المهذّب البارع - ج ١

الشيخ جمال الدين أحمد بن محمد بن فهد الحلّي

المهذّب البارع - ج ١

المؤلف:

الشيخ جمال الدين أحمد بن محمد بن فهد الحلّي


المحقق: الحاج آقا مجتبى الطهراني
الموضوع : الفقه
الناشر: مؤسسة النشر الإسلامي
الطبعة: ٠
الصفحات: ٥٨٥

١
٢

بسم الله الرحمن الرحيم

انطلاقا من أهمية التراث الإسلامي ومكانته السامية في حياة الأمة في حياة الأمة ونهضتها الراهنة أخذت هذه المؤسسة على عاتقها القيام بكل جهد ممكن في سبيل إحياء التراث الإسلامي المبارك ، فقامت بطبع مئات الكتب والمصنفات القيمة التي ألفها القدامى من كبار العلماء وأرباب الفكر في الفقه والأصول والحديث والتفسير والفلسفة والكلام وغير ذلك من مجالات الثقافة الإسلامية.

ومن جملة هذا التراث الإسلامي الغني الذي قامت المؤسسة بنشره بشكل فني أنيق يسهل الانتفاع به هو كتاب " المهذب البارع " في شرح المختصر النافع للمحق الحلي قدس سره وهو من تأليف العلامة جمال الدين أبو العباس أحمد بن فهد الحلي قدس سره وهو من تأليف العلامة جمال الدين أبو العباس أحمد بن فهد الحلي قدس سره.

وقد أكد على هذا الأمر آية الله العظمى الشيخ المنتظري أدام الله إفاضاته.

ولا يسعنا إلا وأن نشكر العلامة الجليل الحاج آقا مجتبى العراقي على ما بذله من التحقيق والتخريج ، نسأل الله تعالى أن يوفقه وإيانا لمواصلة الدرب ، كما نشكر صاحب الفضيلة السيد محسن الحسيني الأميني الذي أشرف على طبع هذا السفر الجليل ، راجين من الله سبحانه أن يوفقنا لنشر ما يرضاه.

مؤسسة النشر الإسلامي

التابعة لجماعة المدرسين بقم المشرفة

٣

المقدمة

حياة المؤلف

١ ـ اسمه ونسبه

٢ ـ ولادته ونشأته

٣ ـ مدحه والثناء عليه

٤ ـ شيوخه وأساتذته

٥ ـ تلامذته والراوون عنه

٦ ـ المصنف في طريق الإجازات العلمية

٧ ـ آثاره العلمية

٨ ـ وفاته ومدفنه

٩ ـ المهذب ونسخه

١٠ ـ المنهج في التحقيق

١١ ـ مصادر التحقيق

٤

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على خير خلقه محمّد وعلى آله الطيبين الطاهرين.

وبعد فقد خلق الله الإنسان مزوّدا بمجموعة من الغرائز والقابليّات التي امتاز بها على سائر المخلوقات الأخرى ، ومن هذه الغرائز المميّزة غريزة حبّ الذات ، وطفق الإنسان يتحرّك بدافع من هذه الجاذبيّة الباطنيّة لإدراك بعض الأمور المعنويّة.

وقد جعل الله تعالى لكلّ مخلوق هداه الذي يوصله إلى كماله الخاص (أَعْطى كُلَّ شَيْ‌ءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدى) (١) ولكنّ الإنسان قلّما يواصل سلوك الطريق الذي ينتهي به إلى كماله ، إذ يستغرقه السعي لسدّ حاجاته الماديّة اليوميّة المتجدّدة بدافع من غرائزه الأخرى.

وقد تباينت الطرق والمناهج أمام السالكين للحصول على كمال الذات الإنسانيّة ، عبر الأجيال المتعاقبة وشمل جميع المذاهب والديانات السماويّة والوثنيّة ، فكل له شريعة ومنهاج في السلوك.

وهكذا كان اختلاف السبل عقبة جديدة أمام الإنسان الذي انتشل نفسه من بحر الماديّات ليسقط من جديد في متاهات الضلال والضياع.

__________________

(١) سورة طه : الآية ٥٠.

٥

وقد دخلت بعض هذه الانحرافات الطريقيّة الموجودة عند الأمم الأخرى إلى بلاد المسلمين بعد الفتوحات الإسلاميّة الاولى ، واحتكاك المسلمين بالحضارات البشريّة التي كانت موجودة آنذاك.

واستطاعت هذه الطرق الغريبة أن تنمو وتزدهر في ظلّ أجواء خصبة في مجتمع المسلمين نتيجة الانحرافات المتراكمة ، والخلل الذريع في التوجيه والتربية بسبب إبعاد الأئمة (عليهم السلام) عن مقام التوجيه والإمامة للمجتمع الإسلامي.

وقد أطلق على هذا الهجين المشوّه اسم (التصوّف) ، فاختلط الأمر على الكثير من الكتّاب والباحثين فضلا عمّا شاع بين الأمّة من التخبّط والضياع ، فلم يعد التمييز سهلا بين الطريق الذي رسمه الإسلام العزيز للسلوك وبين التصوّف.

وقد وفّق بعض علماء الإسلام ـ أعلى الله مقامهم ـ إلى إعطاء اصطلاح (العرفان) لمنهج الإسلام في التربية والتهذيب تمييزا له عن التصوّف.

