ومن قرأه (تَكُنْ) ، بالتاء ونصب «الفتنة» ؛ جعلها خبر «كان» ، و «أن» اسم «كان» ، وأنّث (تَكُنْ) على المعنى ؛ لأن «أن» وما بعدها هو الفتنة في المعنى ؛ لأن اسم «كان» هو الخبر في المعنى ؛ إذ هي داخلة على الابتداء والخبر ، وجعل «أن» اسم «كان» (١) هو الاختيار عند أهل النظر ؛ لأنها لا تكون إلا معرفة ، ولأنّها لا توصف ، فأشبهت المضمر ؛ والمضمر أعرف المعارف ، فكان الأعرف اسم «كان» أولى مما [هو] دونه في التعريف ؛ إذ الفتنة إنما تعرّفت بإضافتها إلى المضمر ، فهي دون تعريف «أن قالوا» بكثير. ومن قرأ (٢) «يكن» بالياء ، ورفع «الفتنة» ذكّر ؛ لأن تأنيث «الفتنة» غير حقيقي ، ولأنّ الفتنة يراد بها المعذرة ، والمعذرة والعذر سواء ، فحمله على المعنى فذكّر ، ولأنّ «الفتنة» هي القول في المعنى ، فذكّر (٣) حملا على المعنى (٤).
٧٧٤ ـ قوله تعالى : (أَساطِيرُ) ـ ٢٥ ـ واحدها : أسطورة ، وقيل إسطارة ، وقيل : هو جمع الجمع ، واحدها : أسطار ، وأسطار جمع سطر (٥) ، و (أَكِنَّةً) جمع كنان.
__________________
(١) في الأصل و (د) : «وهو» وفي(ق) : «وهذا هو».
(٢) وهي قراءة حمزة والكسائي وأبي بكر من طريق العليمي ، ويعقوب. وقرأ نافع ، وأبو عمرو ، وأبو بكر(من غير طريق العليمي)وأبو جعفر ، وخلف ، بتأنيث (تكن) ونصب (فتنتهم). وقرأ بتأنيث (لَمْ تَكُنْ) ورفع (فِتْنَتُهُمْ) كل من ابن كثير وابن عامر وحفص. النشر ٢٤٨/٢ ؛ والتيسير ص ١٠١ ـ ١٠٢ ؛ والإتحاف ص ٢٠٦.
(٣) انظر : الكشف ٤٢٦/١ ؛ والبيان ٣١٦/١.
(٤) في هامش(ظ) / ٤٣ ب : «ربنا ـ ٢٣ ـ يقرأ بالجر صفة لاسم اللّه ، وبالنصب على النداء أو على إضمار أعني. وهو معترض بين القسم والمقسم عليه ، والجواب : ما كنّا. أبو البقاء». انظر العكبري ١٣٨/١.
(٥) في المصباح : «والسطر : الصف من الشجر وغيره ، وتفتح الطاء في لغة بني عجل فيجمع على أسطار ، مثل سبب وأسباب. ويسكن في لغة الجمهور فيجمع على أسطر وسطور ، مثل : فلس ، وأفلس ، وفلوس».