تاريخ مدينة دمشق - ج ١٠

أبي القاسم علي بن الحسن ابن هبة الله بن عبد الله الشافعي [ ابن عساكر ]

تاريخ مدينة دمشق - ج ١٠

المؤلف:

أبي القاسم علي بن الحسن ابن هبة الله بن عبد الله الشافعي [ ابن عساكر ]


المحقق: علي شيري
الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع
الطبعة: ٠
الصفحات: ٥٣٦
الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤ الجزء ١٥ الجزء ١٦ الجزء ١٧ الجزء ١٨ الجزء ١٩ الجزء ٢٠ الجزء ٢١ الجزء ٢٢ الجزء ٢٣ الجزء ٢٤ الجزء ٢٥ الجزء ٢٦ الجزء ٢٧ الجزء ٢٨ الجزء ٢٩ الجزء ٣٠ الجزء ٣١ الجزء ٣٢ الجزء ٣٣ الجزء ٣٤ الجزء ٣٥ الجزء ٣٦ الجزء ٣٧ الجزء ٣٨ الجزء ٣٩ الجزء ٤٠ الجزء ٤١ الجزء ٤٢ الجزء ٤٣ الجزء ٤٤ الجزء ٤٥ الجزء ٤٦ الجزء ٤٧ الجزء ٤٨ الجزء ٤٩ الجزء ٥٠ الجزء ٥١ الجزء ٥٢ الجزء ٥٣ الجزء ٥٤ الجزء ٥٥ الجزء ٥٦ الجزء ٥٧ الجزء ٥٨ الجزء ٥٩ الجزء ٦٠ الجزء ٦١ الجزء ٦٢ الجزء ٦٣ الجزء ٦٤ الجزء ٦٥ الجزء ٦٦ الجزء ٦٧ الجزء ٦٨ الجزء ٦٩ الجزء ٧٠ الجزء ٧١ الجزء ٧٢ الجزء ٧٣ الجزء ٧٤ الجزء ٧٥ الجزء ٧٦ الجزء ٧٧ الجزء ٧٨ الجزء ٧٩ الجزء ٨٠

الغسّاني ، وأبو العباس أحمد بن عامر بن عبد الواحد (١) البرقعيدي (٢) ، وأحمد بن يحيى الضّبّي.

أخبرنا أبو الحسن علي بن الحسن بن الحسين الموازيني ، أنبأنا أبو القاسم علي بن الفضل بن الفرات ، أخبرنا عبد الوهاب الكلابي ، حدّثنا أبو الحسن بن جوصا [حدّثنا] بشر بن عبد الوهاب بن بشير ، حدّثنا الوليد بن مسلم ، حدّثنا أبو عمرو الأوزاعي عن الزّهري عن أبي سلمة ، وأبي بكر بن عبد الرّحمن بن هشام ، وعبيد الله بن عبد الله بن عتبة ، عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم فذكر مثله. يعني الحديث الذي أخبرنا به أبو الحسن الموازيني ، أنبأنا أبو القاسم بن الفرات ، أخبرنا عبد الوهاب الكلابي ، حدّثنا أبو الحسن بن جوصا ، حدّثنا محمد بن هاشم وأبو عامر قالا : حدّثنا الوليد بن مسلم ، حدّثنا الأوزاعي ، عن الزهري ، عن أبي سلمة بن عبد الرّحمن بن عوف ، وأبي بكر بن عبد الرّحمن بن الحارث بن (٣) هشام ، عن أبي هريرة ، قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن. ولا يشرب الخمر حين يشربها وهو مؤمن ، ولا يسرق حين يسرق وهو مؤمن ، ولا ينتهب نهبة ذات شرف وهو حين ينتهبها مؤمن» [٢٥٤٧].

أنبأنا أبو الغنائم محمد بن ميمون ، أخبرنا محمد بن علي بن الحسن الخشني ، قال : قال أبو الحسين محمد بن علي بن عامر الكندي البندار ، حدّثنا علي بن الحسين بن إسماعيل بن صبيح البزّار (٤) قال : سمعت بشر بن عبد الوهاب القرشي مولى بني أمية ، وكان صاحب خير وفضل ، وكان ينزل دمشق وذكر أنه قدر الكوفة فكانت ستة عشر ميلا وثلثي ميل ، وذكر أن فيها خمسين ألف دار للعرب من ربيعة ومضر ، وأربعة وعشرين ألف دار لسائر العرب ، وستة وثلاثين ألف دار لليمن ، أخبرني بذلك سنة أربع وستين ومائتين.

أخبرنا أبو القاسم هبة الله بن عبد الله بن أحمد ، أنبأنا أبو بكر الخطيب ح.

قرأت على أبي محمد بن حمزة السّلمي ، عن أبي نصر بن ماكولا ، قال : بشير بن عبد الوهاب وذلك وهم أظنه من الناسخ ، فإنه لم يذكره في حكم الأسماء وإنما ذكره في الآباء.

__________________

(١) في المطبوعة : عبد الله.

(٢) هذه النسبة إلى برقعيد بليدة في طرف بقعاء الموصل من جهة نصيبين. (معجم البلدان).

(٣) بالأصل «عن» خطأ ، انظر ترجمته في سير أعلام النبلاء ٤ / ٤١٦.

(٤) في المختصر والمطبوعة ١٠ / ٩٩ البزاز.

٢٤١

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أخبرنا إسماعيل بن مسعدة ، أخبرنا حمزة بن يوسف ، أخبرنا أبو أحمد بن عديّ ، حدّثنا أحمد بن عامر البرقعيدي ، حدّثنا بشر بن عبد الوهاب الدّمشقي ، حدّثنا محمد بن بشير ، حدّثنا مجالد بحديث ذكره.

ذكر أبو الفضل محمد بن طاهر المقدسي فيما أخبره أبو عمرو بن مندة ، عن أبيه أبي عبد الله ، قال : أخبرنا محمد بن إبراهيم بن مروان قال : قال عمرو بن دحيم : مات بدمشق يوم السبت لليلتين خلتا من رجب سنة أربع وخمسين ومائتين. يعني بشر بن عبد الوهاب.

٨٩٢ ـ بشر بن عصمة المرّي (١)

شاعر فارس أدرك النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، ووجهه أبو عبيدة قائدا لخيل وجهها من مرج الصّفّر إلى فحل (٢) بعد وقعة اليرموك فيما ذكر سيف عن أبي عثمان الغسّاني ، عن خالد وعبادة ، وشهد صفين مع معاوية بن أبي سفيان.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أخبرنا أبو الحسين بن النّقّور ، أنبأنا أبو طاهر المخلّص ، أنبأنا أبو بكر بن سيف ، حدّثنا السّري بن يحيى ، حدّثنا شعيب بن إبراهيم ، حدّثنا سيف بن عمر ، عن أبي عثمان ، عن خالد وعبادة ، قالا : لما هزم الله عزوجل جند اليرموك وذكر الحديث إلى أن قال : فسرّح أبو عبيدة إلى أهل فحل عشرة قواد فذكرهم ، وذكر فيهم بشر بن عصمة هذا (٣).

وذكر أبو عبد الله إبراهيم بن محمد بن عرفة نفطوية قال : خرج قيس بن الجلاح ومعه راية قومه هوازن فخرج على فرس له أبلق حمله عليه عليّ بن أبي طالب فشدّ عليه بشر بن عصمة المرّي فطعنه فأرداه (٤) عن فرسه وقال (٥) :

وإني لأرجو من مليكي رحمة

ومن فارس الموسوم في النفس هاجس

__________________

(١) سقطت ترجمته من المختصر ، وفي المطبوعة : «المزني» وفي أسد الغابة ١ / ٢٢٣ «الليثي» وقيل : ابن عطية ، وفي الاستيعاب ١ / ١٤٧ هامش الإصابة ، وفي الإصابة ١ / ١٥٣ «المزني».

