تاريخ مدينة دمشق - ج ١٠

أبي القاسم علي بن الحسن ابن هبة الله بن عبد الله الشافعي [ ابن عساكر ]

تاريخ مدينة دمشق - ج ١٠

المؤلف:

أبي القاسم علي بن الحسن ابن هبة الله بن عبد الله الشافعي [ ابن عساكر ]


المحقق: علي شيري
الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع
الطبعة: ٠
الصفحات: ٥٣٦
الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤ الجزء ١٥ الجزء ١٦ الجزء ١٧ الجزء ١٨ الجزء ١٩ الجزء ٢٠ الجزء ٢١ الجزء ٢٢ الجزء ٢٣ الجزء ٢٤ الجزء ٢٥ الجزء ٢٦ الجزء ٢٧ الجزء ٢٨ الجزء ٢٩ الجزء ٣٠ الجزء ٣١ الجزء ٣٢ الجزء ٣٣ الجزء ٣٤ الجزء ٣٥ الجزء ٣٦ الجزء ٣٧ الجزء ٣٨ الجزء ٣٩ الجزء ٤٠ الجزء ٤١ الجزء ٤٢ الجزء ٤٣ الجزء ٤٤ الجزء ٤٥ الجزء ٤٦ الجزء ٤٧ الجزء ٤٨ الجزء ٤٩ الجزء ٥٠ الجزء ٥١ الجزء ٥٢ الجزء ٥٣ الجزء ٥٤ الجزء ٥٥ الجزء ٥٦ الجزء ٥٧ الجزء ٥٨ الجزء ٥٩ الجزء ٦٠ الجزء ٦١ الجزء ٦٢ الجزء ٦٣ الجزء ٦٤ الجزء ٦٥ الجزء ٦٦ الجزء ٦٧ الجزء ٦٨ الجزء ٦٩ الجزء ٧٠ الجزء ٧١ الجزء ٧٢ الجزء ٧٣ الجزء ٧٤ الجزء ٧٥ الجزء ٧٦ الجزء ٧٧ الجزء ٧٨ الجزء ٧٩ الجزء ٨٠

قرأت على أبي القاسم الشّحّامي ، عن أبي [بكر] البيهقي ، أنبأنا أبو عبد الله الحافظ ، قال : سمعت أبا بكر محمد بن الحسن الهاشمي يقول : حدّثنا أحمد بن الحسن بن أبي عثمان القاضي ، حدّثنا أحمد بن محمد بن سليمان القشيري ، قال : سمعت أبا زرعة يقول : حدّثنا إبراهيم بن موسى ، عن رباح عن ابن المبارك قال : إذا اختلف إسماعيل بن عيّاش وبقية فبقية أحبّ إليّ.

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس ، حدّثنا وأبو منصور بن خيرون ، أخبرنا أبو بكر الخطيب (١) ح.

وأخبرنا أبو البركات الأنماطي ، أخبرنا أبو بكر محمد بن المظفّر.

قالا : أخبرنا أحمد بن أبي جعفر ، أنبأنا يوسف بن أحمد الصّيدلاني ، حدّثنا محمد بن عمرو العقيلي ، حدّثنا عبد الله بن محمد بن سعدويه المروزي ، حدّثنا [أحمد بن](٢) عبد الله بن بشير المروزي ، حدّثنا سفيان بن عبد الملك ، قال : سمعت ابن المبارك يقول : إذا اجتمع إسماعيل وبقية في حديث فبقية أحب إليّ ـ زاد محمد بن المظفّر بإسناده إلى العقيلي ، حدّثنا سفيان بن عبد الملك ، قال : سمعت ابن المبارك يقول : بقية بن الوليد صدوق اللهجة كان يأخذ عن من أقبل وأدبر.

أخبرنا أبو الفرج سعيد بن أبي الرجاء ، حدّثنا منصور بن الحسين وأحمد بن محمود ، قالا : أخبرنا أبو بكر بن المقرئ ، حدّثنا محمد بن أحمد بن أبي يحيى (٣) ، حدّثنا وهب بن زمعة ، عن عبد الله بن المبارك أنه سئل عن بقية بن الوليد فقال : كان صدوقا ، ولكنه كان يكتب عن من أقبل وأدبر.

رواها الخطيب عن أبي طالب الدّسكري عن ابن المقرئ هكذا (٤) ، وقد أسقط منه سفيان بن عبد الملك وابن وهب وابن المبارك.

قرأت على أبي القاسم زاهر بن طاهر عن أبي بكر البيهقي ، أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، حدّثني أبو بكر محمد بن عبد الله الجرّاحي ـ بمرو ـ حدّثنا يحيى بن

__________________

(١) تاريخ بغداد ٧ / ١٢٥.

(٢) زيادة عن تاريخ بغداد.

(٣) بعدها في المطبوعة ١٠ / ٢٠٨ نا عبد الله بن عبد الوهاب.

(٤) انظر تاريخ بغداد ٧ / ١٢٤ ـ ١٢٥.

٣٤١

ساسّويه (١) ، حدّثنا عبد الكريم السكري ، حدّثنا وهب بن زمعة ، أخبرنا سفيان بن عبد الملك ، قال : قال عبد الله : بقية صدوق اللسان ولكن يأخذ عن من أقبل وأدبر.

[أخبرنا] أبو عبد الله الفراوي ، أنبأنا أبو الحسين الفارسي ، أخبرنا أبو أحمد الجلودي ، أخبرنا أبو إسحاق إبراهيم بن محمد ، حدّثنا مسلم بن الحجّاج ، حدّثني قهزاد (٢) ـ يعني محمد بن عبد الله ـ قال : سمعت وهبا ـ يعني ابن زمعة ـ يقول عن سفيان ـ هو ابن عبد الملك ـ عن ابن المبارك قال : قال بقية صدوق اللسان ولكنه يأخذ عن من أقبل وأدبر.

قال : وحدّثنا إسحاق بن إبراهيم الحنظلي قال : سمعت بعض أصحاب عبد الله قال : قال ابن المبارك : نعم الرجل بقية لو لا أنه يكني الأسامي ويسمي الكنى كان دهرا يحدّثنا عن أبي سعيد الوحاظي فنظرنا فإذا هو عبد القدوس.

قال : وحدّثنا عبد الله بن عبد الرّحمن الدارمي ، أخبرنا زكريا بن عديّ ، قال : قال لي أبو إسحاق الفزاري : اكتب عن بقية ما روى عن المعروفين.

أخبرنا أبو الحسن وأبو منصور ، أخبرنا أبو بكر الخطيب (٣).

وأخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أخبرنا أبو بكر الطبري ، قالا : أخبرنا محمد بن الحسين ، أخبرنا عبد الله بن جعفر ، حدّثنا يعقوب ، قال : سمعت إسحاق بن إبراهيم يقول : قال ابن المبارك أعياني بقية يسمّي الكنى ويكني الأسماء.

قال : حدّثني أبو سعيد الوحاظي فإذا هو عبد القدوس قال يعقوب بن سفيان : وقد قال أهل العلم : بقية إذا لم يسمّ الذي يروي عنه وكناه فلا يساوي حديثه شيئا.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنبا أبو القاسم بن مسعدة ، أخبرنا حمزة بن يوسف ، أخبرنا أبو أحمد بن عديّ (٤) ، حدّثنا عبد الوهاب بن أبي عصمة ، حدّثنا أحمد بن أبي يحيى البغدادي ، قال : سألت أحمد بن حنبل في السجن عن حديث

__________________

(١) في المطبوعة : «سباسويه» وبهامشها عن نسخة : ماسويه.

