تاريخ مدينة دمشق - ج ١٠

أبي القاسم علي بن الحسن ابن هبة الله بن عبد الله الشافعي [ ابن عساكر ]

تاريخ مدينة دمشق - ج ١٠

المؤلف:

أبي القاسم علي بن الحسن ابن هبة الله بن عبد الله الشافعي [ ابن عساكر ]


المحقق: علي شيري
الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع
الطبعة: ٠
الصفحات: ٥٣٦
الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤ الجزء ١٥ الجزء ١٦ الجزء ١٧ الجزء ١٨ الجزء ١٩ الجزء ٢٠ الجزء ٢١ الجزء ٢٢ الجزء ٢٣ الجزء ٢٤ الجزء ٢٥ الجزء ٢٦ الجزء ٢٧ الجزء ٢٨ الجزء ٢٩ الجزء ٣٠ الجزء ٣١ الجزء ٣٢ الجزء ٣٣ الجزء ٣٤ الجزء ٣٥ الجزء ٣٦ الجزء ٣٧ الجزء ٣٨ الجزء ٣٩ الجزء ٤٠ الجزء ٤١ الجزء ٤٢ الجزء ٤٣ الجزء ٤٤ الجزء ٤٥ الجزء ٤٦ الجزء ٤٧ الجزء ٤٨ الجزء ٤٩ الجزء ٥٠ الجزء ٥١ الجزء ٥٢ الجزء ٥٣ الجزء ٥٤ الجزء ٥٥ الجزء ٥٦ الجزء ٥٧ الجزء ٥٨ الجزء ٥٩ الجزء ٦٠ الجزء ٦١ الجزء ٦٢ الجزء ٦٣ الجزء ٦٤ الجزء ٦٥ الجزء ٦٦ الجزء ٦٧ الجزء ٦٨ الجزء ٦٩ الجزء ٧٠ الجزء ٧١ الجزء ٧٢ الجزء ٧٣ الجزء ٧٤ الجزء ٧٥ الجزء ٧٦ الجزء ٧٧ الجزء ٧٨ الجزء ٧٩ الجزء ٨٠

وأخبرنا أبو غالب بن البنّا ، أخبرنا أبو محمد الجوهري ، أخبرنا أبو عمر بن حيّوية ، وأبو بكر محمد بن إسماعيل ، قالا : حدّثنا يحيى بن محمد بن صاعد ح.

وأخبرنا أبو القاسم الشّحّامي ، أخبرنا أبو سعد الجنزرودي (١) ، أخبرنا أبو الحسن أحمد بن إبراهيم بن عبدويه بن سدوس العبدوي ، أخبرنا أبو يزيد حاتم بن محبوب ، قال : أنبأنا الحسين بن الحسين ، أخبرنا ابن المبارك ، أنا الأوزاعي عن بلال بن سعد ح.

وأخبرنا أبو القاسم بن الحصين ، أخبرنا أبو طالب بن غيلان ، قال : حدّثنا أبو إسحاق المزكّي ، ـ إملاء ـ أنبأنا أبو الحسين (٢) محمد بن أحمد بن زهير بن طهمان القشيري ، أخبرنا يوسف بن عيسى المروزي ح.

وأخبرنا أبو غالب بن البنّا وأبو الحسين بن الفراء ، قالا : أخبرنا أبو يعلى بن الفراء.

وأخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد والمبارك بن محمد بن علي بن البزوري ، وأبو نصر المبارك بن أحمد بن علي البيّع قالوا : أخبرنا أبو الحسين بن النّقّور ، قالا :

حدّثنا [عيسى] بن علي قال : قرئ على أبي بكر محمد بن إبراهيم بن (٣) عروة وأنا أسمع قيل له : حدثكم محمد بن المثنى ، قالا : حدّثنا الوليد بن مسلم ، قال : سمعت الأوزاعي يقول ح.

وأخبرنا أبو الحسن الفقيهان ، قالا : أنبأنا أبو الحسن بن أبي الحديد ، أخبرنا جدي أبو بكر ، أخبرنا أبو الدحداح ، حدّثنا عبد الوهاب بن عبد الرحيم ، حدّثنا الوليد بن مسلم ، حدّثنا أبو عمرو الأوزاعي قال : سمعت بلال بن سعد ح.

وأخبرنا أبو غالب بن البنّا ، أخبرنا أبو محمد الجوهري ، أنبأنا أبو الفضل الزّهري ، حدّثنا أبو القاسم البغوي ، حدّثنا شريح بن يونس أبو الحارث ، حدّثنا الوليد بن مسلم [حدّثنا] الأوزاعي قال : سمعت بلال بن سعد ح.

وأخبرنا أبو القاسم الشّحّامي قال : قرئ على سعيد بن محمد البحيري ، أنبأنا

__________________

(١) بالأصل : «الخزروردي» وفي م : الخنزرودي والصواب ما أثبت.

(٢) المطبوعة : أبو الحسن.

(٣) بالأصل «عن».

٥٠١

يحيى بن إسماعيل الحربي ، أخبرنا أحمد بن حمدون ، حدّثنا محمود بن آدم [حدّثنا] الوليد بن مسلم ، عن الأوزاعي ، عن بلال بن سعد ح.

وأخبرنا أبو الحسن [علي بن الحسن] بن سعيد ، أنبأنا أبو القاسم السّميساطي ، أخبرنا عبد الوهاب الكلابي ، [أنبأ أبو الحسن بن جوصا ، نا يوسف بن سعيد ، وأحمد بن عبد الواحد] ، أنبأنا أبو الحسن السّلمي الفقيه ، أنبأنا أبو الحسن بن أبي الحديد ، أخبرنا جدي ، أخبرنا أبو الدحداح ، أخبرنا أحمد بن عبد الواحد ح.

وأخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنبأنا أبو الحسين بن النّقّور ، أخبرنا أبو طاهر المخلّص ، أخبرنا أبو بكر بن زياد النيسابوري ، حدّثنا يوسف بن سعيد بن مسلم ، قالا :

أخبرنا محمد بن كثير ، عن الأوزاعي ، عن بلال بن سعد قال : لا تنظر في صغر الخطيئة ، وانظر من عصيت (١) ، وقال عتبة : من عصيته.

أخبرتنا أم المجتبى العلوية قالت : قرئ على إبراهيم بن منصور ، أخبرنا أبو بكر بن المقرئ ، [أخبرنا] أبو يعلى ، حدّثنا هارون بن معروف ، حدّثنا الوليد وعقبة (٢) بن فلان ، عن الأوزاعي ، قال : قال بلال بن سعد : إذا رأيته ح.

وأخبرنا أبو سعد بن البغدادي ، أخبرنا إبراهيم بن محمد ، أخبرنا إبراهيم بن عبد الله ، أخبرنا أبو بكر النيسابوري حدّثنا العباس بن الوليد ، حدّثنا أبي ، حدّثنا الأوزاعي ، قال : سمعت بلال بن سعد يقول : إذا رأيت الرجل لجوجا مماريا معجبا برأيه فقد تمّت خسارته.

أخبرنا أبو سعد ، أخبرنا إبراهيم ، أخبرنا أبو بكر ح.

وأخبرنا أبو عبد الله الفراوي ، أخبرنا أبو عثمان الصابوني ، حدّثنا أبو نعيم عبد الله بن محمد الواعظ ، حدّثنا أبو العباس الأصم ، قالا : حدّثنا العباس بن الوليد ، حدّثنا أبي ، حدّثنا سعيد بن عبد العزيز ، قال : قال بلال بن سعد (٣) : إذا تقاربت الأعمال اشتد البلاء. أخبرنا أبو محمد بن طاوس أخبرنا محمد بن علي بن أبي عثمان ، أخبرنا أبو الحسين بن بشران ، أنبأنا أبو علي بن صفوان ، أنبأنا أبو بكر بن أبي الدنيا ، حدّثني

__________________

(١) حلية الأولياء ٥ / ٢٢٣.

(٢) في م : أو عقبة.

(٣) حلية الأولياء ٥ / ٢٢٤.