(٢) فحل : بكسر أوله ، اسم موضع بالشام كانت فيه وقعة للمسلمين مع الروم.

(٣) انظر الطبري ٣ / ٤٣٨.

(٤) بالأصل «فأرواه» ولعل الصواب ما أثبت ، وفي المطبوعة ١٠ / ١٠٠ «فأداره».

(٥) البيتان في الفتوح لابن الأعثم بتحقيقي ٣ / ٣٣ باختلاف الألفاظ.

٢٤٢

زلفت له عند اللقاء بطعنة

على ساعة فيها الطعان يخالس

قال قيس (١) بن الجلاح :

ألا ابلغا بشر بن عصمة أنني

شغلت وألهاني الذين أمارس

فصادف مني غرّة فاغتنمتها

كذلك الأبطال ماض وجالس

٨٩٣ ـ بشر بن عمر بن عبد العزيز

ابن مروان بن الحكم بن أبي العاص بن أمية بن عبد شمس له ذكر.

أخبرنا أبو غالب بن البنّا ، أنبأنا أبو الحسين بن الآبنوسي ، أخبرنا أبو القاسم بن عتّاب ، أخبرنا أحمد بن عمير إجازة ح.

وأخبرنا أبو القاسم بن السّوسي ، أخبرنا أبو القاسم بن عتاب ، أخبرنا الأحمد بن عمير إجازة ح ، وأخبرنا أبو القاسم بن السّوسي ، أخبرنا أبو عبد الله بن أبي الحديد ، أنبأنا أبو الحسن الرّبعي ، أخبرنا أبو الحسين بن سميع قال : في الطبقة الخامسة وبشر بن عمر بن عبد العزيز.

٨٩٤ ـ بشر بن أبي عمرو (٢) بن العلاء

ابن عمّار بن العريان بن عبد الله بن الحصين بن الحارث بن جلهم (٣) بن خزاعي بن مازن بن مالك بن عمر بن تميم بن مرّ بن أدّ المازني.

قدم دمشق مع أبيه حين قدمها وسيأتي ذكر ذلك في ترجمة أبيه.

وحكى عن أبيه.

روى عنه : خلّاد بن يزيد الأرقط ، وعثمان بن طالوت بن عباد الجحدري ، وعبد الملك بن قريب الأصمعي.

أخبرنا أبو محمد عبد الجبار بن محمد الفقيه في كتابه ، وحدّثنا أبو الحسن علي بن

__________________

(١) في الفتوح لابن الأعثم : مالك بن الجلاح ، والبيتان فيه أيضا باختلاف. وانظر الخبر والأبيات باختلاف أيضا في الطبري ٦ / ١٦.

(٢) بالأصل «عمر» والمثبت عن جمهرة ابن حزم ص ٢١٢.

(٣) عند ابن حزم : «جلهم بن حجر بن خزاعي» وفي معجم الأدباء ١١ / ١٥٦ جلهمة.

٢٤٣

سليمان المرادي الفقيه عنه ، قال : أنبأنا أبو بكر أحمد بن الحسين الحافظ ، أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، أخبرنا أبو عبد الله مكي بن بندار الزّنجاني ـ ببغداد ـ حدّثنا أبو عبد الله محمد بن أحمد بن رجاء الحنفي ـ بمصر ـ حدّثنا هارون بن محمد بن أبي الهيذام العسقلاني ، حدّثني عثمان بن طالوت بن عبّاد الجحدري ، حدّثني بشر بن أبي عمرو بن العلاء ، حدّثني أبي ، حدّثني الذّيّال بن حرملة ، قال : سمعت صعصعة بن صوحان يقول : لما عقد علي بن أبي طالب الألوية أخرج لواء رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ولم ير ذلك اللواء منذ قبض رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم فعقده ودعا قيس بن سعد بن عبادة فرفعه (١) إليه. فاجتمعت الأنصار وأهل بدر ، فلما نظروا إلى لواء رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم بكوا فأنشأ قيس بن سعد بن عبادة يقول :

هذا اللواء الذي كنا نحفّ به

دون النبي وجبريل لنا مدد

ما ضرّ من كانت الأنصار عيبته

أن لا يكون له من غيرهم عقد (٢)

[أخبرنا] أبو القاسم الشّحّامي ، أخبرنا أبو بكر البيهقي ، أخبرنا أبو عبد الله الحافظ في فوائد الشيخ ، حدّثنا مكي بن بندار الزّنجاني ـ ببغداد ـ حدّثنا محمد بن أحمد بن رجاء الحنفي بمصر ، حدّثنا هارون بن محمد بن أبي الهيذام العسقلاني ، حدّثنا عثمان بن طالوت الجحدري ، حدّثنا بشر بن أبي عمرو بن العلاء ، حدّثنا أبي ، حدّثنا الذّيّال بن حرملة ، عن صعصعة بن صوحان قال : جاء أعرابي إلى علي بن أبي طالب فقال : السلام عليك يا أمير المؤمنين كيف تقرأ هذا الحرف ، لا يأكله إلّا الخاطون؟ كلّ والله يخطو؟ قال : فتبسم علي ، وقال : يا أعرابي (لا يَأْكُلُهُ إِلَّا الْخاطِؤُنَ)(٣) قال : صدقت والله يا أمير المؤمنين ما كان الله ليسلم عبده ، ثم التفت علي إلى أبي الأسود فقال : إن الأعاجم قد دخلت في الدين كافّة ، فضع للناس شيئا يستدلّون به على صلاح ألسنتهم ، فرسم لهم (٤) ، الرفع والنصب والخفض.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أخبرنا أبو الحسين بن النّقّور وأبو منصور بن العطّار ، قالا : أخبرنا أبو طاهر المخلّص ، حدّثنا عبيد الله بن عبد الرّحمن ، حدّثنا

__________________

(١) في المختصر والمطبوعة : فدفعه.

(٢) المختصر والمطبوعة : عضد.

(٣) سورة الحاقة ، الآية : ٣٧.

(٤) رسمها غير واضح بالأصل والمثبت عن مختصر ابن منظور ٥ / ٢١١ وانظر المطبوعة ١٠ / ١٠٢.

٢٤٤

زكريا بن يحيى المنقري ، حدّثنا الأصمعي ، قال : قال لي بشر بن أبي عمرو بن العلاء : توارى عندنا القاسم بن محمد بن القاسم ثلاثة أيام فدخلت عليه يوما وأنا صبي فقال : يا غلام أتعرفني؟ فقلت له : نعم ، قال : من أنا؟ فقلت : عثمان بن عفّان فقال : ظننتك لا تعرفني ، فإذا أنت عارف بي.

٨٩٥ ـ بشر بن عون القرشي الجوبري (١)

روى عن بكّار بن تميم.

روى عنه : سليمان بن عبد الرّحمن.

أخبرنا أبو محمد عبد الكريم بن حمزة ، حدّثنا عبد العزيز بن أحمد ، أخبرنا تمام بن محمد ، أنبأنا أبو بكر يحيى بن عبد الله بن الحارث بن الزجّاج الشيخ الثقة ح.

وأخبرنا أبو الحسن بن المسلّم الفقيه ، حدّثنا عبد العزيز بن أحمد ، حدّثنا أبو محمد بن أبي نصر ، أخبرنا أبو علي بن شعيب ، قالا : حدّثنا أبو بكر محمد هارون بن محمد بن بكّار بن بلال ، حدّثنا أبو أيوب سليمان بن عبد الرّحمن ، حدّثنا بشر بن عون ، حدّثنا بكار بن تميم ، عن مكحول ، عن أبي أمامة ، قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «القتال قتالان : قتال المشركين حتى يؤمنوا ؛ أو يعطوا الجزية عن يد وهم صاغرون ، وقتال الفئة الباغية حتى تفيء إلى أمر الله عزوجل ، فإذا فاءت أعطيت العدل» [٢٥٤٨].