والعرفان : هو عبادة الله سبحانه عن حبّ وإخلاص لا عن رجاء ، وثواب ولا عن خوف وعذاب ، فالعرفان إذن طريق من طرق العبادة ، عبادة الحب والإخلاص ، لا عبادة الخوف والرجاء.

وقد كان من جملة السالكين في هذا الطريق مصنّف هذا الكتاب ، الرجل الفذ ، والعالم العابد الزاهد الفقيه الاخباري الأصولي المتكلّم الجدلي ، الشيخ الأجلّ جمال الدين أبو العباس ، أحمد بن شمس الدين محمد بن فهد الأسدي الحلّي قدّس الله نفسه وأفاض على تربته ينابيع رحمته.

وحاول البعض غمز المصنّف قدس الله روحه واتّهامه بالتصوّف نتيجة لهذا الخلط الذي أشرنا إليه سابقا ، وقد دافع بعض علمائنا الأعلام عن هذا الاتجاه الصحيح ، وتوضيح المفاهيم الإسلاميّة الأصيلة ، منهم العالم العلّامة الإمام السيد محسن الأمين قدّس سره في ردّ هذه الأوهام بعد نقل ما في لؤلؤة البحرين قال ما لفظه : وربّما يستشم منه الغمز فيه بذلك ، وهذا منه عجيب ، فالتصوّف الذي ينسب إلى هؤلاء الأجلّاء مثل ابن فهد ، وابن طاوس ، والخواجة نصير الدين ،

٦

والشهيد الثاني ، والبهائي وغيرهم ليس إلّا الانقطاع إلى الخالق جلّ شأنه ، والتخلّي عن الخلق ، والزهد في الدنيا ، والتفاني في حبّه تعالى وأشباه ذلك ، وهذا غاية المدح ، لا ما ينسب إلى بعض الصوفيّة ممّا يؤول إلى فساد الاعتقاد كالقول بالحلول ووحدة الوجود وشبه ذلك ، أو فساد الأعمال كالأعمال المخالفة للشرع التي يرتكبها كثير منهم في مقام الرياضة أو العبادة وغير ذلك (١).

ولقد رقى وارتقى إلى مقام العرفان والسير إلى الله تعالى والسلوك إلى حضرة القدس حتى نسبوه ورموه بالتصوّف ، ولنعم ما قال المحقّق الرجالي في منتهى المقال ، في باب الألف عند ذكره لأحمد بن محمد بن نوح : ونسب ابن طاوس ، والخواجة نصير الدين ، وابن فهد ، والشهيد الثاني ، وشيخنا البهائي ، وغيرهم من الأجلّة إلى التصوّف ، وغير خفي إنّ ضرر التصوّف إنّما هو فساد الاعتقاد من القول بالحلول أو الوحدة في الوجود أو الاتحاد ، أو فساد الأعمال كالأعمال المخالفة للشرع التي يرتكبها كثير من المتصوّفة في مقام الرياضة أو العبادة ، وغير خفي على المطّلعين على أحوال هؤلاء الأجلّة إنهم منزّهون عن كلا الفسادين قطعا (٢).

ولنعم ما قيل بالفارسيّة :

(پس به تكميل معنى انسانيّت همّت گماشته طريق فقر بپيمود ، تا از صفاى رياضات زنگ دواعى نفسانى ووساوس شيطانى از لوح خاطرش زدوده گشت ، وكمال معنوى با جمال صورى ضميمت نمود ، شريعت وطريقت با هم جمع كرده ، آنگاه در يكى از مدارس حله مسند افادت وافاضت بسط كرد ، جويندگان انسان كامل از هر جا بگرد وى در آمدند ، وبه تعليم وارشاد آن فقيه فقير ومجتهد مرشد در تكميل مراتب علم وتحصيل مقامات عرفان مساعى جميله مبذول داشتند ، پس هر يك بر حسب استعداد خويش به مقامى ارجمند رسيدند ، وچند نفر از

__________________

(١) أعيان الشيعة : الطبعة الحديثة ، ج ٣ ، ص ١٤٧.

(٢) منتهى المقال (رجال أبو علي) باب الألف ، في شرح احمد بن محمد بن نوح. ص ٤٥

٧

فقهاء آن حوزه وعرفاء آن حلقه در اشتهار رتبتى بلند يافتند ونام ايشان در صفحه روزگار بيادگار بماند ، من جمله شيخ زيد بن على بن هلال جزائرى است كه در ترويج احكام ونشر فنون به درجه‌اى بود كه مانند محقق كركى وابن ابى جمهور احسائى در مدرس كمالاتش تربيت يافتند ، وديگر سيد محمد نور بخش است كه سالكان طريقت وطالبان حقيقت را مرشد بيمانند بود ، وديگر سيد محمد بن فلاح واسطى است كه سلسله مشعشعيّه را نخستين والى است ، ودر ملازمت ابن فهد بر بعضى غرائب امور وعجائب اعمال دست يافته ، بدان وسيله بر مملكت خوزستان مستولى شد وآن كشور بر او واولادش مسلم گشت ، وهم شيخ على بن محمد طائى است كه خود از آن پيش كه سعادت صحبت او دريابد قصيده‌اى در مديحت استاد بنظم آورده بجانب حله روانه كرد ، ودر مجلس افادت وحلقة افاضت ابن فهد انشاد كردند (١).