٥٠٢

الحسن بن علي [عن محمّد] بن كثير ـ ولم يسمعه منه ـ عن الأوزاعي قال : قال بلال بن سعد وا حزناه على أن لا أحزن (١).

أخبرنا أبو القاسم الشّحّامي ، أخبرنا أبو بكر البيهقي ، أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ومحمد بن موسى ، قالا : حدّثنا أبو العباس أنبأنا العباس بن الوليد ، أخبرني أبي أخبرني الضحاك بن عبد الرّحمن ، قال : وسمعت بلال بن سعد يقول : أشفقوا من الله ، واحذروا الله ، ولا تأمنوا مكر الله ، ولا تقنطوا من رحمة الله.

أخبرنا أبو غالب بن البنّا ، أخبرنا أبو محمد الجوهري ، أنبأنا محمد بن إسماعيل ، وأبو عمر بن حيّوية ، قالا : حدّثنا يحيى بن محمد بن صاعد ، حدّثنا الحسين بن الحسن ، أنبأنا عبد الله بن المبارك ، أخبرنا الأوزاعي ، عن بلال بن سعد ، قال : أدركتهم يشتدون ح.

وأخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن محمد بن الفضل ، أنبأنا أحمد بن عبد الرّحمن ، أنبأنا أبو بكر بن مردويه ، حدّثنا محمد بن محمد بن مالك ، حدّثنا أبو الأحوص ، حدّثنا محمد بن كثير عن الأوزاعي ، عن بلال بن سعد قال : لقد أدركت أقواما يشتدون بين الأعراض ويضحك بعضهم إلى بعض فإذا جنّهم الليل كانوا رهبانا (٢) ، وفي حديث ابن المبارك : فإذا كان الليل.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أخبرنا أبو الحسين بن النّقّور ، أخبرنا أبو طاهر المخلّص ، حدّثنا عبد الله بن محمد بن زياد ، حدّثني يوسف بن سعيد بن مسلم ح.

وأخبرنا أبو الحسن علي بن المسلّم ، أنبأنا أبو الحسن بن أبي الحديد ، أخبرنا جدي ، أخبرنا أبو الدحداح ، حدّثنا محمد بن عبد الواحد ، قالا : حدّثنا محمد بن كثير ، عن الأوزاعي ، عن بلال بن سعد قال : لقد أدركت أقواما يشتدون بين الأعراض يضحك بعضهم إلى بعض فإذا جنّهم الليل كانوا رهبانا.

أخبرنا أبو القاسم الخضر (٣) الحسين بن عبدان ، أخبرنا محمد بن علي بن

__________________

(١) حلية الأولياء ٥ / ٢٢٢.

(٢) حلية الأولياء ٥ / ٢٢٤.

(٣) رسمها غير واضح بالأصل وم والصواب ما أثبت ، انظر فهارس شيوخ ابن عساكر المجلدة ٧ / ٤٣٦.

٥٠٣

أحمد بن المبارك ، أخبرنا عبد الله بن الحسين بن عبيد الله بن عبدان ، أخبرنا عبد الوهاب الكلابي ، أخبرنا أبو الجهم ، حدّثنا هشام بن عمّار ، حدّثنا الوليد بن مسلم ، حدّثنا الأوزاعي ، قال : خرج الناس يستسقون وكان فيهم بلال بن سعد فقال : يا أيها الناس ألستم تقرون بالإساءة؟ قالوا : نعم ، قال : اللهم إنك قلت (ما عَلَى الْمُحْسِنِينَ مِنْ سَبِيلٍ)(١) وكلّ مقرّ لك بالإساءة فاغفر لنا واسقنا ، قال : فسقوا.

أخبرنا (٢) أبو المعالي عبد الخالق بن عبد الصمد بن علي بن البدر ، وأبو غالب أحمد بن الحسن (٣) بن البنّا وابنه (٤) أبو القاسم سعيد بن أحمد قالوا : أخبرنا أبو القاسم عبد الواحد بن علي بن محمد بن فهد العلّاف ، أخبرنا أبو الفتح محمد بن أحمد بن أحمد بن أبي الفوارس ، حدّثنا أحمد بن جعفر بن مسلم ، حدّثنا محمد بن عمرو بن مسعدة البيروتي ، حدّثنا العباس بن الوليد بن مزيد ، حدّثني أبي ، حدّثنا الأوزاعي ، قال : خرج الناس بدمشق يستسقون وفيهم بلال بن سعد فقام في الناس فقال : يا معشر من حضر ألستم مقرون بالإساءة؟ قلنا : نعم ، قال : اللهم إنك قلت (ما عَلَى الْمُحْسِنِينَ مِنْ سَبِيلٍ) ، وقد أقررنا بالإساءة فاعف عنا واسقنا ، قال : فسقينا يومنا ذلك (٥).

أخبرتنا أم البهاء فاطمة بنت محمد قالت : أنبأنا أبو الفضل الرازي ، أنبأنا جعفر بن عبد الله ، حدّثنا محمد بن هارون ، حدّثنا أبو كريب ح.

وأخبرنا أبو غالب وأبو عبد الله ، ابنا (٦) البنّا ، قالا : أخبرنا أبو الحسين بن الآبنوسي ، أخبرنا أبو الطّيّب عمر بن عمرو بن محمد بن المنتاب ، قالا : أخبرنا يحيى بن محمد بن صاعد ، حدّثنا الحسين بن الحسن ، قالا : حدّثنا ابن المبارك عن عبد الرّحمن بن يزيد ، عن بلال بن سعد قال : بلغني أن المؤمن ـ وفي حديث أبي كريب : المسلم ـ مرآة أخيه فهو يستريب من أمري شيئا ـ وفي حديث : ابن المنتاب : مني شيئا ـ.

أخبرنا أبو عبد الله الفراوي ، أنبأنا أبو بكر البيهقي ح.

__________________

(١) سورة التوبة ، الآية : ٩١.

(٢) حلية الأولياء ٥ / ٢٢٦.

(٣) بالأصل وم «الحسين» والصواب ما أثبت ، انظر ترجمته في سير الأعلام ١٩ / ٦٠٣.

(٤) بالأصل وم «وأبيه» خطأ.

(٥) سير أعلام النبلاء ٥ / ٩٢.

(٦) بالأصل «أنبأنا» والصواب عن م.

٥٠٤

وأخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد بن السّمرقندي ، أخبرنا محمد بن هبة الله ، أخبرنا أبو الحسين بن الفضل بن القطّان ، أخبرنا عبد الله بن جعفر ، حدّثنا يعقوب بن سفيان (١) ، حدّثنا العباس بن الوليد بن صبح (٢) ، حدّثنا عبيد بن أبي السائب ، حدّثني أبي قال : قال لي رجاء بن حيوة إذا أتيت بلال بن سعد فقل له : إن رجاء بعثني إليك وقد كره أن يقرأ عليك السلام ويقول : اللهم إنه بلغني أنك تكلم ـ قال ابن السّمرقندي : تكلمت ـ بكلام من كلام المكذبين بمقادير الله عزوجل فإن كان وقع ذلك في نفسك شيء (٣) وإن يك ذلك زيغا أو خطأ فراجع من قريب حتى يعلم المكذبون بمقادير الله أن قد فارقتهم وتركت ما هم عليه.

قال (٤) : وحدّثنا العباس ، حدّثنا مروان بن محمد ، حدّثني سعيد بن عبد العزيز ، قال : رمي بلال بن سعد بالقدر فأصبح فتكلم في قصصه ، فقال : ربّ مسرور مغبون ، والويل لمن له الويل ولا يشعر ، يأكل ويشرب فقد حقّ عليه في علم الله أنه من أهل النار ، أو نحوه.

أخبرنا أبو محمد الحسن بن أبي بكر ، أنبأنا أبو عاصم الفضل بن يحيى ، أخبرنا أبو محمد بن [أبي] شريح ، أخبرنا محمد بن عقيل بن الأزهر ، حدّثنا محمد بن نصر ، حدّثنا أحمد بن يوسف ، حدّثنا العباس بن الوليد ، حدّثنا أبي ، حدّثنا الأوزاعي ، قال : سمعت بلال بن سعد يقول : ربّ مسرور مغبون وربّ مغبون لا يشعر ، فويل لمن له الويل ولا يشعر ، يأكل ويشرب ويضحك وهو في كتاب الله أنه من وقود النار.

