قال : قدم الهيثم بن الأسود على زياد بعهده على الحجاز وهو بتلك الحال ، فقيل له : هذا الهيثم بالباب معه عهدك على الحجاز ، فقال : ويحكم ما أصنع بالهيثم وما معه ، والله لشربة من ماء أسيغها أحبّ إليّ من الهيثم ، وما جاء به.
قال : ونا عبد الله بن محمد ، قال : وحدثني أبو زيد النميري ، نا الأصمعي ، أنا ابن أبي الزناد ، قال : لما حضرت زيادا الوفاة ، قال له ابنه : يا أبة قد هيأت لك ستين ثوبا أكفنك فيها ، قال : يا بني قد دنا من أبيك لباس خير من هذا أو سلب شيء.
أخبرنا أبو القاسم أيضا ، أنا أحمد بن محمد ، وعبد الباقي بن محمد ، قالا : أنا أبو طاهر ، نا عبيد الله بن عبد الرحمن ، نا زكريا بن يحيى ، نا الأصمعي ، نا ابن أبي الزناد ، قال : لما حضرت زياد الوفاة ، قال له ابن له : يا أبة قد هيأت لك ستين ثوبا أكفنك فيها ، فقال : يا بني قد دنا من أبيك لباس خير من هذا ، أو سلب شيء.
أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني شفاها ، أنا أبي أبو الحسين ، أخبرني أبو الميمون ـ يعني أحمد بن محمد بن بشر بن مامية القرشي الدمشقي ، حدثني محمد بن إدريس الشافعي ، قال : أوصى زياد فقال : هذا ما أوصى به زياد بن أبي سفيان حيث أتاه من أمر الله ما ينتظر ، ومن قدرته ما لا ينكر ، أوصى أنه يشهد أن لا إله إلّا الله وحده لا شريك له ، شهادة من عرف ربه ، وخاف دينه (١) ، وأن محمدا عبده ورسوله صلىاللهعليهوسلم ، وأوصى أمير المؤمنين ، وجماعة المسلمين بتقوى الله حقّ تقاته ، ولا يموتن إلّا وهم مسلمون ، وأن يتعاهدوا كبير أمرهم وصغيره ، فإن الثواب في الكبير على قدره في التحمل له ، والصبر غير قليل في حاجتهم إليه وطاعتهم الله فيه ، وان الله جعل لعباده عقولا عاقبهم بها على معصيته ، وأثابهم على طاعته ، فالناس بين محسن بنعمة الله عليه ومسيء بخذلان الله إياه ، ولله النعمة على المحسن ، والحجة على المسيء ، فما أحق من تمت نعمة الله عليه في نفسه ، ورأى العبرة في غيره ، بأن يضع الدنيا بحيث وضعها الله ، فيعطي ما عليه منها ، ولا يتكثّر بما ليس له فيها ، فإن الدنيا دار لا سبيل إلى بقائها ، ولا بد من لقاء الله ،
__________________
(١) كذا ، وفي مختصر ابن منظور ٩ / ٨٩ ذنبه.
فأحذركم الله الذي حذركم نفسه ، وأوصيكم بتعجيل ما أخرت العجزة حتى صاروا إلى دار ليست لهم منها أوبة ولا يقدرون فيها على توبة ، وأنا أستخلف الله عليكم ، وأستخلفه منكم.
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا أبو بكر بن الطبري ، أنا أبو الحسين بن بشران ، أنبأ أبو علي بن صفوان ، نا أبو بكر بن أبي الدنيا ، حدثني زكريا بن يحيى ، عن عبد السلام بن مطهّر ، عن جعفر بن سليمان ، عن عبد ربه عن أبي كعب الجرموزي ، أن زيادا لما قدم الكوفة ، قال : أي أهل الكوفة أعبد؟ قيل : فلان الحميري ، فأرسل إليه فأتاه فإذا سمت ونحو ، فقال زياد : لو مال هذا مال أهل الكوفة معه ، فقال له : إني بعثت إليك لخير ، قال : قال : إني إلى الخير لفقير ، قال : بعثت إليك لأنولك وأعطيك على أن تلزم بيتك فلا تخرج؟ قال سبحان الله! والله لصلاة واحدة في جماعة أحبّ إليه من الدنيا كلها ، ولزيارة أخ في الله ، وعيادة مريض أحب إليّ من الدنيا كلها ، فليس إلى ذلك سبيل ، قال : فاخرج وصلّ في جماعة وزر إخوانك ، وعد المريض ، والزم شأنك ، قال : سبحان الله أرى معروفا لا أقول فيه؟ أرى منكرا لا أنهى عنه؟ فو الله لمقام من ذلك واحد أحبّ إليّ من الدنيا كلها ، قال : يا أبا فلان ، قال جعفر : أظن الرجل أبا المغيرة ، فهو السيف ، قال : السيف ، فأمر به فضربت عنقه ، قال جعفر : فقيل لزياد وهو في الموت أبشر قال : كيف وأبو المغيرة بالطريق؟!.
أنبأنا أبو الغنائم محمد بن علي ، ثم حدثنا أبو الفضل محمد بن ناصر ، أنا أحمد بن الحسن ، والمبارك بن عبد الجبار ، ومحمد بن علي ، قالوا : أنا أبو أحمد ، ـ زاد أحمد ، ومحمد بن الحسن ، قالا : ـ أنا أحمد بن عبدان ، أنا محمد بن سهل ، أنا محمد بن إسماعيل ، قال (١) : قال عبد الله بن محمد ، نا وهب بن جرير ، نا أبي ، نا محمد بن الزبير الحنظلي ، عن فيل (٢) مولى زياد قال : قتل حجر بن الأدبر ، وملك زياد العراق خمس سنين ، ثم مات سنة ثلاث وخمسين.