هذا ولقد كان العلّامة ابن فهد متولّعا في جميع الفنون ، والعلوم المعقولة والمنقولة ، وله اليد البيضاء فيها ، كما يتّضح ذلك حينما نراجع الكتب الكلاميّة مثلا فنجد مناظراته واحتجاجاته في أمر الإمامة والخلافة والوصاية مع علماء أهل السّنة والجماعة ، وبالأخص المخالفين له في العقيدة هي السبب الوحيد إلى تشيّع جمع كثير ، وجمّ غفير وقصته مع اسبند التركماني وإلى العراق مشهورة ، وإليك نصه كما ورد في أعيان الشيعة : ناظر في زمان ميرزا إسبند التركماني وإلى العراق جماعة ممن يخالفه في المذهب وأعجزهم فصار ذلك سببا لتشيّع الوالي ، وزيّن الخطبة والسكّة بأسماء الأئمة المعصومين (عليهم السلام) (٢).

وهكذا إذا طالعنا الكتب الفقهيّة الاستدلاليّة من أبواب الطهارات إلى الديات نشاهد بأنّ أقواله (قدّس سرّه) مرجعا علميّا ، وآرائه مستندا فقهيّا للعلماء والفقهاء

__________________

(١) نامه دانشوران : ج ١ ، ص ٣٧١ ، الطبعة الثانية.

(٢) أعيان الشيعة : ج ٣ ، من الطبعة الحديثة ، ص ١٤٧.

٨

كثّر الله أمثالهم ككتابنا هذا (المهذب البارع) ، وغيره التي لا تعدّ بالأنامل. كما يأتي ذكرها قريبا إن شاء الله تعالى.

ولقد نقل المجلسي (قدّس سرّه) في مقدّمة بحار الأنوار بأنّه يروى : إنه (قدّس سرّه) رأى في الطيف أمير المؤمنين صلوات الله عليه آخذا بيد السيد المرتضى رضي الله عنه ، في الروضة المطهرة الغرويّة يتماشيان ، وثيابهما من الحرير الأخضر ، فتقدّم الشيخ أحمد بن فهد وسلّم عليهما ، فأجاباه ، فقال السيد له : أهلا بناصرنا أهل البيت ، ثمَّ سأله السيد عن تصانيفه؟ فلما ذكرها له ، قال السيد : صنّف كتابا مشتملا على تحرير المسائل وتسهيل الطرق والدلائل ، واجعل مفتتح ذلك الكتاب :

«بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله المتقدّس بكماله عن مشابهة المخلوقات» فلمّا انتبه الشيخ شرع في تصنيف كتاب التحرير ، وافتتحه بما ذكره السيد انتهى (١).

أضف إلى ذلك ما يختص بكتابه ما يوجد في غيره من الكتب الفقهيّة الاستدلاليّة كرسالة القبلة التي وقع البحث فيها بين المحقّق والخواجة نصير الدين روّح الله أرواحهما وقدّس الله أسرارهما.

وإذا غاص الباحث في بحر الأخبار نشاهد الدّقة والمتانة في ضبطه ونقله للأحاديث وانفراده لبعضها ، اعتمدها أئمة الحديث في مصنّفاتهم ، كالأخبار الواردة في النيروز وأعماله.

وانفراده برواية أحاديث شريفة رواها عن أئمّة الهدى نقلت مختصرة في مراجع الحديث المعتبرة.

هذا وكما لو أمعنّا النظر إلى مصنّفاته (قدّس سرّه) في الدعاء ككتاب عدّة الداعي ، ونجاح الساعي ، وكتاب الفصول في الدعوات ، وكتاب الأدعية والختوم وغيرها ، نراها في الذروة العليا في الإسناد ، مقتديا بمولانا أمير المؤمنين (عليه السلام) ، حيث كان صلوات الله عليه رجلا دعّاء (كما في الخبر) ، فكانت فيض دعواته لها

__________________

(١) بحار الأنوار : المقدمة ، ص ٢٣٣.

٩

الأثر الكبير على حياته الشريفة في النسك والعبادة.

ومن هنا نرى بأنّ له تبلور خاص في العرفان وتهذيب النفس والسير إلى الله تعالى والإعراض عن زخارف الدنيا وزينتها حتى وصف كتابه عدّة الداعي بأنّه (نافع مفيد في تهذيب النفس).

هذا ويأتي هنا سؤال بأنّ المصنّف (قدّس سرّه) هل صنّف كتابا في استخراج الحوادث كما عن بعض أرباب المعاجم حتى عدّوا من جملة مصنّفاته كتاب استخراج الحوادث أو وقع في يده كتاب في ذلك؟ أو كان ذلك كتابان ، كتاب في استخراج الحوادث وكتاب في الأسرار كما عن بعض آخر؟