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر ، أنبأنا أبو بكر البيهقي ، أنبأنا أبو عبد الله الحافظ وأبو سعيد بن أبي عمرو قالا : حدّثنا أبو العباس الأصم ، حدّثنا العباس بن الوليد ، أخبرني محمد بن شعيب ، أخبرني عثمان بن مسلم أنه سمع بلال بن سعد يقول (٥) : ربّ مسرور ، وربّ مغبون لا يشعر ، فويل لمن له الويل ولا يشعر ، يأكل ويشرب ويقول ، وقد حقّ عليه

__________________

(١) المعرفة والتاريخ ٢ / ٤٠٦ ـ ٤٠٧.

(٢) بالأصل : «من صالح» والمثبت «بن صبح» عن المعرفة والتاريخ.

(٣) في المعرفة والتاريخ : «شر» وفي المطبوعة ١٠ / ٣٧٥ «فأسر».

(٤) المعرفة والتاريخ ٢ / ٤٠٧.

(٥) حلية الأولياء ٥ / ٢٢٣.

٥٠٥

في قضاء الله أنه من أهل النار. فيا ويل لك روحا ، ويا ويل لك جسدا ، فلتبك وليبك عليك البواكي (١) لطول الأمد.

أخبرنا أبو محمد [عبد الله] بن أحمد بن عمر ، أنبأنا أبو محمد الحسن بن علي اللّبّاد ، أخبرنا أبو القاسم عمار بن الحسن بن محمد بن الحسين بن درستويه ، أخبرنا خيثمة بن سليمان ، حدّثنا أبو أيوب البهراني ، حدّثنا جدي عبد الرّحمن بن عبد السلام ، نا عيّاش ، حدّثني الأوزاعي ، قال : سمعت بلال بن سعد يقول : إن الله عزوجل ليس إلى عذابكم بسريع (٢) ، يقيل العثرة ، ويقبل [من] المقبل ، ويدعو (٣) المدبر.

كذا في الأصل ، وأظنه : إسماعيل بن عيّاش.

أخبرنا أبو علي الحداد في كتابه ، أخبرنا أبو نعيم الحافظ (٤) ، حدّثنا أحمد بن إسحاق ، حدّثنا عبد الله بن أبي داود ح ، قال : وحدّثنا أبي ، حدّثنا إبراهيم بن محمد بن الحسن ، قالا : حدّثنا العباس بن الوليد ، حدّثني أبي ، حدّثنا الأوزاعي ، قال : هلك ابن لبلال بن سعد بقسطنطينية فجاء رجل يدّعي عليه بضعة وعشرين دينارا ، فقال له بلال : ألك بيّنة؟ قال : لا ، قال : ألك كتاب؟ قال : لا ، قال : فتحلف ، قال : نعم ، فدخل منزله فأعطاه الدنانير ، فقال : إن كنت صادقا فقد أدّيت عن ابني ، وإن كنت كاذبا فهي عليك صدقة.

أخبرنا أبو محمد الأكفاني ، حدّثنا عبد العزيز الكتاني ، أخبرنا أبو محمد بن أبي نصر ، أخبرنا أبو الميمون بن راشد ، حدّثنا أبو زرعة وحدّثني رجل من ولد بلال بن سعد السّكوني أن بلال بن سعد توفي في إمرة هشام بن عبد الملك.

٩٧٦ ـ بلال بن سليمان

حكى عن مكحول الفقيه.

روى عنه : الهيثم بن حميد.

أخبرنا أبو محمد عبد الرّحمن بن أبي الحسن ، أنبأنا سهل بن بشر ، أخبرنا أبو بكر

__________________

(١) بالأصل : «فليتك وليتك عليك التواكي» والمثبت عن حلية الأولياء.

(٢) الحلية : ويعطف على المدبر.

(٣) في الحلية ٥ / ٢٢٣ ليس إلى عقاب أحدكم بسريع.

(٤) حلية الأولياء ٥ / ٢٢٢.

٥٠٦

الخليل بن هبة الله بن الخليل ، أخبرنا عبد الوهاب الكلابي ، حدّثنا أبو الجهم أحمد بن الحسين بن هلال المشغرائي (١) ، حدّثنا العباس بن الوليد بن صبح الخلّال ، حدّثنا مروان بن محمد ، حدّثنا الهيثم بن حميد ، حدّثني بلال بن سلمان ، قال : سئل مكحول عن صيد الحمام فكرهه ، فقيل له : فصيد حمام المفاوز؟ فقال : لا بأس به.

أخبرنا أبو محمد الأكفاني ، حدّثنا عبد العزيز الكتاني ، أنبأنا تمام بن محمد ، أخبرنا جعفر بن محمد بن جعفر ، حدّثنا أبو زرعة قال في تسمية أصحاب مكحول بلال بن سليمان.

٩٧٧ ـ بلال بن أبي بردة

عامر بن عبد الله أبي موسى بن قيس (٢) ،

أبو عمرو ـ يقال : أبو عبد الله ـ الأشعري البصري (٣)

ولي إمرة البصرة.

وحدّث عن أبيه أبي بردة بن أبي موسى ، وقيل إنه روى عن أنس بن مالك ، وعن عمه أبي بكر.

روى عنه : قتادة ، وثابت البناني ، وسوادة بن أبي العالية ، وعبد الله بن عبد الله البصريون ، وأبو الوليد مولى القريش ، والفضل بن عبد الرّحمن بن عيّاش ، [وسهل](٤) بن عطية ، ومحمد بن الزّبير الحنظلي البصريون.

ووفد على عمر بن عبد العزيز.

أخبرنا أبو عبد الله محمد بن الفضل ، أخبرنا أبو بكر أحمد بن الحسين البيهقي ، أخبرنا أبو الحسين بن بشران ـ ببغداد ـ أخبرنا أبو جعفر محمد بن عمرو الرّزّاز ، حدّثنا محمد بن غالب ، حدّثنا مسلم بن إبراهيم ، حدّثنا همّام بن يحيى ، حدّثنا قتادة ، عن

__________________

(١) هذه النسبة إلى مشغرى ، وهي قرية من قرى دمشق (الأنساب) وهي اليوم بلدة في البقاع الغربي في الجمهورية اللبنانية.

(٢) بالأصل وم «بن أبي قيس» والمثبت عن الوافي بالوفيات ١٠ / ٢٧٨.

(٣) ترجمته في تهذيب التهذيب ١ / ٣١٤ والوافي بالوفيات ١٠ / ٢٧٨ له ذكر في سير الأعلام ٥ / ٦.

(٤) ما بين معكوفتين زيادة عن م ، وانظر المطبوعة ١٠ / ٣٧٨ وفيها «عباس» بدل «عياش».

٥٠٧

بلال بن أبي بردة ، عن أبيه ، عن جده قال : سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يقول : «ما من مسلمين تواجها بسيفيهما (١) فقتل أحدهما الآخر [إلّا](٢) دخلا النار جميعا» فقيل له هذا القاتل ، فما بال المقتول؟ قال : «إنه أراد قتل صاحبه» (٣) [٢٦٧٩].

أخبرنا أبو سهل بن سعدوية ، أخبرنا أبو الفضل الرازي ، أخبرنا جعفر بن عبد الله ، [أنا محمّد] بن هارون ، حدّثنا محمد [بن] المثنى ، حدّثنا سعيد بن عبد الله أبو عمرو ، حدّثني أبي عبد الله قال : سمعت بلال بن أبي بردة يحدّث قال : حدّثني أبي عن جدي أبي (٤) موسى الأشعري أنه سمع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يقول : «ما من وصب يصيب العبد في دار الدنيا ، ولا نكبة ، ولا ما يصيبه في دار الدنيا إلّا كان كفارة لذنب قد سلف منه ، ولم يكن الله ليعود في ذنب قد عاقب منه» (٥) [٢٦٨٠].