أخبرتنا أم البهاء فاطمة بنت محمد ، قالت : أنبأ أبو طاهر أحمد بن محمود ، أنا أبو بكر محمد بن إبراهيم ، نا محمد بن جعفر ، نا عبيد الله بن سعد الزهري ، قال :
__________________
(١) التاريخ الكبير للبخاري ٤ / ١٤٠ في ترجمة فيل مولى زياد.
(٢) غير واضحة بالأصل ، ورسمها بالأصل وم : «قيل» والصواب عن البخاري.
قرأت بخط عمي يعقوب بن إبراهيم : مات زياد بن أبي سفيان سنة ثلاث وخمسين وفيها قتل حجر بن الأدبر الكندي.
أخبرنا أبو غالب محمد بن الحسن ، أنا محمد بن علي السيرافي ، أنا أحمد بن إسحاق ، نا أحمد بن عمران ، نا موسى بن زكريا ، نا خليفة بن خياط ، قال (١) : سنة ثلاث وخمسين فيها مات زياد بن أبي سفيان بالكوفة ، ومات زياد وهو ابن ثلاث وخمسين.
قال خليفة (٢) : حدثني الوليد بن هشام ، عن أبيه ، عن جده ، وعبد الله بن المغيرة ، عن أبيه ، وأبو اليقظان وغيرهم : أن أول من جمعت له العراق زياد بن أبي سفيان سنة خمسين ، جمعها له معاوية فلم يزل واليا حتى مات سنة ثلاث وخمسين ، ففرق معاوية العراق.
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا علي بن أحمد بن محمد بن علي ، أنا أبو طاهر المخلّص إجازة ، نا عبيد الله بن عبد الرحمن ، أخبرني عبد الرحمن بن محمد بن المغيرة ، أخبرني أبي ، حدثني أبو عبيد القاسم بن سلّام ، قال : سنة ثلاث وخمسين توفي فيها زياد بن أبي سفيان بالكوفة ، واستخلف عليها عبد الله بن خالد بن أسيد ، وهو صلّى عليه ، ويقال : مات سنة أربع.
أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر ، أنا أحمد بن عبد الملك ، أنا علي بن محمد ، نا محمد بن يعقوب ، قال : سمعت عباس بن محمد يقول : سمعت يحيى بن معين يقول : مات زياد سنة ثلاث وخمسين.
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا محمد بن هبة الله ، أنا محمد بن الحسين ، أنا عبد الله بن جعفر ، نا يعقوب بن سفيان ، قال : وفيها ـ يعني سنة ثلاث وخمسين ـ مات زياد بن سمية بالكوفة في قصرها ، ولم يمت في قصر الكوفة أمير إلّا المغيرة وزياد بعده ، والحكم بن الصلت عامل يوسف بن عمر على الكوفة ، واستخلف زياد عبيد الله بن خالد بن أسيد بن أبي العيص بن أمية ، وكان عبيد الله بن خالد جلد
__________________
(١) تاريخ خليفة بن خياط ص ٢١٩.
(٢) تاريخ خليفة ص ٢١١.
عتبة بن أبي سفيان بالطائف في الشرب ، وأراد عبيد الله أن يصلّي على أبيه فجاءه وصلى عليه عبد الله بن خالد ، وخرج عبيد الله إلى معاوية فولاه مكان أبيه.
قرأت على أبي محمد السّلمي ، عن أبي محمد عبد العزيز بن أحمد ، أنا مكي بن محمد ، أنا أبو سليمان بن زبر ، قال : وفيها ـ يعني سنة ثلاث وخمسين ـ مات زياد بن أبي سفيان بالكوفة.
أخبرنا أبو الحسين محمد بن كامل بن ديسم ، أنا أبو جعفر محمد بن أحمد بن المسلمة في كتابه ، أنا أبو عبيد الله محمد بن عمران بن موسى إجازة ، ثنا أحمد بن محمد المكي ، نا أبو العيناء ، نا العتبي ، قال : لما مات زياد ابن أبيه قال حارثة بن بدر الغدّاني يرثيه :
ألم تر أن الأرض أصبح خاشعا |
|
لفقد زياد حزنها وسهولها |
قضى أجل الدنيا وعاد وانه |
|
به شفيت أضغانها ودخولها |
وحذّرها ما ينقي من أمورها |
|
وقوّمها حتى استقام سبيلها |
وآثر مرضاها وأقسط بينها |
|
فهات وقد فاءت إليه عقولها |
قال : وفيه أيضا يقول (١) :
أبا المغيرة والدّنيا مغيّرة (٢) |
|
وإنّ من غرّ بالدنيا لمغرور |
قد كان عندك للمعروف معرفة |
|
وكان عندك للنكراء تنكير |
ولا تلين إذا عوسرت معتسرا (٣) |
|
وكلّ أمرك ما يوسرت تيسير |
لم يعرف الناس مدور ريب |
|
سنتهم ولم يحل ظلاما عنهم بور |
صلى الإله على بيت وطهّره |
|
دون الثّويّة يسفى فوقه المور (٤) |
قال : وقال مسكين الدارمي :
__________________
(١) الأبيات في الأغاني ٨ / ٣٩٨ والتعازي والمراثي ص ٨٢ والكامل للمبرد ١ / ٤١١ والعقد الفريد ٣ / ٢٩٨.
(٢) التعازي : والدنيا مفجعة وإن من غرت الدنيا.
(٣) الأغاني : مقتسرا ... ميسور.
(٤) روايته في الأغاني :
إن الرزية في قبر بمنزلة |
|
تجري عليها بظهر الكوفة المور |
رأيت زيادة الإسلام ولّت |
|
جهارا حين ودّعنا زياد |
وقد رويت هذه الأبيات الرائية لمسكين الدارمي أيضا وهي في ترجمته.