وقال ابن شعيب عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : «القتال قتالان» والباقي مثله.

أخبرنا أبو الحسن بن المسلّم الفقيه ، حدّثنا عبد العزيز الكتاني ، أخبرنا أبو محمد بن أبي نصر ، أنبأنا أبو علي بن شعيب ، حدّثني أبو علي إسماعيل بن محمد بن قيراط العذري (٢) ، حدّثنا سليمان بن عبد الرّحمن ابن بنت شرحبيل ، حدّثنا بشر بن عون الدمشقي ـ من باب الجابية ـ حدّثنا بكّار بن تميم ، عن مكحول ، عن واثلة بن الأسقع ، قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «إذا ماتت المرأة مع القوم تيمّم كما يؤمم صاحب الصعيد للصلاة» [٢٥٤٩].

__________________

(١) هذه النسبة إلى جوبر بفتح الجيم والباء وسكون الواو وهي قرية من قرى دمشق.

وبالأصل «الجويري» بالياء.

(٢) رسمها مضطرب بالأصل والصواب ما أثبت انظر ترجمته في سير أعلام النبلاء ١٤ / ١٨٦ (١٠٤).

٢٤٥

أخبرنا أبو سعد [إسماعيل] بن عبد الواحد بن إسماعيل البوشنجي (١) الفقيه ـ بهراة ـ وأبو حفص عمر بن أحمد بن منصور الصّفّار الفقيه ، وأخته عائشة بنت أحمد وزوجه أمة الرحيم حرة وأختاها أمة [الله] حليلة وأمة الرّحمن بنات الأستاذ أبي نصر عبد الرحيم بن عبد الكريم بن هوازن ـ بنيسابور ـ قالوا : أخبرنا أبو المظفّر موسى بن عمران بن محمد بن أحمد الأنصاري ، أخبرنا السيد أبو الحسن محمد بن الحسين بن داود العلوي ، حدّثنا أبو نصر بن حمدوية بن سهل الغازي ، حدّثنا عبد الله بن حمّاد الآملي (٢) ، حدّثنا سليمان بن عبد الرّحمن ، حدّثنا بشر بن عون (٣) ـ من قرية تدعى جوبر ـ أبو عون (٤) القرشي ، حدّثنا بكّار بن تميم ، عن مكحول ، عن واثلة بن الأسقع الليثي ، عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال :

«مثل الجمعة مثل قوم غشوا [ملكا](٥) فنحر لهم الجزور (٦)(٧) ، ثم جاء قوم فذبح لهم الغنم ، ثم جاء قوم فذبح لهم النعام ، ثم جاء قوم فذبح لهم الوزّ ، ثم جاء قوم فذبح لهم الدجاج ، ثم جاء قوم فذبح لهم العصافير» [٢٥٥٠].

في نسخة ما شافهني به أبو عبد الله الخلّال ، أخبرنا أبو القاسم بن مندة ، أخبرنا أبو طاهر بن سلمة ، أخبرنا علي بن محمد ، قال : وأخبرنا ابن مندة ، أخبرنا أحمد بن عبد الله ـ إجازة ـ قالا : أنبأنا أبو محمد بن أبي حاتم قال (٨) : بشر بن عون روى عن بكّار بن تميم ، روى عنه سليمان بن عبد الرّحمن الدمشقي ، سألت أبي عن بشر بن عون فقال : مجهول.

بلغني عن أبي حاتم بن حبان البستي أنه قال : بشر بن عون القرشي الشّامي يروي عن بكّار بن تميم ، عن مكحول ، روى عنه سليمان بن عبد الرّحمن لا يجوز الاحتجاج به بحال. ذكره أبو الفضل المقدسي الحافظ في كتاب تكملة الكامل في معرفة الضعفاء : إن أحاديثه نسخة موضوعة ، قاله ابن حبّان.

__________________

(١) بدون نقط بالأصل ، والصواب ما أثبت ، هذه النسبة إلى بوشنج ، بلدة على سبعة فراسخ من هراة ، يقال لها بوشنك.

(٢) في ميزان الاعتدال ١ / ٣٢٢ «الأيلي» خطأ.

(٣) في المطبوعة ١٠ / ١٠٣ «عوف» في الموضعين خطأ.

(٤) في ميزان الاعتدال ١ / ٣٢٢ «الأيلي» خطأ.

(٥) زيادة عن ميزان الاعتدال ١ / ٣٢٢.

(٦) في الميزان : الجزر.

(٧) بعدها في الميزان والمطبوعة : ثم جاء قوم فذبح لهم البقر.

(٨) الجرح والتعديل ١ / قسم ١ / ٣٦٢.

٢٤٦

٨٩٦ ـ بشر بن العلاء بن زبر الرّبعي

أخو عبد الله ، وبشر هو الأكبر منهما.

روى عن نافع مولى ابن عمر ، وحرام (١) بن حكيم بن سعد.

روى عنه : يحيى بن حمزة ، ومروان بن جناح ، ومحمد بن شعيب. وقرأ عليه يحيى بن حمزة القرآن.

أخبرنا أبو علي الحداد في كتابه ، ثم أخبرني أبو مسعود المعدّل عنه ، أنبأنا أبو نعيم الحافظ ، حدّثنا سليمان بن أحمد ، [نا أحمد](٢) بن المعلّى الدّمشقي ، حدّثنا هشام بن عمّار ، حدّثنا يحيى بن حمزة ، حدّثنا بشر بن العلاء بن (٣) زبر أخو عبد الله أنه سمع حرام بن حكيم يحدث عن أبي ذرّ أنه قال : يا رسول الله ، فاز (٤) بالأجور أصحاب الدثور ، نصلّي ويصلّون ، ونصوم ويصومون ، ولهم فضل أموال يتصدّقون بها ، وليس لنا ما نتصدق ، فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «يا أبا ذرّ ألا أعلّمك كلمات تقولهنّ تلحق من سبقك ولا يدركك إلّا من أخذ بعلمك» (٥) قال : بلى يا رسول الله قال : «تكبّر دبر كل صلاة ثلاثا وثلاثين (٦) ، وتسبّح ثلاثا وثلاثين ، وتختم بلا إله إلّا الله وحده لا شريك له ، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير» فأخبر الآخرون بذلك فأتوا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم فقالوا : يا رسول الله إنهم قد قالوا مثل ما قلنا ، فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء ، وعلى كلّ نفس في كل يوم صدقة ، فضل بصرك للمنقوص بصره [صدقة و](٧) فضل سمعك للمنقوص سمعه صدقة ، وفضل شدة ذراعيك للضعيف لك صدقة ، وفضل شدة ساقيك للملهوف صدقة ، وإرشادك الضّالّ صدقة ، وإرشادك سائلا أين فلان فأرشدته لك صدقة ، ورفعك العظام والحجر عن طريق المسلمين لك صدقة ، وأمرك بالمعروف ونهيك

__________________

(١) بالأصل والمطبوعة وم : «حزام» خطأ والصواب عن تهذيب التهذيب ، بالراء المهملة.

(٢) ما بين معكوفتين سقط من الأصل وزيادتها لازمة عن م.

(٣) بالأصل «عن» خطأ.

(٤) سقطت من الأصل ، وعلى هامشه كتب : «لعله : فاز» وهو ما أثبتناه.

(٥) في المختصر ٥ / ٢١٢ والمطبوعة ١٠ / ١٠٤ بعملك.

