تاريخ مدينة دمشق - ج ١٠

أبي القاسم علي بن الحسن ابن هبة الله بن عبد الله الشافعي [ ابن عساكر ]

تاريخ مدينة دمشق - ج ١٠

المؤلف:

أبي القاسم علي بن الحسن ابن هبة الله بن عبد الله الشافعي [ ابن عساكر ]


المحقق: علي شيري
الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع
الطبعة: ٠
الصفحات: ٥٣٦
الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤ الجزء ١٥ الجزء ١٦ الجزء ١٧ الجزء ١٨ الجزء ١٩ الجزء ٢٠ الجزء ٢١ الجزء ٢٢ الجزء ٢٣ الجزء ٢٤ الجزء ٢٥ الجزء ٢٦ الجزء ٢٧ الجزء ٢٨ الجزء ٢٩ الجزء ٣٠ الجزء ٣١ الجزء ٣٢ الجزء ٣٣ الجزء ٣٤ الجزء ٣٥ الجزء ٣٦ الجزء ٣٧ الجزء ٣٨ الجزء ٣٩ الجزء ٤٠ الجزء ٤١ الجزء ٤٢ الجزء ٤٣ الجزء ٤٤ الجزء ٤٥ الجزء ٤٦ الجزء ٤٧ الجزء ٤٨ الجزء ٤٩ الجزء ٥٠ الجزء ٥١ الجزء ٥٢ الجزء ٥٣ الجزء ٥٤ الجزء ٥٥ الجزء ٥٦ الجزء ٥٧ الجزء ٥٨ الجزء ٥٩ الجزء ٦٠ الجزء ٦١ الجزء ٦٢ الجزء ٦٣ الجزء ٦٤ الجزء ٦٥ الجزء ٦٦ الجزء ٦٧ الجزء ٦٨ الجزء ٦٩ الجزء ٧٠ الجزء ٧١ الجزء ٧٢ الجزء ٧٣ الجزء ٧٤ الجزء ٧٥ الجزء ٧٦ الجزء ٧٧ الجزء ٧٨ الجزء ٧٩ الجزء ٨٠

أخبرنا أبو محمد بن أبي حاتم قال (١) : بكّار بن بلال العاملي والد محمد بن بكّار الدمشقي روى عن زيد بن واقد ، روى عنه ابنه محمد بن بكّار الدمشقي (٢).

قرأت على أبي محمد السلمي ، عن أبي محمد التميمي ، أنبأنا أبو القاسم تمام الرازي ، أخبرني أبي ، حدّثنا أبو العباس محمّد بن جعفر بن ملاس ، حدّثنا الحسن بن محمد بن بكّار بن بلال ، حدّثني أبي عن أبيه ، حدّثني أبو عمرو الأنصاري : أن عليا قال لأهل العراق إن بسر بن أبي أرطأة قد صعد إلى اليمن ولا أحسب هؤلاء القوم إلّا ظاهرين عليكم ـ يعني أهل الشام ـ وما ذاك أنهم أولى بالحق منكم ، ولكن ذاك لاجتماعهم على أمرهم وافتراقكم وإصلاحهم (٣) في بلادهم وأدائهم الأمانة وخيانتكم والله أعلم. والله لقد ائتمنت فلانا فخانني وفلانا فخانني فعدّد ، وفلانا ولّيته فحمل ما جمع من المال فانطلق به إلى معاوية ، ولقد خيل إليّ [أني] لو ائتمنت أحدكم على قدح لسرق علاقته. اللهمّ إني قد مللتهم ، وملّوني ، اللهم اقبضني إلى رحمتك ، وأبدلهم بي من هو شرّ لهم مني.

قرأت على أبي محمد السلمي عن أبي محمد التميمي ، أخبرنا مكي بن محمد بن الغمر ، أخبرنا أبو سليمان بن زبر (٤) ، قال : وفيها يعني سنة ثلاث وثمانين ومائة مات أبو بلال بكّار بن بلال وهو ابن ثلاث وثمانين.

قرأت على أبي محمد عن أبي محمد ، أنبأنا تمام ، أخبرني أبي ، حدّثنا أبو العباس محمد بن جعفر ، حدّثنا الحسن قال : وتوفي أبو بلال جدي بكّار بن بلال العاملي في سنة ثلاث وثمانين ومائة وكان مولده في خلافة عمر بن عبد العزيز سنة مائة.

٩٣٧ ـ بكّار بن بشير بن مسلم

هو بكّار بن عبد الله بن بشير.

__________________

(١) الجرح والتعديل ١ / ١ / ٤١١.

(٢) زيد في الجرح والتعديل : قاضي دمشق.

(٣) رسمها غير واضح بالأصل ، والمثبت عن م ، وانظر مختصر ابن منظور ٥ / ٢٣٦ ، وزيد فيه بعدها : وفسادكم في بلادكم.

(٤) في المطبوعة : «زيد» خطأ وفي م : زبد.

٣٦١

٩٣٨ ـ بكّار بن تميم

أبو عبد الرّحمن

من أهل دمشق روى عن مكحول ، وأبي شجرة (١).

روى عنه : بشر بن عون.

أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلم الفرضي ، حدّثنا عبد العزيز بن أحمد ، أنبأنا محمد بن أبي نصر ، أخبرنا أبو علي بن سعيد ح.

وأخبرنا أبو محمد السلمي ، حدّثنا عبد العزيز بن أبي طاهر ، أخبرنا تمّام بن محمد الحافظ ، أنبأنا يحيى بن عبد الله ، قالا : حدّثنا محمد بن هارون وهو ابن محمد بن بكّار ، حدّثنا سليمان بن عبد الرّحمن ، حدّثنا بشر بن عون ، حدّثنا بكّار بن تميم ، عن مكحول ، عن أبي أمامة قال : كان أحب الشراب إلى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم [الحلو البارد](٢)(٣).

٩٣٩ ـ بكّار بن شعيب

أبو خزيمة العبدي

روى عن ابن أبي حازم.

روى عنه : إبراهيم بن أيوب الحوراني ، ومحمّد بن وهب بن عطية ، ومحمود بن خالد ، وأحمد بن أبي الحاري.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنبأ أبو القاسم يوسف بن الحسن بن محمّد التفكري ، نا أبو الغنم أحمد بن عبد الله ، ثنا أبو عمرو بن حمدون ، نا الحسن بن سفيان ، نا إبراهيم الحوراني الدمشقي ، نا بكّار بن شعيب ، نا ابن أبي حازم المدني عن أبيه :

__________________

(١) اسمه كريب بن مرة كما في تقريب التهذيب ، وفي المطبوعة ١٠ / ٢٢٦ : «أبي سمرة».

(٢) ما بين معكوفتين زيادة عن المختصر.

(٣) ثمة سقط في ترجمة بكار بن تميم بالأصل ، ونصه في المطبوعة ١٠ / ٢٢٦ «في نسخة ما شافهني أبو عبد الله الخلال أنبأ أبو القاسم بن مندة أنبا حمد بن عبد الله إجازة.

ح قال وأنا أبو طاهر بن سلمة أنا علي بن محمد قالا :

أنبأ أبو محمد بن أبي حاتم قال : سألت أبي عن بكار بن تميم فقال : بكار بن تميم وبشر مجهولان».

انظر الجرح والتعديل ١ / ١ / ٤٠٨ ويعني بشر بن عون.

وتداخلت ترجمتا بكار بن تميم وبكار بن شعيب في م.