٢٣١٠ ـ زياد بن عثمان بن زياد المعروف بابن أبي سفيان البصري (١)
حدّث عن عمه عبّاد بن زياد ، وعبد الرحمن بن أبي بكرة ابن عم أبيه لأمه.
روى عنه : الحجاج بن الحجاج الباهلي البصري ، وأبو عمر بن المبارك.
قرأنا على أبي الفضل عبد الواحد بن إبراهيم بن القرّة (٢) الحلبي ، عن عاصم بن الحسن العاصمي ، أنا أبو الحسين بن بشران ، أنا الحسين بن صفوان ، أنا بو بكر بن أبي الدنيا ، قال : وأخبرني عمر بن بكير ، عن شيخ من قريش ، قال : قام إلى سليمان زياد بن عثمان بن زياد لما توفي ابنه أيوب ، قال : يا أمير المؤمنين إن عبد الرحمن بن أبي بكرة كان يقول : من أحبّ البقاء فليوطن نفسه على المصائب.
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا أبو القاسم بن البسري ، أنا محمود بن عمر العكبري ، أنا أبو طالب عبد الله بن محمد بن شهاب ، أنا الحسن بن علي بن المتوكل ، أنا علي بن محمد المدائني ، قال : قال أبو عمر بن المبارك : دخل زياد بن عثمان بن زياد على سليمان بن عبد الملك ، وقد توفي ابنه أيوب فقال : يا أمير المؤمنين إن عبد الرحمن بن أبي بكرة كان يقول : من أحب البقاء فليوطن نفسه على المصائب (٣).
أنبأنا أبو الغنائم الكوفي ، ثم حدثنا أبو الفضل الحافظ ، أنا أبو الفضل بن خيرون ، وأبو الحسين الصيرفي ، وأبو الغنائم ـ واللفظ له ـ قالوا : أنا أبو أحمد ـ زاد ابن خيرون ، ومحمد بن الحسن قالا : ـ أنا أحمد بن عبدان ، أنا محمد بن سهل ، أنا محمد بن إسماعيل ، قال (٤) : زياد بن عثمان ، عن عباد بن زياد ، عن النبي صلىاللهعليهوسلم مرسل ، روى عنه حجاج بن الحجاج.
__________________
(١) ترجمته في ميزان الاعتدال ٢ / ٩٢ وبغية الطلب ٩ / ٣٩٣٢ وفيه النصري بدل البصري ، نقلا عن ابن عساكر.
(٢) مهملة بالأصل وم وتقرأ : «العرة» والصواب ما أثبت ، انظر فهارس شيوخ ابن عساكر (المطبوعة ٧ / ٤٣٠) وفيها : قرة بدون ألف ولام.
(٣) الخبر بهذا السند نقله ابن العديم ٩ / ٣٩٣٣.
(٤) التاريخ الكبير ٢ / ١ / ٣٦٥.
في نسخة ما شافهني به أبو عبد الله الخلّال ، أنا أبو القاسم بن مندة ، أنا حمد إجازة ، قال : وأنا أبو طاهر بن سلمة ، أنا علي بن محمد ، قالا : أنا أبو محمد بن أبي حاتم الحنظلي ، قال (١) : زياد بن عثمان روى عن عباد بن زياد ، عن النبي صلىاللهعليهوسلم مرسل ، روى عنه حجاج بن حجاج ، سمعت أبي يقول ذلك ، ويقول : هو مجهول.
٢٣١١ ـ زياد بن عمرو بن معاوية العقيلي
كان على ميمنة الضّحّاك بن قيس الفهري يوم مرج راهط ، له ذكر.
ذكر أبو محمد الحسن بن محمد الإيجي الكاتب ، أنا أبو بكر محمد بن الحسن بن دريد ، نا أبو حاتم ، أنا أبو عبيدة ، حدثني رجل من بني تميم ، قال : جاء رجل من كلب يوم المرج برأس زياد بن عمرو العقيلي إلى مروان بن الحكم ، فقال له مروان : من قتل هذا؟ قال : أنا ، قال مروان : كذبت ، فقال : المكذّب أكذب ، فقال : أنا والله قتلته ، مرّ بي وهو يعدو به فرسه وهو يقول :
قد طاب ورد الموت مروان فرد |
|
لا تحسبن العيش أدنى للرشد |
لا خير في طول الحياة في كبد |
فطعنته فسقط ، فنزلت إليه وهو مثبتا (٢) وهو يقول :
بعدا وسحقا لامرئ عاش في ذلّ |
|
وفي كفيه غضب صقيل (٣) |
أنبأنا أبو سعد بن البغدادي ، أنا عبد الرحمن بن محمد بن إسحاق بن مندة ، أنا الحسن بن محمد بن يوة ، أنا أحمد بن محمد بن عمر اللبناني ، نا أبو بكر بن أبي الدنيا ، نا أبو العباس العتكي ، نا موسى بن إسماعيل ، أخبرني عمر بن علي بن مقدم ، قال : قال زياد بن عمرو كان يكره الموت وألم الجراح ، ولكنا نتفاضل بالصبر ؛ أبو العباس هو عبيد الله بن جرير بن جبلة.
أخبرنا أبو غالب الماوردي ، أنا أبو الحسن السيرافي ، أنا أحمد بن إسحاق ، نا أحمد بن عمران ، نا موسى بن زكريا ، نا خليفة بن خياط ، قال : وفي سنة أربع وستين
__________________
(١) الجرح والتعديل ١ / ٢ / ٥٣٩.
(٢) كذا وفي م : مثبت.