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس ، أخبرنا أبو الحسن بن أبي الحديد ، أنبأنا جدي أبو بكر ، أخبرنا أبو بكر الخرائطي ، حدّثنا محمد بن يوسف الكديمي ، حدّثنا محمد بن عبد الله الأنصاري ، حدّثنا مرحوم بن عبد العزيز العطّار ، عن سهل بن عطية ، قال : كنا عند بلال بن أبي بردة فجاءه رجل فقال : إن أهل الطّفّ لا يؤدّون زكاة قال : فأرسل الزغل وكان على شرطه فسأل عما قال ، فأبطل قوله فكبّر بلال ثلاثا وقال : سمعت أبي يحدّث عن جدي قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «لا يبغي على الناس إلّا ولد غيّة ، أو فيه شيء منه» [٢٦٨١].

أخبرناه أبو غالب بن البنّا ، أنبأنا أبو محمد الجوهري ، أخبرنا عبيد الله بن عبد الرّحمن بن محمد الزّهري ، حدّثنا جعفر بن أحمد بن محمد الباقلاني ، حدّثنا إبراهيم بن الوليد الجساس أبو إسحاق ، حدّثني سعد بن عبد الحميد ، حدّثنا الحسن بن خالد البصري ، حدّثنا محمد بن ثابت قال : جاء رجل إلى بلال بن أبي بردة فسعى برجل فقال لصاحب شرطته : سل عنه ، فسأل عنه فقال : أصلح الله الأمير إنه ليقال فيه ، فقال : الله أكبر ، حدّثني أبي عن جدي أبي موسى قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «لا يسعى بالناس إلّا ولد زنا» [٢٦٨٢].

__________________

(١) بالأصل «بسيفهما» والصواب عن م وانظر قضاة وكيع ٢ / ٢٤.

(٢) قضاة وكيع : إنه أراد أن يقتله.

(٣) سقطت من الأصل واستدركت على هامشه ، وقد استدركناها هنا بما يوافق عبارة أخبار القضاة.

(٤) بالأصل «أبو».

(٥) انظر أخبار القضاة ٢ / ٢٣.

٥٠٨

أنبأنا أبو علي الحداد ، أنبأنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن ريذة (١) ، حدّثنا سليمان بن أحمد ، حدّثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل ، حدّثنا سعيد بن محمد الجرمي.

قال : وحدّثنا محمد بن عبدوس بن كامل ، حدّثنا عبد الله بن عون الخرّاز ، قالا : حدّثنا أبو عبيدة الحداد ، حدّثنا عبد الله بن عبد الله ختن (٢) حميد الطويل ، حدّثني عبد الله بن أبي كثيرة عن الفضل بن عبد الرّحمن بن عباس ، عن بلال بن أبي بردة ، عن أبيه ، عن جده أبي موسى : أن نبي الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم كان آخذا بيد أبي موسى في بعض سكك المدينة فأتى على سائلة في ظهر الطريق ، تسفي الرياح في وجهها ، فقال لها أبو موسى : تنحّي على سنن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم فقالت : هذا الطريق له معرضا فليأخذ حيث شاء ، فشق ذلك على أبي موسى حتى بكى لذلك ، وعرف نبي الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم في وجهه فقال : «يا أبا موسى اشتدّ عليك ما قالت هذه السائلة؟» قلت : نعم ، بأبي أنت وأمي يا رسول الله لقد [شقّ] عليّ حين استخفّت بما قلت لها من أمر رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم فقال : «لا تكلمها فإنها جبّارة» قلت : بأبي وأمي ما هذه فتكون جبّارة؟ قال : «إنه إن لا يكون ذلك في قدرتها فإنه في قلبها» [٢٦٨٣].

أخبرنا أبو القاسم الشّحّامي ، أخبرنا أبو سعد الجنزرودي (٣) ، أخبرنا أبو أحمد محمد بن محمد ، أخبرنا أبو القاسم سعد بن سعدان الكاتب ـ ببغداد ـ حدّثنا ابن أبي الشوارب يعني محمد بن عبد الملك ، حدّثنا سوادة ـ يعني ابن أبي العالية ـ حدّثنا أبو غانم قال : بينما نحن عند الحسن إذ جاء بلال بن أبي بردة فاستأذن على الحسن فقال : ما لي ولبلال ثلاث مرات ، قال : ائذن له ، قال : فدخل بلال على الحسن ولم يدخل من معه من الناس ، فقعد مع الحسن على مجلسه ، فسأله ثم أخذ يد الحسن فوضعها في حجره وقال بلال : يا أبا سعيد ألا أحدثك بحديث حدّثني به [أبي أبو](٤) بردة عن أبي موسى الأشعري عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : «ما من عبد ابتلي ببلية في الدنيا بذنب فالله أكرم وأعظم عفوا من أن يسأله عن ذلك يوم القيامة» [٢٦٨٤].

أخبرنا أبو النجم هلال بن الحسين بن محمود الخيّاط ، أخبرنا أبو منصور

__________________

(١) بالأصل «زيدة» خطأ ، والصواب ما أثبت عن تبصير المنتبه ، وانظر ترجمته في سير الأعلام ١٧ / ٥٩٥.

(٢) رسمها غير واضح بالأصل والمثبت عن المطبوعة ١٠ / ٣٧٩.

(٣) بالأصل «الخنزروردي» والصواب ما أثبت.

(٤) بالأصل وم «بلال بن أبي بردة» والصواب ما أثبت ، وانظر المطبوعة ١٠ / ٣٨٠.

٥٠٩

محمد بن محمد بن أحمد بن الحسين (١) بن عبد العزيز العكبري ، حدّثنا عمي أبو الحسن عبد الواحد بن أحمد بن الحسين بن عبد العزيز المعدّل ـ في منزله بعكبرا سنة خمس وتسعين وثلاثمائة ـ أخبرني هارون بن أحمد بن محمد بن روح القصري قدم علينا عكبرا من أصل كتابه ، حدّثنا عمر بن أحمد بن يعقوب المتّوثي ، حدّثنا محمد بن زكريا الغلّابي ، حدّثنا ابن عائشة ، عن جويرية بن أسماء قال (٢) : لما ولي عمر بن عبد العزيز الخلافة وفد عليه بلال بن أبي بردة فهنّأه فقال : من كانت الخلافة ـ يا أمير المؤمنين ـ شرّفته فقد شرّفتها ، ومن كانت زانته فقد زنتها ، وأنت ـ والله ـ كما قال مالك بن أسماء :

وتزيدين طيّب الطيب طيبا

إن تمسّيه أين مثلك أينا

وإذا الدّرّ زان حسن وجوه

كان للدّرّ وجه حسنك زينا

فجزاه عمر خيرا ، وقدم بلال المسجد يصلّي ويقرأ ليله (٣) ونهاره فهمّ عمر أن يولّيه العراق ، ثم قال : هذا رجل له فضل ، فدسّ إليه ثقة له ، فقال له : إن عملت لك في ولاية العراق ما تعطيني؟ فضمن له مالا جليلا فأخبر بذلك عمر فنفاه وأخرجه ، وقال : يا أهل العراق إنّ صاحبكم أعطي مقولا ولم يعط معقولا ، وزادت بلاغته ونقصت زهادته (٤).

قرأت على أبي محمد السّلمي عن أبي بكر الخطيب ح.

وأنبأنا أبو الفرج غيث بن علي ، حدّثنا أبو بكر الخطيب ، أخبرنا أبو الحسن علي بن القاسم بن الحسن المعدّل ـ بالبصرة ـ حدّثنا أبو روق (٥) الهزّاني ، حدّثنا الرّياشي عن الأصمعي قال : وفد بلال بن أبي بردة على عمر بن عبد العزيز وهو بخناصرة فلزم سارية من المسجد يصلّي إليها بحسن السجود والركوع والخشوع ، وعمر ينظر إليه. فقال عمر للعلاء بن المغيرة البندار ـ وكان خصيصا بعمر ـ أن يكون سرّ هذا كعلانيته فهو رجل أهل العراق غير مدافع عن فضل ، فقال له العلاء بن المغيرة : أنا آتيك يا أمير المؤمنين بخبره ، فأتاه وهو يصلّي بين المغرب والعشاء فقال له : اشفع صلاتك ، فقال له العلاء :

__________________

(١) بالأصل وم «الحسن» والصواب ما أثبت ، أنظر ترجمته في سير الأعلام ١٨ / ٣٩٢.

