فيك حسب معلوماتى عنك حين كنت تحضر معنا بحث الاستاذ شريف العلماء انك الاعلم فالواجب على الطائفة تقليدك.»
فاجاب سعيد العلماء :
«اجل ، الامر كما تفضلتم وذكرتم وكنت اعلم وادقّ حينما كنت هناك ومشغولا بالدراسات. لكن هناك شيء ميزك عنى : وهو استمرارك فى الاشتغال والبحث والتدريس والتاليف والتصنيف وتركى البحوث والدروس لاشتغالى بمهامّ الامور من حلّ القضايا وفصلها فانت اعلم منى فالواجب على الطائفة تقليدك وتسلّمك امور الزعامة والمرجعية». (١) وصار الشيخ الاعظم زعيما دينيا وانتهت اليه رئاسة الامامية على الاطلاق واطبقت الشيعة على تقليده فى شرق الارض وغربها الّا نادرا.
فاشتغل بالزعامة والتدريس وتربية التلامذة وافاضة علومه والتأليف والتصنيف وبالغ فيها ولكثرة تحقيقه وتعميقه فى المسائل العلمية وتأسيساته اجتمعت عليه طائفة كبيرة من العلماء والمجتهدين واستمر نشاطه العلمى والثقافى والدينى الى سنة ١٢٨١ ه وفيها مرض وابتلى بالاسهال واشتد مرضه وطويت راية العلم والتحقيق وعطل معهده العلمى وبقى فى داره فى النجف الاشرف فى محلة الحويش فتوفى ـ قدس سرّه ـ فيها فى منتصف ليلة السبت الثامن عشر من جمادى الثانية ووفى ربّه وانتشر خبره فى مدينة النجف واجتمع اهلها على اختلاف طبقاتهم ، وقد سرى بين الناس الحزن والبكاء وقال بعض المترجمين له :
__________________
(١) ـ الكرام البررة : ١ / ٣١٣ و ٢ / ٥٩٩ للشيخ آغا بزرگ الطهرانى.