للمكان ؛ قال الله جلّ ذكره : (وَإِنَّ جَهَنَّمَ لَمَوْعِدُهُمْ)(١) ، وقد قيل معناه : لمكان موعدهم. قوله تعالى : (سُوىً) هو صفة ل «مكان» ، لكن من كسر السين جعله نادرا ، لأن «فعلا» لم يأت صفة إلا قليلا ، مثل : هم قوم عدى. ومن ضمّ (٢) السين أتى به على الأكثر ؛ لأن «فعلا» كثير في الصفات ، نحو : رجل حطم ، ولبد ، وشكع ، وهو كثير (٣).
١٤٣٩ ـ قوله تعالى : (إِنْ هذانِ لَساحِرانِ) ـ ٦٣ ـ من رفع (هذانِ) حمله على لغة لبني الحارث بن كعب ، يأتون بالتثنية المنصوبة وغيرها بألف على كل حال ، قال شاعرهم (٤) :
تزوّد منّا بين أذناه طعنة |
|
دعته إلى هابي التّراب عقيم |
[هذا على أن «أنّ» عاملة](٥). وقد قيل : (إِنْ)(٦) بمعنى «نعم» ، وفيه بعد ، لدخول اللام في الخبر ، وذلك لا يكون إلا في شعر ، كما قال :
أمّ الحليس لعجوز شهربة |
|
[ترضى من اللّحم بعظم الرّقبة](٧) |
وكان وجه الكلام تقديم اللام : لأمّ الحليس عجوز ، كذلك كان وجه
__________________
(١) سورة الحجر : الآية ٤٣.
(٢) قرأ بضم السين من(سوى)كل من ابن عامر ، ويعقوب ، وعاصم ، وحمزة ، وخلف ، وقرأ الباقون بكسر السين. التيسير ص ١٥١ ؛ والنشر ٣٠٧/٢.
(٣) الكشف ٩٨/٢ ؛ والبيان ١٤٣/٢ ؛ وتفسير القرطبي ٢١٢/١١.
(٤) نسب إلى هوبر الحارثي كما جاء في اللسان مادة(هبا) ، وغريب الحديث لأبي عبيد ٣٣٥/١ وشرح أبيات المشكلة الإعراب ، ص ٢٧٨ ؛ وهو في الهمع ٤٠/١ ؛ وشرح المفصل لابن يعيش ١٢٨/٣. وهابي التراب : ما ارتفع منه ودق. والمعنى : يصف رجلا قتله أبطالهم ، وقد طعنوه طعنة واحدة ، فخر منها ميتا ، لأنها طعنة خبير بمواضع المميت.
(٥) زيادة في الأصل.
(٦) في الأصل «إنها» وهو تحريف.
(٧) ما بين قوسين زيادة في الأصل. والبيت لرؤبة ، أو لعنترة بن عروس ، أو ليزيد بن ضبة ، على خلاف. وهو في ابن عقيل ١٤١/١ ؛ والخزانة ٣٢٨/٤ ؛ وتفسير القرطبي ٢١٩/١١ ؛ ومغني اللبيب ٢٣٠/١ ؛ والاشتقاق ، ص ٥١٤. وأم الحليس : كنية امرأة. وشهربة : عجوز.