وغيره ؛ ونصبها على الحال من الهاء والميم في (عَلَيْهِمْ) أو من (الَّذِينَ) ، إذ لفظهم لفظ المعرفة. وإن شئت نصبته على الاستثناء المنقطع عند البصريين ، ومنعه الكوفيون لأجل دخول (لَا) ، وإن شئت نصبت على إضمار «أعني». و (عَلَيْهِمْ) الثاني في موضع رفع ، مفعول لم يسمّ (١) فاعله ، ل (الْمَغْضُوبِ) ، لأنه بمعنى : الذين غضب عليهم ، ولا ضمير فيه ؛ إذ لا يتعدى إلا بحرف جرّ ؛ بمنزلة : مرّ بزيد ، ولذلك لم يجمع.
١٢ ـ قوله تعالى : (وَلَا الضَّالِّينَ) ـ ٧ ـ (لَا) زائدة للتأكيد عند البصريين ، وبمعنى «غير» عند الكوفيين. ومن العرب من يبدل من الحرف الساكن الذي قبل المشدد همزة ، فيقول : (وَلَا الضَّالِّينَ) وذلك إذا كان ألفا ، وبه قرأ (٢) أيوب السّختيانيّ ؛ حرّك الألف لالتقاء الساكنين ، فلم يمكن تحركها ، فأبدل منها حرفا مؤاخيا لها ، قريب المخرج منها (٣) ، أجلد منها وأقوى ، وهو الهمزة (٤).
__________________
القراءات الشاذة ، ص ٢٣ : قرأ بنصب «غير» ابن محيصن.
(١) أي : نائب فاعل لاسم المفعول «الْمَغْضُوبِ».
(٢) انظر المحتسب ، لابن جني ١ / ٤٦ ؛ وإعراب القرآن للنحاس ١ / ١٢٦ ؛ والبحر المحيط ١ / ٣٠.
(٣) في هامش (ح) عبارة «بلغ ...».
(٤) في هامش (ظ) ٣ / ب : وأما «آمين» فاسم للفعل ، ومعناها : اللهم استجب. وهو مبني لوقوعه موقع المبني. وحرك بالفتح لأجل الياء قبل آخره ، كما فتحت (أين). والفتح فيها أقوى ؛ لأن قبل الياء كسرة. فلو كسرت النون على الأصل لوقعت الياء بين كسرتين.
وقيل : آمين اسم من أسماء الله تعالى ، وتقديره : يا آمين ؛ وهذا خطأ لوجهين : أحدهما : أن أسماء الله تعالى لا تعرف إلا تلقيا ، ولم يرد بذلك سمع.
والثاني : أنه لو كان كذلك لبني على الضم ، لأنه منادى معرفة أو مقصود.
وفيه لغتان : القصر ، وهو الأصل. والمد ، وليس من أبنية العربية ، بل أعجمية كهابيل وقابيل.
والوجه فيه أن يكون أشبع فتحة الهمزة فنشأت الألف. فعلى هذا لا تخرج عن الأبنية العربية. «تبيان» وانظره فيه ، أي في إملاء ما من به الرحمن للعكبري ١ / ٥.