الخطاب فى المثال المزبور انّما هو العلم بحيث يدور معه الخطاب وجودا وعدما ، وامّا المصلحة الداعية اليه فانّما هو الحسن الذى اقتضى ايجاب الالزام ، وهذا الحسن قد يكون منشؤه عنوان الخطاب كالعلم وقد يكون منشؤه شيء آخر ولا سبيل الى العلم بهذا المنشأ الّا بالنص الجلى او بالعقل القاطع ، والّذى يقتضى بوجوده فى مورد التخصيص كالعالم الفاسق فى المثال المزبور انّما هو عنوان الخطاب الذى هو العلم ، واما الحسن الذى كان منشأ ايجاب اكرام مصاديق العالم فلعلّه كان مختصا بالعدول ، وحينئذ فاشتمال مادة الاجتماع اعنى الوضوء بالماء المشتبه على عنوان النهى اعنى التصرف لا يقتضى اشتمالها على المنقصة والمرجوحية الواقعية التى كانت علة للحكم بالكراهة ومنقصة لها ، وما ذكرت من التمسك بالاصل فى مورد الشك لو سلم فانّما هو لاجل احراز عنوان الخطاب اعنى : «العلم» فى المثال المزبور لا لاجل «العلم» بوجود حسن الاكرام فى العالم المجهول الحال ، فتدبر فى المقام حتى لا يشتبه عليك حقيقة المرام.
نعم ربما يكون التخصيص دليلا على وجود المعارض لحسن المامور به او لقبح المنهى عنه كما فى التخصيصات العقلية مثل خروج احد الواجبين المتزاحمين عن الوجوب من حيث وجود المانع عن الامتثال وهو العجز والتعذّر ، ولكنه خارج عما نحن فيه لان التخصيص فى المقام لفظى ناشئ من عموم الامر وبقائه بحاله بحكم الاجماع مع امكان منع بقاء الحسن فى صورة التزاحم ايضا ، لعدم اتّصاف غير المقدور من الافعال بالحسن والقبح ، اللهم الّا ان يدعى مقدورية فعل كل واحد من الواجبين عند المزاحمة ، ولو امتنع