تاريخ مدينة دمشق - ج ١٩

أبي القاسم علي بن الحسن ابن هبة الله بن عبد الله الشافعي [ ابن عساكر ]

تاريخ مدينة دمشق - ج ١٩

المؤلف:

أبي القاسم علي بن الحسن ابن هبة الله بن عبد الله الشافعي [ ابن عساكر ]


المحقق: علي شيري
الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع
الطبعة: ٠
الصفحات: ٥٤٤
الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤ الجزء ١٥ الجزء ١٦ الجزء ١٧ الجزء ١٨ الجزء ١٩ الجزء ٢٠ الجزء ٢١ الجزء ٢٢ الجزء ٢٣ الجزء ٢٤ الجزء ٢٥ الجزء ٢٦ الجزء ٢٧ الجزء ٢٨ الجزء ٢٩ الجزء ٣٠ الجزء ٣١ الجزء ٣٢ الجزء ٣٣ الجزء ٣٤ الجزء ٣٥ الجزء ٣٦ الجزء ٣٧ الجزء ٣٨ الجزء ٣٩ الجزء ٤٠ الجزء ٤١ الجزء ٤٢ الجزء ٤٣ الجزء ٤٤ الجزء ٤٥ الجزء ٤٦ الجزء ٤٧ الجزء ٤٨ الجزء ٤٩ الجزء ٥٠ الجزء ٥١ الجزء ٥٢ الجزء ٥٣ الجزء ٥٤ الجزء ٥٥ الجزء ٥٦ الجزء ٥٧ الجزء ٥٨ الجزء ٥٩ الجزء ٦٠ الجزء ٦١ الجزء ٦٢ الجزء ٦٣ الجزء ٦٤ الجزء ٦٥ الجزء ٦٦ الجزء ٦٧ الجزء ٦٨ الجزء ٦٩ الجزء ٧٠ الجزء ٧١ الجزء ٧٢ الجزء ٧٣ الجزء ٧٤ الجزء ٧٥ الجزء ٧٦ الجزء ٧٧ الجزء ٧٨ الجزء ٧٩ الجزء ٨٠

أنا عبد الملك بن الحسن ، أنا أحمد بن محمد بن الحسن الكلاباذي ، قال : زيد بن أرقم أبو عمرو ، ويقال أبو عامر ، وقال الواقدي : يكنى أبا سعيد ، وقال الهيثم : يكنى أبا أنيسة الأنصاري الخزرجي الكوفي ، سكن الكوفة ، سمع النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، روى عنه أبو إسحاق السبيعي ، وأبو عمرو الشيباني ، ومحمد بن كعب ، وأبو حمزة طلحة بن يزيد في المغازي وغيره في موضع.

قال الهيثم بن عدي : توفي سنة ثمان وستين زمن المختار بالكوفة.

أنبأنا أبو الغنائم الحافظ ، ثم حدثنا أبو الفضل البغدادي ، أنا أبو الفضل بن خيرون ، وأبو الحسين بن الطّيّوري ، وأبو الغنائم ـ واللفظ له ـ قالوا : أنا أبو أحمد ـ زاد ابن خيرون : ومحمد بن الحسن ، قالا : ـ أنا أحمد بن عبدان ، أنا محمد بن سهل ، أنا محمد بن إسماعيل ، قال (١) : وقال لي قيس بن حفص نا معتمر قال : سمعت ثابت بن زيد ، عن أزهر (٢) بن أنيسة أن زيدا دخل على المختار فقال له : يا أبا عامر ، قال : سمعت ثابت بن زيد عن رجل ، عن ابن أبي ليلى أن عليا قال لزيد : يا [أبا](٣) عامر.

أنبأنا أبو سعد المطرّز ، وأبو علي المقرئ ، قالا : أنا أبو نعيم ، نا سليمان بن أحمد ، نا محمد بن عبد الله الحضرمي ، نا علي بن المنذر ، نا محمد بن فضيل ، عن الأعمش ، عن حبيب (٤) بن أبي ثابت ، عن يحيى بن جعفر ، قال : قلت لزيد بن أرقم : يا أبا عامر.

قال : وثنا [أبو](٥) حامد بن جبلة ، نا محمد بن إسحاق ، نا محمد بن عثمان ، نا أبو أسامة ، نا الأعمش ، عن عمرو بن مرّة ، حدثني طلحة مولى آل قرظة بن كعب ، قال : قلت لزيد بن أرقم : يا أبا عمرو (٦).

أخبرنا أبو القاسم السمرقندي ، أنا أبو الفضل بن البقّال ، أنا أبو الحسن بن الحمّامي.

__________________

(١) التاريخ الكبير للبخاري ٢ / ١ / ٣٨٥.

(٢) عن البخاري وبالأصل : أسهر.

(٣) زيادة عن البخاري.

(٤) بالأصل : خبيب ، خطأ والمثبت عن م.

(٥) زيادة لازمة.

(٦) الخبر نقله ابن العديم في بغية الطلب ٩ / ٣٩٧٣.

٢٦١

أخبرنا أبو إسحاق إبراهيم بن أحمد بن الحسن ، أنا إبراهيم بن أبي أمامة ، قال : سمعت نوح بن حبيب يقول : زيد بن أرقم الأنصاري يكنى أبا عامر.

أخبرنا أبو القاسم أيضا ، أنا أبو القاسم أيضا ، أنا أبو الحسين بن النّقّور ، أنا عيسى بن علي ، أنا عبد الله بن محمد ، حدثني إسماعيل بن إسحاق ، نا مسدّد ، نا يحيى ، عن شعبة ، عن عمرو بن مرّة ، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى ، قال : قلنا لزيد بن أرقم : يا أبا عمرو (١).

أخبرنا أبو بكر محمد بن العباس ، أنا أبو بكر أحمد بن منصور بن خلف ، أنا أبو سعيد بن حمدون ، أنا مكي بن عبدان ، قال : سمعت مسلم بن الحجّاج يقول : أبو عمرو زيد بن أرقم الخزرجي له صحبة (٢).

قرأت على أبي الفضل بن ناصر ، عن جعفر بن يحيى ، أنا أبو نصر الوائلي ، أنا الخصيب بن عبد الله ، أخبرني عبد الكريم بن أبي عبد الرحمن ، أخبرني أبي ، قال : أبو عامر زيد بن أرقم ، وقيل أبو عمرو.

أخبرني أبو محمد عبد الكريم بن حمزة ، نا أبو بكر الخطيب.

وأخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي ، أنا أبو بكر محمد بن هبة الله ، قالا : أنا أبو الحسين بن الفضل ، أنا عبد الله بن جعفر ، نا يعقوب ، قال : زيد بن أرقم أبو عمرو.

أخبرنا أبو الفتح نصر الله بن محمد ، أنا أبو الفتح نصر بن إبراهيم ، أنا سليم بن أيوب ، أنا طاهر بن محمد بن سليمان ، نا علي بن إبراهيم بن أحمد ، نا يزيد بن محمد بن إياس ، قال : سمعت أحمد بن محمد المقدّمي يقول : زيد بن أرقم الأنصاري ، يكنى أبا عمرو (٣).

أنبأنا أبو جعفر محمد بن علي ، أنا أبو بكر الصفار ، أنا أبو بكر الحافظ ، أنا أبو أحمد الحاكم ، قال : أبو عمرو ، ويقال : أبو عامر ، ويقال : أبو سعيد ، ويقال : أبو أنيسة زيد بن أرقم بن زيد بن قيس بن النعمان بن مالك الأغرّ (٤) بن ثعلبة الأنصاري ، أخو بني

__________________

(١) بغية الطلب ٩ / ٣٩٧٠ ـ ٣٩٧١.

(٢) الكنى والأسماء للإمام مسلم ص ١٥١.

