تاريخ مدينة دمشق - ج ١٠

أبي القاسم علي بن الحسن ابن هبة الله بن عبد الله الشافعي [ ابن عساكر ]

تاريخ مدينة دمشق - ج ١٠

المؤلف:

أبي القاسم علي بن الحسن ابن هبة الله بن عبد الله الشافعي [ ابن عساكر ]


المحقق: علي شيري
الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع
الطبعة: ٠
الصفحات: ٥٣٦
الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤ الجزء ١٥ الجزء ١٦ الجزء ١٧ الجزء ١٨ الجزء ١٩ الجزء ٢٠ الجزء ٢١ الجزء ٢٢ الجزء ٢٣ الجزء ٢٤ الجزء ٢٥ الجزء ٢٦ الجزء ٢٧ الجزء ٢٨ الجزء ٢٩ الجزء ٣٠ الجزء ٣١ الجزء ٣٢ الجزء ٣٣ الجزء ٣٤ الجزء ٣٥ الجزء ٣٦ الجزء ٣٧ الجزء ٣٨ الجزء ٣٩ الجزء ٤٠ الجزء ٤١ الجزء ٤٢ الجزء ٤٣ الجزء ٤٤ الجزء ٤٥ الجزء ٤٦ الجزء ٤٧ الجزء ٤٨ الجزء ٤٩ الجزء ٥٠ الجزء ٥١ الجزء ٥٢ الجزء ٥٣ الجزء ٥٤ الجزء ٥٥ الجزء ٥٦ الجزء ٥٧ الجزء ٥٨ الجزء ٥٩ الجزء ٦٠ الجزء ٦١ الجزء ٦٢ الجزء ٦٣ الجزء ٦٤ الجزء ٦٥ الجزء ٦٦ الجزء ٦٧ الجزء ٦٨ الجزء ٦٩ الجزء ٧٠ الجزء ٧١ الجزء ٧٢ الجزء ٧٣ الجزء ٧٤ الجزء ٧٥ الجزء ٧٦ الجزء ٧٧ الجزء ٧٨ الجزء ٧٩ الجزء ٨٠

ذكر من اسمه بَشِير

٩١٣ ـ بشير بن أبان بن بشير بن النّعمان

ابن بشير بن سعد ، ويقال : بشير بن النعمان

أبو محمد الأنصاري الخزرجي

حدّث عن أبيه.

روى عنه : هارون بن محمد بن محمد بن بكّار بن بلال العاملي الدّمشقي.

أخبرنا أبو بكر علي الحداد وجماعة في كتبهم قالوا : أخبرنا أبو بكر بن ريذة (١) ، أنبأنا سليمان بن أحمد الطّبراني ، حدّثنا محمد بن هارون بن محمد بن بكار بن بلال الدمشقي ، حدّثنا أبي ، حدّثنا أبو محمد بشير بن أبان بن بشير بن النّعمان بن بشير بن سعد الأنصاري ، عن أبيه ، عن جدّه قال : كتب مروان بن الحكم إلى النّعمان بن بشير يخطب على ابنه عبد الملك بن مروان [أم أبان بنت النعمان ، فكتب إليه :

بسم الله الرّحمن الرحيم ، من مروان](٢) بن الحكم إلى النعمان بن بشير ، سلام عليكم فإني أحمد إليك الله الذي لا إله إلّا هو. أمّا بعد ، فإن الله ذو الجلال والإكرام ، والعظمة والسلطان ، قد خصّكم معاشر الأنصار بنصرة دينه ، وإعزاز نبيه صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، وقد جعلك الله منهم في البيت العميم والفرع (٣) القديم ، وقد دعاني ذلك إلى اختيار مصاهرتك ، وإيثارك على الأكفّاء من ولد أبي ، وقد رأيت أن تزوج ابني عبد الملك بن مروان ابنتك أمّ

__________________

(١) بالأصل «وبده» وفي المطبوعة «زبدة» وكلاهما خطأ والصواب ما أثبت وضبط عن التبصير وفي م : «وبده».

(٢) ما بين معكوفتين سقط من الأصل واستدرك عن مختصر ابن منظور ٥ / ٢٢٠ والمطبوعة ١٠ / ١٤٣.

(٣) بالأصل : «الفزع» والمثبت عن م.

٢٨١

أبان بنت النعمان ، وقد جعلت صداقها ما نطق به لسانك ، وترنّمت به شفتاك ، وبلغه مناك ، وحكمت به في بيت المال قبلك.

فلما قرأ النعمان الكتاب كتب إليه :

بسم الله الرّحمن الرحيم من النعمان بن بشير إلى مروان بن الحكم ، بدأت باسمي سنة من رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم وذلك لأنّي سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يقول : «إذا كتب أحدكم إلى أحد فليبدأ بنفسه» [٢٥٥٥].

أما بعد ، فقد وصل إليّ كتابك وفهمت ما ذكرت فيه من محبتنا. أما إن تكن صادقا فنعم (١) أصبت وبحظّك أخذت ، لأنّا أناس جعل حبنا إيمانا وبغضنا نفاقا ، وأما ما أطنبت فيه من ذكر شرفنا وقديم سلفنا ، ففي مدح الله لنا وذكره إيّانا في كتابه المنزل ، وقرآنه على نبيه صلى‌الله‌عليه‌وسلم ما أغنانا عن مدح أحد من الناس ؛ وما ذكرت أنّك آثرتني بابنك عبد الملك بن مروان على الأكفّاء من ولد أبيك فحظي منك مردود عليهم موفّر لهم ، ولا منازع لهم عليه ، وأمّا ما ذكرت أنك جعلت صداقها ما نطق به لساني ، وترنّمت به شفتاي ، وبلغه مناي ، وحكمت به في بيت المال قبلي فقد أصبح ـ بحمد الله ، لو أنصفت ـ حظي في بيت المال أوفر من حظّك وسهمي فيه أجزل من سهمك ، فأنا الذي أقول :

فلو أنّ نفسي طاوعتني لأصبحت

بها حفد مما يعدّ كثير

ولكنها نفس عليّ كريمة

عيوف لأصهار اللّئام قذور

لنا في بني العنقاء وابني محرّق

مصاهرة تسمى بها ومهور

وفي آل عمران وعمرو (٢) بن عامر

عقائل لم يدنس لهنّ حجور

[أخبرنا] أبو جعفر محمد بن علي الهمداني ـ في كتابه ـ أنبأنا أبو بكر الصّفّار ، أنبأنا أبو بكر [أحمد] بن علي الحافظ ، أنبأنا أبو أحمد قال : أبو محمد بشر (٣) بن النعمان بن أبان بن بشير بن النعمان بن بشير بن سعد بن ثعلبة بن خلّاس بن زيد بن مالك بن ثعلبة بن كعب بن الخزرج الأنصاري. سمع أباه [النعمان] ابن أبان الأنصاري ، روى عنه هارون بن محمد بن بكّار العاملي.

__________________

(١) كذا ، وفي المطبوعة : فغنما.

(٢) عن المختصر والمطبوعة وبالأصل «عمر».

(٣) كذا وفي المطبوعة : «بشير» وهو صاحب الترجمة.

٢٨٢

٩١٤ ـ بشير بن الخصاصيّة (١)

هو بشير بن معبد يأتي بعد.

٩١٥ ـ بشير بن سعد

ابن ثعلبة بن خلّاس (٢) بن زيد (٣) بن مالك الأغرّ

ابن ثعلبة بن كعب بن الحارث بن الخزرج

أبو مسعود ، ويقال : أبو النعمان الأنصاري (٤)

والد النّعمان بن بشير ، له صحبة ، ورواية عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم.