(٢) الخبر والبيتان في البيان والتبيين للجاحظ ١ / ١٩٥ باختلاف بعض الألفاظ.

(٣) بالأصل «ليه» والصواب ما أثبت عن م وانظر مختصر ابن منظور ٥ / ٢٧١.

(٤) في المختصر : رادّته.

(٥) ضبطت عن تقريب التهذيب ، والهزاني ضبطت عن الأنساب ؛ وهذه النسبة إلى هزان بطن من عتيك.

٥١٠

تعلم منزلتي وموضعي من أمير المؤمنين عمر وحالي ، فإن أشرت عليه أن يولّيك العراق ما تجعل لي ، قال : عمالتي سنة ، وكان مبلغها عشرين ومائة ألف درهم ، قال : فاكتب لي بذلك خطا ، فقام من وقته فكتب له خطا بذلك ، فحمل ذلك الخط إلى عمر بن عبد العزيز ، فلما قرأه عمر كتب إلى عبد الحميد بن عبد الرّحمن بن زيد بن الخطاب وكان واليا على الكوفة : أمّا بعد ، فإن بلالا غرّ [نا] بالله فكدنا أن نغترّ به ، ثم سبكناه فوجدناه خبثا كله.

[أخبرنا] أبو الغنائم محمد بن علي ، ثم حدّثنا أبو الفضل بن ناصر ، حدّثنا أحمد بن الحسن ، والمبارك بن عبد الجبار ، ومحمد بن علي ـ واللفظ له ـ قالوا : أخبرنا أبو أحمد الغندجاني ـ زاد أحمد : ومحمد بن الحسن الأصبهاني ، قالا : ـ أخبرنا أحمد بن عبدان ، أخبرنا محمد بن سهل.

أخبرنا أبو عبد الله الفراوي ، أخبرنا أبو بكر البيهقي ، أخبرنا محمد بن إبراهيم الفارسي ، أخبرنا إبراهيم بن عبد الله ، حدّثنا محمد بن سليمان بن فارس ، قال : حدّثنا محمد بن إسماعيل ، قال (١) : بلال بن أبي بردة بن أبي موسى الأشعري كان على البصرة سمع أباه ، روى عنه قتادة ، هو أخو سعيد بن عامر بن عبد الله بن قيس.

قرأت على أبي الفضل بن ناصر ، عن أبي الفضل ، عن أبي الفضل التميمي ، أخبرنا أبو نصر الوائلي ، أخبرنا الخصيب بن عبد الله ، أخبرنا أبو موسى بن أبي عبد الرّحمن ، أخبرني أبي قال : أبو عمرو بلال بن أبي بردة بن أبي موسى الأشعري.

في نسخة ما شافهني به أبو عبد الله الخلّال ، أخبرنا أبو القاسم بن مندة ، أخبرنا أبو طاهر بن سلمة ، أخبرنا علي بن محمد ح.

قال : وأخبرنا حمد بن عبد الله ـ إجازة ـ قالا : أخبرنا أبو محمد [بن أبي حاتم (٢) قال : بلال](٣) بن أبي بردة بن أبي موسى الأشعري أمير البصرة ، روى عن أبيه ، روى عنه قتادة وثابت ، وسوادة بن أبي العالية ، سمعت أبي يقول ذلك ، قال أبو محمد : روى عن أنس بن مالك ، روى عنه عبد الأعلى الثعلبي.

__________________

(١) التاريخ الكبير ١ / ٢ / ١٠٩.

(٢) الجرح والتعديل ١ / ١ / ٣٩٧.

(٣) ما بين معكوفتين سقط من الأصل فاضطرب المعنى ، وما استدرك عن م ، انظر الجرح والتعديل والمطبوعة ١٠ / ٣٨٢.

٥١١

أخبرنا أبو الفتح نصر الله بن محمد ، أنبأنا نصر بن إبراهيم ، أنبأنا سليم بن أيوب ، أخبرنا طاهر بن محمد بن [سليمان ، نا علي بن إبراهيم بن أحمد ، نا يزيد بن محمّد بن](١) إياس قال : سمعت محمد بن أحمد المقدّمي يقول : بلال بن أبي بردة بن أبي موسى الأشعري يكنى أبا عبد الله وأبو بردة اسمه عامر.

أخبرنا أبو غالب المارودي ، أنبأنا أبو الحسن السّيرافي ، أخبرنا أبو عبد الله النّهاوندي ، حدّثنا أحمد بن عمران ، حدّثنا (٢) موسى بن زكريا ، حدّثنا خليفة بن خيّاط (٣) ، قال : ولّى خالد ـ يعني ابن عبد الله ، يعني ـ قضاء البصرة ثمامة بن عبد الله بن أنس بن مالك ثم عزله سنة تسع ومائة ، وجمع القضاء لبلال بن أبي بردة فلم يزل قاضيا ، حتى قدم يوسف بن عمر سنة عشرين ومائة فولي عبد الله بن (٤) بريدة الأسلمي.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أخبرنا أحمد بن محمد بن النّقّور ، وعبد الباقي بن محمد بن غالب ، قالا : أخبرنا أبو طاهر المخلّص ، حدّثنا عبيد الله (٥) بن عبد الرّحمن السّكري ، حدّثنا زكريا بن يحيى المنقري ، حدّثنا الأصمعي ، حدّثنا سلمة بن بلال ، عن مجالد قال : ثم ولي العراق خالد بن عبد الله القسري (٦) فكان على شرطته : بواسط عمرو بن عبد الأعلى الحكمي ، واستعمل على الكوفة العريان بن الهيثم ، واستعمل على البصرة مالك بن المنذر بن الجارود العبدي ثم عزله ، واستعمل بعده مسمع بن مالك بن المنذر بن الجارود ثم عزله واستعمل بلال بن أبي بردة فكان على الأحداث والصلاة والقضاء ثم ولي العراق يوسف بن عمر.

قرأنا على أبي عبد الله بن البنّا ، عن أبي تمام علي بن محمد ، عن أبي عمر بن حيّوية ، أخبرنا محمد بن القاسم الكوكبي ، حدّثنا أبو بكر بن أبي خيثمة ، قال ابن عليّة :

__________________

(١) ما بين معكوفتين زيادة عن م.

(٢) بالأصل : «حدثنا محمد بن عمران ، حدّثنا محمد بن زكريا» والصواب ما أثبت : «حدثنا موسى بن زكريا» قياسا إلى سند مماثل وفي م كالأصل.

(٣) تاريخ خليفة بن خياط ص ٣٦١.

(٤) بالأصل : «عبد الله بن يزيد السلمي» والمثبت عن تاريخ خليفة ، وفي أخبار القضاة ٢ / ٤١ عبد الله بن يزيد الأسلمي.

(٥) بالأصل «عبد الله» خطأ ، والصواب «عبيد الله» عن م انظر سير الأعلام ١٤ / ٥٤٧.

(٦) عن تاريخ خليفة ص ٣٥١ وبالأصل «القشيري».

٥١٢

فلم يزل ـ يعني ـ ثمامة بن عبد الله قاضيا حتى قدم بلال بن أبي بردة ، وكان بلال على الشرطة [و] الصلاة والقضاء ، وكان يقضي بين الناس ، وكان عبد الله بن إياس [بن] أبي مريم الحنفي ينفذ ما قضى به بلال ، فكان بلال قد أمره أن يهيئ له كل يوم عشر خصمات فيكتب حججهم وبيّناتهم ثم يحضرهم ويرفع ذلك إلى بلال ، ويدخلهم عليه ثم قضى بينهم ، وكان بلال قد بدأ قبل ذلك يعقد لهم نهارا طويلا فإذا كان الغد جاءوا كأنه لم يقض بينهم بالأمس ؛ فقال : ما أرى هؤلاء يفتون ، فأمر عبد الله بن إياس حينئذ أن يهيئ لهم كل يوم [عشر] خصمات وكانت ولاية بلال عشر سنين.

