في «له» المقدرة عائدة عليه. وذهب يونس (١) إلى أنّ «أيّا» رفع بالابتداء ، لا على الحكاية ، ويعلّق الفعل وهو «لننزعنّ» (٢) ، فلا يعمله في اللفظ ، ولا يجوز أن يعلّق مثل (لَنَنْزِعَنَّ) عند سيبويه (٣) والخليل ؛ إنما يجوز أن يعلق مثل أفعال الشك وشبهها ، مما لم يتحقق وقوعه (٤). وذهب سيبويه (٥) إلى أن «أيّا» مبنية على الضم ؛ لأنها عنده بمنزلة «الذي» و «ما» ، لكن خالفتهما في جواز الإضافة فيها فأعربت لمّا جاز فيها الإضافة ، فلما حذف من صلتها ما يعود عليها لم تقو ، فرجعت إلى أصلها وهو البناء ، ك «الذي» و «ما». ولو أظهرت الضمير لم يجز البناء عنده ، وتقدير الكلام عنده : ثم لننزعنّ من كلّ شيعة أيّهم هو أشدّ ؛ كما تقول : لننزعنّ الذي هو أشدّ ، ويقبح حذف «هو» مع الذي. وقرئ : تماما على الّذى أحسن (٦) برفع «أحسن» على تقدير حذف «هو» ، والحذف مع «الذي» قبيح ، ومع «أي» حسن ، فلمّا خالفت «أي» أخواتها حسن الحذف معها ، فلما حذفت «هو» بنيت (٧) «أيا» على الضم ، وقد اعترض سيبويه في قوله : [بني](٨) ، وقيل : كيف يبنى المضاف وهو متمكّن؟ ،
__________________
(١) الكتاب لسيبويه ٣٩٨/١.
(٢) في ح : «وتعلق الفعل وهو أشد عن العمل» وهو خطأ.
(٣) الكتاب ٣٩٨/١.
(٤) أمالي ابن الشجري ٤٦٨/٢ : «اختصاصه ـ أي مكي ـ بالتعليق أفعال الشك وشبهها مما لم يتحقق وقوعه خطأ ؛ لأن أفعال العلم تعلق ، ولها في تحقيق الوقوع القدم الراسخة ؛ فمما علق فيه الماضي منها عن لام الابتداء قوله تعالى : (وَلَقَدْ عَلِمُوا لَمَنِ اشْتَرٰاهُ مٰا لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنْ خَلاٰقٍ) [البقرة : ١٠٢] ، ومما علق فيه المستقبل منها عن الاسم الاستفهامي قوله : (وَلَتَعْلَمُنَّ أَيُّنٰا أَشَدُّ عَذٰاباً وَأَبْقىٰ).
(٥) سورة الأنعام : الآية ١٥٤. والرفع قراءة يحيى بن يعمر ، وابن أبي إسحاق ، وقرأ الجمهور بفتح(أحسن). تفسير القرطبي ١٤٢/٧.
(٦) عبارة(ح) : «أخواتها في حسن الحرف معها فحذفت هو فبنيت» وأثبتت عبارة (ق ، ظ).
(٧) سقطت من(ح). والذي اعترض على سيبويه بناء «أي» هو أبو جعفر النحاس نقلا عن أبي إسحاق الزجاج ، واعتبر ذلك أحد غلطين في كتابه. تفسير القرطبي ـ