روى عنه ابنه النعمان ، ومحمد بن كعب القرظي. وقدم الشام وله شعر يدل على أنه [آوى](٥) إلى أعمال دمشق.

[أخبرنا] أبو القاسم علي بن إبراهيم ـ قراءة ـ أنبأنا أبو الحسين محمد بن عبد الرّحمن بن أبي نصر ، أخبرنا أبو سليمان محمد بن عبد الله بن أحمد بن ربيعة بن سليمان بن خالد بن عبد الرّحمن بن زبر ، حدّثنا أبو الحارث أحمد بن سعيد بن محمد ، ومحمد بن جعفر السامري ، قالا : حدّثنا عبد الله بن محمد بن أيوب المحرمي ، حدّثنا محمد بن كثير ، حدّثنا إسماعيل بن أبي خالد عن عامر الشّعبي ، عن النّعمان بن بشير ، عن أبيه ، قال : قال النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم :

«رحم الله عبدا سمع مقالتي فحفظها ، فربّ حامل فقه [غير فقيه](٦) ، وربّ حامل فقه إلى من هو أفقه منه ، ثلاث لا يغلّ عليهنّ قلب مسلم : إخلاص العمل لله عزوجل ، ومناصحة ولاة الأمر ، ولزوم جماعة المسلمين» [٢٥٥٦].

قرأت على أبي محمد السّلمي ، عن أبي بكر الخطيب ، أنبأنا الهيثم بن محمد

__________________

(١) بالأصل «الخصاصة» والمثبت عن أسد الغابة ١ / ٢٢٩.

(٢) في جمهرة ابن حزم ٣٦٤ وتهذيب التهذيب ١ / ٢٩٢ والإصابة ١ / ١٥٨ «جلاس».

(٣) بالأصل : «يزيد» والمثبت عن أسد الغابة ١ / ٢٣١ وجمهرة ابن حزم.

(٤) ترجمته في الاستيعاب ١ / ١٤٩ هامش الإصابة ، أسد الغابة ١ / ٢٣١ والإصابة ١ / ١٥٨ وتهذيب التهذيب ١ / ٢٩٢.

(٥) سقطت من الأصل ، وعلى هامشه : «ولعله : آوى» وهذا ما أثبت ، وفي المطبوعة «أتى».

(٦) زيادة عن المطبوعة ١٠ / ١٤٥ ومختصر ابن منظور ٥ / ٢٢١.

٢٨٣

الخرّاط ، أخبرنا سليمان بن أحمد الطّبراني ، حدّثنا إسحاق بن داود الصّوّاف ، حدّثنا محمد بن موسى الحرشي ، حدّثنا عبد الله بن جعفر ، حدّثني أبو سهيل نافع بن مالك ، عن محمد بن كعب القرظي ، عن بشير بن سعد صاحب رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «منزلة المؤمن من المؤمن ، منزلة الرأس من الجسد ، متى [اشتكى الجسد](١) اشتكى له الرأس ، ومتى اشتكى الرأس [اشتكى](٢) له الجسد» [٢٥٥٧].

أنبأنا أبو سعد المطرّز وأبو علي الحداد ، قالا : أخبرنا أبو نعيم الحافظ ، حدّثنا أبو جعفر محمد بن محمد ، حدّثنا محمد بن عبد الله الحضرمي ، حدّثنا الحكم بن موسى ، حدّثنا يحيى بن حمزة ، عن الحكم بن عبد الله الأيلي أنه سمع محمد علي بن حسين قال : خرج حسين وأنا معه وهو يريد أرضه التي بظاهر الحرّة ، ونحن نمشي فأدركنا النعمان بن بشير وهو على بغلة له فقال للحسين : يا أبا عبد الله اركب فقال : بل اركب أنت أبو (٣) نصار دابّتك ، فإن فاطمة رضي‌الله‌عنها حدثتني أن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال ذلك. فقال النعمان : صدقت فاطمة ، ولكن أخبرني أبي بشير عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم أنه قال : «إلّا من أذن له» قال : فركب حسين ، وأردفه الأنصاري ـ يعني النعمان ـ [٢٥٥٨].

قرأت في كتاب أبي الفرج علي بن الحسين الكاتب في ذكر أخبار النّعمان بن بشير قال (٤) : وأبوه بشير بن سعد القائل في قصيدة طويلة :

لعمرة بالبطحاء عين معرّف (٥)

بين النطاف (٦) مسكن ومحاضر

تقول وتذري (٧) الدمع عن حرّ وجهها

لعلك نفسي قبل نفسك باكر

أباح لها بطريق فارس غائطا

له من ذرى الجولان بقل وزاهر

فقرّبتها للرحل وهي كأنها

ظليم نعائم بالسماوة نافر

فأوردتها ماء فما شربت به

[سوى](٨) أنه قد بلّ منها المشافر

__________________

(١) زيادة عن المطبوعة ١٠ / ١٤٥ ومختصر ابن منظور ٥ / ٢٢١.

(٢) زيادة عن المطبوعة ١٠ / ١٤٥ ومختصر ابن منظور ٥ / ٢٢١.

(٣) كذا.

(٤) الأغاني ١٦ / ٤٣ ـ ٤٤ نسخة مصورة عن دار الكتب.

(٥) المعرف موضع الوقوف بعرفات.

(٦) في الأغاني : «المطاف».

(٧) بالأصل : «يقول ويذري» والمثبت عن الأغاني.

(٨) زيادة للوزن عن الأغاني.

٢٨٤

فنام (١) مسراها ليلة ثم عرّست

بيثرب والأعراب باد وحاضر

حدّثنا أبو الحسن علي بن المسلّم ـ لفظا ـ وأبو القاسم الخضر بن الحسين بن عبدان ـ قراءة ـ قالا : أخبرنا أبو القاسم بن أبي العلاء ، أنبأنا أبو محمد بن أبي نصر ، أخبرنا أبو القاسم علي بن يعقوب بن أبي العقب ، أخبرنا [أبو](٢) عبد الملك أحمد بن إبراهيم القرشي ، حدّثنا محمد بن عائذ ، أخبرني الوليد بن مسلم ، عن عبد الله بن لهيعة ، عن أبي الأسود ، عن عروة : في تسمية من شهد بدرا من بني زيد بن مالك بن ثعلبة بن كعب بن الخزرج بن الحارث بن الخزرج : بشير بن سعد بن ثعلبة بن خلاس.

أنبأنا أبو سعد محمد بن محمد المطرّز وأبو علي الحسن بن أحمد ، قالا : أنبأنا أبو نعيم الحافظ ، حدّثنا سليمان بن أحمد ، حدّثنا محمد بن عمرو بن خالد الحرّاني ، حدّثنا أبي [عن] ابن لهيعة عن عروة : في تسمية من شهد بدرا من الأنصار ثم من بني زيد بن مالك بن ثعلبة بن كعب بن الخزرج بن الحارث بن الخزرج بشير بن سعد بن ثعلبة بن خلّاس.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أخبرنا أبو بكر بن الطبري ، أخبرنا أبو الحسين بن الفضل ، أخبرنا عبد الله بن جعفر ، حدّثنا يعقوب بن سفيان (٣) ـ في تسمية أصحاب العقبة في المرة الثانية ـ [عن] عمرو بن خالد ، وحسان بن عبد الله ، وعثمان بن صالح ، عن ابن لهيعة عن أبي الأسود ـ وهو محمد بن عبد الرّحمن ـ عن عروة قال : ومن بالحارث بن الخزرج : بشير بن سعد.

وقال في موضع آخر : في تسمية من شهد بدرا من بني زيد بن مالك بن ثعلبة بن كعب بن الخزرج بن الحارث بن الخزرج : بشير بن سعد بن ثعلبة بن خلّاس.