والظاهر : إنّ أحسن ما كتب في ذلك ، ما حقّقه وأيّده العالم العلّامة الإمام السيد محسن الأمين قدّس سرّه ، قال : والذي أظنّه إن ابن فهد له رسالة في استخراج بعض الحوادث المستقبلة من كلام أمير المؤمنين (عليه السلام) لا غير ، وهذا ممكن ومعقول ، إمّا انّ فيها جملة من أسرار العلوم الغريبة فهو من التقوّلات التي تقع في مثل هذا المقام ، وكذلك كون ابن فلاح (١) وقع بيده كتاب السحر الذي أمر ابن فهد بإتلافه ، المظنون إنّه من جملة التقولات ، فابن فلاح قد ظهر منه ضلال وخروج عن حدود الشرع بعد ما كان تلميذ ابن فهد ، وتبرّأ منه ابن فهد ، وأمر بقتله ، فصار هنا مجال للتقوّل بأنّ ابن فهد كان صنّف له رسالة فيها من أسرار العلوم الغريبة فسخّر بها القلوب ، أو إنّه وقع بيده كتاب سحر ، وكل ذلك لا أصل له ، مع إمكان أن يكون وقع بيده كتاب سحر ، فذلك أقرب من انه كتب له في رسالته من أسرار العلوم الغريبة ، فإنّ ذلك ليس عند ابن فهد ولا غيره ، ولكنّ الناس يسرعون إلى القول في حقّ من اشتهر عنه الزهد والعبادة بأمثال ذلك ويسرع السامع إلى تصديقه (٢).

__________________

(١) هو أحد تلامذة العلامة ابن فهد وسيأتي ذكره في عدّ تلامذته.

(٢) أعيان الشيعة : ج ٣ ص ١٤٨.

١٠

اسمه ونسبه :

هو الشيخ جمال الدين أبو العباس أحمد بن شمس الدين محمّد بن فهد الأسدي الحلي.

وهو غير الشيخ العلّامة النحرير شهاب الدين أحمد بن فهد بن محمّد بن إدريس المقري الأحسائي ، الذي كان معاصرا للمترجم له ، وإن اتفق توافقهما في العصر ، والاسم ، والنسبة إلى فهد ، الذي هو جد في الأول ، وأب في الثاني ظاهر. كما إنّ كلاهما يروي عن ابن المتوّج البحراني ، ومن غريب الاتفاق أيضا أنّ لكل منهما شرح على إرشاد العلّامة (١).

ولادته ونشأته :

ولد (قدّس سرّه) سنة ٧٥٧ هجريّة (٢). ونشأ وترعرع في الحلّة التي صارت مركزا علميّا بعد سقوط بغداد على يد هولاكو التتار ، وكانت الحلّة قد سلمت من الغزو المغولي ، فأخذت تستقطب الفقهاء والطلّاب الفارّين من بغداد ، وهكذا نشأت مدرسة الحلّة ، وبرز منها فقهاء فطاحل أمثال المحقّق الحلّي والعلّامة الحلّي وولده فخر المحقّقين وابن أبي الفوارس والشهيد الأول وابن طاوس وابن ورام ، وغيرهم من العلماء الأعلام.

وفي أجواء هذه المدينة ـ المدرسة ـ نشأ العلّامة ابن فهد (قدّس سرّه) ولمّا ان بلغ سني التمييز والإدراك اتّجه إلى طلب العلم وانضمّ إلى هذا المسلك المقدّس ، فتتلمذ على يد الشيخ الفاضل علي بن خازن الجابري أحد تلاميذ الشهيد الأول ردحا

__________________

(١) الكنى والألقاب : ج ١ ، ص ٣٦٩ ، روضات الجنات : ج ١ ، ص ٧٥.

(٢) الفوائد الرجالية : ج ٢ ، ص ١١١. الكنى والألقاب : ج ١ ، ص ٣٦٩ ، نامه دانشوران : ج ١ ، ص ٣٧١ ، وتردد صاحب أعيان الشيعة ، ج ٣ ، ص ١٤٧ ، بين سنتي ٧٥٦ هج و ٧٥٧ هج.

١١

من الزمن ، وحصل على درجة رفيعة في علمي الفقه والحديث. ولم يكتفي شيخنا المترجم له ـ بهذا ، بل تطلّعت همّته العالية إلى مزيد من العمق والرسوخ في العلوم ، فتتلمذ أيضا على المعى أساتذة وقته ، الشيخ نظام الدين علي بن عبد الحميد النيلي ، والشيخ ضياء الدين علي بن الشهيد الأول ، والسيد بهاء الدين علي بن عبد الكريم ، واستمر على بساط التلمذة مستفيدا من فيوضات هؤلاء العلماء حتى ترقّى إلى درجة الاجتهاد في الفقه ، ثمَّ أصبح مرجعا وملاذا للعلماء في الحلّة ، وفرش بساط التدريس في المدرسة الزينبيّة في الحلّة السيفيّة واجتمع حوله جمع غفير من الطلاب ينهلون من ينابيع علمه ومعرفته ، ويقتبسون من أنواره وفيوضاته (١).

الثناء عليه :

وقد أثنى عليه العلماء وأرباب المعاجم ثناء جميلا :

قال العلّامة المحدّث الشيخ يوسف البحراني صاحب الحدائق الناضرة : الشيخ جمال الدين ، أبو العباس أحمد بن شمس الدين محمد بن فهد الحلي الأسدي الفاضل العالم العلّامة الفهّامة ، الثقة الجليل ، الزاهد العابد الورع العظيم القدر ، المعروف بـ (ابن فهد) (٢).

