المهذّب البارع - ج ١

الشيخ جمال الدين أحمد بن محمد بن فهد الحلّي

المهذّب البارع - ج ١

المؤلف:

الشيخ جمال الدين أحمد بن محمد بن فهد الحلّي


المحقق: الحاج آقا مجتبى الطهراني
الموضوع : الفقه
الناشر: مؤسسة النشر الإسلامي
الطبعة: ٠
الصفحات: ٥٨٥

٣٨ ـ السؤال والجواب (١)

٣٩ ـ رسالة في السهو في الصلاة (٢)

٤٠ ـ اللوامع (٣)

٤١ ـ رسالة في كثير الشك (٤)

٤٢ ـ المقدّمات (٥)

٤٣ ـ رسالة في العبادات الخمس (الخمسة) تشتمل على أصول وفروع (٦)

٤٤ ـ رسالة في فضل الجماعة (٧)

٤٥ ـ مسائل ابن فهد (٨)

٤٦ ـ التحرير (٩)

هذا ما أمكن استقراءه بصورة عاجلة لمؤلفاته قدّس سرّه المنتشرة هنا وهناك وقد أورد بعض أصحاب المصنّفات وأرباب التراجم والفهارس أسماء بعضها باسمين كما أشرنا إليها ما أمكن الإشارة إليها.

__________________

(١) الذريعة : ج ١٢ ، ص ٢٤٢ ، تحت رقم ١٥٨٧.

(٢) الذريعة : ج ١٢ ، ص ٢٦٦ ، تحت رقم ١٧٦٩.

(٣) الذريعة : ج ١٨ ، ص ٣٥٨ ، تحت رقم ٤٦٧ ، ونقله أيضا في ج ٢٠ ، ص ٣٦٤ تحت رقم ٣٤٣٠ بعنوان (مسائل اللوامع).

(٤) الذريعة : ج ١٧ ، ص ٢٨٣ ، تحت رقم ٣٠٧.

(٥) الذريعة : ج ٢٢ ، ص ٣٥ ، تحت رقم ٥٩٢٧.

(٦) أعيان الشيعة : ج ٣ ، ص ١٤٨ ، وروضات الجنات : ج ١ ، ص ٧٢.

(٧) الذريعة : ج ١٦ ، ص ٢٦٦ ، تحت رقم ١١٠٢.

(٨) الذريعة : ج ٢٠ ، ص ٣٣٢ ، ويحتمل أن يكون (فتاوى الشيخ أبو العباس) لاحظ ج ١٦ ، ص ١٠١ تحت رقم ١١٠.

(٩) نامه دانشوران : ج ١ ، ص ٣٧٦. ومجالس المؤمنين : ج ١ ، ص ٥٨٠. وهل هذا الكتاب هو الذي أمره السيد المرتضى قدس سره في المنام بتحريره ، كما قدّمناه نقلا عن أعيان الشيعة ، وكذا في نامه دانشوران ومجالس المؤمنين والمستدرك : ج ٣ ، ص ٤٣٥ حيث قال : ولما انتبه الشيخ الأجل شرع في تصنيف كتاب التحرير وافتتحه بما ذكره السيد؟ أم هو كتابه (المحرر) كما عن الذريعة : ج ٢٠ ، ص ١٤٨ ، والله العالم.

٤١

وفاته ومدفنه :

توفى العلّامة ابن فهد عن عمر ناهز خمسا وثمانين سنة في عام ٨٤١ هجريّة.

قال السيد بحر العلوم في رجاله (المعروف بالفوائد الرجاليّة).

وجدت في ظهر كتاب عدّة الداعي ونجاح الساعي لابن فهد رحمه الله ، هكذا :

تاريخ تولد ابن فهد ٧٥٧ ، تاريخ تأليف هذا الكتاب (٨٠١) ، تاريخ وفاة ابن فهد ٨٤١ ، مدّة عمر ابن فهد ٨٤ (١).

