يتعدّى إلى مفعولين ، ويجوز الاقتصار على أحدهما ، وهما في هذا الموضع «نا» و (الصِّراطَ).
٩ ـ قوله تعالى : (الْمُسْتَقِيمَ) ـ ٦ ـ أصله : المستقوم ، واعتلاله في الاسم والمصدر كاعتلال (نَسْتَعِينُ).
١٠ ـ قوله تعالى : (صِراطَ الَّذِينَ) ـ ٧ ـ بدل من (الصِّراطَ) الأول. و (الَّذِينَ) اسم مبهم مبني ناقص يحتاج إلى صلة وعائد ، فهو غير معرب في الواحد والجمع ، ويعرب في التثنية ؛ لصحة التثنية ؛ إذ لا تختلف ولا تأتي في جميع الأسماء إلا على مثال واحد ، وليس كذلك الجمع. وعلة بناء «الذي» أنّه شابه الحروف ، لإبهامه ووقوعه على كل شيء ، فمنع الإعراب كما منعته الحروف. وقيل : إنما بني لأنه ناقص يحتاج إلى صلة ، فهو كبعض اسم ، وبعض الاسم مبنيّ أبدا ؛ لأن الإعراب إنما يكون في أواخر الأسماء والأفعال. وقد قيل : إن (الَّذِينَ) اسم للجمع ، وليس بجمع. وواحد (الَّذِينَ) : «لذ» كعم [وشج] ، فلما دخلته الألف واللام ولزمتا ، عادت الياء كما تعود في «قاض» فقلت : الذي. وأصله أن يكتب بلامين ، إلا أنهم حذفوا إحدى اللامين لكثرة الاستعمال ، تخفيفا ، وجرى الجمع على الواحد ؛ إذ هو مبني مثله ، وإذ هو أقرب إليه في الإعراب ، وكتبت التثنية بلامين على الأصل. وصلة «الذين» قوله : (أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ) ، والهاء والميم تعود عليهم.
١١ ـ قوله تعالى : (غَيْرِ الْمَغْضُوبِ) ـ ٧ ـ «غير» اسم مبهم ، إلا أنه أعرب للزومه الإضافة. وخفضه على البدل من (الَّذِينَ) أو على النعت لهم ، إذ لا يقصد بهم قصد أشخاص بأعيانهم ؛ فجرى مجرى النكرة ، فجاز أن تكون (غَيْرِ) نعتا لهم ، ومن أصل (غَيْرِ) أنها نكرة ، وإن أضيفت إلى معرفة ، لأنها لا تدل على شيء معيّن. وإن شئت خفضت «غيرا» على البدل من الهاء والميم في (عَلَيْهِمْ). وقد روي نصب «غير» عن ابن كثير (١)
__________________
(١) الحجة ١ / ١٠٥ وفيه : واختلف عن ابن كثير ؛ فروي عنه النصب والجر ، وفي