أخبرنا [أبو] محمد الأكفاني ، حدّثنا أبو بكر الخطيب ، أخبرنا أبو الحسين بن الفضل القطان ، أخبرنا محمد بن عبد الله بن عتاب ، أخبرنا القاسم بن عبد الله بن المغيرة ، حدّثنا إسماعيل بن أبي أويس ، حدّثنا إسماعيل بن إبراهيم بن عقبة فقال في تسمية من شهد العقبة وفي تسمية من شهد بدرا من أصحاب رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم من بني

__________________

(١) كذا وفي الأغاني : فبانت سراها.

(٢) سقطت من الأصل واستدركت عن م.

(٣) المعرفة والتاريخ ٣ / ٢٥٦ و ٢٥٧.

٢٨٥

الحارث بن الخزرج : بشير بن سعد بن ثعلبة أبو النّعمان.

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي ، أخبرنا أبو الحسين بن النّقّور ، أخبرنا أبو طاهر المخلّص ، أخبرنا أحمد بن عبد الجبار ، حدّثنا يونس بن بكير ، أخبرنا محمد بن إسحاق.

وأخبرتنا أم البهاء فاطمة بنت محمد قالت : أخبرنا أبو طاهر أحمد بن محمود ، أنبأنا أبو بكر بن المقرئ ، حدّثنا أبو الطّيّب محمد بن جعفر الزّرّاد (١) المنبجي (٢) ، حدّثنا عبيد الله بن سعد بن إبراهيم حدّثنا عمي ، عن أبيه ، عن ابن إسحاق ، قال في تسمية من شهد بدرا من الأنصار من بني زيد بن مالك بن ثعلبة ـ زاد إبراهيم : بن كعب بن الخزرج بن الحارث بن الخزرج وقالا : ـ بشير بن سعد ـ زاد إبراهيم : بن خلّاس بن زيد بن مالك بن ثعلبة بن كعب بن الحارث بن الخزرج.

أخبرنا أبو القاسم الواسطي ، أنبأنا أبو بكر الخطيب ، أنبأنا الحسين بن محمد الرافعي ، أخبرنا أحمد بن كامل ، أخبرني أحمد بن سعيد بن شاهين ، حدّثنا مصعب بن عبد الله ، عن أبي القداح ، قال : بشير بن سعد بن ثعلبة بن خلّاس بن زيد بن مالك بن ثعلبة بن كعب بن الخزرج شهد العقبة وبدرا والمشاهد بعدها ، وبعثه رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم على سريتين إلى بني مرّة إحداهما بعد الأخرى. وهو الذي كان كسر على سعد بن عبادة الأمر يوم سقيفة بني ساعدة ؛ فبايع أبا بكر هو وأسيد بن الحضير أول الناس ، واستشهد بعين التمر مع خالد بن الوليد.

أخبرنا أبو بكر الفرضي الأنصاري ، أخبرنا أبو محمد الجوهري ، أنبأنا أبو عمر بن حيّوية ، أخبرنا عبد الوهاب بن أبي حية ، أخبرنا محمد بن شجاع الثّلجي ، أخبرنا محمد بن عمر الواقدي ، قال (٣) في تسمية من شهد بدرا : من بني زيد بن مالك بن ثعلبة بن كعب بن الخزرج بن الحارث بن الخزرج : بشير بن سعد بن ثعلبة بن خلّاس قتل يوم عين التمر (٤) مع خالد بن الوليد.

__________________

(١) بالأصل «الرزاد» والصواب ما أثبت عن الأنساب.

(٢) رسمها غير واضح بالأصل ، والمثبت عن الأنساب (الزراد) و (المنبجي).

(٣) مغازي الواقدي ١ / ١٦٥.

(٤) عين التمر بلدة قريبة من الأنبار غربي الكوفة بقربها ، افتتحها المسلمون في أيام أبي بكر على يد خالد بن الوليد سنة ١٢ (معجم البلدان).

٢٨٦

أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد ، أخبرنا شجاع بن علي ، أخبرنا محمد بن إسحاق ، أخبرنا أحمد بن الحسن بن عتبة الرّازي ، حدّثنا عبد الله بن عيسى المديني ، حدّثنا إبراهيم بن المنذر ، قال : وبشير بن سعد بن ثعلبة ، أحد بالحارث بن الخزرج أبو النعمان بن بشير الأنصاري ، قتل مع خالد بن الوليد في عين التمر سنة أربع عشرة (١) بعد انصرافه من اليمامة.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي ، أخبرنا أبو طاهر أحمد بن الحسن ، قالا : أخبرنا أبو الحسين محمد بن الحسن ، أخبرنا أبو الحسين محمد بن أحمد بن إسحاق ، أخبرنا أبو حفص الأهوازي ، حدّثنا خليفة بن خيّاط ، قال بشير وسماك ، ابنا سعد (٢) بن ثعلبة بن خلّاس بن زيد بن مالك بن ثعلبة بن كعب بن الخزرج [أمهما أنيسة بنت خليفة من بني الحارث بن الخزرج](٣) شهدا (٤) بدرا ، وشهد بشير العقبة ، وقتل مع خالد بن الوليد بعين التمر سنة اثنتي عشرة انتهى.

أخبرنا أبو بكر محمد بن الباقي ، أخبرنا أبو محمد الجوهري ، أنبأنا أبو عمر بن حيّوية ، أنبأ أحمد بن معروف ، حدّثنا الحسين بن الفهم ح ، قال : حدّثنا محمد بن سعد (٥) : في الطبقة الأولى ممن شهد بدرا من بني الحارث بن الخزرج : بشير بن سعد بن ثعلبة بن [خلاس بن زيد بن مالك الأغر بن ثعلبة بن](٦) كعب ، وأمه أنيسة بنت خليفة بن عديّ بن عمرو بن امرئ القيس بن مالك الأغرّ ، وكان لبشير من الولد النعمان ، وبه كان يكنى ، وأبيّة وأمّهما عمرة بنت رواحة ، أخت عبد الله بن رواحة ، ولبشير عقب ، وكان بشير يكتب بالعربية في الجاهلية وكانت الكتابة في العرب قليلا. وشهد بشير العقبة مع السبعين من الأنصار في روايتهم جميعا ، وشهد بدرا وأحدا والخندق والمشاهد كلّها مع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم.

__________________

(١) بالأصل : «أربعة عشر» خطأ.

(٢) بالأصل : «بشير بن سماك ، أنبأنا سعد» خطأ والصواب ما أثبت وفي م كالأصل.

(٣) زيادة عن م.

(٤) كذا ، وفي المطبوعة : «شهد» خطأ ، انظر الاستيعاب ١ / ١٤٩ وفيه «شهد هو وأخوه سماك بدرا» ومغازي الواقدي ١ / ١٦٥ فيمن شهد بدرا : بشير وسماك.

(٥) طبقات ابن سعد ٣ / ٥٣١.

(٦) ما بين معكوفتين زيادة عن ابن سعد.

٢٨٧

أخبرنا أبو بكر محمد بن شجاع ، أخبرنا أبو عمرو (١) بن مندة ، أخبرنا الحسن بن محمد بن يوسف ، أخبرنا أبو الحسن العبدي ، أخبرنا أبو بكر بن أبي الدنيا ، حدّثنا محمد بن سعد قال : في الطبقة الأولى بشير بن ثعلبة بن خلّاس أحد بني الحارث بن الخزرج ، وهو أبو النعمان بن بشير ، وبه كان يكنى ، وهو أول أنصاري تابع أبا بكر الصّدّيق ، وقتل يوم عين التّمر مع خالد بن الوليد سنة ثنتي عشرة بعد انصرافهم من اليمامة.