٣٦٢

عن سهل بن سعد قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «الناس سواء كأسنان المشط ، وإنما يتفاضلون بالعافية ، والمرء يكثر بإخوانه المسلمين ، ولا خير في صحبة من لا يرى لك مثل الذي ترى له» [٢٥٨٥].

وقال عمر : عليك بإخوان الصدق تعش في أكنافهم ، فإنهم زينة في الرخاء ، وعدّة في البلاء.

وأخبرناه أبو القاسم أيضا ، أنبأنا أبو طاهر محمد بن أحمد بن محمد بن أبي الصقر ، أنبأنا هبة الله بن إبراهيم بن عمر الصّوّاف ، أخبرنا أبو بكر أحمد بن محمد بن إسماعيل المهندس ، حدّثنا أبو بشر محمد بن أحمد بن حمّاد الدّولابي ، حدّثنا إبراهيم بن يعقوب السّعدي (١) ، حدّثنا محمد بن وهب بن عطية الدمشقي ، حدّثنا بكّار بن شعيب أبو خزيمة العبدي ، حدّثنا عبد العزيز بن [أبي] حازم عن أبيه ، عن سهل بن سعد ، قال : قال النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «الناس مستوون كأسنان المشط وإنما يتفاضلون بالعافية فلا تصحبنّ رجلا لا يرى لك مثل ما ترى له» [٢٥٨٦].

قرأت (٢) على أبي الفضل محمد بن طاهر المقدّمي ، أن أبا حاتم بن حبان قال : بكّار بن شعيب شيخ من أهل دمشق يروي عن ابن أبي حازم. روى عنه إبراهيم بن الحوراني (٣) وأهل بلده عن الثقات ما ليس من أحاديثهم لا يجوز الاحتجاج به.

٩٤٠ ـ بكّار بن عبد الله بن بكّار

ابن الوليد بن بسر (٤) بن أبي أرطأة

أبو عبد الرّحمن

روى [عن](٥) أبيه عبد الله (٦) بن بكّار [و](٧) أسد بن موسى ، ومحمد بن عائذ ،

__________________

(١) كذا ، ولعله «الجوزجاني» وقد تقدم التعليق عليه قريبا.

(٢) قبله خبر ناقص بالأصل وم ، ونصه كما في المطبوعة ١٠ / ٢٢٧.

قرأت على أبي الفضل بن ناصر ، عن أبي الفضل بن الحكاك ، أنبأ أبو نصر الوائلي ، أنا الخصيب بن عبد الله ، ثنا أبو موسى بن أبي عبد الرحمن أخبرني أبي قال : أبو خزيمة بكار بن شعيب.

(٣) بالأصل «الحواري».

(٤) بالأصل «بشير» هنا وفي كل مواضع الترجمة ، وقد صوبناه «بسر» أينما وقع ، وقد تقدمت ترجمة بسر بن أبي أرطأة.

(٥) زيادة للإيضاح.

(٦) قوله «أبيه عبد الله بن بكار» كانت مؤخرة وكتب قبلها «لفظة» تقدم» وانظر المطبوعة ١٠ / ٢٢٨.

(٧) زيادة للإيضاح.

٣٦٣

ومروان بن محمد الطّاطري (١) ، وعبد الله بن نافع الصائغ ، وعبد الملك بن عبد العزيز الماجشون.

روى عنه : أحمد بن أبي الحواري ، وأبو الحسن بن جوصا ، وأبو زرعة الدمشقيون ، وأبو حاتم وأبو زرعة الرازيان ، وأحمد بن أبي رجاء ونصر بن شاكر ، والقاسم بن عيسى القصار ، وبقي بن مخلد ، وسعيد بن هاشم بن مرثد الطّبراني ، وإبراهيم بن محمد بن الحسن بن متّويه.

أنبأنا أبو الحسن علي بن الحسن الموازيني ، أخبرنا أبو الحسين أحمد بن سلامة بن يحيى الأبّار ، أخبرنا عبد الرّحمن بن الحسين بن محمد بن إبراهيم الحنّائي ، قالا : أخبرنا أبو القاسم السّميساطي ، أخبرنا عبد الوهاب الكلابي ، حدّثنا أبو الحسن بن جوصا ، حدّثنا بكّار بن عبد الله بن بسر ، ويزيد بن محمد بن عبد الصمد ، قالا : حدّثنا محمد بن عائذ (٢) ، حدّثنا الوليد بن مسلم ، حدّثنا أبو عمرو الأوزاعي ومالك بن أنس ، عن ابن شهاب الزهري ، عن عبيد الله بن [عبد الله بن] عتبة بن مسعود ، عن ابن عباس : أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم صام في مخرجه ذلك حتى بلغ الكديد (٣) ، فأفطر وأفطر الناس.

وأخبرناه أبو الحسن الفقيه وأبو القاسم الخضر بن الحسين بن عبدان ، أنبأنا أبو القاسم بن أبي العلاء ، أخبرنا أبو محمد بن أبي نصر ، أنبأنا أبو القاسم بن أبي العقب ، أنبأنا أبو عبد الملك أحمد بن إبراهيم بن بسر (٤) ، حدّثنا محمد بن عائذ (٥) فذكره بإسناده مثله.

أنبأنا أبو القاسم النسيب وأبو محمد بن الأكفاني ، قالا : حدّثنا عبد العزيز الكتاني ، أنبأنا أبو الحسن مكي (٦) بن محمد بن الغمر الحداد ، حدّثنا أبو بكر محمد بن سليمان بن يوسف الرّبعي ، حدّثنا جعفر بن أحمد بن عاصم بن الرّوّاس قال : وولد بكّار بن بسر سنة خمس وثمانين ومائة.

__________________

(١) الطاطري بفتح الطاءين كما في الأنساب ، وهذه النسبة إلى طاطري ويقال لمن يبيع الكرابيس والثياب البيض في مصر ودمشق ، ذكره السمعاني وترجم له.

(٢) بالأصل : عائد بالدال المهملة.

(٣) موضع بالحجاز ، وهو على اثنين وأربعين ميلا من مكة (انظر معجم البلدان).

(٤) بالأصل «بشير» والصواب ما أثبت عن الأنساب (البسري).

(٥) بالأصل : عائد بالدال المهملة.

(٦) بالأصل «محمد» خطأ وقد تقدم كثيرا.

٣٦٤

في نسخة ما شافهني به أبو عبد الله الخلّال ، أنبأنا القاسم بن مندة ، أنبأنا حمد بن عبد الله إجازة ح ، قال : أخبرنا أبو طاهر بن سلمة ، أخبرنا أبو محمد بن أبي حاتم ، قال (١) : بكّار بن عبد الله بن بسر الدّمشقي من ولد عمر بن أبي أرطأة روى عن أسد بن موسى. روى عنه أحمد بن أبي الحواري وأبي وأبو زرعة. سألت أبي عن بكّار هذا ، فقال : صدوق.

أخبرنا أبو بكر اللّفتواني ، أنبأنا أبو صادق الأصبهاني ، أنبأنا أبو الحسن بن زنجويه ، أنبأنا أبو أحمد العسكري ، قال : بكّار بن بسر بن مسلم الدمشقي روى عن عبد الملك الماجشون كذا قال ، وهو بكّار من ولد بسر ، فأما مسلم في نسبه فغير صحيح.

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم وأبو الحسن علي بن أحمد ، قالا : حدّثنا وأبو منصور بن زريق (٢) ، قال : أخبرنا أبو بكر الخطيب ، قال : قرأت في كتاب علي بن أحمد بن أبي الفوارس ، أنبأنا أبي ، أخبرنا محمد بن محمد الباغندي قال : سمعت أبا عبد الله يعني إسماعيل بن عبد الله السكري يقول : لم يسمع أبو الوليد القرشي من الوليد بن مسلم شيئا قط ، وبكّار لم أجز شهادته قط ، وهو الذي بعث إليه الكتب ، وهما جميعا كذابان. أبو الوليد هو أحمد بن عبد الرّحمن.

