بصعودهما [ و ] (١) سطح الجار وجداره يكون فيهما الشعاع ، ويرى القرص بصعودهما ، وهكذا ، لأنّ الارتفاع مقول بالتشكيك ، وننقل الكلام بعد السطح والجدار إلى المنار ، وبعده إلى التلال ، وبعدها إلى الجبال ، والجبال أيضا في غاية التفاوت.
والأئمّة عليهمالسلام ربما لا حظوا ما ذكرناه وحكموا بالتأخير ، وأشاروا في بعض الأخبار إلى ما ذكرنا حيث قالوا : « مسّوا بالمغرب قليلا ، فإنّ الشمس تغيب عندكم قبل أن تغيب عندنا » (٢) وذلك لأنّ أرض الكوفة ليس فيها تلال ولا جبال ، مثل ما كان في الحجاز ، سيّما مكّة والمدينة ، ولعلّ الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم ما كان يفطر ويصلّي إلاّ بعد ذهاب الشعاع عن التلال والمواضع المرتفعة ، بل والجبال أيضا.
وأيضا غالب الأراضي ليست مستوية السطح حتى يعلم أوّل وقت غيبوبة القرص عن أفق المصلّي ، بل فيها تلال وجبال يمنع عن العلم ، فلعله لذينك الأمرين أمروا عليهمالسلام بالتأخير إلى ذهاب الحمرة المشرقية ، وأقل منه أيضا ، احتياطا ( أو حتما ) (٣) والظاهر من الأخبار الأوّل ، كما ستعرف.
قوله : وأمّا الثانية فبأنّ من جملة رجالها القاسم بن عروة. ( ٣ : ٥١ ).
يمكن الجواب بأنّ ضعف الروايات منجبرة بالشهرة ، مضافا إلى اعتبار سند بعضها ، وهي كثيرة ، إلاّ أنّ الظاهر أنّ الأمر بالتأخير فيها
__________________
(١) ما بين المعقوفين أضفناه لاستقامة المعنى.
(٢) التهذيب ٢ : ٢٥٨ / ١٠٣٠ ، الوسائل ٤ : ١٧٦ أبواب المواقيت ب ١٦ ح ١٣.
(٣) ما بين القوسين ليس في « ج ».