تاريخ مدينة دمشق - ج ١٠

أبي القاسم علي بن الحسن ابن هبة الله بن عبد الله الشافعي [ ابن عساكر ]

تاريخ مدينة دمشق - ج ١٠

المؤلف:

أبي القاسم علي بن الحسن ابن هبة الله بن عبد الله الشافعي [ ابن عساكر ]


المحقق: علي شيري
الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع
الطبعة: ٠
الصفحات: ٥٣٦
الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤ الجزء ١٥ الجزء ١٦ الجزء ١٧ الجزء ١٨ الجزء ١٩ الجزء ٢٠ الجزء ٢١ الجزء ٢٢ الجزء ٢٣ الجزء ٢٤ الجزء ٢٥ الجزء ٢٦ الجزء ٢٧ الجزء ٢٨ الجزء ٢٩ الجزء ٣٠ الجزء ٣١ الجزء ٣٢ الجزء ٣٣ الجزء ٣٤ الجزء ٣٥ الجزء ٣٦ الجزء ٣٧ الجزء ٣٨ الجزء ٣٩ الجزء ٤٠ الجزء ٤١ الجزء ٤٢ الجزء ٤٣ الجزء ٤٤ الجزء ٤٥ الجزء ٤٦ الجزء ٤٧ الجزء ٤٨ الجزء ٤٩ الجزء ٥٠ الجزء ٥١ الجزء ٥٢ الجزء ٥٣ الجزء ٥٤ الجزء ٥٥ الجزء ٥٦ الجزء ٥٧ الجزء ٥٨ الجزء ٥٩ الجزء ٦٠ الجزء ٦١ الجزء ٦٢ الجزء ٦٣ الجزء ٦٤ الجزء ٦٥ الجزء ٦٦ الجزء ٦٧ الجزء ٦٨ الجزء ٦٩ الجزء ٧٠ الجزء ٧١ الجزء ٧٢ الجزء ٧٣ الجزء ٧٤ الجزء ٧٥ الجزء ٧٦ الجزء ٧٧ الجزء ٧٨ الجزء ٧٩ الجزء ٨٠

سليمان بن أبي غيلان وهو الصواب.

أخبرنا أبو الحسن علي بن محمد بن أحمد الخطيب ، أنبأنا أبو منصور محمد بن الحسن النهاوندي ، حدّثنا أحمد بن الحسين النهاوندي ، أنبأنا عبد الله بن محمد بن عبد الرّحمن بن الأشقر ، حدّثنا محمد بن إسماعيل ، قال : بشير (١) بن كعب أبو أيوب العدوي روى عن أبي ذرّ وعن أبي وعن أبي الدرداء كنّاه معاذ ، عن أبيه ، عن قتادة ، عن العلاء بن زياد ، عن أبي أيوب بشير.

وقال الحسن : حدّثنا ضمرة ، عن الحكم بن سليمان بن أبي غيلان احتفر بشير بن كعب العدوي في طاعون الجارف قبرا فقرأ فيه القرآن ، فلما مات دفن فيه.

أخبرنا أبو بكر محمد بن العباس ، أنبأنا أحمد بن منصور بن خلف ، أخبرنا محمد بن عبد الله بن حمدون ، أخبرنا مكي بن عبدان ، قال : سمعت مسلم بن الحجّاج يقول : بشير بن كعب العدوي ، عن أبي ذرّ وأبي الدرداء ، روى عنه العلاء بن زياد ، وطلق بن حبيب.

قرأت على أبي الفضل البغدادي ، عن جعفر بن يحيى بن إبراهيم ، أخبرنا عبيد الله بن سعيد بن حاتم ، أخبرنا الخصيب بن عبد الله ، أخبرني عبد الكريم بن أحمد بن شعيب ، أخبرني أبي قال : أبو أيوب بشير بن كعب البصري ثقة.

قرأت على أبي محمد السّلمي ، عن أبي زكريا عبد الرحيم بن أحمد بن نصر ح.

وحدّثنا خالي القاضي أبو المعالي محمد بن يحيى بن علي ، نا نصر (٢) بن إبراهيم الزاهد ، أخبرنا أبو زكريا عبد الرحيم بن أحمد ، حدّثنا عبد الغني بن سعيد ، قال في باب بشير بالضم : بشير بن كعب العدوي أبو أيوب.

قرأت على أبي محمد السلمي ، عن أبي نصر بن ماكولا ، قال (٣) : وأما بشير ـ بضم الباء وفتح الشين المعجمة ـ فهو بشير بن كعب أبو أيوب العدوي [بصري ، حدث عن أبي

__________________

(١) بالأصل : «بشر».

(٢) قوله : «نا نصر» مكانه بالأصل وم «بن ناصر إبراهيم».

(٣) الاكمال لابن ماكولا ١ / ٢٩٨.

٣٢١

ذرّ ، وأبي هريرة ، وأبي الدرداء ، حدّث عنه عبد الله بن بريدة ، وطلق بن حبيب](١) والعلاء بن زياد.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أخبرنا عمر [بن عبد الله بن عمر] ، أنبأنا أبو الحسين بن بشران ، أنبأنا عثمان بن أحمد ، حدّثنا حنبل بن إسحاق ، حدّثنا الحميدي ، حدّثنا سفيان ، عن رجل قال : قال لي طاوس ح.

وأخبرنا أبو القاسم أيضا ، أخبرنا أبو بكر بن الطبري ، أنبأنا محمد بن الحسين ، أنبأنا عبد الله بن جعفر ، حدّثنا يعقوب بن سفيان ، حدّثنا أبو بكر الحميدي ، حدّثنا سفيان ، حدّثنا عمرو قال لي طاوس : اذهب بنا نجالس الناس قال : فجلسنا إلى بشير بن كعب العدوي فقال يعقوب : فجلسنا إلى رجل من أهل البصرة يقال له بشير بن كعب العدوي ، فقال طاوس : رأيت هذا أتى ابن عباس ، فجعل يحدثه ، وقال ابن عباس : كأني أسمع حديث ـ وقال يعقوب : بحديث ـ أبي هريرة (٢).

أخبرنا أبو الحسن الفقيهان (٣) قال : أخبرنا أبو عبد الله الحسن بن محمّد القاضي ، أخبرنا عبد الرّحمن بن عثمان ، حدّثنا أحمد بن سليمان الأسدي ، حدّثنا أبو زرعة ، حدّثنا محمّد بن أبي عمر ، حدّثنا سفيان بن عيينة ، عن عمرو قال : قال لي طاوس : أتسير بنا ـ يعني نجالس الناس قال : فنجلس إلى رجل يقال له بشير بن كعب العدوي ، فقال طاوس : أرأيت هذا جلس إلى ابن عباس ، فتحدث. فقال ابن عباس : كأني أسمع حديث أبي هريرة.

أخبرنا أبو المعالي محمد بن إسماعيل الفاسي ، أخبرنا أبو بكر البيهقي ، أخبرنا أبو محمد عبد الله بن يوسف الأصبهاني ، أخبرنا أبو سعيد بن الأعرابي ح.

قال : وأخبرنا أبو الحسين بن بشران العدل ببغداد ح.

وأخبرنا أبو محمد بن طاوس ، أخبرنا أبو الحسن هبة الله بن عبد الرزاق بن محمد الأنصاري ح.

__________________

(١) ما بين معكوفتين سقط من الأصل وم واستدرك عن الاكمال. بالأصل «نصر بن حرب» تحريف شديد.

(٢) الخبر في المعرفة والتاريخ ليعقوب بن سفيان ٢ / ٩٣.

(٣) كذا بالأصل ، وفي م : «الفقيهان قالا» وفي م المطبوعة الفقيه.