(٣) ضبطت عن التبصير.
وقعة مرج راهط بالشام ، قال أبو الحسن ـ يعني المدائني ـ قتل الضحاك ، وقتل من فرسان قيس زياد بن عمرو العقيلي (١).
٢٣١٢ ـ زياد بن عنبسة بن عثمان بن محمد بن عثمان
ابن محمد بن أبي سفيان ، صخر بن حرب القرشي
له ذكر في كتاب أحمد بن حميد بن أبي العجائز ، وذكر أنه كان يسكن بفثريش (٢) من إقليم داعية (٣) ، وذكر ابنه محمد بن زياد محتلم ، وبناته هند ابنة زياد عاتق ، والبيضاء ابنة زياد ابنة عشر سنين ، ومريم بنت زياد بنت عشر سنين ، ورقية بنت زياد ابنة تسع سنين ، وفاطمة بنت زياد بنت ثلاث سنين.
٢٣١٣ ـ زياد بن عياض الأشعري (٤)
قيل إن له صحبة.
وسمع عمر بن الخطاب بالجابية ، والزبير بن العوام.
روى عنه : عامر الشعبي.
أخبرنا أبو عبد الله محمد بن غانم بن أحمد الحداد ، أنا عبد الرحمن بن مندة ، أنا أبو عبد الله ، أنا أحمد بن محمد بن زياد ، نا محمد بن عبد الملك بن مروان ، نا يزيد بن هارون ح.
قال وأنا عبد الرحمن بن أحمد بن حمدان الحلاب بهمذان ، نا هلال بن العلاء ، نا علي بن المديني ، نا يزيد بن هارون ، أنا شريك ، عن مغيرة ، عن الشعبي ، عن زياد بن عياض الأشعري ، قال : كل شيء رأيت النبي صلىاللهعليهوسلم فعله ، قد رأيتكم تفعلونه غير أنكم لا تقلّسون (٥) في العيدين.
__________________
(١) كذا بالأصل ، ولم يرد الخبر في تاريخ خليفة بن خياط ، ولم يذكر فيه زياد هذا.
(٢) كذا ، وفي غوطة دمشق لمحمد كردعلي : الافتريس ، وفتريس وافتريس ، وهي قرية من قرى الغوطة.
(٣) داعية : قرية كانت عامرة دثرت ونسب إليها الإقليم ، إقليم داعية.
(٤) ترجمته في أسد الغابة ٢ / ١٢١ والإصابة ١ / ٥٨١.
(٥) في أسد الغابة والإصابة : تغتسلون.
وفي القاموس : النقليس الضرب بالدف والغناء ، واستقبال الولاة عند قدومهم بأصناف اللهو ، وأن يضع الرجل يديه على صدره ويخضع.
رواه عثمان بن أبي شيبة ، ويوسف بن عدي ، عن شريك ، عن مغيرة ، عن الشعبي ، عن عياض الأشعري.
وكذلك رواه هشيم ، عن مغيرة.
ورواه إسرائيل بن يونس ، عن جابر الجعفي ، عن الشعبي ، عن قيس بن سعد.
وكذلك رواه يحيى بن جعفر بن الزّبرقان ، عن يزيد بن هارون ، عن شريك ، عن جابر ، عن عامر ، عن قيس.
فأما حديث عثمان :
فأخبرناه أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنبأ أبو الحسين بن النّقّور ، أنا عيسى بن علي ، أنا عبد الله بن محمد ، نا عثمان بن أبي شيبة وغيره ، قالا : [نا](١) شريك عن مغيرة ، عن الشعبي ، عن عياض الأشعري أنه شهد عيدا بالأنبار وقال : ما لي لا أراهم يقلّسون كما كانوا يقلّسون على عهد رسول الله صلىاللهعليهوسلم؟.
قال البغوي : عياض بن عمرو الأشعري سكن الكوفة ، ويشك في صحبته.
وأما حديث يوسف :
فأخبرناه أبو عبد الله محمد بن غانم ، أنا عبد الرحمن بن محمد بن إسحاق ، أنا أبي ، أنا محمد بن عبد الله بن يوسف العماني ، نا محمد بن إبراهيم بن شعبة ح.
وأخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن منصور ، نا وأبو منصور محمد بن عبد الملك ، أنبأ أبو بكر الخطيب ، أنا علي بن محمد بن عبد الله المعدّل ، أنا دعلج بن أحمد ، نا أبو عبد الله البوشنجي ، قال : نا يوسف بن عدي ، نا شريك ، عن مغيرة ، عن الشعبي ، قال : شهد ـ أو شهدت ـ عيدا بالأنبار فقال ـ يعني عياضا الأشعري ـ : ما لي لا أراكم تقلّسون؟ كانوا في زمان رسول الله صلىاللهعليهوسلم يفعلونه.
قال يوسف بن عدي : التقليس أن يقعد الجواري والصبيان على أفواه الطرق يلعبون بالطبل وغير ذلك ، واللفظ لحديث دعلج ، ولم ... (٢) ابن مندة.
__________________
(١) زيادة لازمة منا.
(٢) لفظة غير مقروءة.
وأما حديث هشيم :
فأخبرناه أبو الحسن ، نا وأبو منصور ، أنا أبو بكر الخطيب :
أخبرني أبو القاسم الأزهري ، أنا الحسين بن عمر الضّرّاب ، نا حامد بن محمد بن شعيب البلخي ، نا سريج (١) بن يونس ، نا هشيم ، عن مغيرة ، عن الشعبي ، قال : مر عياض الأشعري بالأنبار ، فقال : ما لي لا أراهم يقلّسون فإنه من السنّة.
والصحيح في هذا الحديث عياض ، وقوله زياد غير محفوظ.