أنبأنا أبو الغنائم بن النّرسي ، ثم حدّثنا أبو الفضل بن ناصر ، أخبرنا أبو الفضل بن خيرون وأبو الحسين بن الطّيّوري وأبو الغنائم ـ واللفظ له ـ قالوا : أخبرنا أبو أحمد الغندجاني ـ زاد ابن خيرون : ومحمد بن الحسن الأصبهاني ، قالا : ـ أخبرنا أحمد بن عبدان ، أخبرنا محمد بن سهل ، أخبرنا محمد بن إسماعيل ، قال (٢) : بشير (٣) بن سعد الأنصاري له صحبة مدني ، وهو والد النعمان.

أخبرنا أبو الفتح نصر الله بن محمد ، أخبرنا نصر بن إبراهيم المقدسي ، أخبرني سليم بن أيوب ، أخبرنا طاهر بن محمد بن سليمان ، حدّثنا علي بن إبراهيم بن أحمد ، حدّثنا أبو زكريا يزيد بن محمد بن إياس ، قال : سمعت محمد بن أحمد المقدّمي يقول : بشير بن سعد يكنى أبا النعمان.

قرأت على أبي غالب بن البنّا ، عن أبي الفتح المحاملي ، أخبرنا أبو الحسن (٤) الدارقطني قال : قال الطبري : بشير بن سعد بن ثعلبة بن جلاس بن زيد بن مالك الأغرّ شهد العقبة وبدرا وأحدا والمشاهد ، وقتل يوم عين التمر مع خالد في خلافة أبي بكر.

قرأت على أبي محمد السلمي عن أبي نصر بن ماكولا ، قال (٥) : أما بشير ـ بفتح الباء وكسر الشين المعجمة ـ فهو بشير بن ثعلبة بن الخلّاس بن زيد بن مالك بن ثعلبة بن كعب بن الخزرج أبو النعمان بن بشير شهد بشير [العقبة](٦) وبدرا وما بعدها ، وهو أول

__________________

(١) بالأصل «عمر».

(٢) التاريخ الكبير ١ / ٢ / ٩٨.

(٣) عن البخاري وبالأصل «بشر».

(٤) بالأصل «أبو الحسين» خطأ.

(٥) الاكمال لابن ماكولا ١ / ٢٨٠ ـ ٢٨١.

(٦) زيادة عن الاكمال.

٢٨٨

من بايع أبا بكر الصديق وأسيد بن الحضير يوم السقيفة. قاله ابن القداح.

وقال في موضع آخر : وأما (١) خلّاس ـ بفتح الخاء وتشديد اللام ـ سماك بن سعد بن ثعلبة بن خلّاس بن زيد بن مالك الأغرّ بن ثعلبة بن كعب الأنصاري شهد بدرا وأحدا ، وتوفي وليس له عقب ، وأخوه بشير بن سعد بن ثعلبة بن خلّاس أبو النعمان شهد العقبة وبدرا [وأحدا](٢) والمشاهد ، وقتل يوم عين التمر مع خالد بن الوليد في خلافة أبي بكر.

أخبرنا أبو بكر الأنصاري ، أخبرنا أبو محمد الجوهري ، أخبرنا أبو عمر بن حيّوية ، أخبرنا أحمد بن معروف بن بشر الخشّاب ، حدّثنا الحسين بن محمد بن عبد الرحمن بن الفهم ، أخبرنا محمد بن سعد (٣) ، أخبرنا محمد بن عمر ، حدّثنا عبد الله بن الحارث بن الفضيل (٤) ، عن أبيه ، قال : بعث رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم بشير بن سعد سرية في ثلاثين رجلا إلى بني مرّة بفدك (٥) في شعبان سنة سبع فلقيهم المرّيون فقاتلوا قتالا شديدا فأصابوا أصحاب بشير وولّى منهم من ولّى. وقاتل بشير قتالا شديدا حتى ضرب كعبه ، وقيل قد مات ، فلما أمسى تحامل إلى فدك فأقام عند يهوديّ بها أياما ثمّ رجع إلى المدينة.

أخبرنا أبو بكر الأنصاري ، أنبأنا أبو محمد الجوهري ، أخبرنا أبو عمر بن حيّوية ، أخبرنا عبد الوهاب بن أبي حيّة ، أخبرنا محمد بن شجاع ، أخبرنا محمد بن عمر الواقدي (٦) ، حدّثني عبد الله بن الحارث بن الفضيل ، عن أبيه قال : بعث رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم بشير بن سعد في ثلاثين رجلا إلى بني مرّة بفدك فخرج فلقي رعاء الشاء فسأل : أين الناس؟

فقالوا : هم في بواديهم والناس يومئذ شاتون لا يحضرون الماء ، فاستاق النّعم والشاء منحازا (٧) إلى المدينة ، فخرج الصريخ فأخبرهم ، فأدركه الدّهم منهم عند الليل ، فباتوا يراموا بالنبل حتى فنيت نبل أصحاب بشير ، وأصبحوا وحمل المريّون عليهم فأصابوا

__________________

(١) عن الاكمال ٣ / ١٦٩ وبالأصل «قال».

(٢) زيادة عن الاكمال ٣ / ١٧٠.

(٣) طبقات ابن سعد ٣ / ٥٣١ ـ ٥٣٢.

(٤) بالأصل «الفضل» والمثبت عن ابن سعد.

(٥) فدك : قرية بالحجاز بينها وبين المدينة يومان.

(٦) مغازي الواقدي ٢ / ٧٢٣ تحت عنوان : سرية بشير بن سعد إلى فدك في شعبان سنة سبع.

(٧) في الواقدي : وعاد منحدرا.

٢٨٩

أصحاب بشير ، وولّى منهم من ولّى ، وقاتل بشير قتالا شديدا حتى ضرب كعبه وقيل قد مات ، ورجعوا بنعمهم وشائهم ، وكان أول من قدم بخبر السرية ومصابها علبة بن زيد الحارثي ، وأمهل بشير بن سعد وهو في القتلى ، فلما أمسى تحامل حتى انتهى إلى فدك ، فأقام عند يهوديّ بفدك أياما حتى ارتفع من الجراح ، ثم رجع إلى المدينة.

وهيّأ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم الزّبير بن العوام فقال : سر حتى تنتهي إلى مصاب [أصحاب](١) بشير ، فإن ظفّرك الله بهم فلا تبق فلّهم. وهيّأ معه مائتي رجل ، وعقد له اللواء. فقدم غالب بن عبد الله من سريّة قد ظفّره الله عليهم ، فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم للزبير بن العوام : اجلس. وبعث غالب بن عبد الله في مائتي رجل. فخرج أسامة بن زيد في السّرية حتى انتهى إلى مصاب بشير وأصحابه ، وخرج معه علبة بن زيد.

أخبرنا أبو بكر الأنصاري ، أخبرنا أبو محمد الجوهري ، أخبرنا أبو عمر بن حيّوية ، أخبرنا أحمد بن معروف ، أخبرنا أبو علي الحسين بن محمد بن عبد الرحمن ، حدّثنا محمد بن سعد (٢) ، أخبرنا محمد بن عمر ، أخبرنا يحيى بن عبد العزيز ، عن بشير بن محمد بن عبد الله بن زيد ، قال : بعث رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم بشير بن سعد في ثلاثمائة [إلى يمن](٣) وجبار بين فدك ووادي القرى (٤) وكان بها ناس من غطفان قد تجمّعوا مع عيينة بن حصن فلقيهم بشير ففضّ (٥) جمعهم وظفر بهم وقتل وسبى وغنم ، وهرب عيينة وأصحابه في كل وجه. وكانت هذه السّرية في شوال سنة سبع.