وفي هامش رجال السيد بحر العلوم قال : وقبر ابن فهد ـ هذا ـ بكربلاء معروف مشهور يزار ، وكان وسط بستان بجنب المكان المعروف بالمخيّم ، وعليه قبّة مبنيّة بالقاشاني ، وقد جدّد بنائه في عصرنا وفتح بجنبه شارع باسمه ، وبنيت حوله دور ومساكن ، ويقال : إنّ السيد صاحب الرياض الطباطبائي الحائري (قدّس سرّه) كان في عصره كثيرا ما يتردّد إلى قبره ويتبرّك به.

وقد رثى المترجم له جماعة ، منهم الشيخ أبو القاسم علي بن جمال الدين محمد بن طي العاملي الفقعاني ، المتوفى سنة ٨٥٥ ه‍ ، صاحب كتاب المسائل المعروفة بـ (مسائل ابن طي) (٢).

وفي أعيان الشيعة : توفي سنة ٨٤١ عن ٨٥ سنة ، ودفن بكربلاء ، بالقرب من مخيّم سيد الشهداء (عليه السلام) ، في بستان هناك تسميه العامّة بستان أبو الفهد ، وقبره مزور متبرّك به ، وعليه قبّة ، وقيل : إنّ عمره ٥٨ سنة ، والظاهر انّه اشتباه بجعل الخمس خمسين والثمانين ثمانية. والله أعلم (٣).

وما أشار إليه قدّس سرّه من الاشتباه لعل مستنده ما في روضات الجنات حيث قال : وقد توفى ابن فهد المذكور سنة إحدى وأربعين وثمانمائة ، وهو ابن ثمان

__________________

(١) الفوائد الرجالية : ج ٢ ، ص ١١١.

(٢) الفوائد الرجالية : ج ٢ ، ص ١١٠.

(٣) أعيان الشيعة : ج ٣ ، ص ١٤٧.

٤٢

وخمسين سنة ـ رحمه الله ـ ثمَّ قال : وفي رجال بحر العلوم ، إنّه ولد في ٧٥٧ وتوفى في التاريخ المذكور فيكون عمره أربعا وثمانين سنة ، وقبره ـ (رحمه الله) ـ معروف بكربلاء المشرّفة وسط بستان يكون بجنب المخيّم الطاهر ، وقد تشرّفت بزيارته هناك ، وكان السيد صاحب الرياض يتبرّك بذلك المزار كثيرا ، ويكثر الورود عليه ، كما سمع من الثقات. ومن جملة من رثاه في مصيبته هو الشيخ أبو القاسم علي بن جمال الدين محمد بن طي العاملي صاحب كتاب المسائل الذي يدعي بـ (مسائل بن طي) انتهى (١).

وفي لؤلؤة البحرين قال : توفي ـ رحمه الله ـ في السنة الحادية والأربعين بعد الثمانمائة ، وقد بلغ من العمر خمسا وثمانين سنة (٢).

وفي نامه دانشوران ناصري قال : بالجمله ابن فهد در سنه هشتصد وچهل ويك كه روزگار زندگانيش به هشتاد وپنج سال رسيده بود سراى فانى را وداع كرد ، بجوار رحمت پروردگار شتافت ، ودر جوار مشهد مطهّر حضرت ابو الأئمة حسين بن على (سلام الله عليهما) مدفون گرديد ، اكنون بقعه وى در وسط بوستانى است كه سابقا باغ نقيب علويين بوده ودر جنب خيمه‌گاه سيد الشهداء واقع شده است ، ارباب تقوى وقدس چون بخاك وى بگذرند شرط تعظيم بجاى آورند ، واز باطن آن شيخ بزرگوار استمداد نمايند ، كرامات چند از ان مزار شريف حكايت مى‌شود كه نگارش انها موجب اطناب گردد (٣).