وأما حديث إسرائيل :
فأخبرناه أبو القاسم بن الحصين ، أنا أبو علي بن المذهب ، أنا أحمد بن جعفر ، نا عبد الله بن أحمد (٢) ، حدثني أبي ، نا أبو النضر ، نا إسرائيل ، عن جابر ، عن عامر ، عن (٣) قيس بن سعد بن عبادة ، قال : ما من شيء كان على عهد النبي صلىاللهعليهوسلم إلّا قد رأيته إلّا شيئا واحدا : إنّ رسول الله صلىاللهعليهوسلم كان يقلّس له يوم الفطر ، قال جابر : هو اللعب.
ورواه أبو نعيم الفضل بن دكين ، عن إسرائيل ، عن أبي إسحاق بدلا من جابر ، عن الشعبي.
أخبرناه أبو سعد عبد الرحمن بن عبد الله بن عبد الرحمن الفقيه ، أنا أبو منصور محمد بن الحسين بن أحمد المقوّمي ، أنا أبو طلحة القاسم بن أبي المنذر الخطيب ، نا أبو الحسن علي بن إبراهيم بن سلمة ، نا أبو عبد الله محمد بن يزيد القزويني ، نا محمد بن يحيى ، نا أبو نعيم ، نا إسرائيل ، عن أبي إسحاق ، عن عامر ، عن قيس بن سعد ، قال : ما كان شيء على عهد رسول الله صلىاللهعليهوسلم كان يقلّس له يوم الفطر.
قرأت على أبي غالب بن البنا ، عن أبي محمد الجوهري ، أنا أبو عمر بن حيّوية ، أنا أحمد بن معروف بن بشر ، نا الحسين بن الفهم ، نا محمد بن سعد (٤) ، أنا أبو أسامة حمّاد بن أسامة ، عن ابن عون ، عن الشعبي ، قال : قال الأشعري : ـ وليس بأبي موسى ـ
__________________
(١) بالأصل «شريح» وفي م : سريح والصواب ما أثبت ، ترجمته في تاريخ بغداد ٩ / ٢١٩.
(٢) مسند الإمام أحمد ٣ / ٤٢٢.
(٣) في المسند : عامر بن قيس.
(٤) طبقات ابن سعد ٦ / ١٥١.
صلى بنا عمر بن الخطاب المغرب فلم يقرأ بنا فيها شيئا فقلت : يا أمير المؤمنين إنك لم تقرأ.
قال : وأنا محمد بن سعد (١) ، أنا عبيد الله بن موسى ، أنا إسرائيل ، عن جابر ، عن عامر ، عن زياد بن عياض قال : صلى بنا عمر بن الخطاب العشاء بالجابية فلم أسمعه قرأ فيها ، وفي الحديث طول.
قال : وأنا محمد بن سعد (٢) ، قال في الطبقة الأولى من أهل الكوفة : زياد بن عياض الأشعري ، روى عن عمر والزبير.
أنبأنا أبو الغنائم ، ثم حدثنا أبو الفضل ، وأبو الحسين ، وأبو الغنائم ـ واللفظ له ـ قالوا : أنا عبد الوهاب بن محمد ـ زاد أبو الفضل : ومحمد بن الحسن ، قالا : ـ أنا أحمد بن عبدان ، أنا محمد بن سهل ، أنا محمد بن إسماعيل ، قال (٣) : زياد بن عياض ختن أبي موسى الأشعري ، قال قبيصة : أخبرنا يونس ، عن عامر ، عن زياد ، صلى عمر فلم يقرأ فأعاد.
في نسخة ما شافهني به أبو عبد الله الخلّال ، أنا أبو القاسم بن مندة ، أنا أبو علي إجازة ، قال : وأنا أبو طاهر الحسين بن سلمة ، أنا علي بن محمد ، قالا : أنا أبو محمد بن أبي حاتم (٤) قال : زياد بن عياض الأشعري ، قال : رأيت رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، روى عن عمر ، روى عنه الشعبي ، سمعت أبي يقول ذلك.
أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد ، أنبأ شجاع بن علي ، أنا أبو عبد الله بن مندة ، قال : زياد بن عياض الأشعري مختلف فيه ، وقيل زياد بن عياض لا يعرف له صحبة ، روى عنه عامر الشعبي.
__________________
(١) طبقات ابن سعد ٦ / ١٥١.
(٢) طبقات ابن سعد ٦ / ١٥١.
(٣) التاريخ الكبير ٢ / ١ / ٣٦٥.
(٤) الجرح والتعديل ١ / ٢ / ٥٤٠.
٢٣١٤ ـ زياد بن مخراق
أبو الحارث البصري مولى مزينة (١)
روى عن معاوية بن قرّة ، وشهر بن حوشب ، وقيس بن عباية ، وطيسلة بن مياس.
وشهد خطبة عمر بن عبد العزيز.
روى عنه : شعبة ، وابن عليّة ، وعوف الأعرابي ، وحزم بن أبي حزم مهران القطعي ، وسعد بن إبراهيم الزهري ، وعمر بن أبي خليفة ، وحمّاد بن سلمة ، وسفيان بن عيينة.