(٣) بغية الطلب ٩ / ٣٩٧٠.

(٤) بالأصل هنا : الأعزّ.

٢٦٢

الحارث بن الخزرج ، له صحبة من النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم وغزا معه سبع (١) عشرة غزوة ، سكن الكوفة ، ومات بها ، ويقال أول مشاهده مع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم المريسيع ، ابتنى دارا بالكوفة في كندة (٢).

أخبرنا أبو الحسن علي بن محمد بن أحمد بن عبد الله الخطيب ، أنا محمد بن الحسن بن محمد بن يونس ، حدثنا أحمد بن الحسين النهاوندي ، أنا عبد الله بن محمد بن عبد الله ، أنا محمد بن إسماعيل البخاري ، نا أحمد بن آدم ، نا منصور بن سلمة الخزاعي ، نا عثمان بن عبيد الله (٣) بن زيد بن حارثة الأنصاري ، عن عمر (٤) بن زيد بن حارثة ، حدثني أبي : أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم استصغر ناسا يوم أحد منهم : زيد بن حارثة ـ يعني لسنّه (٥) ـ ، والبراء بن عازب ، وزيد بن أرقم ، وسعد بن حبتة (٦) ، وأبو سعيد الخدري ، وعبد لله بن عمر ، وجابر بن عبد الله ، قال منصور : أخاف أن لا يكون حفظ جابرا.

أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي ، أنا الحسن بن علي ، أنا أبو عمر بن حيّوية ، أنا أحمد بن معروف ، نا الحسين بن الفهم ، نا محمد بن سعد ، أنا محمد بن سماعة ، نا أبو يوسف يعقوب بن إبراهيم القاضي ، عن سفيان بن عبيد الله بن زيد بن حارثة ، عن عمه عمر بن زيد بن حارثة ، عن أبيه زيد بن حارثة ، قال : استصغر النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم يوم أحد سبعة فردهم : عبد الله بن عمر ، وزيد بن أرقم ، والبراء بن عازب ، وأبا سعيد الخدري ، وجابر بن عبد الله ، وليس بالذي يروى عنه ، وزيد بن حارثة ، وسعد بن حبتة (٧).

أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر ، أنا أبو حامد أحمد بن الحسن ، أنا أبو سعيد

__________________

(١) بالأصل : سبعة عشر.

(٢) بالأصل : «كبده» خطأ والصواب ما أثبت عن أسد الغابة ٢ / ١٢٤.

(٣) في الاستيعاب ١ / ٥٥٥ (في ترجمة زيد بن جارية) : عثمان بن عبد الله بن زيد بن جارية ، وانظر أسد الغابة ٢ / ١٢٨ (ترجمة زيد بن جارية).

(٤) في الاستيعاب ١ / ٥٥٥ عمرو بن زيد بن جارية.

(٥) لفظة غير واضحة. ورسمها : «سفه» ولعلها : «نفسه» كما يفهم من عبارة ابن الأثير في أسد الغابة ٢ / ١٢٨ والمثبت عن م.

(٦) مهملة بدون نقط بالأصل وم والمثبت عن الاستيعاب.

(٧) الخبر نقله ابن العديم عن ابن سعد ٩ / ٣٩٧٤ ـ ٣٩٧٥ ولم أجده في طبقات ابن سعد الكبرى.

٢٦٣

محمد بن عبد الله بن حمدون ، أنا أبو حامد بن الشرقي ، نا محمد بن يحيى الذّهلي ، نا إبراهيم بن يحيى بن عبّاد بن هانئ المخزومي ، حدثني أبي ، عن محمد بن إسحاق مولى ابن مخرمة ، عن محمد بن مسلم الزّهري ، عن عروة بن الزبير ، قال : رد رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يومئذ ـ يعني يوم أحد ـ نفرا من أصحابه استصغرهم فلم يشهدوا القتال ، منهم : عبد الله بن عمر بن الخطاب ، وهو يومئذ ابن أربع عشرة (١) سنة ، وأسامة بن زيد ، والبراء بن عازب ، وعرابة (٢) بن أوس ، ورجل من بني حارثة ، وزيد بن أرقم ، وزيد بن ثابت ، ورافع ، قال : فتطاول له رافع وأذن له ، فسار معهم ، وخلّف بعضهم ، فجعلوا حرسا للذراري والنساء بالمدينة.

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين ، أنا أبو علي بن المذهب ، أنا أحمد بن جعفر ، نا عبد الله بن أحمد ، حدثني أبي ، نا وكيع ، نا إسرائيل وأبي ، عن أبي إسحاق ، قال : سألت زيد بن أرقم كم غزا النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم؟ قال : تسع عشرة (٣) غزوة ، وغزوت معه سبع عشرة غزوة ، وسبقني بغزاتين.

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي ، أنا أبو الحسين بن النّقّور ، أنا عيسى بن علي ، أنا عبد الله بن محمد البغوي ، حدثني جدي ، نا عمرو بن الهيثم أبو قطن ، نا شعبة ، عن أبي إسحاق ، قال : سألت زيد بن أرقم : كم غزا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم؟ قال : سبع (٤) عشرة ، قلت : فما أول ما غزا؟ قال : ذو العشير أو ذا العشر ، قلت : كم غزوت معه؟ قال : سبع عشرة غزوة.

أنبأنا أبو الغنائم محمد بن علي ، ثم حدثنا أبو الفضل محمد بن ناصر ، أنا أحمد بن الحسن ، والمبارك بن عبد الجبار ، ومحمد بن علي ـ واللفظ له ـ قالوا : أنا أبو عبد الوهاب بن محمد ـ زاد أحمد : ومحمد بن الحسن ، قالا : ـ أنا أحمد بن عبدان ، أنا محمد بن سهل ، أنا محمد بن إسماعيل (٥) ، قال : وقال [أبو](٦) نعيم ، نا زهير ،

__________________

(١) بالأصل : أربع عشر.

(٢) بالأصل : «وعرانة بن زيد» ، والمثبت عن مختصر ابن منظور.

(٣) بالأصل : تسع عشر.

(٤) الخبر نقله ابن العديم ٩ / ٣٩٧٥ وفيه : تسع عشرة.

(٥) التاريخ الكبير ٢ / ١ / ٣٨٥.

(٦) الزيادة عن البخاري.

٢٦٤

عن أبي إسحاق ، قال : سألت زيد بن أرقم : كم غزوت مع النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم؟ قال : سبع عشرة ، وغزا النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم تسع عشرة.

أخبرنا أبو عبد الله محمد بن غانم ، أنا عبد الرحمن بن محمد [بن] إسحاق ، أنا أبي ، أنا خيثمة بن سليمان ، ثنا أبو قلابة عبد الملك بن محمد الرقاشي ، نا بشر بن عمر ، نا شعبة ، عن أبي إسحاق ، قال : خرجت بين البراء وزيد بن أرقم فكنت بينهما ، فقلت لزيد بن أرقم : يا أبا عمرو كم غزا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم من غزوة؟ فقال : تسع عشرة ، قلت : ما أولهن؟ قال : ذات العشير أو العشر (١) ، قلت : كم كنت معه؟ قال : سبع عشرة غزوة.

أخبرناه عاليا أبو عبد [الله] الخلال ، أنا إبراهيم بن منصور ، أنا أبو بكر بن المقرئ ، أنا أبو يعلى ، نا مسروق بن المرزبان أبو سعيد ، نا أبو بكر بن عياش (٢) ، عن أبي إسحاق ، عن زيد بن أرقم ، قال : غزا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم تسع عشرة (٣) غزوة ، غزوت منها معه خمس عشرة غزوة.

أخبرنا أبو المظفّر بن القشيري ، أنا أبو سعد الأديب ، أنا أبو عمرو بن حمدان الفقيه.