وقال المحدّث العلّامة المذكور : وأمّا الشيخ أحمد بن فهد ، فهو الشيخ جمال الدين أبو العباس أحمد بن شمس الدين محمد بن فهد الحلي الأسدي ، فاضل فقيه مجتهد زاهد عابد ورع تقيّ نقي (٣).

وقال الشيخ الجليل المحدّث العلّامة محمد بن الحسن الحرّ العاملي : أحمد بن فهد الحلّي فاضل عالم ثقة صالح زاهد عابد ورع جليل القدر (٤).

__________________

(١) راجع نامه دانشوران : ج ١ ، ص ٣٧٢.

(٢) الكشكول للبحراني : ج ١ ، ص ٣٠٤.

(٣) لؤلؤة البحرين : ص ١٥٥.

(٤) أمل الآمل القسم الثاني : الموسوم بـ (تذكرة المتبحّرين في علماء المتأخرين) باب الهمزة ، ص ٢١.

١٢

وقال العلّامة المحدّث الفقيه الشيخ أسد الله التستري الكاظمي : أبو العباس : الشيخ الأفخر الأجل الأوحد ، الأكمل الأسعد ، ضياء المسلمين ، برهان المؤمنين ، قدوة الموحّدين ، فارس مضمار المناظرة مع المخالفين والمعاندين ، أسوة العابدين ، نادرة العارفين والزاهدين أبي المحامد ، جمال الدين أحمد بن محمد بن فهد الحلّي قدّس الله روحه (١).

وقال العلّامة الرجالي محمد بن إسماعيل المدعو بـ (أبو علي) نقلا عن صاحبي الوسائل والحدائق : أحمد بن فهد الحلي ثمَّ أورد ، عين عبارتيهما كما قدّمناه (٢).

وقال المتتبّع الخبير الميرزا عبد الله الأفندي الأصفهاني : الشيخ جمال الدين أبو العباس أحمد بن شمس الدين محمد بن فهد الحلّي الأسدي ، ثمَّ ساق الكلام بعين ما تقدّم عن الكشكول وأمل الأمل (٣).

وقال العلّامة الخوانساري : الشيخ العالم العامل ، العارف الملي ، وكاشف أسرار الفضائل بالفهم الجبلّي ، جمال الدين أبو العباس أحمد بن شمس الدين محمد بن فهد الأسدي الحلّي ، الساكن بالحلة السيفيّة والحائر الشريف حيّا وميّتا ، له من الاشتهار بالفضل والإتقان ، والذوق والعرفان ، والزهد والأخلاق ، والخوف والإشفاق وغير أولئك من جميل السياق ، ما يكفينا مئونة التعريف ، ويغنينا مرارة التوصيف ، وقد جمع بين المعقول والمنقول ، والفروع والأصول ، والقشر واللب ، واللفظ والمعنى ، والظاهر والباطن ، والعلم والعمل بأحسن ما كان يجمع ويكمل (٤).

وقال العلّامة المحدّث النوري : عن صاحب المقامات العالية في العلم والعمل

__________________

(١) مقابس الأنوار ونفائس الإسرار في أحكام النبي المختار وعترته الاطهار صلوات الله عليهم ما توالت الأعصار والأدوار : ص ١٨.

(٢) منتهى المقال (رجال أبو علي) : باب الالف ، ص ٣٩.

(٣) رياض العلماء وحياض الفضلاء : ج ١ ، ص ٦٤.

(٤) روضات الجنات في أحوال العلماء والسادات : الطبعة الحديثة ، ج ١ ، باب ما اوله الهمزة ، ص ٧١.

١٣

والخصال النفسانيّة التي لا توجد إلّا في الأقلّ ، جمال الدين أبي العباس أحمد بن شمس الدين محمد بن فهد الأسدي الحلّي ، المتولد في ٧٥٧ ، المتوفى ٨٤١ ، المدفون في البستان المتّصل بالمكان المعروف بـ (خيمگاه) في الحائر الحسيني المتبرك بمزاره (١).

وقال آية الله الخوئي مدّ ظلّه : أحمد بن فهد الحلي ، قال الشيخ الحرّ في تذكرة المتبحّرين : الشيخ جمال الدين أحمد بن فهد الحلّي فاضل عالم ثقة ، صالح ، زاهد ، عابد ، ورع ، جليل القدر له كتب انتهى (٢).

وقال الفقيه المامقاني : أحمد بن شمس الدين بن فهد الأسدي الحلّي رحمه الله ولقبه جمال الدين ، وكنيته أبو العباس ، إلى أن قال : له من الاشتهار بالفضل والعرفان ، والزهد والتقوى ، والأخلاق والخوف والإشفاق ما يغنينا عن البيان ، وقد جمع بين المعقول والمنقول ، والفروع والأصول ، واللفظ والمعنى ، والحديث ، والفقه ، والظاهر والباطن ، والعلم والعمل بأحسن ما كان يجمع (٣).

وسيد الطائفة ، آية الله العظمى السيد محمد مهدي بحر العلوم في رجاله :

تارة يبحث عن كتب ابن فهد ويمجّد كتابه (عدّة الداعي ونجاح الساعي) بأنّه (كتاب حسن) ورسالته (مصباح المبتدي وهداية المقتدي) بأنّها (رسالة جيّدة) وغير ذلك مما يدلّ على شدّة عنايته بالعلّامة المترجم له وكتبه (٤).

