٧ ـ قوله تعالى : (نَسْتَعِينُ) ـ ٥ ـ وزنه : نستفعل ، وأصله : نستعون ، لأنه من العون ، فألقيت حركة الواو على العين فانكسرت العين ، وسكّنت الواو فانقلبت ياء لانكسار ما قبلها ؛ إذ ليس في كلام العرب واو ساكنة قبلها كسرة ، ولا ياء ساكنة قبلها ضمة ؛ وإنما أعلّ لاعتلال الماضي. والمصدر «استعانة» ، وأصله استعوان ، فألقيت حركة الواو على العين ، وقلبت الواو ألفا ، وحذفت إحدى الألفين لالتقاء الساكنين ؛ قيل : الأولى ، وقيل : الثانية ، ودخلت الهاء عوضا من المحذوف. ويجوز كسر (١) النون والتاء والألف في أوّل هذا الفعل ، وفي نظيره في غير القرآن ، ولا يحسن ذلك في الياء.
٨ ـ قوله تعالى : (اهْدِنَا) ـ ٦ ـ طلب وسؤال ، ومجراه في الإعراب مجرى الأمر ، لكنه مبني عند البصريين ؛ حذف الياء منه بناء ، ومعرب عند الكوفيين ؛ حذف الياء جزم. والألف ألف وصل ، كسرت في الابتداء لسكونها وسكون ما بعدها ، لأنها اجتلبت ليبتدأ بها ، ولا حظّ لها (٢) في الحركات. وقيل : كسرت بكسر الثالث وهو الدال ، ولم تضم لثقل الخروج من ضم إلى كسر ، ولم تفتح لئلا تشبه ألف المتكلم. وهذه علّة ألف الوصل حيث وقعت في الأفعال والأسماء. فإن كان الثالث من الفعل مضموما ضمّت الألف للاتباع ، فحركتها لالتقاء الساكنين ، واختيرت الضمة لانضمام الثالث ، نحو : «ادخل» «اخرج». فأما ألف الوصل التي مع لام التعريف في «الرجل» و «الغلام» فهي مفتوحة في الابتداء ؛ للفرق بين دخولها على الأفعال والأسماء ، ودخولها على الحروف. وهذا (٣)
__________________
(١) قرأ بالكسر المطوعي ، كما في القراءات الشاذة ، ص ٢٢ ، وفي البحر المحيط ١ / ٢٣ قرأ بها عبيد بن عمير الليثي ، وزر بن حبيش ، ويحيى بن وثاب ، والنخعي ، والأعمش.
(٢) في (ظ) : «فلا يخط لها».
(٣) أي : (اهْدِنَا).