٩٤١ ـ بكّار بن عبد الملك بن [مروان بن] الحكم

ابن أبي العاص بن أمية بن عبد شمس

أبو بكر الأموي

كان مع مروان بن محمد بدير أيوب (٣) حين بايع لابنيه عبد الله وعبيد [الله] بولاية العهد. له ذكر. وقتل بكّار يوم نهر أبي فطرس (٤).

أخبرنا أبو غالب وأبو عبد الله ، ابنا البنّا ، [أنبأنا](٥) أبو جعفر ، أنبأنا أبو طاهر

__________________

(١) الجرح والتعديل ١ / ١ / ٤١٠.

(٢) بالأصل وم «رزيق» بتقديم الراء خطأ ، والصواب زريق بتقديم الزاي ، وقد تقدم التعليق عليه.

(٣) دير أيوب : قرية بحوران من نواحي دمشق (معجم البلدان).

(٤) نهر أبي فطرس : موضع قرب الرملة من أرض فلسطين. قال المهلبي : نهر أبي فطرس على ١٢ ميلا من الرملة مخرجه من أعين من الجبل المتصل بنابلس وينصب في البحر الملح بين يدي مدينتي أرسوف ويافا.

(٥) زيادة لازمة.

٣٦٥

المخلّص ، أنبأنا أحمد بن سليمان الطوسي ، حدّثنا الزّبير بن بكّار قال في تسمية ولد عبد الملك : وبكّار بن عبد الملك وأمه عائشة بنت موسى بن طلحة بن عبيد الله قتله عبد الله بن علي.

قرأت على أبي غالب بن البنّا [عن أبي](١) محمد الجوهري ، عن أبي عمر بن حيّوية ، أنبأنا سليمان بن إسحاق بن إبراهيم الجلّاب ، حدّثنا حارث بن أبي أسامة حدّثنا محمد بن سعد ، قال : فولد [عبد الملك أبا](٢) بكر بن عبد الملك ، وهو بكّار ، وأمه عائشة بنت [موسى بن](٣) طلحة بن عبيد الله التّيمي.

أخبرنا أبو عبد الله الفراوي ، أخبرنا محمد بن علي بن محمد ، أخبرنا عبد الله بن يوسف بن مامونة ، أنبأنا أبو سعيد بن الأعرابي ، حدّثني أبو عبد الرّحمن الهاشمي ، حدّثنا الزّبير بن أبي بكر ، حدّثني محمد بن يحيى ، قال (٤) : خطب عابدة (٥) بنت شعيب بكّار بن عبد الملك فتزوجت الحسين بن عبد الله بن عبيد الله بن العباس فقال بكّار : كيف تزوجتك على فقرك؟ فقال الحسين بن عبد الله : يعيرنا بالفقر وقد نحلنا الله جلّ ثناؤه الكوثر.

أخبرنا أبو غالب أحمد وأبو عبد الله يحيى ابنا الحسن بن البنّا ، قالا : أنبأنا أبو جعفر بن المسلمة ، أنبأنا أبو طاهر المخلّص ، أخبرنا أحمد بن سليمان الطوسي ، حدّثنا الزّبير بن بكّار في تسمية ولد شعيب بن محمد بن عبد الله بن عمرو بن العاص قال : وعابدة (٦) بنت شعيب كانت عند حسين بن عبد الله بن عبيد الله بن العباس وهي التي يقول فيها حسين بن عبد الله (٧) :

أعابد (٨) ما جسم على النأي عابدا

وأسباك (٩) ولي المسبلات الرواعدا

أعابد (١٠) ما شمس النهار إذا بدت

بأحسن مما بين عينيك عابدا (١١)

__________________

(١) زيادة لازمة سقطت من الأصل وم.

(٢) انظر طبقات ابن سعد ٥ / ٢٢٣ و ٢٢٤ والزيادة مستدركة عنه في الموضعين.

(٣) انظر طبقات ابن سعد ٥ / ٢٢٣ و ٢٢٤ والزيادة مستدركة عنه في الموضعين.

(٤) الخبر في الأغاني ١٢ / ٦٧ في أخبار الحسين بن عبد الله نقلا عن الزبير بن بكار (كذا).

(٥) بالأصل رسمها : «عائدة» والمثبت عن الأغاني.

(٦) بالأصل رسمها : «عائدة» والمثبت عن الأغاني.

(٧) البيتان في الأغاني ١٢ / ٦٥.

(٨) بالأصل : «أعائد» والمثبت عن الأغاني.

(٩) في الأغاني : سقاك الإله المنشآت الرواعدا.

(١٠) بالأصل : «أعائد» والمثبت عن الأغاني.

(١١) ويروى : أعابد ما شمس النهار بدت لنا.

٣٦٦

وأمها عمرة بنت عبيد الله بن العباس بن عبد المطلب. ولأم ولد ، وكان بكّار بن عبد الملك بن مروان خطبها وكانت حسنا وخطبها حسين بن عبد الله فتزوجت حسينا وتركت بكّارا فقال بكّار لحسين : كيف تزوجتك على فقرك فقال له حسين : أتعيرنا بالفقر وقد نحلنا الله عزوجل الكوثر ولسيرة عابدة ردّت أموال عمرو بن العاص حين ولي بنو العباس بعد ما قصبت (١).

٩٤٢ ـ بكّار بن علي بن رياح الرياحي

حكى عن عبد المحسن بن محمد الصوري ، والمجدي ، الشاعرين ، والحسين بن علي الصقلي النحوي.

روى عنه : أبو الحسن علي بن عبد السلام الصوري الأرمنازي.

أنبأنا أبو الفرج غيث بن علي ونقلته من خطه حدّثني أبي [قال : سمعت بكّار بن علي الرياحي بدمشق يقول : لما وصل عبد المحسن الصوري](٢) إلى هنا جاءني المجدي الشاعر فعرفني به وقال : هل لك أن نمضي إليه ونسلم عليه فأجبت ، وقمت معه حتى أتينا إلى منزله ، وكان ينزل دائما إذا قدم في سوق القمح وكان بين يديه دكان قطّان وفيها رجل أعمى فوقفت بين [يديه] عجوز كبيرة فكلّمها بشيء وهي منصتة له فقال المجدي :

مقبلة تسمع ما نقول

فقال عبد المحسن في الحال :

كالخلد لما قابلته الغول

فقال له المجدي : أحسنت والله يا أبا محمد [أتيت بتشبيهين](٣) في نصف بيت أعيذك بالله. أو نحو هذا من الكلام.

ووجدت لبكّار بن علي هذا مجموعا جمعه لنفسه بدمشق سنة اثنين (٤) :

__________________

ويروى :

أعابد ما الشمس التي برزت لنا

بأحسن مما بين ثوبيك عابدا

(١) كذا رسمت ، والعبارة في الأغاني : وبسببها ردت على ولد عمرو بن العاص أموالهم في دولة بني العباس.

(٢) ما بين معكوفتين سقط من الأصل وم واستدرك عن المطبوعة ١٠ / ٢٣١.

(٣) ما بين معكوفتين أثبت عن المطبوعة ١٠ / ٢٣١ ومكانها بالأصل رسمها مضطرب.

(٤) بياض بالأصل مقدار سطر ، والعبارة في م وانظر المطبوعة ١٠ / ٢٣١.