وتارة يستشهد باصطلاحاته ورموزاته في كتابه المهذّب (٥).

وتارة يعتمد على اعتباراته ، ويقول في مقام اعتبار أقوال ابن الجنيد : وأمّا المتأخرون من أصحابنا كالشهيدين والسيوري وابن فهد والصيمري والمحقّق الكركي

__________________

(١) مستدرك الوسائل : ج ٣ ، ص ٤٣٤.

(٢) معجم رجال الحديث : ج ٢ ، تحت رقم ٥٧٤.

(٣) تنقيح المقال ، (رجال مامقاني) : ج ١ ، باب احمد ، ص ٩٢ ، تحت رقم ٥١٠.

(٤) الفوائد الرجاليّة (رجال السيد بحر العلوم) : ج ٢ ، ص ١٠٧.

(٥) الفوائد الرجاليّة (رجال السيد بحر العلوم) : ج ٣ ، ص ٦٢.

١٤

وغيرهم ، فقد أطبقوا على اعتبار أقوال هذا الشيخ والاستناد إليها في الخلاف والوفاق (١).

وقال العلّامة الحاج السيد شفيع رحمه الله في إجازة ولده : وأمّا الشيخ أحمد بن فهد ، فهو الشيخ جمال الدين أبو العباس ، أحمد بن شمس الدين محمد بن فهد الحلّي الأسدي ، فاضل ، فقيه ، مجتهد ، زاهد ، عابد ، ورع ، تقي ، نقي ، إلا أنّ له ميلا إلى مذهب الصوفيّة ، بل تفوّه في بعض مصنّفاته (٢).

وقال خير الدين الزركلي : ابن فهد (٧٥٧ ـ ٨٤١ ه‍ ـ ١٣٥٦ ـ ١٤٣٧ م) احمد بن محمد بن فهد الأسدي الحلّي ، فقيه إمامي ، مولده في الحلّة السيفيّة وإليها نسبته ، ووفاته وقبره بكربلاء انتهى (٣).

وقال إسماعيل باشا البغدادي : ابن فهد الحلي أحمد بن شمس الدين محمد بن فهد ، جمال الدين الحلّي الأسدي الشيعي ، كان يدرّس في مدرسة الزعيّة بالحلّة السيفيّة من علماء الإماميّة (٤).

وقال السيد حسين بن سيد رضا البروجردي الحسيني تلميذ صاحب الجواهر شعرا :

وأحمد بن فهد الحلي أجل

مقبضه «الخير» وعمره «نهل» (٥)

وقال أيضا في مستطرفاته في النسب والألقاب والكنى (باب الكنى) : ابن فهد جمال الدين أبو العباس ، أحمد بن شمس الدين ، محمد بن فهد الحلّي الأسدي ، يروي عن الشهيد الأوّل بواسطة ، وله المهذّب وعدّة الداعي وغيرهما (٦).

__________________

(١) الفوائد الرجاليّة (رجال السيد بحر العلوم) : ج ٣ ، ص ٢١٢.

(٢) روضة البهية ، في طرق الشفيعية :

(٣) الاعلام : ج ١ ، ص ٢٢٧.

(٤) هدية العارفين ، أسماء المؤلفين وآثار المصنفين : ج ١ ، ص ١٢٥.

(٥) نخبة المقال في علم الرجال :

(٦) مستطرفات نخبة المقال :

١٥

وقال المحدّث العلّامة ابن أبي جمهور الأحسائي : القسم الثاني في أحاديث أخرى تتعلّق بأبواب الفقه رواها الشيخ الكامل الفاضل خاتمة المجتهدين ، جمال الدين أبو العباس ، أحمد بن فهد الحلّي (قدّس الله روحه العزيزة) (١).

وقال المحدّث القمّي طاب ثراه : ابن فهد ، أحمد بن محمد بن فهد الحلّي الأسدي ، شيخ ثقة فقيه صالح زاهد عابد عالم أورع ، جمال السالكين ، صاحب مقامات عالية در علم وعمل (٢).

وقال المحدّث القمي طاب ثراه أيضا : ابن فهد جمال السالكين ، أبو العباس ، أحمد بن محمد بن فهد الحلّي الأسدي ، الشيخ الأجل الثقة ، الفقيه الزاهد ، العالم العابد ، الصالح الورع التقي ، صاحب المقامات العالية ، والمصنّفات الفائقة (٣).

وقال المحدّث القمي طاب ثراه أيضا : أحمد بن محمد بن فهد الحلّي الأسدي ، شيخ ثقة فقيه ، صالح زاهد ، عابد ، عالم ورع ، جمال السالكين ومصباح المتهجدين ، صاحب مقامات عالية در علم وعمل ، أبو العباس ، جمال الدين ، معروف بـ (ابن فهد) صاحب تصانيف رائقة وتأليفات فائقة (٤).

