أخرجك ربك من بيتك بالحق ، فاتقوا الله ، فهو ابتداء وخبر. وقيل : الكاف بمعنى الواو للقسم ، أي : الأنفال لله والرسول والذي أخرجك (١).
٩٩٩ ـ قوله تعالى : (وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ) ـ ٢ ـ [مستقبل وجل يوجل ، ومن العرب من يقول : ييجل ؛ فيبدل](٢) من الواو ياء ، ومنهم من يكسر الياء الأولى ، ومنهم من يفتحها ويبدل من الثانية ألفا : وجل ياجل ؛ كما قالوا : رأيت الزيدان ، فأبدلوا من الياء ألفا.
١٠٠٠ ـ قوله تعالى : (إِحْدَى الطَّائِفَتَيْنِ أَنَّها لَكُمْ) ـ ٧ ـ (أَنَّها) بدل من (إِحْدَى الطَّائِفَتَيْنِ) ، وهو بدل الاشتمال ، و (إِحْدَى) مفعول ثان لقوله : (يَعِدُكُمُ اللهُ) ، تقديره : وإذ يعدكم الله ملك إحدى الطائفتين ، وإنما
__________________
(١) أمالي ابن الشجري ٤٥٩/٢ : «انتقد ابن الشجري المؤلف في الأوجه التي ذكرها في إعراب الكاف ، وشنع عليه في الوجهين الرابع والخامس خاصة. فنفى أن تكون الكاف في محل رفع بالابتداء ، لأن جملة(اتقوا اللّه)مع تقديمها على الكاف ، بينها وبين الكاف فصل بآيات تشتمل على عشر جمل ، وليس في كلام العرب ولا في الشعر ، الذي هو محل الضرورات ، خبر قدّم على المخبر عنه مع الفصل بينهما بعشر جمل أجنبية. وكذلك دخول الفاء في الجملة التي زعم أنها الخبر ؛ والفاء لا تدخل في خبر المبتدأ إلا أن يغلب عليه شبه الشرط ... ، وسبب آخر هو كون جملة (فَاتَّقُوا اللّٰهَ) خالية من ضمير يعود على الكاف ... وهي مع ذلك جملة أمرية ، والجمل الأمرية لا تكاد تقع أخبارا إلا نادرا ...».
وأما الوجه الخامس ؛ وهو جعله الكاف بمعنى واو القسم ، فأبطله ابن الشجري واستنكره ؛ إذ لا يقال : كاللّه لأخرجن. وكذلك ضعف الوجه الأول والثاني ، بينما وصف الثالث ، وهو جعل الكاف نعتا للمصدر(حقا)بأنه أقرب إلى الصحة لأمرين : أحدهما : تقارب ما بينهما ، والآخر أن إخراجه من بيته كان حقا ، بدلالة وصفه له بالحق في قوله : (كَمٰا أَخْرَجَكَ رَبُّكَ مِنْ بَيْتِكَ بِالْحَقِّ).
ـ وقد تابع صاحب المغني ابن الشجري في انتقاده لمكي ، وخاصة في الوجه الخامس ، حيث جعل الكاف بمعنى واو القسم. ونسب ابن هشام هذا الوجه إلى أبي عبيدة. (مغني اللبيب ٥٤٦/٢ ـ ٥٤٧). وانظر : مجاز القرآن ٢٤٠/١. كما ذكر أبو حيان في البحر المحيط ٤٦٢/٤ خمسة عشر قولا لإعرابها ، وذكر اضطراب المفسرين في ذلك.
(٢) في الأصل : «تقول : وجل يوجل وييجل ، تبدل».