(٢) بالأصل «قهراد» والمثبت والضبط عن تقريب التهذيب.

(٣) تاريخ بغداد ٧ / ١٢٤.

(٤) الكامل في الضعفاء لابن عدي ٢ / ٧٣.

٣٤٢

هارون بن يزيد ، عن بقية ، عن أبي أحمد ، عن أبي الزبير ، عن جابر أن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : «إذا كتبت كتابا فترّبه فإنه أنجح للحاجة والتراب مبارك» فقال كتبه بقية أبو يحمد هذا كلام (١) أحمد ، وهذا منكر وما روى بقية عن (٢) بحير وصفوان عن الثقات يكتب وما روى عن المجهولين لا يكتب.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي ، أخبرنا أبو بكر الشامي ، أخبرنا أبو الحسن العتيقي ، أخبرنا أبو يعقوب الصّيدلاني ، حدّثنا أبو جعفر العقيلي (٣) ، حدّثنا عبد الله بن أحمد ، قال : سئل أبي عن بقية وإسماعيل بن عيّاش فقال : بقية أحبّ إليّ. ونظرت في كتاب إسماعيل بن عيّاش ، عن بحير بن سعد (٤) أحاديث صحاح وفي المصنف أحاديث مضطربة قال (٥) : وحدّثنا عبد الله قال : سمعت أبي يقول : بقية إذا حدّث عن قوم ليسوا بمعروفين [فلا تقبلوه ، وإذا حدّث بقية عن المعروفين](٦) مثل بحير بن سعد وغيره ، قبل (٧).

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس ، حدّثنا وأبو منصور بن خيرون ، أخبرنا أبو بكر الخطيب (٨) ، أنبأنا الأزهري حدّثنا عمر بن أحمد الواعظ ح.

قال : وأنبأنا عبيد الله بن عمر بن أحمد الواعظ ، حدّثنا أبي ، حدّثنا محمد بن محمد بن سليمان الباغندي ، حدّثنا جعفر بن عبد الواحد ـ يعني الهاشمي ـ قال : سألت أبا عبد الله يعني أحمد بن حنبل عن إسماعيل بن عيّاش وبقية فقال : كان بقية أذكاهما ، أي كأنه يشتهي الحديث.

قرأت على أبي الفضل بن ناصر ، عن أبي الفضل بن الحكاك ، أنبأنا أبو نصر الوائلي ، أنبأنا الخصيب ، أخبرنا أبو موسى بن أبي عبد الرّحمن ، أخبرني أبي أبو

__________________

(١) كذا بالأصل ، وفي الكامل لابن عدي : قال أحمد : وهذا منكر.

(٢) بالأصل «بين» والمثبت عن ابن عدي.

(٣) الخبر في الضعفاء الكبير للعقيلي ١ / ٩٠ ترجمة إسماعيل بن عياش.

(٤) عند العقيلي : يحيى بن سعيد.

(٥) الضعفاء الكبير للعقيلي ١ / ١٦٢ ترجمة بقية بن الوليد.

(٦) ما بين معكوفتين سقط من الأصل وم واستدرك عن الضعفاء للعقيلي.

(٧) بالأصل وم «وقيل» والمثبت عن الضعفاء للعقيلي.

(٨) تاريخ بغداد ٧ / ١٢٥.

٣٤٣

عبد الرّحمن ، أخبرنا سليمان بن أشعث (١) ، قال : سمعت أحمد قال : بقية روى عن عبيد الله مناكير.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أخبرنا إسماعيل بن مسعدة ، أخبرنا حمزة بن يوسف ، أخبرنا أبو أحمد (٢) سمعت عباس (٣) بن إبراهيم القراطيسي يقول : سمعت جعفر الصائغ يقول : سمعت يحيى بن معين يقول : علي بن ثابت وإسماعيل بن عيّاش وبقية ومروان بن معاوية وزيد بن حباب ثقات في أنفسهم إلّا أنّهم يحدّثون عن الكلّ ويأتونا بالعجائب أو كما قال.

[أخبرنا] أبو الحسن بن قبيس وأبو القاسم الواسطي ، قالا ح.

وأخبرنا أبو منصور المغربي ، أخبرنا أبو بكر الخطيب (٤) ، أخبرنا أبو بكر أحمد بن محمد الأشناني ، قال : سمعت أحمد بن محمد بن عبدوس الطّرائفي يقول : سمعت عثمان بن سعيد الدارمي يقول : قلت ليحيى بن معين فبقية بن الوليد كيف حديثه؟ فقال : ـ ثقة زاد الواسطي : قلت : هو أحبّ إليك أو محمد بن حرب؟ فقال : ثقة ، قال عثمان هو الخولاني الأبرش الحمصي ثقة.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي وأبو الفضل أحمد بن الحسن بن هبة الله وأبو منصور علي بن علي بن عبيد الله بن سكينة ، أنبأنا أبو محمد الصّريفيني ، أنبأنا أبو القاسم بن حبابة ، حدّثنا عبد الله بن محمد البغوي ، حدّثني أحمد بن زهير ، قال : قيل ليحيى أيما أثبت بقية أو إسماعيل بن عيّاش؟ قال : كلاهما صالحان.

أخبرنا أبو الحسن ، حدّثنا وأبو منصور ، أخبرنا أبو بكر الخطيب (٥) ، قال : حدّثنا محمد بن عبد الواحد ، حدّثنا محمد بن العباس ، حدّثنا أحمد بن سعيد السّوسي ، حدّثنا عباس بن محمد ، قال : سمعت يحيى بن معين يقول : إذا لم يسمّ بقية الرجل الذي يروي عنه وكناه فاعلم أنه لا يساوي شيئا.

__________________

(١) بالأصل وم : «أخبرنا أبو سليمان بن أشعب» والمثبت عن المطبوعة ١٠ / ٢١١.

(٢) يعني ابن عدي ، والخبر في الكامل في الضعفاء لابن عدي ٢ / ٧٣.

(٣) عن ابن عدي وبالأصل وم «عياش».

(٤) تاريخ بغداد ٧ / ١٢٦.

(٥) تاريخ بغداد ٧ / ١٢٦.

٣٤٤

قال (١) : وأنبأنا الطناجيري (٢) ، حدّثنا عمر بن أحمد ، حدّثنا الحسين بن صدقة ، حدّثنا ابن أبي خيثمة ، قال : سئل يحيى بن معين عن بقية بن الوليد فقال إذا أخذ عن الثقات ـ مثل صفوان وغيره ـ قيل له : أيهما أثبت؟ ـ يعني بقية وإسماعيل بن عيّاش؟ ـ فقال : كلاهما صالحان.

قرأنا على أبي عبد الله بن البنّا ، عن أبي تمام علي بن محمد بن الحسن ، عن أبي عمر بن حيّوية ، أنبأنا أبو الطّيّب محمد بن القاسم بن جعفر الكوكبي ، حدّثنا أبو بكر بن أبي خيثمة قال : سئل يحيى بن معين عن بقية بن الوليد فقال : إذا حدّث عن الثقات مثل صفوان وغيره. وأما إذا حدّث عن أولئك المجهولين فلا.

وسئل يحيى بن معين عن بقية مرة أخرى قال : إذا روى عن الشاميين الثقات ، فأما إذا كنّى فإنه ليس بشيء.

قال : وسمعت يحيى بن معين يقول : إذا لم يسمّ بقية الرجل وكنّاه فليس يساوي بيننا ، وقيل ليحيى بن معين أيما أثبت بقية أو إسماعيل بن عيّاش قال : كلاهما صالحان.