قال : وأخبرنا محمد بن عمر ، حدّثني معاذ بن محمد الأنصاري عن عاصم بن عمر بن قتادة ، قال : لما خرج رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم إلى عمرة القضيّة في ذي القعدة سنة سبع من الهجرة قدّم السلاح واستعمل عليه بشير بن سعد ، وشهد بشير عين التّمر مع خالد بن الوليد ، وقتل يومئذ شهيدا وذلك في خلافة أبي بكر الصديق.

أخبرنا أبو المظفّر بن القشيري وأبو محمد السّيدي ، قالا : أخبرنا أبو عثمان

__________________

(١) زيادة عن الواقدي.

(٢) طبقات ابن سعد ٣ / ٥٣٢.

(٣) زيادة عن ابن سعد.

(٤) بالأصل : «ووالى القردى» والمثبت عن ابن سعد.

(٥) بالأصل «فقضى» والمثبت عن ابن سعد.

٢٩٠

البحيري ، أخبرنا زاهر بن أحمد ، أخبرنا إبراهيم بن عبد الصمد ، حدّثنا أبو مصعب ، عن مالك ، عن نعيم بن عبد الله المجمر أن محمد بن عبد الله بن زيد الأنصاري ـ وعبد الله بن زيد هو الذي كان أري النداء بالصلاة ـ.

أخبرنا عن أبي مسعود الأنصاري أنه قال : أتانا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ونحن في مجلس سعد بن عبادة فقال له بشير بن سعد : أمرنا الله عزوجل أن نصلّي عليك ، فكيف نصلّي عليك؟ قال : فسكت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم حين تمنينا أنه لم يسأله ، فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «قولوا : اللهم صلّ على محمد وعلى آل محمد كما صلّيت على إبراهيم ، وبارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم ، في العالمين إنّك حميد مجيد ، والسلام كما قد علمتم» [٢٥٥٩].

أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني ، أخبرنا أبو بكر الخطيب ، أخبرنا أبو الحسين بن الفضل ، أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن عتّاب ، أخبرنا القاسم بن عبد الله بن المغيرة ، حدّثنا إسماعيل بن أبي أويس ، قال : سمعت [إسماعيل بن] إبراهيم ، عن عمه موسى بن عقبة في قصة السقيفة : فأقام أسيد بن الحضير أخو عبد الأشهل ، وبشير بن سعد وهو أبو (١) النعمان بن بشير ويكنى أبا مسعود يسبقان ليبايعا فيسبقهما عمر بن الخطاب فيبايعا معا.

حدّثنا أبو الحسين علي بن المسلّم ، وأخبرنا أبو الحسين علي بن الحسين بن علي بن أشليها المصري ـ بقراءتي عليه ـ قالا : أنبأنا أبو القاسم بن أبي العلاء ، أنبأنا أبو محمد بن أبي نصر ، أنبأنا أبو القاسم بن أبي العقب ، أخبرنا أبو عبد الملك أحمد بن إبراهيم ، حدّثنا محمد بن عائذ ، قال : وأخبرني الوليد بن مسلم ، حدّثنا أبو عمرو ، حدّثني يحيى بن سعيد الأنصاري ، قال : لما قبض رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم اجتمعت الأنصار إلى سعد بن عبادة في سقيفة من بني ساعدة فأتاهم أبو بكر وعمر وأبو عبيدة بن الجراح ، قال بشر بن البراء (٢) الأنصاري : منّا أمير ومنكم أمير. قال عمر ، فأردت أن أتكلم فمنعني أبو بكر ، فقلت : والله لا أعصيه ، ثم تكلم أبو بكر فما ترك شيئا أردت أن أتكلم به إلّا تكلّم وزاد

__________________

(١) بالأصل «ابن» خطأ.

(٢) كذا بالأصل ، والذي في أسد الغابة ١ / ٢١٨ أنه مات بخيبر حين افتتاحها سنة سبع من الهجرة من الأكلة التي أكل مع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم من الشاة المسمومة. وانظر ترجمته في الإصابة.

٢٩١

عليه ، وذكر حقّ الأنصار وما أعطاهم الله ، وقال : نحن الأمراء وأنتم الوزراء ، والأمر بيننا نصفان كقدّ الأنملة. فقال بشير بن سعد : والله ما إيّاكم أيها الرهط نكره ، ولا عليكم ننفسها ، ولكنا نتخوف أن يليها قوم ـ أو قال رجال ـ قد قتلنا آباءهم وأبناءهم. قال يحيى : فزعموا أن عمر بن الخطاب قال : إذا كان فاستطعت أن تموت ، [فمت].

قال يحيى بن سعيد : فكان أول من بايع أبا بكر بشير بن سعد أبو النعمان بن بشير (١).

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين ، أخبرنا أبو القاسم التنوخي ، حدّثنا عبيد بن محمد بن إسحاق ح.

وأخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي وأبو نصر أحمد بن محمد بن الطوسي ، قالا : أخبرنا أبو الحسين بن النّقّور ـ زاد ابن السمرقندي : وأبو محمد الصّريفيني ـ قال : أخبرنا أبو القاسم بن حبابة.

وأخبرنا أبو الفتح محمد بن علي ، وأبو نصر عبيد الله بن أبي عاصم وأبو محمد عبد السلام بن أحمد وأبو عبد الله سمرة ، وأبو محمد عبد القادر ابنا (٢) جندب ، قالوا : أخبرنا محمد بن عبد العزيز الفارسي ، أخبرنا عبد الرّحمن بن أبي شريح ، قالا : أخبرنا عبد الله محمد البغوي ، حدّثنا مصعب بن عبد الله ، حدّثنا إبراهيم بن سعد ، عن صالح بن كيسان ، عن ابن شهاب ، حدّثني محمد بن النعمان : أن النعمان بن بشير ـ وفي حديث ابن أبي شريح : أن محمد بن النعمان بن بشير وقالا : ـ أخبره أن عمر بن الخطاب قال في مجلس وحوله المهاجرون والأنصار : أرأيتم لو ترخصتم في بعض الأمور ما كنتم فاعلين؟ ـ زاد ابن [أبي] شريح قال : فسكتوا ـ قال : فقال ذلك مرتين أو ثلاثا : أرأيتم لو ترخّصت في بعض الأمور ما ذا كنتم فاعلين ثم اتفقا : فقال بشير بن سعد لو فعلت ـ زاد ابن [أبي] شريح : ذلك ، وقالا قوّمناك تقويم [القدح] فقال عمر : أنتم إذا أنتم.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أخبرنا أبو الحسين بن النّقّور وأبو منصور بن العطار ، قالا : أخبرنا المخلّص [أخبرنا] أبو محمد عبيد الله بن عبد الرّحمن السكري ،

__________________

(١) انظر ما ذكره ابن قتيبة في الإمامة والسياسة بتحقيقي ١ / ٢٥ ـ ٢٦ حول موقف بشير بن سعد في سقيفة بني ساعدة.

(٢) بالأصل «أنبأنا».

٢٩٢

حدّثنا زكريا بن يحيى المنقري ، نا الأصمعي ، حدّثنا ابن أبي الزّناد عن أبيه ، قال : وفيها يعني سنة إحدى عشرة قتل بشير بن سعد أبو (١) النعمان بعين التّمر مع خالد بن الوليد.

أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد ، أنبأنا شجاع بن علي ، أنبأنا [أبو] عبد الله بن مندة ، أنبأنا محمد بن عمر ، حدّثنا إسحاق بن إبراهيم شاذان ، حدّثنا وهب بن جرير ، حدّثنا أبي ، عن محمد بن إسحاق ، قال : وقتل مع خالد بن الوليد بعين التمر في خلافة أبي بكر : بشير بن سعد الأنصاري.

