حذف الخافض تقديره : ما نهاكما ربّكما عن هذه الشجرة إلا كراهة أن تكونا ؛ أو لئلّا تكونا. والهاء في (هذِهِ) بدل من ياء ، وهي للتأنيث ، ومن أجل أنّها بدل من ياء انكسر ما قبلها ، وبقيت بلفظ الهاء (١) في الوصل ؛ وليس في كلام العرب هاء تأنيث قبلها كسرة ؛ ولا هاء تأنيث تبقى بلفظ الهاء في الوصل غير (هذِهِ) أصلها «هذي» (٢).
٩٠٩ ـ قوله تعالى : (لَكُما لَمِنَ النَّاصِحِينَ) ـ ٢١ ـ اللام في (لَكُما) متعلقة بمحذوف تقديره : إني ناصح لكما لمن الناصحين. فإن جعلت الألف واللام في (النَّاصِحِينَ) للتعريف وليستا بمعنى «الذي» جاز أن تتعلق ب (النَّاصِحِينَ) ، وهو قول المازنيّ.
ونداء «الرّب» قد كثر حذف «يا» النداء منه في القرآن ؛ وعلة ذلك أن في حذف «يا» من نداء «الرب» تعالى ، فيه معنى التعظيم له والتنزيه ، وذلك أنّ النداء فيه ضرب (٣) من معنى الأمر ، لأنك إذا قلت : يا زيد ، فمعناه : تعال يا زيد ، أدعوك يا زيد ، فحذفت «يا» من نداء «الرب» ليزول معنى الأمر وينقص ؛ لأن «يا» تؤكّده وتظهر معناه ، فكان في حذف «يا» (٤) التعظيم والإجلال والتنزيه للرب تعالى ، فكثر حذفها في القرآن والكلام في نداء «الرب» (٥) لذلك المعنى (٦).
٩١٠ ـ قوله تعالى : (وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنا) ـ ٢٣ ـ دخلت (إِنْ) على (لَمْ) لتردّ الفعل إلى أصله في لفظه ؛ وهو الاستقبال ؛ لأنّ (لَمْ) تردّ لفظ المستقبل
__________________
(١) لفظ «الهاء» مكرر في الأصل.
(٢) في الأصل : «هذا» وهو تحريف.
(٣) في(ح) : «طرف». وفي(ق) : «ظرف».
(٤) في الأصل «اليا».
(٥) في الأصل «رب».
(٦) في هامش(ظ)/٥١أ : «قوله تعالى : فَدَلاّٰهُمٰا ـ ٢٢ ـ الألف بدل من ياء مبدلة من لام ، والأصل : دللهما ، من الدلالة ، لا من الدلال. وجاز إبدال اللام لما صار في الكلمة ثلاث لامات. أبو البقاء». انظر العكبري ١٥٦/١.