(٦) على هامش الأصل : «لعله : وتحمد دبر كل صلاة ثلاث» كذا ، وفي المختصر والمطبوعة ورد ـ بعد وتسبح ثلاثا وثلاثين ـ (يعني وتحمد ثلاثا وثلاثين).

(٧) ما بين معكوفتين زيادة عن المختصر والمطبوعة.

٢٤٧

عن المنكر لك صدقة ، ومباضعتك أهلك لك صدقة» [٢٥٥١].

أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني ، حدّثنا عبد العزيز الكتاني ، أخبرنا أبو محمد بن أبي نصر ، أخبرنا أبو الميمون بن راشد ، قال : حدّثني أبو زرعة قال (١) : أخبرني ابنه إبراهيم ـ يعني ابن عبد الله بن العلاء بن زبر ـ قال : حدّثني يحيى بن حمزة قال : كان (٢) بشر بن العلاء بن ـ زبر فرفع من ذكره ـ قال : وكان أسن من عبد الله وعليه قرأت القرآن. قال أبو زرعة (٣) : وقد أخبرنا محمد بن المبارك أن يحيى بن حمزة روى عن بشر بن العلاء بن زبر.

أخبرنا أبو غالب بن البنّا ، أخبرنا أبو الحسين بن الآبنوسي ، أخبرنا أبو القاسم بن عتّاب ، أخبرنا أحمد بن عمير (٤) إجازة ح.

وأخبرنا أبو القاسم بن السّوسي ، أخبرنا أبو عبد الله بن أبي الحديد ، أخبرنا أبو الحسن الرّبعي ، أخبرنا عبد الوهاب الكلابي ، أخبرنا أحمد بن عمير ـ قراءة ـ قال : سمعت أبا الحسن بن سميع يقول في الطبقة الخامسة : بشر بن العلاء بن زبر أخو عبد الله بن العلاء بن زبر.

أخبرنا أبو الغنائم بن النّرسي ، ثم حدّثنا أبو الفضل بن ناصر ، أخبرنا أبو الفضل بن خيرون وأبو الحسين بن الطّيّوري وأبو الغنائم ـ واللفظ له ـ قالوا : أخبرنا أبو أحمد بن الغندجاني ـ زاد ابن خيرون : وأبو الحسين الأصبهاني قالا : ـ أنبأنا أحمد بن عبدان ، أخبرنا محمد بن سهل ، أخبرنا محمد بن إسماعيل البخاري قال (٥) : بشر بن العلاء بن زبر. قال إسحاق : أخبرنا محمد بن مبارك ، أخبرنا يحيى بن حمزة ، حدّثني بشر سمع حرام (٦) بن حكيم ، عن أبي ذرّ أنه قال للنبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم : ذهب بالأجور أهل الدثور ، بطوله. وهو أخو عبد الله بن العلاء.

في نسخة ما شافهني به أبو عبد الله الخلّال ، أنبأنا أبو القاسم بن مندة ، أنبأنا أبو

__________________

(١) تاريخ أبي زرعة الدمشقي ١ / ٤٤٧ و ٤٤٨.

(٢) كذا بالأصل وأبي زرعة ، وفي المطبوعة ١٠ / ١٠٥ «قال» خطأ.

(٣) تاريخ أبي زرعة الدمشقي ١ / ٤٤٧ و ٤٤٨.

(٤) بالأصل «عمر» والصواب ما أثبت ، وسترد صوابا.

(٥) التاريخ الكبير ١ / قسم ٢ / ٧٩.

(٦) موقع بالأصل والمطبوعة ١٠ / ١٠٦ «حزام» خطأ ، والصواب ما أثبت عن البخاري ، وقد تقدم التعليق حوله.

٢٤٨

طاهر بن سلمة ، أنبأنا علي بن محمد ح.

قال : وأخبرنا ابن مندة ، أنبأنا أحمد بن عبد الله ، قال : أخبرنا أبو محمد بن أبي حاتم قال (١) : بشر بن العلاء بن زبر أخو عبد الله بن العلاء روى عن حرام (٢) بن حكيم ، روى عنه يحيى بن حمزة سمعت أبي يقول ذلك.

٨٩٧ ـ بشر بن الغاز بن ربيعة الجرشي (٣)

أخو هشام وربيعة ، حدّث عن مولى له. روى عنه أيوب بن سويد الرّملي الحميري أبو مسعود.

في نسخة ما شافهني به أبو عبد الله الخلّال ، أخبرنا أبو القاسم بن مندة ، أخبرنا أحمد بن عبد الله ـ إجازة ـ قال : وأخبرنا أبو طاهر بن سلمة ـ قراءة ـ أخبرنا علي بن محمد ، قال : أنبأنا محمد بن أبي حاتم ، قال (٤) : بشر بن الغاز بن ربيعة أخو هشام بن الغاز. روى عن مولى له كان مع يزيد بن الأسود في غزاة. روى عنه أيوب بن سويد.

سمعت أبي يقول ذلك قال : وسمعت دحيما يقول : بشر بن الغاز وهشام بن الغاز وربيعة بن الفاز إخوة ثلاثة.

٨٩٨ ـ بشر بن قيس التّغلبي (٥)

والد قيس بن بشر من أهل قنّسرين (٦) ، جالس أبا الدّرداء بدمشق ، وسمع منه ومن سهل بن الحنظلية ، ومعاوية بن أبي سفيان ، وخريم بن فاتك (٧) الأسدي.

روى عنه : ابنه قيس بن بشر.

أخبرتنا أم المجتبى فاطمة العلوية قالت : قرئ على إبراهيم بن منصور ، أخبرنا

__________________

(١) الجرح والتعديل ١ / ١ / ٣٦٣.

(٢) بالأصل «حزام» خطأ ، والمثبت عن الجرح والتعديل ، وقد تكرر التعليق.

(٣) سقطت ترجمته من مختصر ابن منظور.

(٤) انظر الجرح والتعديل ١ / ١ / ٣٦٣.

(٥) ترجمته في تهذيب التهذيب ١ / ٢٨٧ والتغلبي : نسبة إلى تغلب بن وائل «قبيلة».

(٦) قنسرين : مدينة يقال إنها على مرحلة من حلب في جهة حمص ، ويقال إنها من سواد حمص (انظر معجم البلدان).

(٧) بالأصل وم «بن أبي فاتك» والصواب ما أثبت انظر أسد الغابة ١ / ٦٠٧ وتهذيب التهذيب ١ / ٢٨٧.

٢٤٩

أبو بكر بن المقرئ ، أخبرنا أبو يعلى حدّثنا كامل ـ هو ابن طلحة ـ حدّثنا ابن لهيعة ، حدّثنا هشام بن سعد ، عن قيس بن بكير ، عن أبيه قال : سمعت الحنظلي الأنصاري قال : بعث رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم سرية فالتقوا هم والعدو ، فحمل رجل من بني غفار فقال : خذها وأنا الفتى الغفاري ، فقال رجل بطل أجره فذكر ذلك لرسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم فقال : «وما بأس أن يحمد ويؤجر».

كذا في الأصل وإنما هو ابن الحنظلية ، وقوله ابن بكير ، [وهم ، إنما](١) هو ابن بشر.