قال ابن مندة : بشير بن سعد الأنصاري وهو ابن ثعلبة بن خلّاس بن زيد بن مالك بن ثعلبة بن كعب بن الخزرج والد النعمان بن بشير شهد بدرا وقتل مع خالد بن الوليد بعين التمر في خلافة أبي بكر ، روى عنه جابر بن عبد الله وابنه النعمان ، وعنه ابنه محمد ، وحميد بن عبد الرّحمن ، والشعبي وغيرهم.

أخبرنا أبو سعد المطرّز وأبو علي الحداد ، قالا : أخبرنا أبو نعيم الحافظ ، حدّثنا أبو حامد أحمد بن محمد بن الفضل ، حدّثنا محمد بن إسحاق الثقفي ، حدّثنا أبو يونس ، حدّثنا إبراهيم بن المنذر ، قال : قتل بشير بن سعد بن ثعلبة أحد بالحارث بن الخزرج (٢) ، وهو أبو النعمان ، مع خالد بن الوليد بعين التمر سنة إحدى عشرة بعد انصرافه من اليمامة.

قرأت على أبي محمد بن حمزة ، عن أبي محمد الكتاني ، أخبرنا مكّي بن محمد بن الغمر ، أخبرنا أبو سليمان محمد بن عبد الله بن زبر قال : وفيها يعني سنة اثنتي (٣) عشرة قتل بشير (٤) بن سعد بن ثعلبة بن خلّاس ، أبو النعمان بن بشير ، وبه يكنى.

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي ، أنبأنا أبو القاسم بن البسري (٥) ، أخبرنا أبو طاهر المخلّص ـ إجازة ـ حدّثنا أبو محمد عبيد الله بن عبد الرّحمن بن محمد بن عيسى ، أخبرني عبد الرّحمن محمد بن المغيرة ، [أخبرني أبي محمّد بن المغيرة] حدّثني أبو عبيد القاسم بن سلّام ، قال : سنة ثلاث عشرة فيها مات بشير بن سعد أبو النعمان الأنصاري أصيب بعين التمر مع خالد بن الوليد وهو يريد الشام.

__________________

(١) بالأصل «ابن».

(٢) بالأصل «من الجراح».

(٣) بالأصل : «اثني».

(٤) بالأصل «بشر».

(٥) في المطبوعة ١٠ / ١٥٤ التستري.

٢٩٣

٩١٦ ـ بشير بن سعد

من المصدر الأوّل نزل عليه سلمان الفارسي ضيفا له لما قدم دمشق ، وليس بأبي النعمان بن بشير لأنه قتل بعين التمر كما ذكرنا قبل فتح دمشق.

أخبرنا أبو محمد الأكفاني حدّثنا عبد العزيز الكتاني ، أخبرنا أبو محمد [بن] أبي نصر ، أخبرنا أبو الميمون بن راشد ، حدّثنا أبو زرعة (١) ، حدّثنا محمد بن المبارك (٢) وهشام بن عمّار ، قالا : حدّثنا يحيى بن حمزة ، عن عروة بن رويم ، عن القاسم بن عبد الرّحمن قال : قدم علينا سلمان دمشق فلم يبق فينا شريف إلّا عرض عليه المنزل ، فقال : إني ، قد عزمت أن أنزل على بشير بن سعد مرّتي هذه ، فسأل عن أبي الدّرداء ، فقيل : مرابط ، فقال : وأين مرابطكم يا أهل دمشق؟ قالوا : بيروت ، فخرج إلى بيروت.

٩١٧ ـ بشير بن عبد الله أبو سهل السّلمي المدني (٣)

شاعر وفد على العباس بن الوليد بن عبد الملك بن مروان حمص لعشرة لحقته وامتدحه بأبيات واختار بدمشق.

أخبرنا أبو الحسين بن الفراء ، وأبو غالب وأبو عبد الله ابنا البنّا ، قالوا : أخبرنا أبو جعفر بن المسلمة ، أخبرنا أبو طاهر المخلّص ، حدّثنا أحمد بن سليمان الطوسي ، حدّثنا الزّبير بن بكار ، قال : وحدّثني أبو غزيّة محمد بن موسى الأنصاري ، قال : خرج بشير بن عبد الله إلى العباس بن الوليد بن عبد الملك بحمص ، وكان بشير قد أعسر عسرة شديدة فقضى عنه ألف دينار وأعطاه عشرة ألف درهم وجهزه إلى المدينة بعشرة أجمال تحمل الكساء والطرائف ، قال : وكان عمران بن أبي فروة كتب إلى بشير وهو عند العباس بن الوليد وفي قصيدة يقول فيها ، يلوم نفسه على تخلفه عنه :

ألا أبلغ مغلغلة بشيرا

رسالاتي أبا سهل خليلي

فلم أملك صحابته وربي

وما هو بالسئوم ولا الملول

__________________

(١) تاريخ أبي زرعة الدمشقي ١ / ٢٢١ ـ ٢٢٢.

(٢) هو : محمد بن المبارك الصوري ، أبو عبد الله القرشي ، شيخ الإسلام ، شيخ دمشق بعد أبي مسهر تهذيب التهذيب ٩ / ٤٢٣.

(٣) الوافي بالوفيات ١٠ / ١٤٦ لسان الميزان ٢ / ٤٠.

٢٩٤

ولكن كان ما قد كان منها

عليّ نحو ما خلق جميل

وجدتك عاقلا فطنا لبيبا

شفيت بما قسمت له غليلي (١)

ولكني ضننت بفضل مالي

فكنت بفعلتي عين البخيل

فإيها بعدك الاخوان عني

فأمست ولو جهدت بذي فضول

وأما يرجعنك الله يوما

تواسا في الكثير وفي القليل

وأن يمكث يكن كأحب بشر

رواه الناس نحوكم رحيلي

فأمكث ما مكثت بأرض حمص

وأهمم حين تهمم بالرحيل

فأقرأها بشير العباس بن الوليد فأمر لعمران بن أبي فروة بألفي درهم وعشرة أثواب ، وقال لبشير : لعمران علينا ذمام بمودّتك ، ولائمته نفسه في البخل عنك قال : فقال بشير بن عبد الله يمدح العباس بن الوليد (٢) :

لقد علمت حقا إذا هي حمّلت

لأحسابها يوما لمكرمة فهر

بأنّك يا عباس غرة مالك

إذا افتخرت يوما وقام بها الفخر

فتى يجعل المعروف من دون عرضه

وينجز ما منّا كما ينجز النذر (٣)

نمته إلى العلماء قناة بريّة

من العيب والآفات ليس بها فطر

تساوي الثريا أو تلم فروعها

ويقصر عنها أن يساويها النسر

فأقسم لو كان الخلود لواحد

من الناس عن مجد لأخلدك الدهر

قضى مغرمي لما عرضت بحاجتي

أغرّ بطاحي به يفخر النضر

وما جئته حتى بدا متن صعدتي

فما دون ضاحيها فجّا ولا قسر

فقد لها بعد الإله فمتنها

له ناضر منيا وأفنانه خضر

فهذا أوان العسر أصبح مدبرا

بأجمعه عنا وقيل لنا اليسر

وكنا بدار يقتل الفقر أهلها

وأضحى يضاحي داره قتل الفقر

فأصبح يدعى قاتل الفقر بالغنى

ويدعى سداد الثغر إن ضيع الثغر

__________________

(١) في المطبوعة ١٠ / ١٥٥ :

وجدتك عاقلا فطنا لبيبا

وحسن الرأي عند ذوي العقول

فلو أشبهته وقسمت مالي

شفيت بما قسمت له غليلي

(٢) الأبيات الأول والثاني والثالث والسادس في الوافي بالوفيات ١٠ / ١٦٤.