وفي الكنى والألقاب قال : ولد سنة ٧٥٧ وتوفى سنة ٨٤١ (ضما) ودفن في جوار ابي عبد الله الحسين (عليه السلام) قرب خيمگاه ، وقبره مشهور يزار ، وينقل عن السيد الأجلّ صاحب الرياض انه ينتابه ويتبرّك به (٤).

__________________

(١) روضات الجنات : ج ١ ، ص ٧٤.

(٢) لؤلؤة البحرين : ص ١٥٧.

(٣) نامه دانشوران : ج ١ ، ص ٣٧٧.

(٤) الكنى والألقاب : ج ١ ، ص ٣٦٩.

٤٣

المهذّب ونسخه :

قال صاحب الذريعة في تعريف كتاب المهذب البارع ما لفظه :

المهذب البارع في شرح النافع في مختصر الشرائع المعروف بـ (المختصر النافع) لابن فهد الحلّي ، أورد في كلّ مسألة أقوال الأصحاب وأدلّة كلّ قول وبيّن الخلاف في كلّ مسألة خلافيّة ، وعيّن المخالف وإن كان نادرا متروكا ، وأشار إلى وجه التردّد من المصنّف لدليل القدح في خاطره. قال فيه : (. سمّيته بـ (المهذب البارع في شرح المختصر النافع) وإن شئت فسمّه (جامع الدقائق وكاشف الحقائق).) لأنّه لا يمرّ بمسألة إلّا جلّاها غاية الجلاء ، وذكر إنّه كتبه بالتماس جمع بعد ما نذر وحصل ما علّق عليه النذر ، وقدّم أربع مقدّمات مختصرات ، وفرغ عن أصله في الحادي والعشرين من رجب سنة ثلاثة وثمانمائة (١).

وقد اعتمدنا في التحقيق على النسخ التالية :

١ ـ نسخة في المكتبة العامرة لاية الله العظمى المرعشي النجفي دام ظله ، وهي وان كانت من جهة الخط رديئة ، إلّا أن فيها آثار القراءة والمقابلة ، ويظهر من آخر الكتاب ان النسخة كتبت في عهد المؤلّف ومقروءة عليه (قدّس سرّه).

وهذه صورة الكتابة :

أنهاه أيّده الله في مجالس متعدّدة آخرها سلخ شوال ختم بالإقبال من سنة خمس وثلاثين وثمانمائة ، قراءة وبحثا وشرحا وفهما ، وكتب أضعف العباد أحمد بن محمد بن فهد مؤلّف الكتاب الحمد لله وحده ، وصلّى الله على سيدنا محمد وآله وهذه النسخة من كتاب الطهارة إلى آخر كتاب النكاح.

وجعلنا هذه النسخة هي الأصل ورمزنا إليها بـ (ألف)

__________________

(١) الذريعة : ج ٢٣ ، ص ٢٩٢.

٤٤

٢ ـ نسخة في مكتبة صديقنا المعظم آية الله العلّامة الحاج سيد مصطفى الصفائي الخوانساري دام ظله ، وهذه النسخة وان كانت فيها أيضا آثار المقابلة ، وكتب في آخر صفحة منها (بلغ قبالا بقدر الوسع والطاقة إلّا ما زاغ عنه البصر) إلّا أنّه يوجد فيها بعض الاغلاط وهذه النسخة من كتاب الطهارة إلى آخر الديات.

ورمزنا إليها بـ (ب)

٣ ـ نسخة نفيسة ثمينة ، جيّدة الخط في مكتبة الإمام الهمام علي بن موسى الرضا (عليه السلام) في المشهد الرضوي ، وقد استنسخت قطعة منها من النسخة التي قرئت على مصنفه أحمد بن فهد الحلّي في سنة ثلاث وثمانمائة ، إلّا انّه مع الأسف فيها أغلاط وسقطات وهذه النسخة من كتاب الطهارة إلى آخر الديات.