سنة اثنتين وتسعين وثلاث مائة على وجهه أبيات شعر قالها في ترجمة المجموع.

٣٦٧

هذا الكتاب جمعت فيه أنواع الأدب

الشعر والخبر القصير ، وما استحدث من الخطب

وجعلته مستودعا للحفظ أرواح الكتب

أخبرنا والدي الحافظ أبو القاسم علي بن الحسن رحمه‌الله قال :

٩٤٣ ـ بكّار بن قتيبة بن عبد الله (١) بن أبي برذعة (٢)

ابن عبيد الله بن بشير بن عبيد الله بن أبي بكرة

[أبو بكرة] الثقفي (٣)

قاضي مصر ، أصله من البصرة. ولي القضاء بمصر سنين كثيرة.

وروى عن : صفوان بن عيسى ، وروح بن عبادة ، وأبي أحمد محمد بن عبد الله بن الزبير ، وعبد الله بن بكر السهمي ، وعفان بن مسلم ، وحسين بن حفص الأصبهاني ، وإبراهيم بن أبي الوزير ، وهشام بن عبد الملك الطيالسي ، وأبي عامر العقدي ، ومؤمّل بن إسماعيل ، وعثمان بن عمر بن فارس ، وحبّان بن هلال ، وأبي عاصم ، وعبد الله بن حمران ، وأبي داود الطيالسي ، ويعقوب بن إسحاق الحضرمي ، وعثمان بن الهيثم ، ووهب بن جرير ، والحكم بن مروان الضرير ، وسعيد بن عامر ، ويحيى بن حمّاد ، وإبراهيم بن بشّار الرمادي (٤) ، وعبيد بن أبي قرّة ، وعمر بن يونس اليمامي (٥) ، وأبي أيوب أخي خاقان ، ومكي بن إبراهيم البلخي ، وأبي عمر حفص بن عمر الضرير ، وعبد الله بن رجاء ، وحسين بن مهدي الأيلي ، وقريش بن أنس ، وعبد الرّحمن بن الحصين بن مغيث ، وأبي همّام محمد بن محبّب (٦) الدّلّال.

__________________

(١) في مختصر ابن منظور ٥ / ٢٣٧.

(٢) بالأصل والمطبوعة ١٠ / ٢٣٨ بردعة بالدال المهملة ، والمثبت عن المختصر والوافي بالوفيات ١٠ / ١٨٥.

(٣) ترجمته في الوافي بالوفيات ١٠ / ١٨٥ وسير أعلام النبلاء ١٢ / ٥٩٩ وانظر بالحاشية فيهما ثبتا بأسماء مصادر أخرى ترجمت له.

(٤) رسمها غير واضح بالأصل يميل إلى «الرحاوي» والصواب ما أثبت «الرمادي» وانظر ترجمته في سير أعلام النبلاء ١٠ / ٥١٠.

(٥) بالأصل «واليمامي» والصواب بحذف «الواو» انظر ترجمته في سير الأعلام ٩ / ٤٢٢ ، وقد سقطت اللفظة من المطبوعة.

(٦) بالأصل «وأبي همام ومحمد بن مجيب الدلال» والصواب : محمد بحذف الواو ، ومحبب بدل مجيب ، انظر ترجمته في سير أعلام النبلاء ١٠ / ٤٤٩.

٣٦٨

وقدم دمشق سنة تسع وستين ومائتين في صحبة أحمد [بن] طولون وحدّث بها فروى عنه من أهلها أحمد بن سليمان بن حذلم ، وأبو الميمون البجلي ، وأحمد بن محمد بن بشير القرشي ، وأبو القاسم علي بن الحسين بن محمد بن السفر ، ومحمد بن محمد بن أبي حذيفة ، وأبو الحسن بن جوصا ، وأبو بكر محمد بن العباس بن دلدل ، وأبو المغيث محمد بن أحمد بن عبد الواحد ، وصاعد بن عبد الرّحمن النّحاس ، وأبو علي الحسن بن حبيب الحصائري ، وأحمد بن محمد بن فضالة ، وأبو عبد الله الحسين بن عبد الله بن حسيس المصري ، وأحمد بن عبد الله الناقد ، وأبو الحسين محمد بن علي بن أبي الحديد ، وأبو علي الحسن بن محمد بن النعمان الصيداوي ، وأبو سليم علقمة بن يحيى بن علقمة الجوهري ، وأبو الطاهر أحمد بن محمد بن عمرو الحامي (١) ، وجعفر بن محمد بن موسى الحافظ ، وإبراهيم بن إسحاق الصرفندي ، وأبو القاسم [بكر بن الحسن بن عبد الله بن سلمة بن دينار الرازي ، وأبو عوانة يعقوب بن إسحاق وابنه](٢) بكر بن بكّار بن قتيبة.

كتب إليّ أبو بكر عبد الغفّار بن محمد الشيرويي (٣) ، ثم أخبرنا أبو القاسم أحمد بن منصور بن محمد بن عبد الجبار عنه ، قال : أخبرنا أبو بكر الحيري ، حدّثنا أبو العباس الأصم ، حدّثنا أبو بكر [ة] بكّار بن قتيبة ، حدّثنا روح بن عبادة ، حدّثنا شعبة وابن أبي ذئب عن صالح مولى التوأمة ، عن ابن عباس أن أم الفضل أرسلت إلى النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم يوم عرفة بلبن فشربه وهو يخطب الناس.

أخبرنا أبو الحسن بن المسلم الفرضي ، حدّثنا عبد العزيز الكتاني ، أنبأنا تمام بن محمد وأبو محمد بن أبي نصر وعقيل بن عبيد الله بن عبدان ح.

وأخبرنا أبو الحسن أيضا ، أنبأنا أبو القاسم بن أبي العلاء ، أنبأنا أبو محمد بن أبي نصر ، قال : أخبرنا أحمد بن سليمان بن حذلم ح.

وأخبرنا أبو محمد عبد الكريم بن حمزة ، حدّثنا عبد العزيز بن أحمد ، أنبأنا

__________________

(١) كذا رسمها ، وفي سير أعلام النبلاء ١٢ / ٥٩٩ «الخامي» وفي المطبوعة ١٠ / ٢٣٩ «الخاني». وانظر ترجمته في سير الأعلام ١٥ / ٤٣٠ وفيه «الخامي».

وفي العبر ٢ / ٢٥٦ والشذرات ٢ / ٣٥٨ «الحامي» كالأصل.

(٢) ما بين معكوفتين سقط من الأصل وم واستدرك عن المطبوعة ١٠ / ٢٣٩.

(٣) بالأصل : «عبد القادر ... السروي» والصواب ما أثبت ، انظر ترجمته في سير أعلام النبلاء ١٩ / ٢٤٦.

٣٦٩

تمام بن محمد ، أنبأنا أبو القاسم علي بن الحسين بن محمد بن السفر ، وعبد الرّحمن بن عبد الله بن راشد ، وأحمد بن سليمان بن أيوب بن حذلم قالوا : حدّثنا بكّار بن قتيبة ، حدّثنا روح بن عبادة ، حدّثنا حجّاج الصّوّاف ، عن أبي الزبير ، عن جابر بن عبد الله أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : «من قال : سبحان الله العظيم وبحمده ، غرست له نخلة في الجنة» [٢٥٨٧].

أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني ، وأبو المعالي ثعلب بن جعفر السراج ، قالا : أخبرنا عبد الدائم بن الحسن ، أخبرنا عبد الوهاب الكلابي ، أنبأنا أبو العباس عبد الله بن عتّاب بن الزفتي ، حدّثنا بكّار بن قتيبة بن عبيد الله بن أبي زرعة (١) بن عبيد الله بن بشير بن عبيد الله بن أبي بكرة ، حدّثنا الضحاك بن مخلد أبو عاصم ، حدّثنا بكّار بن عبد العزيز بن أبي بكرة ، عن أبيه ، عن جده قال : كان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم إذا أتاه الشيء يسرّه سجد ، كذا نسبه.

أخبرنا أبو الفرج سعيد بن أبي الرجاء الأصبهاني ، أخبرنا منصور بن الحسين وأحمد بن محمود ، قالا : أخبرنا أبو بكر بن المقرئ ، قال : سمعت محمد بن بكر الشّعراني التّنّيسي ـ ببيت المقدس ـ يقول : سمعت أحمد بن سهل بن بويه الهروي يقول : كنت ألازم غريما لي إلى بعد عشاء الآخرة أو نحو هذا ، قال وكنت ساكنا في جوار بكّار بن قتيبة فانصرفت إلى منزلي فإذا هو يقرأ (يا داوُدُ إِنَّا جَعَلْناكَ خَلِيفَةً فِي الْأَرْضِ) الآية إلى (فَيُضِلَّكَ عَنْ سَبِيلِ اللهِ)(٢) فوقفت أسمع عليه طويلا ، ثم انصرفت فقمت في السحر على أن أصير إلى منزل الغريم ، فإذا هو يقرأ هذه الآية يرددها ويبكي ، فعلمت أنه كان يقرأها من أول الليل (٣).

أخبرنا أبو الفرج غيث بن علي ، وحدّثني عنه أبو إسحاق إبراهيم بن طاهر بن بركات الخشوعي (٤) عنه أخبرنا شرف بن علي بن الخضر التمار ـ إجازة ـ أنبأنا أبو حازم محمد بن الحسين بن الفراء ، قال : قرأت على عبد الرّحمن بن [عمر] بمصر ، حدّثنا

__________________

(١) وفي المطبوعة : «زرعة» أيضا ، وقد تقدم الصواب «برذعة».

(٢) سورة ص ، الآية : ٢٦.

(٣) الخبر بهذا السند في سير أعلام النبلاء ١٢ / ٦٠٠.

(٤) بالأصل «الحسن» والصواب ما أثبت ، انظر ترجمته في سير أعلام النبلاء ٢٣ / ١٠٢.

٣٧٠

أحمد بن سعيد قال : سمعت سعيد بن عثمان يقول : سمعت بكّار بن قتيبة ينشد :

لنفسي أبكي لست أبكي لغيرها

لعيبي في نفسي عن الناس شاغل

أخبرنا أبو غالب وأبو عبد الله ، ابنا (١) البنّا ، أنبأنا أبو الحسن (٢) بن الآبنوسي عن أبي الحسين الدارقطني.

قرأت على أبي غالب بن البنّا عن عبد الكريم بن محمد بن أحمد أنبا أبو الحسن (٣) الدارقطني قال : وبكّار بن قتيبة قاضي مصر يكنى أبا بكرة.

قرأت على أبي محمد السّلمي عن أبي نصر بن ماكولا ، قال (٤) : أما بكرة ـ بفتح الباء ـ فأبو بكرة بكّار بن قتيبة البكراوي قاضي مصر.

كتب إليّ أبو سعيد أحمد بن عبد الجبار بن أحمد بن الطّيّوري يخبر عن أبي عبد الله الصّوري ، أنبأنا أبو محمد عبد الرّحمن بن عمر بن محمد بن سعيد الشاهد ، حدّثنا أبو عمر محمد بن يوسف بن يعقوب الكندي ، قال : لما ولي القضاء بها ـ يعني بمصر ـ أبو بكرة بكّار بن قتيبة بن أبي بردعة بن بشير بن عبيد الله بن أبي بكرة صاحب رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم من قبل المتوكل قدمها يوم الجمعة لثمان بقين من جمادى الآخرة سنة ست وأربعين ومائتين ، وفي غير هذه الرواية عن أبي عمر : لثمان خلون بدل لثمان [بقين] وفيها أيضا : ولم يزل قاضيا إلى أن توفي يوم الخميس [لستّ] مضين من ذي الحجة سنة سبعين ومائتين ، وأقامت مصر بلا قاض سبع سنين إلى أن ولّى خمارويه بن أحمد بن طولون محمد بن عبدة القضاء ، وكان أحمد [بن] طولون أراد بكّارا على لعن الموفق فامتنع من ذلك ، فسجنه إلى أن مات أحمد فأطلق من السجن (٥) فمكث بعد ذلك يسيرا ثم مات ، فغسل ليلا وكثر الناس فلم يدفن إلى وقت صلاة العصر (٦).

قرأت على أبي محمد السّلمي ، عن أبي محمد التميمي ، أنبأنا مكي بن محمد بن الغمر ، أنبأنا أبو سليمان بن زبر (٧) ، قال : قال أبو جعفر الطحاوي فيها ـ يعني سنة سبعين

__________________

(١) بالأصل : «أنبأنا» والصواب ما أثبت قياسا إلى سند مماثل.

(٢) بالأصل «الحسن» خطأ.

(٣) بالأصل «الحسن» خطأ.

(٤) الاكمال لابن ماكولا ١ / ٣٤٩.

(٥) في ولاة مصر للكندي ص ٢٥٦ أن الذي أطلقه هو أحمد بن طولون في شعبان سنة ٢٧٠.

(٦) الخبر في سير أعلام النبلاء ١٢ / ٦٠٠ نقلا عن الكندي.

(٧) بالأصل «زيد» خطأ.

٣٧١

ومائتين ـ مات بكّار بن قتيبة في ذي الحجة وهو ابن سبع وثمانين.

قرأت بخط أبي حفص عمر بن أبي بكر المؤدب مما نقله من خط عبد العزيز بن أبي طاهر التّميمي قال : قال أبو جعفر أحمد بن محمد بن سلامة الطّحاوي وتوفي منهم فيها ـ يعني سنة سبعين ومائتين ـ أبو بكرة بكّار بن قتيبة بن أبي بردعة بن بشير بن عبيد الله بن أبي بكرة صاحب رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يوم الخميس لخمس ليال خلون من ذي الحجة منها ، وكان مولده بالبصرة في سنة اثنتين وثمانين (١) ومائة ، وولي قضاء مصر في سنة ست وأربعين ومائتين فلم يزل قاضيها إلى أن توفي بها ، وكان من الحمد في ولايته عليها ومن القبول لأهلها إياه ، ومن عفته عن أموالهم ومن سلامته في أحكامه ، ومن اطلاعه بذلك على نهاية ما يكون عليه مثله ، حتى لو كانت أخلاقه ومواهبه هذه فيمن تقدّم لكان يبين بها عن كثير منهم. وكان الأمير أحمد بن طولون من المعرفة بحقه ، والميل إليه والتعظيم لقدره على نهاية ، وكان يأتي إليه بمحضرنا وهو يملي على الناس الحديث على كثرة من كان يحضر مجلسه ، فيمنع حاجبه مستمليه من الانقطاع عن الاستملاء عليه ، ثم يصعد إليه إلى المجلس الذي كان يحدّث فيه ، فيقعد مع الناس فيه ويستتمّ بكّار مجلسه وهو حاضر ، لا يقطعه بحضوره إياه ، فلم يزل كذلك حتى أراد منه أحمد بن طولون خلع أبي أحمد الموفق ولعنه ، فأبى ذلك عليه ، فلمّا رأى أحمد بن طولون أنه لا يلتئم له منه ما يحاوله منه ألّب عليه سفهاء أهل الأحباس (٢) ومن سواهم من العوامّ ، وجعله لهم خصما ، وكان يقعد له من يقيمه بين يديه مع من يخاصمه مقام الخصوم فلا يأبى ذلك ، ويقوم بالحجة لنفسه ، ويشافه أمر من يخاصمه فكان قلّ من ينصرف عن خصومته وربما كان ذلك سببا لحبس من يخاصمه منهم ثابت بن أبي حداد (٣) فإنه كان خاصمه إليه ، فقال : أدنوه مني حتى أسمع ، فلما سمع قوله وذكر أنه جاء بكتاب من العراق في أمره قال له : لا أدري ما هذا قد كان يخاصم إليّ ويطلب بعض حبس جده ، وكان جده نصرانيا في وقت تحبيسه إياه ، فخرج وقبضه من يد الحاكم فتلا وهو كذلك يعني الحارث بن مسكين فأعلمته أن نصرانية جده لا