(٣) الوافي : كما تنجز القدر.

٢٩٥

مدحت رجالا قبله ولو أن لي

به قبل ما أعلمت من مدحتى خبر

لكان له قولي وحسن تنخلي

وقل له مني التمدح والشكر

إذا ما امرؤ أهدى لغيرك مدحة

من الناس يرجوها فقد ضيّع الشعر

إذا قلّ خير المجتدين تحلبت

بنيل الجادي على أنامله العسر (١)

أنامل كان الجود منها خليفة

فأيسرها نيلا تحبه همر

٩١٨ ـ بشير بن عبيد الله بن أبي بكرة

نفيع بن الحارث الثقفي البصري

قيل إنّه وفد على معاوية مع أبيه وحدث عن جده أبي بكرة.

روى عنه : سحيم بن حفص ، وعبد الله بن فائد (٢).

[أخبرنا] أبو بكر الأنصاري ، أخبرنا أبو محمد الجوهري ، أخبرنا أبو عمر بن حيّوية ، أخبرنا أحمد بن معروف ، أخبرنا الحسين بن الفهم ، حدّثنا محمد بن سعد ، أخبرنا علي بن محمد ـ يعني المدائني ـ عن سحيم بن حفص وعبد الله بن فائد عن بشير بن عبيد الله ، قال : أول من نعى الحسن بن عليّ بالبصرة عبد الله بن سلمة بن المحبّق أخو سنان ، نعاه لزياد ، فخرج الحكم بن [أبي] العاص الثقفي فنعاه ، فبكى الناس وأبو بكرة مريض ، فسمع الضّجّة فقال : ما هذا؟ فقالت امرأته : عبسة بنت سحام من بني ربيع : مات الحسن (٣) بن علي ، فالحمد لله الذي أراح الناس منه ، فقال أبو بكرة : اسكتي ويحك ، فقد أراحه الله من شيء ، كثير وفقد الناس خيرا كثيرا.

قرأت على أبي الوفا حفاظ بن الحسن الغسّاني عن عبد العزيز الكتاني ، أخبرنا عبد الوهّاب الميداني ، أخبرنا أبو سليمان محمد بن [عبد الله بن زبر ، أنا](٤) عبد الله بن أحمد بن جعفر ، أخبرنا محمد بن جرير الطبري (٥) ، حدّثني أحمد بن زهير ، عن علي بن

__________________

(١) في المطبوعة ١٠ / ١٥٦ بنيل على الجادي أنامله العشر.

(٢) بالأصل «حامد» والصواب ما أثبت عن م.

(٣) بالأصل : «الحسين».

(٤) ما بين معكوفتين سقط من الأصل والزيادة لازمة عن م وقياسا إلى أسانيد مماثلة ، وانظر المطبوعة ١٠ / ١٥٧.

(٥) الخبر في تاريخ الطبري ٥ / ٣٣٢.

٢٩٦

محمد ، عن عوانة وخلّاد بن عبيد (١) ، قال : تغدّى يوما معاوية وعنده عبيد الله بن أبي بكرة ومعه ابنه بشير ، ويقال : غير بشير ، فأكل وأكثر من الأكل فلحظه معاوية [و] فطن عبيد الله بن أبي بكرة فأراد أن يغمز ابنه فلم يمكنه ولم يرفع رأسه حتى فرغ ، فلما خرج لامه على ما صنع ، ثم عاد إليه وليس معه ابنه فقال معاوية ما فعل ابنك [التلقامة](٢) قال : اشتكى قال : قد علمت أن أكله سيورّثه داء.

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن محمد بن الفضل ، أخبرنا عاصم بن الحسن ، أخبرنا أبو الحسين بن بشران ، أخبرنا أحمد بن جعفر.

وأخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنبأنا أبو محمد بن الحصين وعاصم بن الحسن ، قالا : أخبرنا أبو القاسم الحسن بن الحسن بن المنذر ، أنبأنا أبو علي بن صفوان ، قالا : حدّثنا أبو بكر بن أبي الدنيا.

حدّثنا ـ وفي حديث إسماعيل بن محمد : حدّثني ـ أبو بكر محمد بن هاني ، حدّثني أحمد بن شبّويه ، حدّثني سليمان بن صالح ، حدّثني عبد الله بن المبارك ، عن جويرية بن أسماء ، عن مسلم (٣) بن قتيبة قال : مرّ بي بشير بن عبيد الله بن أبي بكرة فقال : ما يجلسنك؟ قلت : خصومة بيني وبين ابن عم لي [ادّعى شيئا](٤) في داري ، قال : فإنّ لأبيك عندي يدا ، وإنّي أريد أن أجزيك بها ، وإنّي والله ما رأيت من شيء ـ وفي حديث ابن الفضل : شيئا ـ أذهب للدين ، ولا أنقص للمروءة ، ولا أضيع للذّة ، ولا أشغل لقلب من خصومة. قال : فقمت لأرجع ، فقال : ما لك؟ قلت : لا أخاصمك ، قال : عرفت أنه حقي؟ قلت : لا ولكني أكرّم نفسي عن هذا. انتهى حديث ابن الفضل ـ وزاد ابن السمرقندي إلى آخره ـ وسأتقبل بحاجتك. قال : فإني لا أطلب منه شيئا هو لك قال : فمررت بعد ببشير وهو يخاصم فذكّرته قوله ؛ قال : [لو](٥) كان قدر خصومتك عشر مرات فعلت ، ولكنه مرغاب (٦) أكثر من عشرين ألف ألف.

__________________

(١) الطبري : خلاد بن عيدة.

(٢) ما بين معكوفتين بياض بالأصل وم ، واللفظة المستدركة عن الطبري.

(٣) في مختصر ابن منظور ٥ / ٢٢٥ «سلم» وفي معجم البلدان «مرغاب» : سالم.

(٤ و ٥) ما بين معكوفتين سقط من الأصل واستدرك عن م.

(٦) المرغاب : نهر بالبصرة ، قال البلاذري : وحفر بشير بن عبيد الله بن أبي بكرة المرغاب وسماه باسم مرغاب مرو ، وكانت القطيعة التي فيها المرغاب ثمانية عشر ألف جريب وكانت لهلال بن أحور المازني ، تغلب

٢٩٧

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أخبرنا أبو الحسين بن النّقّور وأبو منصور بن العطار ، قالا : أخبرنا أبو طاهر المخلّص ، حدّثنا أبو محمد السكري ، حدّثنا أبو يعلى المنقري ، حدّثنا الأصمعي ، قال : قال أبو عاصم النبيل : [إن] مالك بن المنذر ضرب عمر بن يزيد الأسيدي بالسّياط حتى قتله ، وكان الذي أشار عليه بقتله بشير بن عبيد الله بن أبي بكرة وعمرو بن مسلم الباهلي.

٩١٩ ـ بشير بن عقبة

كان على شرطة الوليد بن عبد الملك.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أخبرنا أبو بكر بن الطبري ، أخبرنا أبو الحسين بن الفضل ، أخبرنا عبد الله بن جعفر ، حدّثنا يعقوب بن سفيان (١) : حدّثنا عبد الرّحمن بن إبراهيم ، حدّثنا الوليد ، حدّثنا سعيد قال : لقي بشير بن عقبة عبد الواحد النصري (٢) في خلافة الوليد وكان بشير على شرطة الوليد فاستعدى عليه زرعة بن ثوب (٣) المقرائي (٤) وكان قاضيا فجلده الحدّ ـ زاد غير يعقوب : فبلغ ذلك الوليد فقال : أما كان يقدر أن يمتنع منه ومعه أربعة مائة شرطي لا خير في هذا وعزله.

