صنفتموه فهو منى ، وكان (ره) مع ذلك اعجوبة فى الحفظ والضبط ودقة النظر وسرعة الانتقال فى المناظرات وطلاقة اللسان لم يباحث مع احد الّا وقد غلب عليه وكان له يد طولى فى علم الجدل. توفى فى كربلا المشرفة فى الطاعون الواقع فى سنة ١٢٤٥ ه ، وقبره الشريف قرب باب القبلة فى زقاق مسدود وكان له ولد توفى ايضا فى تلك السنة وانقطع نسله الشريف ولكن اولاده الروحانيين كانوا كثيرين» (١)
ولشدّت رأفته وعنايته بتلاميذه واهتمامه لهم فى التدريس والتربية اتجه الطلاب والعلماء اليه من كل صوب واجتمعوا عليه وحرص على تفهيم الدرس باساليب راقية وقيل كان يرفع تلاميذه الى اوج الاجتهاد بمدة قصيرة لغزارة علمه وحسن تدريسه ، والمشهور انه كان لا يفتر عن التدريس والمذاكرة ليلا ونهارا حتى فى شهر رمضان الذى جرت العادة على التعطيل فيه ولذلك كان نتاجه العلمى قليلا ولم يكن له فى عالم التأليف ما يتناسب عظيم مكانته كما انه لم يخرج ما كتبه الى البياض. (٢)
ذكر الشيخ حرز الدين : «... حدثنا بعض المعاصرين ممن يعتمد على حديثه ان الشيخ [شريف العلماء] توفى وهو مقلّد يرجع اليه فى الفتيا والحقّ انه بارع فى الاصول فحسب كما دل عليه الاثر والنقل ولا ينكر انه تربى عليه العلماء العظام هذا ، ولعلم الاصول عنده طريقة خاصة فلسفية اخذ بعض مواده منها يعرف ذلك المحيط بالعلمين وغير خفى ان ذلك بعيد الانتاج
__________________
(١) ـ تكملة امل الآمل مأخوذ من الفوائد الرضوية : صص ٥٤٠ و ٥٤١.
(٢) ـ الكرام البررة : ٢ / ٦٢٠