أهلها ؛ فحذف الأهل وقام ضمير القرية مقامهم ، فصار ضمير «القرية» مرفوعا ، كما كان «الأهل» مرفوعين ب «أخرجك» ، فاستتر ضمير «القرية» في «أخرجك» ، وظهرت علامة التأنيث لتأنيث «القرية» ، وهو مثل قوله تعالى : (وَهُوَ واقِعٌ بِهِمْ)(١) تقديره : وعقابه واقع بهم ، ثم حذف العقاب ، وقام ضمير «الكسب» مقامه ، فصار ضميرا مرفوعا ملفوظا به ، ولم يستتر لأنّ معه الواو ، لأنّ الفعل لم يكن للعقاب ، فلم يستتر ضمير ما قام مقام العقاب في الفعل ؛ واستتر ضمير «القرية» في «أخرج» ؛ لأنّه كان فعلا للأهل ، فاستتر ضمير ما قام مقام الأهل في فعل الأهل ، وجاز ذلك وحسن لتقدّم ذكر القرية ، ولأن الفعل (٢) في صلة «التي» ، و «التي» للقرية ، فلم يكن بدّ من ضمير يعود على «التي» ، وضمير المرفوع العائد على الذي ، والتي تستتر في الفعل الذي في الصلة أبدا ، إذا كان الفعل له ، فاعرفه. ومثله في الحذف : (فَإِذا عَزَمَ الْأَمْرُ)(٣) أي : عزم أصحاب الأمر ، ثم حذف «الأصحاب» ولم يستتر «الأمر» في الفعل ؛ لأنّه لم يتقدّم له ذكر ، فاعرفه.
٢٠٥٠ ـ قوله تعالى : (مَثَلُ الْجَنَّةِ الَّتِي) ـ ١٥ ـ (مَثَلُ) رفع بالابتداء ، والخبر محذوف عند سيبويه (٤) ، تقديره : وفيما يتلى عليكم مثل الجنّة. وقال يونس : معنى (مَثَلُ الْجَنَّةِ) : صفة الجنة ، ف (مَثَلُ) مبتدأ ، و (فِيها أَنْهارٌ مِنْ ماءٍ) ابتداء وخبر في موضع خبر (مَثَلُ). وقال الكسائي : تقديره : مثل أصحاب الجنّة ، ف (مَثَلُ) على قوله ابتداء ، و (كَمَنْ هُوَ خالِدٌ) الخبر. وقيل : (مَثَلُ) زائدة ، [والخبر] إنما هو عن (الْجَنَّةِ) ، ف (الْجَنَّةِ) في المعنى رفع بالابتداء ، و (أَنْهارٌ مِنْ ماءٍ) ابتداء ، و (فِيها) الخبر ، والجملة خبر عن (الْجَنَّةِ).
__________________
(١) سورة الشورى : الآية ٢٢.
(٢) في الأصل : «لأن القرية».
(٣) سورة محمد : الآية ٢١.
(٤) الكتاب ، لسيبويه ٧١/١.