أخبرنا أبو غالب بن البنّا ، أنبأنا ابن محمد الجوهري ، أنبأنا أبو عمر بن حيّوية ، حدّثنا يحيى بن صاعد ، حدّثنا الحسين بن الحسن ، أنبأنا عبد الله بن المبارك ، أنبأنا هشام بن سعد ، عن قيس بن بشر التغلبي قال : كان أبي جليسا لأبي الدرداء بدمشق ، وكان بدمشق رجل من أصحاب رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم من الأنصار يقال له ابن الحنظلية (٢) ، وكان رجلا متوحدا قلّ ما يجالس الناس ، إنما هو في صلاة ، فإذا انصرف فإنما هو تكبير (٣) وتسبيح وتهليل حتى يأتي منزله ، فمر بنا يوما ونحن عند أبي الدرداء فسلّم ، فقال له أبو الدرداء : كلمة [منك] تنفعنا ولا تضرك ، فقال : قال لنا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «إنكم قادمون على إخوانكم فأصلحوا لباسكم وأصلحوا رحالكم ، حتى تكونوا كأنكم شامة في الناس ، إن الله لا يحبّ الفحش والتّفحّش» [٢٥٥٢].

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين ، أنبأنا أبو علي بن المذهب ، أخبرنا أحمد بن جعفر ، حدّثنا عبد الله بن أحمد (٤) ، حدّثني أبي ، حدّثنا وكيع ، حدّثنا هشام بن سعد ، حدّثني قيس بن بشر التّغلبي ، عن أبيه وكان جليسا لأبي الدرداء بدمشق ، فإنه كان بدمشق رجل يقال له ابن الحنظلية (٥) متوحدا لا يكاد يكلّم أحدا ، إنما هو في صلاة ، فإذا فرغ يسبّح ويكبّر ويهلل حتى يرجع إلى أهله. قال : فمر علينا ذات يوم ونحن عند أبي الدرداء ، فقال له أبو الدرداء : كلمة منك تنفعنا ولا تضرك قال : بعثنا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم في سرية ، فلما قدمنا

__________________

(١) الاستدراك عن م.

(٢) رسمها غير واضح والمثبت عن م.

(٣) غير واضحة بالأصل والمثبت عن المطبوعة.

(٤) مسند الإمام أحمد ٤ / ١٨٠.

(٥) عن م والمسند وبالأصل «الحنظلة».

٢٥٠

جلس رجل منهم في مجلس فيه رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم وقال : يا فلان لو رأيت فلانا طعن ، ثم قال : خذها وأنا الغلام الغفاري قال : فما ترى؟ قال : أراه إلّا قد حبط أجره. قال : فتكلموا في ذلك حتى سمع النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم أصواتهم فقال : «بل يحمد ويؤجر» [فسرّ](١) بذلك أبو الدرداء حتى همّ أن يجثو على ركبتيه ، فقال : أنت سمعته مرارا؟ قال : نعم ، ثم مر علينا يوما آخر. فقال أبو الدرداء كلمة تنفعنا ولا تضرك؟ قال : سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يقول : «نعم الرجل خريم الأسدي ، لو قصّ من شعره وشمّر إزاره» فبلغ ذلك خريما ، فعجل فأخذ الشفرة فقصّر من جمّته ورفع إزاره إلى أنصاف ساقيه. قال أبي : فدخلت على معاوية فرأيت رجلا معه على السرير ، شعره فوق أذنيه ، مؤتزرا إلى أنصاف ساقيه. قلت : من هذا؟ قال : خريم الأسدي. قال : ثم خرج علينا يوما آخر فقال (٢) أبو الدرداء : كلمة منك تنفعنا ولا تضرك ، قال : نعم كنا مع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم فقال لنا : «إنكم قادمون على إخوانكم فأصلحوا رحالكم ولباسكم حتى تكونوا كأنكم شامة فإن الله لا يحبّ الفحش ولا التّفحّش» [٢٥٥٣].

أخبرنا أبو غالب بن البنّا ، أنبأنا أبو الحسين بن الآبنوسي ، أنبأنا أبو القاسم بن عتّاب ، أنبأنا أحمد بن عمير ، إجازة ح.

وأخبرنا أبو القاسم بن السّوسي ، أنبأنا أبو عبد الله بن أبي الحديد ، أنبأنا أبو الحسن الرّبعي ، أخبرنا عبد الوهاب الكلابي ، أخبرنا أحمد بن عمير ـ قراءة ـ قال : سمعت أبا الحسن بن سميع يقول في الطبقة الثالثة : بشر التغلبي أو قيس ، أبو قيس بن بشر من أهل قنّسرين.

أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني ، حدّثنا عبد العزيز الكتاني ، أنبأنا تمام بن محمد ، أخبرنا جعفر بن محمد بن جعفر ، حدّثنا أبو زرعة قال : في الطبقة الثانية : بشر التغلبي أبو قيس بن بشر منزله بقنّسرين.

أنبأنا أبو الغنائم بن النّرسي ، ثم حدّثنا أبو الفضل بن ناصر ، أخبرنا أبو الفضل بن خيرون وأبو الحسين بن الطّيّوري وأبو الغنائم ـ واللفظ له ـ قالوا : أخبرنا أبو أحمد الغندجاني ـ زاد ابن خيرون : ومحمد بن الحسن الأصبهاني ، قالا : ـ أخبرنا أحمد بن

__________________

(١) ما بين معكوفتين زيادة عن المسند.

(٢) بالأصل «فقالوا» والمثبت عن المسند.

٢٥١

عبدان ، أخبرنا محمد بن سهل ، أخبرنا محمد بن إسماعيل ، قال (١) : بشر سمع أبا الدرداء وابن الحنظلية قال : أخبرنا أبو نعيم عن هشام بن سعد عن قيس بن بشر سمع أباه وكان جليسا لأبي الدرداء.

أخبرنا أبو طالب الحسين بن محمد بن علي الزينبي (٢) في كتابه ، أنبأنا أبو القاسم بن المحسّن التنوخي ، أنبأنا أبو الحسين محمد بن المظفّر الحافظ ، أنبأنا بكر بن أحمد بن حفص ، حدّثنا أحمد بن محمد بن عيسى قال : بشر بن قيس التغلبي أبو قيس بن بشر منزله بقنّسرين كان جليسا لأبي الدرداء بدمشق.

قرأت على أبي محمد السّلمي ، عن أبي زكريا البخاري ح.

وأخبرنا أبو القاسم بن السّوسي ، أخبرنا إبراهيم بن يونس بن محمد ، أنبأنا أبو زكريا البخاري ح.

وأخبرنا أبو الحسين أحمد بن سلامة ، أخبرنا أبو الفرج سهل بن بشر ، أخبرنا رشأ بن نظيف ، قالا : أخبرنا عبد الغني بن سعيد في باب التغلبي بالتاء والغين : قيس بن بشر التغلبي ، روى عنه هشام بن سعد وهو أبو بشر صاحب الترجمة.

٨٩٩ ـ بشر بن محمد بن بشر بن نهيك الطائي

صاحب طاحونة السفر (٣) التي على نهر باناس (٤) حكى عن عثمان بن أبي شيبة.

حكى عنه محمد بن بشر بن يوسف القرشي المعروف بابن مامونة.

٩٠٠ ـ بشر بن محمد بن عبد الله

أبو القاسم الميهني الصّوفي الخطيب الواعظ

وقال : سمع بالشام من أحمد بن عطاء الروزباري.

__________________

(١) التاريخ الكبير ١ / قسم ٢ / ٨٦.

(٢) مهملة بالأصل ، والمثبت عن شيوخ ابن عساكر (المطبوعة ٧ / ٤٢٦ الفهارس) ، وفي المطبوعة ١٠ / ١٠٩ «النرسي».

(٣) في المطبوعة «الطاحونة الشقراء» وهي مطلة على المرج الأخضر ، والشقراء عندها طاحون يقال لها طاحونة الشقراء.

(٤) نهر يشتق من نهر بردى (غوطة دمشق لمحمد كردعلي ص ٦٠) وهو قبلي نهر بردى يمتزج بنهر بردى بالوادي ثم بالغوطة (معجم البلدان).