٣٢٢

وأخبرنا أبو بكر اللّفتواني ، أنبأنا أبو القاسم بن محمود الثّقفي ، قال : أنبأنا أبو الحسين بن بشران ، أنبأنا إسماعيل بن محمد الصّفّار ، قالا : حدّثنا سعدان بن نصر ، حدّثنا سفيان ، عن هشام بن حجر ، عن طاوس قال : كنت عند ابن عباس وبشير بن كعب العدوي فحدّثه ويحدثه ، فقال له ابن عباس عن حديث كذا وكذا. فأعاد له ، ثم إنّه حدّث فقال له ابن عباس عد حديث كذا وكذا ، فقال له بشير : ما لك تسألني عن هذا الحديث مرتين ، حدّثني أنكرت حديثي كلّه ، وعرفت هذا ، أو عرفت حديثي كله وأنكرت هذا ، فقال ابن عباس : إنّا كنا نحدث عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم إذا لم يكذب عليه ، فلما ركب الناس الصّعب والذلول تركنا الحديث عنه.

أخبرنا أبو محمد بن طاوس ، أنبأنا طراد بن محمد ، أنبأنا أبو الحسن بن زرقويه ، أخبرنا أبو جعفر محمد بن يحيى بن عمر بن علي بن حرب ، حدّثنا علي بن حرب ، حدّثنا سفيان ، عن هشام بن حجر ، عن طاوس ، قال : كنت عند ابن عباس فحدثه بشير بن كعب العدوي فجعل يحدّثه ويحدّثه ، فقال أعد حديث كذا وكذا ، فأعاده ثم إنه حدّثه فقال : أعد حديث كذا وكذا ، فقال له بشير لم تسألني عن هذا الحديث من بين حديثي كله وأنكرت هذا ، وعرفت حديثي كله ، وأنكرت حديثي كله ، عرفت هذا؟ قال ابن عباس : إنا كنا نحدث عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم إذا لم يكذب فلما ركب الناس الصّعب والذلول (١) تركنا الحديث عنه.

أخبرنا أبو عبد الله الفراوي ، أخبرنا أبو الحسين عبد الغافر بن محمد الفارسي ، أنبأنا أبو أحمد محمد بن أحمد الجلودي ، حدّثنا إبراهيم بن محمد بن سفيان ، حدّثنا مسلم بن الحجّاج ، حدّثني أبو أيوب سليمان بن عبد الله الغيلاني ، حدّثنا أبو عامر ـ يعني العقدي ـ [عن](٢) رباح ، عن قيس بن سعد ، عن مجاهد ، قال : جاء بشير العدوي إلى ابن عباس فجعل يحدث ويقول قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فجعل ابن عباس لا يأذن لحديثه ولا ينظر إليه. فقال : يا ابن عباس ما لي لا أراك تسمع لحديثي؟ أحدثك عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ولا تسمع؟ فقال ابن عباس : إنا كنا مرة إذا سمعنا رجلا [يقول :](٣) قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ابتدرته

__________________

(١) بالأصل : «والمدلول» والصواب ما أثبت عن م.

(٢) زيادة لازمة.

(٣) الزيادة عن مختصر ابن منظور ٥ / ٢٣٠ واللفظة سقطت من الأصل وم.

٣٢٣

أبصارنا ، وأصغينا إليه بآذاننا. فلمّا ركب الناس الصعبة والذّلول لم نأخذ من الناس إلّا ما نعرف.

أنبأنا أبو محمد عبد الله بن السّمرقندي وعبد الكريم بن حمزة ، قالا : حدّثنا أبو بكر الخطيب ، أنبأنا أبو الحسين بن بشران ، أخبرنا الحسين بن صفوان ، حدّثنا أبو بكر بن أبي الدنيا ، حدّثنا خالد بن خداش ، حدّثنا حمّاد بن زيد ، عن علي بن زيد قال : كان بشير بن كعب كثيرا ما يقول : [انطلقوا حتى أريكم الدنيا ، قال : فيجيء بهم إلى السوق وهي يومئذ مزبلة فيقول](١) انظروا إلى دجاجهم وبطّهم وثمارهم.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنبأنا محمد بن هبة الله بن الحسن ، أخبرنا أبو الحسين بن بشران ، أنبأنا أبو عمرو بن السماك ، أنبأنا أبو الحسن محمد بن أحمد بن الفراء ، قال : قال علي بن المديني : بشير بن معروف عدوي.

أنبأنا أبو عبد الله الفراوي وغيره ، عن أبي بكر البيهقي ، أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، قال : قلت للدارقطني فبشير بن كعب؟ قال : هذا ثقة ، جليس ابن عباس وعمران (٢) بن حصين وقد أخرج عنه مسلم والله أعلم.

ذكر من اسمه بطريق

٩٣١ ـ بطريق بن بريد (٣) بن مسلم بن عبد الله الكلبيّ العليمي

من أهل دمشق. روى عن إبراهيم بن أبي عبلة ، وأبيه أو عمه.

روى عنه : محمد بن شعيب ، وبقية بن الوليد ، والوليد بن مسلم.

أخبرنا أبو بكر محمد بن شجاع ، أنبأنا أبو عمرو بن مندة ، أخبرنا الحسن بن محمد [بن] أحمد ، أنبأنا أبو الحسن اللبناني ، حدّثنا أبو بكر بن أبي الدنيا ، حدّثني محمد بن الحسين ، حدّثنا مختار بن مالك ، حدّثنا بقيّة بن الوليد (٤) ، عن البطريق بن بريد

__________________

(١) ما بين معكوفتين زيادة عن م وانظر مختصر ابن منظور ٥ / ٢٣٠.

(٢) رسمها غير واضح بالأصل وم والمثبت عن تهذيب التهذيب.

(٣) بالأصل وم : «يزيد» والمثبت عن مختصر ابن منظور ٥ / ٢٣٠.

(٤) وقعت «وبقية بن الوليد» فيمن روى عنه بطريق ، والصواب أن موقعها هنا في الذين رووا عنه ، وسيأتي ذلك.

٣٢٤

الكلبي ، حدّثني إبراهيم بن أبي عبلة ، قال : بلغني أن المؤمن إذا تمنى الرجعة إلى الدنيا ، ليس ذاك إلّا ليكبّر تكبيرة أو يهلّل تهليلة أو يسبّح تسبيحة.

أخبرنا أبو الفضل بن ناصر ، أنبأنا أحمد بن علي بن عبد الله بن سوّار الدقاق ، والمبارك بن عبد الجبار ، قالا : أخبرنا الحسين بن علي بن عبيد ، حدّثنا أبو بكر محمد بن إبراهيم الدارمي ، حدّثنا عبد الملك بن بدر بن الهيثم ، حدّثنا أحمد بن هارون الحافظ ، قال في الطبقة الرابعة من الأسماء المنفردة : بطريق بن بريد (١) الكلبي ، روى عنه هشام بن عمّار الدمشقي شامي ، لعل هشام بن عمّار روى عنه رجل لا روى عنه نفسه.

أخبرنا أبو غالب بن البنّا ، أخبرنا أبو الحسين بن الآبنوسي ، أنبأنا أبو القاسم بن عتّاب ، أخبرنا أحمد بن عمير ، ـ إجازة ـ أخبرنا أبو القاسم بن السّوسي ، أخبرنا أبو عبد الله بن أبي الحديد ، أنبأنا علي بن الحسن الربعي ، أنا عبد الوهّاب بن الحسن ، أنا أحمد بن عمير قراءة قال : سمعت أبا الحسن بن سميع في الطبقة الخامسة يقول : البطريق بن بريد (٢) الكلبي الدمشقي.

قرأت على أبي محمد السلمي عن أبي نصر بن ماكولا (٣) في باب بريد (٤) ـ بضم الباء وفتح الراء ـ البطريق بن بريد (٥) بن مسلم بن عبد الله الكلبي ، حدث عن عمومته. قاله (٦) ابن سميع في الطبقات والله تعالى أعلم.

ذكر من أسمه بغا

٩٣٢ ـ بغا أبو موسى الكبير

أحد قواد المتوكل ، قدم معه دمشق سنة ثلاث وأربعين ومائتين فيها ، قرأت بخط الحافظ : فاستشعر من قربه ، فأشخصه من دمشق لغزو الصائفة ومعه القواد ، ففتح صملة (٧) ، ذكر بعض ذلك أبو الحسن محمد بن أحمد الفراس والورّاق.