وقال المحدّث القمي طاب ثراه أيضا : وابن فهد هو الشيخ الأجلّ الثقة ، الفقيه الزاهد العالم العابد الصالح الورع التقي ، جمال السالكين ، الشيخ أحمد بن محمد بن فهد الحلّي الأسدي ، صاحب المقامات العالية ، والمصنّفات الفائقة. (٥)

وقال العالم الفاضل الحاج ملّا هاشم الخراساني في شرح القبور الشريفة الواقعة في كربلاء : الثامن ، صاحب المقامات العالية في العلم والعمل ، جمال الدين أحمد بن محمد بن فهد الحلّي صاحب عدّة الداعي (٦).

__________________

(١) عوالي اللئالي : ج ٣ ، ص ٧.

(٢) هدية الأحباب : الباب الثاني فيما صدر بابن.

(٣) الكنى والألقاب : الطبعة الثالثة ، ج ١ ، ص ٣٨٠.

(٤) فوائد الرضوية : باب ألف ص ٣٢.

(٥) سفينة البحار : ج ٢ ، باب الفاء ، بعده الهاء ، في لغة (فهد)

(٦) منتخب التواريخ : باب پنجم.

١٦

وقال العالم الفاضل الحاج الشيخ عبد الرحيم الرباني الشيرازي رحمة الله عليه في مقدمته لكتاب بحار الأنوار : ابن فهد الحلّي ، جمال الدين أبو العباس ، أحمد بن شمس الدين ، محمد بن فهد الأسدي الحلّي صاحب المقامات العالية في العلم والعمل ، والخصال النفسانيّة (١).

وقال عمر رضا كحالة : أحمد بن محمد بن فهد الحلّي الأسدي الشيعي (جمال الدين أبو العباس) فقيه مجتهد ، من تصانيفه. (٢).

وقال في نامه دانشوران : ابن فهد جمال الدين أحمد بن محمد بن محمد بن فهد الأسدي ، فاضل فقيه مجتهد زاهد عابد ورع تقي نقي (٣).

شيوخه وأساتذته :

تتلمّذ الشيخ ابن فهد ـ قدّس سرّه ـ على يد مجموعة من أساتذة ومدرسي الحوزة العلميّة في الحلّة آنذاك ، وهم : الشيخ علي بن خازن الجابري ، والشيخ نظام الدين علي بن عبد الحميد النيلي ، والشيخ ضياء الدين علي بن محمد بن مكي ـ ابن الشهيد الأول ـ والسيد بهاء الدين علي بن عبد الكريم وغيرهم ، وسنتناول بالإجمال شيئا ممّا يتعلّق بهم ليتّضح الجو العلمي الذي نما به الشيخ المترجم له ، ومنابع تأثره الفكري والسلوكي.

١ ـ الشيخ عبد الحميد النيلي :

قال الفقيه المحدّث الحر العاملي : «الشيخ عبد الحميد النيلي فاضل صالح فقيه ، يروي عنه ابن فهد.» (٤)

وقال صاحب رياض العلماء : «الفاضل العالم الفقيه المعروف بالنيلي ، وهو تلميذ

__________________

(١) مقدمة بحار الأنوار : ص ٢٣٢.

(٢) معجم المؤلفين : تراجم مصنفي الكتب العربية ، ج ٢ ، ص ١٤٤.

(٣) نامه دانشوران : ج ١ ، ص ٣٧١.

(٤) أمل الآمل : القسم الثاني : ص ١٤٦ ، تحت رقم ٤٣٦.

١٧

الشيخ فخر الدين ولد العلّامة (قدّس سرّه) وأستاذ ابن فهد الحلّي» (١).

٢ ـ الشيخ زين الدين علي بن خازن الجابري الحائري :

قال صاحب أمل الآمل : «الشيخ زين الدين علي بن خازن الحائري كان فاضلا عابدا صالحا من تلامذة الشهيد ، يروي عنه أحمد بن فهد الحلّي» (٢).

وقال صاحب الكشكول : «ويروي عن الشيخ زين الدين الخازن عن الشهيد» (٣).

وقال الفاضل الميرزا عبد الله الأفندي : «الشيخ زين الدين علي بن محمد الخازن الحائري ، الفقيه ، المعروف بابن الخازن ، تلميذ الشهيد الأول» (٤).

٣ ـ السيد المرتضى بهاء الدين علي بن عبد الكريم النسّابة الحسيني :

قال صاحب الذريعة في شرحه لكتاب (الأنوار المضيئة) ما نصّه : «وذكرنا أيضا إنّ مؤلّفه كان أستاذ الشيخ أحمد بن فهد الذي توفي سنة ٨٤١ هج. وهو السيد بهاء الدين علي بن غياث الدين عبد الكريم بن عبد الحميد الحسيني النيلي النجفي ، صاحب كتاب الرجال الذي تمّمه السيد جمال الدين في حياة مؤلّفه وذكر ترجمة المؤلّف وتصانيفه ، وذكر ترجمة تلميذ المؤلّف وهو الشيخ أحمد بن فهد ، وذكر له عدّة الداعي المؤلّف سنة ٨٠١ هج» (٥).

وقال صاحب الرياض : «السيد المرتضى النقيب الحسيب النسّابة الكامل السعيد بهاء الدين أبو الحسين غياث الدين علي بن عبد الكريم بن عبد الحميد الحسيني النجفي ، الفقيه الشاعر الماهر العالم ، الفاضل الكامل ، صاحب المقامات والكرامة العظيمة ، وهو أستاذ الشيخ ابن فهد الحلي وتلميذ الشيخ فخر الدين ولد العلّامة ،

__________________

(١) رياض العلماء : ج ٤ ، ص ٢٠٩.