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس ، حدّثنا وأبو منصور بن خيرون ، أنبأنا أبو بكر الخطيب (٣) ، أخبرني علي بن محمد بن الحسن (٤) المالكي ، حدّثنا عبد الله بن عثمان الصّفّار ، حدّثنا محمد بن عمران الصّيرفي ، حدّثنا عبد الله بن علي بن المديني ، قال : وسمعت أبي يقول : بقية صالح فيما روى عن أهل الشام ، وأما حديثه عن عبيد الله بن عمر وأهل الحجاز والعراق فضعفه فيها جدا. زاد ابن خيرون : قال : وسمعت أبي يقول : بقية روى عن عبيد الله بن عمر أحاديث منكرة.

أخبرنا أبو الحسن ، حدّثنا وأبو منصور ، أنبأنا أبو بكر الخطيب ، أنبأنا حمزة بن محمد بن طاهر الدقاق ح ، وأخبرنا أبو البركات الأنماطي وأبو عبد الله البلخي ، أخبرنا أبو الحسين بن الطّيّوري وثابت بن بندار ، قالا : أنبأنا أبو عبد الله الحسين بن جعفر وأبو

__________________

(١) تاريخ بغداد ٧ / ١٢٥.

(٢) هو أبو الفرج الحسين بن علي الطناجيري.

(٣) تاريخ بغداد : حدّث.

(٤) في تاريخ بغداد : «الحسين».

٣٤٥

نصر محمد بن الحسن ، قالوا : أخبرنا الوليد بن بكر (١) الأندلسي حدّثنا علي بن أحمد بن زكريا الهاشمي ، حدّثنا أبو مسلم صالح بن أحمد بن عبد الله بن صالح العجلي ، حدّثني أبي قال (٢) : بقية بن الوليد الحمصي أبو محمد ثقة ما روى عن المعروفين. وما روى عن المجهولين فليس بشيء.

وأخبرنا أبو الحسن ، حدّثنا وأبو منصور ، أنبأنا وأبو بكر الخطيب (٣) ، أخبرنا أبو بكر البرقاني وأبو القاسم الأزهري ، قالا : حدّثنا عبد الرّحمن بن الخلّال ، حدّثنا محمد بن أحمد بن يعقوب بن شيبة ، حدّثنا جدّي ، قال : بقية بن الوليد ثقة صدوق ويتقى حديثه عن مشيخته الذين لا يعرفون ، وأحاديثه (٤) مناكير جدا.

أخبرنا أبو غالب محمد بن محمد بن أسد ، أنبأنا أبو الحسين بن الطّيّوري ، أنبأنا أبو بكر عبد الباقي بن عبد الكريم الشيرازي ح.

أنبأنا أبو سعد الطّيوري ، عن عبد العزيز بن علي الأزجي ، قالا : أخبرنا عبد الرّحمن بن عمر بن أحمد بن حمّه ، أنبأنا محمد بن أحمد بن يعقوب ، حدّثنا جدي ، قال : وبقية بن الوليد ثقة صادق ويتقى من حديثه ، ما حدّثه عن المجهولين ، فإنه يكثر الحديث عنهم وكلّها أو عامّتها مناكير.

أخبرنا أبو الحسن ، حدّثنا وأبو منصور ، أنبأنا أبو بكر الخطيب ح.

وأخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أخبرنا أبو بكر بن الطبري ، قال (٥) : أخبرنا أبو الحسين بن الفضل ، أخبرنا عبد الله بن جعفر ، حدّثنا يعقوب بن سفيان ، قال : وبقية يذكر بحفظ ، إلّا أنه يشتهي الملح والطرائف من الحديث. ويروي عن شيوخ فيهم ضعف. وكان يشتهي الحديث فيكني الضعيف المعروف باسم ، ويسمي المعروف بالكنية باسمه.

قال بعض أهل العلم : إذا لم يسمّ الذي يروي عنه وكناه فلا يساوي حديثه شيئا ـ زاد ابن الطبري قال : وبقية يقارب إسماعيل والوليد في حديث الشاميين وهو ثقة فحديثه يقوم مقام الحجّة.

__________________

(١) عن تاريخ بغداد ٧ / ١٢٦ وبالأصل «بكير».

(٢) كتاب تاريخ الثقات للعجلي ص ٨٣ وفيه «أبو محمد» ومثله في الأصل وتاريخ بغداد.

(٣) الخبر في تاريخ بغداد ٧ / ١٢٦.

(٤) في تاريخ بغداد : «وله أحاديث».

(٥) الخبر في تاريخ بغداد ٧ / ١٢٤.

٣٤٦

أنبأنا أبو محمد الأكفاني ، حدّثنا عبد العزيز بن أحمد ، أنبأنا عبد الوهاب بن جعفر ، أنبأنا عبد الجبار بن عبد الصمد ، أنبأنا القاسم بن عيسى ، حدّثنا إبراهيم بن يعقوب الشعبي (١) ، قال : سئل أبو مسهر عن إسماعيل بن عيّاش وبقية فقال : كلّ كان يأخذ عن غير ثقة ، فإذا أخذت حديثهم عن الثقات فهو ثقة.

قال الجوزجاني (٢) : أما أبو يحمد فرحمه‌الله ، وغفر له ما كان يبالي إذا وجد خرافة عن ما يأخذه ، فأما حديثه عن الثقات فلا بأس به.

قرأت على أبي القاسم زاهر بن طاهر ، عن أبي بكر البيهقي ، أنبأنا أبو عبد الله الحافظ ، قال : سمعت أبا [علي يقول : سألت أبا](٣) عبد الرّحمن النسائي بمصر عن بقية بن الوليد ، فقال : إذا قال حدّثنا أو أخبرنا فهو ثقة.

وأخبرنا أبو الحسن حدّثنا أبو منصور ، أخبرنا أبو بكر الخطيب (٤) ، أخبرني محمد بن علي المقرئ ، أخبرنا محمد بن عبد الله بن محمد النيسابوري ، قال : سمعت أبا علي الحسين بن علي الحافظ يقول : سألت أبا عبد الرّحمن النسائي ـ وكان من أئمة المسلمين ـ قلت : ما تقول في بقية؟ قال : إن قال أخبرنا أو حدّثنا فهو ثقة ، وإن قال : عن فلا يؤخذ عنه ، لأنه لا يدرى عن من أخذه.

قال (٥) : وحدّثني محمد بن علي الصوري ، حدّثنا عبد الغني بن سعيد الحافظ ، أنبأنا الوليد بن القاسم قال : سمعت أبا عبد الرّحمن النسائي ـ وسئل عن بقية بن الوليد ـ فقال : إذا قال حدّثني وحدّثنا فلا بأس به.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أخبرنا إسماعيل بن مسعدة ، أنبأنا حمزة بن يوسف ، أنبأنا أبو أحمد بن عديّ ، قال (٦) : ولبقية حديث صالح غير ما ذكرناه ، وفي بعض رواياته يخالف الثقات ، وإذا روى عن أهل الشام فهو ثبت ، وإذا روى عن غيرهم خلط كإسماعيل بن عيّاش. إذا روى عن الشاميين فهو ثبت ، وإذا روى عن أهل العراق والحجاز

__________________

(١) كذا ، وصوبت في المطبوعة ١٠ / ٢١٣ «الجوزجاني».

(٢) الخبر في سير أعلام النبلاء ٨ / ٥٢٣.

(٣) الزيادة عن المطبوعة ١٠ / ٢١٣ وهو أبو علي الحسين بن علي الحافظ.

(٤) الخبر في تاريخ بغداد ٧ / ١٢٦.