__________________

(١) بالأصل وم «يزيد».

(٢) بالأصل وم «يزيد».

(٣) الاكمال لابن ماكولا ١ / ٢٢٩.

(٤) بالأصل «يزيد» وفي م : يريد والصواب عن الاكمال.

(٥) بالأصل «يزيد» وفي م : يريد والصواب عن الاكمال.

(٦) عن الاكمال وبالأصل «قال».

(٧) كذا بالأصل ، وذكرها ياقوت بلفظ «صمالو» انظر ما أورده بشأنه وفيه أنها قرب المصيصة وطرسوس ، ثغر شامي وفي م : «صمله».

٣٢٥

أخبرنا أبو بكر علي بن إبراهيم السّلماني الواعظ إذنا قال : أخبرنا أبو العزّ أحمد بن عبد الله العكبري ، قال : أخبرنا أبو علي محمد بن الحسين (١) الجازري ، حدّثنا أبو الفرج المعافى بن زكريا الجريري (٢) ، حدّثنا محمد بن أحمد بن علي بن الحسين بن عبد الأعلى الكاتب ، حدّثنا جدي علي بن الحسين بن عبد الأعلى الكاتب ، قال : كان عبد الله بن طاهر قد أهدى للمعتصم شهريّين (٣) ملمغين ، ذكر أن خراسان لم يخرج مثلهما فسأل بغا أن يحمله على أحدهما فأبى ، وقال : تخيّر غيرهما ما شئت فخذه قال : خرجا ولم يأخذ شيئا ، فلما صرنا بطبرستان (٤) عرض له قوم من أهلها فقالوا : أعزّ الله الأمير ، إن في بعض هذه الغياض سبعا قد استكلب على الناس وأفناهم ، فقال : إذا أردت الرحيل غدا فكونوا معي حتى تقفون على موضعه ، قال : فلما رحلنا من غد حضر جماعة منهم ، فانفرد معهم في عشرين فارسا من غلمانه ، ومعه قوسه ونشّابتان في منطقته ، قال : وصاروا به إلى الغيضة ، فثار السّبع في وجهه من بينهم ، قال : فحرّك فرسه من بين يديه ، وأخذ نشّابة من النّشّابتين فرماه في لبّته ، فمرّ السهم فيها إلى الريش وركب السبع رأسه ، قال : وعاد بغا إليه فما اجترأ (٥) أحد على النزول إليه حتى (٦) نزل بغا فوجده ميتا. قال : فشبرناه فكان من رأسه إلى رأس ذنبه ستة عشر شبرا ، ووجدنا أحص الشّعر إلّا معرفته. قال : فكتبنا بخبره إلى المعتصم ، فلحقنا جواب كتابنا بحلوان يذكر أنه قد تفاءل بقتل السبع ورجا أن يكون من علامات الظفر ببابك ، وأنه قد وجّه إلى بغا بالشّهريين اللّذين كان طلب أحدهما فمنعه ، وبسبع خلع من خاصة خلعه وثيابه وخمسمائة ألف درهم صلة له وجزاء على قتله السّبع. قال : وإنما أراد المعتصم بذلك إغراءه على طاعته ومجاهدة عدوه.

قال القاضي أبو الفرج : قوله في السّبع ووجدناه أحصّ : أي لا شعر عليه كما قال الشاعر :

قد حصّت البيضة رأسي فما

أظفر يوما غير تهجاع (٧)

__________________

(١) بالأصل «الحسن» والصواب عن الأنساب «الحازري».

(٢) لم أعثر على الخبر في القسم المطبوع من الجليس الصالح الكافي.

(٣) الشهرية ضرب من البراذين ، وهو بين البرذون والمقرف من الخيل ، والمقرف الذي دانى الهجنة من الفرس الذي أمه عربية وأبوه ليس كذلك.

(٤) طبرستان : بلدان واسعة كثيرة يشملها هذا الاسم ، والغالب على هذه النواحي الجبال ، انظر معجم البلدان.

(٥) رسمها غير واضح بالأصل ، «اجترأ» عن مختصر ابن منظور ٥ / ٢٣١.

(٦) قوله : «حتى نزل بغا» عن المختصر والعبارة في الأصل غير واضحة ورسمها : «لفي تراقفنا» كذا.

(٧) البيت في اللسان (حصص) منسوبا لأبي قيس بن الأسلت برواية : أذوق نوما غير تهجاع.

٣٢٦

وكان بغا مملوكا لذي الرئاستين الحسن بن سهل ، وكان يحمّق ويجهّل (١) في رأيه مع شجاعته وإقدامه (٢) وكثرة وقائعه وفتوحه (٣) ؛ وولّاه المستعين ديوان البريد ، فذكر أحمد بن كامل أن بغا الكبير مرض في جماد الآخرة سنة ثمان وأربعين ومائتين ، وعاده المستعين فلما انصرف من عيادته قضى من وقته (٤).

٩٣٣ ـ بغا الصغير المعروف بالشّرابيّ (٥)

أحد قواد المتوكل ، وممن قدم معه دمشق في سنة أربع وأربعين ومائتين. فيها قرأت بخط عبد الله بن محمد أبي محمد الخطابي الشاعر : وكان المستنصر (٦) قد ولّى بغا هذا حجبته بعد وصيف (٧) التركي ، وولي فلسطين في أيام المستعين.

وذكر (٨) أبو الحسن محمد بن أحمد بن القوّاس الورّاق أن بغا كسر باب بيت المال فأخذ منه ما أراد وجمع أصحابه ، ثم صار إلى البيت فأحرق بابه ونهبت داره ودور ولده وأسبابه بسرّ من رأى (٩) ، فطلب الأمان فلم يؤمّن. فاستتر من أصحابه وانحدر من زورق مستخفيا ، فأخذته المغاربة عند الجسر بسرّ من رأى ليلة الخميس لليلة بقيت من ذي القعدة سنة أربع وخمسين ومائتين (١٠) فقتله وليد المغربي ، وطيف برأسه ثم بعث به إلى بغداد ، فنصب هناك والله تعالى أعلم.

__________________

(١) قوله : «ويجهل في رأيه» عن الوافي بالوفيات ومكانها بالأصل : «ويجمل في رواية» تحريف ظاهر.

(٢) رسمها غير واضح بالأصل والصواب عن م.

(٣) بالأصل : «مفتوحة» والمثبت عن مختصر ابن منظور.

(٤) في الوافي : توفي في حدود الخمسين والمائتين وقيل في سنة ثمان وأربعين ومائتين.

(٥) بالأصل : «الشرفي» والمثبت عن تاريخ الطبري ٩ / ٣٧٩ والوافي بالوفيات ١٠ / ١٧٣.

(٦) كذا ، وفي الطبري ٩ / ٣٧٤ «المعتز» وفي المطبوعة ١٠ / ١٩٤ : المنتصر.

(٧) بالأصل : «وصف الترك» والصواب عن الطبري والوافي ١٠ / ١٧٣.

(٨) من هنا إلى آخر الفقرة ، كانت بالأصل موضوعة في آخر ترجمة بغا الكبير ، ولا صلة لها به ، وهي تتعلق ببغا الصغير ، نقلناها من هناك ووضعناها هنا في موقعها الصحيح.

(٩) هي سامرا ، مدينة كانت بين بغداد وتكريت على شرقي دجلة (معجم البلدان).

(١٠) بالأصل : ومائتين مائة ، شطبت كلمة مائتين ، ولعل الناسخ أراد شطب مائة فشطب مائتين سهوا.