وأخبرتنا أم المجتبى العلوية ، قالت : قرئ على إبراهيم بن منصور ، أنا أبو بكر بن المقرئ ، قالا : أنا أبو يعلى ، نا محمد بن بكار ، نا خديج بن معاوية ، عن أبي إسحاق ، عن البراء ، قال : وفي حديث ابن المقرئ قال : سمعت ـ البراء يقول : غزوت مع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم خمس عشرة (٤) غزوة ، قال : وسمعت زيد بن أرقم يقول : غزوت مع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم سبع عشرة (٥) غزوة ، وقال ابن حمدان : بضع عشرة (٦) غزوة.

أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي ، أنا أبو محمد الجوهري ، أنا أبو عمر بن

__________________

(١) بالأصل : العسير أو العسير ، والمثبت عن بغية الطلب.

(٢) بالأصل : عباس ، والصواب عن بغية الطلب.

(٣) بالأصل : تسع عشر.

(٤) بالأصل : خمس عشر.

(٥) بالأصل : سبع عشر.

(٦) بالأصل : بضع عشر.

٢٦٥

حيّوية ، أنا أحمد بن معروف ، نا الحسين بن الفهم ، نا محمد بن سعد ، قال : قال محمد بن عمر : حديث عبد الله بن جعفر الزهري بحديث إسرائيل ، عن أبي إسحاق ، عن أبي إسحاق ، عن زيد بن أرقم فيما ذكر أنه غزا مع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فقال : هذا استاذ العراق هكذا يقولون ، وأما في روايتنا ورواية غيرنا من أهل البلد والعلم بالسيرة فأول غزوة غزاها زيد بن أرقم حين بلغ الحلم رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم غزوة المريسيع ، زاد الحارث عن محمد بن سعد ، وشهد مؤتة رديف عبد الله بن رواحة.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي ، أنا ثابت بن بندار ، أنا أبو العلاء الواسطي ، أنا أبو بكر البابسيري ، أنا الأحوص بن المفضّل ، نا أبي قال : وقد أنكر هذا الخبر عبد الله بن جعفر المخرمي ، وقال : أول غزوة غزاها زيد بن أرقم المريسيع ، وهو غلام صغير ، ما غزا مع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم إلّا ثلاث غزوات أو أربعا ، وشهد مؤتة رديف عبد الله بن رواحة (١).

حدثنا أبو سعد بن البغدادي ـ لفظا ـ أنا أبو الفضل المطهّر بن عبد الواحد بن محمد البزاني (٢) الكاتب ، أنا أبو عمرو ، عبد الله بن محمد بن أحمد بن عبد الوهاب ، أنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن عمرو بن زيد الزهري ، نا أبو حفص عمرو بن علي بن بحر الصيرفي ، أنا أبو قتيبة ـ يعني سالم بن قتيبة ـ ، نا يونس بن أبي إسحاق ، عن أبيه ، قال : سمعت زيد بن أرقم يقول : رمدت عيني فعادني رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم في الرمد ، فقال : «يا زيد بن أرقم إن كانت (٣) عينك لما بها كيف تصنع؟» قال : أصبر وأحتسب ، قال : «يا زيد بن أرقم إن كانت عينك لما بها ثم صبرت واحتسبت دخلت الجنة» [٤٤٣٥].

أخبرنا أبو غالب بن البنا ، أنا أبو محمد الجوهري ، أنا عبيد الله بن عبد الرحمن الزهري ، نا إبراهيم بن عبد الله بن أيوب المخرمي ، نا صالح بن مالك ، نا عبد السلام بن مسلم الضمري ، نا أبو داود السّبيعي ، عن زيد بن أرقم الأنصاري ، قال : عادني رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم وأنا اشتكي عيني ، الحديث.

__________________

(١) الخبر نقله ابن العديم في بغية الطلب ٩ / ٣٩٧٥ ـ ٣٩٧٦.

(٢) بالأصل «الراى؟؟؟» والصواب ما أثبت وضبط عن الأنساب ، وقد مضى التعريف به.

(٣) بالأصل : كنت.

٢٦٦

أخبرنا أبو عبد الله الحسين بن عبد الملك ، أنا إبراهيم بن منصور ، أنا أبو بكر بن المقرئ ، أنا أبو يعلى ، نا أمية بن بسطام العنسي ، نا معتمر ، حدثنا بنانة (١) بنت زيد (٢) ، عن حمّاد (٣) ، عن أنيسة ابنة زيد بن أرقم عن أبيها : أن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم دخل على زيد يعوده من مرض كان به فقال : «ليس عليك من مرضك هذا بأس ، ولكنه كيف بك إذا عمّرت بعدي فعميت» قال : إذا أحتسب وأصبر ، قال : «إذا تدخل الجنة بغير حساب» قال : فعمي بعد ما مات النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، ثم ردّ الله عليه بصره ، ثم مات ، كذا قال [٤٤٣٦].

وأخبرنا أبو عبد الله محمد بن الفضل الفقيه ، أنا أبو بكر أحمد بن الحسن البيهقي (٤) ، أنا عبد الرحمن بن محمد بن عبد الله السراج ، أنا أبو [القاسم بن غانم بن حموية الطويل](٥) ، نا أبو عبد الله محمد بن إبراهيم البوشنجي (٦) ، ثنا أمية بن بسطام ، نا المعتمر بن سليمان ، نا نباتة بن يزيد (٧) ، عن حمّادة ، عن أنيسة بنت زيد بن أرقم ، عن أبيها أن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم دخل على زيد يعوده في مرض كان به فقال : «ليس عليك من مرضك بأس ، ولكن كيف بك إذا عمّرت بعدي فعميت؟» قال : إذ أحتسب وأصبر ، قال : «إذا تدخل الجنة بغير حساب» ، قال : فعمي بعد ما مات النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، ثم رد الله تعالى عليه بصره ، ثم مات ، قال البيهقي : كذا وجدته في كتابي ، وإنما هي بنانة بنت (٨) يزيد.

ولم يثبت شيخا اسمه نباتة بنت يزيد ، ولا اسم حمادة ، وكانا مصحفين في كتابه [٤٤٣٧].

أخبرتنا أم المجتبى العلوية ، قالت : قرئ على إبراهيم بن منصور ، أنا أبو بكر بن المقرئ ، أنا أبو يعلى ، نا الأزرق بن علي ، ثنا يحيى بن أبي بكير ، نا شريك بن عبد الله ، عن جابر ، عن أبي نصر ، عن خيثمة ، عن أنس ، قال : دخلت مع النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم

__________________

(١) مهملة بدون إعجام بالأصل ، والمثبت عن تهذيب التهذيب.

(٢) كذا بالأصل وفي تهذيب التهذيب «يزيد» وسيأتي : يزيد.

(٣) كذا ، وسيأتي : حمادة.

(٤) كذا العبارة ما بين الرقمين بالأصل ، وفي دلائل البيهقي : أخبرنا القاسم بن غانم ، حدثنا ابن حمويه الطويل.

(٥) الخبر في دلائل النبوة للبيهقي ٦ / ٤٧٩.

(٦) بالأصل : البوسنجي ، والصواب ما أثبت بالشين المعجمة.

(٧) في البيهقي : حدثنا نباتة بن بنت بريد بن يزيد.

(٨) في البيهقي : بناتة بنت بريد.

٢٦٧

نعود زيد بن أرقم وهو يشتكي عينيه ، قال : فقال : «يا زيد أرأيت إن كان بصرك لما به» ، قال : إذا أصبر وأحتسب ، فقال : «والذي نفسي بيده لئن كان بصرك ولما به فصبرت واحتسبت لتلقينّ (١) الله تعالى ليس عليك ذنب» ، كذا قال ، وأبو نصر هو خيثمة [٤٤٣٨].