(٥) الخبر في تاريخ بغداد ٧ / ١٢٦.

(٦) الكامل للضعفاء لابن عدي ٢ / ٨٠.

٣٤٧

خالف الثقات في روايته عنهم.

وقد تقدم ذكري في ذلك أن صفته في روايات الحديث كإسماعيل بن عيّاش إذا روى عن الشاميين فهو ثبت وإذا روى عن المجهولين فالعهدة منهم لا منه ، وإذا روى عن غير الشاميين فربما أوهم هم عليه ، وربما كان الوهم من الراوي عنه ، وبقية صاحب حديث ومن علامة صاحب الحديث أنه يروي عن الكبار والصغار ويروي عنه (١) الكبار من الناس ، وهذا صورة بقية.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي ، أخبرنا أبو بكر الشامي ، أخبرنا أبو الحسن العتيقي ، أخبرنا يوسف بن أحمد بن يوسف ، حدّثنا أبو جعفر العقيلي (٢) ، حدّثنا محمد بن سعيد بن بلج الرازي ، قال : سمعت أبا عبد الله ـ يعني عبد الرّحمن بن الحكم بن بشير بن سلمان (٣) ـ يذكر عن وكيع قال : ما سمعت أحدا أجرأ على أن يقول : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم للحديث الدني (٤) من بقية. قال أبو عبد الله : وما سمعته تناول أحدا إلّا بقية. وقال غيره : الواهي بدل الدني.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي بن مسعدة ، أنبأنا أبو القاسم السهمي ، أنبأنا أبو أحمد بن عديّ ، حدّثنا محمد بن محمد ، حدّثنا أبو حاتم الرازي ، حدّثنا حجّاج بن الشاعر قال : سئل سفيان بن عيينة عن حديث من هذه الملح فقال : أبو العجب ، أنا بقية بن الوليد.

أخبرنا أبو الفرج سعيد بن أبي الرجاء الأصبهاني ، أنبأنا أبو الفتح منصور بن الحسين بن عديّ وأبو طاهر أحمد بن محمود قالا : أخبرنا أبو بكر بن المقرئ ، أخبرنا محمد بن أحمد بن أبي يحيى الزهري ، حدّثنا عبد الله بن عبد الوهاب الخوارزمي قال سمعت أحمد بن يوسف (٥) يقول : تكابوا على سفيان بن عيينة فقال : ما لكم؟ فلست ببقية بن الوليد ولا بأبي العجب. رواها الخطيب (٦) عن الدسكري (٧) ، عن ابن المقرئ.

__________________

(١) بالأصل «عن» والمثبت عن ابن عدي.

(٢) انظر كتاب الضعفاء الكبير للعقيلي ١ / ١٦٣.

(٣) عند العقيلي : سليمان.

(٤) هذه اللفظة سقطت من الضعفاء للعقيلي.

(٥) في المطبوعة ١٠ / ٢١٤ «يونس» والمثبت يوافق رواية تاريخ بغداد.

(٦) انظر تاريخ بغداد ٧ / ١٢٤.

(٧) هو أبو طالب يحيى بن علي الدكسري.

٣٤٨

أخبرنا أبو البركات الأنماطي ، أخبرنا أبو بكر الشامي ، أخبرنا أبو الحسن العتيقي (١) ، أخبرنا يوسف بن أحمد ، حدّثنا أبو جعفر العقيلي (٢) ، حدّثنا عبد الله بن أحمد [حدّثني أحمد](٣) بن خالد الخلّال ، حدّثني مجالد (٤) الشعري قال : سألوا ابن (٥) عيينة عن شيء فقال : أبو العجب أنا بقية الحمصي.

أخبرنا أبو القاسم ، أخبرنا أبو القاسم ، أخبرنا أبو القاسم ، حدّثنا أبو أحمد بن عديّ (٦) ، حدّثني عبد المؤمن بن أحمد بن حوثرة (٧) ، حدّثنا أبو حاتم الرازي ، قال : سألت أبا مسهر عن حديث بقية فقال : احذر حديث بقية وكن على تقية فإنها غير نقية.

قال : وأخبرنا أبو أحمد قال (٨) : سمعت محمد بن أحمد بن حمدان يقول : ذهبت إلى عطية بن بقية فسلّمت عليه وهو على باب داره ، فقال : تعرفني؟ قلت : سبحان [الله] يا أبا سعيد ومن لا يعرفك؟ قال : أنا عطية بن بقية صاحب الأحاديث النقية.

قرأت على أبي القاسم الشّحّامي ، عن أبي بكر البيهقي ، أنبأنا الحاكم أبو عبد الله ، أخبرني أبو بكر محمد بن جعفر فيما قرأته عليه قال : قرأ عليّ أبو بكر محمد بن إسحاق بن خزيمة ، وأنا أسمع قال : لا أحتجّ ببقية بن الوليد.

أخبرنا أبو عبد الله محمد بن علي بن محمد بن المتولي ، حدّثنا أبو بكر [بن خلف](٩) ، أخبرنا الحاكم الإمام أبو عبد الله [محمد بن عبد الله الحافظ ، حدّثني أبو علي الحسين بن علي الحافظ ، وأنا سألته أنبأ أبو جعفر](١٠) محمد بن خالد بن يزيد البردعي ، حدّثنا عطية بن بقية ، قال : قال أبي دخلت على هارون الرشيد فقال لي : يا بقية إني لأحبّك ، فقلت : ولأهل بلادي؟ قال : لا ، إنهم جند سوء لهم كذا وكذا غدرة في الديوان. قال : قلت : يا أمير المؤمنين إذا أنت وليهم ما ذا تعهد إليهم؟ قال : أعهد إليهم أن

__________________

(١) بالأصل : «أخبرنا ابن الحسن» والمثبت «أبو الحسن العتيقي» عن المطبوعة ١٠ / ٢١٥.

(٢) الضعفاء الكبير ١ / ١٦٣.

(٣) ما بين معكوفتين زيادة عن الضعفاء الكبير للعقيلي.

(٤) كذا وفي الضعفاء للعقيلي : مخلد الشعيري.

(٥) بالأصل «عن» والمثبت عن العقيلي.

(٦) الكامل في الضعفاء لابن عدي ٢ / ٧٢.

(٧) إعجامها غير واضح بالأصل والمثبت عن ابن عدي وفي م : حوثرية.

(٨) الكامل في الضعفاء لابن عدي ٢ / ٧٢.

(٩) ما بين معكوفتين سقط من الأصل وم في الموضعين واستدرك عن المطبوعة ١٠ / ٢١٥.

(١٠) ما بين معكوفتين سقط من الأصل وم في الموضعين واستدرك عن المطبوعة ١٠ / ٢١٥.

٣٤٩

يكونوا لليتامى كالأب الرحيم ، وللأرامل كالزوج الشفيق ، ويكونوا ولا أرضى منهم بذلك حتى يضعوا أيديهم على رأسي ، قال : فإنهم لا يفون بذلك يا أمير المؤمنين ، نحن قوم عرب يسرفون علينا. فقال هارون الرشيد : فذلك كذلك ، ثم قال : حدّثني يا بقية ، فقلت : حدّثني محمد بن زياد الألهاني عن أبي أمامة قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «وعدني ربي أن يدخل الجنة من أمّتي سبعين ألفا ، مع كل ألف سبعين ألفا ، ثلاث حثيات من حثيات ربّي» قال : فامتلأ من ذلك فرحا وقال : يا غلام ناولني الدواة أكتب بها. قال : وكان القائم بأمره الفضل بن الربيع ، ومرتبته بعيدة ، فناداني فقال لي : يا بقيّة ناول أمير المؤمنين الدواة بجنبك ، قلت : ناوله أنت يا هامان ، فقال : سمعت ما قال لي يا أمير المؤمنين؟ قال : اسكت فما كنت أنت عنده هامان حتى كنت أنا عنده فرعون (١).