أخبرنا أبو سعد بن البغدادي ، أخبرنا أبو منصور بن شكرويه ، ومحمد بن أحمد بن علي ، قالا : أنا إبراهيم بن عبد الله ، نا أبو عبد الله المحاملي ، نا أبو موسى محمد بن المثنى ، نا عمر بن أبي خليفة ، قال : سمعت زياد بن مخراق ، عن عبد الله بن عمر ، قال : أرسل النبي صلىاللهعليهوسلم معاذ بن جبل ، وأبا موسى الأشعري إلى اليمن ، فقال : «تياسرا وتطاوعا ، وبشّرا ولا تنفّرا» ، قال : فقدما اليمن ، فخطب الناس معاذ بن جبل فحضّهم على الإسلام ، وأمرهم بالصدقة والقرآن ، فقال : إذا فعلتم ذلك فسلوني أخبركم بأهل الجنة وأهل النار ، فمكثوا ما شاء الله أن يمكثوا فقالوا لمعاذ : كيف أمرتنا إذا نحن تفقهنا يعني ، فقال : إذا ذكر أحدكم بخير فهو من أهل الجنة ، وإذا ذكر بسوء أو بشرّ فهو من أهل النار [٤٤٢٢].
أخبرنا أبو القاسم بن الحصين ، أنا أبو علي بن المذهب ، أنا أحمد بن جعفر ، نا عبد الله بن أحمد ، حدثني أبي ، نا إسماعيل بن إبراهيم ، أنبأ زياد بن مخراق ، نا معاوية بن قرّة ، عن أبيه أن رجلا قال : يا رسول الله إنّي لأذبح الشاة وأنا أرحمها ، أو قال : إني لأرحم الشاة إن أذبحها ، فقال : «والشاة إن رحمتها رحمك الله» [٤٤٢٣].
أخبرنا أبو المعالي محمد بن إسماعيل الفارسي ، أنبأ أبو بكر البيهقي ، أنبأ السيد أبو الحسن محمد بن الحسين العلوي ، أنبأ أبو حامد بن الشرقي ، نا عبد الرحمن بن
__________________
(١) ترجمته في تهذيب التهذيب ٢ / ٢٢٤ وضبطت مخراق بكسر الميم وسكون المعجمة عن تقريب التهذيب.
بشر عبد (١) مرة وسمعته يقول : سمعت عبد الرحمن بن مهدي يقول : حديث شعبة عن أبي إسحاق عن عبد الله بن عطاء ، عن عقبة بن عامر ، قال : كنا نتناوب الرعي على عهد رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، قال عبد الرحمن : قال شعبة : قلت لأبي إسحاق : ممن سمعته؟ قال : من عبد الله بن عطاء ، فأتيت عبد الله بن عطاء ، فقال : سمعته من رجل رواه عن شهر بن حوشب ، عن عقبة بن عامر.
وأخبرنا أبو المعالي الفارسي ، أنا أبو بكر البيهقي ، أنا أبو عبد الله الحافظ ، نا أبو سعيد عمرو بن محمد بن منصور العدل ، نا أحمد بن بشر بن سويد المرثدي ، نا مثنى بن معاذ ، نا بشر بن المفضّل ، قال : قلت لشعبة : كيف سقط عنك حديث أبي إسحاق عن عبد الله بن عطاء ، عن عقبة بن عامر؟ قال : فقال : لذاك قصة ، قلت : ما قصته؟ قال : سمعته من أبي إسحاق فقلت : من حدثك؟ قال : عبد الله بن عطاء ، قلت : من عبد الله بن عطاء؟ قال : ذاك الأسود الذي يجالسنا ، قال : فلقيته ، فقلت : من حدثك بهذا عن عقبة بن عامر؟ قال : حدثني محمد بن المنكدر ، فلقيت محمد بن المنكدر ، فسألته عنه فقلت : من حدثك بهذا عن عقبة بن عامر؟ فقال : حدثني به زياد بن مخراق ، فقلت : من حدثك بهذا الحديث عن عقبة بن عامر؟ قال : بلغني عن شهر بن حوشب.
أخبرنا أبو الحسن علي بن الحسن بن الحسين الموازيني ، أنا أبو الحسين محمد بن عبد الرحمن بن عثمان بن أبي نصر ، أنا أبو بكر يوسف بن القاسم الميانجي (٢) ، نا أبو عبيد محمد بن أحمد الناقد ، نا أبو يحيى محمد بن سعيد العطار الضرير ، قال : سمعت نصر بن حمّاد الوراق يقول : كنا قعودا على باب شعبة نتذاكر ، فقلت : حدثنا إسرائيل عن أبي إسحاق ، عن عبد الله بن عطاء ، عن عقبة بن عامر ، قال : كنا نتناوب رعية الإبل على عهد رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، فجئت ذات يوم والنبي صلىاللهعليهوسلم حوله أصحابه ، فسمعته يقول : «من توضّأ فأحسن الوضوء ثم صلّى ركعتين فاستغفر الله إلّا غفر له» ، فقلت : بخ بخ ، فجذبني رجل من خلفي ، فالتفتّ فإذا عمر بن الخطاب ، فقال : الذي قبل أحسن ، فقلت : وما قال؟ قال : «من يشهد أن لا إله إلّا الله ، وأن محمدا رسول الله قيل له ادخل من أي أبواب الجنة شئت» [٤٤٢٤].
__________________
(١) كذا «عبد مره» بالأصل وفي م : عن مره.
(٢) بالأصل : «المنابحي» وفي م : «الميابحى» والصواب ما أثبت ، وقد مضى التعريف به.