٢٥٢

و [سمع] أبا بكر الإسماعيلي ، وأبا أحمد بن عديّ ، وأبا أحمد الخطريفي ـ بجرجان ـ وأبا عمر بن بجيل ـ بنيسابور ـ وأبا القاسم الطّبراني ـ بأصبهان ـ وأبا (١) بكر محمد بن أحمد المفيد ـ بالعراق ـ وغيرهم.

روى عنه : صالح المؤذن ، وأبو بكر محمد بن يحيى المزكّي.

أخبرنا أبو الحسن عبد الغافر بن إسماعيل الفارسي في مدينة تاريخ نيسابور ، وقال : بشر بن محمد بن عبيد الله الخطيب الميهني أبو القاسم الصوفي الواعظ قدم نيسابور وأملى وكان رجلا فاضلا جوّالا في البلاد لقي المشايخ وجمع الكثير وحدث عن أبي بكر الإسماعيلي ، والطّبراني ، وأبي أحمد العبدي ، وأبي أحمد بن عديّ ، وأبي عمرو بن نجيد ، وأحمد بن عطاء الروذباري ، وأبي بكر المفيد ، وأبي سعيد الزّعفراني ، وروى له حديثا قال : أملى علينا أبو عبد الله بن عطاء بالشام.

٩٠١ ـ بشر بن مروان بن الحكم بن أبي العاص

ابن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف بن قصيّ

أبو مروان الأموي القرشي (٢)

أخو عبد الملك وعبد العزيز ومحمد ، ولّاه أخوه عبد الملك المصرين : الكوفة والبصرة. وكان كريما ممدحا وداره بدمشق كانت بالعقبة ـ عقبة الصّوف (٣) ـ وإليه ينسب دير بشر الذي عند حجرا (٤).

أخبرنا أبو الحسين بن الفراء وأبو غالب وأبو عبد الله ابنا البنّا ، قالوا : أخبرنا أبو

__________________

(١) بالأصل : «وأخبرنا» ولعل اللفظة «وأبا» قرئت «أنا» باختصار كلمة أخبرنا ، فسها الناسخ وكتبها بتمامها وأخبرنا تحريفا ، والصواب ما أثبت ، انظر المطبوعة ١٠ / ١١٠ وفي م كالأصل.

(٢) ترجمته في الوافي بالوفيات ١٠ / ١٥٣ وسير أعلام النبلاء ٤ / ١٤٥ وانظر بحاشيتها ثبتا بأسماء مصادر أخرى ترجمت له.

(٣) في الوافي والسير : «عقبة الكتان». وبحاشية المطبوعة ١٠ / ١١١ هي حارة مئذنة الشحم وتعرف قديما بعقبة الصوف.

(٤) دير بشر كان شرقي سبينة الشرقية ، وينسب إلى بشر بن مروان ، وبين حجيرا وسبينة مزرعة يقال لها مزرعة بشر. وكان دير بشر عامرا في القرن السابع (غوطة دمشق محمد كردعلي ص ١٩٢) وقد ذكره في الديورة الداثرة.

وحجرا الغالب أنها محرفة عن حجيرا ، وحجيرا معروفة (غوطة دمشق ص ١٦٨) وانظر معجم البلدان : «حجرا» و «حجيرا».

٢٥٣

جعفر بن المسلمة ، أنبأنا أبو طاهر المخلّص ، أنبأنا أحمد بن سليمان الطوسي ، قال : حدّثنا الزّبير بن بكار قال في تسمية ولد مروان : وبشر بن مروان ، وله يقول الشاعر (١) :

يا بشر يا ابن العامرية ما

خلق الإله يديك للبخل

جاءت به عجز مقابلة

ما هنّ من جرم ولا عكل

وأمّه قطيّة (٢) بنت بشر بن عامر ملاعب الأسنة أبي براء بن مالك بن جعفر بن كلاب.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي ، أنبأنا أبو الفضل أحمد بن الحسن ، أنبأنا أبو محمد يوسف بن رباح بن علي ، أخبرني [أحمد بن محمّد بن] إسماعيل ، حدّثنا أبو بشر محمد بن أحمد بن حمّاد ، حدّثنا معاوية بن صالح قال : سألت أبا مسهر عن ولد مروان فقال : بشر بن مروان من القيسية ، وذكرهم.

قرأت على أبي غالب بن البنّا ، عن أبي محمد الجوهري ، أنبأنا أبو عمر بن حيّوية ، أخبرنا أحمد بن معروف ، حدّثنا الحسين بن الفهم ، حدّثنا محمد بن سعد ، قال (٣) : فولد مروان بن الحكم : بشر بن مروان وعبد الرّحمن درج وأمهما قطيّة بنت بشر بن عامر بن مالك بن جعفر بن كلاب.

قرأت على أبي محمد بن حمزة عن أبي نصر بن ماكولا ، قال (٤) : وأما قطيّة [بضم القاف وفتح الطاء وتشديد الياء المعجمة باثنتين من تحتها فأم بشر بن مروان قطية](٥) بنت بشر بن عامر بن مالك بن جعفر بن كلاب وهي أخت عبد الله بن بشر صاحب الحمالة التي اختصم فيها هو وعبد العزيز بن زرارة.

أخبرنا أبو السعود بن المجلي (٦) ، حدّثنا أبو الحسين بن المهتدي ح.

__________________

(١) البيتان في الأغاني ١ / ١٢٩ نسبهما لنصيب ، وفي الأغاني ١٣ / ٤١ من أبيات منسوبة لعبد الله بن الزبير الأسدي.

(٢) ضبطت عن المشتبه للذهبي ص ٤٢٨.

(٣) طبقات ابن سعد ٥ / ٣٦.

(٤) الاكمال لابن ماكولا ٧ / ٩٥.

(٥) ما بين معكوفتين سقط من الأصل واستدرك عن الاكمال.

(٦) في المطبوعة ١٠ / ١١٢ «المحلى» خطأ.

٢٥٤

وأخبرنا أبو الحسين بن الفراء ، أنبأنا أبي أبو يعلى ، قالا : أخبرنا أبو القاسم عبيد الله بن أحمد بن المقرئ ، أخبرنا محمد بن مخلد بن حفص ، قال : رأت على علي بن عمرو الأنصاري حدثكم الهيثم بن عدي قال : قال ابن عياش في تسمية من ولي العراق وجمع له المصرين : بشر بن مروان.

أخبرنا أبو غالب الماوردي ، أخبرنا أبو الحسن السّيرافي ، أخبرنا أحمد بن إسحاق ، حدّثنا أحمد بن عمران ، حدّثنا موسى بن زكريا ، حدّثنا خليفة بن خيّاط ، قال (١) : أقام عبد الملك بمسكن (٢) بعد قتل مصعب في سنة اثنتين (٣) وسبعين خمسين ليلة ، وولّى الكوفة قطن بن عبد الملك الحارثي وخرج عبد الملك إلى الشام وعزل قطن بن عبد الله عن الكوفة وولّى أخاه بشر بن مروان. قال خليفة : وفيها يعني سنة أربع وسبعين جمع [عبد] الملك لأخيه بشر بن مروان العراق ، فقدم بشرا البصرة في ذي الحجة سنة أربع وسبعين.

