بسم الله الرّحمن الرّحيم
فائدة [٥]
فى ان الواجب من المقدمات هى الموصلة الى ذيها وهو مذهب صاحب الفصول (١)
ربما قيل : بان المقدمة لا يجب منها الّا الفرد المفضى الى ذيها.
وقال : «انه يعتبر فى اتصاف الواجب الغيرى بالوجوب ، كونه بحيث يترتّب عليه الغير الذى يجب له ، حتى انه لو انفكّ عنه كشف عن عدم وقوعه على الوجه الذى يجب ، فلا يتّصف بالوجوب [...]. فوجود ذى المقدمة وان لم يكن شرطا فى وجوب المقدّمة ، حتى لا يكون خطاب بها على تقدير عدمه. لان ذلك متّضح الفساد [...] ، الّا ان وقوعها على الوجه المطلوب منوط بحصول الواجب حتى انها اذا وقعت مجرّدة عنه ، تجرّدت عن وصف الوجوب والمطلوبية [...] ، فالتوصل بها الى الواجب من قبيل شرط الوجود [لها] لا [من قبيل] شرط الوجوب». قال : «والذى يدلّ على ذلك : ان وجوب المقدمة بحكم العقل والنقل لا يدل على ازيد من ذلك ، وايضا لا يابى العقل ان يقول الآمر : اريد الحج واريد المسير الذى يتوصل به الى [فعل] الحج
__________________
(١) ـ وفيه تأمل ولتفصيل الاقوال ودراسة المتقدمين عنه راجع : البحر المحيط : ج ١ ص ٢٢٣ للزركشى