أنبأنا أبو علي الحداد ، أنبأنا أبو نعيم ، حدّثنا عبد الله بن محمد ، [نا أحمد بن الحسين] حدّثنا أحمد بن إبراهيم ، حدّثنا غسان بن الفضل ، حدّثنا سعيد بن عامر قال : دخل محمد بن واسع على بلال بن أبي بردة فدعاه إلى طعامه فأبى واعتلّ عليه ، فغضب بلال وقال : إني أراك تكره طعامنا ، فقال : لا تقل ذلك أيها الأمير ، فو الله لخياركم أحبّ إلينا من أبنائنا.

أخبرنا أبو عبد الله الفراوي ، أنبأنا أبو الحسين عبد الغافر الفارسي ، أخبرنا أبو سليمان الخطابي ، أخبرني أحمد بن إبراهيم بن مالك ، حدّثنا الدّغولي ، حدّثنا المظفّري ـ يعني محمد بن حاتم ـ حدّثنا أبو بهز بن أبي الخطاب السّلمي ، قال : كان زريع أبو يزيد بن زريع على عسس بلال بن أبي بردة ، قال : فقال له : بلغني أن أهل الأهواء يجتمعون في المسجد ويتنازعون ، فاذهب فتعرف ذلك ، قال : فذهب ثم رجع إليه فقال : ما وجدت فيه إلّا أهل العربية حلقة حلقة ، فقال له : ألا جلست إليهم حتى لا تقول حلقة حلقة.

قال أبو سليمان : وإنما هي الحلقة حلقة القوم وحلقة القرط ونحوها.

أخبرني أبو عمر ، أنبأنا تغلب ، عن عمرو بن أبي عمرو (١) الشيباني عن أبيه قال : لا أقول حلقة إلّا في جمع حالق.

أخبرنا أبو القاسم العلوي ، أخبرنا رشأ بن نظيف ، أخبرنا الحسن بن إسماعيل ، أخبرنا أحمد بن مروان ، حدّثنا عبد الله بن أحمد ، حدّثنا هارون بن عبد الله ، عن سيّار ،

__________________

(١) بالأصل «عمر» والمثبت عن م انظر ترجمة أبي عمرو في سير أعلام النبلاء ١٦ / ٤٩.

٥١٣

عن جعفر قال : قال بلال بن أبي بردة : لا يمنعكم سوء ما تعلمون (١) منا أن تقبلوا منا أحسن ما تسمعون.

قال : وأخبرنا أحمد بن مروان ، حدّثنا أحمد بن داود الدّينوري ، حدّثنا الزّيادي عن مؤرج قال : قال بلال بن أبي بردة : يا معشر الناس لا يمنعكم سوء ما تعلمون (٢) منا أن تقبلوا أحسن ما تسمعون.

أخبرنا أبو بكر اللفتواني ، أخبرنا أبو عمرو بن مندة ، أخبرنا الحسن بن محمد بن يوه ، أخبرنا أحمد بن محمد بن عمر ، حدّثنا عبد الله بن محمد القرشي ، حدّثنا أبو عبد الله النصري ، حدّثنا ابن عائشة قال (٣) : قال بلال بن أبي بردة : رأيت عيش الدنيا في ثلاثة : امرأة تسرّك إذا نظرت إليها ، وتحفظ غيبتك إذا غبت عنها ، ومملوك لا تهتم بشيء معه ، وقد كفاك جميع ما ينوك (٤) ، فهو يعمل على ما تهوى ، كأنه قد علم ما في نفسك ، فصديق قد وضع مئونة افتحفظ عنك فيما بينك وبينه. فهو لا يحفظ في صداقتك ما يرصد به عداوتك ، يخبرك بما في نفسه ، وتخبره بما في نفسك.

أنبأنا أبو القاسم علي بن إبراهيم ، وأبو الوحش سبيع بن المسلّم ، عن رشأ بن نظيف ، أخبرنا أبو الحسين محمد بن جعفر النحوي ـ بالكوفة ـ أخبرنا أبو رياش ، أخبرنا أبو بكر ، عن التّوّزي (٥) ، عن أبي عبيدة قال : قيل لذي الرمة : لم خصصت بلال بن أبي بردة بمدحك؟ قال : لأنه أوطأ مضجعي وأكرم مجلسي فحقّ له إذا وضع معروفه عندي أن يستولي على شكري.

قال : وأخبرنا محمد بن جعفر بن النجار النحوي ، أخبرنا ابن الأنباري والصولي ، قالا : حدّثنا أحمد بن يحيى الشيباني ، عن عمر بن علبدة (٦) ، عن معافى بن نعيم بن مورع العنبري ، قال : غضب المهدي على شبيب [بن شيبة](٧) في أمر نكره (٨) فأمر بهجائه ثم

__________________

(١) بالأصل «تعملون» والمثبت عن م وانظر مختصر ابن منظور ٥ / ٢٧١.

(٢) بالأصل «تعملون» والمثبت عن م وانظر مختصر ابن منظور ٥ / ٢٧١.

(٣) الخبر في أخبار القضاة ٢ / ٣٥.

(٤) كذا ، وفي أخبار القضاة : «ما لزمك» ، وفي المختصر : ينوبك.

(٥) بالأصل : «الثوري» والمثبت عن المطبوعة ١٠ / ٣٨٤ وانظر ترجمته في سير الأعلام ١٤ / ٢٣٤ واسمه إبراهيم بن موسى ، أبو إسحاق التوزي الجوزي.

(٦) كذا ، وفي أخبار القضاة ٢ / ٢٦ عبيدة.

(٧) زيادة عن أخبار القضاة.

(٨) في أخبار القضاة : ذكره.

٥١٤

رضي عنه فأمر بالإذن له فقال شبيب : يا أمير المؤمنين إنما مثلي ومثلك ما قال رؤبة لبلال بن أبي بردة (١) :

إنّي وقد تغني أمور تغنني

على طريق العذر إن عذرتني

فلا ورب الأمانات القطّني

يعمرن أمنا بالحرام المأمن

بمجلس الهدى ورب السدني

وربّ وجه من حراء منحني

ما آئب سرّك إلّا سرّني

شكرا وإن غرّك أمر غرّني

ما الحفظ إما النصح إلّا أنني

أخوك والراعي لما استرعيتني

إنّي إذا لم ترني كأنّني

إيّاك بالغيب وإن لم ترني

أنبأنا أبو علي الحداد ، أخبرنا أبو نعيم ، حدّثنا أبو بكر بن مالك ، حدّثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل قال : أخبرت عن سيار ، عن جعفر ، حدّثنا مالك بن دينار قال : كنت عند بلال بن أبي بردة وهو في قبة له فقلت : إنّي قد أصبت هذا خاليا فأي قصص أقص عليه ، فقلت في نفسي : ما له خير من [أن] أقصّ عليه ما بقي نظراؤه من الناس ، فقلت له : أتدري من بنى هذا الذي أنت فيه ، بناها عبيد الله بن زياد وبنى البيضاء وبنى المسجد فولي ما ولي فصار من أمره أن هرب فطلب فقتل ثم ولي البصرة بشر بن مروان (٢) فقالوا : أخو أمير المؤمنين فمات بالبصرة فحملوه وحشر الناس في جنازته ، ومات زنجي فحمله الزنج على طن قصب ، فذهب بأخي أمير المؤمنين فدفنوه وذهب بالزنجي فدفنوه ، ثم جعلت أقص عليه أميرا أميرا حتى انتهيت إليه ، فقلت في نفسي قد بنيت دارا بالكوفة فلم ترها حتى أخذت فسجنت وعذّبت حتى قتل فيها.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أخبرنا أبو الحسين بن النّقّور وأبو منصور بن العطار ، قالا : أخبرنا أبو طاهر المخلّص ، حدّثنا عبد الله بن عبد الرّحمن ، حدّثنا زكريا بن يحيى ، حدّثنا الأصمعي ، حدّثنا علي بن مسلّم الباهلي ، قال (٣) : حدّثنا عن قتادة أن بلال بن أبي بردة لما ولي البصرة بلغ ذلك خالد بن صفوان فقال :

__________________

(١) الأبيات في شعره (مجموع أشعار العرب ٣ / ١٦٣ وأخبار القضاة ٢ / ٢٦).