أخبرنا أبو عبد الله الخلّال أخبرنا أبو طاهر بن محمود ، أنبأنا أبو بكر المقرئ ، قال : سمعت أبا عروبة يقول : سمعت أبا التّقي هشام بن عبد الملك يقول : سمعت بقية بن الوليد يقول : ما أرحمني للثلاثاء ما يصومه أحد.

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن محمد بن الفضل ـ إملاء ـ أخبرنا أبو رجاء بندار الحقاني (٢) ، أخبرنا محمد بن أحمد الكاتب ، حدّثنا عبد الله بن محمد بن جعفر ، أنبأنا ابن أبي عاصم ، حدّثنا الحوطي ، قال : سمعت بقية بن الوليد يقول : أصحاب الحديث يشتهي أحدهم الشهوة بثلاثة دراهم فيأكلها فإذا صار إلى الكتابة كتب بخط دقيق وورق ضعيف.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أخبرنا أبو القاسم بن مسعدة ، أخبرنا أبو القاسم السّهمي ، أخبرنا أبو أحمد بن عديّ (٣) ، حدّثنا محمد بن خلف ، حدّثنا محمد بن أبي هارون ، حدّثنا جعفر بن محمد الرازي ، حدّثنا قثم بن أبي قتادة ، قال : سمعت رجلا يقول لبقية : يا أبا يحمد كيف يستحب للعروس أن تدخل على زوجها؟ قال : ما زلنا (٤) نسمع

__________________

(١) الخبر في سير أعلام النبلاء ٨ / ٥٣١ وفيه زيادة ، وانظر تخريجه فيها. وقوله : ثلاث حثيات أي ثلاث غرف بيده. قال ابن الأثير : هو مبالغة في الكثرة ، وإلّا فلا كفّ ثم ولا حثي ، جلّ الله عن ذلك.

(٢) كذا رسمها بالأصل ، وفي المطبوعة : الخلقاني.

(٣) الكامل في الضعفاء ٢ / ٧٢.

(٤) بالأصل : «نزلنا» والمثبت عن ابن عدي.

٣٥٠

عجائز الحي وهن يقلن : أدخلي رجلك اليمنى على المال والبنين.

قال (١) : وحدّثنا عبد الله بن محمد بن إسحاق ، قال : سمعت بركة بن محمد يقول : كنا عند بقية في غرفة فسمع الناس يقولون : لا ، لا ، فأخرج رأسه من الرّوزنة (٢) وجعل يصيح معهم لا لا فقلنا له : يا أبا يحمد سبحان [الله] أنت إمام يقتدى بك ، قال : اسكت ، هذه سنّة بلدنا.

أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني ، حدّثنا عبد العزيز الكتاني ، أخبرنا أبو محمد بن أبي نصر ، أنبأنا أبو الميمون بن راشد ، حدّثنا أبو زرعة ، حدّثني وليد بن عتبة ، قال : مات بقية سنة ست وتسعين ومائة.

وأنبأنا أبو الغنائم محمد بن علي ثم حدّثنا أبو الفضل بن ناصر ، أخبرنا أحمد بن الحسن وأبو الحسين بن عبد الجبار ومحمد بن علي ـ واللفظ له ـ قالوا : أخبرنا أبو أحمد [ـ زاد أحمد](٣) ومحمد بن الحسن ، قالا : أخبرنا أحمد بن عبدان ، أخبرنا محمد بن سهل ، أخبرنا محمد بن إسماعيل ، قال (٤) : وقال يزيد بن عبد ربّه مات بقية سنة سبع وتسعين ومائة.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي ، أخبرنا أحمد بن علي ، أخبرنا عبيد الله بن أحمد.

ثم قرأت على أبي غالب بن البنّا ، عن عبيد الله بن أحمد ، أخبرنا أحمد بن محمد بن عمران ، حدّثنا عبد الله بن أبي داود ، قال : سمعت ابن مصفّى يقول ح.

وأخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أخبرنا أبو بكر بن الطبري ، قالا : أخبرنا أبو الحسين بن الفضل ، أخبرنا عبد الله بن جعفر ، حدّثنا يعقوب بن سفيان ، حدّثنا محمد بن مصفّى ، قال : مات بقية بن الوليد سنة سبع وتسعين ومائة (٥).

أخبرنا أبو القاسم النسيب ، حدّثنا أبو بكر الخطيب ، حدّثنا عبيد الله بن أحمد الصّيرفي ، حدّثنا محمد بن العباس الخرّاز ، أخبرنا إبراهيم بن محمد الكندي ، حدّثنا أبو

__________________

(١) الكامل في الضعفاء ٢ / ٧٢.

(٢) الروزنة : الكوة (قاموس محيط).

(٣) ما بين معكوفتين سقط من الأصل «وفي م : أبو أحمد أحمد» واستدركت الزيادة عن أسانيد مماثلة.

(٤) التاريخ الكبير ١ / ٢ / ١٥٠.

(٥) انظر المعرفة والتاريخ ١ / ١٨٥.

٣٥١

موسى بن المثنّى العنزي ، قال : ومات بقية بن الوليد أبو يحمد الحمصي سنة سبع وتسعين ومائة.

أخبرنا أبو القاسم النسيب ، حدّثنا أبو بكر الخطيب ، أنبأنا محمد بن أحمد بن رزق ، أنبأنا إسماعيل بن علي الخطبي وأحمد بن جعفر القطيعي ، قالا : حدّثنا عبد الله بن أحمد ، حدّثني أبي.

وأخبرني أبو المظفّر القشيري ، أخبرنا أبو بكر البيهقي ، أخبرنا يحيى بن محمد بن عبد الله ، أخبرنا عثمان بن أحمد ، حدّثنا علي بن إسحاق قال : حدّثني أبو عبد الله قال : وبقية أبو يحمد مات سنة سبع وتسعين يعني ومائة.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أخبرنا أبو القاسم بن البسري ، أخبرنا أبو طاهر المخلّص ـ إجازة ـ حدّثنا أبو محمد السّكري ، أخبرني عبد الرّحمن بن محمد بن المغيرة ، أخبرني أبي ، حدّثني أبو عبيد (١) القاسم بن سلام ، قال : سنة سبع وتسعين ومائة فيها مات بقية بن الوليد بحمص.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي وأبو العزّ ثابت بن منصور ، قالا : أخبرنا أبو طاهر أحمد بن الحسن ـ زاد الأنماطي : وأبو الفضل بن خيرون ، قالا : ـ أخبرنا محمد بن الحسن بن أحمد ، أنبأنا أبو الحسين الأصبهاني ، أنبأنا أبو حفص الأهوازي ، حدّثنا خليفة بن خيّاط ، قال في سادسة أهل الشام مات بقية بن الوليد يكنى أبا يحمد حمصي مات سنة سبع وتسعين ومائة.

أخبرنا أبو بكر اللّفتواني ، أنبأنا أبو عمرو بن مندة ، أنبأنا الحسن بن محمد بن يوسف ، أخبرنا أحمد بن محمد بن عمر ، حدّثنا أبو بكر بن أبي الدّنيا ح.