وأخبرتنا أعلى من هذا أم المجتبى أيضا ، قالت : قرئ [على](٢) إبراهيم ، أنا أبو بكر ، أنا أبو يعلى ، نا أبو إسحاق بن أبي إسرائيل ، نا شريك ، عن جابر ، عن خيثمة ، عن أبي نصرة ، عن أنس ، قال : عاد رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم زيدا بن أرقم قال : «كيف بك يا زيد إن كان بصرك لما به» قال : يا رسول الله إذا أصبر وأحتسب ، قال : «لئن صبرت واحتسبت لتلقينّ الله عزوجل ليس عليك ذنب» ، كذا فيه ، وقوله عن أبي نصرة وهم ، إنما هو أبو نصر وهو خيثمة [٤٤٣٩].

وقد أخبرناه عاليا على الصواب أبو القاسم بن السمرقندي ، أنا أبو محمد الصّريفيني ، أنا أبو القاسم بن حبّابة ، أنا أبو القاسم البغوي ، نا علي بن الجعد ، أنا شريك ، عن جابر ، عن خيثمة أبي نصر ، عن أنس بن مالك ، قال : دخلت مع النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم نعود زيد بن أرقم ، وهو يشتكي عينيه ، فقال النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «يا زيد لو كان بصرك لما به كيف كنت؟» قال : إذا أصبر وأحتسب ، يعني قال : «والذي نفسي بيده لئن (٣) كان بصرك لما به ثم صبرت واحتسبت لتلقينّ الله يوم القيامة وليس عليك ذنب» ، وكذا رواه الثوري عن جابر [٤٤٤٠].

أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر ، أنا أحمد بن الحسن بن محمد ، أنا الحسن بن أحمد بن محمد.

أخبرنا أبو الوفاء المؤمّل بن الحسن بن عيسى الشجري ، نا عبد الرزاق ، أنا الثوري ، عن جابر ، عن خيثمة ، عن أنس أن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم عاد زيد بن أرقم بن زيد [لمرض](٤) كان بعينيه فقال له رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «كيف أنت إن كانت عينيك لما بهما؟» قال : أصبر وأحتسب ، قال : «إذا تلقى الله وليس لك ذنب» [٤٤٤١].

__________________

(١) بالأصل : ليقلين. والصواب ما أثبت عن م.

(٢) زيادة لازمة للإيضاح.

(٣) بالأصل : «بين».

(٤) زيادة لازمة للإيضاح.

٢٦٨

أخبرنا أبو عبد الله الفراوي ، أنا أبو بكر أحمد بن منصور بن خلف ، أنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن محمد ، أنا أبو حاتم مكي بن عبدان ، نا عبد الله بن هاشم ، نا عبد الرحمن بن مهدي ، نا إسرائيل ، عن أبي إسحاق ، عن زيد بن أرقم.

قال : وأنا أبو العباس الدّغولي ، أنا أبو بكر محمد بن معاذ بن يوسف ، أنا عبيد الله بن موسى ، عن إسرائيل ، عن أبي إسحاق ، عن زيد بن أرقم قال : كنت مع النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم في غزاة فسمعت عبد الله بن أبيّ يقول : لا تنفقوا على من عند رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم حتى ينفضّوا من عنده قال : لئن رجعنا إلى المدينة ليخرجن الأعزّ منها الأذلّ فحدثته عمي ، فأتى النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم فأخبره ، فدعاني رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم فسألني فأخبرته فبعث رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم إلى عبد الله بن أبيّ وأصحابه ، فجاءوا فحلفوا بالله ما قالوا ، فصدّقه رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم وكذّبني ، فدخلني من الهمّ ما لم يدخل مثله قط ، وجلست في البيت ، فقال لي عمي : ما أردت أن كذّبك (١) رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ومقتك فأنزل الله عزوجل (إِذا جاءَكَ الْمُنافِقُونَ)(٢) فدعاهم رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم فقرأ عليهم ، ثم قال : «ان الله قد صدّقك يا زيد» ، هذا لفظ عبد الرحمن بن مهدي [٤٤٤٢].

وقال عبيد الله بن موسى في حديثه : وجلست في البيت ، قال لي عمي : ما أردت إلى أن كذّبك رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، ومقتك وكذّبك المسلمون ، قال : فأتاني رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم فعرك أذني وضحك في وجهي فما كان يسرني بها كذا أو الدنيا ، قال : ثم أتاني أبو بكر فقال : ما قال لك رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم؟ قلت : ما قال إلّا أن عرك أذني وضحك في وجهي ، قال : أبشر ، ثم أتاني عمر ، فقلت له مثل ذلك ، قال : فأنزل الله عزوجل (إِذا جاءَكَ الْمُنافِقُونَ) ، فأرسل إليّ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم فقرأها ، ثم قال : «إن الله صدقك» [٤٤٤٣](٣).

ورواه محمد بن كعب بلفظ آخر (٤) ، أخبرناه أبو عبد الله الخلّال ، أنا إبراهيم بن منصور السلمي ، أنا أبو بكر بن المقرئ ، أنا أبو يعلى الموصلي ، نا عبيد الله بن معاذ العنبري ، نا شعبة ، عن الحكم ، عن محمد بن كعب ، عن زيد بن أرقم ، قال : سمعت

__________________

(١) بالأصل : «لديك» والصواب عن سير الأعلام.

(٢) الآية الأولى من سورة «المنافقون».

(٣) الخبر في سير الأعلام ٣ / ١٦٧ ـ ١٦٨ وانظر الاستيعاب ١ / ٥٥٧.

(٤) نقله ابن العديم في بغية الطلب ٩ / ٣٩٦٧ وأشار إليه الذهبي في سير الأعلام ٣ / ١٦٨.

٢٦٩

عبد الله بن أبي يقول : لا تنفقوا على من عند رسول الله حتى ينفضّوا ، قال : فأتيت النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم فأخبرته وأتاه ابن أبيّ فحلف له أنه لم يفعل ذلك ، وأنا في أصحاب النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم يلامون فأتيت [منزلي فنمت قال : فكأنه كتبت فأرسل النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم فأتيته ـ أو قال : فأتيت](١) النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ فقال : «إن الله قد صدقك وعذرك» ، وتلا هاتين الآيتين : (هُمُ الَّذِينَ يَقُولُونَ : لا تُنْفِقُوا عَلى مَنْ عِنْدَ رَسُولِ اللهِ) حتى بلغ آخر الآيتين [٤٤٤٤](٢).

وأخبرناه أبو القاسم بن الحصين ، أنا أبو علي بن المذهب ، أنا أحمد بن جعفر ، نا عبد الله بن أحمد (٣) ، حدثني أبي ، نا محمد (٤) بن جعفر ، نا شعبة ، عن الحكم ، عن محمد بن كعب القرظي (٥) ، عن زيد بن أرقم ، قال : كنت مع النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم في غزوة ، فقال عبد الله بن أبيّ : لئن رجعنا إلى المدينة ليخرجن الأعزّ منها الأذلّ ، فأتيت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم فأخبرته ، فحلف عبد الله بن أبيّ أنه لم يكن شيئا من ذلك ، قال : فلا مني قومي ، وقالوا : ما أردت إلى هذا؟ قال : فانطلقت فنمت كئيبا أو حزينا ، قال : فأرسل إليّ نبي الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ أو أتيت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فقال : ـ «إن الله قد أنزل عذرك وصدقك» ، قال : فنزلت هذه الآية (هُمُ الَّذِينَ يَقُولُونَ لا تُنْفِقُوا عَلى مَنْ عِنْدَ رَسُولِ اللهِ حَتَّى يَنْفَضُّوا) حتى بلغ (لَئِنْ رَجَعْنا إِلَى الْمَدِينَةِ لَيُخْرِجَنَّ الْأَعَزُّ مِنْهَا الْأَذَلَ) [٤٤٤٥].