ورمزنا إليها بـ (ج)

٤ ـ نسخة رديئة الخط كثيرة الاغلاط ، ناقصة في مكتبة المدرسة الفيضيّة بـ قم المقدسة ولا يوجد فيها تاريخ الكتابة ولا الكاتب وهذه النسخة من أوّل كتاب الطهارة إلى آخر النكاح ، ورمزنا إليها بـ (د)

٥ ـ نسخة رديئة الخط ، غير مقروءة الكلمات أحيانا ، ناقصة الأوّل في مكتبة المدرسة الفيضيّة بـ قم المقدّسة ، وكتب في آخر كتاب النكاح (فرغ من تعليقه يوم الخميس من شهر صفر سنة اثنين وثمانين وتسعمائة ، محمد بن صالح بن رياد بن حجي علي السعدي عفا الله عنه) وهذه النسخة من الطهارة إلى الديات.

ورمزنا إليها بـ (ه)

واستفدنا من هاتين النسختين أحيانا مع ردائه الخط والإغلاط.

٦ ـ نسخة من كتاب مختصر النافع في مكتبة المدرسة الفيضيّة ، جيّدة الخط وعلى هامشها بعض الحواشي مجهولة الناسخ والتاريخ ، ورمزنا إليها بـ (و)

المنهج في التحقيق :

١ ـ نظرا بأنّ الكتاب شرح لمختصر النافع ، وقد تناول المصنّف قدّس سرّه مقاطع

٤٥

منه ارتأها للشرح والبحث وترك ما بقي من المتن لفطنة الباحث والاختصار.

ونظرا لما في الجمع بين المتن الكامل والشرح من فوائد جمة ، منها التخفيف على الباحث من تحمل أعباء البحث والمراجعة وارتباط العبارات بعضها مع البعض ، ارتأيت أن أورد متن المختصر النافع بكامله في أعلى الصفحات.

٢ ـ نقلنا الأحاديث في الهامش من الكتب الأربعة ، مع ذكر المجلّد والصفحة والباب ورقم الحديث.

٣ ـ قد ينقل الشارح حديثا وله صدر أو ذيل ولا يوجد بهذه الصفة في الكتب الأربعة ، وربما يعثر عليه في كتب سائر الفقهاء كالعلّامة والمحقّق وغيرهما ، فلارشاد المراجعين وتتميم الفائدة أشرنا إليه في الهامش بأن تمام ما نقله الشارح من الحديث في الكتاب الفلاني مثلا كذا وكذا.

٤ ـ عند نقل الشارح آراء الفقهاء وفتاواهم ، عزمنا على أن ننقل الفتاوى حتى المقدور من كتبهم ، مع الإشارة إلى الفصل والباب والصفحة والسطر ، ورمزنا بحرف (ج) إلى المجلد ، وبحرف (ص) إلى الصفحة ، وبحرف (س) إلى السطر من تلك الكتب ، وان لم نجد للمنقول عنه كتاب مستقل بأيدينا فحينئذ نعتمد لنقل الفتوى على كتب المحقّق والعلّامة وأمثالهما قدّس الله أسرارهم.

٥ ـ بما ان الشارح قدّس سرّه كثيرا ما يعتمد في نقل أقوال الفقهاء على كتب العلّامة ، وبالأخص كتاب مختلف الشيعة ، وفي بعض الموارد نشاهد الاختلاف بين ما نقله العلّامة وبين رأى المنقول عنه في كتبه ، فأشرنا في الهامش إلى ذلك تتميما للفائدة.

مصادر التحقيق :

اعتمدنا في الاستخراج على الكتب التالية :

١. الكافي : للشيخ الكليني ، طبع إيران ـ طهران ، منشورات دار الكتب الإسلاميّة : عام ١٣٩١ ه‍ ق.

٤٦

٢. التهذيب : للشيخ الطوسي ، اوفست بيروت ، عام ١٤٠١ ه‍ ١٩٨١ م.