وأخبرنا أبو القاسم النسيب ، حدّثنا أبو بكر الخطيب ، أخبرنا أبو حازم محمد بن الحسين بن محمد بن الفراء ، أخبرنا الحسين بن علي بن أبي أسامة الحلبي ، حدّثنا أبو عمران بن الأشيب ، قالا : حدّثنا محمد بن سعد قال في الطبقة الخامسة من أهل الشام : بقية بن الوليد ويكنى أبا يحمد وكان ينزل حمص ومات بها في آخر سنة سبع وتسعين ومائة.

__________________

(١) بالأصل : «أبو عبد الله».

٣٥٢

قرأت على أبي غالب بن البنّا ، عن أبي محمد الجوهري ، أخبرنا أبو عمر بن حيّوية ، أخبرنا أحمد بن معروف ، حدّثنا الحسين بن الفهم ، حدّثنا محمد بن سعد (١) ، قال في السادسة منهم بقية بن الوليد الحمصي ويكنى أبا يحمد وكان ثقة في روايته عن الثقات ، وكان ضعيف الرواية عن غير الثقات ، ومات سنة سبع وتسعين ومائة في آخر خلافة محمد بن هارون.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أخبرنا أبو علي بن المسلمة وأبو القاسم بن العلاء ، قالا : أخبرنا أبو الحسن الحمّامي ، أخبرنا الحسين بن محمد ، حدّثنا محمد بن عبد الله بن سليمان ، قال : وفي سنة سبع وتسعين أخبرت أنه مات بقية بن الوليد في صفر وأخبرت أن بقية بن الوليد كان له يوم توفي ثلاث ومائة.

هذا وهم وقد تقدم ذكر مولده.

كتب إليّ أبو زكريا يحيى بن عبد الوهاب ، وحدّثني أبو بكر اللّفتواني عنه ، أنبأنا عمي أبو القاسم عن أبيه أبي عبد الله بن مندة ، قال : قال لنا أبو سعيد بن يونس : بقية بن الوليد بن صايد الكلاعي يكنى أبا يحمد حمصي قدم مصر ، وكتب بها عن نافع بن يزيد ، ومعاوية بن سعيد ، وخالد بن حميد ، ورشد بن سعد روى عنه من أهلها : خالد بن حميد ، وعبد الله بن يحيى البرلّسي (٢) ورشيد (٣) بن سعد. توفي بحمص سنة سبع وتسعين ومائة.

قرأت على أبي محمد السّلمي ، عن أبي محمد التميمي ، أخبرنا مكي بن محمد بن الغمر ، أنبأنا أبو سليمان بن زبر ، حدّثنا أبي ، حدّثنا ابن خالد ، حدّثنا إسحاق بن إبراهيم بن العلاء ، قال : مات بقية بن الوليد سنة ثمان وتسعين ومائة قال : قال ابن زبر سنة تسع وسبعين (٤) ومائة مات بهز بن أسد وبقية أبو يحمد الحمصي.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أخبرنا عمر بن عبد الله (٥) بن عمر ، أنبأنا أبو

__________________

(١) طبقات ابن سعد ٧ / ٤٦٩.

(٢) كذا ، والصواب : ورشدين.

(٣) البرلسي : ضبطت عن الأنساب ، هذه النسبة إلى البرلس وهي بليدة من سواحل مصر.

(٤) نقرأ بالأصل «وتسعين» وتقرأ : «وسبعين» ورسمها : «وتسبعين» وفي المطبوعة ١٠ / ٢١٩ : سنة سبع وتسعين ومثلها في م.

(٥) المطبوعة : عبيد الله وفي م كالأصل.

٣٥٣

الحسين بن بشران ، أخبرنا أبو عمرو بن السماك ، حدّثنا حنبل بن إسحاق ، قال : قال أبو عبد الله : وبقية بن الوليد أبو يحمد سنة تسع وتسعين يعني مات وقد تقدم في رواية عبد الله عن أبيه سنة [سبع وتسعين] وهو أصح والله أعلم.

ذكر من اسمه بقي

٩٣٥ ـ بقيّ بن مخلد بن يزيد

أبو عبد الرّحمن الأندلسي الحافظ (١)

أحد علماء الأندلس ذو رحلة واسعة.

سمع بدمشق : هشام بن عمّار وصفوان بن صالح ، وبكار بن عبد الله بن بشر ، وأحمد بن أبي الحواري ، وعبد الله بن أحمد بن ذكوان ، وهشام بن خالد الأزرق ، وعباس بن عثمان المؤدب ، ومحمود بن خالد ، وإسحاق بن سعيد بن الأركون ، وعباس بن الوليد الخلّال ، ودحيما (٢) ، والوليد بن عتبة ، وإبراهيم بن هشام الغسّاني ، والقاسم بن عثمان الجوعي الدمشقي.

وبغيرها : [أبا](٣) التّقي هشام بن عبد الملك اليزني (٤) ومحمد بن مصفّى وأحمد بن حنبل ، وأبا بكر بن أبي شيبة ، وإبراهيم بن محمد الشافعي ، وأبا مصعب الزهري ، وإبراهيم بن المنذر ، ويحيى بن عبد الله بن بكير ، ويحيى الحمّاني (٥) ، ومحمد بن عبيد بن حساب ، وأبا الطاهر بن السرح ، والحارث بن مسكين ، وسلمة بن شبيب ، ومحمد بن عبد الله بن نمير ، وزهير بن عبّاد ، وزهير بن حرب ، ومحمد بن يحيى بن أبي عمر العدني ، وأبا ثور إبراهيم بن خلف الكلبي ، ومحمد بن بشار بندارا

__________________

(١) ترجمته في الوافي بالوفيات ١٠ / ١٨٢ وسير أعلام النبلاء ١٣ / ٢٨٥ وانظر بالحاشية فيهما ثبتا بأسماء مصادر كثيرة أخرى ترجمته له.

(٢) رسمها : ورحيما بالراء ، والصواب ما أثبت بالدال المهملة.

(٣) سقطت من الأصل وم ، وزيادتها لازمة ، انظر التبصير ١ / ٢٠٣ وترجمته في سير الأعلام ١٢ / ٣٠٣.

(٤) مهملة بالأصل والصواب ما أثبت ، انظر ما سبق.

(٥) رسمها غير واضح بالأصل وفي م : يحيى بن الخمامي والمثبت عن سير الأعلام ، وهو يحيى بن عبد الحميد الحماني.

٣٥٤

ومحمد بن المثنى الزمن ، وجماعة سواهم.

وصنّف المسند والتفسير وغيرهما وكان ورعا فاضلا زاهدا مجاب الدعوة. وقيل في مبلغ عدد شيوخه الذين روى عنهم مائتا رجل وأربعة وثمانون رجلا (١).

حدّث عنه : أحمد بن عبد الله بن محمد بن المبارك بن حبيب بن عبد الملك [بن] عمر بن الوليد بن عبد الملك بن مروان بن الحكم الأندلسي ، وأيوب بن سليمان بن نصر بن منصور المرّي ، والحسن بن سعد بن إدريس بن خلف الكتّاني (٢) ، وعبد الله بن يونس بن محمد بن عبد الله المرادي ، وعبد الواحد بن حمدون المرّي ، وأبو عمرو عثمان بن عبد الرّحمن بن عبد الحميد بن إبراهيم ، ومروان بن عبد الملك القيسي ، ونمر بن هارون بن رفاعة القيسي ، وهشام بن الوليد الغافقي (٣) ، وأسلم بن عبد العزيز ، ومهاجر بن عبد الرّحمن ، ومحمد بن عمر بن لبابة وجماعة من أهل الأندلس ، ولم يقع إليّ حديث مسند من حديثه.