٣٢٧

ذكر من اسمه بقية

٩٣٤ ـ بقيّة بن الوليد بن صائد بن كعب بن حريز (١)

أبو يحمد الكلاعي الحمصي (٢)

سمع بحير بن سعد ، ومحمد بن زياد ، والزبيدي ، وصفوان بن عمرو (٣) ، وشعيب بن أبي حمزة ، وسعيد بن عبد العزيز ، والحصين بن مالك الفزاري ، ومعاذ بن رفاعة ، والحكم بن عبد الله بن سعد ، وجعفر بن الزبير ، وإبراهيم بن أدهم ، وشعبة ، وورقاء بن عمرو ، وابن (٤) جريح ، ويونس بن يزيد ، وابن المبارك ، والأوزاعي ، وأبا بكر بن أبي مريم الغسّاني ، وعبد الله بن عمر بن حفص العمري ، وسعيد بن بشير ، والصّبّاح بن مجالد ، والجرّاح بن منهال ، [و] أبا العطوف الجزري ، وإسماعيل بن عيّاش ، وإسحاق بن راهوية ، وسويد بن سعيد ، وبطريق الكلبي ، وغيرهم.

روى عنه : الأوزاعي ، وسفيان بن عيينة وحمّاد بن زيد ، وشعبة ، ووكيع وعبد الله بن المبارك ، وإسماعيل بن عيّاش ، وزيد بن هارون ، والوليد بن عتبة ، وإبراهيم بن موسى الفراء ، وأبو عتبة أحمد بن الفرج ، وأبو مسهر ، وسعيد بن عمرو ، و [محمد] بن المصفّى ، ومحمد بن أبي السّري ، وعبد الوهاب بن الضّحّاك ، وعمر بن عثمان ، ويزيد بن عبد ربّه ، وكثير بن عبيد ، وعطية بن بقية ، وهشام بن خالد ، وأبو

__________________

(١) بالأصل وم : «جرير» والصواب عن تهذيب التهذيب ١ / ٢٩٨ وانظر فيها مصادر ترجمته.

(٢) ترجمته في الوافي بالوفيات ١٠ / ١٨٤ وسير أعلام النبلاء ٨ / ٥١٨ وانظر بحاشيتها ثبتا بأسماء مصادر أخرى ترجمت له.

(٣) بالأصل : «عمر» والمثبت عن تهذيب التهذيب وسير الأعلام.

(٤) بالأصل : «بن» بدون واو.

٣٢٨

التّقيّ (١) هشام بن عبد الملك ، وسليمان بن سلمة الخبائري (٢) ، وسليمان بن عبيد الله الرّقّي ، ومهنى بن يحيى الشامي ، وموسى بن أيوب النّصيبي ، وأبو همام الوليد بن شجاع ، وسويد بن سعيد ، وداود بن رشيد ، وقثم بن أبي قتادة ، وبركة بن محمد الحلبي ، ونعيم بن حمّاد ، ومحمد بن المبارك الصّوري.

وقدم دمشق وحكى بها حكاية عن شعبة ، وبعثه أبو جعفر المنصور إلى دمشق لمساحتها.

أخبرنا أبو المظفّر بن القشيري ، أنبأنا أبو القاسم ، أنبأنا عبد الملك بن الحسن بن محمد ، أنبأنا أبو عوانة ، حدّثنا سعيد بن عمرو السّكوني (٣) ، وعطية بن بقية ، وأبو عتبة الحمصيون ، قالوا : حدّثنا بقية بن الوليد ، حدّثنا الزبيدي (٤) عن نافع ، عن ابن عمر ، قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «من دعي إلى عرس أو نحوه فليجب (٥)» [٢٥٨١].

وأخبرناه أبو القاسم علي بن إبراهيم الحسيني ، أنبأنا أبو القاسم بن الفرات المقرئ ، أخبرنا أبو الحسين عبد الوهاب بن الحسن الكلابي ، حدّثنا أحمد بن عمير بن يوسف ، حدّثنا أبو التّقيّ ومحمد بن عمرو بن حنان وسعيد بن عمرو قالوا : أخبرنا بقية بن الوليد ، حدّثني الزبيدي عن نافع ، عن ابن عمر ، قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «إذا دعي أحدكم إلى عرس أو نحوه فليجب» [٢٥٨٢].

رواه مسلم (٦) في صحيحه عن إسحاق بن عيسى بن المنذر ، عن بقية وليس له في الصحيحين غيره.

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر ، أنبأنا أبو بكر البيهقي أنبا أبو عبد الله الحافظ وأبو بكر أحمد بن الحسن القاضي ح.

__________________

(١) رسمها غير واضح بالأصل وم ، والمثبت والضبط عن التبصير ١ / ٢٠٠ وبقية مصادر ترجمته.

(٢) مهملة بالأصل وم ، والصواب عن الأنساب ، وهذه النسبة إلى الخبائر بطن من ذي الكلاع. وانظر مصادر ترجمته.

(٣) بالأصل وم : «سعيد بن عمر السلولي» والمثبت عن تهذيب التهذيب ٢ / ٣٢٥ ترجمته.

(٤) هو محمد بن الوليد الزبيدي ترجمته في سير أعلام النبلاء ٦ / ٢٨١ وبالأصل «الزبيري».

(٥) سير أعلام النبلاء ٨ / ٥٣٣.

(٦) صحيح مسلم كتاب النكاح (١٦) حديث ١٤٢٩ (٢ / ١٠٥٣).

٣٢٩

وأخبرنا أبو بكر محمد بن أحمد بن الجنيد ، وأبو الفتح محمد بن عبد الرّحمن بن أبي بكر ـ بمرو ـ وأبو الفضل أحمد بن طاهر بن سعيد ـ ببغداد ـ قالوا : أخبرنا محمد بن أحمد بن أبي الحسن العارف ، أنبأنا أبو بكر الحيري ، قالا : حدّثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ، حدّثنا أبو عتبة ، حدّثنا بقية ، حدّثنا عثمان بن زفر الجهني ، حدّثني ـ وفي حديث العارف : حدّثنا ـ أبو الأسد السلمي ، عن أبيه ، عن جده قال : كنت سابع سبعة فأمرنا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فجمع كلّ رجل منّا درهما ، فاشترينا [أضحية](١) بسبعة دراهم فقلنا : يا رسول الله لقد أغلينا (٢) بها فقال النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «إن أفضل الضحايا أغلاها وأنفسها» فأمر رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم رجلا يأخذ ـ وفي حديث العارف : فأخذ ـ بيد ورجلا بيد ورجلا برجل ورجلا بقرن ، وذبحها السابع وكبّرنا عليها جميعا ـ.

وفي حديث العارف : ورجل بالرفع في المواضع كلها على معنى : وأخذ رجل بيد [٢٥٨٣].

أخبرنا أبو القاسم الشحامي ، أنبأنا أبو بكر البيهقي ، أخبرنا أبو عبد الله الحافظ وأبو سعيد بن أبي عمرو ، قالا : حدّثنا [أبو] العباس محمد بن يعقوب ، حدّثنا أبو أسامة ، حدّثنا موسى بن أيوب النّصيبي كنيته أبو عمران ، حدّثنا بقية بن الوليد ، قال : سألني حمّاد بن زيد [ويزيد](٣) بن هارون بمكة منذ عشرين سنة. قال بقية : وسمعته قبل أن أحدثهما بأربعين سنة فقلت : حدّثني عثمان (٤) بن زفر ، حدّثني أبو الأسد السلمي ، عن أبيه ، عن جده قال : كنت سابع سبعة مع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم فأمرنا فجمع كل واحد منا درهما فاشترينا أضحية بسبعة دراهم وأمرنا أن نأخذ وذكر الحديث.

قال بقية : قلت لحمّاد بن زيد من السابع؟ قال : قال : لا أدري ، قلت : رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم. رواه أحمد بن حنبل في مسنده (٥) عن إبراهيم بن أبي العباس ، عن بقية [٢٥٨٤].

__________________

(١) سقطت من الأصل واستدركت عن المختصر وفي م : ضحية.

(٢) بالأصل «أغلنا» والمثبت عن م وانظر المختصر والمطبوعة.

(٣) زيادة لازمة.

(٤) بالأصل «عمار» والمثبت عن الرواية السابقة.

(٥) مسند الإمام أحمد ٣ / ٤٢٤ وفيه : «أبو الأشدّ» بدل «أبو الأسد».