ورواه أبو سعيد الأزدي ، عن زيد بمعناه (٦) :

أخبرناه أبو عبد الله الخلّال ، أنا إبراهيم بن منصور ، أنا أبو بكر بن المقرئ ، أنا أبو يعلى ، أنا أبو بكر بن المقرئ ، أنا أبو بكر بن أبي شيبة ، نا عبد الله (٧) بن موسى ، نا إسرائيل ، عن السّدّي ، عن أبي سعيد الأزدي ، نا زيد بن أرقم ، قال : غزونا مع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ومعنا ناس من العرب وكنا نبتدر الماء ، وكان الاعراب يسبقوننا (٨) ،

__________________

(١) ما بين معكوفتين سقط من الأصل واستدركت العبارة على هامشة وبجانبها كلمة صح.

(٢) سورة المنافقون ، الآيتان : ٧ ـ ٨.

(٣) مسند الإمام أحمد ٤ / ٣٦٨ ـ ٣٦٩.

(٤) عن مسند أحمد وبالأصل : أحمد.

(٥) بالأصل : الفرضي ، والمثبت عن مسند أحمد.

(٦) كذا ، ونقله ابن العديم في بغية الطلب ٩ / ٣٩٦٧.

(٧) كذا وفي بغية الطلب : عبيد الله.

(٨) بالأصل : يسبقونا.

٢٧٠

ويسبق الأعرابي أصحابه فيملأ الحوض ، ويجعل حوله حجارة ويجعل عليها نطعا (١) حتى يجيء أصحابه ، قال : فجاء رجل من الأنصار فأرخى زمام ناقته لتشرب فأبى أن يدعه فانتزع حجرا ، ففاض الماء ، فرفع الاعرابي خشبة فضرب بها رأس الأنصاري ، [فشجّه](٢) فأتى عبد الله بن أبيّ رأس المنافقين ، وكان من أصحابه فغضب وقال : (لا تُنْفِقُوا عَلى مَنْ عِنْدَ رَسُولِ اللهِ حَتَّى يَنْفَضُّوا) من حوله من الاعراب ، وكانوا يحضرون رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم عند الطعام ، فقال عبد الله لأصحابه : إذا انفضّوا من عند محمد فأتوا محمدا بالطعام فليأكل هو ومن عنده ، ثم قال لأصحابه : إذا رجعتم المدينة فليخرج الأعزّ منها الأذلّ.

قال زيد : وأنا رديف عمي ، قال : فسمعت عبد الله ، وكنا أخواله ، فأخبرت عمي ، فانطلق فأخبر رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : فأرسل رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم إليه ، فحلف وجحد ، قال : فصدّقه رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم وكذّبني ، قال : فجاء عمي ، قال : ما أردت [إلى] أن مقتك رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم وكذّبك وكذبك المسلمون ، قال : فوقع علي من الهمّ ما لم يقع على أحد قط.

قال : فبينا أنا أسير مع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم في سفر إذ خفقت برأسي من الهمّ ، إذ أتاني رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم فعرك أذني وضحك في وجهي ، فما كان يسرني أن لي به الخلد أقيم في الدنيا ، ثم ان أبا بكر لحقني ، قال : ما قال لك رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم؟ قال : قلت : ما قال لي شيئا إلّا أنه عرك أذني وضحك في وجهي ، قال : أبشر ، ولحقني عمر فقلت له قولي لأبي بكر ، فلما أصبحنا قرأ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم سورة المنافقين.

ورواه أبو مسلم البجلي عن زيد على وجه آخر :

أخبرناه أبو القاسم بن السمرقندي ، أنا أبو الحسين بن النّقّور ، وأبو القاسم بن البسري ، وأبو نصر الزينبي.

وأخبرناه أبو الفضل بن ناصر ، أنا أبو القاسم بن البسري ، قالوا : أنا أبو طاهر المخلّص ، حدثنا عبد الله بن محمد ، نا محمد بن أبي شيبة ، نا معتمر بن سليمان قال :

__________________

(١) النطع : بساط من الأديم (القاموس).

(٢) زيادة للإيضاح عن بغية الطلب.

٢٧١

سمعت داود العطاري (١) يحدث عن أبي مسلم البجلي ، عن زيد بن أرقم قال : سمعت قوما يقولون : انطلقوا بنا إلى هذا الرجل ، فإن يك نبيا كنا أسعد به وإن يكن ملكا عشنا تحت جناحه ، فأتيت النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم فأخبرته ، فانتهوا إلى حجرة فجعلوا ينادون : يا محمد ، يا محمد ، فأنزل الله عزوجل (إِنَّ الَّذِينَ يُنادُونَكَ مِنْ وَراءِ الْحُجُراتِ أَكْثَرُهُمْ لا يَعْقِلُونَ)(٢) ، قال : فأخذ النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم بأذني وقال : «صدّق الله قولك يا زيد» [٤٤٤٦].

وأخبرناه أبو القاسم زاهر بن طاهر ، أنا أبو سعد الجنزرودي (٣) ، أنا أبو أحمد الحاكم ، ثنا [أبو](٤) القاسم بشر بن محمد بن محمد بن ياسين ، أنا محمد بن إسحاق بن خزيمة ، ثنا محمد بن يحيى العتكي ، ثنا المعتمر بن سليمان ، ثنا داود الصائم (٥) ، أنا أبو مسلم البجلي ، قال : سمعت زيد بن أرقم يقول : أتى ناس النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم فقال بعضهم لبعض : انطلقوا بنا إلى هذا الرجل ، فإن يك نبيا فنحن أسعد الناس به ، وإن يك ملكا نعش في جناحه ، فسمعت ذلك منهم فأتيت النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم فأخبرته بذلك ، ثم أنهم أتوا النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم فجعلوا ينادونه وهم في حجرة : يا محمد ، يا محمد ، قال : فأنزل الله عزوجل (إِنَّ الَّذِينَ يُنادُونَكَ مِنْ وَراءِ الْحُجُراتِ أَكْثَرُهُمْ لا يَعْقِلُونَ) ، قال : فأخذ النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم بأذني فمرها (٦) وجعل يقول : «لقد صدّق الله قولك يا زيد ، لقد صدّق الله قولك يا زيد» [٤٤٤٧].

أخبرنا أبو القاسم هبة الله بن محمد ، أخبرنا الحسن بن علي ، أنا أحمد بن جعفر ، أنا عبد الله بن أحمد ، حدثني أبي ، ثنا عفان ونصر ، قالا : نا شعبة ، قال : نهى في حديثه (٧).

حدثني حبيب بن أبي ثابت ، قال : سمعت أبا المنهال رجلا من كنانة قال : سألت

__________________

(١) في تهذيب التهذيب : الطفاوي.

(٢) سورة الحجرات ، الآية : ٤.

(٣) مهملة بالأصل بدون نقط والصواب ما أثبت.

(٤) زيادة لازمة ، انظر ترجمته في سير الأعلام ١٦ / ٣٢٨.

(٥) في تهذيب التهذيب : الصائغ.

(٦) كذا بالأصل وتقرأ في م : فمدها.

(٧) كذا : نهى في حديثه وفي م : بهر في حديثه.

٢٧٢

البراء عن الصّرف (١) ، فقال : سل زيد بن أرقم فإنه خير مني وأعلم (٢).

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس ، أنا أبو الحسن بن أبي الحديد ، أنا جدي أبو بكر ، أنا العباس بن محمد بن جعفر بن هشام بن ملاس ، حدثنا شعيب بن عمرو ، وثنا وهب بن يزيد ، أنا شعبة ، عن عمرو بن مرّة ، عن ابن أبي ليلى ، قال : قلت لزيد بن أرقم : حدثنا عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، قال : كبرنا ونسينا ، والحديث عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم شديد (٣).