أخبرنا أبو المظفّر بن القشيري ، أنبأنا أبي الأستاذ أبو القاسم قال : سمعت حمزة بن يوسف السهمي يقول : سمعت أبا الفتح نصر بن أحمد بن عبد الملك يقول (٤) : سمعت عبد الرّحمن بن أحمد يقول : سمعت أبي يقول : جاءت امرأة إلى بقيّ بن مخلد فقالت : إن ابني قد أسره الروم ولا أقدر على مال أكثر من دويرة ، لا أقدر على بيعها ، فلو أشرت إلى من يفديه بشيء. فإنه ليس لي ليل ولا نهار ولا نوم ولا قرار. فقال : نعم ، انصرفي حتى أنظر في أمره إن شاء الله. قال : وأطرق الشيخ وحرّك شفتيه. قال : فلبثنا مدة فجاءت المرأة ومعها ابنها ، فأخذت تدعو له وتقول : قد رجع سالما وله بحديث يحدثك به. فقال الشاب : [كنت] في يدي بعض الملوك الروم مع جماعة من الأسارى وكان له إنسان يستخدمنا كلّ يوم ، يخرجنا إلى الصحراء للخدمة ، ثم يردّنا (٥) وعلينا قيودنا. [فبينا] نحن نجيء من العمل بعد المغرب مع صاحبه الذي كان يحفظنا فانفتح القيد من رجلي ووقع على الأرض ، ووصف اليوم والساعة فوافق الوقت الذي جاءت المرأة ودعا

__________________

(١) انظر سير الأعلام ١٣ / ٢٨٦.

(٢) في سير الأعلام : «الكناني» وفي المطبوعة : الكتامي.

(٣) عن سير الأعلام وبالأصل «العارفي».

(٤) الرسالة القشيرية ص ٢٧٠ ـ ٢٧١ ط بيروت.

(٥) الرسالة القشيرية : بعيدنا.

٣٥٥

الشيخ. قال : فنهض إليّ الذي كان يحفظني وصاح عليّ وقال : كسرت القيد؟ قلت : لا ، إنه سقط من رجلي. فتحيروا في أمري (١) ، فدعوا رهبانهم فقالوا لي : ألك والدة؟ قلت : نعم ، فقالوا : وافق دعاؤها الإجابة ، وقالوا أطلقك فلا يمكننا تقييدك فزوّدوني وأصحبوني إلى ناحية المسلمين. رواها الحميدي في تاريخ الأندلس (٢) بالإجازة من القشيري. ورواها الخطيب عن القشيري.

قرأت على أبي الحسن سعد الخير بن محمد بن سهل ، عن أبي عبد الله محمّد بن أبي نصر الحميدي (٣) ، قال : قال لنا أبو محمد علي بن أحمد : كان ـ يعني ـ محمد بن عبد الرّحمن بن الحكم بن هشام بن عبد الرّحمن بن معاوية بن هشام بن عبد الرّحمن بن معاوية بن هشام بن عبد الملك أمير الأندلس محبا للعلوم ، مؤثرا لأهل الحديث ، عارفا ، حسن السيرة. ولما دخل الأندلس أبو عبد الرّحمن بقيّ بن مخلد بكتاب مصنف ابن أبي بكر بن أبي شيبة وقرئ عليه أنكر جماعة من أهل الرأي ما فيه من الخلاف واستشفعوه وبسطوا العامة عليه ومنعوه من قراءته إلى أن اتصل ذلك بالأمير محمد فاستحضره وإياهم واستحضر الكتاب كله وجعل يتصفحه جزأ جزأ إلى أن أتى على آخره (٤) وقد ظنوا أنه يوافقهم في الإنكار عليه ، ثم قال لخازن الكتب : هذا كتاب لا تستغني خزائننا عنه فانظر في نسخة لنا. ثم قال لبقيّ : انشر علمك وارو ما عندك من الحديث ، واجلس للناس ينتفعوا بك. أو كما قال ، قال : ونهاهم أن يتعرضوا له.

كتب (٥) إليّ أبو محمد حمزة بن العباس بن محمد ، وأبو الفضل أحمد بن محمد بن سليم ، وحدّثني أبو بكر اللفتواني عنهما ، قالا : أخبرنا أبو بكر الباطرقاني ، أنبأنا أبو عبد الله بن مندة ح.

وحدّثني أبو بكر أيضا قال : أنبأني أبو عمرو بن مندة ، عن أبيه قال : قال لنا أبو سعيد بن يونس : بقيّ بن مخلد أندلسي يكنى أبا عبد الرّحمن. كانت له رحلة وطلب

__________________

(١) بعدها في الرسالة القشيرية : وأخبر صاحبه ، وأحضروا الحداد وقيدوني فلما مشيت خطوات سقط القيد من رجلي ، فتحيروا في أمري.

(٢) جذوة المقتبس للحميدي ص ١٧٨ ـ ١٧٩.

(٣) لم أجد الخبر في جذوة المقتبس.

(٤) بياض بالأصل والكلام مفصل في م بدون أي نقص أو بياض.

(٥) بالأصل «قرأت» وفي م : أخبرنا ولعل الصواب ما أثبت ، انظر المطبوعة ١٠ / ٢٢٢.

٣٥٦

مشهور ، حدّث (١) وتوفي بالأندلس سنة ست وسبعين ومائتين.

أخبرنا أبو غالب وأبو عبد الله ابنا البنّا ، [أنبأ أبو الحسين بن الآبنوسي عن أبي الحسن الدارقطني ح وقرأت على أبي غالب بن البنّا](٢) عن أبي الفتح بن المحاملي ، أنبأ أبو الحسن الدارقطني قال : بقيّ ابن مخلد أندلسي يكنى أبا عبد الرّحمن رحل في العلم وطلب ، مشهور ، توفي سنة ثلاث وسبعين ومائتين.

أخبرنا أبو محمد السلميّ ، قال : أجاز لنا أبو زكريا البخاري ح.

وحدّثنا خالي القاضي أبو المعالي القرشي ، حدّثنا نصر بن إبراهيم قال : أخبرنا أبو زكريا ، حدّثنا عبد الغني بن سعيد قال : فبقيّ ـ بالباء معجمة بواحدة من تحتها ـ بقيّ بن مخلد أندلسي مشهور عندهم.

قرأت على [أبي محمّد السلمي عن](٣) أبي نصر بن ماكولا قال (٤) : أما بقي ـ بفتح الباء وكسر القاف ـ فهو بقيّ بن مخلد الأندلسي أبو عبد الرّحمن الحافظ إمام في الحديث ، له رحلة في طلب العلم ، سمع أبا عبد الله أحمد بن حنبل ، وأبا بكر بن أبي شيبة ، وأحمد بن إبراهيم الدورقي ، وخلقا كثيرا يزيدون على مائتي رجل ، وكتب المصنفات الكبار ، وأدخلها الأندلس ونشر علم الحديث بها ، روى عنه جماعة منهم أسلم بن عبد العزيز بن هاشم القاضي ، وأحمد بن خالد بن يزيد ، ومحمد بن قاسم بن محمد ، والحسن بن سعيد بن إدريس اليزيدي (٥) ، وعلي بن عبد القادر ، وعبد الله بن يونس المرادي ولعله آخر من حدّث عنه. توفي سنة ست وسبعين ومائتين.

أخبرنا أبو القاسم صدقة بن محمد بن الحسن بن المحلبان سبط بن السياف ، أنبأنا أبو عبد الله محمد بن أبي نصر الحميدي صاحب تاريخ [ولاة] الأندلس (٦) ، قال : بقيّ بن مخلد أبو عبد الرّحمن من حفاظ المحدثين ، وأئمة الدين ، والزهّاد

__________________

(١) بالأصل : «حديث».