٣٣٠

أخبرنا أبو القاسم ، عن ابن المسلم الفرضي (١) ، أنبأنا أبو القاسم بن أبي العلاء ، أنبأنا أبو محمد بن أبي نصر ، أنبأنا أبو الحسن أحمد بن سليمان بن حذلم (٢) ، حدّثنا أبو زرعة ، حدّثنا الوليد بن عتبة ، حدّثنا الوليد بن مسلم ، قال : وأخبرني بقية ، عن ابن جريج ، عن عطاء ، عن ابن عباس أن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم رخص في دم الحبون (٣) ـ يعني الدماميل ـ قال فكان عطاء يصلّي وهي في ثوبه.

قال أبو زرعة أما حديث الوليد بن مسلم هذا عن بقية ، عن ابن جريج ، عن عطاء ، عن ابن عباس في دم الحبون [فمنكر ، وقد حدّثني الوليد بن عتبة قال : قلت لبقية حدثنا بهذا الحديث عن الوليد](٤) بن مسلم قال : لم أسمعه أنا من ابن جريج.

أخبرنا أبو محمد [بن] الأكفاني ، حدّثنا عبد العزيز الكتاني ، أنبأنا أبو محمد بن أبي نصر ، أنبأنا أبو الميمون بن راشد ، حدّثنا أبو زرعة (٥) ، حدّثني حيوة بن شريح ، حدّثنا بقية بن الوليد ، قال : قال شعبة : يا بقية اعلم أن سعيد بن بشير صدوق اللسان قال : فحدثت بذلك سعيد بن عبد العزيز ، فقال : بثّ هذا رحمك الله في جندنا.

قال : وحدّثنا أبو زرعة (٦) ، حدّثني يزيد (٧) بن عبد ربه قال : سمعت بقية بن الوليد يقول : ولد سنة عشر (٨) ومائة.

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس ، حدّثنا أبو منصور بن خيرون ، أنبأنا أبو بكر الخطيب ح.

وأخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنبأنا أبو بكر الخطيب ح.

وأخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنبأنا أبو بكر بن الطبري ، قال : أنبأنا أبو الحسين بن الفضل ، أخبرنا عبد الله بن جعفر ، قال : قال يعقوب بن سفيان : أخبرني

__________________

(١) كذا ، وفي المطبوعة : أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلم الفرضي.

(٢) بالأصل وم «حذيم» خطأ والصواب ما أثبت ، ترجمته في سير الأعلام ١٥ / ٥١٤.

(٣) بالأصل وم «الحيوان» والمثبت عن ميزان الاعتدال ١ / ٣٣٣.

(٤) ما بين معكوفتين سقط من الأصل وم واستدرك عن المطبوعة ١٠ / ١٩٨ وانظر مختصر ابن منظور ٥ / ٢٣٣.

(٥) تاريخ أبي زرعة الدمشقي ١ / ٣٩٩.

(٦) تاريخ أبي زرعة ١ / ٢٧٩.

(٧) بالأصل «عن» والمثبت عن أبي زرعة.

(٨) كذا بالأصل والمطبوعة ١٠ / ١٩٨ وفي تاريخ أبي زرعة. ولدت سنة ست عشرة ومائة.

٣٣١

ـ وفي رواية ابن السّمرقندي (١) ، حدّثني ـ عمرو بن عمران ، قال : ولد بقية سنة عشر ومائة ومات سنة سبع وتسعين.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أخبرنا إسماعيل بن مسعدة ، أخبرنا حمزة بن يوسف ، أخبرنا أبو أحمد بن عديّ (٢) ، حدّثنا محمد بن عبيد الله بن فضل (٣) ، قال : سمعت سعيد بن عمرو يقول : سمعت بقية يقول : كانت إذا جاءت مسألة إلى إسماعيل بن عيّاش يقول : اذهبوا بها إلى ذلك الغلام ، قال بقية : وإنما بيني وبينه خمس سنين ، ولد سنة خمس [ومائة ، وولدت سنة](٤) عشر ومائة.

قال (٥) : وحدّثنا أحمد بن محمد بن عنبسة ، حدّثنا أبو التّقي ، قال : قال لي بقية قال لي عبد الله بن صالح الهاشمي : يا أبا يحمد أيّكما أكبر أنت أو إسماعيل (٦) بن عيّاش؟ قلت : مولد إسماعيل سنة ثمان ومائة ومولدي سنة ثنتي عشرة ومائة ، فقال عبد الله : إنّكما لترب.

أخبرنا أبو غالب الماوردي ، أنبأنا أبو الفضل بن خيرون ح.

وأخبرنا أبو البركات الأنماطي ، أخبرنا ثابت بن بندار ، وقالا : أخبرنا أبو القاسم الأزهري ، أخبرنا عبيد الله بن أحمد بن يعقوب ، أخبرنا العباس بن العباس بن محمد بن عبد الله بن المغيرة الجوهري أخبرنا صالح بن أحمد بن محمد بن حنبل ، قال : قال أبي : بقية أبو يحمد الميتمي (٧).

__________________

(١) يبدو أن ثمة سقط في الكلام هنا بالأصل وم وتمام العبارة في المطبوعة ١٠ / ١٩٨.

حدثني عمرو بن عثمان بن سعيد ـ زاد ابن السمرقندي : ابن كثير بن ذبيان قال : مولد بقية سنة عشر ومائة قال : وقال يعقوب : قال يزيد بن عبد ربه : سمعت بقية يقول : ولدت سنة عشر ومائة [المعرفة والتاريخ ١ / ١٨٥ خطأ.

أخبرنا أبو الحسن نا وأبو منصور أنا أبو بكر الخطيب أنا أبو الحسين بن الفضل أنا دعلج نا أحمد بن علي الأبار.

انظر تاريخ بغداد ٧ / ١٢٦ ـ ١٢٧ والمعرفة والتاريخ ١ / ١٨٥.

(٢) الكامل في الضعفاء لابن عدي ٢ / ٧٢.

(٣) عند ابن عدي : فضيل.

(٤) ما بين معكوفتين سقط من الأصل واستدرك عن الكامل لابن عدي.

(٥) الكامل لابن عدي ١ / ٢٩٤ في ترجمة إسماعيل بن عياش.

(٦) بالأصل : «أنت وإسماعيل» والمثبت عن ابن عدي.

(٧) نسبة إلى ميتم قبيلة من حمير. وبالأصل «التميمي» خطأ.

٣٣٢

أخبرنا أبو البركات الأنماطي ، أخبرنا أحمد بن الحسن بن خيرون ، أخبرنا محمد بن علي بن يعقوب ، أخبرنا أبو بكر محمد بن البابسيري ـ بواسط ـ قال : أخبرنا الأحوص بن المفضّل (١) بن غسان ، حدّثنا أبي ، عن يحيى (٢) بن معين ، قال : بقية بن الوليد أبو يحمد.

وقال ابن سعيد هو صليعة قال : إني سمعت أبي يقول هو عربي.

أخبرنا أبو غالب الماوردي [أخبرنا أبو الفضل](٣) بن خيرون وأبو القاسم بن السّمرقندي ، أخبرنا أبو بكر بن الطبري ، أخبرنا أبو الحسن بن الفضل ، أخبرنا عبد الله بن جعفر ، حدّثنا يعقوب ، قال : فأخبرني أبو أيوب سليمان بن سلمة الخبائري ، قال : بقية بن الوليد أبو يحمد بن صائد الكلاعي الميتمي (٤).

أخبرنا أبو غالب بن البنّا ، أخبرنا أبو الحسين بن [الآبنوسي] ، أخبرنا أبو القاسم بن عتّاب ، أخبرنا أحمد بن عمير إجازة ح.

وأخبرنا أبو القاسم بن السّوسي ، أخبرنا أبو عبد الله بن أبي الحديد ، أخبرنا أبو الحسن الرّبعي ، أخبرنا عبد الوهاب الكلابي ، أخبرنا أحمد بن عمير ـ قراءة ـ أنبأنا أبو الحسن بن سميع قال في الطبقة السادسة بقية بن الوليد يكنى أبا يحمد الحمصي.