(٢) رسمها مضطرب بالأصل «موان» والصواب ما أثبت عن م.

(٣) الخبر في أخبار القضاة ٢ / ٢٥.

٥١٥

شجاع (١) صيف عن قليل تقشّع

فدعا بلال بخالد فقال : أنت القائل سحابة صيف عن قليل تقشّع؟. أما والله لا تقشّع حتى يصيبك منها شؤبوب برد ، فضربه مائة سوط.

قال : وحدّثنا الأصمعي والعلاء بن الفضل ، عن أبيه قال (٢) : كان خالد يأتي (٣) بلالا في ولايته ويغشاه في سلطانه ويغتابه إذا غاب عنه ويقول : ما في قلب بلال من الإيمان إلّا مثل ما في بيت أبي الورد (٤) الحنفي من الجوهر قال : وكان أبو الورد (٥) مفلسا ، وأخذه بلال وخاف أن يقتله ، فسأله أن يطلقه فأبى بلال أن يطلقه ، إلّا بعشرة كفلاء فيهم نعيم بن صفوان ، فكفلوا (٦) به على أنه إن غاب فعليهم مائة [ألف](٧) درهم إلّا نعيما فإنه ليس عليه شيء من المال ، فهرب خالد ، وأخفرهم فأخذ بلال المائة الألف من التسعة الكفلاء فقال خالد :

فلا تحسبني يا ابن واهصة الخصي

ضعيف القوى لا أستطيع التّحوّلا

أبيح (٨) لنا من أرضه وسمائه

بلال أراح الله منه فعجّلا

ومثلي إذا ما الدار يوما نبت به

دعا بجمال البين ثم تحولا

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم ، [نا رشأ المقرئ ، أنا الحسن بن إسماعيل ، أنا أحمد بن مروان ، ثنا إسحاق بن ميمون ، نا مسلم بن إبراهيم ، عن](٩) الحسن بن أبي جعفر ، قال : دخل مالك بن دينار على بلال بن أبي بردة فقال له : يا أبا يحيى ، ادع الله لي ، فقال له : ما ينفعك دعائي لك وعلى بابك أكثر من مائتين يدعون عليك.

أخبرنا أبو عبد الله الفراوي وأبو المظفّر القشيري ، قال : أخبرنا أبو سعد

__________________

(١) أخبار القضاة : سحابة.

(٢) الخبر في أخبار القضاة ٢ / ٢٥.

(٣) الخبر في أخبار القضاة ٢ / ٢٥.

(٤) بالأصل : كان بلال يأتي خالدا ، والمثبت عن أخبار القضاة.

(٥) بالأصل : «أبي الدرداء» والمثبت عن أخبار القضاة. وفي المطبوعة : أبو الزرد.

(٦) بالأصل «فكلفوا».

(٧) سقطت من الأصل ، وعلى هامشه كتب : «لعله : ألف».

(٨) في أخبار القضاة والمطبوعة : أتيح.

(٩) ما بين معكوفتين سقط من السند بالأصل وم واستدرك عن المطبوعة ١٠ / ٣٨٦.

٥١٦

الجنزرودي (١) ، أخبرنا أبو عمرو بن حمدان ح.

وأخبرنا أبو عبد الله الخلّال ، أخبرنا إبراهيم بن منصور ، أخبرنا أبو بكر بن المقرئ ، قالا : أخبرنا أبو يعلى ، حدّثنا مجاهد بن موسى ، حدّثني ـ وفي حديث ابن حمدان : حدّثنا ـ يزيد ـ هو ابن هارون ـ أخبرنا الأزهر بن سنان القرشي ، حدّثنا محمد بن واسع الأزدي قال (٢) : دخلت على بلال بن أبي بردة فقلت له : يا بلال إن أباك حدّثني عن أبيه عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : «إنّ في جهنم واديا يقال له هبهب حقا على الله أن يسكنه كل جبار».

فإياك ـ زاد ابن حمدان : أن ، يا بلال ، وقالا ـ أن تكون ممن يسكنه [٢٦٨٥].

أنبأنا أبو القاسم العلوي وأبو الوحش المقرئ ، عن رشأ المقرئ ، أخبرنا محمد بن جعفر ، أنبأنا أبو روق الهزّاني ، حدّثنا الرياشي عن الأصمعي قال : قال العريان بن الهيثم لبلال بن أبي بردة : إنه ليريبني بياض راحتيك ، ورواح قدميك ، وانتشار منخريك ، وجعودة شعرك. فقال له بلال : إني لا أكره أن أجل أبا موسى ندّا للأسود ، وأبا بردة ندّا للهيثم ، ونفسي ندّا لك. ثم تمثّل :

أنا مسكين لمن يعرفني

ولمن ينكرني جدا لحق

لا أبيع الناس عرضي إنّني

لو أبيع الناس عرضي لنفق

قال : وأخبرنا محمد بن جعفر ، أخبرنا ابن الأنباري ، حدّثنا أبي ، حدّثنا أحمد بن عبيد قال : قال المدائني : أرسل بلال إلى قصاب في جواره في السحر قال : فدخلت عليه وبين يديه كانون ، وفي صحن الدار تيس ضخم فقال : أخرج الكانون واذبح التيس واسلخه وكبب لحمه ، ففعلت ، ودعا بخوان فوضع بين يديه ، وجعلت أكبّب اللحم ، فإذا استوى منه شيء وضعته بين يديه فأكله ، حتى تعرقت له لحم (٣) التيس فلم يبق إلّا بطنه وعظامه ، وبقيت بضعة على الكانون ، فقال لي : كلها ، فأكلتها. وجاءت جارية بقدر فيها دجاجتان وناهضتان (٤) ومعها صحفة مغطاة لا أدري ما فيها ، فقال : ويحك ما في بطني موضع ،

__________________

(١) بالأصل : «الخزرودي» تحريف وفي م : الحنزرودي.

(٢) الخبر في أخبار القضاة ٢ / ٢٥.

(٣) بالأصل «اللحم» والمثبت عن م ، وفيها : تعرضت له لحم ، وانظر مختصر ابن منظور ٥ / ٢٧٢.

(٤) رسمها مضطرب بالأصل ، والمثبت عن المختصر ، والناهض : الفرخ الذي استقل للنهوض ، وقيل : هو الذي وفر جناحاه ونهض للطيران (اللسان) وفي المطبوعة ١٠ / ٣٧٨ وباهفتان وفي م : وباهسان.

٥١٧

فضعيها (١) على رأسي ، فضحك إلى الجارية وضحكت إليه ورجعت ، ثم دعا بشراب فشرب منه خمسة أقداح ، وأمر لي منها بقدح فشربته ، ثم قال : الحق بأهلك.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أخبرنا أبو الحسين بن النّقّور ، وأبو منصور عبد الباقي بن محمد بن غالب ، قالا : أخبرنا أبو طاهر المخلّص ، حدّثنا عبيد الله بن عبد الرّحمن ، حدّثنا زكريا بن يحيى ، حدّثنا الأصمعي ، حدّثنا أبو عاصم النبيل ، أخبرني أبي قال (٢) : [كان](٣) كاتب يكتب خلف بلال ، فأقطر على ثوبه ، فقال : أتراني أحبك بعد هذا اليوم.

قال (٤) : وحدّثنا الأصمعي حدّثنا هشام بن قحذم (٥) قال : كان بلال يخاف الجذام فوصف له السمن يستنقع فيه فكان يفعل فيه ثم يبيعه ، فترك أهل البصرة أكل السمن وشراءه إلّا ممن كان يسليه في منزله.

