٢٠٣ ـ قوله تعالى : (وَلكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللهِ) ـ ١٧٧ ـ ف (الْبِرَّ) بمعنى البارّ ، أو بمعنى البرّ ، فهو (مَنْ) في المعنى. وقيل : التقدير : ولكن البرّ برّ من آمن [بالله] ثم حذف المضاف ، فالبر الأول هو الثاني. وقيل التقدير : ولكن ذو (١) البر من آمن [بالله] ، ثم حذف المضاف أيضا. ومن شدّد (٢) النون [من لكنّ] نصب (الْبِرَّ) والتقديرات على حالها ، وإنّما احتيج إلى هذه التقديرات ليصحّ أن يكون الابتداء هو الخبر ؛ إذ الجثث لا تكون خبرا عن المصادر ، ولا المصادر خبرا عنها ؛ [لأن المصادر أفعال ليست بأجسام جثث](٣).
٢٠٤ ـ قوله تعالى : (وَالْمُوفُونَ) ـ ١٧٧ ـ عطف على المضمر في (آمَنَ) أو على (مَنْ) في قوله (مَنْ آمَنَ.) وقيل : ارتفعوا على إضمار «وهم».
٢٠٥ ـ قوله تعالى : (وَالصَّابِرِينَ) ـ ١٧٧ ـ نصب على إضمار «أعني» أو على العطف على (ذَوِي الْقُرْبى) ، فإذا عطفتهم على (ذَوِي) لم يجز أن ترفع (وَالْمُوفُونَ) إلّا على العطف على المضمر في (آمَنَ) ، ليكون داخلا في صلة (مَنْ) ، ولا ترفع على العطف على (مَنْ) ولا على «وهم» ؛ لأنّك تفرّق بين الصلة والموصول فتعطف (وَالْمُوفُونَ) على المضمر في (آمَنَ) ، فيجوز أن تعطف (وَالصَّابِرِينَ) على (ذَوِي) ، فإن نصبت (الصَّابِرِينَ) على «أعني» جاز عطف «والموفون» على (مَنْ) ، وعلى الضمير في (آمَنَ) ، وأن ترفع على «وهم».
٢٠٦ ـ قوله تعالى : (عَلى حُبِّهِ) ـ ١٧٧ ـ الهاء تعود على المؤمن
__________________
(١) كذا في الأصول ؛ وفي اللسان : ولكن ذا البر من آمن بالله ؛ وكذا في تفسير القرطبي ٢ / ٢٣٩ ؛ والبحر المحيط ٢ / ٣ ؛ وزاد المسير ١ / ١٧٨ ؛ والبيان ١ / ١٣٩ ؛ والعكبري ١ / ٤٥.
(٢) التشديد قراءة العشر غير نافع وابن عمر ، فقد قرءا بتخفيف النون من (لكن) ، ورفعا «البر» ؛ النشر ٢ / ٢١٢ ؛ والتيسير ص ٧٩ ؛ والإتحاف ص ١٥٣.
(٣) زيادة في الأصل.