قدّرت حذف مضاف لأن الوعد لا يقع على الأعيان ، وإنما يقع على الأحداث (١). (وَإِذْ يَعِدُكُمُ) : «إِذْ» في موضع نصب بفعل مضمر تقديره : (٢) [و] اذكر يا محمد إذ يعدكم. وروي عن عاصم (٣) أنّه قرأ (بِأَلْفٍ مِنَ الْمَلائِكَةِ) ـ ٩ ـ [بضم اللام](٤) جعله جمع ألف ، جمع «فعلا» على «أفعل» مثل فلس وأفلس. وتصديق هذه القراءة قوله تعالى : (بِخَمْسَةِ آلافٍ)(٥) ، ف «آلاف» جمع ألف لما دون العشرة ، وهي واقعة على «خمسة آلاف» المذكورة في آل عمران.
١٠٠١ ـ قوله تعالى : (مُرْدِفِينَ) ـ ٩ ـ من فتح الدال (٦) جعله حالا من الكاف والميم في (مُمِدُّكُمْ) ، أو جعله نعتا ل «ألف» ، تقديره : يمدكم متبعين بألف. والهاء في (جَعَلَهُ) ـ ١٠ ـ تعود على «الألف» [وهي ضمير الألف](٧) ، لأنه مذكر. وقيل : تعود على الإرداف ؛ دلّ عليه قوله : (مُرْدِفِينَ)(٨). وقيل : تعود على الإمداد ، ودلّ عليه قوله : (مُمِدُّكُمْ)(٩). وقيل : تعود على قبول الدعاء ، ودلّ عليه قوله : (فَاسْتَجابَ لَكُمْ.) وكذلك الهاء في به تحتمل الوجوه كلّها ، وتحتمل أن تعود على «البشرى» ؛ لأنها بمعنى الاستبشار. ومن كسر الدال في (مُرْدِفِينَ) جعله صفة ل «ألف» ، معناه : أردفوا بعدد آخر خلفهم ، والمفعول محذوف ، وهو
__________________
(١) الأحداث : جمع حدث ، يراد به المصدر. أما الأعيان فيقصد بها ذاتها.
(٢) في الأصل : «معناه».
(٣) هو عاصم الجحدري ، وقد قرأ به أيضا جعفر بن محمد. وقرأ الجمهور على التوحيد. تفسير القرطبي ٣٧١/٧ ؛ والبحر المحيط ٤٦٥/٤.
(٤) زيادة موضحة من(د).
(٥) سورة آل عمران : الآية ١٢٥.
(٦) قرأ بفتح الدال نافع وأبو جعفر ويعقوب. وقرأ الباقون بكسرها. النشر ٢٦٥/٢ ؛ والتيسير ص ١١٦.
(٧) زيادة في الأصل.
(٨) في الأصل : «مردفين إردافا».
(٩) في الأصل : «أَنْ يُمِدَّكُمْ».