٩٢٠ ـ بشير بن عقربة ، ويقال : بشر

أبو اليمان الجهني

له صحبة ، روى عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم حديثين.

روى عنه : عبد الله بن عوف الفزاري (٥) ، وشريح بن عبيد.

وسكن فلسطين وقدم دمشق في ولاية عبد الملك بن مروان حين قتل عمرو بن سعيد.

__________________

عليها بشير وقال : هذه قطيعة لي ، فخاصمه حميري بن هلال ، انظر تمام قصته في معجم البلدان «المرغاب».

(١) المعرفة والتاريخ ٢ / ٣٣٦ ـ ٣٣٧.

(٢) انظر ترجمته في تهذيب التهذيب ٦ / ٤٣٦.

(٣) رسمها غير واضح بالأصل والمثبت عن المعرفة والتاريخ ، وفي قضاة وكيع ٣ / ٢٠٢ «أيوب» في م : يزن المقري.

(٤) هذه النسبة إلى مقرى كانت غربي طاحونة الأشنان من أرض الصالحية ، والنسبة إليها مقراوي. (غوطة دمشق محمد كردعلي ص ١٨٠) وفي المعرفة والتاريخ : «المقرى» وفي قضاة وكيع : المعري.

(٥) في المطبوعة ١٠ / ١٥٩ القاري.

٢٩٨

أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد ، أنبأنا شجاع بن علي ، أنبأنا أبو عبد الله بن مندة ، أنبأنا أبو عمرو ـ هو ابن حكيم ـ حدّثنا أبو حاتم ، حدّثنا سعيد بن منصور وأبو توبة.

قالا : حدّثنا أبو زرعة عبد الرّحمن بن عمرو قال : وحدّثنا محمد بن إبراهيم ، حدّثنا عبد الله بن جمعة ، قالا : حدّثنا سعيد بن منصور ، عن حجر بن الحارث ، عن عبد الله بن عوف ، عن بشير بن عقربة ، قال : سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يقول : «من قام مقام رياء أقامه الله عزوجل مقام رياء وسمعة» [٢٥٦٠].

أنبأنا أبو سعد المطرّز وأبو علي الحداد ح ، وأخبرنا أبو القاسم الواسطي ، أخبرنا أبو بكر الخطيب ، قالوا : أخبرنا أبو نعيم الحافظ ، حدّثنا عبد الله بن جعفر ، حدّثنا إسماعيل بن عبد الله بن مسعود العبدي ، حدّثنا سعيد بن منصور ، حدّثنا حجر بن الحارث الرّملي ، عن عبد الله بن عوف ـ وكان عاملا لعمر بن عبد العزيز ـ أنّه شهد يزيد بن عبد الملك وقال لبشير بن عقربة إنّي احتجت اليوم لكلامك ، فقم فتكلّم ، فقال : إني سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يقول : «من قام خطيبا يلتمس فيها رياء وسمعة وقفه الله يوم القيامة موقف رياء وسمعة» [٢٥٦١].

كذا قال ، وإنما هو عبد الملك بن مروان.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أخبرنا أبو بكر بن الطبري ، أخبرنا أبو الحسين بن الفضل ، أخبرنا عبد الله بن جعفر ، حدّثنا يعقوب ، حدّثنا سعيد بن منصور ، حدّثنا حجر بن الحارث الغسّاني من أهل الرملة عن عبد الله بن عوف الكناني ـ وكان عاملا لعمر بن عبد العزيز على الرّملة ـ قال : شهدت عبد الملك بن مروان قال لبشر بن عقربة الجهني يوم قتل عمرو بن سعيد بن العاص : يا أبا اليمان قد احتجت اليوم إلى كلامك فقم فتكلّم ، فقال : سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يقول : «من قام بخطبة لا يلتمس بها إلّا رياء وسمعة وقفه الله يوم القيامة موقف رياء وسمعة» [٢٥٦٢].

أخبرنا أبو القاسم الحسين بن الحسن الأسدي ، أخبرنا أبو الفرج ح.

وأخبرتنا أمة العزيز شكر بنت سهل الإسفرايني قالت : أخبرنا أبي أبو الفرج الإسفرايني ، أخبرنا أبو الحسن علي بن منير بن أحمد بن الحسن الخلّال ، أخبرنا القاضي أبو الطاهر محمد بن أحمد بن عبد الله بن نصر الذّهلي ، حدّثني أبي ، حدّثنا حميد بن

٢٩٩

داود ، وحدّثني عبد الله بن محمد بن عثمان بن عطاء ، حدّثنا حجر بن الحارث الرّملي ، عن عوف بن عبد الله القاري (١) عن بشير بن عقربة ، قال : لما قتل أبي يوم أحد أتيت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم وأنا أبكي فقال : «يا حبيب ما يبكيك؟ أما ترضى أن أكون أنا أبوك ، وعائشة أمك» فمسح على رأسي فكان أثر يده من رأسي أسود وسائره أبيض ، وكانت بي رتّة (٢) فتفل فيها وقال لي : «ما اسمك»؟ قلت : بحير (٣) ، قال : «بل أنت بشير» [٢٥٦٣].

كذا قال ، والصواب عبد الله بن عوف.

أنبأنا أبو الغنائم بن النّرسي ، ثم حدّثنا أبو الفضل محمد بن ناصر قال : أخبرنا أبو الفضل بن خيرون وأبو الحسين بن الطّيّوري وأبو الغنائم بن النرسيّ ـ واللفظ له ـ قالوا : أخبرنا أبو أحمد الغندجاني ـ زاد ابن خيرون : وأبو الحسين الأصبهاني ، قالا : ـ أخبرنا أحمد بن عبدان ، أخبرنا محمد بن سهل ، أخبرنا محمد بن إسماعيل ، قال (٤) : قال لي عبد الله بن عثمان بن عطاء ، حدّثنا حجر بن الحارث الغسّاني ، قال : سمعت عبد الله بن عوف القاري قال : سمعت بشير بن عقربة يقول : استشهد أبي مع النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم في بعض غزواته فمر بي النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم وأنا أبكي فقال لي : «اسكن أما ترضى أن أكون أنا أبوك وعائشة أمك؟» قلت : بلى بأبي أنت وأمي يا رسول الله قال لي ابن عثمان : وبشير معروف بفلسطين [٢٥٦٤].

أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد ، أنبأنا شجاع بن علي ، أخبرنا أبو عبد الله بن مندة ، أنبأنا محمد بن [نافع] الخزاعي ، حدّثنا محمد بن أحمد بن حمّاد الرازي ، حدّثنا موسى بن سهل الرّملي ، حدّثنا الحسن بن بشير الرّملي ، حدّثني عقبة بن عقبة بن عبد الله بن بشير بن عقربة ، عن أبيه ، عن جده عبد الله بن بشير ، قال : سمعت أبي يقول : قتل أبي عقربة يوم أحد فأتيت النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم أبكي فقال : «ما اسمك» قلت (٥) : عقربة. قال : «أنت بشير أما ترضى أن أكون أبوك وعائشة أمك؟ فسكتّ [٢٥٦٥].

أخبرنا أبو البركات الأنماطي وأبو العزّ ثابت بن منصور ، قالا : أخبرنا أبو

__________________

(١) في المطبوعة ١٠ / ١٦٠ «الفاري».

(٢) الرتة : عجلة في الكلام ، وقلة أناة ، أو هي العجمة في الكلام (اللسان : رتت).

(٣) عن الإصابة ١ / ١٥٤ وبالأصل «بشير» وفي المختصر : بجير.

(٤) التاريخ الكبير ١ / ٢ / ٧٨ في باب بشر.

(٥) بعد قلت إشارة ، وعلى هامش الأصل : لعله : بشير بن.

٣٠٠