قال الأصمعي وكان بلال موصوفا بالبخل على الطعام (٦).

حدّثني أبو بكر يحيى بن إبراهيم بن أحمد السّلماسي عن أبي عبد الله بن أبي نصر الحميدي ، أخبرنا منصور بن النعمان ، أخبرنا محمد بن عبيد الله [عن أبي العباس عبد الله بن عبيد الله](٧) الصفري ، عن أبي بكر الصّنوبري ، أخبرنا علي بن سليمان الأخفش قال : قال محمد بن يزيد المبرّد قال ابن سلام : أمر بلال بن أبي بردة بالتفريق بين رجل وامرأته ، فقالت : يا آل أبي موسى (٨) إنما خلقكم الله [للتفريق] بين المسلمين ، أرادت ما صنع أبو موسى بعليّ ومعاوية.

أنبأنا أبو عبد الله الفراوي وأبو القاسم زاهر بن طاهر عن أبي عثمان الصابوني ،

__________________

(١) بالأصل وم «فضيعها» والمثبت عن المختصر.

(٢) الخبر في أخبار القضاة لوكيع ٢ / ٢٨.

(٣) زيادة عن أخبار القضاة.

(٤) الخبر في أخبار القضاة ٢ / ٢٧.

(٥) في المطبوعة ١٠ / ٣٨٧ «فخذه» خطأ.

(٦) بعدها في المطبوعة ورد خبر فيه نقص وبياض كثير ، آثرنا الإشارة إليه فقط دون استدراكه لاضطرابه.

أما في الأصل هنا فالكلام متصل والعبارة سليمة ولا يبدو أن ثمة سقط وقع وفي م كالأصل.

(٧) ما بين معكوفتين سقط من الأصل واستدرك عن م.

(٨) بالأصل وم : «قال أبو موسى» والمثبت عن مختصر ابن منظور ٥ / ٢٧٢.

٥١٨

أخبرنا أبو القاسم الحسن بن محمد بن حبيب المفسر ، أنبأنا أبو موسى عمران بن موسى بن الحصين ، حدّثنا أبو عوانة ، حدّثنا أبو علي سهل بن علي ، حدّثنا [محمد بن] الحسين ، أخبرني محمد بن عبد الرّحمن ، حدّثنا أبو زيد الأنصاري ، قال (١) : دعا ابن أبي بردة أبا علقمة (٢) فلما دخل عليه قال : تدري لم أرسلت إليك؟ قال : لا ، قال : لأسخر بك ؛ فقال أبو علقمة : لئن فعلت ذلك لقد سخر أحد الحكمين (٣) بصاحبه فلعنه ابن أبي بردة وأمر بحسبه ، فمكث أياما ثم أخرجه يوم السبت فلما وقف بين يديه قال له : يا أبا علقمة ما هذا الذي في كمك؟ قال : طرف من طرف السجن ، قال : أفلا تهب لنا منه؟ قال : هذا يوم لا نأخذ (٤) فيه ولا نعطي. فقال ابن أبي بردة ، [له :] ما أبردك وأثقلك يا أبا علقمة! قال : أبرد مني ، وأثقل مني ، من كانت جدته يهودية من أهل السواد (٥).

قرأت على أبي محمد عبد الله بن أسد بن عمّار بن عبد العزيز بن أبي طاهر ، أخبرنا عبد الوهاب بن جعفر الميداني ، حدّثني علي بن الحسن بن رجاء بن طعان ، أخبرنا الحسن بن حبيب ، حدّثنا أبو الحسن الهروي ، حدّثنا يوسف بن يعقوب الواسطي ، حدّثنا بشير بن الفرج ، عن محمد بن أبي الحسين القطان ، عن عبد الرّحمن الأشهلي (٦) عن أبيه ، قال : كان بالبصرة رجل معتوه من حدّان يقال له ابن أبي علقمة ، وكان له كلام فبعث إليه بلال بن أبي بردة وهو أمير على البصرة ، فقال له : هل تدري لم بعثت إليك؟ قال له : لا ، قال : أردت أن أسخر بك ، فقال له : لئن فعلت ذلك فقد سخر أحد الحكمين بصاحبه ، قال : فغضب بلال وشتمه وأمر بحبسه ، فحبس أياما ثم دعا به في يوم سبت ، فخرج إليه وهو يقلّب في كمه شيئا ، فقال له بلال : أي شيء في كمّك يا ابن أبي علقمة فقال : شيء من طرف السجن ، فقال : ألا تعطينا منه؟ فقال : هذا يوم لا نأخذ فيه ولا نعطي يعرّض بجدة

__________________

(١) أخبار القضاة ٢ / ٣٠.

(٢) في أخبار القضاة «ابن أبي علقمة» في كل مواضع الخبر.

(٣) يعرض بأبي موسى الأشعري ، جدّ بلال يوم خدعه عمرو بن العاص يوم التحكيم في دومة الجندل (راجع كتب التواريخ).

(٤) أخبار القضاة : لا نأكل.

(٥) أخبار القضاة : «سورا».

(٦) كذا بالأصل ، والذي في أخبار القضاة ٢ / ٣٠ : «العباس بن محمد بن عبد الرحمن بن عثمان ، أبو الفضل الأشهلي ، قال : حدّثني أبي» وفي المطبوعة ١٠ / ٣٨٩ عن أبي عبد الرحمن الأشهلي عن أبيه.

٥١٩

كانت لبلال أمّ أمّ يهودية من أهل سورا وقال غيره : هي أم [أبي](١) بردة.

[أخبرنا] أبو القاسم العلوي وأبو الوحش المقرئ عن رشأ بن نظيف ، أخبرنا محمد بن جعفر بن النجار النحوي ، أخبرنا ابن الأنباري ، حدّثنا ابن المرزبان عن عمر ، عن الحكم بن النضر ، قال : سمعت من يقول : إنما قتل بلالا (٢) دهاؤه ؛ وذاك أنه قال للسجان : خذ مني مائة ألف درهم ، وتعلم يوسف أنّي قدمت ، وكان يوسف إذا أخبر عن محبوس أنه قد مات أمر بدفعه إلى أهله ، فطمع بلال أن يأمر يوسف بدفعه إلى أهله. وقال السّجّان : كيف تصنع إذا دفعت إلى أهلك؟ قال : لا يسمع لي يوسف بخبر ما دام واليا ، فأتى السّجّان يوسف بن عمر فقال : إن بلالا قد مات [فقال يوسف : أرنيه ميتا ، فجاء السّجّان فألقى عليه شيئا غمّه حتى مات](٣) ثم أراه يوسف.

٩٧٨ ـ بلال بن عبد الله بن بلال

أبو الفضيل القرشي

من أهل دمشق.

روى عن بقية بن الوليد.

سمع منه أبو حاتم الرازي ، ويزيد بن محمد بن عبد الصمد.

أنبأنا أبو محمد بن الأكفاني ، عن أبي محمد بن علي الحداد ، أخبرنا تمام بن محمد ، حدّثنا أبو الميمون بن راشد ، حدّثنا يزيد بن محمد بن عبد الصمد ، حدّثنا بلال بن عبد الله بن بلال القرشي ، حدّثنا بقية ، عن أبي بكر بن (٤) عبد الله بن أبي مريم [عن أبيه] ، عن جده قال : غزوت مع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم وكنت حدثا وكنت أرمي بين يديه بالجندل ، قال : ثم غزوت معه غزوة أخرى وكنت ممن (٥) يحمل لواء رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم رواه أبو (٦) الحسن علي بن داود الدّاراني عن أبي الميمون مثله.

__________________

(١) زيادة عن أخبار القضاة ٢ / ٣١.

(٢) بالأصل «بلال».

(٣) ما بين معكوفتين سقط من الأصل وم واستدرك عن تهذيب التهذيب ١ / ٣١٥.

(٤) بالأصل «عن» والصواب عن م.

(٥) مطموسة بالأصل والمثبت عن م.

(٦) بالأصل «ابن» خطأ ، والصواب ما أثبت انظر تاريخ داريا ص ١١٦ و ١١٧.

٥٢٠