حيث إن الله الواهب لكل النعم وجميع ذرات وجودنا ـ جزءا جزءا ـ هي من بحر
فيضه اللامتناهي ، بالإضافة إلى مملوكيتنا له يعبر عنا سبحانه بأننا أصحاب الأموال
، ويدعونا لإقراضه ضمن شروط مغرية ، حيث إن من المعروف السائد أن الديون العادية
تسترجع بنفس مقاديرها إلّا أنه سبحانه ـ بفضل منه ـ يضاعفها لنا بالمئات أحيانا
وبالآلاف أحيانا أخرى.
وإضافة إلى ذلك
فإنه قد وعدنا بأجر كريم أيضا ، وهو جزاء عظيم لا يعلمه إلّا هو.
واحتمل البعض
أن المقصود من القرض الحسن لله في هذه الآيات والآيات المشابهة بمعنى الإقراض للعباد ، لأن الله تعالى ليس بحاجة للقرض
، بل إن العباد المؤمنين هم الذين بحاجة إلى القرض ، وبملاحظة سياق الآيات يفهم أن
المقصود من القرض الحسن في كل هذه الآيات هو الإنفاق في سبيل الله ، بالرغم من أن
القرض لعباد الله هو من أفضل الأعمال أيضا ولا نقاش في ذلك.
ويشير الفاضل
المقداد أيضا في كنز العرفان لتفسير القرض الحسن بأنه كل الأعمال الصالحة .
* س ١٤ : ما هو
معنى قوله تعالى :
(وَالَّذِينَ آمَنُوا
بِاللهِ وَرُسُلِهِ أُولئِكَ هُمُ الصِّدِّيقُونَ وَالشُّهَداءُ عِنْدَ رَبِّهِمْ
لَهُمْ أَجْرُهُمْ وَنُورُهُمْ وَالَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآياتِنا
أُولئِكَ أَصْحابُ الْجَحِيمِ)(١٩)
[سورة الحديد :
١٩]؟!
الجواب / عن
علي بن الحسين عليهماالسلام ـ في حديث ذكر فيه الشهداء ـ :
__________________