وقيل : (مِنْ) في موضع خفض على البدل من (بِشَرٍّ) بدل الشيء من الشيء ، وهو هو. و (مَثُوبَةً) نصب على التفسير. ومن ضمّ (١) الباء من (عَبَدَ) جعله اسما على فعل ، مبني للمبالغة في عبادة الطاغوت ، كقولهم : رجل يقظ ، للذي تكثر منه الفطنة والتيقّظ ، فالمعنى : وجعل منهم من يبالغ في عبادة الطاغوت ، وأصل هذه البناء للصفات ، و «عبد» أصله الصفة ، ولكنّه استعمل في هذا استعمال الأسماء ، وجرى في بناء الصفات على أصله ، كما استعملوا «الأبرق» و «الأبطح» استعمال الأسماء ، فكسّر تكسير الأسماء ، فقيل : الأباطح والأبارق ، فلم يصرفا كأحمر ؛ وأصلهما الصفة (٢).
٧١٢ ـ قوله تعالى : (وَقَدْ دَخَلُوا بِالْكُفْرِ) ـ ٦١ ـ (بِالْكُفْرِ) في موضع الحال ، وكذلك : (بِهِ) ، والمعنى : دخلوا كافرين وخرجوا كافرين ؛ لم يخبر عنهم أنهم دخلوا حاملين شيئا ؛ إنما أخبر عنهم أنّهم دخلوا معتقدين كفرا.
٧١٣ ـ قوله تعالى : (ما أُنْزِلَ) ـ ٦٤ ـ [«ما»] في موضع رفع بفعله وهو «وليزيدنّ». (كُلَّما) ظرف ، والعامل فيه (أَوْقَدُوا)(٣) ، وفيه معنى الشرط ، فلا بدّ له من جواب ، وجوابه : (أَطْفَأَهَا اللهُ.)
٧١٤ ـ قوله تعالى : (وَالصَّابِئُونَ) ـ ٦٩ ـ مرفوع على العطف على موضع (إِنَّ) وما عملت فيه ، وخبر (إِنَّ) منويّ قبل الصابئين ، فلذلك جاز العطف على الموضع ، والخبر هو (مَنْ آمَنَ) ينوى به التقديم ، فحقّ (وَالصَّابِئُونَ وَالنَّصارى) أن يقع (٤) بعد (يَحْزَنُونَ) ، وإنما احتيج إلى هذا التقدير ؛ لأنّ العطف في (إِنَّ) على الموضع لا يجوز إلا بعد تمام الكلام ، وانقضاء اسم (إِنَّ) وخبرها ، فتعطف «الصابئين» على موضع الجملة. وقد
__________________
(١) الضم قراءة حمزة ؛ وقرأ الباقون بالفتح والنصب. النشر ٢٤٦/٢ ؛ والإتحاف ص ٢٠١.
(٢) الكشف ٤١٤/١ ؛ والبيان ٢٩٨/١ ؛ والعكبري ١٢٨/١ ؛ وتفسير القرطبي ٢٣٤/٦.
(٣) في(ح ، ظ ، ق) : «والعامل فيه أطفأ».
(٤) في(ظ) : «أن يقعا».