__________________

(١) بالأصل : «اثنين ومائتين» والمثبت عن سير الأعلام ١٢ / ٥٩٩ والمطبوعة ١٠ / ٢٤١ والوافي بالوفيات ١٠ / ١٨٦ وفي م : اثنين وثمانين ومائتين.

(٢) الأحباس بمعنى الأوقاف ، وفي سير الأعلام : «سفهاء الناس» ، وفي مختصر ابن منظور : الأحباش بالشين المعجمة.

(٣) في المطبوعة : حدار.

٣٧٢

تمنع من جواز حبسه عليه فخرج إلى العراق فجاءني بكتاب من هناك من هذا الذي يدعونه أبا أحمد فأعلمته أني لست ممن يقبل في الحكم شفاعة ممن جاءني بكتابه ولا غيره ، وهو يقول إنه على النصرانية وهو الآن عليها وشهد عليه عندي إسحاق بن محمد بن معمر أنه أسلم بالعراق على يد هذا الرجل الذي جاءني بكتابه فلو شهد عليه عندي شاهد آخر مثل إسحاق بن محمد استتبته فإن لم يتب قتلته ، فانصرف به بأمر أحمد بن طولون من مجلسه ذاك إلى الحبس ، وكان أحمد بن طولون قد حبس القاضي بكّار بالمرفق في القماحين في الدرب الذي على يمين من يريد المصلّى القديم.

فحدّثني عبد الله بن محمد بن بشير الحذّاء وكان ممن يحضر هناك مجلس ابن طولون قال : رأيته هناك يعني القاضي بكّارا وقد أدخل خصما ، فقال خصمه الذي كان يخاصم إليه : هذا الرجل كان يزعم أنه قاضي المسلمين خمسا (١) وعشرين سنة وقد غصبني داري وهو ساكنها الآن ولي عليه من أجرتها خمسة دنانير ، فسئل القاضي بكّار عن ذلك فقال : لا أدري ما يقول هذا الرجل ، أنا لم أنزل هذه الدار ، وإنما أنزلتها كرها ، فإن كان مغصوبا فالذي غصبه هو الذي أنزلنيها. وهذا في الجملة كلام محال ، ما ظننته يجوز على أحد ، لئن كنت غاصبا فما له عليّ أجرة معلومة ، لئن كانت له علي أجرة بسكناي في داره فما أنا غاصب. قال : قام الذي كان يخاصم إليه بخمسة دنانير فدفعت إلى الذي خاصمه وأصرف. وكان في هذه الدار في كل يوم جمعة إذا جاء وقت الرّواح لصلاة الجمعة لبس ما كان يلبسه للجمعة وخرج إلى الباب يريد الرّواح منه ، فيقول له الموكلون به : ارجع ، فيقول : اللهم اشهد ، ثم يرجع. فلم يزل كذلك فيها حتى توفي أحمد بن طولون ، وبقي فيها هو بعد ذلك حتى توفي في الوقت الذي ذكرنا وفاته فيه ، فظن الناس أنه لا يتهيأ لأحد حضوره وحضروا عند العصر ، وكنت فيمن حضر وكان معي يحيى بن عثمان بن صالح ، فأخرجت جنازته بعد العصر ، وأقبل الناس أكثر ما كانوا وفيهم أصحاب أحمد بن طولون قد غطوا رءوسهم حتى لا يعرفوا وزادت الجماعة من غير أن يرى في الناس راكب واحد ، فشهده أكثر ممن شهد العيد بوقار وسكينة ، وصلّي عليه في المصلّى الجديد ، وكان الذي صلّى عليه ابن أخيه محمد بن الحسن بن قتيبة.

كتب أبو زكريا يحيى بن عبد الوهاب بن مندة ، وحدّثني أبو بكر [محمد] بن شجاع

__________________

(١) بالأصل : خمسة.

٣٧٣

عنه ، أنبأنا عمي أبو القاسم ، عن أبيه أبي عبد الله قال : قال لنا أبو سعيد بن يونس : بكّار بن قتيبة بن أبي برذعة بن عبيد الله بن بشير بن (١) عبيد الله بن أبي بكرة الثقفي صاحب رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يكنى أبا بكرة بصري قدم [على] قضاء مصر أراه سنة ثمان أو تسع وأربعين ومائتين فأقام على القضاء بها إلى أن توفي بها سنة سبعين ومائتين ليلة الخميس لست ليال (٢) خلون من ذي الحجة ، حدّث بمصر حديثا كثيرا.

٩٤٤ ـ بكّار بن محمد بن بكر

جدّ بني اليتيم. حكى عنه محمد بن الفيض الغسّاني (٣).

٩٤٥ ـ بكّار بن محمد

سمع الزهري برصافة هشام بن عبد الملك.

روت عنه : ابنته عاتكة بنت بكّار.

قرأت بخط أبي العباس أحمد بن منصور المالكي الفقيه ، وأنبأنيه ابنه أبو الحسن علي بن أحمد عنه قال : حدّثنا الفقيه أبو القاسم عبد العزيز بن علي بن الحسن المالكي ، حدّثنا أبو الحسن علي بن عبد العزيز بن زيت (٤) النار حدّثنا أبو محمد الحسن بن عبد الرّحمن بن خالد ، حدّثنا عبد الله بن سعيد بن يحيى الرّقيّ قاضي فارس قال : كتبت إليّ والدتي مرية (٥) ابنة مروان بن يزيد بن عبد الملك بن عياض بن غنم القرشية من الرّقّة وأنا على قضاء تستر (٦) تقول : حدثتني والدتي عاتكة ابنة بكّار عن أبيها بكّار بن محمد قال : دخلت على هشام بن عبد الملك بالرّصافة وهو جالس في قبته الخضراء وعنده ابن شهاب الزّهري ؛ فحدّثنا ابن شهاب الزّهري عن سالم بن عبد الله ، عن عبد الله بن عمر أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : «ما ترك عبد لله أمرا لا يتركه إلّا لله تعالى ، إلّا عوّضه الله منه ما هو خير له منه في دينه ودنياه» [٢٥٨٨] قالت العجوز : فآثرني على ما أنت فيه يعوّضك الله تعالى

__________________

(١) بالأصل «أن».

(٢) بالأصل : «ليالي».

(٣) في المطبوعة ١٠ / ٢٤٤ «الصبار» والصواب ما أثبت انظر ترجمته في سير أعلام النبلاء ١٤ / ٤٢٧.

(٤) رسمها غير واضح بالأصل وم والمثبت عن المطبوعة.

(٥) بالأصل «مرتة» والمثبت عن مختصر ابن منظور ٥ / ٢٣٩ والمطبوعة ١٠ / ٢٤٤.