أخبرنا أبو الغنائم بن النرسي ، ثم حدّثنا أبو الفضل بن ناصر ، أخبرنا أبو الفضل بن خيرون وأبو الحسين بن الطّيّوري وأبو الغنائم ، قالوا : أخبرنا أبو أحمد الغندجاني ـ زاد ابن خيرون : ومحمد بن الحسين ، قالا : ـ أخبرنا أحمد بن عبدان ، أخبرنا محمد بن سهل ، أخبرنا محمد بن إسماعيل البخاري ، قال (٥) : بقية بن الوليد أبو يحمد الكلاعي من أنفسهم الحمصي سمع بحير ابن سعد ، ومحمد بن زياد.

أخبرنا أبو الفضل بن ناصر قال أجاز لنا أبو الفضل بن الحكاك ، أنبأنا أبو نصر

__________________

(١) بالأصل والمطبوعة ١٠ / ١٩٩ «الفضل» خطأ ، والصواب ما أثبت ، وقد تقدم مرارا.

(٢) بالأصل : «سعد».

(٣) زيادة لازمة عن م ، وقياسا إلى سند مماثل ، وقد سقطت أيضا من المطبوعة.

(٤) بعدها في المطبوعة خبر سقط من الأصل ونصه : أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني نا عبد العزيز الكتاني أنبا تمام بن محمد نا جعفر بن محمد بن جعفر نا أبو زرعة : في تسمية أهل حمص : بقية بن الوليد وسقط أيضا من م.

(٥) التاريخ الكبير ١ / ٢ / ١٥٠.

٣٣٣

الوائلي ، أخبرنا الخصيب بن عبد الله ، أخبرنا عبد الكريم بن أبي عبد الرّحمن ، قال : أخبرني أبي قال : أبو يحمد بقية بن الوليد [الحمصي] فإنه (١) يكنى أبا يحمد ـ الياء مضمومة والحاء ساكنة والميم مفتوحة ـ.

أخبرنا أبو غالب بن البنّا ، قال : أجاز لنا أبو الفتح بن المحاملي ، قال : أخبرنا أبو الحسن الدارقطني قال : بقية بن الوليد الحمصي أبو يحمد وأصحاب الحديث يقولون بفتح الياء.

قرأت على أبي محمد السّلمي ، عن أبي زكريا ، حدّثنا عبد الغني بن سعيد ، قال : فبقية بالباء معجمة بواحدة بقية بن الوليد الحمصي أبو يحمد.

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس وأبو منصور بن خيرون ، قالا : قال لنا أبو بكر الخطيب (٢) : بقية بن الوليد [بن](٣) صابر بن كعب بن حريز (٤) أبو يحمد الكلاعي الحمصي. سمع محمد بن زياد الألهاني ، وبحير (٥) بن سعد ، وصفوان بن عمرو (٦) ، والأوزاعي ، ومحمد بن الوليد الزبيدي ، وأبا بكر بن أبي مريم الغساني ، وعبيد الله بن عمر العمري ، وسعيد بن بشير ، والصّبّاح (٧) بن مجالد ، والجرّاح بن المنهال ، وغيرهم. روى عنه شعبة بن الحجّاج ، وحمّاد بن زيد ، وعبد الله بن المبارك ، ويزيد بن هارون ، ونعيم بن حمّاد ، وحاجب بن الوليد ، والوليد بن صالح ، وداود بن رشيد ، وأبو إبراهيم التّرجماني ، وأبو همّام الوليد بن شجاع ، وإسحاق بن راهويه وقدم بقية بغداد وحدّث بها ،

__________________

(١) ثمة سقط هنا بالأصل وم نستدركه عن المطبوعة ١٠ / ٢٠٠.

وأخبرنا أبو الفضل أيضا ، أنبأ أبو طاهر أحمد بن علي الدقاق وأبو الحسين المبارك بن عبد الجبار قالا : أنا الحسين بن علي الطناجيري نا محمد بن إبراهيم الدارمي ، نا عبد الملك بن بدر بن هيثم نا أحمد بن هارون الحافظ في الطبقة الرابعة من الأسماء المنفردة قال : بقية بن الوليد يروي عن شعبة وبحير بن سعد والأوزاعي شامي.

وأخبرنا أبو بكر اللفتواني أنا أبو صادق الفقيه أنا أبو الحسن بن زنجويه أنبأ أبو أحمد العسكري قال : وأما بقية بن الوليد فإنه يكنى ...

(٢) تاريخ بغداد ٧ / ١٢٣.

(٣) زيادة عن تاريخ بغداد.

(٤) تاريخ بغداد : «جرير» وفي المطبوعة : جريز.

(٥) تاريخ بغداد : «يحيى بن سعيد».

(٦) بالأصل : «عمر» والمثبت عن تاريخ بغداد.

(٧) عن تاريخ بغداد وبالأصل : والصلاح.

٣٣٤

وفي حديثه مناكير ، إلّا أن أكثرها عن المجاهيل وكان صدوقا.

قرأت على أبي محمد السلمي ، عن أبي نصر بن ماكولا ، قال (١) : أما صايد ـ بالياء المعجمة باثنتين من تحتها والدال المهملة ـ بقية بن الوليد بن صايد الميتمي أبو يحمد مشهور. نسبة إلى ميتم الكلاع.

كتب إليّ أبو زكريا عبد الله الخلّال ، أخبرنا أبو القاسم بن مندة ، أخبرنا عمي أبو القاسم أنبأ علي بن محمد ، أنبأنا أبو طاهر بن سلمة ، أنبأنا أبو محمد بن أبي حاتم ، حدّثنا الحسين بن الحسن الرازي ، قال : سمعت يحيى بن معين يقول : كان شعبة مبجّلا لبقية بن الوليد حيث قدم عليه.

أنبأنا أبو الحسين بن أبي الحديد ، أنبأنا جدي أبو عبد الله ، أنبأنا علي بن الحسن الرّبعي ، حدّثنا أبو العباس أحمد بن عتبة ، حدّثنا محمد بن يوسف الهروي ، حدّثنا محمد بن عوف ، قال : سمعت حيوة بن شريح يقول : قال شعبة لابن أخيه ـ لما قدم عليه بقية ـ اجمع الأحاديث التي أسأل عنها والغرائب ، وانفذها (٢) لهذا الشامي ـ يعني بقية بن الوليد ـ.

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس ، حدّثنا وأبو منصور بن خيرون ، أخبرنا أبو بكر الخطيب (٣) ، أخبرني محمد بن أبي علي ، حدّثنا أبو علي الحسين بن محمد الشافعي ، حدّثنا أبو عبيد محمد بن علي الآجري قال : سمعت أبا داود يقول : [سمع](٤) يزيد بن هارون من بقية ببغداد وسمع شعبة (٥) من بقية ببغداد قال : وأخبرني أبو الفرج الطّناجيري ، حدّثنا عمر بن أحمد الواعظ ، حدّثنا إسحاق الرّملي ، قال : سمعت محمد بن عوف يقول : سمعت حيوة يقول : قال بقية [قال لي شعبة](٦) إني لأسمع منك أحاديث لو لم أحفظها لطرت.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أخبرنا إسماعيل بن مسعدة ، أخبرنا حمزة بن

__________________

(١) في المطبوعة ١٠ / ٢٠٢ فأفدها هذا الشامي.

(٢) في المطبوعة ١٠ / ٢٠٢ فأفدها هذا الشامي.

(٣) تاريخ بغداد ٧ / ١٢٣.

(٤) زيادة عن تاريخ بغداد وفي م : سمعت.

(٥) بالأصل : «سعيد بن بقية» والمثبت عن تاريخ بغداد وفي م : وسمع سعيد من بقية.

(٦) زيادة عن تاريخ بغداد وفي م : سمعت.