أخبرنا بها عالية أبو القاسم إسماعيل بن أحمد ، وأبو الحسن علي بن هبة الله بن عبد السلام ، قالا : أنا أبو محمد الصّريفيني ، أنا أبو القاسم بن حبّابة.

وأخبرنا أبو القاسم أيضا ، أنبأ أبو الحسين بن النّقّور ، أنا عيسى بن علي ، قالا : أنا عبد الله بن محمد ، نا علي بن الجعد ، نا شعبة ، عن عمرو بن مرّة ، قال : سمعت ابن أبي أوفى يقول : كنا إذا أتينا زيد بن أرقم فنقول : حدثنا عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم [فيقول : إنّا قد كبرنا ونسينا ، والحديث عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم](٤) شديد.

أخبرنا أبو غالب أحمد ، وأبو عبد الله يحيى ، ابنا (٥) الحسن بن البنا ، قالا : أنا أبو الحسين بن الآبنوسي ، أنا أحمد بن عبيد بن الفضل بن بيري ـ إجازة ـ أنا محمد بن الحسين بن محمد الزّعفراني ، نا أبو بكر بن أبي خيثمة ، قال : ذكر لي أن زيد بن أرقم مات بعد الحسن بن علي بقليل ، وقبل الحسين (٦).

وهذا وهم.

أنا أحمد بن عمران ، ثنا موسى بن زكريا ، نا خليفة بن خياط (٧) ، قال : وفيها ـ يعني سنة ست وستين ـ ، مات زيد بن أرقم الأنصاري من أصحاب رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم.

__________________

(١) الصرف : بيع الذهب بالفضة ، والصرف : فضل الدرهم على الدرهم ، والدينار على الدينار لأن كل واحد منهما يصرف عن قيمة صاحبه (اللسان : يصرف).

(٢) سير الأعلام ٣ / ١٦٧.

(٣) الخبر في بغية الطلب ٩ / ٣٩٦٦.

(٤) ما بين معكوفتين زيادة عن م.

(٥) بالأصل وم : أنبأنا خطأ ، والصواب ما أثبت.

(٦) بغية الطلب ٩ / ٣٩٧٦.

(٧) تاريخ خليفة بن خياط ص ٢٦٤.

٢٧٣

قرأت على أبي محمد عبد الكريم بن حمزة ، عن عبد العزيز بن أحمد ، أنا مكي بن محمد ، أنا أبو سليمان بن زبر ، قال : قال المدائني : وفيها ـ يعني سنة ست وستين ـ مات زيد بن أرقم ، قال ابن زبر قال الواقدي : وفي سنة ثمان وستين مات زيد بن أرقم بن ثابت ، ويكنى أبا سعد ، قال الهيثم : يكنى أبا أنيسة.

وذكر ابن زبر أن أباه أخبره عن أحمد بن عبيد بن ناصح عن المدائني بذلك.

أخبرنا أبو عبد الله محمد بن غانم الحداد ، أنا عبد الرّحمن بن مندة ، نا عبد الله بن عيسى المدني ، نا إبراهيم بن المنذر ، قال : وزيد بن أرقم من بلحارث بن الخزرج ، توفي سنة ثمان وستين بالكوفة.

٢٣٢٩ ـ زيد بن أسلم

أبو أسامة

ويقال : أبو عبد الله العدوي (١)

مولى عمر بن الخطاب الفقيه المدني.

روى عن ابن عمر ، وأنس بن مالك ، وأبيه (٢) أسلم ، وأبي صالح ذكوان السّمّان ، وعلي بن الحسين بن علي ، وعبيد بن جريج ، وعطاء بن يسار المديني.

روى عنه : الزهري ، وخارجة بن مصعب ، وأيوب السّختياني ، ويحيى بن سعيد الأنصاري ، ومالك بن أنس ، وعبيد الله بن عمر ، وسفيان الثوري ، ومعمر بن راشد ، وسليمان بن بلال ، وسفيان بن عيينة ، وبنوه عبد الله وعبد الرّحمن وأسامة ، وهشام بن سعد ، وعبد الرّحمن بن عبد الله بن دينار ، وأبو غسان محمد بن مطرّف ، وعبد الله بن أبي جعفر ، والحارث بن يعقوب ، ومحمد بن عجلان ، وروح بن القاسم.

وكان مع عمر بن عبد العزيز في خلافته ، واستقدمه الوليد بن يزيد في جماعة من فقهاء المدينة مستفتيا لهم في الطلاق قبل النكاح.

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين ، أنا أبو علي بن المذهب ـ لفظا ـ أنا أبو بكر بن

__________________

(١) ترجمته في تهذيب التهذيب ٢ / ٢٣١ حلية الأولياء ٣ / ٢٢١ الوافي بالوفيات ١٥ / ٢٣ سير الأعلام ٥ / ٣١٦ وانظر بحاشيتها ثبتا بأسماء مصادر أخرى ترجمته.

(٢) بالأصل : وابنه ، خطأ.

٢٧٤

مالك ، نا عبد الله بن أحمد ، حدثني أبي ، نا سفيان ، عن زيد بن أسلم ، عن عبد الله ، قال : دخل رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم مسجد بني عمرو بن عوف مسجد [قباء](١) يصلي فيه ، فدخلت عليه ، وجاءت الأنصار يسلمون عليه ، ودخل معهم صهيب ، فسألت صهيبا : كيف كان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يصنع إذا سلّم عليه؟ قال : يشير (٢) بيده ، قال سفيان : قلت لرجل يسأل زيدا : سمعته من عبد الله؟ وذهبت أن أسأله فقال : يا أبا أسامة سمعت من عبد الله بن عمر؟ قال : أما أنا فقد رأيته وكلّمته.

أخبرنا أبو العزّ أحمد بن عبيد الله بن كادش ، أنا الحسن بن علي بن محمد الجوهري ، أنا أبو حفص عمر بن محمد بن علي بن الزيات الصيرفي ، أنا أبو بكر جعفر بن محمد بن الحسن الفريابي (٣) ، نا قتيبة بن أنس ، وأخبرنا أبو محمد هبة الله بن سهل بن عمر ، أنا أبو عثمان البحيري ، أنا زاهر بن أحمد ، أنا إبراهيم بن عبد الصمد ، نا أبو مصعب الزهري ، حدثنا مالك ، عن زيد بن أسلم ، عن جابر بن عبد الله ، زاد أبو مصعب السّلمي ... (٤) أنه قال : خرجنا مع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم في غزوة بني أنمار ، قال جابر : فبينا أنا نازل تحت شجرة إذا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ زاد أبو مصعب قال : وقالا : ـ فقلت : يا رسول الله هلمّ إلى الظل ، قال : فنزل رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، قال جابر : فقمت إلى غرارة لنا فالتمست منها فوجدت جرو (٥) قثاء فكسرته ثم قربته إلى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم فقال : «من أين لكم» ـ وفي حديث قتيبة : لك ـ هذا؟» فقلت : خرجنا ـ زاد أبو مصعب : يا رسول الله ، وقالا : ـ من المدينة [٤٤٤٨].

قال جابر : وعندنا صاحب لنا نجهزه ، ـ زاد أبو مصعب : نذهب ـ وقالا : نرعى ظهرنا ، وقال فجهزته ثم أدبر ، نذهب إلى الظهر وعليه ثوبان قد خلقا ، قال : فنظر إليه رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم فقال : «أما له ثوبان غير هذين» قال : فقلت : بلى يا رسول الله له ثوبان في العيبة كسوته إياهما ، قال : «فادعه فمره» ـ وقال أبو مصعب : «فأمره يلبسهما ـ قال : فدعوه فلبسهما ثم ولى فذهب ـ وقال أبو مصعب : نذهب ـ فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «ما له

__________________

(١) زيادة عن مختصر ابن منظور ٩ / ١٠٩.