قال : فخرج شعبة فلطمني ثم رجع ، فدخل قال : فتنحيت من ناحية ، قال : ثم خرج فقال : ما له يبكي بعد ، فقال له عبد الله بن إدريس : إنك أسأت إليه ، فقال شعبة : انظر ما يحدث أن أبا إسحاق حدثني بهذا الحديث عن عبد الله بن عطاء ، عن عقبة بن عامر ، قال : فقلت لأبي إسحاق : من عبد الله بن عطاء هذا؟ فغضب ومسعر بن كدام حاضر ، قال : فقلت له : لتصححن لي هذا أو لأحرقن ما كتبت (١) عنك ، فقال لي مسعر : عبد الله بن عطاء بمكة ، قال شعبة : فرحلت إلى مكة لم أرد الحج أردت الحديث ، فلقيت عبد الله بن عطاء ، فسألته فقال سعد بن إبراهيم حدثني ، فقال لي مالك بن أنس : سعد بالمدينة لم يحج العام ، قال شعبة : فرحلت إلى المدينة فلقيت سعد بن إبراهيم فسألته فقال : الحديث من عندكم زياد بن مخراق ، حدثني قال شعبة : فلما ذكر زيادا قلت : أي شيء هذا الحديث بينما هو كوفي إذ صار بصري إذ صار مدني ، قال : فرحلت إلى البصرة ، فلقيت زياد بن مخراق فسألته فقال : ليس هو من يأتيك ، قلت : حدثني به ، قال : لا تزيده ، قلت : حدثني به ، قال : حدثني شهر بن حوشب ، عن أبي ريحانة ، عن عقبة بن عامر ، عن النبي صلىاللهعليهوسلم قال شعبة : فلما ذكر شهر بن حوشب قلت : دم على هذا الحديث لو صح لي مثل هذا عن رسول الله صلىاللهعليهوسلم كان أحبّ إليّ من أهلي ومالي والناس أجمعين.
قال أبو يحيى : قدم علينا المثنى بن معاذ فسألته عن هذا الحديث ، فقلت : هل عندكم أصل بالبصرة؟ قال : نعم ، حدثني بشر بن المفضّل ، عن شعبة بمثل هذه القصة.
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي ، أنا أبو بكر الطبري ، أنا أبو الحسين بن الفضل ، أنا عبد الله بن جعفر ، نا يعقوب (٢) ، نا مسلم بن إبراهيم ، نا جرير (٣) ، ثنا زياد بن مخراق ، قال : سمعت عمر بن عبد العزيز وهو يخطب الناس يقول : لو لا سنّة أحييتها أو بدعة أميتها لما باليت أن لا أعيش فواقا (٤).
أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن محمد بن الفضل ، أنا أبو منصور بن شكرويه ، أنا
__________________
(١) لفظة غير مقروءة ولعلها : «لقّنت» أو «كتبت» والمثبت عن م.
(٢) الخبر في كتاب المعرفة والتاريخ ليعقوب الفسوي ١ / ٦٠٨.
(٣) بالأصل : حرم ، والصواب عن المعرفة والتاريخ ، وهو جرير بن حازم.
(٤) الفواق بضم الفاء وفتحها ، وهو فواق الناقة أي ما بين الحلبتين من الراحة ، (النهاية : فوق).
أبو بكر بن مردويه ، أنا أبو بكر الشافعي ، نا معاذ بن المثنى ، نا مسدّد ، نا إسماعيل ، نا زياد بن مخراق أبو الحارث ، وكذا كناه يحيى بن معين.
أخبرنا أبو الأعز قراتكين بن الأسعد ، أنا أبو محمد الجوهري ، أنا أبو الحسن علي بن محمد بن أحمد بن نصير بن عرفة ، أنا محمد بن الحسين بن شهريار ، نا عمرو بن علي الفلاس ، قال : زياد بن مخراق بن الحارث مولى مزينة سمعت معاذ بن معاذ يقول : حدثنا عوف عن زياد بن مخراق بن الحارث مولى مزينة ، قال : نا أبو كنانة.
أنبأنا أبو الغنائم محمد بن علي ـ ثم حدثنا أبو الفضل بن ناصر ، أنا أحمد بن الحسن ، والمبارك بن عبد الجبار ، ومحمد بن علي ـ واللفظ له ـ قالوا : أنا أبو أحمد ـ زاد أحمد : وأبو الحسين الأصبهاني قالا : ـ أنا أحمد بن عبدان ، أنا محمد بن سهل ، أنا محمد بن إسماعيل ، قال (١) : زياد بن مخراق البصري أبو الحارث ، سمع معاوية (٢) ، سمع منه ابن عليّة وشعبة.
أخبرنا أبو بكر محمد بن العباس ، أنا أبو بكر أحمد بن منصور بن خلف ، أنا أبو سعيد بن حمدون ، أنا مكي بن عبدان ، قال : سمعت مسلم بن الحجّاج يقول : أبو الحارث زياد بن مخراق البصري ، سمع معاوية بن قرّة ، روى عنه شعبة وابن عليّة.
قرأت على أبي الفضل بن ناصر ، عن جعفر بن يحيى ، أنا أبو نصر الوائلي ، أنا الخصيب بن عبد الله ، أخبرني عبد الكريم بن أبي عبد الرحمن ، أخبرني أبي قال : أبو الحارث زياد بن مخراق بصري ثقة.
أخبرنا أبو جعفر محمد بن أبي (٣) علي في كتابه ، أنا أبو بكر الصفار ، أنا أبو بكر أحمد بن علي بن منجويه ، أنبأ أبو أحمد محمد بن محمد الحاكم قال : أبو الحارث زياد بن مخراق البصري ، عن أبي إياس معاوية بن قرّة المزني ، وشهر بن حوشب ، روى عنه سعد بن إبراهيم الزهري ، وشعبة كناه (٤).
أخبرنا أبو محمد طاهر بن سهل ، نا أبو بكر الخطيب ، أنا أبو منصور أحمد بن
__________________
(١) التاريخ الكبير ٢ / ١ / ٣٧١.
(٢) يعني معاوية بن قرة ، وقد مرّ في أول ترجمته.
(٣) بالأصل : «أبو».
(٤) بعدها زيد بالأصل : محمد نا محمد نا محمد بن إسماعيل.
