معنى : الأمر ذلك. ويجوز أن يكون في موضع نصب على معنى : فعل الله ذلك لتعلموا.
٧٣٤ ـ قوله تعالى : (لا تَسْئَلُوا عَنْ أَشْياءَ) ـ ١٠١ ـ قال الخليل وسيبويه (١) والمازنيّ : (أَشْياءَ) أصلها «شيئاء» على وزن «فعلاء» ، فلما كثر استعمالها استثقلت همزتان بينهما ألف. فقلبت الهمزة الأولى ، وهي لام الفعل ، قبل فاء الفعل وهي الشين فصارت (أَشْياءَ) على وزن «لفعاء» ؛ ومن أجل أنّ أصلها «فعلاء» كحمراء. امتنعت من الصرف ، وهي عندهم اسم جمع ، وليست بجمع «شيء». وقال الكسائي وأبو عبيد : لم تنصرف لأنها أشبهت «حمراء» ، لأن العرب تقول في الجمع : أشياوات ، كما تقول : حمراوات ، ويلزمهما [على هذا](٢) ألا يصرفا أسماء ولا أبناء ؛ لقول العرب في الجمع : أسماوات ، وأبناوات.
وقال الأخفش والفراء (٣) والزّيادي : «أشياء» وزنها «أفعلاء» ، وأصلها «أشيئاء» كهين وأهوناء ؛ فمن أجل همزة التأنيث لم ينصرف ، لكنه خفف ، فأبدل من الهمزة الأولى ، وهي لام الفعل ، ياء ، لانكسار ما قبلها ، ثم حذفت استخفافا لكثرة الاستعمال ، فشيء عندهم أصله : شيّئ على وزن فيعل ، كهين ، وأصله : هيّن على «فيعل» ، وكان أصله قبل الإدغام «هيون» على فيعل كميّت ، ثم خفف ، إلا أن عين الفعل من «شيء» ياء ، وعين الفعل من «هيّن» واو ؛ لأنه من : هان يهون ، كصيّب [من : صاب يصوب](٤) ؛ وهذا الجمع لا نظير له ؛ لأنه لم يقع «أفعلاء» جمعا ل «فيعل» (٥) ، فيكون هذا نظيره ، و «هين وأهوناء» شاذ لا يقاس عليه.
__________________
(١) الكتاب ٣٧٩/٢.
(٢) زيادة من(د).
(٣) معاني القرآن ٣٢١/١.
(٤) زيادة في هامش الأصل.
(٥) في(ظ) : «فعل» وكذا في التاج والبيان. و «فعل» بالتخفيف وزن «شيء» مخففة ، ووزنها بالتشديد «فيعل».