(٢) غير مقروءة بالأصل ورسمها : «سين» وفي م : يسر والصواب عن المختصر.

(٣) تقرأ بالأصل : العرناني أو العدناني ، والصواب عن م ، ترجمته في سير الأعلام ١٤ / ٩٦.

(٤) كلام غير مقروء كلمتان : «مراا؟؟؟» كذا بالأصل وم.

(٥) الجرو : صغير كل شيء حتى البطيخ والحنظل ونحوه (قاموس محيط).

٢٧٥

ضرب الله عنقه أليس هذا خير»؟ فسمعه الرجل فقال : يا رسول الله في سبيل الله ، ـ زاد أبو مصعب ، فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «في سبيل الله» ، وقالا : ـ فقتل الرجل في سبيل الله ، أخرجه النسائي في حديث مالك عن قتيبة ، وعن هارون الجمال عن معروف (١) ، عن مالك [٤٤٤٩].

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين ، أنا أبو طالب محمد بن محمد بن إبراهيم ، أنا أبو بكر الشافعي ، نا أبو محمد جعفر بن محمد بن شاكر الصائغ ، نا أبو نعيم ، نا هشام بن سعد ، عن زيد بن أسلم ، عن عبيد (٢) بن جريج ، قال : قلت لابن عمر : يا أبا عبد الرّحمن رأيتك تحب هذه النعال السّبتيّة (٣) وتستحب هذا الخلوق (٤) ولا تستلم من البيت إلّا هذين الركنين ، فقال : أما هذه النعال السّبتيّة فإني رأيت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يلبسها ، ويتوضأ فيها ، وأما الخلوق فإنه كان أحب الطيب إلى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، وما رأيت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يستلم إلّا هذين الركنين.

قرأت بخط عبد الوهاب الميداني في سماعه من أبي سليمان بن زبر ، أنا أبي ، أنا أحمد بن زهير بن بكار ، نا محمد بن إسماعيل ، عن محمد بن زيد الأنصاري ، قال : أدنى عمر بن عبد العزيز لما ولي الخلافة زيد بن أسلم وجفا الأحوص ، فقال الأحوص :

ألست أبا حفص هديت مخبّري

أفي الحق أن أقصى وتدني ابن أسلما؟

فقال عمر : ذلك الحق.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا أبو بكر بن الطبري ، أنا أبو الحسين بن الفضل ، أنا عبد الله بن جعفر ، نا يعقوب بن سفيان ، حدّثنا عبد الملك بن أبي سلمة ، نا عبد العزيز بن محمد الدّراوردي ، عن زيد بن أسلم ، وعن ربيعة بن أبي عبد الرّحمن ، وعن محمد بن المنكدر ، وعن أبي الزناد في أمثال لهم : خرجوا إلى الوليد ، وكان أرسل إليهم يستفتيهم في شيء ، فكانوا يجمعون من (٥) الظهر إلى العصر ، إذا زالت الشمس.

__________________

(١) بالأصل : معن ، والمثبت عن بغية الطلب.

(٢) عن المختصر وبالأصل : عبد.

(٣) السبتية : نسبة إلى السّبت بالكسر ، وهي جلود البقر ، وكل جلد مدبوغ أو بالقرظ (القاموس).

(٤) الخلوق : ضرب من الطيب.

(٥) في مختصر ابن منظور ٩ / ١٠٩ بين الظهر والعصر.

٢٧٦

أخبرنا أبو محمد هبة الله بن أحمد بن طاوس ، أنا أبو الغنائم بن أبي عثمان ، أنا أبو بكر بن أحمد بن يعقوب بن شيبة ، أنا جدي ، ثنا الحارث بن مسكين ، أنا ابن وهب ، قال : وحدّثني عبد الرّحمن بن زيد ، قال لي جدي : قال لي عبد الله بن عمر لما ولد زيد بن أسلم : ما سميت ابنك يا أبا خالد؟ قال : قلت : زيد [قال :] بأي الزيد [ين :] زيد بن حارثة أم زيد بن ثابت؟ قال : قلت : زيد بن حارثة وكنيته بكنيته ، قال : أصبت ، وكانت كنيته أبو أسامة (١).

أخبرنا أبو البركات الأنماطي ، أنا أبو الفضل بن خيرون ، أنا أبو القاسم بن بشران ، أنا أبو علي بن الصّوّاف ، أنا أبو جعفر محمد بن عثمان ، ثنا هاشم بن محمد ، ثنا الهيثم بن عدي ، ثنا صالح بن حسان وغيره في الطبقة الثالثة : زيد بن أسلم مولى عمر بن الخطاب ، وأهل بيته يزعمون أنه من الأشعريين.

أخبرنا أبو البركات أيضا ، أنبأ أحمد بن الحسن بن أحمد ، أنا يوسف بن رباح ، أنا أحمد بن محمد بن إسماعيل ، حدّثنا أبو بشر الدّولابي ، نا معاوية بن صالح ، قال : سمعت يحيى بن معين يقول في تسمية تابعي أهل المدينة ومحدثيهم : زيد بن أسلم.

أخبرنا أبو بكر محمد بن شجاع ، أنا أبو عمرو بن مندة ، أنا الحسن بن محمد بن يوسف ، أنا أحمد بن محمد بن عمر ، نا أبو بكر بن أبي الدنيا ، أنبأ محمد بن سعد ، قال (٢) : في الطبقة الرابعة من أهل المدينة : زيد بن أسلم مولى عمر بن الخطاب ، ويكنى أبا أسامة ، توفي في خلافة أبي جعفر قبل خروج محمد بن عبد الله بسنتين ، وخرج محمد بن عبد الله سنة خمس وأربعين ومائة ، وكان ثقة كثير الحديث.

أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي ، أنا الحسن (٣) بن علي ، أنا أبو عمر بن حيّوية ، أنا سليمان بن إسحاق ، نا الحارث بن أبي أسامة ، نا محمد بن سعد ، قال في الطبقة الرابعة من أهل المدينة : زيد بن أسلم مولى عمر بن الخطاب ، ويكنى أبا أسامة.

أنا محمد بن عمر ، قال : سمعت مالك بن أنس يقول : كانت لزيد بن أسلم حلقة في مسجد رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، وقد روى عن ابن عمر ، عن أبيه ، وعطاء بن يسار ،

__________________

(١) الخبر في بغية الطلب ٩ / ٣٩٨٢.

(٢) الخبر برواية ابن أبي الدنيا ليس في الطبقات الكبرى المطبوع لابن سعد.

(٣) بالأصل : الحسين ، خطأ والصواب عن م.

٢٧٧

وعبد الرّحمن بن [أبي] سعيد الخدري ، وكان ثقة كثير الحديث.

قال محمد بن عمر : مات زيد بن أسلم بالمدينة قبل خروج محمد بن عبد الله بن حسن بسنتين ، وخرج محمد بن عبد الله سنة خمس وأربعين ومائة (١).

أنبأنا أبو الغنائم محمد بن علي ، ثم حدّثنا أبو الفضل بن ناصر ، أنا أحمد بن الحسن ، والمبارك بن عبد الجبار ، ومحمد بن علي ـ واللفظ له ـ قالوا : أنا عبد الوهاب بن محمد ـ زاد أحمد : ومحمد بن الحسن قالا : ـ أنا أحمد بن عبدان ، أنا محمد بن سهل ، أنا محمد بن إسماعيل ، قال (٢) : زيد بن أسلم أبو أسامة مولى عمر بن الخطاب القرشي العدوي ، سمع ابن عمر ، وقال زكريا بن عدي ، نا هشيم ، عن محمد بن عبد الرّحمن القرشي ، كان علي بن حسين يجلس إلى زيد بن أسلم ويتخطى مجالس قومه ، فقال له نافع بن جبير بن مطعم تخطّى مجالس قومك إلى عبد (٣) عمر بن الخطاب؟ فقال : إنما يجلس الرجل إلى من ينفعه في دينه.

