حذفت الهمزة حذفا ، وعوّض منها الألف واللام ، ولزمتا الاسم (١). وقيل : أصله «لاه» ثم دخلت الألف واللام عليه ولزمتا للتعظيم ، ووجب الإدغام لسكون الأوّل من المثلين ، ودلّ على ذلك قولهم : لهي (٢) أبوك ، يريدون : لله أبوك ، فأخّروا العين في موضع اللام لكثرة استعمالهم له. ويدل عليه أيضا قولهم (٣) :
* لاه ابن عمّك*
يريدون : لله.
وقد ذكر الزجّاج في بعض أماليه عن الخليل : أنّ أصله «ولاه» ثم أبدل من الواو همزة ، كإشاح في وشاح ، والألف في «لاه» منقلبة من ياء ؛ دلّ على ذلك قولهم : لهي أبوك ، فظهرت الياء عوضا من الألف ، فدلّ على أنّ أصل الألف الياء (٤). وإنما أشبعنا الكلام في هذين الاسمين ليقاس
__________________
(١) قوله : «ولزمتا الاسم» لم يرد في (ق) ، وفي ظ : «ولزمت للتعظيم». وروي عن الخليل وسيبويه : أن الألف واللام لازمة له لا يجوز حذفهما منه. قال الخطابي : والدليل على أنّ الألف واللام من بنية هذا الاسم ، ولم يدخلا للتعريف دخول حرف النداء عليه ، كقولك : يا الله ؛ وحروف النداء لا تجتمع مع الألف واللام للتعريف ؛ ألا ترى أنّك لا تقول : يا الرحمن ، ولا يا الرحيم ، كما تقول : يا الله ، فدلّ على أنّهما من بنية الاسم. والله أعلم. (انظر سيبويه ١ / ٣٠٩ وتفسير القرطبي ١ / ١٠٣).
(٢) في (ح) «لاه» وأثبت ما في (ظ ، د).
(٣) قطعة من بيت لذي الإصبع العدواني ، وتمامه :
لاه ابن عمّك لا أفضلت في حسب |
|
عنّي ولا أنت ديّاني فتخزوني |
انظر المفضليات ص ١٦٠ وإصلاح المنطق ٣٧٣ والمشوف المعلم : ١ / ٢٤٠ وشرح أبيات إصلاح المنطق لابن السيرافي ص ٥٧٥ والأغاني ٣ / ١٠٠ وأمالي القالي ١ / ٢٥٥ وشرح أبيات المغني للبغدادي ٣ / ٢٨٧.
(٤) انظر سيبويه ١ / ٣٠٩ و ٢ / ١٤٤ ، وتفسير ابن كثير ١ / ١٩ ، وتفسير القرطبي ١ / ١٠٢ ، والبحر المحيط ١ / ١٤ ، والمجيد ، للسفاقسي الورقة ٦ مخطوطة الظاهرية ، وقد ذكر الأخير مادته في أربعة أوجه : إما من : لاه يليه ، بمعنى ارتفع ، ولذلك قيل للشمس ألهة ، بكسر الهمزة وفتحها. والثاني من لاه يلوه ، أي