(٢) أمل الآمل : القسم الثاني ، ص ١٨٦ ، تحت رقم ٥٥٣.

(٣) الكشكول : ج ١ ، ص ٣٠٤.

(٤) رياض العلماء : ج ٤ ، ص ٧٦.

(٥) الذريعة : ج ٢ ص ٤٤٣.

١٨

وكان معاصر الشهيد» (١).

٤ ـ الشيخ الفقيه علي بن محمد بن مكي الشهيد :

قال المحدّث الحر العاملي : «الشيخ ضياء الدين أبو القاسم علي بن محمد بن مكي العاملي وهو ابن الشهيد كان فاضلا محققا صالحا ورعا جليل القدر ثقة ، يروي عن أبيه» (٢).

وقال صاحب الكشكول : «وقد رأيت على آخر بعض نسخ الأربعين للشهيد منقولا عن خط ابن فهد المذكور ما صورته هكذا : حدّثني بهذه الأحاديث الشيخ الفقيه ضياء الدين أبو الحسن علي بن الشيخ الامام الشهيد أبي عبد الله شمس الدين محمّد بن مكي جامع هذه الأحاديث قدّس الله سرّه بقرية جزين حرسها الله تعالى من النوائب في اليوم الحادي عشر من شهر محرّم الحرام ، افتتاح سنة أربع وعشرين وثمانمائة ، وأجاز لي روايتها بالأسانيد المذكورة ، وروايته ورواية غيرها من مصنّفات والده ، وكتب أحمد بن محمد بن فهد عفى الله عنه ، والحمد لله رب العالمين وصلّى الله على سيّدنا محمّد وآله الطاهرين وصحبه الأكرمين» (٣).

وهكذا تبيّن النبع الصافي الذي نهل منه شيخنا العارف ابن فهد قدّس الله روحه الزكيّة ، فهو تلميذ تلك المدرسة التي أرسى أركانها الشهيد الأول والعلّامة الحلي قدس الله روحهما ، والتي تمثّل امتداد لخط أهل البيت (عليهم السلام) ، فاثنان من أساتذته وهما الشيخ النيلي والسيد المرتضى النيلي تلميذا فخر المحققين ابن العلّامة ، وأما الشيخ ابن الخازن وابن الشهيد فهما تلميذا الشهيد الأوّل.

وبالإضافة إلى أساتذته ، فقد روى ابن فهد أيضا عن مجموعة اخرى من علماء عصره وشيوخه في الإجازة ، منهم : الشيخ علي بن يوسف النيلي ، قال المحدّث الشيخ

__________________

(١) رياض العلماء : ج ٤ ص ١٢٤.

(٢) أمل الآمل : ج ١ ص ١٣٤.

(٣) الكشكول : ج ١ ، ص ٣٠٤.

١٩

يوسف البحراني : «ويروي أيضا ـ أي ابن فهد ـ عن الشيخ ظهير الدين علي بن يوسف بن عبد الجليل النيلي عن الشيخ فخر المحقّقين ولد العلّامة رحمهما الله تعالى» (١).

وقال في الكشكول : «ويروي أيضا عن الشيخ ظهير الدين علي بن يوسف بن عبد الجليل النيلي» (٢) ومنهم : الفاضل المقداد بن عبد الله السيوري ، وابن المتوج جمال الدين أحمد بن عبد الله بن سعيد بن المتوج البحراني ، ففي هامش رجال السيد بحر العلوم : «ويروي ابن فهد بالقراءة والإجازة عن جملة من تلامذة الشهيد الأول وفخر المحقّقين كالشيخ المقداد السيوري ، وعلي بن خازن الحائري وابن المتوج البحراني ، وكذا يروي عن السيد الجليل النقيب بهاء الدين أبي القاسم علي بن عبد الحميد النيلي النسّابة صاحب كتاب الأنوار الإلهيّة وغيره ، وتاريخ إجازته له في اليوم العشرين من جمادي الثانية سنة ٧٩١ هج».

وفي طبقات أعلام الشيعة قال : «له الرواية عن جماعة من تلاميذ فخر المحقّقين وتلاميذ الشهيد ، منهم : أحمد بن عبد الله المتوج البحراني ، وبهاء الدين علي بن عبد الحميد النسّابة ، ونظام الدين علي بن عبد الحميد النيلي ، وعلي بن يوسف النيلي ، وجلال الدين عبد الله بن شرفشاه ، جميعا عن فخر المحقّقين ، ومنهم : الفاضل المقداد ، وزين الدين علي بن أبي محمّد الحسن بن شمس الدين محمّد بن الخازن ، وهما عن الشهيد» (٣).

ونحوه ما ورد في أعيان الشيعة (٤) والفوائد الرضويّة (٥).

__________________

(١) لؤلؤة البحرين : ص ١٥٧.

(٢) الكشكول : ج ١ ، ص ٣٠٥.

(٣) طبقات أعلام الشيعة : (الضياء اللامع في القرن التاسع) : ص ٩.

(٤) أعيان الشيعة : ج ٣ ، ص ١٤٧.

(٥) الفوائد الرضوية : ج ١ ، ص ٣٥.

٢٠