(٦) من أعظم مدن خوزستان (انظر معجم البلدان).

٣٧٤

ويؤثرك. وكتبت إليّ في أسفل كتابها لنفسها :

عجوز بأرض الرّقّتين (١) وحيدة

لنأيك بالأهواز ضاق بها الذّرع

وقد ماتت الأعضاء من كل جسمها

سوى دمع عينيها فلم يمت الدّمع

تراعي الثّريا ما تلذّ لغمضها

إلى أن يضيء الصّبح أنجمه السّبع

وكم في الدجى من ذي هموم مقلقل

وآخر مستور يدرّ له الضّرع (٢)(٣)

٩٤٦ ـ بكجور أبو الفوارس التركي (٤)

مولى قرعويه (٥) أحد غلمان سيف الدولة أبي الحسن بن حمدان ، ولي دمشق من قبل المصريين ، وقدمها من حمص ـ وكان يليها أيضا قبل دمشق ـ في يوم السبت لسبع خلون من رجب سنة ثلاث وسبعين وثلاثمائة.

وأقام بدمشق يجور فيها ويظلم ويجمع الأموال لنفسه إلى أن جرّد إليه من مصر منير الخادم واليا على دمشق في سنة ثمان وسبعين وثلاثمائة. وكان بكجور يخاف من أهل دمشق لسوء سيرته فيهم فبعث بعض عسكره لقتال منير فكسرهم منير. فأرسل إليه بكجور أنه يسلم البلد وينصرف عنه إلى حمص فأجابه إلى ذلك ورحل عن دمشق متوجها إلى حوّارين يوم الثلاثاء النصف من رجب سنة ثمان وسبعين ، ومضى إلى الرّقّة وأقام فيها الدعوة للمصريين.

حدّثنا أبو الحسن علي بن المسلّم لفظا ، قال : دفع إليّ رجل يعرف بمجير الكتامي شيخ من جند المصريين ورقة فيها أسماء الولاة بدمشق فكان فيها بكجور في رجب سنة ثلاث وسبعين وثلاثمائة.

__________________

(١) الرقتان تثنية الرقة ، قال ياقوت : أظنهم ثنوا الرقة والرافقة كما قالوا العراقان للبصرة والكوفة.

(٢) زيد في المختصر والمطبوعة :

ومن أضحكته الدار وهي أنيسة

بكاها إذا ما ناب من حادث قرع

(٣) زيد في المطبوعة ترجمة وقد سقطت من أصلنا ، وتمام ما ورد فيها :

بكران بن علي

أبو القاسم الرياحي .... بن محمد بن عبد الله بن محمد الخطابي الشاعر ، شاعر ، وعده بعض الدمشقيين في شعراء دمشق. ولم يقع إليّ شيء من شعره.

(٤) انظر الوافي بالوفيات ١٠ / ٢٠٢ وذيل تاريخ دمشق لابن القلانسي ص ٢٤ و ٢٧.

(٥) عند ابن القلانسي : فرغويه.

٣٧٥

قرأت بخط عبد المنعم بن علي بن النحوي قتل بكجور في المحرم سنة إحدى وثمانين وثلاثمائة. وذكر غيره أنه قتل في رجب في هذه السنة بالناعورة (١) من أرض [حلب] وقبل قتل بكجور يوم الأحد الثاني من صفر سنة إحدى وثمانين وثلاثمائة.

__________________

(١) إعجامها غير واضح بالأصل والمثبت عن تاريخ ابن القلانسي ٣٤ والزيادة التالية مقتبسة عن م وابن القلانسي.

٣٧٦

ذكر من اسمه بكر

٩٤٧ ـ بكر بن أحمد بن حفص بن عمر بن عثمان بن سلمان

أبو محمد التّنّيسي المعروف بالشّعراني (١)

سمع بدمشق إبراهيم بن عتيق ، ويزيد بن محمد بن عبد الصمد ، وأبا زرعة الدمشقي ، ومحمد بن هشام بن ملاس (٢) ، وأبا بكر أحمد بن محمد بن عيسى البغدادي صاحب تاريخ حمص ، وأبا بكر محمد بن العباس الصّيدلاني ، والحسن بن محمد بن أحمد بن بكّار بن بلال العاملي ، ومحمد بن علي بن ميمون الرّقّي ، ومحمد بن عوف الطائي ، ومحمد بن عبد الله بن عبد الحكم ، وأبا عتبة أحمد بن الفرج ، وأبا معاوية محمد بن خلف بن عبد الرّحمن بن المخلد البصري ، ويونس بن عبد الأعلى ، وعمران بن بكّار البرّاد ، وطاهر بن الفضل الحلبي ، ومحمد بن الجنيد الدّقّاق.

روى عنه : أبو الحسين محمد بن المظفّر ، وعلي بن عبد الجليل التّنّيسي ، وأبو الحسن أحمد بن عبد الله بن رزيق البغدادي ، والحسن بن أحمد المادرائي (٣) ، وأبو سعيد عبد الرّحمن بن أحمد بن يونس بن عبد الأعلى ، والحسن بن بشر بن إسماعيل بن عدق الأزدي ، وأبو العباس محمد بن أحمد بن إبراهيم بن أحمد بن محمد بن عطية بن زياد بن الحداد ، والشريف أبو القاسم الميمون بن حمزة بن الحسين ، وأبو عبد الله محمد بن الحسين بن عمر بن حفص المصري المعروف باليمن (٤) ، وأبو زيد ذكوان بن

__________________

(١) انظر ترجمته في سير أعلام النبلاء ١٥ / ٣٠٨ والعبر ٢ / ٢٢٥ والشذرات ٢ / ٣٢٩.

(٢) بعدها في المطبوعة ١٠ / ٢٤٦ «وبغيرها : أبا بكر ...».

(٣) بالأصل : المارداني ، والمثبت عن الأنساب ، ذكره السمعاني وترجم له.

(٤) في المطبوعة ١٠ / ٢٤٦ «باليمني».

٣٧٧

الحسن بن محمد بن عبيد التّنّيسي ، وأبو العباس محمد بن موسى بن الحسين بن السمسار ، وأبو القاسم صدقة بن علي بن محمد بن المؤمّل الموصلي ، وأبو علي سعيد بن عثمان بن السكن ، وأبو الحسين الدّينوري.

أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن عبد الواحد ، [أنا أبو الحسين بن الآبنوسي](١) أنبأنا أبو الحسين محمد بن عبد الرّحمن بن جعفر بن خشنام الدينوري ، حدّثنا بكر بن أحمد بن حفص الشعراني ، حدّثنا محمد بن عوف ، حدّثنا أبو يعقوب الأفطس يوسف بن يونس ، عن مالك بن أنس ، عن نافع ، عن ابن عمر قال : نهى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم عن الإخصاء وقال : «فيه نماء خلق الله» [٢٥٨٩].

قال : قال لنا ابن أبي الفوارس لا أعلم حدّث به إلّا يوسف بن يونس ، أخبرنا أبو محمد عبد الكريم بن حمزة ، أنبأنا أبو حسين بن مكي ، أنبأنا جدي أبو الحسن أحمد بن عبد الله بن حميد بن رزيق البغدادي ، حدّثنا أبو محمد بكر بن أحمد بن حفص في الفوائد ، حدّثنا أبو عتبة الحمصي ، حدّثنا بقية ، حدّثنا الزّبيدي ، عن نافع ، عن ابن عمر أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : «من دعي إلى عرس أو نحوه فليجب» [٢٥٩٠].

