وأنهم يؤمنون ؛ فعلم الله ما لا يكون لو كان كيف كان يكون ، وأنهم لو ردّوا لم يؤمنوا ، ولكذّبوا بآيات الله ، فأكذبهم الله في دعواهم.
فأمّا من نصب الفعلين فعلى جواب التمني بالواو ؛ لأنّ التمني غير واجب ، فيكون الفعلان داخلين (١) في التمني كالأول ؛ من وجهي الرفع والنصب ، بإضمار «أن» حملا على مصدر (نُرَدُّ) ، فأضمرت «أن» لتكون مع الفعل مصدرا ، فتعطف بالواو مصدرا على مصدر تقديره : يا ليت لنا ردا وانتفاء من التكذيب وكونا (٢) من المؤمنين. فأمّا من رفع (نُكَذِّبَ) ونصب (وَنَكُونَ)(٣) فإنه رفع (نُكَذِّبَ) على أحد الوجهين الأولين ؛ إما أن يكون داخلا في التمني فيكون كمعنى النصب ، أو يكون رفع على الثبات والإيجاب ، كما تقدّم ، أي ولا نكذّب رددنا أو لم نردّ ، ونصب (وَنَكُونَ) على جواب التمني ، على ما تقدم ، فيكون داخلا في التمني (٤).
٧٧٧ ـ قوله تعالى : (بَغْتَةً) ـ ٣١ ـ مصدر في موضع الحال ، ولا يقاس عليه عند سيبويه ، ولو قلت : جاء زيد سرعة ، تريد : مسرعا ، لم يجز.
٧٧٨ ـ قوله تعالى : (ساءَ ما يَزِرُونَ) ـ ٣١ ـ (ما) نكرة في موضع نصب (٥) ب (ساءَ) ، وفي (ساءَ) ضمير [مرفوع] يفسره ما بعده ، كنعم وبئس. وقيل : (ما) في موضع رفع ب (ساءَ).
٧٧٩ ـ قوله تعالى : (وَلَلدَّارُ الْآخِرَةُ خَيْرٌ) ـ ٣٢ ـ «الدار» مبتدأ ، و (الْآخِرَةُ) نعت للدار ، و (خَيْرٌ) خبر الابتداء. وقد اتسع في (الْآخِرَةُ)
__________________
(١) في الأصل : «داخلان» وصححت من(ق ، ظ ، د).
(٢) في الأصل : «رد .... وكون» بالرفع ، والتصحيح من(ق ، ظ ، د)والبيان ٣١٨/١ ، وعبارة الكشف : «يا ليتنا يكون لنا رد وانتفاء من التكذيب ، وكون من المؤمنين».
(٣) وهي قراءة ابن عامر. تفسير القرطبي ٤٠٨/٦.
(٤) الكشف ٤٢٧/١ ؛ والبيان ٣١٧/١ ؛ والعكبري ١٣٩/١ ؛ وتفسير القرطبي ٤٠٨/٦.
(٥) أي : نصب على التمييز.