أخبرنا أبو القاسم العلوي ، أنبأنا رشأ بن نظيف ، أنبأنا الحسن بن إسماعيل ، أخبرنا أحمد بن مروان ، حدّثنا سليمان بن الحسن ، حدّثنا محمد بن منصور العبسي ، حدّثنا إبراهيم بن القعقاع عن الضحاك العتابي قال : خرج أيمن بن حزيم فيأتي بشر بن مروان فلما أتى الباب نظر إلى الناس ودخل على غير استئذان ، فقال من يؤذن الأمير بنا؟

فقالوا : ليس على الأمر حجاب ولا ستر ، فدخل عليه فلما امتثل بين يديه أنشأ يقول (٤) :

يرى بارزا للناس بشرا كأنه

إذا لاذ (٥) في أثوابه قمر بدر

بعيد مرآة العين ما ردّ طرفه

حذار الغواشي رجع باب ولا ستر

ولو شاء بشر أغلق الباب دونه

طماطم سود أو صقالبة حمر

ولكن بشرا يسّر الباب للتي

يكون له في جنبها الحمد والشكر (٦)

__________________

(١) انظر تاريخ خليفة بن خياط حوادث سنة ٧٢ ص ٢٦٨ وسنة ٧٤ ص ٢٧٢ وتسمية عمال عبد الملك ص ٢٩٤.

(٢) انظر معجم البلدان.

(٣) بالأصل «اثنين».

(٤) الأبيات في الأغاني ٢٠ / ٣١٣ ـ ٣١٤.

(٥) الأغاني : إذا لاح.

(٦) روايته في الأغاني :

أبى ذا ولكن سهل الإذن للتي

يكون لها في غبها الحمد والشكر

٢٥٥

فقال : يحتجب الحرم ، فأجزل صلته وصرفه.

أنبأنا أبو محمد بن صابر ، أنبأنا سهل بن بشر ، أنبأنا علي بن بقاء الورّاق ـ إجازة ـ أنبأنا أبو القاسم المبارك بن سالم ، أنبأنا الحسن بن رشيق ، حدّثنا يموت (١) بن المزرّع ، حدّثنا العباس بن الفرج الرّياشي ، قال : سمعت الأصمعي يقول : أنشدت يونس بن حبيب يوما :

إنّ الرياح لتمسي وهي فاترة

وجود كفّك قد يمسي وما فترا (٢)

فقال لي يونس : من يقول هذا؟ قلت : الفرزدق قال : ويلك ، فيمن؟ قلت : في بشر بن مروان. فقال : قد كان ـ والله ـ الفرزدق من مدّاحي العرب.

قرأت على أبي الفضل بن ناصر عن أبي الفضل التّميمي ، أخبرنا أبو نصر عبيد الله بن سعيد الوائلي ، أخبرنا الخطيب بن عبد الله بن محمد ، أخبرني عبد الكريم بن أبي عبد الرّحمن النّسائي ، أخبرني أبي ، أنبأنا عبد الله ، حدّثنا حسين ، عن الحارث بن حصين أبي وهب الثقفي ، عن عبد الملك بن عمير قال : أرسلني بشر بن مروان إلى القرّاء بجوائزهم ، فأرسلني إلى أبي جحيفة وإلى [أبي] عبد الرّحمن السّلمي وإلى أبي رزين ، وإلى عمرو (٣) بن ميمون وإلى أوس بن ضمعج فقبلها ثلاثة ، فأما أوس بن [ضمعج] فنثرتها في حجره ، فكأنما نثرت في حجره الزنابير فقال : خذها خذها لا حاجة لي فيها.

أنبأنا أبو الحسن [علي] بن محمد بن العلّاف ، وأخبرني أبو (٤) المعمر المبارك بن أحمد الأنصاري عنه ح.

وأخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أخبرنا أبو علي بن المسلمة وأبو الحسن بن العلاف ، قالا : أخبرنا أبو القاسم بن بشران ، أخبرنا أحمد بن إبراهيم الكندي ، أخبرنا محمد بن جعفر الخرائطي ، حدّثنا أبو الحسن بن زيد البصري ، قال : بلغني أن بشر بن مروان بن الحكم كان إذا ضرب البعث على أحد من جنده ثم وجده قد أخلّ بمركزه ـ أقامه

__________________

(١) بالأصل : «تمور بن المرذع» خطأ والصواب ما أثبت ، انظر ترجمته في سير أعلام النبلاء ١٤ / ٢٤٧.

(٢) البيت في ديوان الفرزدق ط بيروت ١ / ٢٣٣ باختلاف الرواية.

(٣) بالأصل «عمر» والصواب ما أثبت انظر المطبوعة في سير الأعلام ٤ / ١٥٨ (٥٨).

(٤) رسمها مضطرب بالأصل والصواب ما أثبت.

٢٥٦

على كرسي ، ثم سمر يديه في الحائط ، ثم انتزع الكرسي من تحت رجليه ، فلا يزال يتشحط (١) حتى يموت. وإنه ضرب البعث على رجل حديث عهد بعرس ابنة عمه. فلما صار في مركزه كتب إلى ابنة عمّه كتابا ثم كتب في أسفله :

لو لا خلافة بشر أو عقوبته

وأن يرى حاسد كفّي بمسمار (٢)

إذا تعطلت ثغري ثم زرتكم

إنّ المحبّ إذا ما اشتاق زوار

قال : فورد الكتاب على ابنة عمّه فأجابته عن كتابه ثم كتبت في أسفله :

ليس المحبّ الذي يخشى العقاب ولو

كانت عقوبته في فجوة النار

بل المحبّ الذي لا شيء يفزعه

أو يستقرّ ومن يهواه في الدّار

فلما قرأ كتابها قال : لا خير في الحياة بعدها ، فأقبل حتى دخل المدينة ، فأتى بشر بن مروان في وقت غدائه فلما فرغ من غدائه ، أدخل عليه فقال : ما الذي دعاك إلى تعطيل ثغرك؟ أما سمعت نداءنا وإيعادنا؟ فقال له : اسمع عذري ، فإما غفرت وإما عاقبت ، قال : ويلك وهل لمثلك من عذر. فقصّ عليه قصته وقصة ابنة عمه فقال : أولى لك ، قال : يا غلام حطّ [اسمه](٣) من البعث ، واعطه عشرة آلاف (٤) درهم. الحق بابنة عمك.

أنبأنا أبو القاسم العلوي ، حدّثنا عبد العزيز الكتاني ، حدّثنا تمّام الرازي ، حدّثني أبي أبو الحسين ، حدّثني أبو الطّيّب محمد بن حميد بن سليمان ، حدّثنا محمد بن سليمان بن داود المنقري ، حدّثنا موسى بن محمد الأنصاري ، حدّثني محمد بن الأسود ، قال : كان فتى من أهل [البصرة](٥) محبّا لابنة عم له ، وكانت له كذلك. وأنه خرج في جند المهلّب إلى قتال الأزارقة فكان لا يزال ينصرف إلى البصرة ويترك العسكر شوقا إلى ابنة عم له ، فأخذه مصعب في ناس من العصاة فبعث بهم إلى المهلّب فضربهم وأغرمهم فكان ذلك لا يمنع الفتى من المجيء إلى ابنة عمه لما لها في قلبه من المودّة حتى قتل مصعب وولي بشر بن مروان ، فأخذ ناسا من العصاة وتخلّفوا عن العسكر فأقامهم على الكراسي ثم سمّر

__________________

(١) في المطبوعة : يتخبط.

(٢) في البيت إقواء ، وفي المختصر والمطبوعة : لو لا مخافة بشر.

(٣) سقطت من الأصل واستدركت عن المختصر والمطبوعة ١٠ / ١١٥.

(٤) بالأصل : ألف.

(٥) زيادة عن المطبوعة.