كتب إليّ أبو زكريا يحيى بن عبد الوهاب بن مندة ، ثم حدّثني أبو بكر اللفتواني عنه ، أنبأنا عمي أبو القاسم ، عن أبيه أبي عبد الله ، قال : قال لنا أبو سعيد بن يونس : بكر بن أحمد بن حفص ، يكنى أبا محمد ، يعرف بابن الشعراني قدم تنّيس مع أبيه ، وكتب الحديث بالشام وبمصر كان يقدم إلى فسطاط مصر في الأحايين ويكتب عنه ، وكان ثقة حسن الحديث ، توفي عشية الأحد مع المغرب لثمان خلون من شهر ربيع الأول سنة إحدى وثلاثين وثلاثمائة.

٩٤٨ ـ بكر بن أبي بكر بن يزيد

ابن معاوية بن أبي سفيان الأموي

أمه أم ولد ، ذكره أبو المظفّر محمد بن أحمد بن محمد الأموي الأبيوردي النسابة في كتاب [من] نسب إلى أبي سفيان.

__________________

(١) ما بين معكوفتين استدرك عن م وانظر المطبوعة.

٣٧٨

٩٤٩ ـ بكر بن سهل بن إسماعيل بن نافع

أبو محمد الدّمياطي ، مولى بني هاشم

سمع بدمشق : صفوان بن صالح ، وببيروت : سليمان بن أبي كريمة البيروتي ، وبمصر : أبا صالح عبد الله بن صالح كاتب الليث ، وعبد الله بن يوسف التّنّيسي ، وشعيب بن يحيى ، وعبد الرّحمن بن أبي جعفر الدّمياطي ، ونعيم بن حمّاد المروزي ، ويحمد (١) بن مخلد الرّعيني الحمصي ، وإبراهيم بن البراء بن النضر بن أنس بن مالك.

روى عنه : أبو العباس الأصم ، وأبو جعفر الطحاوي ، وسليمان بن أحمد الطّبراني ، وإبراهيم بن أحمد بن فراس العبقسي الفقيه المكي المالكي ، ومحمد بن عمر المصري ، وأبو الحسن علي بن محمد بن أحمد البغدادي الواعظ المعروف بالمصري ، وعمر بن الربيع بن سليمان ، وأبو عبد الله الفضل بن عبد الله الهاشمي المقدسي ، وأبو العباس أحمد بن الحسين بن إسحاق بن عتبة الرّازي ، وأبو الحسن علي بن أحمد بن إسحاق المزكّي ، ويعقوب بن المبارك.

أنبأنا أبو علي الحداد [ثم أخبرني أبو مسعود](٢) الأصبهاني عنه ، أخبرنا أبو نعيم الحافظ ، حدّثنا سليمان بن أحمد ، حدّثنا بكر بن سهل ، حدّثنا عبد الله بن يوسف ، حدّثنا الهيثم بن حميد ، قال : أخبرني زيد بن واقد عن سليمان بن موسى ، عن كثير بن مرة عن عقبة (٣) بن عامر أن نبي الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : «إنّ الذي يسرّ بالقرآن كالذي يسرّ بالصدقة ، والذي يجهر بالقرآن كالذي يجهر بالصدقة» [٢٥٩١].

أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلّم الفقيه ، حدّثنا عبد العزيز بن [أحمد](٤) ، أخبرنا عبد الرّحمن بن عثمان ، أخبرنا أبو عبد الله محمد بن أحمد بن خالد الأعرابي ، حدّثنا بكر بن سهل الدّمياطي ـ وكان شيخا مربوعا أسمر كبير الأذنين ـ حدّثنا محمد بن

__________________

(١) في المطبوعة : محمد.

(٢) ما بين معكوفتين سقط من الأصل واستدرك عن م.

(٣) بالأصل «عبيد» خطأ والصواب ما أثبت ، انظر ترجمته في تهذيب التهذيب ٤ / ١٥٤.

(٤) مكانها بياض بالأصل ، والصواب ما أثبت قياسا إلى سند مماثل والمطبوعة ١٠ / ٢٤٨ وانظر ترجمته في سير أعلام النبلاء ١٨ / ٢٤٨ وترجمة علي بن المسلم الفقيه في سير الأعلام ٢٠ / ٣١ وفيها أنه سمع عبد العزيز بن أحمد الكتاني وفي م أيضا بياض.

٣٧٩

محمد (١) بن مخلد الرّعيني ، حدّثنا عبد الرّحمن بن زيد بن أسلم (٢) عن أبيه ، عن أبي هريرة ، عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : «ما من عبد يمرّ بقبر كان يعرفه في الدنيا فيسلم عليه إلّا عرفه» زاد غيره في إسناده عطاء بن يسار [٢٥٩٢].

أخبرناه أبو بكر محمد بن أحمد بن الجنيد الخطيب ـ بميهنة ـ وأبو الفتح محمد بن عبد الرّحمن بن أبي بكر الكشميهني ـ بمرو ـ قالا : أنبأنا أبو الفضل محمد بن أحمد بن أبي الحسن العارف ، أنبأنا القاضي أبو بكر أحمد بن الحسن الحيري ، حدّثنا أبو العباس محمد بن يعقوب الأصمّ ، حدّثنا بكر بن سهل الدّمياطي ، حدّثنا محمد بن مخلد الرّعيني ح.

قال : وأخبرنا أبو العباس الأصم قال : وحدّثنا الربيع بن سليمان ، حدّثنا بشر بن بكر جميعا عن عبد الرّحمن بن زيد بن أسلم ، عن أبيه ، عن عطاء بن يسار ، عن أبي هريرة ، عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : «ما من عبد يمرّ بقبر رجل كان يعرفه في الدنيا فيسلّم عليه إلّا عرفه وردّ عليه‌السلام» [٢٥٩٣].

قرأت على أبي الفضل بن ناصر ، عن جعفر بن يحيى ، أخبرنا عبيد الله بن سعيد ، أخبرنا الخصيب بن عبد الله ، أخبرنا عبد الكريم بن أحمد بن شعيب ، حدّثنا أبي قال : أبو محمد بكر بن سهل ، عن عبد الله بن يوسف ، ضعيف.

أخبرنا أبو محمد حمزة بن العباس العلوي ، وأبو الفضل أحمد بن محمد بن سليم ، وحدّثني أبو بكر اللفتواني عنهما قالا : أخبرنا أبو بكر أحمد بن الفضل الباطرقاني ، أخبرنا أبو عبد الله محمد بن إسحاق ، قال : أخبرنا أبو سعيد بن يونس ، قال : بكر بن سهل بن إسماعيل بن نافع الدّمياطي مولى بني هاشم يكنى أبا محمد ، مولى الحارث بن عبد الرّحمن الهاشمي. يروي عن عبد الله بن يوسف ، وشعيب بن يحيى ، وعن جماعة توفي بدمياط في شهر ربيع الأول سنة سبع وثمانين ومائتين. وذكر غيره أنه توفي بالرّملة بعد عوده من الحجّ وأن مولده سنة ست وتسعين ومائة.

وذكر أبو جعفر الطحاوي أنه مات في آخر ربيع الآخر (٣).

__________________

(١) كذا بتكرار «محمد» بالأصل.

(٢) بالأصل : «عبد الرحمن بن أم الأسلم» والمثبت من سند الحديث التالي.

(٣) انظر ما ذكر في وفاته ومقدار عمره باختلاف : ميزان الاعتدال ١ / ٣٤٥ وسير أعلام النبلاء ١٣ / ٤٢٦ صحح قول ابن يونس أنه مات في ربيع الأول سنة تسع وثمانين ومائتين.

٣٨٠