٣. من لا يحضره الفقيه : للشيخ الصدوق ، اوفست بيروت ، عام ١٤٠١ ه‍ ١٩٨١ م.

٤. الاستبصار : للشيخ الطوسي ، طبع إيران عام ١٣٩٠ ه‍.

٥. المختصر النافع : للمحقّق الحلي ، طبع مصر ، مع تقديم أحمد الباقوري والأستاذ القمي ، كتبه في رمضان ١٣٧٦ ه‍.

٦. المقنعة : للشيخ المفيد ، من منشورات مكتبة الداوري ، إيران ـ قم.

٧. النهاية : للشيخ الطوسي : طبع إيران ـ قم منشورات قدس محمّدي.

٨. المقنع والهداية : للشيخ الصدوق طبع إيران ـ طهران ، ذو الحجّة الحرام ١٣٧٧ ه‍.

٩. جمل العلم والعمل : للسيد المرتضى ، الطبعة الاولى ، مطبعة الآداب ، النجف ، عام ١٣٨٧ ه‍.

١٠. الكافي في الفقه : لأبي الصلاح الحلبي طبع إيران ، أصفهان من منشورات مكتبة الإمام أمير المؤمنين (عليه السلام).

١١. المهذب : للقاضي ابن البراج ، طبع إيران ـ قم عام ١٤٠٦ ه‍.

١٢. السرائر : لابن إدريس الحلّي ، الطبعة الثانية ، المطبعة العلميّة ، قم عام ١٣٩٠ ه‍.

١٣. المعتبر : للمحقق الحلّي ، من منشورات الذخائر الإسلامي ، إيران ـ قم.

١٤. مختلف الشيعة : للعلّامة الحلّي ، طبعة حجريّة ، إيران عام ١٣٢٤.

١٥. تذكرة الفقهاء : للعلّامة الحلي ، طبعة حجرية ـ إيران ـ طهران.

١٦. قواعد الأحكام : للعلّامة الحلّي ، طبعة حجريّة ـ إيران طهران ، عام ١٣٢٩ ه‍.

١٧. تحرير الأحكام : للعلّامة الحلّي ، طبعة حجريّة ـ إيران ١٣١٤.

١٨. الاقتصاد الهادي إلى طريق الرشاد : للشيخ الطوسي ، من منشورات مكتبة

٤٧

جامع چهل ستون ـ طهران.

١٩. كتاب الجمل والعقود : لأبي جعفر الطوسي ، طبع طهران.

٢٠. المراسم : لأبي يعلي ، حمزة بن عبد العزيز الديلمي الملقّب بـ (سلّار) الطبعة الاولى دار الزهراء بيروت ، عام ١٤٠٠ ه‍ ١٩٨٠ م.

٢١. الانتصار : للسيد المرتضى.

٢٢. الناصريات : للسيد المرتضى.

٢٣. الوسيلة : للشيخ أبي جعفر محمد بن علي بن حمزة الطوسي.

٢٤. غنية النزوع : لأبي المكارم حمزة بن علي بن زهرة الحسيني الحلبي.

ومن هذه الكتب الأربعة الأخيرة ، استفدنا من الجوامع الفقهيّة ، الطبعة الحجريّة إيران ، عام ١٢٧٦ ه‍.

٢٥. شرائع الإسلام : للمحقّق الحلّي ، طبع هذا الكتاب عدّة طبعات لأهميّته العلميّة ، وقد استفدنا في التحقيق على طبع بيروت منشورات الأعلمي.

وآخر دعوانا أن الحمد لله ربّ العالمين

مجتبى العراقي

٤٨

٤٩

٥٠

٥١

٥٢

٥٣

٥٤

٥٥

٥٦

٥٧

٥٨

بسم الله الرّحمن الرّحيم

الحمد لله الذي صغرت في عظمته عبادة العابدين ، وحصرت عن شكر نعمته ألسنة الحامدين ، وقصرت عن وصف كماله أفكار العالمين ، وحسرت عن إدراك جلاله أبصار العالمين ، (ذلِكُمُ اللهُ رَبُّكُمْ لا إِلهَ إِلّا هُوَ) (فَادْعُوهُ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ).