محمد بن إسحاق المقرئ ، نا عمر بن إبراهيم بن أحمد ، أنا أبو سعيد العدوي ، نا الصباح بن عبد الله ، قال : سمعت شعبة يقول : لا تكتبوا عن الفقراء شيئا فإنهم يكذبون لكم.
وقال : أنا أبو سعيد ، عن الصباح ، قال : سمعت شعبة يقول : اكتبوا عن زياد بن مخراق فإنه رجل موسر لا يكذب.
أخبرنا أبو غالب بن البنا ، أنا أبو محمد الجوهري ، أنا محمد بن العباس بن محمد بن حيّوية ، نا الحسن بن علي بن زكريا العدوي ، نا الصباح بن عبد الله أبو بشر ، قال : سمعت شعبة يقول : اكتبوا عن زياد بن مخراق فإنه رجل موسر لا يكذب.
قرأت على أبي الحسن علي بن المسلّم ، عن عبد العزيز بن أحمد ، أنا عبد الرحمن بن عبد العزيز بن أحمد الحلبي ، أنبأ أبو عبد الله محمد بن عيسى التميمي ، نا محمد بن يونس الكديمي ، نا محمد بن سنان ، نا إسماعيل ، قال : قال لي شعبة : اكتب عن زياد بن مخراق ، فإنه رجل موسر لا يكذب في الحديث (١).
أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد ، أنا أبو القاسم بن مسعدة ، أنا حمزة بن يوسف ، أنا أبو أحمد بن عدي ، نا علي بن أحمد بن مروان ، نا محمد بن يونس ، نا محمد بن سنان العوفي ، نا إسماعيل بن عليّة ، قال : قال لي شعبة : اكتب عن زياد فإنه موسر ولن يكذب (٢).
أخبرنا أبو القاسم الواسطي ، نا أبو بكر الخطيب ـ لفظا ـ أنا أبو بكر أحمد بن محمد بن إبراهيم ، قال : سمعت أحمد بن محمد بن عبدوس يقول : سمعت عثمان بن سعيد الدارمي يقول : وسألت يحيى بن معين عن زياد بن مخراق كيف حديثه ، قال : ثقة.
في نسخة ما شافهني به أبو عبد الله الخلّال ، أنا أبو القاسم بن منده ، أنا أبو علي إجازة ح.
قال : وأنا أبو طاهر بن سلمة ، أنا علي بن محمد ، قالا : أنا أبو محمد بن أبي
__________________
(١) انظر تهذيب التهذيب ٢ / ٢٢٤.
(٢) ليس لزياد بن مخراق ترجمة في الكامل لابن عدي.
حاتم ، قال (١) : أنبأ ابن أبي خيثمة فيما كتب إلي ح.
وقرأنا على أبي عبد الله بن البنا ، عن أبي تمام علي بن محمد ، عن أبي عمر بن حيّوية ، أنا أبو الطيب محمد بن القاسم بن جعفر الكوكبي ، نا أبو بكر بن أبي خيثمة ، قال : سمعت يحيى بن معين يقول : زياد بن مخراق ثقة.
أنبأنا أبو القاسم الأصبهاني ، وأبو الفضل السلامي ، قالا : أنبأ أبو الحسين بن الطّيّوري ، أنا أبو إسحاق البرمكي ، أنا أبو بكر الدقاق ، أنا أبو حفص الجوهري ، نا أحمد بن محمد بن هانئ سألت أحمد بن محمد بن حنبل عن زياد بن مخراق ، فقال : ما أدري ، قلت له يروي أحد حديث معاوية بن قرّة (٢) ، عن أبيه بسنده غير إسماعيل ، فقال : ما أدري ما سمعته من غيره ، قلت له : حمّاد أعني ابن سلمة يرويه عن زياد ، عن معاوية بن قرّة مرسل ، قال أبو بكر : وهذا في حديث النبي صلىاللهعليهوسلم أن رجلا قال له : إني أرحم الشاة وأنا أذبحها ، قلت لأبي عبد الله ، وروي حديث سعد أن النبي صلىاللهعليهوسلم قال : «يكون بعدي قوم يعتدون في الدعاء» فقال : نعم ، لم يقم إسناده [٤٤٢٥].
أنبأنا أبو محمد بن الأكفاني ، نا عبد العزيز الكتاني ، أنا علي بن الحسن بن علي ، ورشأ بن نظيف ، قالا : أنا محمد بن إبراهيم الطّرسوسي ، أنا محمد بن محمد بن داود ، نا عبد الرحمن بن يوسف بن سعيد بن خراش ، قال زياد بن مخراق بصري صدوق.
أخبرنا أبو النجم بدر بن عبد الله الشّيحي (٣) ، قال : أنا أبو بكر الخطيب ، حدثني علي بن أيوب القمي ، أنا محمد بن عمران بن موسى ، حدثني عمر بن داود العماني ، حدثني محمد بن علي بن الفضل المديني ، حدثني الحسين بن علي المهلّبي مولى لهم ـ يعني الكرابيسي ـ ، أخبرني مسدّد ، حدثني عبد الوهاب فيما أحفظ أو غيره ، قال : كان زياد بن مخراق يجلس إلى إياس بن معاوية ، قال : ففقده يومين أو ثلاثة ، فأرسل إليه فوجده عليلا ، قال : فأتاه ، فقال : ما بك؟ فقال له زياد : علة أجدها ، قال له إياس : والله
__________________
(١) الجرح والتعديل ١ / ٢ / ٥٤٥.
(٢) بالأصل : فروة ، والصواب ما أثبت ، ترجمته في سير الأعلام ٥ / ١٥٣.
(٣) بالأصل السنجي ، خطأ ، والصواب ما أثبت «الشيحي» بكسر الشين المعجمة نسبة إلى شيحة ، من قرى حلب.