٣٣٥

يوسف ، أخبرنا أبو أحمد بن عديّ (١) ، حدّثنا الفضل (٢) بن عبد الله بن سليمان [ثنا سليمان](٣) بن عبد الحميد ، حدّثنا حيوة ، قال : سمعت بقية يقول : ما قرأت على شعبة (٤) كتاب بحير بن سعيد قال : قال لي : يا أبا يحمد لو لم أسمع هذا منك لطرت.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أخبرنا أبو عبد الله محمد بن علي بن الحسين بن سكينة الأنماطي [أخبرنا] أبو أحمد محمد بن عبد الله بن أحمد بن القاسم بن منيع الذّهلي ، حدّثنا محمد بن الحسين بن علي ، حدّثنا عبد الله بن محمد [القرشي ، نا محمد](٥) بن سلمة الأشجعي قال : سمعت بقية بن الوليد يقول : حدثت شعبة بحديث فقال : يا أبا يحمد لو لم أسمع هذا الحديث منك لمتّ. قال محمد بن سلمة فقلت لبقية : حدّثنا به ، فحدّثنا بقية بن الوليد عن بحير بن سعد عن علي بن معدان ، عن حيان ، عن سلمة قال : سألت عائشة عن أكل البصل فقالت : آخر طعام أكله رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم طعام فيه بصل.

[أخبرنا] أبو سعد إسماعيل بن أحمد بن عبد الملك وأبو الحسن مكي بن أبي طالب قالا : أخبرنا أبو [بكر أحمد بن علي بن خلف ، أنا أبو عبد الله الحافظ ، أنا الزبير بن عبد الواحد ، أنا أبو](٦) تراب محمد بن سهل ، حدّثنا أحمد بن داود [أخبرنا] قطن بن كثير ، حدّثنا محمد بن معاوية ، قال : سمعت بقية يقول : لقيني شعبة ببغداد فقال : لو لم ألقك لمتّ ، معك كتاب بحير بن سعد؟ قال : قلت لا ، قال : إذا رجعت فاكتبه واختمه ووجّه به إليّ.

أخبرنا أبو محمد الأكفاني ، أخبرنا عبد العزيز الكتاني أخبرنا أبو محمد بن أبي نصر ، أخبرنا أبو الميمون بن راشد ، حدّثنا أبو زرعة (٧) ، حدّثني حيوة بن شريح ، حدّثنا بقية ، قال : قال لي شعبة : أهد إليّ حديث بحير.

قرأنا على أبي عبد الله يحيى بن الحسن بن البنّا ، عن أبي تمام علي بن محمد ، عن أبي عمر بن حيوية أخبرنا محمد بن القاسم بن جعفر ، حدّثنا أبو بكر بن أبي خيثمة ، حدّثنا

__________________

(١) الكامل لابن عدي ٢ / ٧٤.

(٢) بالأصل : «أبو الفضل» والمثبت عن ابن عدي.

(٣) ما بين معكوفتين زيادة عن ابن عدي.

(٤) عن ابن عدي وبالأصل «سبعة».

(٥) الزيادة عن م ، وانظر المطبوعة ١٠ / ٢٠٣.

(٦) الزيادة عن م ، وانظر المطبوعة ١٠ / ٢٠٣.

(٧) تاريخ أبي زرعة الدمشقي ١ / ٣٩٨.

٣٣٦

الحوطي قال : قال لنا بقية بن الوليد كان شعبة بن الحجّاج يملي عليّ وذلك أنه قال : اكتب لي حديث بحير فكتبتها له ، فقلت له : كيف يحل لك أن تكتب ولا يحل لنا أن نكتب؟ فقال لي : اكتب عنه.

قال العباس بن الوليد فرأيت [شعبة](١) في المنام فقلت : أبا بسطام زعم بقية أنه كان يكتب عنك إملاء ، قال : صدق بقية.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أخبرنا إسماعيل بن مسعدة ، أخبرنا حمزة بن يوسف ، أنبأنا أبو أحمد بن عديّ (٢) ، حدّثنا إسحاق بن إبراهيم ، حدّثنا أحمد بن الوليد بن خالد ، حدّثنا محمد بن أبي السري ، قال : سمعت بقية يقول : قال لي شعبة : يا أبا يحمد ، ما أحسن حديثك ولكن ليس له أركان ، قال : قلت : حديثكم أنتم له أركان تجيئني بغالب القطّان وحميد الأعرج وأبي التّيّاح ونجيئكم بمحمد بن زياد الألهاني ، وأبي بكر [بن](٣) أبي مريم الغسّاني وصفوان بن عمرو السّكسكي.

قال : ثم قلت له : يا أبا بسطام أيش تقول : لو عدا رجل على رجل فضرب (٤) شمّه؟ فادّعى المضروب أن شمّه قد ذهب ، قال : فبقي ، قال : ما عندي فيها شيء. قال : قلت سمعت المشيخة تقول يشم الخردل فإن دمعت عيناه فهو كاذب وإن لم تدمع أعطي الدية.

وقد رويت هذه الحكاية على وجه آخر :

أخبرنا بها القاسم بن السّوسي ، أخبرنا أبو الحسن علي بن الحسن بن عبد السلام الأزدي ، أخبرنا أبو الحسن علي بن موسى بن الحسين ، أخبرنا أبو أحمد عبد الله بن بكر ، حدّثني محمد [بن حميد](٥) الكلابي ، حدّثنا نصر بن عبد الله المعتمدي ، حدّثنا إبراهيم بن الجنيد ، قال : سمعت بقية بن الوليد يقول : قدمت على شعبة فأبعدني وأقصاني ، فأقمت عنده شهرين لا أصل منه إلى شيء ، فبينا أنا عنده بين الظهر والعصر إذ

__________________

(١) مكانها مطموس بالأصل والصواب عن م وباعتبار ما يأتي ، انظر ترجمة شعبة بن الحجاج في تهذيب التهذيب ٢ / ٤٩٨.

(٢) الكامل لابن عدي ٢ / ٧٣ ـ ٧٤.

(٣) زيادة عن ابن عدي.

(٤) رسمها غير واضح بالأصل والمثبت عن م ، وانظر ابن عدي.

(٥) زيادة لازمة انظر ترجمته في سير أعلام النبلاء ١٥ / ٤٣٢.

٣٣٧

أقبل إليه رسول الأمير فقال له : يا أبا بسطام الأمير يقرأ عليك السلام ويقول لك : ما نقول في رجل ضرب رجلا على الرأس فادّعى المضروب أنه قد منعه الشمّ؟ قال : فلم يكن عند شعبة جواب ، فانصرف إلى جلسائه فقال لهم : ما تقولون في مسألة الأمير فقالوا : وما هي؟ فأخبرهم ، فلم يكن عند القوم جواب ، فالتفت إليّ فقال : ما اسمك؟ قلت : بقية ، قال : إذ نزل بكم هذا إلى من ترجعون؟ قلت : إليك وإلى أمثالك قال : دع هذا عنك إلى من ترجعون؟ قلت : إلى أبي عمرو عبد الرّحمن بن عمرو الأوزاعي قال : ما تقول في مسألة الأمير ، قلت : أصلحك الله يشمّ الخردل المدقوق فإن دمعت عيناه فكاذب ، وإن لم تدمع عيناه فصادق قال : فافتينا رسول الأمير بذلك وأقبل عليّ فحدّثني في شهرين ما كنت أرضى أن يحدّثنيه في ستة أشهر.