______________________________________________________

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله المتفرّد بالقدم والكمال ، المتوحّد بالعظمة والجلال ، المتعالي عن مقايسة الأشياء والأمثال ، المتقدّس عمّا رامت إليه فكر الضلّال ووساوس الجهّال ، مدبّر الكائنات في أزل الازال : ذلكم الله ربكم لا إله الّا هو الكبير المتعال : أحمده على ما أولانا من النّوال ، وميّزنا به من معرفة الحرام والحلال ، حمدا يقصر عن زنته الجبال ، وينفد عن عدّه الرّمال ، ويحصر عن وصفه الأقوال.

والصلاة والسلام على طود (١) الأبدال وسيد الأقيال (٢) محمّد المؤيّد بالعصمة

__________________

(١) الطود : الجبل العظيم ، وطود منيف ، جبل عال. مجمع البحرين : ج ٣ ، ص ٩٢.

(٢) القيل : الملك من ملوك حمير ، وجمعه أقيال وقيول. وقال ثعلب : الأقيال الملوك من غير ان يخصّ بها ملوك حمير. لسان العرب : ج ١١ ، حرف (ل)

٥٩

وصلّى الله على أكرم المرسلين ، وسيد الأولين والآخرين محمّد خاتم النبيين ، وعلى عترته الطاهرين ، وذريّته الأكرمين ، صلاة تقصم ظهور الملحدين ، وترغم أنوف الجاحدين.

______________________________________________________

والكمال ، وعلى آله المعصومين في الأقوال والأفعال ، الممنوحين بوجوب التسائل (١) صلاة تتعاقب عليهم تعاقب الأيّام والليالي.

وبعد : فإن أحقّ ما أنفق فيه العمر وصرف فيه الدهر ، تعلّم المعالم الدينيّة ، والإمعان في درك الأحكام الشرعيّة ، والغوص في تيّار بحارها ، والكشف لأستار أسرارها ، والاضطلاع باعبائها بقدر الطاقة البشريّة ، فهي أقوى أسباب السعادة الأبديّة ، وهي أعلى مراتب العلماء. كيف لا؟ وهي صناعة الأنبياء ، والمتكفّلة بإرشاد الدهماء (٢) وإصلاح الخصماء.

ولمّا اختصّت بهذا السرّ المصون ، حثّ عليها في الكتاب المكنون ، فقال الله تعالى :

ليتنبّه الغافلون ويهتمّ المهملون (فَلَوْ لا نَفَرَ مِنْ كُلِّ فِرْقَةٍ مِنْهُمْ طائِفَةٌ لِيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ وَلِيُنْذِرُوا قَوْمَهُمْ إِذا رَجَعُوا إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ) (٣).

وقال رسول الله (صلّى الله عليه وآله) : «لكلّ شي‌ء عماد وعماد هذا الدين الفقه» (٤).

__________________

(١) اى منحهم الله تعالى ، بأن ألزم عباده وأوجب عليهم من الرجوع إليهم والسؤال عنهم ، فقال تعالى : (فَسْئَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ) سورة النحل : ٤٣.

(٢) الدهم : العدد الكثير كما في النهاية لابن الأثير : ج ٢ ص ١٤٥ ، وفي هامش بعض النسخ الخلق الكثير.

(٣) سورة التوبة : ١٢٢.

(٤) كنوز الحقائق للمناوى على هامش الجامع الصغير : ج ٢ ، ص ٦٩ ، حرف اللام ، نقلا عن الطبراني ، ورآه في البحار : ج ١ ، باب ٦ ، ص ٢١٦ ، حديث ٣٠ ، كتاب العلم ، نقلا عن عوالي اللئالي.

٦٠