٢٥٧

أكفّهم إلى الحيطان ، ثم نزع الكراسي من تحتهم ، فبلغ ذلك الفتى وهو في عسكر المهلّب فغمّه ذلك وبلغ منه إبطاؤه عن بنت عمه فكتب إليها :

لو لا مخافة بشر أو عقوبته

وأن ينوطني بالكفّ مسمار

إذا تعطلت ثغري ثم زرتكم

إنّ المحب إذا ما اشتاق زوار

فلما انتهى إليها كتابه وقرأته كتبت إليه :

إنّ المحب الذي لا عيش ينفعه

أو يستقر ومن يهواه في دار

ليس المحبّ الذي يخشى العقاب ولو

كانت عقوبته في كبّة النار

فلما أتاه كتابها استحيا حياء شديدا ولم يأخذه القرار حتى أقبل إلى البصرة وهو يقول :

أستغفر الله إذ خفت الأمير ولم

أخش العقوبة منها غير منتصر

فسار بشر بكفّي فيعلّقها (١)

أو يقف عفو أمير خير مقتدر

فما أبالي إذا أمسيت راضية

ما نيل يا هند من شعري ومن بشري

إن (٢) السخي نفسي إذ غضب ولو

ألقيت للسبع أو ألقيت في سقر

ثم دخل البصرة فلما وصل إلى أهله حتى غمز (٣) به ، فأتى بشرا فقال له : يا فاسق تدخل البصرة وأنت عاص لله ولولاة الأمر ، ثم أمر به أن يسمّر كفّاه فقال : أيها الأمير اسمع عذري ، فقال : وما عذرك فيما أتيت؟ فقصّ عليه قصته وقصة ابنة عمه وشدّة وجده بها ، وأنشده الشعر ، فرقّ له بشر وأحسن جائزته وخلّى سبيله.

أخبرنا والدي الحافظ أبو القاسم بن الحسن رحمه [الله] قال :

قرأت على أبي عبد الله بن البنّا ، عن أبي تمّام الواسطي ، عن أبي عمر بن حيّوية ، أنبأنا أبو الطّيّب محمد بن القاسم بن جعفر ، حدّثنا أبو بكر بن أبي خيثمة ، أخبرنا سليمان بن أبي شيخ ، حدّثنا محمد بن الحكم عن عوانة عن راذي جد يزيد بن هارون

__________________

(١) كذا بالأصل وفي المطبوعة :

إن شاء بشر منها كفي يعلقها

أو يعف .........

(٢) في المطبوعة : أنا السخي بنفسي إذا غضبت ولو.

(٣) رسمها غير واضح بالأصل وم ، والمثبت عن المطبوعة ١٠ / ١١٦.

٢٥٨

قال : قال لي الحجّاج : أي الطعام كان أعجب إلى عبيد الله بن زياد؟ قلت : الشواء قال : فأية كان أعجب إلى بشر بن مروان؟ قلت : الثّريد قال : كان أولاهما بالعربية.

ذكر أبو بكر أحمد بن يحيى البلاذري ، قال : كان بشر منقطعا إلى عبد العزيز قبل ولاية عبد الملك بالخلافة فلما ولي الخلافة استخفاه بشر فقال :

أيجعل صالح الغنوي دوني

ورحلي منك في أقصى الرّجال

سيغنيني الذي أغناك عني

ويفرج كربتي ويربّ حالي

إذا أبلغتني وحملت رحلي

إلى عبد العزيز فما أبالي

فولّاه عبد الملك الكوفة ثم ضم إليه البصرة فكتب إلى عبد العزيز :

غنينا فأغنانا غنانا وعاقنا

مآكل عما عندكم ومشارب

فكتب إليه عبد العزيز هلّا كتبت بأحسن من هذا. وهو قول عبد العزيز بن زرارة الكلابي :

فأصبحت قد ودّعت نجدا وأهله

وما عهد نجد عندنا بذميم

فقال بشر : صدق أبو الأصبغ رعاه الله ، فما عهده بذميم.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أخبرنا أبو الحسين بن النّقّور ، أخبرنا عيسى بن علي ، أخبرنا عبد الله بن محمد ، حدّثني جدّي ، حدّثنا هشيم ، أخبرنا حصين ، قال : سمعت عمارة بن رويبة الثقفي (١) وبشر بن مروان يخطب فرفع يديه في الدعاء فقال عمارة : قبّح الله هاتين اليدين القصيرتين لقد رأيت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم وما يزيد (٢) أن يقول هكذا ، وأشار هشيم بالسبابة.

نفاه الترمذي عن أحمد بن منيع.

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين ، أخبرنا أبو علي بن المذهب ، أخبرنا أحمد بن جعفر ، حدّثنا عبد الله بن أحمد ، حدّثني أبي [عن] ابن فضيل ، حدّثنا حصين عن (٣)

__________________

(١) رسمها غير واضح بالأصل والمثبت عن تقريب التهذيب. أبو زهير ، صحابي نزل الكوفة. وعمارة بضم أوله وبالتخفيف.

ورويبة براء وموحدة مصغرا ، (تقريب التهذيب).

(٢) عن المختصر والمطبوعة ١٠ / ١٢٣ وبالأصل «يريد».

(٣) بالأصل «بن» خطأ.

٢٥٩

عمارة بن رويبة أنه رأى بشر بن مروان على المنبر رافعا يديه يشير باصبعيه يدعو فقال : لعن الله هاتين اليدين رأيت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم على المنبر يدعو وهو يشير بإصبع.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، وأبو البركات عبد الباقي بن أحمد بن إبراهيم بن النّرسي ، قالا : أخبرنا أبو القاسم عبد الله بن محمد الخلّال ، أنبأنا أبو محمد الحسن بن الحسين بن علي النوبختي (١) ، حدّثنا أبو الحسن علي بن عبد الله بن مبشر ، حدّثنا عبد الحميد بن بيان ، [نا](٢) هشيم ، عن حصين قال : كنت مع عمارة صاحب رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم في يوم عيد مع بشر بن مروان قال : فرفع يديه بالدّعاء قال : فقال عمارة : قبّح الله هاتين اليدين القصيرتين لقد رأيت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم وما يزيد أن يشير بإصبعه.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي ، أخبرنا أبو الفضل بن خيرون ، أخبرنا أبو القاسم بن بشران ، أخبرنا أبو علي بن الصّوّاف ، حدّثنا أبو جعفر محمد بن عثمان بن أبي شيبة ، حدّثنا أبي ، حدّثنا عبد الله بن إدريس ، عن حصين قال : أول من أذّن له في العيد بشر بن مروان.

أخبرنا أبو القاسم الشّحّامي ، أخبرنا أبو (٣) بكر البيهقي ، أخبرنا أبو بكر محمد بن إبراهيم الأصبهاني الحافظ ، أخبرنا أبو نصر العراقي ، أخبرنا سفيان بن محمد الجوهري ، حدّثنا علي بن الحسن ، حدّثنا عبد الله بن الوليد ، حدّثنا سفيان [عن سليمان](٤) الشيباني ، عن أبي نصر ، عن سعيد بن جبير قال : سأل رجل ابن عمر عن زكاة ماله فقال : ادفعها إليهم ، فقال له سعيد بن جبير : إن بشر بن مروان جاءه رجل من أهل الشام قال : فسأله فقال : مررت بامرأة عطّارة في السوق فلو كان معي شيء لأعطيتها فقال : يا عصان (٥) اعطه خمسمائة درهم من الزكاة ، فقال ابن عمر : لبّسوا علينا لبّس الله عليهم.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أخبرنا أبو الحسين بن النّقّور وأبو منصور بن العطّار ، قالا : أخبرنا أبو طاهر المخلّص ، حدّثنا أبو محمد السّكري ، حدّثنا أبو يعلى

__________________

(١) بالأصل «التنوخي» خطأ ، والصواب ما أثبت عن الأنساب ، وهذه النسبة إلى نوبخت ، اسم جد. ذكره السمعاني وترجم له. ولد سنة ٣٢٠ ومات سنة ٤٠٢.

(٢) سقطت من الأصل وم وزيادتها لازمة.

(٣) بالأصل «أبي».

(٤) ما بين معكوفتين سقط من الأصل واستدرك عن م.

(٥) كذا بالأصل ، وفي م : يا عصيان.

٢٦٠