(٢) ما بين معكوفتين سقط من السند بالأصل وم واستدرك عن المطبوعة ١٠ / ٢٢٢.

(٣) ما بين معكوفتين سقط من الأصل واستدرك قياسا إلى سند مماثل وفي م : على أبي محمد عن.

(٤) الاكمال لابن ماكولا ١ / ٣٤٤ ـ ٣٤٥.

(٥) في الاكمال : «الحسن بن سعد بن إدريس الفهري» وفي المطبوعة ١٠ / ٢٢٢ «الحسن بن سعد بن إدريس البربري».

(٦) جذوة المقتبس ص ١٧٧ للحميدي.

٣٥٧

المصلحين (١) رحل إلى المشرق فروى عن الأئمة وأعلام (٢) السنّة منهم الإمام أبو عبد الله أحمد بن محمد بن حنبل ، وأبو بكر عبد الله بن محمد بن أبي شيبة ، وأحمد بن إبراهيم الدورقي ، وخليفة بن خيّاط (٣) وجماعات أعلام يزيدون على المائتين ، وكتب المصنّفات الكبار ، والمنثور الكثير ، وبالغ في الجمع والرواية ، ورجع إلى الأندلس فملأها علما جمّا ، وألّف كتبا حسانا تدل على احتفاله واستكثاره. قال لنا أبو محمد علي بن أحمد : من مصنفات أبي عبد الرّحمن بقيّ بن مخلد كتابه في «تفسير القرآن» هو الكتاب الذي أقطع قطعا لا أستثني فيه أنه لم يؤلف في الإسلام لا تفسير محمد بن جرير الطبري ولا غيره ، ومنها في الحديث «مصنفه» الكبير الذي رتّبه على أسماء الصحابة روى فيه عن ألف وثلاثمائة صحابي ونيّف ، ثم رتب حديث كل صحابي على أسماء الفقه وأبواب الأحكام ، فهو مصنّف ومسند وما أعلم لأحد هذه الرتبة قبله مع ثقته وضبطه وإتقانه واحتفاله في الحديث ، وجودة شيوخه فإنه روى عن مائتي رجل وأربعة وثمانين رجلا ليس فيهم عشرة ضعفاء وسائرهم أعلام مشاهير. ومنها مصنّف في فتاوى الصحابة والتابعين ومن دونهم الذي أربى فيه على مصنّف أبي بكر بن أبي شيبة ومصنف عبد الرزاق بن همّام ومصنّف سعيد بن منصور وغيرها. وانتظم علما عظيما لم يقع في شيء من هذه فصارت تواليف هذا الإمام الفاضل قواعد للإسلام لا نظير لها. وكان متخيرا لا يقلد أحدا ، وكان ذا خاصة من أحمد بن حنبل ، وجاريا في مضمار أبي عبد الله البخاري ، وأبي الحسين مسلم بن الحجّاج النيسابوري ، وأبي عبد الرّحمن النسائي رحمة الله عليهم هذا آخر كلام أبي محمد.

قال الحميدي : روى عن بقيّ بن مخلد جماعة منهم أسلم بن عبد العزيز بن هاشم القاضي ، وأحمد بن خالد بن يزيد ، ومحمد بن قاسم بن محمد ، والحسن بن سعد بن إدريس بن رزين اليزيدي (٤) الكتاني من أهل المغرب ، وعلي بن عبد القادر بن أبي سلمة (٥) الأندلسي ، وعبد الله بن يونس المرادي ، وكان مختصا به مكثرا عنه ؛ وعنه

__________________

(١) عند الحميدي : الصالحين.

(٢) بالأصل : «وأعلم» والمثبت عن الحميدي.

(٣) قوله : «وخليفة بن خياط» لم يرد في جذوة المقتبس.

(٤) في جذوة المقتبس : البربري الكتامي.

(٥) جذوة المقتبس : ابن أبي شيبة.

٣٥٨

انتشرت كتبه الكبار ، ولعله آخر من حدّث عنه من أصحابه.

وحكي عن أبي بكر بن أبي خيثمة وذكر بقيّ بن مخلد فقال : كنا نسميه المكنسة وهل احتاج بلد فيه بقيّ بن مخلد أن يأتي إلى هاهنا منه أحد؟

أخبرنا أبو القاسم بن صدقة بن محمد بن الحسن قال : قال لنا أبو عبد الله الحميدي (١) ، قال أبو سعيد بن يونس في تاريخه : إن بقي بن مخلد مات بالأندلس سنة ست وسبعين ومائتين.

وقال أبو الحسن الدارقطني في «المختلف» إنه مات سنة ثلاث وسبعين وقد تقدم في اسم محمد بن سعيد بالإسناد الذي لا شك في صحته أن الأمير عبد الله بن محمد شاور الفقهاء ومنهم بقيّ بن مخلد في قتل الزنديق فصحّ كونه حيا في أيام عبد الله. وكانت ولايته في سنة خمس وسبعين وتمادت إلى الثلاثمائة ، هكذا أخبرنا أبو محمد فيما جمعه من ذكر أوقات الأمراء وأيامهم بالأندلس. وهذا شاهد لصحة قول أبي سعيد ، والله أعلم.

أبو محمد هذا هو علي بن أحمد بن سعيد بن حزم. ذكر القاضي أبو الوليد عبد الله بن محمد بن يوسف بن الفرضي الأندلسي في تاريخه تحديد وفاته فقال : أخبرني عبيد الله بن محمد ، حدّثنا عبد الله بن يونس أن بقيّ بن مخلد ولد في شهر رمضان سنة إحدى ومائتين ومات رحمه‌الله ليلة الثلاثاء لليلتين بقيتا من جماد الآخرة سنة ست وسبعين ومائتين والله أعلم.

__________________

(١) جذوة المقتبس ص ١٧٨.

٣٥٩

ذكر من اسمه بكّار

٩٣٦ ـ بكّار بن بلال العاملي (١)

[أبو بلال العاملي]

وهو مولى لثقيف وينتسب إلى عامر ولي (٢) صناعة المراكب ، ويقال : وليها بمصر شركة الليث بن سعد المصري ، وكان كاتبا.

روى عن زيد بن واقد.

روى عنه : ابناه محمد بن بكّار وجامع بن بكّار.

قرأت على أبي محمد السّلمي ، عن أبي محمد التميمي ، أخبرنا تمام بين محمد ، أخبرني أبي [أخبرني] أبو العباس محمد بن جعفر بن ملاس ، حدّثنا الحسن بن محمد بن بكّار بن بلال ، حدّثني أبي وعمي عن أبيهما بكّار بن بلال أبي (٣) بلال قال : بلغني أنه لما بلغ أهل الشام يوم صفين أن عمّار بن ياسر قد قتل بعثوا من يعرفه ليأتيهم بعلمه ؛ فعاد إليهم فأخبرهم أنه قتل. فنادى أهل الشام أصحاب علي : إنكم لستم بأولى بالصلاة على عمّار بن ياسر منا. قال : فتوادعوا عن القتال حتى صلّوا عليه جميعا.

في نسخة ما شافهني به أبو عبد الله الخلّال ، أخبرنا أبو القاسم بن مندة ، أخبرنا أحمد بن عبد الله إجازة ح.

قال : وأخبرنا ابن مندة ، أخبرنا أبو طاهر بن سلمة ، أنبأنا علي بن محمد ، قالا :

__________________

(١) في المطبوعة ١٠ / ٢٢٤ العامري وفي م كالأصل.

(٢) في المختصر والمطبوعة : عاملة.

(٣) بالأصل «بن».

٣٦٠