أخبرنا أبو بكر محمد بن العباس ، أنا أحمد بن منصور ، أنا أبو سعيد بن حمدون ، أنا مكي بن عبدان ، قال : سمعت مسلم بن الحجّاج يقول (٤) : أبو أسامة زيد بن أسلم مولى عمر بن الخطاب ، سمع ابن عمر وأباه ، روى عنه الثوري ، وأيوب السّختياني ، ومالك ، وابن عيينة.

قرأت على أبي الفضل بن ناصر ، عن جعفر بن يحيى ، أنا أبو نصر الوائلي :

أخبرنا الخصيب بن عبد الله ، أخبرني أبي موسى ، أخبرني أبي قالوا : أبو أسامة زيد بن أسلم مدني ثقة ، أنا معاوية بن صالح ، عن يحيى بن معين ، قال : زيد بن أسلم مدني ثقة.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا أبو طاهر محمد بن أحمد بن محمد بن الصقر ، أنا هبة الله بن إبراهيم بن عمر ، نا أحمد بن محمد بن إسماعيل المهندس ، نا

__________________

(١) الخبر لم يرد في طبقات ابن سعد المطبوع ، فقد ضاع قسم مهم من طبقات المدنيين. والخبر نقله ابن العديم نقلا عن ابن سعد في بغية الطلب ٩ / ٣٩٨٣.

(٢) التاريخ الكبير ٢ / ١ / ٣٨٧.

(٣) بالأصل : «عند» والمثبت عن البخاري. وفوق اللفظة بالأصل وبين السطرين كتبت لفظة «مولى».

(٤) الكنى والأسماء للإمام مسلم ص ٨٥.

٢٧٨

أبو بشر محمد بن أحمد بن حمّاد ، قال : أبو أسامة زيد بن أسلم (١).

أخبرنا أبو الفتح نصر الله بن عمر ، أنا نصر الله بن إبراهيم ، أنا سليم بن أيوب ، أنا طاهر بن محمد بن سليمان ، نا علي بن إبراهيم بن أحمد ، نا يزيد بن محمد بن إياس ، قال : سمعت محمد بن أحمد بن أبي بكر المقدّمي ، قال : زيد بن أسلم يكنى أبا أسامة (٢).

أخبرنا أبو غالب بن البنا ، أنبأ أبو الغنائم بن المأمون ، قال : قال أبو الحسن الدارقطني : أبو أسامة ـ ويقال : أبو عبد الله ـ زيد بن أسلم.

أنبأنا أبو جعفر الهمذاني (٣) ، أنا أبو بكر الصفار ، أنا أبو بكر الحافظ (٤) ، أنا أبو أحمد الحاكم ، قال : أبو أسامة زيد بن أسلم القرشي العدوي مولى عمر بن الخطاب المدني ، سمع أبا عبد الرّحمن عبد الله بن عمر بن الخطاب العدوي ، وأبا حمزة أنس بن مالك الأنصاري ، وعن أبي عبد الله جابر بن عبد الله السّلمي ، وربيعة بن عبّاد الدؤلي ، وسلمة بن الأكوع أبي إياس الأسلمي.

روى عنه أبو بكر أيوب بن أبي تميمة السّختياني ، وأبو عثمان عبيد الله بن عمر بن حفص العدوي ، ومحمد بن عجلان القرشي ، ويحيى بن سعيد الأنصاري ، ومالك بن أنس ، وأبو عبد الرّحمن زياد بن سعد (٥) الخراساني ، وأبو الوليد عبد الملك بن عبد العزيز بن جريج القرشي ، وأبو بكر محمد بن إسحاق بن يسار المخرمي ، وأبو محمد سعيد بن عبد العزيز التنوخي ، وأبو غياث (٦) روح بن القاسم العنبري ، وأبو عبد العزيز موسى بن عبيدة الرّبذي ، وأبو بشر ورقاء بن عمر اليشكري (٧) ، وأبو عبد الله يزيد بن عبد الله بن أسامة بن الهاد الليثي ، وأبو أيوب عبد الله بن علي الإفريقي ، وأبو الهيثم السّري بن يحيى المحلمي ، ويروى عن الزهري

__________________

(١) بغية الطلب ٩ / ٣٩٨٦.

(٢) المصدر نفسه.

(٣) بالأصل بالدال المهملة والصواب «الهمذاني» بالذال المعجمة.

(٤) هو أحمد بن علي بن منجويه ، أبو بكر ، ترجمته في سير الأعلام ١٧ / ٤٣٨.

(٥) في بغية الطلب : أسد.

(٦) في بغية الطلب : أبو عتاب.

(٧) بالأصل : السكري ، والصواب ما أثبت ، انظر ترجمته في سير الأعلام ٧ / ٤١٩.

٢٧٩

محمد بن مسلم بن شهاب عنه إن كان محفوظا.

قال : وأنا أبو أحمد ، أنا أبو جعفر محمد بن عبد الرّحمن الضّبّي (١) ، قال : قرأت على أحمد ـ يعني ابن محمد بن الحجاج ـ قال : سمعت يحيى بن بكير يقول : كنية زيد بن أسلم أبو أسامة.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي ، أنا محمد بن طاهر ، أنا مسعود بن ناصر ، نا عبد الملك بن الحسن ، أنا أحمد بن محمد بن الحسين ، قال : زيد بن أسلم أبو أسامة المدني مولى عمر بن الخطاب القرشي العدوي ، سمع ابن عمر ، وأباه ، وعطاء بن يسار ، والأعرج ، روى عنه مالك بن أنس ، وسليمان بن بلال ، والثوري ، وأبو غسان في «النكاح» وغير موضع ، مات سنة استخلف أبو جعفر في العشر الأول من ذي الحجة سنة ست وثلاثين ومائة ، وقال عمرو (٢) بن علي : مات سنة ست وثلاثين ومائة ، وقال أبو عيسى مثل عمرو ، وقال الواقدي : توفي في خلافة [أبي](٣) جعفر قبل خروج محمد بن عبد الله بسنتين ، وخرج محمد بن عبد الله في سنة خمس وأربعين ومائة.

أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر ، أنا أبو صالح أحمد بن عبد الملك ، أنا علي بن محمد بن السّقّا ، وعبد الرّحمن بن محمد بن بالوية ، قالا : أنا أبو العباس محمد بن يعقوب ، قال : سمعت عباس بن محمد يقول : سمعت يحيى بن معين يقول : قد سمع زيد بن أسلم من ابن عمر ولم يسمع زيد بن أسلم من جابر بن عبد الله ، ولم يسمع من أبي هريرة (٤).

أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلّم ، نا عبد العزيز بن أحمد :

أخبرنا أبو محمد بن أبي نصر ، أنا أبو الميمون بن راشد ، قال : قال أبو زرعة : زيد بن أسلم يحدث عن رجلين من الصحابة ابن عمر ، وأنس بن مالك.

أخبرنا أبو محمد بن طاوس ، أنا أبو الغنائم بن عثمان ، أنا أبو عمر بن مهدي ، أنا محمد بن أحمد بن يعقوب بن شيبة ، نا جدي ، نا الحارث بن مسكين ، نا ابن وهب ، نا

__________________

(١) غير مقروءة بالأصل ، والصواب عن بغية الطلب ٩ / ٣٩٨٧.

(٢) بالأصل : «فقال عمر بن علي» والصواب ما أثبت.

(٣) زيادة لازمة.

(٤) بغية الطلب ٩ / ٣٩٨٣ وتهذيب التهذيب ٢ / ٢٣١.

٢٨٠