أخبرنا أبو عبد الله الفراوي ـ فيما أجازه لي ـ عن أبي بكر البيهقي ، أخبرنا محمد بن عبد الله الحافظ ، حدّثني محمد بن الحسن ، أخبرنا أحمد بن الحسن القاضي ، حدّثنا أحمد بن محمد بن سليمان ، قال : سمعت أبا زرعة [يقول :](١) بقية عجب ، ثم قال : إذا روى عن الثقات فهو ثقة ، وقد حدّثنا عن إبراهيم بن موسى عن رباح عن ابن المبارك قال : إذا اختلف إسماعيل بن عيّاش وبقية فبقية أحب إليّ. قال أبو زرعة : وقد أصاب ابن المبارك في ذلك ، ثم قال : هذا في الثقات فأما في المجهولين فيحدّث عن قوم لا يعرفون ولا يضبطون. وقد روى عن سويد بن سعيد ، وعن إسحاق بن راهوية ، وعن هشام بن عبيد الله وذكر أبو زرعة قال : رأيته في كتاب أظنه ذكر ابن المصفّى أو غيره ـ عن هشام بن عبيد الله وأنا سمعت ذلك الحديث من هشام ، فقلت لصاحبه : هذا شيخ كان عندنا وأنا أدركته ، فقال : قد حدّثنا هذا بقية من منذ ثلاثين فقلت له ما أقول لك.

وذكر أبو زرعة قال : قال ابن عاصم أتاني رجل عليه مدرعة صوف وبيده عكازة فسألني عن حديث كان عند علي عن حصين عن بعض أصحابه ذكره أبو زرعة : أن قردا زنت باليمن فرجمها القرود فكنت فيمن رجمه فحدّثته ثم انصرف ، فقلت : من أنت؟ قال : أنا بقية بن الوليد ، قال أبو زرعة وكان صاحب هذه الأشياء.

ثم قال أبو زرعة : ذكر بقية عند ابن عيينة فقال ابن عيينة أبو زرعة أنا أبو العجب أنا. ثم قال أبو زرعة مع ذلك كان ممن نفقه. كان عند شعبة فسئل عن مسألة فقال شعبة : إذا ورد

__________________

(١) زيادة للإيضاح وفي م : سمعت أبا زرعة وذكر بقية فقال أبو زرعة :

٣٣٨

مثل هذا كيف تصنعون؟ فقال نبعت إليك ونسألك. ثم ذكر أبو زرعة المسألة في رجل ضرب رجلا فذهب شمّه فذكر بقية عن بعض أصحابه ، وقد ذكر أبو زرعة أنه قال : يشمّ الخردل فإن دمعت عينه لم يذهب شمّه وكلام نحو هذا.

أخبرنا محمد بن طاوس ، أنبأنا أبو الغنائم بن أبي عثمان ، أنبأنا أبو عمر بن مهدي ، أنبأنا أبو بكر محمد بن أحمد بن يعقوب بن شيبة ، حدّثنا جدي يعقوب ، حدّثني أحمد بن العباس ، قال : سمعت يحيى بن معين يقول : بقية بن الوليد ثقة ، ويحدث عن من هو أصغر منه ، وعنده ألفا حديث عن شعبة أحاديث صحاح كان يذاكر شعبة بالفقه. قال يحيى : ولقد قال لي نعيم بن حماد كان بقية يضنّ بحديثه عن الثقات قال : طلبت منه كتاب صفوان فقال كتاب صفوان؟ أي كأنه؟ (١).

قال يحيى بن معين : كان يحدّث عن الضعفاء بمائة حديث قبل أن يحدّث عن أحد من الثقات. قال يعقوب : بقية بن الوليد هو ثقة حسن الحديث إذا حدّث حدث عن المعروفين ، ويحدّث عن قوم متروكي الحديث ، وعن الضعفاء ويحيد عن أسمائهم إلى كناهم [وعن كناهم](٢) إلى أسمائهم ، ويحدّث عن من هو أصغر منه. وحدّث عن سويد بن سعيد الحدثاني.

أخبرنا أبو محمد طاهر بن سهل ، حدّثنا أبو بكر الخطيب ، أنبأنا أبو بكر البرقاني ، أخبرنا محمد بن الحسن بن محمد السّروي ، أخبرنا عبد الرّحمن بن أبي حاتم ، حدّثنا أبي وعلي بن الحسن الهسنجاني ، قالا : سمعنا يحيى بن المغيرة ، قال : سمعت ابن عيينة يقول : لا تسمعوا من بقية ما كان في سنّة واسمعوا منه ما كان في ثواب وغيره.

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس ، حدّثنا وأبو منصور بن خيرون ، أخبرنا أبو بكر الخطيب (٣) ، أخبرني محمد بن أحمد بن رزق ومحمد بن الحسين بن الفضل ، قالا : حدّثنا دعلج بن أحمد ، قال : حدّثنا ـ وفي حديث ابن الفضل : أخبرنا ـ أحمد بن علي الأبّار ، حدّثنا أحمد بن مصعب المروزي (٤) ، عن الفضل بن موسى ، قال : قال بقية :

__________________

(١) كذا بالأصل وتهذيب التهذيب ١ / ٢٩٩ وفي المطبوعة : إني كأنه وفي م : «ابى كتابه».

(٢) زيادة عن م ، وانظر تهذيب التهذيب.

(٣) تاريخ بغداد ٧ / ١٢٤.

(٤) بالأصل «المروي» خطأ والمثبت عن تاريخ بغداد.

٣٣٩

ذاكرت حمّاد بن زيد بأحاديث فقال : ما أجود حديثك لو كان لها أجنحة!.

أخبرنا أبو الفتح عبد الملك بن أبي القاسم الكروخي ، أنبأنا أبو عامر محمود بن القاسم وأبو نصر عبد العزيز بن محمد وأبو بكر أحمد بن عبد الصمد ، قالوا : أخبرنا أبو محمد عبد الجبار بن محمد ، أنبأنا أبو العباس محمد بن أحمد بن محبوب ، أنبأنا أبو عيسى الترمذي قال : وسمعت عبد الله بن عبد الرّحمن يقول : سمعت زكريا بن عديّ يقول : قال أبو إسحاق الفزاري خذوا عن بقية ما حدّث عن الثقات ولا تأخذوا عن إسماعيل بن عيّاش ما حدّث عن الثقات وغير الثقات.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي ، أنبأنا أبو بكر محمد بن المظفّر ، أنبأنا أبو الحسن أحمد بن محمد أنبأ أبو يعقوب يوسف بن أحمد ، حدّثنا أبو جعفر محمد بن عمرو ، حدّثنا عبد الله بن أحمد ، حدّثنا عبد الله بن عبد الرّحمن السّمرقندي ، قال : سمعت زكريا بن عديّ قال : قال لنا أبو إسحاق الفزاري : اكتبوا (١) عن بقية ما حدّثكم عن المعروفين ولا تكتبوا عنه عن من لا يعرف. ولا تكتبوا عن إسماعيل بن عيّاش عن من يعرف ولا عن من لا يعرف.

أخبرنا أبو الغنائم بن النّرسي ـ في كتابه ـ ثم حدّثنا أبو الفضل بن ناصر ، أخبرنا أبو الفضل بن خيرون وأبو الحسين بن عبد الجبار وأبو الغنائم واللفظ له قالوا : أخبرنا أبو أحمد ، زاد ابن خيرون : ومحمد بن الحسن ، قالا : أخبرنا أحمد بن عبدان ، أخبرنا محمد بن سهل ، أخبرنا محمد بن إسماعيل ، قال (٢) : قال لي إبراهيم بن موسى عن رباح الكوفي عن ابن المبارك قال : إذا اجتمع بقية وإسماعيل بن عيّاش فبقية أحب إليّ.

أخبرنا أبو الحسن ، أخبرنا وأبو منصور ، أنبأنا أبو بكر الخطيب (٣) ، أخبرنا هبة الله بن الحسن الطبري ، حدّثنا علي بن محمد بن عمر ، حدّثنا عبد الرّحمن بن أبي حاتم ، حدّثنا أبو زرعة قال : سمعت إبراهيم بن موسى قال : سمعت رباح بن خالد [قال :] سمعت ابن المبارك يقول : إذا اجتمع بقية وإسماعيل بن عيّاش في حديث فبقية أحبّ إليّ.

__________________

(١) سقطت من الأصل وعلى هامشه : «لعله : اكتبوا» وهو ما أثبتناه في المتن.

(٢) التاريخ الكبير ١ / ٢ / ١٥٠.

(٣) تاريخ بغداد ٧ / ١٢٥.

٣٤٠